تعديل مفهوم السدة الرئوية‏..‏ وتحذير من تزايد التحجر الرئوي

من طرف وفاء الخميس ديسمبر 10, 2009 1:19 pm

تعديل مفهوم السدة الرئوية‏..‏
وتحذير من تزايد التحجر الرئوي بالصعيد
مصر مازالت في المنطقة الخضراء من إنفلونزا الخنازير

حســن فتــحي

تعديل مفهوم السدة الرئوية‏..‏ وتحذير من تزايد التحجر الرئوي 44927_14m

تعديل
مفهوم السدة الرئوية وتقنين دور الكورتيزون في علاجها لتفادي المضاعفات
القلبية‏,‏ وتحديد مفهوم انتكاسة السدة الرئوية‏,‏ والتشخيص المبكر لأورام
الرئة والتقنيات غير التقليدية في علاجها‏'‏الليزر والكي الحراري والتبريد
والدعامات‏'‏وانفلونزا الخنازير‏..‏كانت ضمن أهم الموضوعات التي ناقشها
المؤتمر الإقليمي التاسع للجمعية المصرية للشعب الهوائية في أسيوط
بالتعاون مع جمعية الإمارات للأمراض الصدرية بحضور‏800‏ طبيب من مختلف
الجامعات المصرية ووزارة الصحة والدول العربية‏.‏

فمن المحاور
المهمة في المؤتمر ـ كما يقول الدكتور طارق محفوظ أستاذ ورئيس قسم الصدر
بطب أسيوط ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ـ تغيير مفهوم مرض السدة الرئوية
المزمنة‏,‏ حيث كان ينظر إليه حتي وقت قريب علي أنه مرض رئوي فقط‏,‏ اليوم
تمدد مفهومه ليشمل العديد من أجهزة الجسم‏,‏ خاصة التغيرات التي تحدث في
القلب بسببه‏,‏ لأن أغلب الوفيات نتيجة مضاعفات قلبية‏,‏ وتتمثل مضاعفات
السدة في القلب في الجلطة القلبية بالشريان الرئوي وجلطات الرئة‏,‏ علما
بأن أمراض القلب أصبحت هي المسبب الثاني للوفاة من السدة الرئوية‏,‏ إذ
تحل ثانيا بعد أورام الرئة‏,‏ كما أن العلاج بالكورتيزون المستنشق في
السدة الرئوية كان موضع خلاف‏,‏ بعدم حسم دوره في حساسية الصدر‏,‏ وتم
تقنين دور الكورتيزون المستنشق في مرضي السدة الرئوية للحماية من
المضاعفات القلبية‏,‏

كذلك هناك خلاف جوهري من حيث تعريف مفهوم
انتكاسة مرض السدة الرئوية‏,‏ وهي التي تؤدي للوفاة‏,‏ فالمفهوم السابق
للانتكاسة كان مطاطا‏,‏ أصبح الآن محددا‏,‏ بأي تغيير في مسار المرض عن
المعتاد عليه المريض‏,‏ سواء في مستوي ضيق التنفس أو السعال وكمية
البصاق‏,‏ وعلي المريض فورا اللجوء للطبيب‏,‏ لأن هذه المظاهر هي مؤشر
الانتكاسة‏,‏ والتي ثبت بالتأكيد أن هناك تناسبا طرديا بين عدد الانتكاسات
التي تعرض لها مريض السدة وبين سرعة تدهور المرض ومعدل الوفاة‏.‏

وأضاف
الدكتور طارق محفوظ أن من القضايا التي تهم الصعيد وناقشها المؤتمر‏,‏
التحجر الرئوي‏,‏ حيث تزداد معدلاته في الصعيد نتيجة التلوث الصناعي من
مصانع السكر والخشب الحبيبي ونسبة وفياته في ازدياد‏,‏ واهتم المؤتمر ببحث
مسبباته والصور الإكلينيكية المتعددة والمختلفة التي تحدث للمرض‏,‏ مؤكدا
أنه بدون التشخيص المبكر يصعب علاجه‏,‏ حيث يحتاج المريض إلي جرعات عالية
من الكورتيزون بما له من مضاعفات‏,‏ كما يدخل بسرعة في فشل تنفسي حاد‏.‏

