شباب مغاربة يرافقون كلاب الـ"بيت بول" بحثا عن القوة والمال

من طرف **tete** السبت أكتوبر 18, 2008 8:02 pm

اعتبرها أخصائيون "عدوانية يسقطونها على الحيوانات"
شباب مغاربة يرافقون كلاب الـ"بيت بول" بحثا عن القوة والمال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مرافقة كلاب البيت بول ظاهرة شبابية

الرباط- حسن الأشرف

تزايدت في الفترة الأخيرة حوادث اعتداء مباغتة لكلاب الـ"بيت بول" الشرسة PIT BULL على مواطنين مغاربة، يرافقها شباب في الشوارع والحدائق ويقومون بتدريبها مباهاة واستعراضا للقوة، وأحيانا وسيلة لكسب بعض المال من خلال مباريات الرهان، كما يستغلها مجرمون أيضا في عمليات السرقة والابتزاز والدفاع عن أنفسهم ضد رجال الأمن.

ويعتبر معالج نفسي، مرافقة الشباب المغربي بكثرة لهذه الفصيلة من الكلاب الشرسة "عدوانية يسقطونها على تلك الحيوانات"، إضافة إلى الرغبة في الحصول على "اعتراف" ما يمنح لهؤلاء الشباب هوية من نوع خاص، في حين يبرر أخصائي في علم النفس التواصلي مثل هذه السلوكيات بكونها تمنحه شعورا خفيا بالقوة قد يكون مفتقدا لها.

تخدير البيت بول

يمنح بعض ملاك الكلاب مواد مخدرة وأقراص هلوسة لهذه الفصيلة من الكلاب حتى تصبح أكثر عنفا وشراسة وقوة، وكي تصبح طاعتها عمياء لصاحبها، فتفعل ما يأمره بها ولا تتراجع

وقد نجا طفل بأعجوبة قبل أيام قليلة في مدينة طنجة (شمال) بعد أن هاجمه كلب "بيت بول" وغرز أنيابه في بطنه، ورغم محاولات صاحب الكلب و المارة زجر الكلب الشرس إلا أنه ظل يمسك الطفل.

وقبل ذلك بأسابيع خلت توفيت طفلة صغيرة بسبب هجوم مفاجئ لكلب هائج ارتمى على ساقيها الصغيرتين ولم ينته من افتراسه لها إلا بعد أن مزق شرايين ساقيها وأرداها، وقبلها كاد شاب أن يفقد عضوه التناسلي بسبب هجوم صاعق لكلب شرس عليه، جعله يخضع لعلاج مكثف حتى لا يفقد ذكورته إلى الأبد.

ويلجأ بعض الشباب المرافق لكلاب البيت بول إلى ترويضها وتدريبها على تقوية فكيها من أجل شحذ أسنانها وتمتينها من خلال وضع إطارات العجلات من الحجم الكبير وإعطاء الأوامر لها للانقضاض عليها ونهشها، كتدريب على حالات واقعية قد تحدث لهم من قبيل مباغتة لصوص أو مجرمين.

ويمنح بعض ملاك الكلاب مواد مخدرة وأقراص هلوسة لهذه الفصيلة من الكلاب حتى تصبح أكثر عنفا وشراسة وقوة، وكي تصبح طاعتها عمياء لصاحبها، فتفعل ما يأمره بها ولا تتراجع عن ذلك إلا والهدف تحت سيطرتها الكاملة، سيما أن قوة إطباق فكها تصل إلى حوالي 3 أطنان.

الشعور بالقوة

وأكد الدكتور لطفي الحضري، الاختصاصي في علم النفس المرضي وعلم النفس التواصلي، في حديثه لـ"العربية.نت" أن تبرير سلوكات الشباب بمرافقة هذه الكلاب الشرسة يمكن يرجع إلى سببين: الأول يتمثل في رغبة هؤلاء الشباب المغربي خاصة في التشبه بشباب الغرب الذي يعرف هذه العادة منذ سنوات كثيرة، والسبب الثاني يراه الأخصائي النفسي متجليا في إحساس الشباب بالقوة جراء مرافقة هذه الفصيلة من الكلاب التي تمثل نوعا من الشراسة وتمنحه شعورا خفيا بالقوة التي قد يكون مفتقدا لها، وهو -يردف الحضري- نفس ما عايشه الشباب العربي في فرنسا مثلا ومشاكله مع الشرطة الفرنسية في الأحياء الهامشية للعاصمة باريس وغيرها، حيث كانت تحدث مناوشات واصطدامات، وكان البعض يستعمل فيها كلابا شرسة مثل البيت بول وغيرها.

وحول ظاهرة لجوء بعض الشباب المغربي إلى استغلال هذه الكلاب في ألعاب رهان وقمار، قال الحضري إن الأمر يشبه تطور للعبة "لوطو " الكلاب وهي ألعاب تمنح منظميها إحساسا بالقوة والتفرد على الغير.

إسقاط للعدوانية

واعتبر الدكتور عبد المجيد كمي، الأخصائي النفسي، في حديث لـ"العربية.نت" أن الأمر يتعلق بموضة وسلوك شبابي يعبر عن حالة نفسية يعيشونها من جراء البطالة والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها، وبالتالي فهي نوع من العدوانية يسقطونها لا شعوريا على كلاب "البيت بول"، وهذه الحيوانات تقوم بالسلوكيات العنيفة التي يتمنى هو أن يمارسها في دواخله ولا وعيه الشعوري.

وقال كمي إنه يمكن إرجاع هذه الظاهرة المتفاقمة أيضا إلى حب التباهي والتحدي والرغبة في الحصول على "اعتراف" ما يمنح لهؤلاء الشباب هوية من نوع خاص، وهم بذلك يرمون إلى نيل اعتراف بهم من خلال تلك الحيوانات التي يرافقونها".

كلاب تعشق الدم

وقال الدكتور كصير لخليفي، طبيب بيطري: إن هناك تمارين خاصة تُجرى لكلاب "البيت بول" من قبيل تقييدهم بطريقة محددة وإعطائهم طعاما معينا مما يزيد من شراستهم حتى دون اللجوء إلى حبوب مخدرة.
وزاد الطبيب البيطري بالتأكيد على أن هذه الكلاب حيوانات شرسة بطبيعة مكوناتها الجينية التي تجعلها أقرب إلى العنف، رغم أنها تكون تحت رعاية الإنسان وترويضه لها وهو ما يفسر كثرة الهجمات في الآونة الأخيرة لهذه النوعية من الكلاب على مواطنين وتسببها في إصابتهم بجروح خطيرة وعاهات أحيانا، مما يمثل انتهاكا للقانون المغربي الذي يمنع تجوال هذه الكلاب لخطورتها.

ولفت الطبيب البيطري إلى أن كلب البيت بول من النوع الذي كلما رأى دما ينزف يصير أكثر عدوانية وشراسة، فمنظر الدم يثير ملكة الهجوم والشراسة لديه، وبالتالي تكون لديه قابلية الاستمرارية في عدوانيته وقتاله.