بحـث
المواضيع الأخيرة
الجزء الثالث المنتظر من فيلم الكوميديا والرومانسية "عمر وسلمى 3 " للنجم تامر حسني ومي عزالدين بحجم 466 ميجا
الإثنين فبراير 13, 2012 8:50 pm من طرف smsm
[size=21]فيلم[/size]
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
عمر و سلمى 3
SCR
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كالعادة وزي ما عودناكم وبعد عرضه مباشرة
باعلى صوت وصورة
[size=12]الجزء ده كوميدي جدا وحلو اوووي
انصح الجميع بمشاهدته
[/size]
ملحوظة : الفيلم كامل من اول دقيقة لحد اخر دقيقة ومدته
1 ساعة و 36 دقيقة
قصة …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
فيلم الكوميديا " بنات العم " بطولة ثلاثي الضحك ابطال فيلم "سمير وشهير وبهير" بحجم 437 ميجا على اكثر من سيرفر
الإثنين فبراير 13, 2012 8:26 pm من طرف كامل
[size=21]فيلم[/size]
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
بنات العم
DVDSCR
في الوقت الي كل الناس لسة بترفع فيه اعلان الفيلم
جبنالكم الفيلم كامل من اول ثانية لاخر تتر
( الفيلم ده بجد ضحك للركب )
EnJoy
قصة الفيلم
الحديث عن اللعنات
التي تصيب الإنسان كثيرة وغريبة واغربها ما حدث بفيلم (بنات العم) حيث
ثلاث صديقات تصبهن لعنة غريبة فيتحولن إلى رجال....وبين الصدمة والوعي
يحاولن طوال احداث الفيلم فك …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
بإنفراد تام أسطورة الكوميديا عادل إمام فى فيلم العيد وقبل العيد زهايمير بجودة خرافية وتحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 11:40 am من طرف ashraf
فيلم العيد
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
بجودة روووعـــة
ولن تجدها الا هنا وفقطـــ
عادل امام
فى
زهايمــــــــــر
NEAR DVD
الفيلم كامل من البداية للنهايــة ...
والصورة ثابتة وكاملة طوال الفيلم ,,,
والصوت واضح وكويس ..
فيما عدا اول دقيقة فقط لخلل الصوت داخل السينما نفسها
PosTer
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
الفيلم الكوميدى الديكتاتور - نسخة فيديو سي دي فقط 236ميجا - على عدة سيرفرات
الجمعة أكتوبر 22, 2010 5:16 pm من طرف العنتيل
قصه الفيلم
تدور أحداث فيلم الديكتاتور في إطار سياسي ساخر, حول حاكم يبطش بمن يرفض أو يعترض على أوامره, يخشاه الجميع بسبب دكتاتوريته الشديدة .
تدور بينه و بين أبنائه التوأم العديد من المواقف و الأحداث التي تتناول أزمات المواطن العادي إلى أن تحدث مفاجأة عنيفة تقلب الأمور رأسا على عقب
بطوله
خالد سرحان - حسن حسنى
مايا نصرى - عزت ابو عوف
ادوارد - …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي ( 12 فيلم ) نسخ DvDRip على اكثر من سيرفر ..
الأربعاء أكتوبر 20, 2010 11:06 am من طرف tete
مجموعة من اقوي افلام نجم الكوميديا الرائع محمد هنيدي 12 فيلم
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
- - - - - - - -
اسماعيلية رايح جاي
RapidShare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________
sendspace
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم العيد :: الرجل الغامض بسلامته :: CaM H.Q :: جودة عالية Rmvb :: نسختين 300 ميجا + 700 ميجا :: تحميل مباشر وعلى أكثر من سيرفر
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:42 pm من طرف tete
فيلم العيد
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
# الرجل الغامض بسلامته #
القصة
شاب ( هاني رمزي) لا يجد مجال للوصول إلى النجاح إلا عن طريق ممارسة الكذب ، حيث يعتبر أن الكذب هو خير وسيلة للنجاح.
ورغم عمله كموظف في القطاع الخاص إلا أنه يراسل عدداً من الجهات الحكومية يطالبها بحل عدد من الأزمات العامة - مثل الرغيف والبطالة وأزمة الإسكان - وعندما تحدث المفاجأة و يصبح مشهوراً …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
فيلم الرعب المصرى ايناب بجوده dvdrip 200 ميجا برابط واحد على اكثر من سيرفر
الخميس مايو 13, 2010 7:47 pm من طرف احساس غريب
انياب
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
تتعطل سيارة بشاب وشابة فى ليلة ممطرة عند أحد البيوت فيدخلانه طلباً
للنجدة
ويكتشفان أنه منزل دراكولا ويعرض الفيلم أساساً الشخصيات المستغلة
مثل السباك والجزار أما شخصية دراكولا ليست إلا رمز لهذه الشخصيات المستغلة
على الحجار
منى جبر
احمد عدوية ـ دراكولا
طلعت زين
عهدى صادق ـ شلف
حسن الإمام
rapidshare
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
…
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 2
اقوى مسلسلات رمضان - الكبير - احمد مكى - الحلقة 15 الاخيرة - على اكثر من سيرفر
الخميس سبتمبر 02, 2010 9:38 pm من طرف tete
تدور الاحداث فى احدى
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
قرى الصعيد ،عمدة القرية والملقب بالكبير قوى فى واخر ايامه يصارع الموت
ويحكى لابنه (الكبير) وهو وريثه الشرعى وشخص مفترى يستغل مكانة والده وهو
ينتظر اليوم الذى يحكم فيه البلد كعمدة بعدموت والده
يفاجئه الاب قبل موته بان له أخ توأم يعيش فى USA وان له 50% من الورث
الذى سوف يتركه له وفى العمودية كمان ،كما يحكى له كيف تعرف على والدته فى
احدى البارات وكيف انجبته هو وأخوه …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
حصريآ : فيلم صفر - واحد نسخه vcd ونسخه DVD بأعلى جوده على اكثر من سيرفر
الأحد مايو 30, 2010 2:19 pm من طرف tooooot
Film
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
One - Zero
VCD &
DVD
--------
DVD
-------------
VCD
---------------------
معلومات اكتر عن
الفيلم
سيدة تبحث
عن حياتها من جديد من خلال طلاق معلق في المحاكم ..فهل تفوز السيدة
بحياتها
كما
يتناول الفيلم قصة حياة عدة أشخاص وتتزامن تلك القصص مع بطولة الأمم
الأفريقية الكروية
أثار
الفيلم …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 3
آخر الأسبوع بقلم : محمد أبو الحديد
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
آخر الأسبوع بقلم : محمد أبو الحديد
بقلم : محمد أبو الحديد
درس التاريخ.. لسوريا وحماس وحزب الله
"المتغطي بإيران.. عريان..!"
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
مبلغ علمي. وعلم الملايين في العالم كله. أن فلسطين تقع علي حدود مصر.. لا علي حدود إيران.
وأنه إذا كانت هناك في العالم كله. دولة خاضت كل حروبها دفاعا عن فلسطين. وقدمت أرواح أبنائها. واقتطعت من أقوات شعبها من أجل الفلسطينيين.. فهي مصر.. لا إيران.
وأنه إذا كانت هناك في العالم كله دولة يمكن أن يقال إنها "الموجوعة" أكثر باستمرار القضية الفلسطينية بلا حل. والمتضررة أكثر من الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.. فهي مصر.. لا إيران.
لأن مصر.. هي التي تتحمل المخاطر المباشرة لهذه الأوضاع والممارسات. علي أمنها القومي. واستقرارها الداخلي.. لا إيران التي تقع علي بعد آلاف الأميال.
لا يستنجد الفلسطينيون. حين تقصفهم طائرات العدو.. إلا بمصر.. لا إيران.
ولا يتجه الفلسطينيون. حين ينقسم قادتهم وتتنازع فصائلهم إلا لمصر.. لا إيران.
وحدود مصر.. لا حدود إيران. هي التي تعرضت للاختراق غير مرة. من جانب الفلسطينيين الذين تحاصرهم إسرائيل في غزة.
ولا أحد يعلم ماذا كانت إيران ستفعل. لو كانت هي "دولة التخوم" مكاننا بالنسبة لفلسطين والفلسطينيين. وواجهت ما نواجهه.
ولذلك فمن حقها أن ترفع الشعارات. وتطلق المظاهرات.. وتردد الهتافات.. لأن يديها في الماء البارد.. وليست مثلنا في النار.
وليت أحدا يقول لي: متي حاربت إيران من أجل فلسطين والفلسطينيين. أو من أجل أي قضية عربية.. وأي عبء تحملته أو تضحية قدمتها في تاريخها كله في هذا المجال. حتي تحارب اليوم.. أو تتحمل.. أو توهم الآخرين بأنها ستفعل ذلك.
هل في حرب 1948. أم 1956. أم ..1967 أم 1973؟!.
في ظل حكم "الشياه".. رضا بهلوي وولده محمد.. كانت إيران الصديق الصدوق لأمريكا وإسرائيل. وكان تحالفها مع الدولتين استراتيجيا.
وفي ظل حكم "آيات الله" من 1979 حتي اليوم. جاهرت إيران بعدائها لأمريكا وإسرائيل علنا.. واحتفظت بمصالحها مع الدولتين سرا.
***
لا تصدقوا أن إيران في "قطيعة" مع الدولتين.
ولا تصدقوا أيضا ما يتردد عن احتمال أن توجه أمريكا أو إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران.
لن يحدث..
ولو كان واردا لحدث في السنوات الأخيرة.. وأتيحت أكثر من فرصة لذلك.
وما كان أسهل علي إدارة الرئيس بوش. التي احتلت دولتين - أفغانستان والعراق - احتلالا كاملا في أقل من 14 شهرا فقط "2001 - 2003" أن توجه - بالمرة - ضربة عسكرية لإيران. التي اعتبرها بوش أحد أضلاع "مثلث الشر". تعجزها. علي الأقل. عن التدخل وإثارة المشاكل لأمريكا في العراق أو لبنان.
لكن مصالح الدول الثلاث: أمريكا - إسرائيل - إيران. التي تبدو لنا متعارضة أو متقاطعة هي في الحقيقة واحدة. أو متوافقة.
كل دولة من الدول الثلاث تعرف الخطوط الحمراء لبعضها ولا تتعداها.
أمريكا وإسرائيل موقنتان تماماً أن إيران لن تحارب بنفسها يوماً من أجل أحد.. لا فلسطين. ولا لبنان ولا سوريا.
ولن تعرض نفسها لأي خطر. إلا إذا تعرضت أراضيها هي للهجوم أو الخطر.
أمريكا وإسرائيل موقنتان تماماً بأن قنبلة إيران النووية لن تكون ضد أي منهما.
أمريكا وإسرائيل موقنتان تماماً بأن غاية جهد إيران هو "الحرب بالوكالة".. أي من خلال الوكلاء "بالأجر" الذين اصطنعتهم في المنطقة.. حزب الله في لبنان. وحماس في فلسطين. وحلفائها في سوريا.
وأنه. حتي في هذه الحالة فإن إيران تعرف حدودها ولا تتعداها. وهي تحارب لمصلحتها هي لا لمصلحة الوكلاء. وإن كان الوكلاء يستفيدون أسلحة أو أموالاً.
وأن هدف إيران بعيداً عن طنطنة الشعارات هو عرقلة أي تسوية في المنطقة.. لا تحرير فلسطين.. ولا تحرير الجولان.. ولا استقرار لبنان.
ولا يوجد شيء يسعد إسرائيل وأمريكا مثلما يسعدهما ذلك.. فهنا تتلاقي الأهداف والمصالح.. فلا إسرائيل تريد حلاً.. ولا أمريكا تشجع حقيقة علي ذلك.. وتاريخ القضية مع الدولتين علي مدي ستين عاماً الماضية "1948 2008" أكبر شاهد علي ذلك.
ولا يسعد إيران أن تتحرر فلسطين أو الجولان أو العراق أو غيرها لأنه لو حدث ذلك فسيضعف ذلك موقفها باعتبارها أيضاً دولة احتلال لأرض عربية. هي جزر الإمارات الثلاث في الخليج العربي. وسيزداد حينئذ الضغط عليها للجلاء عن هذه الجزر.
إيران تستخدم وكلاءها في المنطقة رأس حربة.. أو دروعاً بشرية.. سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرهما.. هم يموتون وتعيش هي.. وهم يخسرون. ونفوذها الإقليمي علي حسابهم يتزايد يوماً بعد يوم.
وليت أحداً يقول لنا: كم عسكرياً أو مدنياً إيرانيا تطوع أو مات في حرب لبنان الأخيرة في صيف 2007 أو دفاعاً عن القضية الفلسطينية علي أرض غزة أو الضفة الغربية المحتلتين؟!
وهل حرر التحالف السوري الإيراني هضبة الجولان المحتلة.. أم أنه انتهي بالسوريين إلي طلب التفاوض المباشر مع إسرائيل الذي كانوا يرفضونه قبل تحالفهم مع إيران؟!
