الفتنة تطل برأسها من جديد في منطقة الشرق الأوسط

من طرف roidaa الأحد سبتمبر 28, 2008 8:06 pm

تطل الفتنة برأسها من جديد في منطقة الشرق الأوسط. وتنذر بحالة من الفوضي والاضطراب. تخفي وراءها أيادي أجنبية عابثة حتي تظل المنطقة دائما علي فوهة بركان.
المعركة الكلامية الدائرة الآن بين السنة والشيعة أحد مظاهر هذه الفتنة فقد اندلعت دون مناسبة لإحداث فرقة في العالم الإسلامي. وخاصة بين الدول العربية صاحبة الأغلبية السنية وبين الشيعة بقيادة إيران.
وامتدت المعركة إلي ملاسنة حادة بين الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من جهة وبين زعامات دينية في إيران. وصلت إلي حد إعلان جبهة علماء الأزهر ومثقفين عرب مناصرتهم للشيخ. في الوقت الذي رفع فيه فريق من المحامين والناشطين الشيعيين دعوي قضائية أمام المحكمة الشرعية في قطر يطالبون فيها بسحب الجنسية القطرية منه بعد أن اتهموه بإشعال الفتنة بين المسلمين وتشويه سمعة الشيعة والتحريض علي تكفيرهم.
هذه المعركة ليس الآن زمانها ولا أوانها. في ظل التربص الأمريكي ومعه كل الدول الغربية وحتي الصين وروسيا بإيران والضغط عليها لإيقاف برنامجها النووي. والتحفز الإسرائيلي لضرب هذا البرنامج بغارات جوية!!
أيضا.. فوجئنا علي غير توقع بانفجار سيارة مفخخة في دمشق أدت إلي مصرع 17 وإصابة 14 وقد وصف وزير الداخلية السوري الحادث بأنه إرهابي.
ففي الوقت الذي بدا فيه أن مرحلة جديدة من التصالح السوري اللبناني قد تأصلت إلي حد الاتفاق علي إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين لأول مرة. وما بدا أيضا من استقرار الأوضاع السياسية والامنية في لبنان نفاجأ بهذا التفجير!!
وهذا الحادث يجعلنا نتساءل عمن وراءه وما هدفه. في ضوء ما قيل عن مفاوضات سورية إسرائيلية للتوصل إلي اتفاق يعيد الجولان إلي سوريا. وينهي التوتر علي الحدود الاسرائيلية اللبنانية. خاصة مع ما يذاع عن قرب لقاء بين الشيخ حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني والشيخ سعد الحريري زعيم تيار المستقبل لوضع اللبنة الأخيرة في بناء لبنان الموحد.
من المستفيد إذن من هذه المرحلة الجديدة من تفجر الأوضاع في المنطقة في ضوء العقبات والمماطلة الاسرائيلية لمنع إقامة دولة فلسطين مستقلة قبل رحيل الرئيس الامريكي بوش عن البيت الأبيض في نهاية هذا العام.
فإذا أضفنا إلي ذلك ما أعلنته مصر في الأمم المتحدة من أن هناك يدا أجنبية تعبث في إقليم دارفور السوداني. واصرار لويس كامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية علي توجيه اتهام للرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في الإقليم ووقوع مشادة عنيفة بينه وبين وزراء الخارجية العرب في نيويورك وانسحابه من اجتماعهم ندرك أن هذه حلقة في مسلسل التربص بالمنطقة وإثارة القلاقل فيها وجعلها دائما علي فوهة بركان!!