الأطفال العاملون بالزراعة‏..‏ في خطر

من طرف **ابراهيم** الخميس سبتمبر 11, 2008 8:33 pm

بصحا الصبح بدري أنا وأخواتي الاثنين نروح المزرعة‏..‏ آخذ يومية أقل من اللي في سني علشان جسمي صغير‏..‏ بكنس الأرض وبنضف الأكواع وبعمل كل شيء يقولولي عليه علشان باخاف من الضرب‏..‏ سواعي المراقب علينا يشتم بنت أو يمد أيده عليها وأنا بخاف منه‏..‏ بروح مش حاسه بجسمي من كتر التعب وعلي طول عندي صداع‏,‏ الاقي أمي مجهزة الأكل‏,‏ أكل وأنام وبصحا بعدها اتفرج علي المسلسل وأرجع أنام تاني‏..‏ نفسي ارتاح من الشقا والشغل ونفسي في حلق دهب وأتجوز وارتاح في بيتي وأجيب عيال وأعلمهم هكذا قالت أمل‏10‏ سنوات لتختصر مقدمة نفتتح بها الكلام عن عمالة الأطفال في الزراعة‏.‏ يقول كرم صابر المدير التنفيذي لمركز الأرض لحقوق الانسان إن الأطفال العاملين بالزراعة حالهم كحال أمل يعملون بمرتبات متدنية وأقل من الكبار وبدون عقود تكفل لهم حقوقهم في الأجازة أو التأمين الصحي والاجتماعي‏..‏ وليت الأمر يتوقف عند ذلك بل إن الكثيرين منهم يتعرضون لأسوأ أشكال العنف وهو الموت في حوادث الطرق أثناء ذهابهم أو عودتهم من رحلة العمل الي القري التي يعيشون فيها‏,‏ كما يتعرضون للعمل في ظروف قاسية مثل رش المبيدات وجني اللطع من القطن في درجة حرارة الجو التي تزيد علي‏40‏ درجة فتصيبهم ضربات الشمس وأمراض الهزال‏..‏ ليس هذا فحسب بل ان قانون العمل يستبعد كل من يعمل في قطاع الزراعة من نطاق تطبيقه‏,‏ وبالتالي يخرج هؤلاء الأطفال من نطاق الحماية القانونية‏,‏ كما يستبعد قانون النقابات العمالية العاملين الأقل من‏18‏ عاما من الحصول علي عضوية النقابات وبالتالي لايجوز لهم الاشتراك في نقابة تكفل لهم الرعاية التنظيمية‏.‏ أما كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية فيعلق قائلا إن قانون العمل حرم عمالة الطفل قبل بلوغه‏16‏ عاما وهي سن الانتهاء من التعليم الأساسي‏,‏ ولكنه سمح بتدريب الأطفال في سن‏12‏ عاما‏,‏ أما قانون الطفل وهو الأكثر تشددا فقد رفع سن الطفولة الي‏18‏ عاما‏,‏ والمشكلة في رأيي ليست في قانون العمل ولكن فيمن يراقب تنفيذ هذا القانون علي أرض الواقع‏,‏ وهو دور وزارة القوي العاملة ولكنها مع الأسف لاتفعل‏,‏ حتي انه من الملاحظ أن عمالة الأطفال باتت مشكلة مجتمعية كبيرة‏..‏ واذا كان هذا هو حال الأطفال بالزراعة فما بالنا بالأطفال العاملين في مهن أكثر خطورة كالمحاجر وكمائن الطوب‏.!‏ ويؤكد كرم صابر أن مخاطر عمل الأطفال بالزراعة لاتقل عن مخاطر العاملين بالمحاجر‏,‏ مشيرا الي أنهم يتعرضون للتسمم بالكيماويات والمبيدات أثناء رش المحاصيل مثل مبيد الفوسفين الذي يستخدم في مقاومة دودة القطن والفوسفات العضوي المستخدم لمكافحة الاصابة بدودة القطن واللوزة‏..‏ والتعرض لهذه المبيدات وغيرها يؤدي للاصابة بالدوار والقيء والاسهال وأيضا الاصابة بالارهاق والصداع وتشويش الرؤية والتقلصات العضلية والغثيان وسرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس وفي الحالات المتأخرة قد يؤدي الي الغيبوبة والموت في بعض الأحيان ناهيك عن الاصابة بالديدان‏,‏ وهي أمراض تنتشر أكثر بين الأطفال والفتيات العاملين بالزراعة بسبب رقة جلودهم التي تسهل امتصاص الكيماويات الخطرة مما يسبب سرطان الأطفال واصابة‏52%‏ منهم بالأنيميا و‏30%‏ بأمراض الكبد‏.‏ ويلفت عادل وليم المدير التنفيذي لمؤسسة أولاد الأرض لحقوق الانسان النظر الي أن عدم دقة الاحصائيات التي ترصد الظاهرة والتي تحاول أن تبين انخفاض اعداد الأطفال العاملين بالريف قد تؤدي الي عواقب خطيرة‏,‏ وتؤثر في ذات الوقت بالسلب علي الأنشطة والجهود التي نحاول معالجتها والقضاء عليها تدريجيا‏,‏ مشيرا الي أن الفدان الواحد المزروع قطنا يحتاج من طفلين الي ثلاثة لإتمام عملية المقاومة اليدوية لدودة القطن في الفترة التي تكون فيها الدودة شديدة الانتشار‏,‏ فلو افترضنا أن مصر تزرع مليون فدان قطنا فنحن هنا بحاجة من‏2‏ إلي‏3‏ ملايين طفل فقط في القط‏,‏ن فما بالنا بالزراعات الأخري‏,‏ ويضيف أن هؤلاء الأطفال يعملون من الثامنة صباحا وحتي السادسة مساء ولايحصلون علي راحة الا لمدة ساعة واحدة غالبا مابين الواحدة والثانية ظهرا ويسمونها تشريبة‏.‏