صياد .. الغرام!

صياد .. الغرام!

يقدمها : صلاح حامد

بعد أن أتعب نفسه في "الهلس" والجري وراء البنات.. أوقع بعضهن أحيانًا في غرامه. ثم خلع.. وأفلتت أخريات من شباكه. قرر أن يتزوج فتاة بدون ماض. كعادة الرجل الشرقي. الذي يلعب ب"ذيله" لكنه لا يتزوج أبدًا من الفتاة التي عاش معها قصة حب لاهية.
اختار عروسه بالطريقة التقليدية. فتاة جميلة كزهرة برية نقية. وفي نفس الوقت يشهد الجميع بأنها مؤدبة ومحترمة.
لكن السهام التي اطلقها علي بنات حواء.. ارتدت إلي صدره.. "وطلعت البنت الخام لها ماض". فأصاب عقله "لوثة".. وطلقها!!
كان "معتز" في صدر شبابه مثل الفراشة يطوف علي كل زهرة جميلة ليأخذ منها الرحيق. ثم يهجرها إلي غيرها.
هذه المغامرات أكسبته خبرة كبيرة في الايقاع بالفتيات.. كان كل ما يشغل باله أن يسيطر علي أي فتاة جميلة تروق له. بعدها ينتابه شعور بالانتصار والزهو. وليس مهمًا بعد ذلك أن تستمر علاقتة بحبيبته أم لا.
ولأن كان ضمن "جروب" في الجامعة يعيش "كل يوم بيومه" ولاهمّْ لاعضائه إلا الحديث الفارغ عن العلاقات والصديقات. فقد انغمس الشاب في مغامراته. ولم يجد من يقول له "عيب".
تخرج في الجامعة.. وتسربت الأيام من بين يديه. وهو علي حاله.. كانت مشكلته الكبري أنه لم يعد يثق ببنات حواء. كلما التقي فتاة وراقت في عينيه واتخذ قرارًا بالزواج منها. يعود في رأيه لمجرد أنها ابتسمت له ولم تعترض علي مجاملاته لها.. فيراها "واحدة من اياهن". تسلم نفسها لأي شاب يدغدغ مشاعرها ويخدعها بكلام معسول عن جمالها وفتنتها.
"وآخرتها إيه".. قالت له أمه. التي لم يعجبها احجامه عن الزواج. مع أنه جاهز من "مجاميعه".
بعد مناقشات طلب من والدته أن ترشح له عروسا ذات حسب ونسب.. والأهم أن تكون "خام" وسمعتها "زي البرلنت". علي رأي الفنان الراحل "عبدالفتاح القصري".
لم تكن المهمة صعبة. فالسيدة العجوز ليست لديها "عقدة" تجاه بنات حواء. وكل البنات عندها "ولاد ناس".. وهذه هي الحقيقة.
لم يطل بها الأمر. حتي رشحت له فتاة سليلة أسرة طيبة.. وأكدت "المراسيل" أن عائلة العروس ترحب بالعريس الذي لا يعيبه شيء.
في الميعاد.. كان "معتز" ووالدته في حجرة صالون عروسه "هبة". التي دخلت مترددة وجلست صامته في أحد أركان الحجرة.
كانت فتاة جميلة فعلاً. ويدل محياها أنها مؤدبة وفي حالها.. أما ترددها في الدخول وصمتها فقد فسرة علي أنه "الخجل" الذي ينتاب البنات الفاضلات في مثل هذه الأمور. كما أن "السكوت" علامة الرضا.
أما الحقيقة فقد كانت غير ذلك.. صحيح أن العريس وسيم وجاهز ولا يعيبه شيء. لكن قلب الفتاة كان مشغولاً بشاب آخر. ارتبطت به بقصة حب. لكن أسرتها هي التي رفضته. فاستسلمت مرغمة للأمر الواقع.. لكن قلبها ظل ينبض بالحب رغمًا عنها.
نداء القلب