إن "المتغطي بإيران.. عريان".. والتاريخ هو دليلنا للمستقبل.
* * *
لقد كنت داعياً في هذا المكان باستمرار إلي تقارب مصري إيراني. باعتبار الدولتين هما قيادة العالمين العربي والإسلامي. سُنّة وشيعة. وأنهما القوتان الإقليميتان الأكبر. والأكثر تأثيراً ونفوذاً في المنطقة.
وكنت أري في التقاء الدولتين هدفاً كبيراً يستحق أن تبذلا من أجله. علي مستوي القيادتين وعلي مستوي الشعبين كل غال ورخيص حتي يتحقق لأنه يصب في النهاية في المصلحة الاستراتيجية لنا ولهم. وفي مصلحة المنطقة كلها.
وكنت أعزي الخلافات التي تنشب فجأة بين الدولتين عقب كل مبادرة للتقارب إلي القوي الخارجية التي تري في أي احتمال لالتقاء مصر وإيران خطراً شديداً علي مصالحها في المنطقة.
لكن الواضح الآن أن الإيرانيين أنفسهم. أو بعض التيارات الداخلية المؤثرة عندهم يتفقون في الهدف كما قلت مع هذه القوي الخارجية ويعملون لمصلحتها.
وأنهم يتصورون أنه يمكنهم أن يصلوا من خلال وكلائهم أو عملائهم. إلي حدود أمننا القومي. وأن يمرحوا أو يعبثوا في مجالنا الاقليمي ويظلوا آمنين في ديارهم.
ورأيي أنه لا يجب ان نبقي في "موقف الدفاع".
وأنه في أي حوار مع إيران. مثل الحوار العربي الإيراني الذي يقترحه عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية. يجب أن تصل من خلاله رسالة واضحة لإيران.. أن مصر لديها أيضاً من الوسائل ما تستطيع به ان تقلق إيران. سواء من داخلها أو من خارجها. وأن تؤثر علي مصالحها الاقليمية والدولية.
صراع علي "شرفه" بين 4 دول
"الحذاء" العراقي .. ينعش الاقتصاد التركي ..!
منذ حادث "الحذاء" الشهير في بغداد يوم 14 ديسمبر الحالي. ومصانع الأحذية في ثلاث دول هي لبنان والصين والعراق تتنازع علي شرف انتماء هذا الحذاء اليها. وتزعم كل منها علي أن هذه "الماركة" لحذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي. من انتاجها.
وهذا الأسبوع. دخلت علي الخط دولة رابعة هي تركيا.
وظهر في وسائل الإعلام التركية والعالمية. صاحب مصنع أحذية تركي يدعي "رمضان بيضان" ليؤكد أن الحذاء من انتاج مصنعه. وأن الطراز التركي منه اسمه "دوكاتي 271" وتغير اسمه بعد الحادث إلي.. "حذاء بوش".
وقال بيضان. إنه باع في العام الماضي 19 ألف زوج من هذا الحذاء في العراق بسعر 40 دولارا للزوج.
وأنه تلقي بعد الحادث طلبات من مستوردين عراقيين. بتوريد 15 ألف حذاء وخصص خطا بمصنعه لانتاجها.
وأن موزعاً بريطانياً عرض أن يكون وكيلاً لمبيعات المصنع في أوروبا. وطلب 95 ألف حذاء لبيعها هناك.
وأن شركة أمريكية طلبت 18 ألف زوج لبيعها في أمريكا.
وأنهم في أمريكا أعدوا خمسة آلاف "بوستر" للاعلان عن حذاء الزيدي. أو حذاء بوش. في طريقها الآن إلي الشرق الأوسط وتركيا.. والاعلان يقول باللغات العربية والإنجليزية والتركية:
"وداعاً بوش.. أهلاً بالديمقراطية"
ولم ينس صاحب المصنع التركي أن يشكر الرئيس بوش.. لأنه قدم للاقتصاد التركي خدمة لا تنسي.. قبل أن يرحل.
وكان مفروضاً. مادام اعترف بذلك. أن يعلن تخصيص نسبة من أرباحه للدفاع عن منتظر الزيدي.. أو لصالح الذين يمثلهم من ضحايا الاحتلال الأمريكي للعراق.
فلولا ما فعله الزيدي. لكان بوش قد ذهب إلي بغداد وتركها دون أن يسمع أحد عن رمضان بيضان.. أو يربح دولاراً واحداً.
إنجازات "شفيق".. بين السماء والأرض
ليلة الفخر..بمطار القاهرة
مع تقديري لكل الوزراء الحاليين. واعترافي بأن أيا منهم لم يدخر جهداً في سبيل تحقيق أهداف وزارته. وأن كثيراً منهم حققوا نجاحات كبيرة. فإني أرشح الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني للقب أو جائزة: الوزير الأكثر إنجازاً.
لقد شعرت بالفخر الشديد مساء يوم الجمعة الماضي. وأنا أشاهد المبني الجديد لمطار القاهرة الدولي.. فهذه أول مرة في تاريخ مصر. يكون لديها مطار يضارع أحدث المطارات العالمية في أمريكا وأوروبا.
لم أصدق نفسي.. رفضت التحرك داخل المبني بالعربات الحديثة المخصصة لذلك.. وقطعت مسافة ثلاثة كيلومترات داخل المبني. ما بين أوله وآخره مشياً علي الأقدام أتفحص بنفسي كل شيء.. جربت السلالم المتحركة صعوداً وهبوطاً.. تفقدت سيور الحقائب الحديثة.. دخلت دورات المياه وفتحت "الحنفيات" لأتأكد من أنها تعمل.. لم أشأ أن أكون مجرد ضيف مدعو إلي الاحتفال بإنجاز المبني.. بل أردت أن أتأكد من أن هذا الإنجاز سيكون مفخرة لكل مصري أمام كل ضيف أجنبي يستخدم هذا المبني.
قبل ذلك. كنا مع الفريق أحمد شفيق في افتتاح مطار شرم الشيخ الدولي. وهو تحفة عالمية.. وقبلها في مطار الغردقة.. وقد طور أيضاً مطار الأقصر الدولي.. ومبني مطار القاهرة القديم نفسه.. وهو يستعد الآن لإنشاء أول مطار في سوهاج.
ولم تقتصر إنجازاته علي المنشآت في الأرض.. بل وصلت إلي السماء. وناطحت النجوم. عندما نجح في ضم شركة مصر للطيران إلي "تحالف النجوم" الذي يضم أكبر وأرقي. شركات الطيران العالمية. لتنتقل من الهواية الي الاحتراف. ولتصبح ملزمة بمستوي عالمي من الخدمة والانضباط لا تستطيع النزول عنه حتي لا تفقد شارة الريادة.
من أجندة الأسبوع
** أسوأ ما يمكن أن يزيد الأزمة المالية والاقتصادية تعقيدا سواء علي المستوي العالمي.. أو المحلي هو أن تعيش عناصر الاقتصاد "حالة الترقب".. وأن تطول هذه الحالة أكثر من اللازم.. المنتج لا ينتج.. والمقرض لا يقرض.. والمستهلك لا يستهلك.. والمستورد لا يستورد.. والكل يقف مكتوف الأيدي في حالة انتظار أو ترقب.
ليت حكومتنا تتصرف بجرأة.. وتنسف هذه الحالة. أو تمنع استمرارها. وأن تدفع كل عناصر الاقتصاد للحركة والعمل. وبأقصي سرعة. وأن تحشد وراءها كل الجهود والامكانيات.. فذلك هو أفضل السبل لتفادي الأزمة أو اجتيازها بأقل الخسائر.
** ليس مطلوبا من مانويل جوزيه المدير الفني لفريق كرة القدم بالنادي الأهلي الآن. سوي ان يراجع شرائط مباريات الفريق الأخيرة. سواء في الدوري المحلي أو في البطولة الافريقية. أو في مونديال الأندية باليابان. وأن يقارنها بشرائط مباريات نفس الفريق من سنتين ليدرك أن مؤشر "الأهلي" في النازل.. ولابد أن يلحق نفسه.
** 120 موضوعا علي جدول أعمال القمة العربية 250 مشروعا استثماريا عربيا أمام قمة الكويت الاقتصادية في يناير القادم.. هل عرفتم لماذا لا يتقدم العمل العربي الموحد.. إذا وجد أصلا؟!
** بعد تبرئة المتهم في مذبحة بني مزار التي روعت المجتمع المصري كله.. من ارتكب المذبحة؟! وهل سنفاجأ بعد سنوات ببراءة المتهم في مذبحة هبة ونادين؟!
** أوقد د.علي عبدالرحمن رئيس جامعة القاهرة السابق شعلة الاحتفال بمئوية جامعة القاهرة في بداية هذا العام.. وأطفأها الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة الحالي في نهايته.. وكان الغائب الحاضر في احتفالية الختام هو العزيز الدكتور عبدالله التطاوي نائب رئيس الجامعة السابق. ومستشارنا الثقافي الحالي في المملكة العربية السعودية.
درس التاريخ.. لسوريا وحماس وحزب الله
"المتغطي بإيران.. عريان..!"
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
مبلغ علمي. وعلم الملايين في العالم كله. أن فلسطين تقع علي حدود مصر.. لا علي حدود إيران.
وأنه إذا كانت هناك في العالم كله. دولة خاضت كل حروبها دفاعا عن فلسطين. وقدمت أرواح أبنائها. واقتطعت من أقوات شعبها من أجل الفلسطينيين.. فهي مصر.. لا إيران.
وأنه إذا كانت هناك في العالم كله دولة يمكن أن يقال إنها "الموجوعة" أكثر باستمرار القضية الفلسطينية بلا حل. والمتضررة أكثر من الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.. فهي مصر.. لا إيران.
لأن مصر.. هي التي تتحمل المخاطر المباشرة لهذه الأوضاع والممارسات. علي أمنها القومي. واستقرارها الداخلي.. لا إيران التي تقع علي بعد آلاف الأميال.
لا يستنجد الفلسطينيون. حين تقصفهم طائرات العدو.. إلا بمصر.. لا إيران.
ولا يتجه الفلسطينيون. حين ينقسم قادتهم وتتنازع فصائلهم إلا لمصر.. لا إيران.
وحدود مصر.. لا حدود إيران. هي التي تعرضت للاختراق غير مرة. من جانب الفلسطينيين الذين تحاصرهم إسرائيل في غزة.
ولا أحد يعلم ماذا كانت إيران ستفعل. لو كانت هي "دولة التخوم" مكاننا بالنسبة لفلسطين والفلسطينيين. وواجهت ما نواجهه.
ولذلك فمن حقها أن ترفع الشعارات. وتطلق المظاهرات.. وتردد الهتافات.. لأن يديها في الماء البارد.. وليست مثلنا في النار.
وليت أحدا يقول لي: متي حاربت إيران من أجل فلسطين والفلسطينيين. أو من أجل أي قضية عربية.. وأي عبء تحملته أو تضحية قدمتها في تاريخها كله في هذا المجال. حتي تحارب اليوم.. أو تتحمل.. أو توهم الآخرين بأنها ستفعل ذلك.
هل في حرب 1948. أم 1956. أم ..1967 أم 1973؟!.
في ظل حكم "الشياه".. رضا بهلوي وولده محمد.. كانت إيران الصديق الصدوق لأمريكا وإسرائيل. وكان تحالفها مع الدولتين استراتيجيا.
وفي ظل حكم "آيات الله" من 1979 حتي اليوم. جاهرت إيران بعدائها لأمريكا وإسرائيل علنا.. واحتفظت بمصالحها مع الدولتين سرا.
***
لا تصدقوا أن إيران في "قطيعة" مع الدولتين.
ولا تصدقوا أيضا ما يتردد عن احتمال أن توجه أمريكا أو إسرائيل ضربة عسكرية ضد إيران.
لن يحدث..
ولو كان واردا لحدث في السنوات الأخيرة.. وأتيحت أكثر من فرصة لذلك.
وما كان أسهل علي إدارة الرئيس بوش. التي احتلت دولتين - أفغانستان والعراق - احتلالا كاملا في أقل من 14 شهرا فقط "2001 - 2003" أن توجه - بالمرة - ضربة عسكرية لإيران. التي اعتبرها بوش أحد أضلاع "مثلث الشر". تعجزها. علي الأقل. عن التدخل وإثارة المشاكل لأمريكا في العراق أو لبنان.
لكن مصالح الدول الثلاث: أمريكا - إسرائيل - إيران. التي تبدو لنا متعارضة أو متقاطعة هي في الحقيقة واحدة. أو متوافقة.
كل دولة من الدول الثلاث تعرف الخطوط الحمراء لبعضها ولا تتعداها.
أمريكا وإسرائيل موقنتان تماماً أن إيران لن تحارب بنفسها يوماً من أجل أحد.. لا فلسطين. ولا لبنان ولا سوريا.
ولن تعرض نفسها لأي خطر. إلا إذا تعرضت أراضيها هي للهجوم أو الخطر.
