المراهق خسر زوجته وأولاده.. من أجل عيون التلميذة

لم يكن أبداً ذلك الرجل العاشق الرومانسي والزوج المتفاهم المثالي والصديق لأولاده الخمسة قبل أن يكون أباً لهم بل كان دائماً الرجل الأناني الذي يعتبر كل شيء ملكه حتي حقوقه الزوجية كان يأخذها وقتما يشاء هو وليس مهماً عنده رغبات زوجته المهم انهم جميعاً عليهم سماع الأوامر وتنفيذها بالحرف الواحد.
رغب بشدة في لعب دور "سي السيد" ذلك الرجل الذي يدخل بيته ويجد "أمينة" المسكينة في انتظاره وأولاده يهرولون لكسب رضائه وبالفعل لعب الدور بإتقان في زمن اصلا لا يناسب وجوده اعتقاداً منه بأنه بذلك سيجعلهم تحت طوعه ولن يتجرأ أحدهم علي الخروج من سيطرته.
عندما كان يدخل منزله كان يتحول البيت إلي "قبر" فضحكات أولاده التي كانت تتعالي في اركانه في حرية مطلقة تتلاشي عندما يرونه يمتنعون تماماً عن الكلام وكأنهم أصيبوا بالخرس فلا يجوز لهم ان يتكلموا في أي شيء سوي ما يسألهم عنه.
بعد أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً من الزواج ظلت هي فيها مجرد وسيلة لانجاب أولاده الذين بلغوا ثلاث بنات وولدين وليس لها أي حق في ابداء رأيها أو الاعتراض علي أي شيء وكذلك ظل الأولاد عبارة عن كائنات مطيعة تتقبل القسوة والجحود بالترحاب فوجئت به يتزوج من اخري ضارباً بكل شيء عرض الحائط وجعلها تسكن معها في نفس الشقة الكبيرة التي كان قد اشتراها لهم حديثاً. حاولت ان تعاتبه خاصة وأنها علمت ان زوجته الجديدة طالبة عنده في السنوات الجامعية الأولي إلا أنه استخدم معها العنف والإذلال بحجة انها وحيدة في محافظة اخري وان عليها أن تعيش معه والا سيحرمها من كل شيء لذا اثرت الصمت واستسلمت للأمر الواقع.
بدخول تلك الفتاة الجديدة التي لم يتجاوز عمرها بعد الثانية والعشرين أي في عمر ابنه الكبير حياتهم انقلب المنزل إلي جحيم لايطاق خاصة بعد ان رأوا كم الدلال والمعاملة الحسنة التي تلاقيها الحسناء الصغيرة من والدهم والتي رويداً رويداً تحولت إلي مارد آخر واصبحت هي الحاكم الآمر في المنزل الأمر الذي دمر نفسية الزوجة التي اصحبت مجرد خادمة للهانم التي هي اصلا في عمر بناتها.
هنا صرخ فيها أولادها بأن عليها ان تتحرك فكفاهم اذلالا ومع ذلك كانت تعبر إلي ان فوجئت بأبنتها تبكي عند حضورها من جامعتها واخبرتها ان صديقاتها يعرفون زوجة أبيهم الثانية ويؤكدون انها امرأة سيئة السمعة واصبحت الجامعة كلها تتحدث عن والدها والتي اصبحت سيرته علي كل لسان بعد ان استطاعت تلك الأفعي الضحك عليه وهو الاستاذ المرموق وتحول من أجلها إلي متصابي ورجل ليس له كلمة أمام كلمتها.
بالرغم من استيائها إلا انها استمرت علي صبرها حتي عادت ذات مساء ففوجئت بسماع اصوات تصدر من غرفة الزوجة الثانية فأمر بناتها بالتوجه لغرفهن بعد ان تيقنت بأن ثمة أمرا غير شرعي يحدث وقامت هي بفتح باب الغرفة عندما سمعتها تراود احد الاشخاص عن نفسه وكادت ان تسقط من هول الصدمة عندما فوجئت بها تخون زوجها ومع من؟ مع ابنه الكبير. هنا انارت وظلت تصرخ وعندما حضر الزوج أخبرته بأن زوجته كادت ان توقع بابنه في الرذيلة لولا حضورها الا انها فوجئت بها تنكر كل ذلك وتتهمها انها ساعدت ابنها علي القيام بممارسة الرذيلة معا كرهاً عنها وللأسف صدق الزوج رواية زوجته الثانية وانهال عليها وعلي ولده بالضرب والسب.
طوال الليل ظلت تفكر في حياتها معه فماذا جني أولادها من تربيته القاسية سوي القسوة والألم والحرمان وماذا جنت هي من صبر طال اكثر من ثلاثة وعشرين عاماً سوي الاهانة والذل.
في صباح اليوم التالي توجهت إلي مكتب تسوية المنازعات الأسرية في حلوان وامام الاعضاء النفسيين والقانونين قامت بسرد حكايتها ورفعت دعوي طلاق للضرر من زوجها بعد ان قررت الانفصال عنه والذهاب إلي أهلها بأولادها قبل ان تخسر كل شيء في ظل تمسكه بزوجته الثانية وضربه بهم عض الحائط.