بحـث
المواضيع الأخيرة
الجزء الثالث المنتظر من فيلم الكوميديا والرومانسية "عمر وسلمى 3 " للنجم تامر حسني ومي عزالدين بحجم 466 ميجا
الإثنين فبراير 13, 2012 8:50 pm من طرف smsm
[size=21]فيلم[/size]
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
فيلم الكوميديا " بنات العم " بطولة ثلاثي الضحك ابطال فيلم "سمير وشهير وبهير" بحجم 437 ميجا على اكثر من سيرفر
الإثنين فبراير 13, 2012 8:26 pm من طرف كامل
[size=21]فيلم[/size]
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:40 am من طرف ashraf
فيلم العيد
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
الفيلم الكوميدى الديكتاتور - نسخة فيديو سي دي فقط 236ميجا - على عدة سيرفرات
الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:16 pm من طرف العنتيل
قصه الفيلم
تدور أحداث فيلم الديكتاتور في إطار سياسي ساخر, حول حاكم يبطش بمن يرفض أو يعترض على أوامره, يخشاه الجميع بسبب دكتاتوريته الشديدة .
تدور بينه و بين أبنائه التوأم العديد من المواقف و الأحداث التي تتناول أزمات المواطن العادي إلى أن تحدث مفاجأة عنيفة تقلب الأمور رأسا على عقب
بطوله
خالد سرحان - حسن حسنى
مايا نصرى - عزت ابو عوف
ادوارد - …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي ( 12 فيلم ) نسخ DvDRip على اكثر من سيرفر ..
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:06 am من طرف tete
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي 12 فيلم
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم العيد :: الرجل الغامض بسلامته :: CaM H.Q :: جودة عالية Rmvb :: نسختين 300 ميجا + 700 ميجا :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:42 pm من طرف tete
فيلم العيد
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم الرعب المصرى ايناب بجوده dvdrip 200 ميجا برابط واحد على اكثر من سيرفر
الخميس مايو 13, 2010 7:47 pm من طرف احساس غريب
انياب
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 2
اقوى مسلسلات رمضان - الكبير - احمد مكى - الحلقة 15 الاخيرة - على اكثر من سيرفر
الخميس سبتمبر 02, 2010 9:38 pm من طرف tete
تدور الاحداث فى احدى
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
حصريآ : فيلم صفر - واحد نسخه vcd ونسخه DVD بأعلى جوده على اكثر من سيرفر
الأحد مايو 30, 2010 2:19 pm من طرف tooooot
Film
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 3
وقفات مع سورة الحديد (4)
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وقفات مع سورة الحديد (4)
وقفات مع سورة الحديد (4)
فهد الشتوي
المقطع الثالث:
ويبتدئ
هذا المقطع من قوله – تعالى -: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد: ١٢].
وينتهي
بنهاية الآية الخامسةَ عشرةَ، وهي قوله – تعالى -: {فَالْيَوْمَ لَا
يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: ١٥].
وهذا
المقطع مرتبط بما قبله؛ فإنه يقرر الأمر بالغرضين السابقين في صورة عجيبة
فريدة، وذلك أنه "حثَّ على النفقة في سبيله؛ لأن الجهاد متوقف على النفقة
فيه، وبذل الأموال في التجهز له، فقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [الحديد: 11]، وهي النفقة الطيبة التي تكون
خالصة لوجه الله، موافقة لمرضاة الله، من مال حلال طيب، طيبة به نفسُه،
وهذا من كرم الله - تعالى - حيث سماه قرضًا، والمال مالُه، والعبد عبده،
ووعد بالمضاعفة عليه أضعافًا كثيرة، وهو الكريم الوهاب، وتلك المضاعفة
محلها وموضعها يوم القيامة، يومَ كلٌّ يتبين فقرُه، ويحتاج إلى أقل شيء من
الجزاء الحسن؛ ولذلك قال: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ...}" الآيات[1].