أمريكا وإسرائيل موقنتان تماماً بأن قنبلة إيران النووية لن تكون ضد أي منهما.
أمريكا وإسرائيل موقنتان تماماً بأن غاية جهد إيران هو "الحرب بالوكالة".. أي من خلال الوكلاء "بالأجر" الذين اصطنعتهم في المنطقة.. حزب الله في لبنان. وحماس في فلسطين. وحلفائها في سوريا.
وأنه. حتي في هذه الحالة فإن إيران تعرف حدودها ولا تتعداها. وهي تحارب لمصلحتها هي لا لمصلحة الوكلاء. وإن كان الوكلاء يستفيدون أسلحة أو أموالاً.
وأن هدف إيران بعيداً عن طنطنة الشعارات هو عرقلة أي تسوية في المنطقة.. لا تحرير فلسطين.. ولا تحرير الجولان.. ولا استقرار لبنان.
ولا يوجد شيء يسعد إسرائيل وأمريكا مثلما يسعدهما ذلك.. فهنا تتلاقي الأهداف والمصالح.. فلا إسرائيل تريد حلاً.. ولا أمريكا تشجع حقيقة علي ذلك.. وتاريخ القضية مع الدولتين علي مدي ستين عاماً الماضية "1948 2008" أكبر شاهد علي ذلك.
ولا يسعد إيران أن تتحرر فلسطين أو الجولان أو العراق أو غيرها لأنه لو حدث ذلك فسيضعف ذلك موقفها باعتبارها أيضاً دولة احتلال لأرض عربية. هي جزر الإمارات الثلاث في الخليج العربي. وسيزداد حينئذ الضغط عليها للجلاء عن هذه الجزر.
إيران تستخدم وكلاءها في المنطقة رأس حربة.. أو دروعاً بشرية.. سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرهما.. هم يموتون وتعيش هي.. وهم يخسرون. ونفوذها الإقليمي علي حسابهم يتزايد يوماً بعد يوم.
وليت أحداً يقول لنا: كم عسكرياً أو مدنياً إيرانيا تطوع أو مات في حرب لبنان الأخيرة في صيف 2007 أو دفاعاً عن القضية الفلسطينية علي أرض غزة أو الضفة الغربية المحتلتين؟!
وهل حرر التحالف السوري الإيراني هضبة الجولان المحتلة.. أم أنه انتهي بالسوريين إلي طلب التفاوض المباشر مع إسرائيل الذي كانوا يرفضونه قبل تحالفهم مع إيران؟!
إن "المتغطي بإيران.. عريان".. والتاريخ هو دليلنا للمستقبل.
* * *
لقد كنت داعياً في هذا المكان باستمرار إلي تقارب مصري إيراني. باعتبار الدولتين هما قيادة العالمين العربي والإسلامي. سُنّة وشيعة. وأنهما القوتان الإقليميتان الأكبر. والأكثر تأثيراً ونفوذاً في المنطقة.
وكنت أري في التقاء الدولتين هدفاً كبيراً يستحق أن تبذلا من أجله. علي مستوي القيادتين وعلي مستوي الشعبين كل غال ورخيص حتي يتحقق لأنه يصب في النهاية في المصلحة الاستراتيجية لنا ولهم. وفي مصلحة المنطقة كلها.
وكنت أعزي الخلافات التي تنشب فجأة بين الدولتين عقب كل مبادرة للتقارب إلي القوي الخارجية التي تري في أي احتمال لالتقاء مصر وإيران خطراً شديداً علي مصالحها في المنطقة.
لكن الواضح الآن أن الإيرانيين أنفسهم. أو بعض التيارات الداخلية المؤثرة عندهم يتفقون في الهدف كما قلت مع هذه القوي الخارجية ويعملون لمصلحتها.
وأنهم يتصورون أنه يمكنهم أن يصلوا من خلال وكلائهم أو عملائهم. إلي حدود أمننا القومي. وأن يمرحوا أو يعبثوا في مجالنا الاقليمي ويظلوا آمنين في ديارهم.
ورأيي أنه لا يجب ان نبقي في "موقف الدفاع".
وأنه في أي حوار مع إيران. مثل الحوار العربي الإيراني الذي يقترحه عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية. يجب أن تصل من خلاله رسالة واضحة لإيران.. أن مصر لديها أيضاً من الوسائل ما تستطيع به ان تقلق إيران. سواء من داخلها أو من خارجها. وأن تؤثر علي مصالحها الاقليمية والدولية.
صراع علي "شرفه" بين 4 دول
"الحذاء" العراقي .. ينعش الاقتصاد التركي ..!
منذ حادث "الحذاء" الشهير في بغداد يوم 14 ديسمبر الحالي. ومصانع الأحذية في ثلاث دول هي لبنان والصين والعراق تتنازع علي شرف انتماء هذا الحذاء اليها. وتزعم كل منها علي أن هذه "الماركة" لحذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي. من انتاجها.
وهذا الأسبوع. دخلت علي الخط دولة رابعة هي تركيا.
وظهر في وسائل الإعلام التركية والعالمية. صاحب مصنع أحذية تركي يدعي "رمضان بيضان" ليؤكد أن الحذاء من انتاج مصنعه. وأن الطراز التركي منه اسمه "دوكاتي 271" وتغير اسمه بعد الحادث إلي.. "حذاء بوش".
وقال بيضان. إنه باع في العام الماضي 19 ألف زوج من هذا الحذاء في العراق بسعر 40 دولارا للزوج.
وأنه تلقي بعد الحادث طلبات من مستوردين عراقيين. بتوريد 15 ألف حذاء وخصص خطا بمصنعه لانتاجها.
وأن موزعاً بريطانياً عرض أن يكون وكيلاً لمبيعات المصنع في أوروبا. وطلب 95 ألف حذاء لبيعها هناك.
وأن شركة أمريكية طلبت 18 ألف زوج لبيعها في أمريكا.
وأنهم في أمريكا أعدوا خمسة آلاف "بوستر" للاعلان عن حذاء الزيدي. أو حذاء بوش. في طريقها الآن إلي الشرق الأوسط وتركيا.. والاعلان يقول باللغات العربية والإنجليزية والتركية:
"وداعاً بوش.. أهلاً بالديمقراطية"
ولم ينس صاحب المصنع التركي أن يشكر الرئيس بوش.. لأنه قدم للاقتصاد التركي خدمة لا تنسي.. قبل أن يرحل.
وكان مفروضاً. مادام اعترف بذلك. أن يعلن تخصيص نسبة من أرباحه للدفاع عن منتظر الزيدي.. أو لصالح الذين يمثلهم من ضحايا الاحتلال الأمريكي للعراق.
فلولا ما فعله الزيدي. لكان بوش قد ذهب إلي بغداد وتركها دون أن يسمع أحد عن رمضان بيضان.. أو يربح دولاراً واحداً.
إنجازات "شفيق".. بين السماء والأرض
ليلة الفخر..بمطار القاهرة
مع تقديري لكل الوزراء الحاليين. واعترافي بأن أيا منهم لم يدخر جهداً في سبيل تحقيق أهداف وزارته. وأن كثيراً منهم حققوا نجاحات كبيرة. فإني أرشح الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني للقب أو جائزة: الوزير الأكثر إنجازاً.
لقد شعرت بالفخر الشديد مساء يوم الجمعة الماضي. وأنا أشاهد المبني الجديد لمطار القاهرة الدولي.. فهذه أول مرة في تاريخ مصر. يكون لديها مطار يضارع أحدث المطارات العالمية في أمريكا وأوروبا.
لم أصدق نفسي.. رفضت التحرك داخل المبني بالعربات الحديثة المخصصة لذلك.. وقطعت مسافة ثلاثة كيلومترات داخل المبني. ما بين أوله وآخره مشياً علي الأقدام أتفحص بنفسي كل شيء.. جربت السلالم المتحركة صعوداً وهبوطاً.. تفقدت سيور الحقائب الحديثة.. دخلت دورات المياه وفتحت "الحنفيات" لأتأكد من أنها تعمل.. لم أشأ أن أكون مجرد ضيف مدعو إلي الاحتفال بإنجاز المبني.. بل أردت أن أتأكد من أن هذا الإنجاز سيكون مفخرة لكل مصري أمام كل ضيف أجنبي يستخدم هذا المبني.
قبل ذلك. كنا مع الفريق أحمد شفيق في افتتاح مطار شرم الشيخ الدولي. وهو تحفة عالمية.. وقبلها في مطار الغردقة.. وقد طور أيضاً مطار الأقصر الدولي.. ومبني مطار القاهرة القديم نفسه.. وهو يستعد الآن لإنشاء أول مطار في سوهاج.
ولم تقتصر إنجازاته علي المنشآت في الأرض.. بل وصلت إلي السماء. وناطحت النجوم. عندما نجح في ضم شركة مصر للطيران إلي "تحالف النجوم" الذي يضم أكبر وأرقي. شركات الطيران العالمية. لتنتقل من الهواية الي الاحتراف. ولتصبح ملزمة بمستوي عالمي من الخدمة والانضباط لا تستطيع النزول عنه حتي لا تفقد شارة الريادة.
من أجندة الأسبوع
** أسوأ ما يمكن أن يزيد الأزمة المالية والاقتصادية تعقيدا سواء علي المستوي العالمي.. أو المحلي هو أن تعيش عناصر الاقتصاد "حالة الترقب".. وأن تطول هذه الحالة أكثر من اللازم.. المنتج لا ينتج.. والمقرض لا يقرض.. والمستهلك لا يستهلك.. والمستورد لا يستورد.. والكل يقف مكتوف الأيدي في حالة انتظار أو ترقب.
ليت حكومتنا تتصرف بجرأة.. وتنسف هذه الحالة. أو تمنع استمرارها. وأن تدفع كل عناصر الاقتصاد للحركة والعمل. وبأقصي سرعة. وأن تحشد وراءها كل الجهود والامكانيات.. فذلك هو أفضل السبل لتفادي الأزمة أو اجتيازها بأقل الخسائر.
** ليس مطلوبا من مانويل جوزيه المدير الفني لفريق كرة القدم بالنادي الأهلي الآن. سوي ان يراجع شرائط مباريات الفريق الأخيرة. سواء في الدوري المحلي أو في البطولة الافريقية. أو في مونديال الأندية باليابان. وأن يقارنها بشرائط مباريات نفس الفريق من سنتين ليدرك أن مؤشر "الأهلي" في النازل.. ولابد أن يلحق نفسه.
** 120 موضوعا علي جدول أعمال القمة العربية 250 مشروعا استثماريا عربيا أمام قمة الكويت الاقتصادية في يناير القادم.. هل عرفتم لماذا لا يتقدم العمل العربي الموحد.. إذا وجد أصلا؟!
** بعد تبرئة المتهم في مذبحة بني مزار التي روعت المجتمع المصري كله.. من ارتكب المذبحة؟! وهل سنفاجأ بعد سنوات ببراءة المتهم في مذبحة هبة ونادين؟!
** أوقد د.علي عبدالرحمن رئيس جامعة القاهرة السابق شعلة الاحتفال بمئوية جامعة القاهرة في بداية هذا العام.. وأطفأها الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة الحالي في نهايته.. وكان الغائب الحاضر في احتفالية الختام هو العزيز الدكتور عبدالله التطاوي نائب رئيس الجامعة السابق. ومستشارنا الثقافي الحالي في المملكة العربية السعودية.
سهر الليالى- المدير العام
- عدد الرسائل : 2727
نقاط : 2028
تاريخ التسجيل : 08/08/2008
رد: آخر الأسبوع بقلم : محمد أبو الحديد
آخر الأسبوع
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
مصر.. حين "تفعل"
أخيرا.. ثبت أنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح.
أصبحت المبادرة المصرية. التي تبنتها فرنسا. ووافقت عليها إسرائيل
والسلطة الفلسطينية. هي المخرج العملي الوحيد. المتاح والمقبول علي
الساحة. لوقف المجازر الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.
وهذه المبادرة. التي قدمها الرئيس مبارك. هي الوحيدة المرشحة الآن
للمرور من مجلس الأمن الدولي. بعد أن أعلنت الولايات المتحدة. علي لسان
وزيرة خارجيتها "رايس" أنها لن تعارضها.
مظاهرات الشوارع في العواصم العربية والعالمية.. لم تقدم حلولا قابلة للتطبيق.
حصار السفارات المصرية في بعض الدول العربية والأجنبية.. لم ينقذ فلسطينيا واحدا. أو يوقف غارة إسرائيلية.
حملات الإعلام المحمومة. والمدفوعة الأجر التي انطلقت ضد مصر. تكيل
لها الاتهامات. مرة بالتواطؤ مع المعتدي. ومرة بالتخاذل في مواجهته. لم
تحرك واقعا في شبر واحد علي الأرض. ولم يأخذها أحد مأخذ الجد.
