اصطحبه إلي عالم الإجرام.. وسقط في الجولة الأولي

"طالب الثانوي" ضحية "عمه"
اصطحبه إلي عالم الإجرام.. وسقط في الجولة الأولي
المحكمة استعملت الرأفة معه حرصا علي مستقبله

رمضان حنضل

الأطفال ضحايا البيئة التي نشأوا فيها والتفكك الأسري الذي يدفعهم للهروب إلي الشارع.. ليجدوا أنفسهم في أحضان الشيطان الذي يقودهم إلي الضياع وسط "أبناء الشوارع" الذين يصحبوهم إلي عالم الإجرام.. ليحترفوا التسول والسرقة وترويج المخدرات.
وقع "طالب الثانوي" ضحية "عمه" عندما ذهب للعمل معه في مهنة "مبلط" في فترة الإجازة الصيفية.. وبدلا من تعليمه أصول المهنة وفنونها.. اصطحبه إلي طريق الإجرام ليجرب حظه في السرقة.
اطمأنت "اسمه الطالب" إلي أن ابنها في أيد أمينة مع عمه.. وإنه سيحافظ عليه كابن له ويرعاه خلال فترة عمله وتواجده معه طوال النهار بدلا من اللجوء للتسكع علي النواصي وقارعة الطريق خلال أيام الصيف وإجازته الطويلة.. بالإضافة إلي تعلمه حرفة مفيدة ونزوله إلي سوق العمل الذي يضيف إليه خبرات تفيده في حياته ومستقبله من خلال احتكاكه بالناس بكافة المهن والمستويات.
إغراءات
لكن "المبلط" كان وقع أسير اغراءات "صديقه" بالعمل معه في السرقة لتوفير الأموال اللازمة لنفقات حياته وسهولة الحصول عليها بالسرقة بدلا من التعب والجهد الذي يبذله في عمله الشاق طوال النهار مقابل بعض الجنيهات التي لا تكفي مصاريفه الخاصة.. واقنعه باقتحام عالم الإجرام ليحقق الأحلام التي فشل في الوصول إليها من خلال عمله.
لم يكتف "المبلط" بهجر عمله والسير علي درب الشيطان مع صديقه.. ولم يراع حقوق "الصغير" والتزاماته العائلية تجاه شقيقه.. ويرفض عمل "ابن شقيقه" الطالب معه خوفا علي سمعته أو حماية له.. بل اصطحبه معه إلي عالم الضياع ودنيا الإجرام.
كان "المبلط" قد نجح في عدة جولات إجرامية مع "صديقه" وهرب بها وفاز بغنيمتها.. وظن أنها لعبة سهلة وأن "الطالب" يستطيع العمل معه رغم عدم خبرته.. واصطحبه في إحدي جولاته الإجرامية ليجرب حظه مع الشيطان.
ضياع
لم يدرك "الطالب" ما يقدم عليه.. أو عواقب الطريق الذي يسير فيه.. ولم يدر أن "عمه" يقوده إلي الضياع والتشرد بين أبناء الشوارع.. وسار معه في الطريق الذي اختاره.. ليسقط "الطالب" مع "عمه" في أول جولاته في عالم الشيطان.. ويتم الزج به خلف القضبان.. ليكتشف أنه فقد مستقبله وضيع حياته عندما سلم زمام أموره إلي "عمه" الذي خان الأمانة.. وصنع منه مجرما.
تبدأ فصول واقعة ضبط "الطالب" عندما ذهب مع "عمه" و"صديقه" في أول جولاته الإجرامية.. واختاروا أحد الشوارع الرئيسية بمدينة نصر لاصطياد أحد ضحاياهم وسرقة أمواله ومتعلقاته بالإكراه.. تحت تهديد السلاح.
استوقفوا "محاسب" وأشهروا المطاوي في وجهه لاجباره علي تسليمهم أمواله وتليفونه المحمول.. وبالفعل أنصاع لتهديدهم وسلمهم ما معه صاغرا.. حصل "المبلط" علي الموبايل و"الصديق" علي الأموال.. وأثناء هروبهم.. آفاق "المحاسب" من صدمته واستغاث بالمارة الذين تمكنوا من ضبط "المبلط" وابن شقيقه "الطالب" بينما فر "الصديق" بغنيمته.. وتصادف مرور دورية أمنية فالقت القبض عليهم.. واقتادتهم إلي ديوان القسم.
مفاجأة
وأثناء مناقشة المتهمين تبين لرئيس مباحث القسم أن المتهم الأول محمد "عاطل" والثاني ابن شقيقه أحمد "طالب" حدث وكلاهما من إحدي قري مركز فاقوس بمحافظة الشرقية وأدعيا انهما كانا يبحثان عن عمل.
وأمام النيابة تعرف المجني عليه علي المتهمين وتسلم محموله وكذلك تعرف الشهود عليهما فوجهت لهما النيابة تهمة الشروع في سرقة محاسب مدينة نصر بالإكراه.
بإحالة القضية لمحكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار رفعت السيد وعضوية المستشارين فاروق إسماعيل ومنير عبدالحليم وأمانة سر حسن موسي ومحمد سليمان رجب.. واجهت المحكمة المتهمين بالتهمة فانكراها.. وأكد المتهم الثاني أمام المحكمة بعد أن أخرجته من قفص الاتهام أن عمره 17 عاما حدث وأن والده مهندس زراعي بفاقوس ووالدته ربة منزل وأن دخل الأسرة معقول وهو "طالب" بالثانوية العامة ويعمل بالإجازة الصيفية مع عمه كمبلط للاعتماد علي نفسه.
بينما أكد محامي المتهم الأول أن موكله وحيد علي 3 شقيقات ويتولي الصرف عليهن بعد وفاة والده وأنه حاصل علي دبلوم زراعة وشكك في حدوث الواقعة مؤكداً بتناقض أقول المجني عليه وبطلان إجراءات القبض علي المتهمين وانتفاء ركن جريمة الشروع في السرقة بالإكراه وبطلان اعترافات المتهمين لأنها وليدة اكراة.
رأفة
بعد المداولة أصدرت المحكمة حكمها بمعاقبة كل منهما بالحبس 6 أشهر مع الشغل مستخدمة أقصي درجات الرأفة لحداثة سن المتهم الثاني وخلو سجلها من السوابق الإجرامية.

شكرا لك

شكرا على نقلك الخبر بارك الله فيك