وهذا الجزاء
هو النور الذي ينير لهم، يوم أن استنارت قلوبهم بنور الإيمان، والتبشير
يقابلهم بالجنات يوم أن استبشرت قلوبهم بحقائق الدين والإيمان، وكان من
تمام بيان هذا النعيم أنْ بيَّن لهم حال الفريق الذي كان يشاركهم الصورة
الظاهرة في تحقيق الإيمان والإنفاق، وهو في حقيقته حرب على الإيمان
والإنفاق؛ بل لهم مؤامرات باطنة يديرونها بينهم، في التواصي على ترك
الإنفاق على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتركوا النبي - صلى
الله عليه وسلم - وينفضُّوا مِن حوله، وكأن الرزق بأيديهم، كما وصف الله
كَيْدَهم ذلك في سورة سُميت باسمهم، سورة المنافقون، فقال – تعالى -:
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ
اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} [المنافقون: ٧]، وحتى هنا
للتعليل - على الصحيح - وليست للغاية؛ لأنها لو كانت للغاية، لكان المعنى:
لا تنفقوا على مَن عند رسول الله إلى أن ينفضوا عنه، فإذا انفضوا، فأنفقوا
عليهم، وهذا المعنى غير مستقيم، وإنما الصواب: أنها للتعليل، فتكون الآية
مبيِّنة كبيرَ كيدِهم في تواطئهم على الكيد للمؤمنين، واتخاذهم الإنفاقَ
وسيلةً من وسائل كيدهم للإسلام وأهله؛ ولهذا فقد بيَّن الله أن خزائن
السموات والأرض بيده – سبحانه - ولكن المنافقين عن هذه الحقيقة غافلون لا
يفقهون.
والله - سبحانه - بهذا يعلِّمنا أن نتوكَّل عليه وحده في
الرزق، فلا تتعلق قلوبنا بأحدٍ سواه، ومِن توكُّلنا أيضًا ألاَّ نجزع من
كيد هذا الصنف الخبيث؛ لأنه مهما كاد فإن الأمر والرزق بيد الله، ولهذا
فقد أَمَر الله المؤمنين بالتصدي لهذا الكيد الغادر من المنافقين بما هو
ضده، وهو أن يتخلص المؤمنون من رقِّ المال، وحبِّ الدنيا، إلى فسحة
الإنفاق والبذل، وعالج هذا في نفوسهم حتى تخلص إلى تحقيق هذا الهدف،
فبيَّن لهم أن حقيقة المال والولد الذي ليس في طاعة الله، إنما هو اللهو،
وإذا كان نظام المال المعروف إنما هو الربح والخسارة، فقد بين لهم أن مَن
ألهاه ماله وولده، فربح في الدنيا وازداد، فإنما حقيقة أمره أنه خاسر،
والخسارة كلمة مؤذية لا ترغبها النفوس، وتنفر عنها وتهرب، ثم بيَّن لهم
أمرًا آخر، وهو أن هذا الإنفاق إنما هو من رزق الله، وبين لهم أن الموت
حقيقة هم إليها صائرون، وأن الندم لا بد أن يشملهم بلباسه القاتم إن هم
تركوا الإنفاق، وفي هذا توطئة لنفوسهم وتهيئة لا تخفى؛ فقال – تعالى -:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ
هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ
أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
[المنافقون: 9، 10].
وهذا الكيد من المنافقين في مسألة الإنفاق
يلبس ثوبًا آخرَ، فإنهم مع البخل والشح والتواصي على ذلك، يعمدون إلى كيدٍ
آخر، وهو الطعن في المُنفِقين من المؤمنين، فإن كانت النفقة كبيرة قالوا:
هذا مُراءٍ بنفقته، وإن كانت النفقة قليلة قالوا: الله غنيٌ عن نفقة هذا،
وهم في كل هذا يريدون منع الإنفاق ليس غير.
قال ابن كثير - رحمه
الله -: "وهذه أيضًا من صفات المنافقين: لا يَسلَم أحدٌ من عيبهم ولَمزِهم
في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدِّقون يَسلَمون منهم، إن جاء أحد منهم
بمال جزيل قالوا: هذا مُراءٍ، وإن جاء بشيء يسير، قالوا: إن الله لغني عن
صدقة هذا؛ كما قال البخاري: حدثنا عبيدالله بن سعيد، حدثنا أبو النعمان
البصري، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال: لما نزلت
آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا:
مرائي، وجاء رجل فتصدق بصاع، فقالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا، فنزلت:
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة:
79]"[2].
