العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة

حميدة عبدالمنعم

أكد تقرير عن مركز الأرض لحقوق الإنسان ضد 335 حالة اعتداء وعنف ضد المرأة في مصر من أول يناير وحتي يونيو. وقتل 41 فتاة وامرأة بغرض الانتقام بسبب معاكسات أو رفضها للزواج في بعض الأحيان. ولأن التقرير صادم طرحنا عدة تساؤلات حول الأسباب والدوافع..
قالت الدكتورة هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع بآداب الزقازيق: في السنوات الأخيرة تعرضنا لحوادث كثيرة في الصحف ووسائل الإعلام والدراما السينمائية لكثير من قتل الزوجات لأزواجهن.. ولكننا لم نسأل أنفسنا لماذا أقدمت هؤلاء النسوة علي ذلك الحدث الشنيع وما هي الدوافع التي جعلت المرأة تقتل زوجها وتمثل بجثته. ونسي الجميع أنها ربما تعرضت لأنواع من القهر والظلم والاهانة ولم تجد من ينصفها أو يدافع عنها فأرادت الانتقام من الزوج والمجتمع في آن واحد لعله يلتفت إلي مدي الظلم الواقع عليها والعنف غير المبرر من قبل الرجل معها.
أضافت أن الرجل نفسه الممارس للعنف قد يكون واقعا تحت ضغط نفسي ومعنوي نتيجة الاحباطات التي يتعرض لها في عمله وظلم رؤسائه له أو شعوره بالعجز عن توفير متطلبات الحياة خصوصا في ظل ارتفاع الأسعار الحالي مما يجعله إلي تعويض فشله وعجزه بممارسة العنف ضد زوجته. ولا يمكننا إغفال أن تلك الظروف التي يتعرض لها الزوج تتعرض لها الزوجة أيضا بجانب تربية أبنائها وهذا يجعلنا نؤمن بأن دائرة العنف تحيط بالمرأة والرجل علي السواء نتيجة لظروف كثيرة قد يتخطاها البعض وقد يترجمها القليل في صورة جريمة يصعب التنبؤ بحدوثها.
قالت الدكتورة أميرة عبدالعزيز أستاذ خدمة المجتمع بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية: إن التقرير رصد وصنف حالات العنف المؤدية إلي جرائم فقد أثبت التقرير أن 66 من حالات العنف بين الأزواج أدت إلي حدوث 59 حالة قتل سواء من الزوجة أو الزوج. والحالات الباقية كانت شروعا في القتل من جانب الأخ أو الأب للدفاع عن الشرف إلي جانب الاهانات الزوجية. وقد ثبت التقرير أيضا أن 80% من حالات العنف في الأسر المصري يرتبط بالفقر وسوء الظروف الاقتصادية التي بموجبها تسوء أطهر العلاقات المبنية علي الود والرحمة.
ولكن رغم ذلك فالفقر ليس سببا أساسيا للعنف وارتكاب الجرائم ولكن أيضا هناك أسر ثرية يحدث فيها هذا العنف وفي أغلب تلك الحالات يرجع إلي اهانة الزوج لزوجته بشكل متكرر وفرض ثقافة ذكورية خاصة بالمجتمع الشرقي تدفع ثمنها المرأة!!
والعنف في نظري تخطي الأسرة وشاع في المجتمع بدليل وجود حالات كثيرة للتحرش الجنسي التي كانت تعتبر غريبة علي مجتمعنا في وقت ما والآن أصبحت ظاهرة مجتمعية!
تشاركها الرأي الدكتورة اقبال السمالوطي عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية رئيس جمعية حواء المستقبل.. أنا كرئيس جمعية لإحدي المناطق الشعبية وهي إمبابة وجدت أن المرأة في تلك المجتمعات لضغوط كثيرة من الفقر وتدني الأجور وعدم عمالة الزوج وخروجها لسوق العمل وتقبل شريك العمر لذلك رغم أنه يستطيع القيام بالعمل ولكنه ارتضي لنفسه الحصول علي النقود من زوجته دون أي مبرر لذلك بجانب مسئولية الأولاد لها وهذا يرجع إلي تدني ثقافي واجتماعي وفهم خاطيء لمعني الذكورة الصحيح بأن يكون هو العائل الأول.. كل هذا جعل تفشي حالات من العنف في المجتمع وليس بالضرورة القتل.

شكرا لك اخى بارك الله يك

شكرا على نقلك الخبر بارك الله فيك