أسماء الحسني بين التشــــــكيك‏...‏ والتأكيد‏!

من طرف هاوى الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 3:45 pm

أسماء الحسني بين التشــــــكيك‏...‏ والتأكيد‏!‏
علماء الدين‏:‏ إدعاء البعض بعدم صحتها بدعة ويعد نوعا من الإلحاد
هذه الأسماء من الأمور التي لا يجب الاقتراب منها وإثارة الجدل حـولها

الشريعة الإسلامية تتضمن العديد من الأمور والثوابت التي لا يجب الاجتهاد فيها بالإضافة إلي الغيبيات والتي من المفترض الإيمان بها دون أي تردد أو تشكيك‏....‏ ومن تلك الأمور الإيمان بالجنة والنار والثواب والعقاب وعذاب القبر إلي غير ذلك من الأمور الغيبية‏...‏ هذا ليس معناه اغلاق العقل وعدم التفكير ولكن لو كان هناك اجتهاد في تلك الأمور لكان السابقون أولي بذلك منا بالإضافة إلي معرفة ما جدوي ذلك الاجتهاد هل سيقدم شيئا إلي الدين الإسلامي أم لا‏..‏ أم أنه بمثابة زوبعة في فنجان فقط لا غير‏...‏ ومن الأمور الغريبة التي حدثت في الأيام الماضية قيام البعض بالإدعاء والتشكيك في أسماء الله الحسني مستدلين بالعديد من الأدلة‏....‏ الأمر الذي أدي إلي حدوث بلبلة كبيرة في الوسط الاسلامي‏...‏ اسلاميات المسائي حاورت بعض علماء الدين من أجل الوصول إلي الحقيقة فكانت هذه آراؤهم‏:‏

يقول الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية إن التشكيك في نسبة بعض أسماء الله الحسني إلي الذات العلية وما ينبغي أن تصف به من الصفات العلية الثابتة بنصوص قاطعة في قوله تعالي ولله الأسماء الحسني فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه‏.‏

وهذا ينبيء عن أن أسماء الله الحسني هي صفات تعبر عن الجلال والجمال والعلو والتنزيه للذات العلية بما يليق بكمال وجلال الله سبحانه وتعالي‏.‏

وأضاف الدكتور الجندي أن هذا الأمر لابد أن يكون ثابتا لا مجال للشك فيه ولا لإثارة الجدل حوله أو بلبلة المسلمين مشيرا إلي أن علماء التوحيد أفاضوا في ذكر هذه الصفات وحسموا هذا الأمر مشددين علي وجوب اتصاف الباريء سبحانه وتعالي بالأسماء التي أحصوها بتسع وتسعين صفة والتي قال عنها علماء الكلام أنها أسماء توقيفية أي أنها وردت نصا وحصرا عن الرسول صلي الله عليه وسلم ونقلت اليه من الروح القدس جبريل عليه السلام وهذا إن دل فإنما يدل علي أن هذه الصفات لا يجوز إنكار بعضها‏.‏

وطالب الدكتور محمد الشحات بعدم الإقتراب من تلك الصفات وعدم إثارة الجدل حولها والتسليم بصحتها والإيمان بمعناها ومضامينها لأن ذلك يعد من أهم الأمور التي تعبر عن مدي إيمان المسلم‏.‏

وقال الدكتور جودة أبو اليزيد المهدي نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الوجه البحري إن إدعاء البعض بعدم صحة بعض أسماء الله الحسني بدعة خاصة أن تلك الأمور عليها إجماع من العلماء علي مدي‏14‏ قرنا ولا يوجد أحد من علماء الإسلام منذ القرن الثاني الهجري حتي الآن تحدث بمثل ذلك مشددا علي أن هذا الرأي نوع من الإلحاد لذا قال تعالي ولله الأسماء الحسني فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه‏.‏

وأضاف الدكتور جودة أن الأسماء الحسني وردت كاملة أي التسعة والتسعون اسما في الكتب الصحيحة والمسانيد بالإضافة إلي إتفاق العلماء علي قبول هذه الأسماء بترتيبها دون تغيير أو تبديل مناشدا الجميع بضرورة الالتزام بما اتفق عليه العلماء وعدم الخوض فيما هو مخالف للعقيدة قائلا إذا كان هؤلاء المدعون يرفضون اسم الله الضار فمن هو الضار والنافع فهل هناك إله غير الله‏.‏