استسلم "معتز" لنداء القلب. وقرر أن يودع حياة العزوبية.. وفي الحال. بل كان يتعجل اتمام الزفاف.
كان العريس موضع ترحيب. لكن العروس كانت تعاملة بتحفظ شديد. وترفض أي مبادرة لكي ينفرد بها أو للتنزه معه.. من جانبه كان يري في ذلك "التمنع" أكبر دليل علي أنها "بنت خام".. وهذا "عز الطلب".
كان "معتز" يرحب بخجل عروسه. ولا يضغط عليها لكي يحصل منها علي ما لا تريده. أو يستخدم معها خبرته السابقة. فلو نجح وأوقعها فلن يتم الزفاف.. إذن من الأفضل أن يأخذها كما هي.
تم الزفاف.. كانت العروس جميلة وراقية في أسلوب تعاملها معه.. دماثة الخلق هذه شجعته أن "يفضفض" لها ويحكي جزءًا من الماضي. حتي يزيح جانبًا من الاسرار التي تجثم علي صدره.
لحظة صفاء
ذات أمسية صافية.. جلس يتسامر معها.. قال لها: أحسن حاجة فيك أنك بدون ماض.
ردت بابتسامة. فقط.. وصمتت.
استطرد: لأ.. أنا أصارحك بما أشعر به في قرارة نفسي. أنا شخصيًا خضت تجارب كثيرة. ولكن الرجل الشرقي عندما يقرر الزواج يختار فتاة "خام".. علي شاكلتك.. لم يسبق أن نبض قلبها بالحب "قبل الزواج"!!
هذا الكلام استفزها.. فكيف يسمح لنفسه بالاعتراف بعلاقاته المتعددة. بينما لا يقبل أن ينبض قلب زوجته بالحب.. قبل أن تري وجه زوجها.
قالت له بحدة: وهل قلوب البنات من حجر صوان.. انهن بشر يسيطر عليهن حب شخص وكراهية شخص آخر.
ثم أردفت تدافع من بنات جنسها قائلة: ولماذا تتهم أي فتاة دخلت معك في علاقة حب بأنها ساقطة.. ألا يمكن أن يكون حبها لك حقيقيًا وصادقًا. وتعتقد أنه سينتهي بالزواج؟!
هذا الهجوم المباغت ألجم لسانه.. فهاهي زوجته تدافع عن الفتاة التي تقع في الحب قبل الزواج.
استجمع شتات نفسه وسألها: بالنسبة لك.. هل خضت تجربة حب قبل الزواج.
قالت: نعم.. لكنه كان "حب عفيف.. وطاهر".
المفاجأة ألجمت لسانة.. حاول أن يبتلع "ريقة" وسألها: "ازاي".
قالت: أحببت شابًا من أقاربي وكان يبادلني الحب.. كانت علاقتنا في حدود الاحترام والالتزام.. وتقدم لخطبتي فعلا لكن اسرتي رفضته بسبب ظروفه المادية الصعبة.. رفضت أمي مبدأ أن نبني "عشنا طوبة.. طوبة" وقالت أن ابنتي لا يمكني ان تنتظر المجهول.. فقد يتحقق الأمل.. أو لا يتحقق!!
اصفر وجهه.. وأحمر.. وسيطرت عليه رعشة كبيرة.. ثم هب واقفًا.. وخرج من البيت لعل نسيم الليل يخرجه من هذه الكآبة.
عندما اختلي بنفسه.. تملكته الشكوك.. وعادت إليه "عقدته" السابقة.. قال في نفسه: وما يدريني أنه كان حبًا عفيفًا.. وهل هذا النوع من الحب مازال موجودًا الآن.. ده كلام فارغ.
وفي الصباح كان قد اتخذ قرارًا بالانفصال عنها. وترك "البنت الخام" تبحث عن حقوقها في المحاكم.. بزعم انها خدعته وأخفت عنه ماضيها!!

مجهود تحسد علية بجد مجهود اكتر من رائع الف شكر ليك فى انتظار المزيد منك