وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية

من طرف ادهم الإثنين ديسمبر 01, 2008 4:57 pm

تحليل إخباري‏:‏
وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية

كتبت‏-‏يسرا الشرقاوي‏:‏
للمرة الثانية يفعلها أوباما ويبهر كثيرين ويثير الجدل بينهم أيضا‏,‏ فبعد أن حقق مراده في‏4‏ نوفمبر وجاء انتصاره باكتساح وتألق‏,‏ أثبت في أول اختباراته العملية الخاصة بتشكيل الإدارة المنتظرة‏,‏ إدراكه أن الانتصار الرئاسي كان مجرد البداية لتحقيق حملته للتغيير‏,‏ وسعيه لأن يكون هذا التغيير حذرا ومدروسا‏..‏ ولنا حول عملية تشكيل أوباما لإدارته الوليدة الملاحظات التالية‏:‏ أولا‏:‏ حرص أوباما علي حشد فريقه بممثلي مختلف التيارات داخل الحزب الديمقراطي‏,‏ مع قليل من الجمهوريين وقدر من المستقلين‏,‏ أي أن إدارة الأوبامية لا تخلو ممن يحسبون رسميا كخصوم له‏.‏ ولأوباما من وراء ذلك أكثر من هدف‏,‏ مبدئيا‏,‏ استراتيجية تشكيل إدارته تمثل امتدادا لصورته الانتخابية كنقطة التقاء بين مختلف التيارات وفئات المجتمع الأمريكي الذي عاني ثماني سنوات من حالة استقطاب ديني وسياسي مزمنة‏.‏ فكان أوباما الوسيط بين الأيدولوجيات الأمريكية‏,‏ وجاءت لغته الانتخابية جامعة لمفردات ليبرالية ممزوجة بتعبيرات محافظة‏,‏ حتي نال دعم قليل من المحافظين الجدد وكثير من الجمهوريين‏,‏ ثم شرع بعد الفوز في تحقيق المصالحة السياسية لإيجاد أجواء صحية حتي تتفرغ إدارته الوليدة لإنجاز ما عليها‏,‏ فكان هو مهندس احتواء السيناتور ليبرمان الذي انشق علي الديمقراطيين‏,‏ مؤيدا خصمه‏,‏ ثم كان لقاؤه بماكين ناشدا التفاهم مع الجمهوريين حتي لا يتحولوا إلي شوكة في عنقه داخل مجلس الشيوخ‏,‏ غير مكتف بالأغلبية المؤكدة للديمقراطيين في الكونجرس‏.‏ ثانيا‏:‏ المصالحة والوسطية لم تكن مقصده الوحيد‏,‏ لكنه سعي عامدا متعمدا إلي اتباع خطوات الرئيس الأسبق أبراهام لينكولن في إيجاد فريق من الخصوم ـ علي حسب تعبير المؤرخة الأمريكية دوريس كيرينز جرودوينز ـ أو من القيادات ثقيلة الوزن‏,‏ وفقا لـ هيرالد ترابيون‏(‏ عدد‏24‏ نوفمبر‏).‏ فأوباما ينشد فريقا من أهل الخبرة والحضور القوي يمكنهم مناقشته‏,‏ ومجادلته‏,‏ ولفت نظره لما يغيب عنه‏,‏ مناقضا تقليد إدارة الرأي الواحد الذي سيطر علي البيت الأبيض طوال عهد بوش الابن‏.‏ وفي مسألة أهل الخبرة هذه رد علي كثير من منتقديه من الجمهوريين وحتي من داخل الدوائر الديمقراطية‏,‏ الذين وصفوه بباعث إدارة كلينتون من مرقدها ومتهميه بالمماطلة في تحقيق وعوده بالتغيير الجذري‏,‏ لكثرة كوادر الإدارة الكلينتونية الذين دخلوا صفوف إدارته‏,‏ حتي أن صحيفة نيويورك بوست نشرت تهنئة ساخرة لهيلاري كلينتون بالفوز بالرئاسة‏.‏ والحقيقة أن أوباما لم يتوقف عند تشكيل إدارة قوية‏,‏ ولكن فريقه للبيت الأبيض أيضا لم ينقصه من العناصر القوية عالية التأهيل شيئا‏,‏ فهو لم يلهيه حماس التغيير عن حاجة أمريكا الماسة إلي قيادات خبيرة وقادرة علي الخروج بها من أزماتها المتعددة داخليا وخارجيا‏.‏ بخلقه دوائر حكم قوية لا يضعف أوباما بذلك نفسه‏..‏ الكاتب السياسي الأمريكي دافيد روثكوبف‏,‏ أوضح أن طبيعة نظام الحكم الأمريكي تتمحور حول شخصية الرئيس في الأساس‏,‏ كما أن أوباما كان من الذكاء والثقة بحيث أجري هذه الاختيارات بنفسه‏,‏ مدركا حاجته لإدارة هذه الدوائر القوية بذكاء حتي يكونوا له وليس عليه‏,‏ وهل هناك دليل علي ثقته ورغبته في جعل إدارته ناجحة فاعلة أكثر من ذهابه إلي اختيار هيلاري كلينتون‏,‏ وزيرة لخارجيته‏,‏ وهي التي نال منها سهاما فوق سهام‏,‏ وما كان في حاجة إلي مهادنتها بهذا المنصب‏,‏ وقد تمت المصالحة البروتوكولية بينهما بالفعل‏.‏ ثالثا‏:‏ حرصا علي استقرار أوضاع البلاد المضطربة أساسا‏,‏ حرص أوباما بذكاء علي التبكير بالكشف عن أعضاء فريقه الاقتصادي الذين كانوا مثل باقي رجاله من أهل الخبرة المبهرة‏,‏ وهدفه في ذلك عدم زيادة طين الأسواق الأمريكية بلة وتركها فريسة للشائعات‏.‏

من طرف **ashraf** الإثنين ديسمبر 01, 2008 10:16 pm

مجهود جميل

تحياتى لك

من طرف **Admin** الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 10:47 pm

شكرا لك اخى ادهم بارك الله فيك

من طرف **بهاء** الخميس ديسمبر 04, 2008 11:12 pm

شكرا لك اخى

مجهود جميل

بهاء

وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية

وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية

رد: وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية

رد: وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية

رد: وفعلها أوباما‏..‏ للمرة الثانية