أما
عن آخر تطورات الموقف من إنفلونزا الخنازير في مصر‏,‏ فيوضح الدكتور عادل
خطاب أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس أنه حتي آخر نوفمبر لدينا‏3520‏
حالة إصابة توفي منهم حتي‏4‏ ديسمبر‏27‏ حالة‏,‏ بنسبة‏7‏ في الألف‏,‏
وتبلغ النسبة عالميا‏12‏ في الألف‏,‏ و‏23‏ حالة من الوفيات كانوا يعانون
من عوامل خطورة كالحمل والسمنة المفرطة والسكر غير المضبوط وأمراض قلب
والسدة الرئوية والفشل الكلوي واعتلال بالكبد‏,‏ ورغم أن لدينا ظاهرة أن
معظم الحالات كانت بالمستشفيات وبالتالي الوفيات عالميا معظمها‏70%‏ تحت
سن‏25,‏

لكن في مصر يظل أنه أمام الـ‏27‏ حالة وفاة هناك‏50‏ حالة
حدثت لها التهابات رئوية وفشل تنفسي ومنهم من احتاج جهاز تنفس صناعي‏,‏
ومنهم من كان لديه عوامل خطورة لكنهم شفوا‏,‏ ونتوقع في الفترة المقبلة
زيادة في عدد الإصابات‏,‏ وبالتالي الوفيات‏,‏ لكن‏99%‏ من الحالات تأتي
صورة الأإفلونزا في أعراض بسيطة ولاتحتاج للعلاج بمضاد الفيروس المعروف
حاليا أو حتي دخول مستشفي‏,‏ أما الـ‏1%‏ الباقون‏,‏ فنسبة‏10%‏ منهم فقط
تكون حالتهم شديدة ويحتاجون للعناية المركزة‏.‏وأضاف الدكتور خطاب إننا
لدينا في مصر‏3‏ محاور من حيث قياس شدة المرض‏,‏

هي زيادة عدد
الحالات‏,‏ والمضاعفات التي تحدث‏,‏ ونسبة الوفيات‏,‏ وفي كل محور
لدينا‏4‏ درجات‏'‏ أخضر‏,‏ أصفر‏,‏ برتقالي‏,‏ أحمر‏'‏ ومازلنا في مصر حتي
الآن في المرحلة الخضراء عامة‏,‏ لأن الانتقال إلي درجة أخري يعني حدوث
تعديل في محورين من المحاور الثلاثة المذكورة‏,‏ ولدينا تعديل في محور
واحد هو الوفيات‏,‏ حيث انتقلنا فيه للمرحلة الصفراء‏,‏ لأن نسبة الوفيات
بلغت‏7‏ في الألف‏,‏ حيث تتوقف المرحلة الخضراء عند نسبة‏5‏ في الألف‏,‏
ومن باب التوضيح فقط‏,‏ فإن المدارس تغلق شهرا إذا بلغنا اللون
البرتقالي‏,‏ ومن‏4‏ ـ‏12‏ أسبوعا إذا بلغنا اللون الأحمر‏.‏

أما
عن الجديد في علاج أورام الرئة‏,‏ فأوضح الدكتور طارق صفوت أستاذ الصدر
بطب عين شمس ورئيس الجمعية والمؤتمر أنه يجب علي كل مدخن عمل أشعة علي
الصدر سنويا‏,‏ وعليه في حال وجود سعال مستمر‏15‏ يوما غير مستجيب
للعلاج‏,‏ مراجعة طبيب مختص لعمل فحوصات لاحتمال وجود ورم‏,‏ علي أن يتم
التدرج في الفحوصات بالأشعات من أشعة عادية ثم مقطعية إذا كان هناك تضخم
في الغدد الليمفاوية مع التهابات بالرئة وهناك أجهزة الإشعاع الذاتي التي
تحدد نوعية النسيج هل حميد أم خبيث‏,‏ وبعض الأورام لاتظهر بالأجهزة
الليفية الضوئية وتحتاج لأجهزة مساعدة‏,‏

مشيرا إلي طرق علاج
الأورام بالليزر والكي بالتبريد والدعامات‏,‏ والأخيرة تستخدم لفتح مجري
التنفس في أمراض القصبة الهوائية مثل ضغف غضاريفها وبالتالي ارتخاءها
أثناء الزفير وإلي ضيق شديد في التنفس‏,‏ والدعامة تساعد علي فتح مجري
التنفس وتحسين حياة المريض‏,‏ كما تستخدم في الأورام ذات النمو السريع حتي
بعد استئصالها‏,‏ حيث يحتاج المريض بعد استئصال الورم إلي وضع الدعامة
لتحسين نوعية حياته‏,‏ والدعامة تحتاج إلي تنظيف بالمنظار الضوئي الليفي
كل‏3‏ ـ‏6‏ أشهر‏,‏ علما بأنه يمكن الاستغناء عن الدعامة في حال تحسن
المريض‏.‏

