انشاء مركز للبيانات صديق للبيئة تحت الارض في فنلندا

انشاء مركز للبيانات صديق للبيئة تحت الارض في فنلندا


هلسنكي (رويترز) - تعد احدى شركات الطاقة في
هلسنكي لاقامة ما تقول انه سيكون أكثر مراكز البيانات صداقة للبيئة على
وجه الارض وذلك في جو شديد البرودة بكهف ضخم تحت كاتدرائية أرثوذكسية
بالمدينة.وسيتم امتصاص الحرارة الزائدة المنبعثة من مئات من خوادم
الكمبيوتر التي ستوضع في الكهف الجبلي تحت كاتدرائية اوسبنسكي -وهي من
أكثر الاماكن التي يتوافد عليها السياح بالمدينة- وتوجيهها الى شبكة من
الانابيب يجري تسخينها بالماء لتدفئة المنازل بالعاصمة الفنلندية.ويقول
يوها سيبيلا مدير المشروعات بشركة هلسينجين انرجيا للطاقة "من الممكن
انتاج نسبة كبيرة من التدفئة في العاصمة من خلال الطاقة الحرارية المتولدة
في قاعات الكمبيوتر."وتستخدم فنلندا ودول أخرى بشمال أوروبا شبكات
تعمل بالماء كقناة لمصادر الطاقة المتجددة حيث تستخدم المخلفات لتسخين
الماء الذي يضخ في شبكة الانابيب.ومن المقرر أن يبدأ في يناير
كانون الثاني تشغيل مركز البيانات الجديد التابع لشركة أكاديميكا المحلية
لخدمات تكنولوجيا المعلومات. ويعتبر هذا المركز احدى الوسائل الرامية
للتصدي للمخاوف البيئية ازاء تزايد استخدام الانترنت كمستودع لبيانات
العالم ومعالجتها.وتركز شركات تسعى لتخفيض انفاقها على تكنولوجيا
المعلومات بشكل كبير على المدى البعيد على انشاء مراكز البيانات التي تمثل
ما يصل الى 30 بالمئة من فواتير الطاقة لكثير من المؤسسات.وتستخدم
مراكز البيانات مثل تلك الخاصة بشركة جوجل نحو واحد بالمئة من طاقة العالم
ويزداد طلب مثل تلك المراكز على الكهرباء بسرعة كبيرة.وهناك مشكلة
رئيسية وهي أن نسبة تتراوح بين 40 و45 بالمئة فقط من الطاقة المستخدمة في
مراكز البيانات تذهب للعمليات الفعلية لاجهزة الكمبيوتر بينما يستخدم
الباقي غالبا لخفض حرارة الخوادم.وقال ستيفن ناتاسينغ الرئيس
التنفيذي لمؤسسة فاكسا للابحاث "هذا الامر يضع ضغطا كبيرا على شركات
تكنولوجيا المعلومات اذ أن الزيادة في تكاليف الطاقة لامداد الخوادم
بالكهرباء وتبريدها تفوق الطلب على الخوادم."وأضاف "لكن شركات
تكنولوجيا المعلومات لا يمكنها مواجهة هذا التحدي وحدها ويجب عقد شراكات
جديدة مع خبراء في ادارة الطاقة مثل شركات المرافق وغيرها."وانبعاثات
ثاني اكسيد الكربون من مراكز البيانات تمثل نحو ثلث الانبعاثات من
الطائرات ولكنها تنمو بنسبة عشرة بالمئة سنويا وتقترب الان من مستويات
الانبعاثات لدول بأكملها مثل الارجنتين أو هولندا.وقال سيبيلا انه
الى جانب توفير التدفئة للمنازل في العاصمة الفنلندية فان مركز اوسبنسكي
الجديد للبيانات سيستخدم نصف كمية الطاقة التي يستخدمها مركز البيانات
التقليدي.وسيساهم مركز البيانات في شبكة تدفئة المدينة بما يساوي طاقة توربين رياح كبير أو بما يكفي لتدفئة 500 منزل كبير.وقال
بيتاري بايفانين رئيس المبيعات في أكاديميكا "الحفاظ على البيئة نقطة
بالغة الاهمية لدى البيع ولكن خفض التكاليف يوازيها في الاهمية."وسيخفض
المركز عندما يتوسع كما هو مقرر 375 ألف يورو (561 ألف دولار) من فواتير
الطاقة السنوية للشركة. وبلغت ايرادات أكاديميكا 15 مليون يورو عام 2008.وقال سيبيلا "الطرفان فائزان. نحن نقدم للعميل نظام تبريد رخيصا كما يمكننا استخدام الحرارة الزائدة."وموقع
مركز البيانات أسفل الكاتدرائية يعطيه ميزة اضافية وهي الامن. وسيحل
المركز محل مخبأ سابق للاحتماء من القنابل حفرته ادارة الاطفاء أثناء
الحرب العالمية الثانية ليحتمي به مسؤولو المدينة من الغارات الجوية
الروسية.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]