البورصات العالمية تتقدم لليوم الثاني علي التوالي

من طرف **بهاء** الأربعاء أكتوبر 15, 2008 9:04 pm

البورصات العالمية تتقدم لليوم الثاني علي التوالي
الحكومات العربية والغربية تواصل ضخ السيولة في الأسواق

عواصم عالمية- وكالات الأنباء:

لاتزال الحكومات العالمية تواصل جهودها لانقاذ القطاع المالي العالمي من التدهور مما يهدد المزيد من البنوك الكبري بالافلاس بسبب نقص الائتمان مما دعاها إلي التركيز علي حزمة مساعدات واجراءات مصرفية ترمي إلي ضخ مزيد من السيولة في الأسواق.
ورفعت الامارات تمويلها الطاريء للبنوك إلي أكثر من الضعف ليبلغ 120 مليار درهم "67.32 مليار دولار" أمس في حين كثفت دول الخليج العربية جهودها لمكافحة الأزمة المالية العالمية.
لكن حكومة دبي لم توضح للبنوك كيفية توجيه 70 مليار درهم "19 مليار دولار" من السيولة الاضافية- وهو أكبر تدخل نقدي حتي الآن- بعد ان فتح البنك المركزي الاماراتي تسهيلا ائتمانيا بقيمة 50 مليار درهم الشهر الماضي.
وأمر رئيس الوزراء بتحويل المبلغ لوزارة المالية لضخه في القطاع المصرفي لحمايته من الاضطرابات العالمية دون ان تذكر تفاصيل أو آلية تنفيذ ذلك.
وتأتي هذه الخطوات في أعقاب مبادرات طارئة غير مسبوقة علي مدي أسبوع في دول الخليج والعالم بأسره لانعاش القطاع المالي الذي يشله الخوف ويهدد بدفع الاقتصاد العالمي إلي كساد كبير.
ووعدت حكومة الامارات في وقت سابق هذا الاسبوع بحماية جميع البنوك الوطنية من مخاطر الائتمان وبتوفير السيولة الكافية للاقراض فيما بين البنوك وبضمان ودائع البنوك.
وقال عبدالله الطريفي رئيس هيئة الأوراق المالية والسلع ان مجموعة الاجراءات التي اتخذتها السلطات ومنها ضخ السيولة وتسهيل اعادة شراء الشركات لاسهمها وضمان الودائع قادرة علي تعزيز الثقة في أسواق المال.
من جانبها دعت كمبوديا أمس الدول المتقدمة إلي التركيز علي التخفيف من حدة الفقر في البلدان صاحبة الاقتصاديات الأقل نموا. وذلك في اطار خططها الرامية لتدعيم الاقتصاد العالمي لمواجهة الأزمة المالية.
وفي كلمة أمام الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن. حذر ممثل كمبوديا لدي الصندوق تشيا تشانتاو وممثلها لدي البنك أون بورن مونيروث من ان تجاهل الدول الأقل نموا خلال الأزمة المالية الحالية سيكون له تأثير سلبي بعيد المدي علي الاقتصاد العالمي.
وأوضح المسئولان في بيان مشترك ان العولمة تعني ان بلدا مثل كمبوديا ليست محصنة من أزمات مثل تلك التي تعصف بالعالم حالياً.
وحققت مؤشرات أسواق المال الخليجية ارتفاعا قويا أمس لليوم الثاني علي التوالي بعد سلسلة خطوات اتخذتها الحكومات ساهمت علي ما يبدو في ترميم ثقة المستثمرين وذلك في خضم الانتعاش الذي تشهده الاسواق العالمية.
وارتفع مؤشر سوق دبي بحوالي 11% ليغلق عند مستوي 34.3703 نقطة أما مؤشر سوق أبوظبي فقد قفز ب 5.7% إلي مستوي 76.3595 نقطة وهو أعلي ارتفاع له في يوم واحد منذ عام ..2001 وجاء الارتفاع في السوقين الاماراتيين بفضل نشاط أسهم القطاع العقاري وصعد مؤشر سوق مسقط بحوالي 4.8% بينما هبطت بوراصة الكويت ثاني أكبر الاسواق المالية العربية بحوالي 3.0% وكانت سوق الكويت السوق الخليجية الوحيدة التي سجلت خسائر أمس الأول بينما كانت باقي الأسواق الخليجية تحلق لتعوض بعضا من خسائر الأسبوع الماضي القاسية.