سياسات المحاور التي تسعي لتكريس الانقسام الفلسطيني. وتعميق التشتت
العربي. حصرت نفسها في نطاق المصالح الذاتية الضيقة لكل طرف من أطرافها.
ولو علي حساب الشعب الفلسطيني وقضيته. ودماء الأبرياء من أبنائه.
إن كل هذه الظواهر أو المظاهر. كانت نتائجها تصب لمصلحة إسرائيل في النهاية.
كانت في سعيها لتحميل مصر المسئولية. تصرف أنظار شعوبها والعالم عن المعتدي وعن جرائمه الإنسانية.. فترتاح بذلك إسرائيل.
كانت باستمرار الجدل العقيم. وتبادل الاتهامات. دون تقديم حلول عملية
قابلة للتطبيق لوقف نزيف الدم الفلسطيني. تقوم بنفس الدور الذي تقوم به
أمريكا في مجلس الأمن. وهو تعطيل أي تحرك إيجابي. لإعطاء الفرصة لآلة
الحرب الإسرائيلية. حتي تحقق أهدافها في غزة.
لقد وصف الرئيس مبارك قادة إسرائيل بأن أياديهم مخضبة بدماء
الفلسطينيين.. ولقد أثبتت مجازر غزة. وما دار حولها. أن أيادي
الإسرائيليين - للأسف الشديد - لم تكن وحدها في ذلك.. بل أيادي أطراف
أخري. عربية وإقليمية. ربما تعفف الرئيس مبارك - كعادته - عن الإشارة
إليها.
إن كل طرف من هذه الأطراف. سوف يجلس فوق كومة من جثامين الشهداء الفلسطينيين ليحصي مكاسبه من هذه المجزرة الوحشية.
* سوف يسعد إيهود باراك زعيم حزب العمل ووزير دفاع إسرائيل. وتسيبي
ليفني وزيرة خارجيتها وزعيمة حزب كاديما. لأنهما أثبتا للشارع الإسرائيلي.
أنهما لا يقلان دموية وتطرفا عن غريمهما في انتخابات فبراير القادمة.
بنيامين نتنياهو. وبالتالي يستعيدان الشارع والناخب الإسرائيلي.
* سوف يحتفل قادة حماس. بأنهم قدموا غزة قربانا لإسرائيل لتبقي الحركة ويبقي قادتها.
لقد أعلنت الحركة أنها لن تستسلم حتي ولو أبيدت غزة كلها.. ولعل البعض
قد لاحظ أن أول تهديد صدر من الحركة بالانتقام من إسرائيل. وتوعدها ب "رد
قاس".. لم يصدر مع سقوط عشرات الشهداء في اليوم الأول للعدوان.. ولا عشرات
غيرهم في اليوم الثاني أو الثالث.. وإنما صدر فقط. عندما دمرت الغارات
الإسرائيلية منزل أحد قادة الحركة. وقتلته مع زوجاته الأربع وأحد عشر ابنا
من أبنائه.
* سوف يجلس الشيخ حسن نصرالله ورفاقه من قادة حزب الله. ليدرسوا كم
استفادوا من مجازر غزة. وهجومهم علي مصر. في كسب الشارع اللبناني. وتعزيز
موقفهم الانتخابي. استعدادا للانتخابات اللبنانية المقبلة.
* سوف يجلس قادة سوريا ليحصوا مكاسبهم في أهم ملفين يشغلان سوريا
الآن. وهما ملف محاكمة قتلة الحريري رئيس وزراء لبنان السابق. وملف
المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لاستعادة الجولان.
* سوف يحتفل قادة إيران. بأن أحداث غزة طرحت علي المجتمع الدولي.
وعلي الادارة الأمريكية القادمة ملفا عاجلا وساخنا هو ملف الصراع
الإسرائيلي الفلسطيني. لينشغل به الجميع وينسوا - ولو مؤقتا - الملف
النووي الإيراني. فيلتقط النظام الايراني أنفاسه.
مصر وحدها التي لا مصالح ذاتية لها.. مصر وحدها التي مصلحتها الذاتية
- إن صح التعبير - هي سلامة وأمن فلسطين والفلسطينيين .. وهي إزالة
الاحتلال الإسرائيلي.. وهي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. لأن ذلك
جزء مهم من أمن مصر القومي.
ولذلك. ترفعت مصر عن الصغائر.. لم تنجر للمهاترات.. تركت الحملات
الإعلامية لأهلها. وتفرغت قيادتها لاجراء الاتصالات وبذل الجهود مع كل
الاطراف المؤثرة والفاعلة. من أجل التوصل إلي مخرج عملي ومشرف ومقبول.
يحقق الهدف الرئيسي الذي لم يغب عن أنظار مصر لحظة واحدة طوال الأزمة. وهو
وقف العدوان. وحقن دماء الفلسطينيين.
وهكذا ولدت المبادرة المصرية.
وسوف تحتفل مصر فقط. حين تنجح هذه المبادرة في تحقيق هدفها.. وحين
يبدأ الانطلاق منها لاعادة وضع القضية الفلسطينية مرة أخري علي الطريق
الصحيح.
دروس من قلب القضية
درس التاريخ الذي تأكد في القضية الفلسطينية بالذات علي مدي
ستين عاما هو أنه لا يوجد حل عسكري للقضية.. وأن آلة الحرب.. مهما بلغت
قوتها وحداثتها وعنفها. غير قادرة علي إنهاء الصراع أو حسمه..
وأن الاعتداءات. مهما تكررت واشتدت. لا تحقق في النهاية "الأمن المنشود" للمعتدين بل علي العكس.. تجعل هدف الأمن اكثر بعداً.
ولعل الخمسة آلاف أسرة فلسطينية تقريباً. التي سقط ابناؤها ضحايا
المجازر الحالية. شهداء أو مصابين. سوف تضاف إلي مئات الآلاف من الأسر
الاخري المشحونة بالرغبة في الانتقام لأبنائها ممن قتلوهم. وبالتالي ندور
جميعا في حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد. لا تنتهي بأمن أو سلام لأي
من الطرفين.
وما لم يتم اختراق حقيقي وشجاع لهذه الحلقة المفرغة. فسوف تنتهي كل
دورة من دوراتها الدموية. الي تقوية الأطراف الأكثر تشددا علي الجانبين.
درس آخر. ولكن من الأحداث القريبة. وهو أنه في مواجهة القضية
الفلسطينية بالذات.. لا مظاهرات الشوارع.. ولا القمم العربية في ظل الوضع
العربي الراهن. بقادرة علي تقديم حلول عملية ومقبولة.
ولعلنا نستعيد تجربة قريبة تقترب الآن من عامها السادس . وهي تجربة الغزو الأمريكي للعراق.
ولعلنا نذكر أن الشارع العربي لم يشهد في تاريخه خروجا للجماهير
بالكثافة التي شهدها قبل بدء الغزو وخلاله.. بل حدث ذلك ايضا في كل عواصم
الدنيا. وكانت فرنسا وروسيا والصين وألمانيا جميعا تعارض الغزو ايضا.
وأن الغزو تم في 19 مارس ..2003 ومارس هذا هو شهر انعقاد القمة العربية الدورية.
وقد انعقدت القمة بالفعل.
ولا أحتاج أو يحتاج أحد الي تعليق. سوي أنه بعد مرور ست سنوات.. مازال
الاحتلال الأمريكي للعراق مستمراً.. وأن الاتفاقية الأمنية التي وقعتها
أمريكا مع العراق منذ أسابيع. ليست سوي "تقنين" لاستمرار هذا الاحتلال.
ليس هذا استهانة بقوة الرأي العام.. ولا دعوة لاغلاق ملف اجتماعات القمة العربية.
هذا فقط تذكير بأن لكل حدث ظروفه وملابساته الخاصة. التي تفرض البحث عن "آليات" مناسبة لمواجهته.
وأن مظاهرات الشوارع. أو عقد القمم. ليست دائما الوسيلة المناسبة للمواجهة في كل القضايا علي اختلافها.
درس ثالث وهو:
اسرائيل لا تريد القضاء تماما علي حركة حماس.. لأن وجود الحركة
وتشددها واختلافها مع السلطة الفلسطينية ومع حركة "فتح" يعزز هدف اسرائيل
في استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.
الوضع الحالي يعطي لإسرائيل الفرصة لتقول للعالم: أنا علي استعداد
للتفاوض مع الفلسطينيين ولكن.. حين أعرف مع من أتفاوض لأن الفلسطينيين
أنفسهم منقسمون.
وإذا اتفق "أبومازن" مع حماس وتوحدت الجبهة الفلسطينية. فستقول
اسرائيل: لن أضع يدي في يد أبومازن.. بعد ان وضع يده في يد حركة "حماس"
الإرهابية.
هدف إسرائيل من عدوانها الحالي ليس القضاء نهائيا علي حماس. ولا
اعادة احتلال غزة.. وانما فقط "تقليم" أظافر حماس واضعافها نسبيا الي
الدرجة التي تصبح فيها قادرة علي ازعاج "فتح" واستمرار الانقسام
الفلسطيني.. لكن غير قادرة علي ازعاج اسرائيل.
درس رابع: لا تريد اسرائيل أن تكون الدولة الفلسطينية إذا قامت حليفة لمصر.
تريدها دولة عازلة.. مناوئة لمصر. تشغل مصر باستمرار. بتهديد حدودها وازعاج سلطاتها ولو بأفعال صبيانية.
لأن إسرائيل بالتجربة العملية هي الوحيدة التي تدرك حجم وقوة مصر.
من أجندة الأسبوع
** سؤال خطر ببالي. وأريد أن أوجهه لكل من فكروا أو مازالوا يفكرون في
امكانية "خصخصة" الصحف القومية: لو كانت مصر بلا صحافة قومية خلال أحداث
غزة.. من كان سيصد هذه الهجمات الإعلامية الضارية ضد مصر والتي شكلت ما
يشبه الحرب الدولية. واستخدمت كل أساليب التضليل والخداع وتزييف الحقائق
والتاريخ؟!
** لا تختلف الحكومة عن محتكري تجارة الأسمنت.. الاثنان تحالفا ضد
المستهلك والدليل ان المستهلكين هم الذين تحملوا من جيوبهم زيادة سعر
الأسمنت الذي فرضه المحتكرون.. فلما قدمت الحكومة هؤلاء المحتكرين
للمحاكمة وقضت المحكمة بتغريمهم 200 مليون جنيه.. حصلت الحكومة علي هذه
الغرامة لنفسها ولم يسترد المستهلكون الزيادات التي دفعوها.
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
مصر.. حين "تفعل"
أخيرا.. ثبت أنه لا يصح في النهاية إلا الصحيح.
أصبحت المبادرة المصرية. التي تبنتها فرنسا. ووافقت عليها إسرائيل
والسلطة الفلسطينية. هي المخرج العملي الوحيد. المتاح والمقبول علي
الساحة. لوقف المجازر الوحشية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.
وهذه المبادرة. التي قدمها الرئيس مبارك. هي الوحيدة المرشحة الآن
للمرور من مجلس الأمن الدولي. بعد أن أعلنت الولايات المتحدة. علي لسان
وزيرة خارجيتها "رايس" أنها لن تعارضها.
مظاهرات الشوارع في العواصم العربية والعالمية.. لم تقدم حلولا قابلة للتطبيق.
حصار السفارات المصرية في بعض الدول العربية والأجنبية.. لم ينقذ فلسطينيا واحدا. أو يوقف غارة إسرائيلية.
حملات الإعلام المحمومة. والمدفوعة الأجر التي انطلقت ضد مصر. تكيل
لها الاتهامات. مرة بالتواطؤ مع المعتدي. ومرة بالتخاذل في مواجهته. لم
تحرك واقعا في شبر واحد علي الأرض. ولم يأخذها أحد مأخذ الجد.
سياسات المحاور التي تسعي لتكريس الانقسام الفلسطيني. وتعميق التشتت
العربي. حصرت نفسها في نطاق المصالح الذاتية الضيقة لكل طرف من أطرافها.
ولو علي حساب الشعب الفلسطيني وقضيته. ودماء الأبرياء من أبنائه.
إن كل هذه الظواهر أو المظاهر. كانت نتائجها تصب لمصلحة إسرائيل في النهاية.
كانت في سعيها لتحميل مصر المسئولية. تصرف أنظار شعوبها والعالم عن المعتدي وعن جرائمه الإنسانية.. فترتاح بذلك إسرائيل.
كانت باستمرار الجدل العقيم. وتبادل الاتهامات. دون تقديم حلول عملية
قابلة للتطبيق لوقف نزيف الدم الفلسطيني. تقوم بنفس الدور الذي تقوم به
أمريكا في مجلس الأمن. وهو تعطيل أي تحرك إيجابي. لإعطاء الفرصة لآلة
الحرب الإسرائيلية. حتي تحقق أهدافها في غزة.