وهذه السورة - سورة الحديد - بيَّنتْ كيد هذا الصنف
الخاسر في آية واحدة، فبينت كيدهم في قطع النفقة عن المؤمنين، وبينت كيدهم
في قطع نفقات الناس، وذلك بأمرهم الناس بالبخل وقطع النفقة؛ فقال - تعالى
-: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ
يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24].
قال
ابن عاشور - رحمه الله -: "والمراد بـ{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}: المنافقون،
وقد وصفهم الله بمثل هذه الصفة في سورة النساء، وأمرهم الناس بالبخل هو
الذي حكاه الله عنهم بقوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا
عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7]؛
أي: على المؤمنين.
وجملة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ
الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}: تذييل؛ لأن {وَمَنْ يَتَوَلَّ} يعمُّ {الَّذِينَ
يَبْخَلُونَ} وغيرهم، فإنَّ {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ}؛ أي: في سبيل الله، وفي النفقات الواجبة، قد تولوا
عن أمر الله، و(مَن): شرطية عامة.
وجملة: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ
الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}: قائمة مقام جواب الشرط؛ لأن مضمونها علة للجواب،
فالتقدير: ومن يتولَّ فلا يضر الله شيئًا، ولا يضر الفقير؛ لأن الله غني
عن مال المتولِّين"[3].
وهذا المقطع وهو يبين جزاء المؤمنين
المنفقين يوم القيامة، وأن جزاءهم على قدر أعمالهم؛ قال ابن كثير - رحمه
الله -: "يقول - تعالى - مخبرًا عن المؤمنين المتصدقين: إنهم يوم القيامة
يسعَى نورُهم بين أيديهم في عَرَصَات القيامة، بحسب أعمالهم"[4].
وأما
المنافقون، فإنهم يُعطَون هذا النورَ، ثم يُسلب منهم، فيطلبون الاقتباس من
المؤمنين؛ لأنهم كانوا في الدنيا معهم، قد حصل لهم نور مِن نور هذا
الدِّين، ولكنهم أعرضوا عنه فأظلمت قلوبهم، والجزاء يوم القيامة من جنس
العمل، فيُعطون النورَ ثم يسلب منهم، وقد وصف الله حالهم مع هذا النور في
الدنيا في سورة البقرة؛ فقال – تعالى -: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي
اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ
بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17].
وأما
يوم القيامة، فقد بينتْه هذه الآيةُ من سورة الحديد، وقد ثبت في الحديث
الصحيح عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - يُسأل عن الورود، فقال:
"نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوق الناس، قال: فتدعى
الأمم بأوثانها وما كانت تَعبُد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربُّنا بعد ذلك،
فيقول: مَن تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى
ننظر إليك، فيتجلى لهم يضحك، قال: فينطلق بهم ويتَّبعونه، ويُعطى كلُّ
إنسان منهم - منافقٍ أو مؤمنٍ - نورًا، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليبُ
وحسكٌ تأخذ مَن شاء الله، ثم يَطفَأ نورُ المنافقين، ثم ينجو
المؤمنون"[5]، وإذا انطفأ نور المنافقين، حينها يطلب المؤمنون أن يُتم
الله لهم نورَهم، فلا يطفأ كما أُطفئ نور المنافقين؛ كما قال الله - تعالى
- في سورة التحريم: {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: 8][6].
وهذا
النور الذي يُعطاه المنافقون يوم القيامة ثم يسلب منهم، هو نور خديعة؛
جزاءً لهم، كما قال – تعالى -: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]، وكما قال - تعالى -: {اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15][7].
