أوروبا وبريطانيا تضغطان على السودان لاعادة مساعدات صودرت

أوروبا وبريطانيا تضغطان على السودان لاعادة مساعدات صودرت..















الخرطوم (رويترز) - حثت بريطانيا والمفوضية
الاوروبية السودان على اعادة ما قيمته مئات الالاف من الدولارات من الاصول
التي مولتها المنظمة العالمية واستولت عليها الخرطوم اثناء عمليات الطرد
الجماعي للوكالات الانسانية.وقال السودان يوم الثلاثاء انه تصرف في
اطار اللوائح عندما أخذ الارصدة من الوكالات التي طردت وقال ان له الحق
الان في اعادة توزيع الاموال المصادرة على برامج انسانية اخرى حسبما
يتراءى له.وطرد السودان 13 منظمة مساعدات اجنبية وأغلق ثلاث منظمات
محلية في مارس اذار بعد ان أصدرت المحكمة الجنائية الدولية امر قبض ضد
الرئيس السوداني عمر حسن البشير ليواجه اتهامات بأنه العقل المدبر وراء
فظائع ارتكبت في دارفور.وقالت منظمات طردتها السلطات السودانية من
بينها أوكسفام وفرعان من منظمة اطباء بلا حدود ان الخرطوم استولت على
معدات ومخازن ومبالغ نقدية بعدما اتهمتها بنقل معلومات الى المحكمة وهو
اتهام نفته المنظمات.وأبلغت المفوضية الاوروبية وبريطانيا وهما من
المانحين الرئيسيين لجهود الاغاثة في السودان رويترز ان العديد من الاصول
التي تم الاستيلاء عليها سدد تكاليفها دافعو الضرائب وانه تم استهدافها في
برامج محددة أغلقتها الخرطوم.وقالت المنظمتان انهما تريدان الاصول
التي تبرعتا بها حتى يمكنهما اختيار الطريقة التي يعاد توزيعها بها على
مشروعات انسانية في السودان.ورفض وزير الدولة السوداني للشؤون
الانسانية عبد الباقي الجيلاني يوم الثلاثاء مطالبهما ووصفها بأنها "غير
منطقية" قائلا انه غير ملزم بأي عقود مباشرة مع المانحين.وقال ان المانحين ربما كان لديهم اتفاقات محددة مع منظمات غير حكومية محددة لكنه ليس له أي علاقة بتلك الاتفاقات.واضاف
انه وفقا للقانون السوداني اذا طردت منظمة غير حكومية فان اصولها يجب ان
يعاد توزيعها على المنظمات غير الحكومية العاملة في نفس المجال وان
المانحين ليس من حقهم السيطرة على الاصول.تأتي هذه المطالب في
توقيت حساس بالنسبة للسودان الذي يحاول تحسين العلاقات مع الغرب في محاولة
لرفع أو تخفيف عقوبات تجارية تفرضها واشنطن.وقال متحدث باسم ادارة
التنمية الدولية ببريطانيا لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني "تقدر
قيمتها بنحو 500 الف جنيه استرليني (820 الف دولار) من السلع التي تم
تمويل ثمنها باموال بريطانية ضمن الاشياء التي تم الاستيلاء عليها."وقال
"لقد أوضحنا للحكومة السودانية ان كل السلع المصادرة يجب اعادتها ونبحث
الان أفضل وسيلة لاعادة تخصيص هذه الاصول لجهود الاغاثة المستمرة.وقالت ادارة المساعدات الانسانية بالمفوضية الاوروبية لرويترز انها مازالت تحسب حجم الاموال التي صودرت اثناء الطرد.وقال
جون كلانسي المتحدث باسم المفوضية ان "المفوضية الاوروبية مازالت تلفت
انتباه السلطات السودانية الى حقيقة ان الاصول التي صودرت تم تمويلها
بواسطة دافع الضرائب الاوروبي الذي تحاسب امامه المفوضية."واضاف
"وادارة المساعدات الانسانية بالمفوضية الاوروبية ... تحث على اعادة
الاصول حتى يمكن وضعها في الاستخدام الذي خصصت من اجله لتخفيف المعاناة في
دارفور."وقال كلانسي ان منظمات المساعدات التي طردت ويتم تمويلها
بواسطة ادارة المساعدات الانسانية بالمفوضية الاوروبية تضم التضامن والعمل
في مكافحة الجوع من فرنسا واوكسفام من بريطانيا وكير ولجنة الانقاذ
الدولية من الولايات المتحدة.وقالت مكاتب عمليات اوكسفام واطباء
بلا حدود في هولندا لرويترز في اغسطس اب ان الحكومة السودانية أخذت نحو
5.2 مليون دولار من ارصدتها وأكثر من تسعة ملايين دولار مدفوعات قسرية
للعاملين المحليين الذين فقدوا وظائفهم نتيجة للاغلاق الحكومي.وقال
موظفو مساعدات طلبوا عدم نشر اسمائهم انهم يشعرون بالقلق من ان السودان
ربما يعيد توزيع اصولهم على منظمات ليس لديها الخبرة اللازمة أو الالتزام
بالمبادئ الانسانية الدولية.