وكانت حكومات عربية أخري اتخذت سلسلة من التدابير خلال الايام الماضية لتعزيز النظام المالي الذي خيم عليه شبح الأزمة المالية العالمية وعمدت كل من السعودية والكويت والامارات والبحرين إلي خفض مستوي الفائدة وأعلنت عن توفير عشرات مليارات الدولارات للمصارف المحلية دعما للسيولة.
وفي تطور آخر تخلي الاتحاد الأوروبي عن خطته المعلنة بتقديم مليار يورو كمساعدة غذائية للدول النامية وتمكينها من تجاوز أزمة ارتفاع المواد الغذائية في الأسواق العالمية وقرر أعضاء لجنة الموازنة بالبرلمان الأوروبي أمس في بروكسل وفي خطوة مفاجئة إرجاء التصويت علي قرار جري التحضير له منذ عدة أشهر ينص علي الافراج عن مبلغ مليار يورو قبل نهاية العام الجاري.
وأعلن النواب الأوروبيون وأنهم قبلوا اقتراحاً من المجلس الأوروبي بارجاء اجراءات التصويت في انتظار بحث المسألة ضمن الاعداد لموازنة عام .2009
وأكد مصدر في البرلمان الأوروبي أنه لا يتوقع أية حل لهذه المسألة قبل نهاية العام الجاري علي الأقل ورفضت المفوضية الأوروبية التي اقترحت خطة مساعدة الدول النامية التعقيب علي هذا التطور السلبي الذي يتزامن مع تكريس الدول الأوروبية لعشرات المليارات من اليورو حاليا لدعم مؤسساتها المصرفية وتجاوز الأزمة المالية والمصرفية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن ان الأمم المتحدة علي ثقة من تنفيذ الحكومات تعهداتها بمساعدة فقراء العالم موضحا أنه بالرغم من أزمة السوق المالية العالمية وتأثر العالم "بزلزال وول ستريت" فقد تم جمع 16 مليار دولار ونوه بان كي مون إلي ان هناك آلية لمراقبة تنفيذ هذه التعهدات مضيفاً ان الأزمة المالية العالمية ربما تكون قد ألقت بظلالها علي الاعمال التي تؤديها الأمم المتحدة لكنها لم تسيطر عليها.
وكانت الأمم المتحدة قد حددت أولويات للقضاء علي الفقر والجوع بحلول عام 2015. وعلي حد تعريف البنك الدولي فان القوة الشرائية للأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع لا تتعدي 25.1 دولار في اليوم وكان مسئول بالأمم المتحدة أكد في وقت سابق ان عدد الجائعين في العالم زاد بمقدار 150 مليون نسمة بين جوعي ومصابين بسوء التغذية الحادة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الربيع الماضي.
وفي آسيا ضخ بنك اليابان 2.1 تريليون ين أخري للطواريء في سوق النقود في طوكيو وهو اليوم ال 19 علي التوالي من هذه العملية لتسهيل الاقتراض بين البنوك.
وقد ضخ البنك المركزي سيولة جديدة في سوق النقود حيث بلغت مستويات الاقتراض بالتحويلات التليفونية ليلة أمس بالنسبة لاقتراض البنوك الأجنبية ما بين ال 55.0 في المائة وال 65.0 في المائة وهو فوق الهدف الرسمي لبنك اليابان وهو 5.0 في المائة.
وقد أعلن رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رد ان بلاده ستخصص مبلغ 4.7 مليار دولار أمريكي لتعزيز اقتصاد البلاد وأوضح رد ان استراتيجيته "ستعزز الاقتصاد القومي وتدعم الأسر الاسترالية باعتبار خطر حدوث تباؤ طويل وعميق للنمو الاقتصادي في البلاد.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي ان المبالغ المالية ستنفق علي مدي العامين المقبلين لزيادة المعاشات والضمان الاجتماعي للأسر. وزيادة المنح للساعين لشراء أول مسكن لهم. ولمشاريع البنية التحتية أيضاً.
من ناحية أخري أعلن البنك المركزي الصيني أمس ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لدي الصين إلي مستو قياسي جديد إذ بلغ الاحتياطي 91.1 تريليون دولار في نهاية سبتمبر الماضي بفضل الفوائض المتراكمة للميزان التجاري الصيني.