وهم يُهانون - والعياذ
بالله - في ذلك اليوم أشدَّ الإهانة، فمع هذه الخديعة الكبيرة لهم،
والاستهزاء في شأن النور، فإنهم كذلك يُحجز بينهم وبين المؤمنين بسور له
باب بين الجنة والنار، فيدخل منه المؤمنون، ويمنع منه المنافقون،
فيستغيثون وينادُون المؤمنين: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} [الحديد: 14]، وهم
يعلمون أنهم لم يكونوا معهم إلا بالانتماء الكاذب، ولم يكونوا معهم على
الصدق، وإنما وجدوا الضرورة حين مسهم العذاب، فنادوا بهذا النداء الذي له
ظاهر وباطن، ظاهرُه الانتماء الظاهر الكاذب، وباطنه الانفصال التام، وهم
في الدنيا كانوا يفعلون مثل ذلك، فكانوا إذا رأوا الحاجة لإظهار هذا
الانتماء الكاذب، فعلوه، وإن استغنوا عنه، لم يعلنوه؛ كما قال – تعالى -:
{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ
اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ
نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 141]، وجزاؤهم يوم القيامة من جنس عملهم؛ ولهذا
فقد أجابهم المؤمنون بما يزيد حسرتهم، وذكروهم بفتنتهم بالكفر والنفاق،
والتلبُّث في قَبول الدين، والتردد والشك، حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه.
ومن
أبلغ الإهانة لهم: أنهم بعد أن يزجَّ بهم في النار، يندمون بأنهم لا
ينفعهم شيء، حتى لو أرادت نفوسهم البخيلة الشحيحة أن تفتدي بالمال، فلن
يُقبَل منها، المال الذي كانوا يبخلون به، ويحرضون على منعه، لا ينفعهم
ذلك اليوم.
ومن التهكم بهم: أنهم يعلن لهم بأن النار مأواهم التي
يأوون إليها، وأن هذه النار هي ناصرهم في استغاثتهم وندائهم: {مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 15]، وهذا كما
قال – تعالى -: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ
يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29]، وكما قال – تعالى -: {ذُقْ إِنَّكَ
أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49][8].
هذا وقد كانت
الآيات - كما سبق - صارمة في بيان الحسرة، وعظيم الفاجعة التي أصابت هذا
الفريقَ المخادع، وهذا كله يبين أهمية تحقيق الإيمان التحقيق الصحيح، الذي
لا تشوبه شائبة؛ ولهذا فقد انتقلت الآيات إلى الغرض التالي في السورة، وهو
الغرض الصريح في تأكيد هذا المعنى، وذلك حين استنهض همم القوم كالمستبطئ
لهم في إدراك قلوبهم الخشوع لله، كما هو في المقطع التالي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فهد الشتوي
المقطع الثالث:
ويبتدئ
هذا المقطع من قوله – تعالى -: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} [الحديد: ١٢].
وينتهي
بنهاية الآية الخامسةَ عشرةَ، وهي قوله – تعالى -: {فَالْيَوْمَ لَا
يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: ١٥].
وهذا
المقطع مرتبط بما قبله؛ فإنه يقرر الأمر بالغرضين السابقين في صورة عجيبة
فريدة، وذلك أنه "حثَّ على النفقة في سبيله؛ لأن الجهاد متوقف على النفقة
فيه، وبذل الأموال في التجهز له، فقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [الحديد: 11]، وهي النفقة الطيبة التي تكون
خالصة لوجه الله، موافقة لمرضاة الله، من مال حلال طيب، طيبة به نفسُه،
وهذا من كرم الله - تعالى - حيث سماه قرضًا، والمال مالُه، والعبد عبده،
ووعد بالمضاعفة عليه أضعافًا كثيرة، وهو الكريم الوهاب، وتلك المضاعفة
محلها وموضعها يوم القيامة، يومَ كلٌّ يتبين فقرُه، ويحتاج إلى أقل شيء من
الجزاء الحسن؛ ولذلك قال: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ...}" الآيات[1].