وذكر أنه لا يجوز من الناحية العقائدية رفض هذه الأسماء وأن من ينادي بذلك هم دخلاء علي الفكر الإسلامي لأن تلك الأمور تعد ثوابت متفقا عليها‏.‏

وأوضح الدكتور صبري عبدالرءوف الأستاذ بجامعة الأزهر أن الله سبحانه وتعالي يقول في كتابه ما يؤكد أن لله أسماء من أحصاها وتضرع اليه بها استجاب لدعائه وحقق رجاءه وفي الحديث النبوي يقول صلي الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين أسما من أحصاها دخل الجنة وقد تناقلت الأمة الإسلامية أسماء الله الحسني علي ما هو متعارف عليه جيلا بعد جيل ولم نر من الناس من يعترض أو يشكك في هذه الأسماء التي تناقلها الناس أمة بعد أمة متسائلا هل معني هذا أن هذه الأسماء توقيفية لا يجوز للإنسان أن يقول بغيرها؟ أم أن المقصود هنا كثرة عدد أسماء الله الحسني؟

وقال إن المسلمين قديما وحديثا اتفقوا علي أن الله عز وجل متصف بكل كمال منزه عن كل نقص وأن الله تعالي لا مانع من وصفه بصفات الجمال والجلال والكمال لكن الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة والتي آثارها بعض الدعاة ما كان يجب أن تكون خاصة بعد ظهور تلك الأفكار الغربية التي تريد تشكيك المسلمين في كثير من قضاياهم وأن هذه المسألة ما أثارت ضجة فقط ولكنها في الحقيقة أثارت فتنة بين المسلمين‏.‏

جعلتهم ينشغلون بهذه القضية عن قضايا كثيرة كان الأولي بهم بحثها مطالبا بعدم الاهتمام بهذا الكلام المثار وألا نستمع إلي من يتحدث بخصوصها لأن يعد خير علاج لهذه الفتنة هو عدم ذكرها ونشرها‏.‏

ومن جانبه أكد الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة أن هذه القضية لا ينبغي أن يدور حولها كلام لأنها محسومة قديما وكل ما يقال حولها الآن نوع من الاجتهاد وترجيح رأي علي آخر والأمة ليست في حاجة لمثل هذه المسائل الفرعية التي تشغلها عن القضايا الكلية‏.‏

وأبدي الدكتور الدسوقي استغرابه الشديد قائلا ما جدوي هذه القضية هل هي تزيد الايمان بالله أو تنقصه‏,‏ أو أنها تنال من جلال الله تعالي؟ مضيفا أننا في حاجة إلي أن يتجه العلماء والمفكرون بتقديم علاج لمشكلات الأمة الخطيرة وأن يقفوا أمام تلك التحديات التي نواجهها بدلا من تلك الأمور الفرعية‏.‏

ومن جانبه أكد الدكتور طه حبيشي رئيس قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر‏.‏ أنه منذ فترة من الزمن ونحن نري أصواتا ترتفع هنا وهناك تشكك في ثوابت الأمة وأهم ثوابتها ما يتصل منها بالعقيدة ومن أهم ما يعتقده الانسان حقائق ومعاني ودلالات أسماء الله الحسني وتفعيل أسماء الله الحسني في المجتمع أمر ضروري ومطلب شرعي حيث قال الاثر تخلقوا بأخلاق الله والقرآن الكريم حين أخبرنا أن لله الأسماء الحسني إنما أخبرنا بذلك ضمن إطار كامل يحتوي علي الوظيفة والاثر الذي يطلب من المؤمن أن يحققه في ذاته حين يتعرف علي أسماء الله الحسني