لقد وصف الرئيس مبارك قادة إسرائيل بأن أياديهم مخضبة بدماء
الفلسطينيين.. ولقد أثبتت مجازر غزة. وما دار حولها. أن أيادي
الإسرائيليين - للأسف الشديد - لم تكن وحدها في ذلك.. بل أيادي أطراف
أخري. عربية وإقليمية. ربما تعفف الرئيس مبارك - كعادته - عن الإشارة
إليها.
إن كل طرف من هذه الأطراف. سوف يجلس فوق كومة من جثامين الشهداء الفلسطينيين ليحصي مكاسبه من هذه المجزرة الوحشية.
* سوف يسعد إيهود باراك زعيم حزب العمل ووزير دفاع إسرائيل. وتسيبي
ليفني وزيرة خارجيتها وزعيمة حزب كاديما. لأنهما أثبتا للشارع الإسرائيلي.
أنهما لا يقلان دموية وتطرفا عن غريمهما في انتخابات فبراير القادمة.
بنيامين نتنياهو. وبالتالي يستعيدان الشارع والناخب الإسرائيلي.
* سوف يحتفل قادة حماس. بأنهم قدموا غزة قربانا لإسرائيل لتبقي الحركة ويبقي قادتها.
لقد أعلنت الحركة أنها لن تستسلم حتي ولو أبيدت غزة كلها.. ولعل البعض
قد لاحظ أن أول تهديد صدر من الحركة بالانتقام من إسرائيل. وتوعدها ب "رد
قاس".. لم يصدر مع سقوط عشرات الشهداء في اليوم الأول للعدوان.. ولا عشرات
غيرهم في اليوم الثاني أو الثالث.. وإنما صدر فقط. عندما دمرت الغارات
الإسرائيلية منزل أحد قادة الحركة. وقتلته مع زوجاته الأربع وأحد عشر ابنا
من أبنائه.
* سوف يجلس الشيخ حسن نصرالله ورفاقه من قادة حزب الله. ليدرسوا كم
استفادوا من مجازر غزة. وهجومهم علي مصر. في كسب الشارع اللبناني. وتعزيز
موقفهم الانتخابي. استعدادا للانتخابات اللبنانية المقبلة.
* سوف يجلس قادة سوريا ليحصوا مكاسبهم في أهم ملفين يشغلان سوريا
الآن. وهما ملف محاكمة قتلة الحريري رئيس وزراء لبنان السابق. وملف
المفاوضات المباشرة مع إسرائيل لاستعادة الجولان.
* سوف يحتفل قادة إيران. بأن أحداث غزة طرحت علي المجتمع الدولي.
وعلي الادارة الأمريكية القادمة ملفا عاجلا وساخنا هو ملف الصراع
الإسرائيلي الفلسطيني. لينشغل به الجميع وينسوا - ولو مؤقتا - الملف
النووي الإيراني. فيلتقط النظام الايراني أنفاسه.
مصر وحدها التي لا مصالح ذاتية لها.. مصر وحدها التي مصلحتها الذاتية
- إن صح التعبير - هي سلامة وأمن فلسطين والفلسطينيين .. وهي إزالة
الاحتلال الإسرائيلي.. وهي اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. لأن ذلك
جزء مهم من أمن مصر القومي.
ولذلك. ترفعت مصر عن الصغائر.. لم تنجر للمهاترات.. تركت الحملات
الإعلامية لأهلها. وتفرغت قيادتها لاجراء الاتصالات وبذل الجهود مع كل
الاطراف المؤثرة والفاعلة. من أجل التوصل إلي مخرج عملي ومشرف ومقبول.
يحقق الهدف الرئيسي الذي لم يغب عن أنظار مصر لحظة واحدة طوال الأزمة. وهو
وقف العدوان. وحقن دماء الفلسطينيين.
وهكذا ولدت المبادرة المصرية.
وسوف تحتفل مصر فقط. حين تنجح هذه المبادرة في تحقيق هدفها.. وحين
يبدأ الانطلاق منها لاعادة وضع القضية الفلسطينية مرة أخري علي الطريق
الصحيح.
دروس من قلب القضية
درس التاريخ الذي تأكد في القضية الفلسطينية بالذات علي مدي
ستين عاما هو أنه لا يوجد حل عسكري للقضية.. وأن آلة الحرب.. مهما بلغت
قوتها وحداثتها وعنفها. غير قادرة علي إنهاء الصراع أو حسمه..
وأن الاعتداءات. مهما تكررت واشتدت. لا تحقق في النهاية "الأمن المنشود" للمعتدين بل علي العكس.. تجعل هدف الأمن اكثر بعداً.
ولعل الخمسة آلاف أسرة فلسطينية تقريباً. التي سقط ابناؤها ضحايا
المجازر الحالية. شهداء أو مصابين. سوف تضاف إلي مئات الآلاف من الأسر
الاخري المشحونة بالرغبة في الانتقام لأبنائها ممن قتلوهم. وبالتالي ندور
جميعا في حلقة مفرغة من العنف والعنف المضاد. لا تنتهي بأمن أو سلام لأي
من الطرفين.
وما لم يتم اختراق حقيقي وشجاع لهذه الحلقة المفرغة. فسوف تنتهي كل
دورة من دوراتها الدموية. الي تقوية الأطراف الأكثر تشددا علي الجانبين.
درس آخر. ولكن من الأحداث القريبة. وهو أنه في مواجهة القضية
الفلسطينية بالذات.. لا مظاهرات الشوارع.. ولا القمم العربية في ظل الوضع
العربي الراهن. بقادرة علي تقديم حلول عملية ومقبولة.
ولعلنا نستعيد تجربة قريبة تقترب الآن من عامها السادس . وهي تجربة الغزو الأمريكي للعراق.
ولعلنا نذكر أن الشارع العربي لم يشهد في تاريخه خروجا للجماهير
بالكثافة التي شهدها قبل بدء الغزو وخلاله.. بل حدث ذلك ايضا في كل عواصم
الدنيا. وكانت فرنسا وروسيا والصين وألمانيا جميعا تعارض الغزو ايضا.
وأن الغزو تم في 19 مارس ..2003 ومارس هذا هو شهر انعقاد القمة العربية الدورية.
وقد انعقدت القمة بالفعل.
ولا أحتاج أو يحتاج أحد الي تعليق. سوي أنه بعد مرور ست سنوات.. مازال
الاحتلال الأمريكي للعراق مستمراً.. وأن الاتفاقية الأمنية التي وقعتها
أمريكا مع العراق منذ أسابيع. ليست سوي "تقنين" لاستمرار هذا الاحتلال.
ليس هذا استهانة بقوة الرأي العام.. ولا دعوة لاغلاق ملف اجتماعات القمة العربية.
هذا فقط تذكير بأن لكل حدث ظروفه وملابساته الخاصة. التي تفرض البحث عن "آليات" مناسبة لمواجهته.
وأن مظاهرات الشوارع. أو عقد القمم. ليست دائما الوسيلة المناسبة للمواجهة في كل القضايا علي اختلافها.
درس ثالث وهو:
اسرائيل لا تريد القضاء تماما علي حركة حماس.. لأن وجود الحركة
وتشددها واختلافها مع السلطة الفلسطينية ومع حركة "فتح" يعزز هدف اسرائيل
في استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.
الوضع الحالي يعطي لإسرائيل الفرصة لتقول للعالم: أنا علي استعداد
للتفاوض مع الفلسطينيين ولكن.. حين أعرف مع من أتفاوض لأن الفلسطينيين
أنفسهم منقسمون.
وإذا اتفق "أبومازن" مع حماس وتوحدت الجبهة الفلسطينية. فستقول
اسرائيل: لن أضع يدي في يد أبومازن.. بعد ان وضع يده في يد حركة "حماس"
الإرهابية.
هدف إسرائيل من عدوانها الحالي ليس القضاء نهائيا علي حماس. ولا
اعادة احتلال غزة.. وانما فقط "تقليم" أظافر حماس واضعافها نسبيا الي
الدرجة التي تصبح فيها قادرة علي ازعاج "فتح" واستمرار الانقسام
الفلسطيني.. لكن غير قادرة علي ازعاج اسرائيل.
درس رابع: لا تريد اسرائيل أن تكون الدولة الفلسطينية إذا قامت حليفة لمصر.
تريدها دولة عازلة.. مناوئة لمصر. تشغل مصر باستمرار. بتهديد حدودها وازعاج سلطاتها ولو بأفعال صبيانية.
لأن إسرائيل بالتجربة العملية هي الوحيدة التي تدرك حجم وقوة مصر.
من أجندة الأسبوع
** سؤال خطر ببالي. وأريد أن أوجهه لكل من فكروا أو مازالوا يفكرون في
امكانية "خصخصة" الصحف القومية: لو كانت مصر بلا صحافة قومية خلال أحداث
غزة.. من كان سيصد هذه الهجمات الإعلامية الضارية ضد مصر والتي شكلت ما
يشبه الحرب الدولية. واستخدمت كل أساليب التضليل والخداع وتزييف الحقائق
والتاريخ؟!
** لا تختلف الحكومة عن محتكري تجارة الأسمنت.. الاثنان تحالفا ضد
المستهلك والدليل ان المستهلكين هم الذين تحملوا من جيوبهم زيادة سعر
الأسمنت الذي فرضه المحتكرون.. فلما قدمت الحكومة هؤلاء المحتكرين
للمحاكمة وقضت المحكمة بتغريمهم 200 مليون جنيه.. حصلت الحكومة علي هذه
الغرامة لنفسها ولم يسترد المستهلكون الزيادات التي دفعوها.
منة الله- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 527
نقاط : 832
تاريخ التسجيل : 01/01/2009
رد: آخر الأسبوع بقلم : محمد أبو الحديد
اخر الاسبوع
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
من "خامنئي" إلي "نصر الله".. و"الأسد"
3 وقائع.. كاشفة
حدثت الوقائع الثلاث خلال أسبوعي العدوان الإسرائيلي علي غزة.
الواقعة الأولي: انطلقت أربعة صواريخ من جنوب لبنان يوم الجمعة الماضي. لتسقط في إسرائيل.
ظن الكثيرون أن الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان قرر أن
يخوض الحرب إلي جانب حركة حماس في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي علي
غزة.. وأن هذه الصواريخ الأربعة مجرد بداية.
زاد من هذا الظن ودعمه. أن الصواريخ انطلقت عقب خطبة عنترية ألقاها
الشيخ. هاجم فيها مصر وكل من لم يهبوا من وجهة نظره لنجدة غزة وتحرير
فلسطين بالسلاح.
لكن الشيخ حسن فاجأ الجميع بموقف مختلف تماماً.
ما أن تلقي نبأ إطلاق الصواريخ الأربعة علي إسرائيل من جنوب لبنان..
وقبل أن ترد إسرائيل بقصف الجنوب وإرسال طائراتها لتحلق فوق المنطقة. حتي
هرع الشيخ إلي التليفون ليتصل بوزير الإعلام في الحكومة اللبنانية. وينفي
له "تورطه" أو "تورط" أحد من رجاله في إطلاق هذه الصواريخ علي إسرائيل.
لم يكتف بذلك. بل أكد الشيخ التزامه بقرار مجلس الأمن الذي صدر في
أعقاب حرب صيف 2006 التي أشعلها الشيخ ضد إسرائيل بخطفه جنديين لها. فلما
دمرت إسرائيل لبنان. ظهر الشيخ فوق الأطلال يردد أغنية عبدالحليم حافظ: لو
أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت.
لم يكتف الشيخ بذلك أيضا. بل سارع في نفس اليوم إلي إصدار تحذير لرجاله من استفزاز إسرائيل. وإعطائها الفرصة لشن عدوان علي لبنان.
هذا ببساطة معناه:
1 إن مجرد إطلاق أربعة صواريخ ضد إسرائيل من جنوب لبنان في الوقت الذي
تذبح إسرائيل الفلسطينيين في غزة هو في نظر الشيخ "تورط". يستحق التنصل
منه. وليس شرفاً لا ينكره أو تهمة لا يردها.
2 أن قرارات مجلس الأمن واجبة الاحترام في نظر الشيخ. حتي لو لم
يحترمها الطرف الآخر. والشيخ يعلم أن خروقات إسرائيل للقرار الذي يتحدث
عنه والخاص بجنوب لبنان لم تتوقف منذ انتهاء الحرب هناك قبل عامين ونصف
العام.
لماذا إذن هاجم الشيخ نصر الله. ومازال يهاجم مصر ويتهمها بالتخاذل
لأنها لم تدخل الحرب إلي جانب حماس في غزة. أو لأنها تحترم اتفاقية دولية
ملزمة هي اتفاقية المعابر؟!
هل رد فعل الشيخ علي حادث إطلاق هذه الصواريخ هو بمثابة "عودة الشيخ
إلي هداه". أم أن هذا موقفه الحقيقي وكان فقط يسعي إلي "توريط" مصر؟!
***
الواقعة الثانية: بعدها بيوم أو يومين تقريباً. أطلق جندي سوري الرصاص
من مدفعه علي دورية إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة.