وهذا الجزاء
هو النور الذي ينير لهم، يوم أن استنارت قلوبهم بنور الإيمان، والتبشير
يقابلهم بالجنات يوم أن استبشرت قلوبهم بحقائق الدين والإيمان، وكان من
تمام بيان هذا النعيم أنْ بيَّن لهم حال الفريق الذي كان يشاركهم الصورة
الظاهرة في تحقيق الإيمان والإنفاق، وهو في حقيقته حرب على الإيمان
والإنفاق؛ بل لهم مؤامرات باطنة يديرونها بينهم، في التواصي على ترك
الإنفاق على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتركوا النبي - صلى
الله عليه وسلم - وينفضُّوا مِن حوله، وكأن الرزق بأيديهم، كما وصف الله
كَيْدَهم ذلك في سورة سُميت باسمهم، سورة المنافقون، فقال – تعالى -:
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ
اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} [المنافقون: ٧]، وحتى هنا
للتعليل - على الصحيح - وليست للغاية؛ لأنها لو كانت للغاية، لكان المعنى:
لا تنفقوا على مَن عند رسول الله إلى أن ينفضوا عنه، فإذا انفضوا، فأنفقوا
عليهم، وهذا المعنى غير مستقيم، وإنما الصواب: أنها للتعليل، فتكون الآية
مبيِّنة كبيرَ كيدِهم في تواطئهم على الكيد للمؤمنين، واتخاذهم الإنفاقَ
وسيلةً من وسائل كيدهم للإسلام وأهله؛ ولهذا فقد بيَّن الله أن خزائن
السموات والأرض بيده – سبحانه - ولكن المنافقين عن هذه الحقيقة غافلون لا
يفقهون.
والله - سبحانه - بهذا يعلِّمنا أن نتوكَّل عليه وحده في
الرزق، فلا تتعلق قلوبنا بأحدٍ سواه، ومِن توكُّلنا أيضًا ألاَّ نجزع من
كيد هذا الصنف الخبيث؛ لأنه مهما كاد فإن الأمر والرزق بيد الله، ولهذا
فقد أَمَر الله المؤمنين بالتصدي لهذا الكيد الغادر من المنافقين بما هو
ضده، وهو أن يتخلص المؤمنون من رقِّ المال، وحبِّ الدنيا، إلى فسحة
الإنفاق والبذل، وعالج هذا في نفوسهم حتى تخلص إلى تحقيق هذا الهدف،
فبيَّن لهم أن حقيقة المال والولد الذي ليس في طاعة الله، إنما هو اللهو،
وإذا كان نظام المال المعروف إنما هو الربح والخسارة، فقد بين لهم أن مَن
ألهاه ماله وولده، فربح في الدنيا وازداد، فإنما حقيقة أمره أنه خاسر،
والخسارة كلمة مؤذية لا ترغبها النفوس، وتنفر عنها وتهرب، ثم بيَّن لهم
أمرًا آخر، وهو أن هذا الإنفاق إنما هو من رزق الله، وبين لهم أن الموت
حقيقة هم إليها صائرون، وأن الندم لا بد أن يشملهم بلباسه القاتم إن هم
تركوا الإنفاق، وفي هذا توطئة لنفوسهم وتهيئة لا تخفى؛ فقال – تعالى -:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ
هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ
أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
[المنافقون: 9، 10].
وهذا الكيد من المنافقين في مسألة الإنفاق
يلبس ثوبًا آخرَ، فإنهم مع البخل والشح والتواصي على ذلك، يعمدون إلى كيدٍ
آخر، وهو الطعن في المُنفِقين من المؤمنين، فإن كانت النفقة كبيرة قالوا:
هذا مُراءٍ بنفقته، وإن كانت النفقة قليلة قالوا: الله غنيٌ عن نفقة هذا،
وهم في كل هذا يريدون منع الإنفاق ليس غير.
قال ابن كثير - رحمه
الله -: "وهذه أيضًا من صفات المنافقين: لا يَسلَم أحدٌ من عيبهم ولَمزِهم
في جميع الأحوال، حتى ولا المتصدِّقون يَسلَمون منهم، إن جاء أحد منهم
بمال جزيل قالوا: هذا مُراءٍ، وإن جاء بشيء يسير، قالوا: إن الله لغني عن
صدقة هذا؛ كما قال البخاري: حدثنا عبيدالله بن سعيد، حدثنا أبو النعمان
البصري، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود قال: لما نزلت
آية الصدقة كنا نتحامل على ظهورنا، فجاء رجل فتصدق بشيء كثير، فقالوا:
مرائي، وجاء رجل فتصدق بصاع، فقالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا، فنزلت:
{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة:
79]"[2].
