روشـــــتة شـرعيـة لســعادة الأسرة‏!

من طرف هاوى الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 3:47 pm

بقلم د‏.‏ عفاف النجار
عميدة كلية الدراسات الإسلامية
والعربية للبنات بالقاهرة ـ جامعة الأزهر

لقد اعترف الإسلام بإمكان حدوث الشقاق والتصدع بين الزوجين وعني بعلاجه‏.‏ وسار مع الواقع إلي مداه ولأن النشوز وكثرة الخلاف بين الزوجين ظاهرة غير صحية في الحياة العائلية‏,‏ وظهوره في أي بيت سرعان ماينغص علي جميع من فيه سعادتهم‏,‏ ويذهب بهدوئهم وراحتهم‏,‏ ويجلب المتاعب الكثيرة علي الأسرة والتصدع في الترابط العائلي ويفشي أسرار البيوت في غالب أحيانه ويذهب كذلك بهيبتها‏,‏وبالأخص حينما يصل الحد إلي تبادل الألفاظ النابية والضرب المتبادل بين الأزواج والزوجات وأنه قد يحدث هذا في بعض الأسر الأمر الذي يعد ليس بمستغرب

ولكن الذي هالني وكان مستغربا بالنسبة لي أن أسمع وأشاهد علماء وداعيات يعطين الزوجة الحق في ضرب زوجها إذا قام بضربها‏...‏ الأمر الذي دعاني للتساؤل لماذا كل هذا؟ لماذا نجعل الخلاف بين الزوجين يصل إلي هذا الحد؟ الي غير ذلك من التساؤلات‏.‏

فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نلتزم بقوله تعالي الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان؟ لماذا لا نرقي إلي الخلق السوي في حسن المعاملة فيما بيننا نحن الأزواج والزوجات‏.‏

إن الزواج ليس علاقة جسدية ولا صفقة تجارية ولا علاقة وقتية تنفض عقدتها حين تعصف بها رياح الكراهية ولقد أوصي رسول الله صلي الله عليه وسلم بالمرأة الزوجة فقال استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأن أعوج مافي الضلع أعلاه‏,‏ فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا‏.‏

وروي مسلم أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت إذا شربت من الإناء أخذه‏(‏ عليه الصلاة والسلام‏)‏ فوضع فمه علي موضع فمها وشرب وإذا تعرقت عرقا وهو العظم الذي عليه اللحم أخذه فوضع فمه علي موضع فمها

روي أيضا أنه صلي الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتي تركب علي بعيرها رواه البخاري

ومن هنا يجب أن نحث علي الاحترام المتبادل بين الزوجين وأن يعامل كل منهما الآخر بالرفق واللطف والاهتمام الرفيع والإحساس بالإنسانية والكرامة‏.‏

ولايبقي إلا أن أقول لأخي الزوج‏...‏ أختي الزوجة ارتقيا بإنسانيتكما ولاتنحدرا إلي سلوك الحيوانات في الغابات