ظن الكثيرون أن هذا الرصاص لا يمكن أن يكون عشوائياً. وأن المؤكد أن
سوريا الرسمية توجه رسالة إلي إسرائيل بأنه إذا لم توقف إسرائيل مجزرتها
ضد الفلسطينيين في غزة. فسوف تدخل سوريا الحرب دفاعا عن القضية. خاصة ان
الدعاية السورية هاجمت مصر أيضا. وقدمت سوريا وقيادتها في ثياب "صقر
العرب".
لكن القيادة السورية. مثل قيادة حزب الله. خيبت ظنون الجميع. وفاجأتهم بموقف مختلف تماما.
ألقت القبض علي الجندي "المتهم" باطلاق الرصاص علي الدورية الإسرائيلية. وبدأت التحقيق لمعرفة "الدوافع" وراء تصرفه.
الله.. أين - إذن - الحناجر الزاعقة؟! أم أن المطلوب فقط هو التضحية بمصر؟!
***
لكن.. لا تندهشوا.. فالناس - كما يقولون - علي دين ملوكهم.. أو - كما في هذه الوقائع - علي دين "ملاليهم".
فمن قبل. فعلها علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإسلامية في إيران
حيث مركز القيادة الذي يصدر التوجيهات إلي ذيول إيران في المنطقة فتتحرك
طوعا أو كرها في الاتجاه الذي يحدده.
في الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي علي غزة. أصدر المرشد الأعلي فتوي بأن كل من يقتل دفاعا عن الفلسطينيين في غزة فهو شهيد.
وأشعلت الفتوي حماس الشباب الإيراني. فتقدموا للتطوع. طالبين السفر
فورا إلي غزة. حتي بلغ عدد طالبي التطوع وفقا لاحصائية نشرتها صحيفة
"الهيرالد تربيون" الأمريكية. نقلا عن مراسلتها "نزيلة فتحي" في طهران 70
ألف شاب.
ويبدو ان المرشد الأعلي فوجيء بذلك حين أبلغوه به. ولم يكن مستعدا
له. فلم يجد أمامه سوي أن يظهر في التليفزيون ليشكر هؤلاء الشباب. وليقدم
لهم اعتذاره عن عدم القدرة علي تلبية طلبهم بالسفر إلي غزة والجهاد ضد
إسرائيل "لأن يد إيران في هذه المنطقة مغلولة" علي حد قوله.
ولأن المرشد الأعلي. الذي اتخذ هذا الموقف هو "الرأس" فقد كان طبيعيا أن تتبعه الذيول.
للمرة الثالثة. بل والمائة: إذن.. لماذا يهاجمون مصر؟!
ان الله وحده - سبحانه وتعالي - هو صاحب الفضل في هذه الوقائع الثلاث.
حتي يكشف هذه القيادات أمام شعوبها. وأمام الجماهير البسيطة داخل مصر.
وعلي امتداد الوطن العربي. التي قد تكون تفاعلت ولو للحظة واحدة أمام ما
تردده أبواق هذه القيادات من شعارات. وما تبثه من تضليل وأكاذيب. مستغلة
المشاعر الإنسانية والقومية لدي هذه الجماهير.
شكرا لله الذي أظهر الحق.. وحمي مصر.
مصر لا تحتاج شهادة من أحد
لكن فعلا.. لماذا هذه الحرب الضارية. المشبوهة. والمتعددة الاطراف ضد مصر هذه المرة بالذات؟
أقول هذه المرة بالذات. لأن الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة. والمجازر
الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في كل الأرض المحتلة لم تتوقف. حتي قبل ان
تسيطر حماس علي غزة.
ليس هذا تقليلا من خطورة العدوان الحالي. ولا استهانة بالمجازر
الحالية التي استمرت 19 يوما حتي الآن أو بضحاياها.. فقط نسأل لمجرد
الذكري:
* ألم تقتل إسرائيل مؤسس "حماس" نفسه وأحد رموز النضال الفلسطيني
كله. الشيخ أحمد ياسين. الذي فجرت رأسه بصاروخ تطايرت علي أثره اشلاء
جمجمته ومخه. في غارة لا إنسانية استهدفته وهو عائد علي كرسيه المتحرك من
صلاة الفجر؟
* ألم تقتل إسرائيل خليفته الذي تولي قيادة الحركة من بعده. الدكتور عبد العزيز الرنتيسي؟
* هل نسينا الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة عام 2006 . والتي ارتدي
نجمنا الكروي محمد أبو تريكة علي أثرها قميصه الذي يحمل عبارة تدعو
للتعاطف مع غزة ضد العدوان. وكشف عنه عقب إحرازه هدفا في احدي مباريات
بطولة كأس الأمم الافريقية التي فازت بها مصر في ذلك العام؟
* هل نسينا مذابح إسرائيل الأكثر وحشية في الخليل وجنين وحصارها
للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نفسه في رام الله. وعجز قمة بيروت العربية
بكاملها في ذلك الوقت عن فك حصاره. بينما يطالبون مصر الآن بفك الحصار عن
غزة؟
الهجوم علي مصر هذه المرة مريب. وهو يستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بهدف النيل من مصر داخليا وخارجيا.
لقد بدأت بعض اقلام وأبواق الداخل تستبق الأحداث وتؤكد ان مصر تهدف
إلي ارغام حماس علي تقديم تنازلات تحرمها من ثمار النصر في المعركة
الحالية.
وهم ينسون ان احدا لم يستطع في السابق ان يرغم حماس علي قبول شيء لا تريده. حتي ترغمها مصر أو غيرها علي ذلك الآن.
لم ترغم مصر "حماس" علي اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.. ولم
ترغمها. حين قررت حماس انهاء التهدئة مع إسرائيل علي الرجوع عن قرارها
واستمرار التهدئة.
فكيف سترغمها الآن علي تقديم اي تنازلات. خاصة وأن دماء ما يزيد علي ألف شهيد وخمسة آلاف مصاب لا تقبل المساومة عليها؟
مصر ستظل قوية.. وستحافظ بإذن الله علي قوتها وتنميتها.. رغم أنوفهم.
مصر لن تستدرج إلي قول أو فعل لم تقرره بارادتها الخالصة أو تخطط له.
مصر لن تضع يدها في يد إسرائيل في أي وقت علي حساب حياة أو دم فلسطيني
أو عربي واحد. لان مصر لن تقبل ان تكون في المنطقة إرادة فوق إرادتها.
ومصر في ذلك كله لا تحتاج إلي شهادة من احد.. لانه لا يصح ان ينتظر الاستاذ شهادة من بضعة تلامذة.
من أجندة الأسبوع
** كنت أود أن يصدر من مصر "لفت نظر" لإسرائيل من خطورة
اقتراب غاراتها علي غزة من الحدود المصرية. بعد اصابة عدد من الضباط
والجنود المصريين بشظايا الغارات الإسرائيلية عند معبر رفح.. وسقوط صاروخ
إسرائيلي في الأراضي المصرية لم ينفجر.
صحيح ان الحكومة الإسرائيلية اعتذرت رسميا.. لكن الاعتذار قد لا يمنع
التكرار.. ولا يجب ان ننتظر حتي يقع لنا قتيل.. أو يسقط صاروخ علي أرضنا
وينفجر.
هذا حق مصر. بعيدا عن أي اعتبارات أخري.. خاصة اننا لم نهدد الجانب الإسرائيلي من الحدود في أي وقت.
** هل يمكن ان تقوم دولة. علي قاعدة عسكرية اجنبية.. وقناة فضائية؟
** السفير حسام زكي. المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية. اثبت كفاءة
واقتدارا هائلين في موقعه. فهم عميق للقضايا.. صياغة دقيقة وحاسمة
للمواقف.. قدرة كبيرة علي الاقناع بالمنطق الهادئ.. انه نموذج لمتحدث رسمي
باسم دولة كبري.
** لو فكر نواب الشعب اصحاب استجوابات التعليم بعمق. ما سحبوا
استجواباتهم متعللين باحداث غزة.. التعليم أمن قومي.. وهذا ما اتفقنا
عليه.. والعدوان الإسرائيلي يهدد الأمن القومي.. ونحن كعرب لن ننتصر علي
إسرائيل إلا عندما نتفوق عليهم في التعليم.. فالتفوق العلمي هو القاطرة
التي تجر من ورائها التفوق الاقتصادي والتفوق الاجتماعي والتفوق العسكري..
واجهوا العدوان باصلاح التعليم.. وبالتعجيل بذلك لا بالتأجيل.
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
من "خامنئي" إلي "نصر الله".. و"الأسد"
3 وقائع.. كاشفة
حدثت الوقائع الثلاث خلال أسبوعي العدوان الإسرائيلي علي غزة.
الواقعة الأولي: انطلقت أربعة صواريخ من جنوب لبنان يوم الجمعة الماضي. لتسقط في إسرائيل.
ظن الكثيرون أن الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله في لبنان قرر أن
يخوض الحرب إلي جانب حركة حماس في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي علي
غزة.. وأن هذه الصواريخ الأربعة مجرد بداية.
زاد من هذا الظن ودعمه. أن الصواريخ انطلقت عقب خطبة عنترية ألقاها
الشيخ. هاجم فيها مصر وكل من لم يهبوا من وجهة نظره لنجدة غزة وتحرير
فلسطين بالسلاح.
لكن الشيخ حسن فاجأ الجميع بموقف مختلف تماماً.
ما أن تلقي نبأ إطلاق الصواريخ الأربعة علي إسرائيل من جنوب لبنان..
وقبل أن ترد إسرائيل بقصف الجنوب وإرسال طائراتها لتحلق فوق المنطقة. حتي
هرع الشيخ إلي التليفون ليتصل بوزير الإعلام في الحكومة اللبنانية. وينفي
له "تورطه" أو "تورط" أحد من رجاله في إطلاق هذه الصواريخ علي إسرائيل.
لم يكتف بذلك. بل أكد الشيخ التزامه بقرار مجلس الأمن الذي صدر في
أعقاب حرب صيف 2006 التي أشعلها الشيخ ضد إسرائيل بخطفه جنديين لها. فلما
دمرت إسرائيل لبنان. ظهر الشيخ فوق الأطلال يردد أغنية عبدالحليم حافظ: لو
أني أعلم خاتمتي ما كنت بدأت.
لم يكتف الشيخ بذلك أيضا. بل سارع في نفس اليوم إلي إصدار تحذير لرجاله من استفزاز إسرائيل. وإعطائها الفرصة لشن عدوان علي لبنان.
هذا ببساطة معناه:
1 إن مجرد إطلاق أربعة صواريخ ضد إسرائيل من جنوب لبنان في الوقت الذي
تذبح إسرائيل الفلسطينيين في غزة هو في نظر الشيخ "تورط". يستحق التنصل
منه. وليس شرفاً لا ينكره أو تهمة لا يردها.
2 أن قرارات مجلس الأمن واجبة الاحترام في نظر الشيخ. حتي لو لم
يحترمها الطرف الآخر. والشيخ يعلم أن خروقات إسرائيل للقرار الذي يتحدث
عنه والخاص بجنوب لبنان لم تتوقف منذ انتهاء الحرب هناك قبل عامين ونصف
العام.
لماذا إذن هاجم الشيخ نصر الله. ومازال يهاجم مصر ويتهمها بالتخاذل
لأنها لم تدخل الحرب إلي جانب حماس في غزة. أو لأنها تحترم اتفاقية دولية
ملزمة هي اتفاقية المعابر؟!
هل رد فعل الشيخ علي حادث إطلاق هذه الصواريخ هو بمثابة "عودة الشيخ
إلي هداه". أم أن هذا موقفه الحقيقي وكان فقط يسعي إلي "توريط" مصر؟!
***
الواقعة الثانية: بعدها بيوم أو يومين تقريباً. أطلق جندي سوري الرصاص
من مدفعه علي دورية إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة.
ظن الكثيرون أن هذا الرصاص لا يمكن أن يكون عشوائياً. وأن المؤكد أن
سوريا الرسمية توجه رسالة إلي إسرائيل بأنه إذا لم توقف إسرائيل مجزرتها
ضد الفلسطينيين في غزة. فسوف تدخل سوريا الحرب دفاعا عن القضية. خاصة ان
الدعاية السورية هاجمت مصر أيضا. وقدمت سوريا وقيادتها في ثياب "صقر
العرب".
لكن القيادة السورية. مثل قيادة حزب الله. خيبت ظنون الجميع. وفاجأتهم بموقف مختلف تماما.
ألقت القبض علي الجندي "المتهم" باطلاق الرصاص علي الدورية الإسرائيلية. وبدأت التحقيق لمعرفة "الدوافع" وراء تصرفه.
الله.. أين - إذن - الحناجر الزاعقة؟! أم أن المطلوب فقط هو التضحية بمصر؟!
***
لكن.. لا تندهشوا.. فالناس - كما يقولون - علي دين ملوكهم.. أو - كما في هذه الوقائع - علي دين "ملاليهم".
