حقائق بقلم: ابراهيم نافع

حقائق

بقلم: ابراهيم نافع

احتلت مصر مكانة كبيرة في قلوب الأفارقة‏,‏ زمن التحرر والثورات والثوار‏,‏ وحفظ شباب إفريقيا الثوري لمصر وقوفها إلي جوارهم ومساندتها لهم‏,‏ ومساهمة مصر في مشروعات تنمية إفريقيا وتطويرها وفق قدرات مصر في ذلك الوقت‏,‏ والأكثر أهمية أن مصر كانت تعتبر نفسها دولة إفريقية قلبا وقالبا‏,‏ والأفارقة كانوا يرون مصر دولة افريقية رائدة في مجال التحرر الوطني لم تشعر مصر بالاستعلاء علي إفريقيا‏,‏ ولم يشعر الافارقة بمسافة تفصل مصر عنهم كان لمصر أدوات كثيرة للتأثير منها المادي ومنها المعنوي المادي كان قليلا ومحدو

اما المعنوي فلا يقدر بثمن‏,‏ كانت مصر حاملة لواء
التحرر الوطني لدول القارة‏,‏ وكان للأزهر نفوذ كبير في عديد من دول
القارة التي توجد بها اغلبية أو اقليات مسلمة‏,‏ وكان للكنيسة الارثوذكسية
المصرية نفوذ كبير علي اثيوبيا واريتريا‏,‏ كانت كنيستا البلدين تتبعان
الكنيسة المصرية‏,‏ ثم ولي هذا الزمن‏,‏ لم تعد مصر نموذجا ولا قدوة للدول
الافريقية‏,‏ تراجع دور الازهر لحساب ادوار اخري ابرزها الدور الايراني
وانفصلت كنيسة اثيوبيا عن الكنيسة المصرية‏,‏ ولم تعد تشعر القيادات
الافريقية الحالية بأي فضل لمصر علي بلدانها‏,‏ بل ان هذه القيادات لم تجد
اي مشكلة في نسج شبكة قوية من العلاقات مع إسرائيل‏,‏ فالعلاقات تبني علي
اساس المصلحة‏,‏ إسرائيل تعرف جيدا كيف تنسج علاقات المصلحة مع قادة وشعوب
الدول الافريقية‏,‏ مع القادة هناك المستشارون الامنيون وإمدادات السلاح‏,‏
ومع الشعوب هناك مشروعات الري‏,‏ ومراكز علاج الامراض المتوطنة في
إفريقيا‏,‏ تكنولوجيا الزراعة المتطورة وغيرها من الوسائل والادوات وهناك
ايضا الرغبة في تطوير العلاقات مع الولايات المتحدة‏,‏ واسرائيل اقنعت هذه
الدول بأنها بوابة او مدخل تطوير العلاقات مع واشنطن في ظل هذه الأجواء
يكون منطقيا ان يجري ما يجري الآن بشأن المطالبة باعادة تقسيم الموارد
المائية لنهر النيل‏,‏ وهو أمر احسب ان مواجهته تقتضي بناء استراتيجية
مصرية متكاملة علي قاعدة المصالح المشتركة لا التهديد والتلويح بالقوة‏,‏
لان مصر دولة افريقية مصالحها موجودة في قلب هذه القارة‏,‏ المهم ان تراجع
مصر سياساتها تجاه القارة ودولها وفي القلب منها دول حوض نهر النيل‏.‏
‏inafie@ahram.org.eg‏