وأوضح الدكتور عصام جودة أستاذ الأمراض الصدرية بطب
الإسكندرية إن التعريف الجديد لمرض السدة الرئوية والناجم غالبا عن
التدخين لفترات طويلة يشمل ان هذا المرض له شق التهابي‏,‏ ومن هذا المنطلق
أيدت الهيئة العالمية‏'‏ جولد‏'‏ والتي تضع التعليمات العالمية لعلاج
السدة الرئوية استخدام بخاخات الكورتيزون الموضعي طويل المفعول في
علاجه‏,‏ وخاصة عندما تكون درجة المرض شديدة‏,‏ وذلك في تزامن مع استخدام
موسعات الشعب الهوائية ومستقبلات بيتا طويلة المفعول‏,‏ ووجد أن هناك
منافع عدة لهذا الاستخدام منها السيطرة علي النهجان الشديد المصاحب للمرض
وتقليل الأزيز في الشعب الهوائية‏'‏الضيق الشديد‏'‏ وتخفيف حدة الأزمات
والفشل التنفسي الحاد لهؤلاء المرضي‏,‏

وعند استعمال بخاخات
الكورتيزون الموضعي طويل المفعول مع السدة الرئوية يجب مراعاة الجرعات
المعطاة بحيث تتناسب وشدة المرض لكي لاتحدث مضاعفات جانبية كظهور فطريات
بالفم أو خلل مؤقت بالسمع أو طفح جلدي‏.‏

ويقول الدكتور سمير خضر
أستاذ الحساسية من المعروف أن الركن الأساسي في باثولوجية حساسية الصدر هي
الالتهاب المزمن‏,‏ ولكن نفس هذا الالتهاب قد يكون في أمراض أخري
كالانسداد الشعبي أو الأمفزيما أو التمدد الشعبي‏,‏ لكنه يختلف كما ونوعا
حسب المرض‏,‏ وعليه فإن فلسفة قياس شدة ونوع الالتهاب في مرضي حساسية
الصدر تمثل مدخلا مهما في علاجها مستقبلا‏,‏ ويرتكز علي دعامتين‏,‏ أولا
قياس عدد الخلايا الحمضية في البصاق‏'‏أقل من‏2%‏ في الشخص العادي وقياس
أكسرىد النتريك في هواء الزفير‏,‏ ويوجد عدة أنواع من الالتهابات في
الخلايا الحمضية

وتستجيب كلية لمشتقات الكورتيزون أو الخلايا
البيضاء التي لاتستجيب مطلقا لمشتقات الكورتيزون‏,‏ أو المزيج بين
النوعين‏,‏ فتكون الاستجابة غير كاملة أو لاتوجد خلايا علي الإطلاق
ويستجيب المريض في هذه الحالة لموسعات الشعب‏,‏ وعليه فإنه يوصي باستخدام
أقل كمية ممكنة من مشتقات الكورتيزون بالاستنشاق لتعطي أكثر فاعلية للمريض
تحسبا لعدم حدوث مضاعفات في المدي البعيد‏.‏ ثانيا‏'‏ هواء الزفير‏'‏
ويمكن التمييز بين الالتهاب الحمضي والتهاب الخلايا البيضاء ويمكن قياس
شدة نجاح العلاج بتقليل أكسرىد النتريك بعد استخدام مشتقات الكورتيزون‏,‏
والعكسرصحيح‏,‏ كما يمكن زيادة جرعة الكورتيزون إذا زادت النسبة في هواء
الزفير وبالتالي زيادة مشتقات الكورتيزون‏,‏ كما يتكشف لنا ذلك مدي تعاون
المريض في استخدام العلاج‏,‏ والكشف إن كان مدخنا أم لا‏.‏

من طرف مشمش الخميس ديسمبر 17, 2009 8:25 pm

تعديل مفهوم السدة الرئوية‏..‏ وتحذير من تزايد التحجر الرئوي

تعديل مفهوم السدة الرئوية‏..‏ وتحذير من تزايد التحجر الرئوي

رد: تعديل مفهوم السدة الرئوية‏..‏ وتحذير من تزايد التحجر الرئوي