فمن قبل. فعلها علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإسلامية في إيران
حيث مركز القيادة الذي يصدر التوجيهات إلي ذيول إيران في المنطقة فتتحرك
طوعا أو كرها في الاتجاه الذي يحدده.
في الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي علي غزة. أصدر المرشد الأعلي فتوي بأن كل من يقتل دفاعا عن الفلسطينيين في غزة فهو شهيد.
وأشعلت الفتوي حماس الشباب الإيراني. فتقدموا للتطوع. طالبين السفر
فورا إلي غزة. حتي بلغ عدد طالبي التطوع وفقا لاحصائية نشرتها صحيفة
"الهيرالد تربيون" الأمريكية. نقلا عن مراسلتها "نزيلة فتحي" في طهران 70
ألف شاب.
ويبدو ان المرشد الأعلي فوجيء بذلك حين أبلغوه به. ولم يكن مستعدا
له. فلم يجد أمامه سوي أن يظهر في التليفزيون ليشكر هؤلاء الشباب. وليقدم
لهم اعتذاره عن عدم القدرة علي تلبية طلبهم بالسفر إلي غزة والجهاد ضد
إسرائيل "لأن يد إيران في هذه المنطقة مغلولة" علي حد قوله.
ولأن المرشد الأعلي. الذي اتخذ هذا الموقف هو "الرأس" فقد كان طبيعيا أن تتبعه الذيول.
للمرة الثالثة. بل والمائة: إذن.. لماذا يهاجمون مصر؟!
ان الله وحده - سبحانه وتعالي - هو صاحب الفضل في هذه الوقائع الثلاث.
حتي يكشف هذه القيادات أمام شعوبها. وأمام الجماهير البسيطة داخل مصر.
وعلي امتداد الوطن العربي. التي قد تكون تفاعلت ولو للحظة واحدة أمام ما
تردده أبواق هذه القيادات من شعارات. وما تبثه من تضليل وأكاذيب. مستغلة
المشاعر الإنسانية والقومية لدي هذه الجماهير.
شكرا لله الذي أظهر الحق.. وحمي مصر.
مصر لا تحتاج شهادة من أحد
لكن فعلا.. لماذا هذه الحرب الضارية. المشبوهة. والمتعددة الاطراف ضد مصر هذه المرة بالذات؟
أقول هذه المرة بالذات. لأن الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة. والمجازر
الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في كل الأرض المحتلة لم تتوقف. حتي قبل ان
تسيطر حماس علي غزة.
ليس هذا تقليلا من خطورة العدوان الحالي. ولا استهانة بالمجازر
الحالية التي استمرت 19 يوما حتي الآن أو بضحاياها.. فقط نسأل لمجرد
الذكري:
* ألم تقتل إسرائيل مؤسس "حماس" نفسه وأحد رموز النضال الفلسطيني
كله. الشيخ أحمد ياسين. الذي فجرت رأسه بصاروخ تطايرت علي أثره اشلاء
جمجمته ومخه. في غارة لا إنسانية استهدفته وهو عائد علي كرسيه المتحرك من
صلاة الفجر؟
* ألم تقتل إسرائيل خليفته الذي تولي قيادة الحركة من بعده. الدكتور عبد العزيز الرنتيسي؟
* هل نسينا الاعتداءات الإسرائيلية علي غزة عام 2006 . والتي ارتدي
نجمنا الكروي محمد أبو تريكة علي أثرها قميصه الذي يحمل عبارة تدعو
للتعاطف مع غزة ضد العدوان. وكشف عنه عقب إحرازه هدفا في احدي مباريات
بطولة كأس الأمم الافريقية التي فازت بها مصر في ذلك العام؟
* هل نسينا مذابح إسرائيل الأكثر وحشية في الخليل وجنين وحصارها
للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نفسه في رام الله. وعجز قمة بيروت العربية
بكاملها في ذلك الوقت عن فك حصاره. بينما يطالبون مصر الآن بفك الحصار عن
غزة؟
الهجوم علي مصر هذه المرة مريب. وهو يستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة بهدف النيل من مصر داخليا وخارجيا.
لقد بدأت بعض اقلام وأبواق الداخل تستبق الأحداث وتؤكد ان مصر تهدف
إلي ارغام حماس علي تقديم تنازلات تحرمها من ثمار النصر في المعركة
الحالية.
وهم ينسون ان احدا لم يستطع في السابق ان يرغم حماس علي قبول شيء لا تريده. حتي ترغمها مصر أو غيرها علي ذلك الآن.
لم ترغم مصر "حماس" علي اتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية.. ولم
ترغمها. حين قررت حماس انهاء التهدئة مع إسرائيل علي الرجوع عن قرارها
واستمرار التهدئة.
فكيف سترغمها الآن علي تقديم اي تنازلات. خاصة وأن دماء ما يزيد علي ألف شهيد وخمسة آلاف مصاب لا تقبل المساومة عليها؟
مصر ستظل قوية.. وستحافظ بإذن الله علي قوتها وتنميتها.. رغم أنوفهم.
مصر لن تستدرج إلي قول أو فعل لم تقرره بارادتها الخالصة أو تخطط له.
مصر لن تضع يدها في يد إسرائيل في أي وقت علي حساب حياة أو دم فلسطيني
أو عربي واحد. لان مصر لن تقبل ان تكون في المنطقة إرادة فوق إرادتها.
ومصر في ذلك كله لا تحتاج إلي شهادة من احد.. لانه لا يصح ان ينتظر الاستاذ شهادة من بضعة تلامذة.
من أجندة الأسبوع
** كنت أود أن يصدر من مصر "لفت نظر" لإسرائيل من خطورة
اقتراب غاراتها علي غزة من الحدود المصرية. بعد اصابة عدد من الضباط
والجنود المصريين بشظايا الغارات الإسرائيلية عند معبر رفح.. وسقوط صاروخ
إسرائيلي في الأراضي المصرية لم ينفجر.
صحيح ان الحكومة الإسرائيلية اعتذرت رسميا.. لكن الاعتذار قد لا يمنع
التكرار.. ولا يجب ان ننتظر حتي يقع لنا قتيل.. أو يسقط صاروخ علي أرضنا
وينفجر.
هذا حق مصر. بعيدا عن أي اعتبارات أخري.. خاصة اننا لم نهدد الجانب الإسرائيلي من الحدود في أي وقت.
** هل يمكن ان تقوم دولة. علي قاعدة عسكرية اجنبية.. وقناة فضائية؟
** السفير حسام زكي. المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية. اثبت كفاءة
واقتدارا هائلين في موقعه. فهم عميق للقضايا.. صياغة دقيقة وحاسمة
للمواقف.. قدرة كبيرة علي الاقناع بالمنطق الهادئ.. انه نموذج لمتحدث رسمي
باسم دولة كبري.
** لو فكر نواب الشعب اصحاب استجوابات التعليم بعمق. ما سحبوا
استجواباتهم متعللين باحداث غزة.. التعليم أمن قومي.. وهذا ما اتفقنا
عليه.. والعدوان الإسرائيلي يهدد الأمن القومي.. ونحن كعرب لن ننتصر علي
إسرائيل إلا عندما نتفوق عليهم في التعليم.. فالتفوق العلمي هو القاطرة
التي تجر من ورائها التفوق الاقتصادي والتفوق الاجتماعي والتفوق العسكري..
واجهوا العدوان باصلاح التعليم.. وبالتعجيل بذلك لا بالتأجيل.
لميس- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 937
نقاط : 735
تاريخ التسجيل : 27/09/2008
رد: آخر الأسبوع بقلم : محمد أبو الحديد
آخر الأسبوع
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
ماذا بعد وقف إطلاق النار في غزة
الانقسام العربي.. لن يلتئم
الانقسام العربي الذي تجلّي في اختلاف مواقف الدول العربية من العدوان
الإسرائيلي علي غزة وجسدته قمة الدوحة التي عقدت يوم الجمعة الماضي في
قطر.. ليس جديداً.
انه - للأسف - ظاهرة متكررة في عالمنا العربي. مع أو قبل كل كارثة تحل بنا فهو إما مصاحبا لكارثة.. أو يقودنا إلي كارثة.
في خطابه الحاسم في الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية العربية
بالكويت يوم الاثنين الماضي. تحدث الرئيس مبارك عن الانقسام الراهن
قائلاً:
"من المؤسف أن يعمل البعض علي تقسيم العرب بين "دول الاعتدال". و"دول
الممانعة". كأننا لا نتعلم من أخطاء الماضي ودروس التاريخ القريب. وكأننا
نعود بالعالم العربي ثلاثين عاما إلي الوراء".. وتساءل الرئيس: هل هي عودة
ل "جبهة الرفض" خلال سعبينيات القرن الماضي؟!
والحق أن الرئيس اكتفي بالإشارة إلي حالة واحدة. ربما علي سبيل
المثال فقط. هي حالة الانقسام العربي خلال سبعينيات القرن الماضي ازاء
مبادرة السلام المصرية التي قادت إلي توقيع معاهدة السلام بين مصر
وإسرائيل عام .1979
لكن الانقسام العربي لم يتوقف. لا قبل هذا التاريخ ولا بعده.
أذكر مثلا. قبل هذا التاريخ. ان الانقسام العربي في ستينيات القرن الماضي. هو الذي قاد إلي هزيمة .1967
كان العالم العربي قد انقسم منذ بدايات الستينيات. وبالتحديد منذ
"التحول الاشتراكي" في مصر عام 1963 إلي معسكرين.. معسكر يطلق عليه "الدول
أو القوي الرجعية" ويضم الدول المرتبطة بالولايات المتحدة. وعلي رأسها في
ذلك الوقت الدول ذات الأنظمة الملكية وبوجه خاص السعودية والأردن والمغرب.
ومعسكر آخر يطلق عليه "الدول أو القوي التقدمية" ويضم الدول ذات
التوجه الاشتراكي والعلاقة الخاصة مع الاتحاد السوفيتي. وكان علي رأسها -
بالطبع - مصر عبدالناصر.. وسوريا.
هذا الانقسام هو الذي قادنا إلي هزيمة 1967. ولم يبدأ في الالتئام
إلا في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الخرطوم في سبتمبر 1967. واتفق
العرب فيه علي دعم مصر وسوريا والأردن وفلسطين التي تعرضت أراضيها
للاحتلال الإسرائيلي. وإعلان "اللاءات" الثلاث الشهيرة.
أذكر حالة أخري. وهي انقسام التسعينيات. حين انقسم العرب إزاء غزو صدام حسين للكويت في أغسطس .1990
يومها. وقفت الأغلبية العربية ضد الغزو. وشاركت بقيادة مصر والسعودية
وسوريا في التحالف الدولي لتحرير الكويت. بينما أيدت الغزو كل من الأردن -
السودان - اليمن - فلسطين. وكانت الأردن وقتها بزعامة الملك حسين. وفلسطين
بزعامة ياسر عرفات.
ربما يكون الاختلاف بين انقسامات الماضي والانقسام العربي الراهن
إزاء العدوان الإسرائيلي علي غزة. يتمثل في ان الانقسام الحالي تصاحبه عدة
ظواهر جديدة وخطيرة هي:
1- انقسام فلسطيني. ما بين السلطة الوطنية والفصائل وعلي رأسها حركة
"حماس". وهو ما يثير سؤالا: هل تستطيع "فلسطين المنقسمة". أن تحصل علي
"عالم عربي موحد" وراءها؟! وهل يستطيع - بنفس القدر - "عالم عربي منقسم"
أن يحصل علي "فلسطين موحدة"؟!
2- شعارات ومشروعات أطلقتها الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها -
إدارة بوش - حول الشرق الأوسط. من نوع مشروع الشرق الأوسط الكبير أو
الموسع.. وشعار الفوضي الخلاقة.. وغيرها وهي شعارات ومشروعات تعطي لأي
تحركات انقسامية في المنطقة مدلولات بأنها تخدم هذا الاتجاه أو ذاك.
3- تدخلات من دول غير عربية - إيران - في شئون العالم العربي
وقضاياه. والسعي إلي تعزيز انقسامه بسياسات المحاور والتكتلات. وإنشاء
تحالفات مع دول عربية لدعم الملف الإيراني لدي الإدارة الأمريكية الجديدة.
واعطاء انطباع للرئيس الأمريكي الجديد - أوباما - الذي وعد باتباع منهج
الحوار مع إيران. بأن إيران تمسك بخيوط كافة القضايا المهمة في المنطقة:
فلسطين - لبنان - سوريا. وأنها مفتاح أي حل لهذه القضايا.
4- اتجاهات متصاعدة في المنطقة لإقامة كيانات علي أسس دينية أو عرقية
سعيا لتفتيت الدول العربية المهيأة. أو التي تم تهيئتها لذلك مثل العراق
والسودان.. وتطبيق ذلك في فلسطين أيضا بإنشاء دولة حماس علي حدود مصر.
لماذا استهدفوا مصر؟!
الانقسام العربي - إذن - ليس جديداً.