وهذه السورة - سورة الحديد - بيَّنتْ كيد هذا الصنف
الخاسر في آية واحدة، فبينت كيدهم في قطع النفقة عن المؤمنين، وبينت كيدهم
في قطع نفقات الناس، وذلك بأمرهم الناس بالبخل وقطع النفقة؛ فقال - تعالى
-: {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ
يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24].
قال
ابن عاشور - رحمه الله -: "والمراد بـ{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ}: المنافقون،
وقد وصفهم الله بمثل هذه الصفة في سورة النساء، وأمرهم الناس بالبخل هو
الذي حكاه الله عنهم بقوله: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا
عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} [المنافقون: 7]؛
أي: على المؤمنين.
وجملة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ
الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}: تذييل؛ لأن {وَمَنْ يَتَوَلَّ} يعمُّ {الَّذِينَ
يَبْخَلُونَ} وغيرهم، فإنَّ {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ}؛ أي: في سبيل الله، وفي النفقات الواجبة، قد تولوا
عن أمر الله، و(مَن): شرطية عامة.
وجملة: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ
الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}: قائمة مقام جواب الشرط؛ لأن مضمونها علة للجواب،
فالتقدير: ومن يتولَّ فلا يضر الله شيئًا، ولا يضر الفقير؛ لأن الله غني
عن مال المتولِّين"[3].
وهذا المقطع وهو يبين جزاء المؤمنين
المنفقين يوم القيامة، وأن جزاءهم على قدر أعمالهم؛ قال ابن كثير - رحمه
الله -: "يقول - تعالى - مخبرًا عن المؤمنين المتصدقين: إنهم يوم القيامة
يسعَى نورُهم بين أيديهم في عَرَصَات القيامة، بحسب أعمالهم"[4].
وأما
المنافقون، فإنهم يُعطَون هذا النورَ، ثم يُسلب منهم، فيطلبون الاقتباس من
المؤمنين؛ لأنهم كانوا في الدنيا معهم، قد حصل لهم نور مِن نور هذا
الدِّين، ولكنهم أعرضوا عنه فأظلمت قلوبهم، والجزاء يوم القيامة من جنس
العمل، فيُعطون النورَ ثم يسلب منهم، وقد وصف الله حالهم مع هذا النور في
الدنيا في سورة البقرة؛ فقال – تعالى -: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي
اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ
بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17].
وأما
يوم القيامة، فقد بينتْه هذه الآيةُ من سورة الحديد، وقد ثبت في الحديث
الصحيح عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - يُسأل عن الورود، فقال:
"نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوق الناس، قال: فتدعى
الأمم بأوثانها وما كانت تَعبُد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربُّنا بعد ذلك،
فيقول: مَن تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى
ننظر إليك، فيتجلى لهم يضحك، قال: فينطلق بهم ويتَّبعونه، ويُعطى كلُّ
إنسان منهم - منافقٍ أو مؤمنٍ - نورًا، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليبُ
وحسكٌ تأخذ مَن شاء الله، ثم يَطفَأ نورُ المنافقين، ثم ينجو
المؤمنون"[5]، وإذا انطفأ نور المنافقين، حينها يطلب المؤمنون أن يُتم
الله لهم نورَهم، فلا يطفأ كما أُطفئ نور المنافقين؛ كما قال الله - تعالى
- في سورة التحريم: {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: 8][6].
وهذا
النور الذي يُعطاه المنافقون يوم القيامة ثم يسلب منهم، هو نور خديعة؛
جزاءً لهم، كما قال – تعالى -: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ
اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]، وكما قال - تعالى -: {اللَّهُ
يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 15][7].
