رغم اعتبارها فتحا جديدا للحفاظ علي عضلة القلب‏:‏الأطباء ينصحون بالتروي في استخدام الخلايا الجذعية

رغم اعتبارها فتحا جديدا للحفاظ علي عضلة القلب‏:‏
الأطباء ينصحون بالتروي في استخدام الخلايا الجذعية
لعلاج أمراض القلب
كتبت : سهير هدايت
شهدت مكتبة الإسكندرية أخيرا ورشة عمل عن الجديد في علاج أمراض القلب شارك فيها كل من جراح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب وطبيب القلب الأمريكي الدكتور رجيف جالتي أستاذ القلب بمستشفي مايو كلينيك‏.‏

وأجمع كبار الأطباء علي عدم وجود دليل علمي حقيقي حتي الآن يؤكد أن حقن الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظم يؤدي إلي استقرارها في عضلة القلب‏,‏ فمازال العلماء يحاولون فهم دور هذه الخلايا وطريقة عملها‏,‏ وأوضحوا أن اندفاع بعض الأطباء لحقن عضلة القلب بنخاع العظم لإحتوائه علي خلايا جذعية يحتمل تحولها لخلايا عضلية هو مجرد تصور لا يستند إلي حقيقة علمية موثقة‏.‏

وأن الأمر مازال يحتاج للكثير من الأبحاث علي حيوانات التجارب للإجابة علي الأسئلة المطروحة‏,‏ ويعد القفز لتطبيق هذه التقنية علي المرضي تخطيا للقواعد الاخلاقية ومحاولة لإعطاء أمل زائف للمرضي‏,‏ ودعوا لتوحيد الجهود في مجال البحث العلمي بدلا من بعثرتها حتي يمكن التوصل لادلة حقيقية تؤكد استفادة المرضي من هذا الاسلوب العلاجي‏.‏

وخلافا لذلك‏,‏ عرض الدكتور مجدي عبد الحميد أستاذ أمراض القلب بكلية طب قصر العيني النتائج الأولية قصيرة المدي لاستخدام الخلايا الجذعية في‏10‏ مرضي مصابين بجلطات الشرايين التاجية وأثبتت المتابعة قصيرة المدي تحسنا في كفاءة عضلة القلب في‏4‏ حالات‏,‏ في حين لم تتغير كفاءة القلب في مريضين‏,‏ موضحا أنه من السابق لآوانه الجزم بمدي فاعلية هذا العلاج لكل المرضي‏,‏ ولكن يمكن القول ان استخدام الخلايا الجذعية في علاج المرضي بعد حدوث جلطات الشرايين التاجية آمن تماما‏,‏ ولم تحدث أي حالة وفاة لمن عولجوا بها‏,‏ شريطة أن يكون الطبيب ذا خبرة وعلم بكيفية حقن هذه الخلايا‏.‏

ورغم الجدل الكبير الذي يحظي به استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض القلب‏,‏ إلا أن استعراض نتائج الأبحاث العالمية التي تمت في هذا المجال يبين أنها فتح جديد للحفاظ علي عضلة القلب بعد الإصابة بالجلطة‏.‏ وأجمع الخبراء علي أنها تمثل الأمل‏,‏ شريطة التأكد التام من مدي فاعليتها وإمكانية تحولها لخلايا قلبية‏.‏ وطالبوا بعدم التعجل في تطبيقها حتي يجمع العلماء علي جدواها بعد تكون الجلطة للحفاظ علي عضلة القلب مع وضع الضوابط الأخلاقية اللازمة لعدم تعريض حياة المريض لوسيلة علاج مشكوك في فاعليتها‏.‏

وأوضح الدكتور عادل زكي استاذ ورئيس قسم القلب بقصر العيني أنه يتم حاليا إجراء دراسات يشارك فيها الدكاترة شريف الطوبجي وخالد سرور وحسين رزق ووائل النجار تؤكد إن الخلايا الجذعية هي نوع فريد من الخلايا لدية القدرة علي التجدد والتحول لمختلف انواع الخلايا‏,‏ وبالرغم من أن كل نوع من خلايا الجسم يختص بوظيفة معينة‏,‏ فإن الخلايا الجذعية غير مبرمجة لآداء وظيفة محددة‏,‏ ويمكنها عند صدور إشارة معينة لها أن تتحول لأي نوع من انواع خلايا الجسم‏.‏

ولذلك تتجه الابحاث الحديثة للاستفادة من خواص الخلايا الجذعية في علاج الانسجة المصابة والتالفة‏.‏ وتؤكد نتائج الابحاث الحديثة قدرتها علي التحول لمعظم أنواع خلايا الجسم التخصصية‏,‏ ومن ثم استعاضة الانسجة والاعضاء التالفة من أعضاء الجسم‏.‏ وفي قسم القلب والأوعية الدموية بقصر العيني‏,‏ وأكدت نتائج تجربة علي‏8‏ مرضي لعلاجهم من قصور الشريان التاجي بطريق الحقن بالخلايا الجذعية عقب عمليات توسيع وتركيب دعامات إمكانية الحفاظ علي عضلة القلب من التليف بعد حدوث الجلطات‏,‏ كما أثبتت المتابعة تحسن حالاتهم بصورة واضحة‏.‏

شكرا لك على هذا الابداع

فرح مصر