فمعرفة أسماء الله الحسني ليست معرفة مجردة عن العمل ولاهي بالمقطوعة عن الفرد ولا عن المجتمع فالله عز وجل يقول في بيان هذه الوظيفة التي تقوم بها معرفة أسماء الله الحسني ولله الأسماء الحسني فادعوه بهاوطبقا لهذه الأية يتبين لنا أن الانسان يجب عليه أن يرغب إلي ربه كلما دفعته الحاجات أو خايلته المرغبات والآمال ومن خلال هذا النص الكريم كذلك تبين لنا أن الله قد وجهنا الي أن نتخذ من اسمائه الحسني وسائل الي اسمي الغايات ووسائط الي أنبل الاهداف وهدف المرء وغاياته ان يستجيب الله له دعاءه الذي يعبر عن مطالبه وأعلي مطالبه هو ما يتمناه او يرجوه من رضا ربه عنه‏.‏

وأضاف انه لقد علم بعض الناس هذا عن الامة الاسلامية وعلاقتها بربها وهم حين علموا ذلك ورغبوا معه في صرف الأمة عن غاياتها أرادوا أن يدخلوا بها الي مرحلة فكرية خلف كل سلوك رشيد فيشككوهم في ثوابتهم ويصرفوهم عن غاياتهم والقرآن الكريم يحذر من هؤلاء بأسلوب مشدد وعناية بالغة حيث قال وذروا الذين يلحدون في اسمائه القرآن الكريم إذن نبه الي هذه الخطورة منذ الزمن الماضي وقد ظهرت هذه الخطورة اليوم علي السطح تتمثل في التشكيك في بعض ما وردنا من اسماء الله الحسني وحفظته الامة ورضيت عنه وقد أخبرنا النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ أن أمته لا تجتمع علي ضلاله

وقد مر الان من الزمان ألف عام وأربعمائة وشيء احتوي الزمان في رحمه علماء أفذاذا وجهابذة كبارا ثم يأتي اليوم أناس ابحارهم في بحار العلم علي خطر شديد فلا يجوز ان يبحر في بحر العلم إلا كل ملاح يملك أدواته وقال ان ما رأيناه اليوم دعاوي يظن البعض منهم من خلالها أن أسماء الله الحسني مقصورة علي تسعة وتسعين إسما وهذا امر مخالف للنصوص ومتطلبات كمال الذات الالهيه وبعضهم يظن ان قول النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من أحصاها دخل الجنة يقصد الاحصاء العددي وهو امر تأباه اللغة علي الاقل في مسألة توجيهيه من النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ فإذا كان الاحصاء يعني العددوي فهو يعني القدرة والطاقة والتحمل علي نحو ما قال ربنا علم ان لن تحصوه فتاب عليكم والمقصود هنا ان الله قد كلف الامة مع النبي بوجوب قيام الليل وقراءة القرآن فيه فلما سبق علمه انهم لن يطيقوا ذلك أكرمهم بنسخ الوجوب والابقاء علي الندب المبني علي الاختيار وبعض هؤلاء يظن أن أسماء الله تتناهي وهو خطأ لان أسماء الله معبرة عن كمالاته وكمالات ربي لا تتناهي وأسمائه كذلك لا تتناهي انما ظنون تتلوها ظنون ولكنها في عمايا‏.‏

وذكر أن بعضهم قد أسس قواعد أربع تخيلها وظن انها معيار علمي يقيس اليها عقيدة تتصل بأسماء الله الحسني وهو ينسي أن معيار الشعرة الدقيقة لا تفرضه العقول بعد الايمان بوجود الله وانما يفرضه توجيه القرآن والسنة حول الاعتقاد في الله وأسمائه الحسني انها مسائل مقصودة علي كل حال ووراءها دوافع وأمامها أهدافا فلتلفت الامة اليها ولما خلف هذه الدعاوي الباطله ويكفي ان نقول ان حديث الوليد بن مسلم له أصل في كتب السنة الصحيحة وان كانت الاسماء التي ذكرها مدرجة من عنده فإن تلقي الامة لها بالقبول علي مدي‏15‏ قرنا يضفي عليها من وجوب القبول لها ما يضيفه التواتر علي التصديق بالخبر المتواتر وانما لو شككنا في مثل هذا المنهج لكان في ذلك طريق للتشكيك في القرآن‏.‏ ولا بقي لنا إلا أن نقول انه ان الاوان ان تلتفت الامة لهؤلاء العابثين والمدعين الذين يشككون في ثوابت ديننا ولا يريدون إلا انتشار الفتنه بين المسلمين بسبب أهدافهم الخبيثة وادعاءاتهم الباطلة التي لا أساس لها من الصحة‏.‏