وهم يُهانون - والعياذ
بالله - في ذلك اليوم أشدَّ الإهانة، فمع هذه الخديعة الكبيرة لهم،
والاستهزاء في شأن النور، فإنهم كذلك يُحجز بينهم وبين المؤمنين بسور له
باب بين الجنة والنار، فيدخل منه المؤمنون، ويمنع منه المنافقون،
فيستغيثون وينادُون المؤمنين: {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ} [الحديد: 14]، وهم
يعلمون أنهم لم يكونوا معهم إلا بالانتماء الكاذب، ولم يكونوا معهم على
الصدق، وإنما وجدوا الضرورة حين مسهم العذاب، فنادوا بهذا النداء الذي له
ظاهر وباطن، ظاهرُه الانتماء الظاهر الكاذب، وباطنه الانفصال التام، وهم
في الدنيا كانوا يفعلون مثل ذلك، فكانوا إذا رأوا الحاجة لإظهار هذا
الانتماء الكاذب، فعلوه، وإن استغنوا عنه، لم يعلنوه؛ كما قال – تعالى -:
{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ
اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ
نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 141]، وجزاؤهم يوم القيامة من جنس عملهم؛ ولهذا
فقد أجابهم المؤمنون بما يزيد حسرتهم، وذكروهم بفتنتهم بالكفر والنفاق،
والتلبُّث في قَبول الدين، والتردد والشك، حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه.
ومن
أبلغ الإهانة لهم: أنهم بعد أن يزجَّ بهم في النار، يندمون بأنهم لا
ينفعهم شيء، حتى لو أرادت نفوسهم البخيلة الشحيحة أن تفتدي بالمال، فلن
يُقبَل منها، المال الذي كانوا يبخلون به، ويحرضون على منعه، لا ينفعهم
ذلك اليوم.
ومن التهكم بهم: أنهم يعلن لهم بأن النار مأواهم التي
يأوون إليها، وأن هذه النار هي ناصرهم في استغاثتهم وندائهم: {مَأْوَاكُمُ
النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحديد: 15]، وهذا كما
قال – تعالى -: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ
يَشْوِي الْوُجُوهَ} [الكهف: 29]، وكما قال – تعالى -: {ذُقْ إِنَّكَ
أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49][8].
هذا وقد كانت
الآيات - كما سبق - صارمة في بيان الحسرة، وعظيم الفاجعة التي أصابت هذا
الفريقَ المخادع، وهذا كله يبين أهمية تحقيق الإيمان التحقيق الصحيح، الذي
لا تشوبه شائبة؛ ولهذا فقد انتقلت الآيات إلى الغرض التالي في السورة، وهو
الغرض الصريح في تأكيد هذا المعنى، وذلك حين استنهض همم القوم كالمستبطئ
لهم في إدراك قلوبهم الخشوع لله، كما هو في المقطع التالي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
سهر الليالى- المدير العام
- عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
رد: وقفات مع سورة الحديد (4)
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
ادهم- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 867
نقاط : 862
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
رد: وقفات مع سورة الحديد (4)
جزاك الله خير على هذه المعلومه
هايدى- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 461
نقاط : 628
تاريخ التسجيل : 20/01/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:57 pm من طرف seif
» البيجامات الشتويه
الخميس نوفمبر 14, 2013 1:44 pm من طرف نفيسة النكادي
» تعالوا نتعلم التطريز خطوة بخطوة../ غرزة الظل
الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 12:24 pm من طرف الوفاء اخلاص
» فيديو.. لحظة إطلاق الإخوان الخرطوش علي متظاهري الإسكندرية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/29/981646#sthash.LM2ITjLz.dpuf
السبت يونيو 29, 2013 11:41 am من طرف ashraf
» عاجل| أجهزة الأمن تلقي القبض على 6 مسلحين من التيار الإسلامي بالإسكندرية والقاهرة والدقهلية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/28/980720#sthash.7YiLhZQE.dpuf
الجمعة يونيو 28, 2013 6:57 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:55 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:43 pm من طرف ashraf
» تحميل برنامج خاشع المؤذن للجوال نوكيا n73 - n95 - n70
الإثنين ديسمبر 10, 2012 9:55 am من طرف waleedclim
» الديكور الخارجي والحدائق ...
الخميس نوفمبر 15, 2012 1:17 pm من طرف steam84