الاحساس بالذنب وتأنيب الضمير يقوي بالصوم والصلاة

من طرف نسمة الإثنين سبتمبر 08, 2008 8:18 pm

معدلات الجريمة تنخفض ببركة رمضان
علماء النفس والاجتماع: الاحساس بالذنب وتأنيب الضمير يقوي بالصوم والصلاة

* بحلول الشهر الكريم يودع الله السكينة في القلوب وتهدأ النفوس.. وينعكس ذلك في سلوكهم.. وخلال الشهر الفضيل دراسات عديدة أثبتت ان معدل الجريمة يقل بنسبة كبيرة.
خبراء علم النفس والاجتماع أكدوا أن هذا نتاج طبيعي للصوم علي النفس الإنسانية التي عادة ما تهدأ من خلال الصيام الذي يحدث صدي هائلا علي تصرفات الإنسان.. قالوا: إن شهر رمضان أيضا تجنح النفس فيه إلي فعل الخير.
لذلك نرصد الأسباب الاجتماعية والنفسية لانخفاض معدل الجريمة خلال الشهر الكريم.
الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول: إن معدل ارتكاب الجريمة يقل بالفعل في رمضان لأسباب عديدة منها أن مرتكب الجريمة يشعر بتأنيب ضمير شديد نتيجة أنه يجد ان هناك أناسا في المجتمع يؤدون مناسك الشهر الكريم بقيم أخلاقية راقية.. من هنا فهم يؤجلون نشاطهم الإجرامي إلي ما بعد رمضان. ومن الأسباب أيضا.. قلة درجات احتكاك الناس ببعضهم البعض نتيجة الصيام وهبوط الدورة الدموية.. وبالتالي لا يلجأ الإنسان إلي إحداث الجريمة لأن هذا جزء من السلوك العام.
تضيف الدكتورة عزة كريم ان إعلاء قيمة العلاقات الإنسانية والتزاور بين الناس يؤدي إلي انخفاض مؤشرات الشد داخل مرتكب الجريمة. مما يحد من حدوثها علي الأقل خلال الشهر الكريم.
أشارت أيضا إلي أن الارتباط الدائم بالدين لدي كل إنسان يلعب دورا مهما خلال رمضان. فنجد أن جرائم الاغتصاب والسرقة والنصب تقل بنسبة كبيرة عن باقي شهور السنة. لأن ارتباط الإنسان بالدين يحدث أثرا عميقا في النفس البشرية.
* يقول د. محمد نبيل عبدالحميد -أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنصورة- إن نسبة ارتكاب الجريمة عموما يرتبط بالاعتقاد الأساسي لمرتكبها. وإذا نظر للوضع في الشهر الفضيل لوجدناه يقل كثيرا عن باقي شهور السنة.
وترجع الأسباب لدي الأشخاص الذين لديهم دوافع لارتكاب الجريمة إلي تدني القيم الستة الأساسية في التنشئة الاجتماعية له وهي القيم الدينية والعلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهذه القيم هي مسئولية الوالدين اللذين ينقلان قيم المجتمع لأبنائهما.. وإذا نظرنا للأوضاع في رمضان نجد ان الروحانية التي يشعر بها الفرد في الصوم والصلاة تحدث صدي شديداً في النفس الإنسانية.
* يقول الدكتور يحيي مرسي أستاذ علم الاجتماع جامعة حلوان: إن من طبيعة الإنسان المصري الارتباط بعادات وتقاليد مجتمعه.. والتي تطفو بقوة خلال شهر رمضان الذي يتمسك فيه الأفراد بعادات وقيم مرتبطة به مثل ارتفاع الروحانيات في رمضان والتمسك بإحياء قيم الدين وأداء الصلوات.
أضاف أن كل هذه العوامل تطرح السكينة والسلوك القويم حتي في نفوس الأشخاص الذين يشطح فكرهم إلي ارتكاب الشر والجريمة. وبالنظر إلي حالتهم النفسية بمجرد رؤيتهم إلي هذه القيم الأصيلة الراسخة في المجتمع نجدهم يميلون إلي التفاعل مع المجتمع في عدم ارتكاب الأخطاء في الشهر الكريم.. والحقيقة الثابتة في الشهر المبارك ان نسبة الجرائم تنخفض فعلاً إذا نظرنا إلي معدلاتها في باقي شهور السنة.

منقول