وزاد احتياطي النقد الأجنبي لدي الصين في نهاية سبتمبر الماضي بنسبة 33% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي حيث بلغ حجم الزيادة خلال تلك الفترة 3.377 مليار دولار وأشار البنك إلي زيادة احتياطي النقد الأجنبي في شهر سبتمبر الماضي وحده بمقدار 4.21 مليار دولار وكان احتياطي النقد الأجنبي لدي الصين قد بلغ في نهاية العام الماضي 53.1 تريليون دولار بزيادة نسبتها 48% عن 2006 وأعلنت الحكومة الصينية أمس الأول وصول الفائض التجاري للبلاد خلال الأشهر التسعة الأولي من العام الحالي إلي 9.180 مليار دولار بانخفاض نسبته 6.2% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وفي سياق متصل انتعشت الاسواق المالية الاسيوية بشدة علي خلفية خطط الانقاذ التي طرحتها الدول الغربية للقضاء علي الأزمة المالية المستحكمة وارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة بلغت عند الاغلاق إلي 15.14% وهي من أعلي نسب الارتفاع التي شهدها المؤتمر في تاريخه.
وعلي الصعيد الأوروبي دعا رئيس المفوضين الأوروبية خوزيه مانويل باروزو قادة دولة التكتل الأوروبي السبع والعشرين الذين يبدأون اليوم لقاء يستمر يومين علي مستوي القمة في بروكسل الي استكمال التدابير والاجراءات المتخذة حتي الان لمواجهة الأزمة النقدية والمالية التي تعصف بالاسواق العالمية.
وقال باروزو في مؤتمر صحفي ان القمة مدعوة إلي تحديد المعالم النهائية لآلية التنسيق المشتركة بين الدول الأوروبية وعلي منوال ما توصلت اليه قمة مجموعة اليورو الأحد الماضي في باريس.
وقد اعتمدت المفوضية أمس خطط انقاذ بريطانية وايرلندية للقطاع المالي وضمان الودائع المصرفية وتوفير السيولة في الاسواق بعد هبوط الأسهم الاوروبية الاسبوع الماضي لأدني مستوياتها بسبب تراجع ثقة المستثمرين وكانت الأسهم الأوروبية أمس قد حققت صعودا جماعياً بفضل جهود الحكومات الأوروبية في تقديم خطط الانقاذ حيث ارتفع مؤشر فينانشال تايمز 100 للأسهم البريطانية بمقدار 42.251 نقطة في منتصف تعاملات الأمس ليصل إلي 23.4508 نقطة.
وفي باريس سجلت البورصة ارتفاعاً قويا حيث ازداد مؤشر "كاك-40" 87.169 نقطة ليصل إلي 37.3701 نقطة بنسبة ارتفاع قدرها 81.4% وذلك بعدما سجل أمس أعلي ارتفاع يومي في تاريخه بلغت نسبته 18.11%.
وقالت فرنسا انها ستقدم اموالا تصل 260 مليار يورو تتضمن 320 مليار يورو لاعادة تمويل البنوك. ومبلغاً آخر بحجم أربعين مليار لوكالة تدعمها الحكومة لتزود البنوك برءوس أموال اضافية.
وفي الولايات المتحدة كشف الرئيس الأمريكي أمس عن اجراءات واسعة لدعم النظام المصرفي والمالي الامريكي واعادة الثقة فيه وقال بوش ان جزءا من مبلغ ال 700 مليار دولار. سيتم تخصيصه لشراء حصص في البنوك الامريكية المحلية ولاحقا أعلن وزير الخزانة الأمريكية ان تسعة مصارف أمريكية وافقت علي بيع حصص لها لمصلحة الخزينة الأمريكية وأوضح بوش ان "رأس المال الجديد سيساعد البنوك المتعثرة لسد الفجوة التي خلفتها الأزمة الان" منوها إلي كون الاجراء "قصير الأمد للحفاظ علي قدرة النظام المصرفي الأمريكي"
وبموجب الصلاحيات الممنوحة لها في خطة الانقاذ المالي البالغة كلفتها 700 مليار دولار وكان قد وقعها الرئيس الأمريكي الأسبوع الفائت بعد ان مررها الكونجرس. ستستثمر وزارة الخزانة ما يصل إلي 250 مليار دولار في قطاع المصارف المتعثرة مقابل الحصول علي أسهمها. وفق ما كشفه مسئول تم ايجازه بالمقترح. لافتاً إلي ان تسعة مصارف ستزود برأسمال من الحكومة الأمريكية لانقاذها من الافلاس.
في غضون ذلك. أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي "المصرف المركزي الامريكي" انه سيزود ثلاثة مصارف مركزية. وفي خطوة غير مسبوقة. مبالغ غير محددة في خطوة لضخ سيولة في النظام المصرفي العالمي وقال الاحتياطي الفيدرالي أنه سيقرض المصرف المركزي بانجلترا وسويسرا والاتحاد الأوروبي بسعر فائدة محددة وفق ما جاء في بيان مشترك مع المصارف.