الأبناء يدفعون الثمن

الأبناء يدفعون الثمن

يقدمها: كمال عبدالجابر

تناسيا أن الحياة الزوجية مودة ورحمة ورابطة روحية تجمع بين الزوجين.. وأن أساس عش الزوجية الوفاء والاخلاص وسقفه الحب والحنان والعطاء.. ولكن تحجرت القلوب وصارت جدران مسكن الزوجية تصرخ من المشكلات اليومية بعدما اندست بينهما "لعنة الحماة" فدمرت حياتهما الزوجية وراحا يتبادلان الاتهامات والمحاضر الكيدية في أقسام الشرطة والتسابق في إقامة القضايا أمام المحاكم حتي جاءت اللطمة الكبري ابنهما الوحيد فشل في الدراسة وتشرد في الشوارع بعدما فقد حنان الأمومة ورعاية الأبوة!!
نشأت وترعرعت في بيت أسري قديم عريق التي كان يقال عنها "بيوت العز".. والعز هنا هو عزة النفس وأصالة الإنسان ووفاؤه واخلاصه.. وطرق باب مسكن والدها عريس يطلب الزواج منها وخفق قلبها له وتم عقد قرانهما بعد أسبوعين.. وارتضيت بأن تصطحبه إلي مسكن الزوجية بمنزل والده العائلي.. ووضعت في اعتبارها اسعاد زوجها والعمل علي راحته وطاعته ولكن سرعان ما تحطمت أحلامها فوق صخرة تعنت "حماتها".. اعتاد زوجها أن ينصاع وراء نصائحها المدمرة وهي تحتبس همومها وتقيد أعصابها أمام تدخل حماتها المستمر في كل صغيرة وكبيرة في حياتهما الزوجية.
واستجاب لرغبة والدته بأن تهجر زوجته المنزل وهي تحمل بين أحشائها طفلاً في الشهر السابع إلي مسكن أهلها حتي ولادته.. وأسرعت الزوجة بالاستجابة هربا من حياة الجحيم التي تعيشها منذ الأسابيع الأولي لزواجها.. لم يمر سوي أسبوع واحد لتفاجأ الزوجة المخدوعة "بورقة الطلاق" بيد المحضر يطرق باب منزل أهلها.. وازداد الزوج ومن خلفه والدته في قسوتهما فوجئت بمطلقها وقد تزوج من أخري فوق فراش منقولاتها الزوجية وأمتعتها.. شعرت بأنها تتنفس من بين ضلوعها قطعا من النار ولفحات من اللهب من قسوة وغدر القلوب.. ومرت شهور وشهور ورزقت بالطفل الذي انقطع والده عن رؤيته أو الانفاق عليه.. وطرقت باب العدالة باستصدار حكم قضائي بنفقة لطفلها لا تتعدي المائة جنيه.. ودعوي قضائية أخري تبديد المنقولات الزوجية.
ومرت سنوات تحجرت خلالها مشاعر الأبوة.. امتنع خلالها عن الانفاق وسداد مجمد النفقة لفلذة كبده.. انغمس في ملذاته وحياته الزوجية الثانية وأطفاله وتركه تتلاطمه أمواج الحياة القاسية بين أحضان أم لا حول لها ولا قوة حتي كبر وبلغ السن القانونية.. وبالفعل استصدر حكما قضائيا من محكمة الأسرة بضمه لحضانته.. وشعرت الأم بأن كبدها قد انتزع من جسدها بعد ما شب تحت عينيها وبين أحضانها وامتزجت مشاعره بمشاعرها حزنا وفرحا وشهد كل يوم من أيام عمرها ذكري من ذكريات طفولته من دمعة وضحكة ومرض وصحة وغضب وسرور!!
لم يكن يدري الصبي بأنه في طريقه إلي رحلة القسوة والعذاب والمرارة والآلام بين يدي زوجة والده.. ذاق "الأمرين" من قسوتها وجبروتها خلال أسابيع محدودة.. افتقد حنان ورعاية والده بل وانضم إلي زوجة الأب في القسوة عليه وارغامه علي معاونتها في تنظيف المسكن.. لم يجد سوي الهروب من الجحيم والعودة إلي أحضان الأم الدافئة.. ولانعدام الرقابة الأسرية تعددت مرات تغيبه من المدرسة وفصل من دراسته بالصف الأول الثانوي.. وأسرع والده باستلام ملف أوراقه من المدرسة بغية اسقاط حقه في حكم النفقة والمصاريف المدرسية.. ولم يقيد في العام الدراسي الحالي ليعيش حياة التشرد والضياع ومصادقة أصدقاء السوء.

مجهود تحسد علية بجد مجهود اكتر من رائع الف شكر ليك فى انتظار المزيد منك