إنه - كما قلت - حالة متكررة. تكاد تكون - للأسف - هي الأصل. وسواها هو الاستثناء.
إن تاريخ العرب الحديث لم يشهد سوي حالة تضامن عربي "حقيقي" واحدة.
وكانت في حرب أكتوبر 1973. ولذلك تحقق منها الانتصار العسكري الأكبر
والأشهر. وربما الوحيد ايضا للعرب.
فيما عدا ذلك. فإنه. حتي حالات "التوافق" أو الاجماع التي تحققت في
بعض المواقف. كانت مظهرية.. ولذلك لم تثمر شيئا ذا قيمة. لأنها قامت علي
المجاملات. باظهار الوفاق. واضمار الشقاق.
وحالة الانقسام العربي الراهن. بالظروف التي أحاطت بها وذكرتها للتو. هي الأخطر.
والغريب المريب في هذا الانقسام الحالي. أنه يحدث تحت مظلة واحدة. هي المظلة الأمريكية.. مع الفارق.
فالذي يصف مصر والسعودية مثلا بأنها "دول اعتدال". ويغمز ويلمز إلي
علاقاتها بأمريكا.. أو تطبيعها مع إسرائيل. هي إما دولا حولت أرضها إلي
قاعدة عسكرية أمريكية. ولها علاقات سرية وعلنية مع إسرائيل مثل قطر.. أو
دولا تحاول أن تجمع لنفسها اكبر عدد من "الكروت" قبل أن تطرق أبواب البيت
الأبيض طلبا للوصال مع أمريكا وادارتها الجديدة. مثل سوريا وإيران.
لكن الفارق. أن مصر والسعودية. تتصرفان كدول ذات سيادة. وأن مصر
تستطيع في أي وقت أن تقول "لا" لأمريكا. أو لغيرها وتصر علي موقفها.
ولديها القدرة علي ذلك.
ولو وجدت أمريكا لدي مصر مثلا ما تريده لتمرير مخططاتها لإقامة شرقها
الأوسط الكبير. أو تمزيق العالم العربي. ما اضطرت للجوء إلي كيان صغير مثل
قطر. تستخدمه رأس حربة لتنفيذ هذه المخططات.
وهذا هو التفسير الحقيقي والوحيد. لاستهداف مصر بالذات بتلك الحرب
السياسية والإعلامية الضارية والمسمومة. بدءا من مظاهرات الشوارع. ومحاصرة
السفارات المصرية في بعض العواصم العربية والأجنبية. وانتهاء بالأقلام
الضالة المضللة وأبواق الفضائيات التي تبث سمومها وأكاذيبها ضد مصر
والمصريين وتكاد تحرضهم ضد بلدهم وقيادتهم.
كانت مصر هي الهدف. لأنها الباب الكبير الذي مازال مغلقاً أمام كل
مخطط يستهدف النيل من العالم العربي. أو من أي بلد فيه. وتصفية قضاياه.
لقد بدا المشهد غريبا.. إسرائيل تحارب حماس في غزة.. وأنصار حماس من
"جماعة الدوحة" يحاربون مصر وكأننا أمام حلف سري غير مقدس يريد أن يفرض
علي مصر حلا إسرائيليا للقضية الفلسطينية.
ولذلك أقول :
إن الانقسام العربي الراهن أعمق وابعد مدي مما يتصور الكثيرون.
وهذا الانقسام لن يلتئم علي مائدة غداء أو عشاء. يتم فيها تبادل المجاملات في الظاهر. بينما تختبيء الخناجر المسمومة وراء الظهور.
سوف نحتاج إلي وقت طويل.. وجهد كبير.. ونوايا طيبة.. وتغليب للارتباطات العربية - العربية. علي أي ارتباطات أخري.
محاكمة إسرائيل.. هل تتحقق؟!
المجازر الوحشية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة
علي مدي ثلاثة أسابيع. وراح ضحيتها ألف وثلاثمائة شهيد ونحو ستة آلاف مصاب
معظمهم من المدنيين. وبالأخص الأطفال. لا يجب أن تمر.
وإسرائيل وقادتها في هذه الحرب يجب ألا يفلتوا من المحاسبة والعقاب.
لا توجد جهة دولية رسمية في العالم لم تشهد بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي العام والقانون الدولي الانساني في هذه المجازر.
وأنها استخدمت أسلحة محرمة دولياً.
وأنها خالفت كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين أثناء الحرب.
وأنه. حتي المباني المدنية التابعة للأمم المتحدة في غزة استهدفها القصف المتعمد وتم تدمير بعضها.
السكرتير العام للأمم المتحدة اعترف بذلك ودعا إلي محاسبة إسرائيل عليه.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.
المجلس الدولي لحقوق الانسان.. وكالة غوث اللاجئين.. منظمة العفو
الدولية.. منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وغيرها أجمعت علي ذلك
أيضا.
وكل الأدلة علي ذلك قائمة.. الشهداء.. والمصابون .. وبقايا الاسلحة .. والمباني ودور العبادة والمستشفيات والمدارس المدمرة.
ولذلك.. ونحن نسعي لما بعد وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة.
يجب أن يكون هناك جهد عربي عالمي.. حكومي وبرلماني وشعبي من أجل محاسبة
إسرائيل علي تلك الجرائم.
إن ذلك أهم من أي خطوة أخري. لأنه إذا نجح سيسجل السابقة الأولي في
تاريخ إسرائيل بعد تقرير "مذبحة قانا" الذي فضح إسرائيل دون أن يعاقبها.
بل عوقب من أمر به وأعلن نتائجه. وهو الدكتور بطرس بطرس غالي. الذي دفع
منصبه بعدها كسكرتير عام للأمم المتحدة. ثمنا لهذا التقرير.
ولذلك أتمني أن يستفيد الجهد المقترح لمحاسبة إسرائيل من خبرة
الدكتور بطرس غالي والدكتور شريف بسيوني أيضا. خبير القانون الدولي المصري
العالمي الذي استعانت به الأمم المتحدة من قبل في صياغة قانون المحكمة
الجنائية الدولية.
من أجندة الأسبوع
** قمة شرم الشيخ التي دعا إليها الرئيس مبارك. وعقدت يوم
الأحد الماضي برئاسته. كانت ضربة معلم.. استثمر الرئيس فيها رئاسة مصر
المشتركة مع فرنسا لمنظمة اتحاد دول المتوسط الوليدة. ونجح في 24 ساعة في
جمع قادة الدول الأوروبية الكبري المؤثرة.. بريطانيا فرنسا ألمانيا
إيطاليا إسبانيا بالإضافة إلي التشيك وتركيا وأمين عام الأمم المتحدة
وأمين عام جامعة الدول العربية للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ودعم
المبادرة المصرية لترتيبات ما بعد توقف العدوان.
** الرئيس السوداني "البشير" في ورطة بسبب ملاحقة المحكمة الجنائية
الدولية ومدعيها العام له لاعتقاله ومحاكمته.. ومصر كانت أول من أدان طلب
المدعي العام في هذا الشأن.. وحكومة مصر ورجال القانون الدولي فيها هم أول
من وضع خبرته الدولية في خدمة الرئيس بشير لتجنيبه الوقوع في "مصيدة"
المحكمة الجنائية الدولية وحمايته.. ومع ذلك. كان البشير في مقدمة
الحاضرين في قمة "جماعة الدوحة".
** صفوت الشريف "يتجلَّي" دائما في الأزمات.. أداؤه السياسي والحزبي
والإعلامي الرفيع منذ بداية العدوان الإسرائيلي علي غزة حتي الآن. كان هو
الأبرز علي الساحة في شرح فكر الرئيس. وتوضيح أبعاد الموقف المصري.
ومواجهة الحرب السياسية والإعلامية الضارية ضد مصر. سواء من موقعه كرئيس
لمجلس الشوري. أو كأمين عام للحزب الوطني الديمقراطي.. راجعوا كلماته
ومواقفه خلال تلك الفترة.
** أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تخلي عن هدوئه. وواجه تطورات الأزمة
بما تستحقه من قوة وحسم.. الدبلوماسية. كالديمقراطية. تحتاج أحيانا إلي..
أسنان.
** في قمة "جماعة الدوحة" قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس فيما نقلت بعض الصحف. إن حماس كانت تتوقع أن العدوان الإسرائيلي لن
يستمر أكثر من يومين أو ثلاثة. ولم تكن لدينا توقعات بهذه الجرائم التي
ارتكبت ضد شعبنا ومواطنينا في غزة.
ومن قبله قال الرئيس الأمريكي السابق إن قراره بغزو العراق تم بناء علي معلومات خاطئة قدمتها له المخابرات.
ومن قبلهما قال الشيخ حسن نصرالله إنه لو كان يعلم أن خطف حزب الله
للجنديين الإسرائيليين سيترتب عليه ما حدث من تدمير للبنان. ما كان وافق
علي ذلك.
ثلاثة نماذج مختلفة.. وموقف واحد. هو الاستهانة بأرواح البشر ومصائر الشعوب.
** علي ذكر بوش. قرأت هذا الأسبوع أطرف كلمة توديع له وهو يغادر منصبه.
فتحت عنوان "سنفتقد بوش كثيراً" كتبت المحللة السياسية الأمريكية
الشهيرة "روزا بروكس" وهي أستاذة للإعلام بجامعة جورج تاون الأمريكية تقول
في صحيفة "الواشنطن بوست":
"من الصعب أن نتخيل حياتنا بدون جورج بوش.. فرغم كل شيء يبقي هو
الرئيس الذي وحد أمته. إذ حقق ما يشبه الإجماع الأمريكي العام علي كراهيته
وكراهية إدارته"!
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
ماذا بعد وقف إطلاق النار في غزة
الانقسام العربي.. لن يلتئم
الانقسام العربي الذي تجلّي في اختلاف مواقف الدول العربية من العدوان
الإسرائيلي علي غزة وجسدته قمة الدوحة التي عقدت يوم الجمعة الماضي في
قطر.. ليس جديداً.
انه - للأسف - ظاهرة متكررة في عالمنا العربي. مع أو قبل كل كارثة تحل بنا فهو إما مصاحبا لكارثة.. أو يقودنا إلي كارثة.
في خطابه الحاسم في الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية العربية
بالكويت يوم الاثنين الماضي. تحدث الرئيس مبارك عن الانقسام الراهن
قائلاً:
"من المؤسف أن يعمل البعض علي تقسيم العرب بين "دول الاعتدال". و"دول
الممانعة". كأننا لا نتعلم من أخطاء الماضي ودروس التاريخ القريب. وكأننا
نعود بالعالم العربي ثلاثين عاما إلي الوراء".. وتساءل الرئيس: هل هي عودة
ل "جبهة الرفض" خلال سعبينيات القرن الماضي؟!
والحق أن الرئيس اكتفي بالإشارة إلي حالة واحدة. ربما علي سبيل
المثال فقط. هي حالة الانقسام العربي خلال سبعينيات القرن الماضي ازاء
مبادرة السلام المصرية التي قادت إلي توقيع معاهدة السلام بين مصر
وإسرائيل عام .1979
لكن الانقسام العربي لم يتوقف. لا قبل هذا التاريخ ولا بعده.
أذكر مثلا. قبل هذا التاريخ. ان الانقسام العربي في ستينيات القرن الماضي. هو الذي قاد إلي هزيمة .1967
كان العالم العربي قد انقسم منذ بدايات الستينيات. وبالتحديد منذ
"التحول الاشتراكي" في مصر عام 1963 إلي معسكرين.. معسكر يطلق عليه "الدول
أو القوي الرجعية" ويضم الدول المرتبطة بالولايات المتحدة. وعلي رأسها في
ذلك الوقت الدول ذات الأنظمة الملكية وبوجه خاص السعودية والأردن والمغرب.
ومعسكر آخر يطلق عليه "الدول أو القوي التقدمية" ويضم الدول ذات
التوجه الاشتراكي والعلاقة الخاصة مع الاتحاد السوفيتي. وكان علي رأسها -
بالطبع - مصر عبدالناصر.. وسوريا.
هذا الانقسام هو الذي قادنا إلي هزيمة 1967. ولم يبدأ في الالتئام
إلا في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الخرطوم في سبتمبر 1967. واتفق
العرب فيه علي دعم مصر وسوريا والأردن وفلسطين التي تعرضت أراضيها
للاحتلال الإسرائيلي. وإعلان "اللاءات" الثلاث الشهيرة.
أذكر حالة أخري. وهي انقسام التسعينيات. حين انقسم العرب إزاء غزو صدام حسين للكويت في أغسطس .1990
يومها. وقفت الأغلبية العربية ضد الغزو. وشاركت بقيادة مصر والسعودية
وسوريا في التحالف الدولي لتحرير الكويت. بينما أيدت الغزو كل من الأردن -
السودان - اليمن - فلسطين. وكانت الأردن وقتها بزعامة الملك حسين. وفلسطين
بزعامة ياسر عرفات.
ربما يكون الاختلاف بين انقسامات الماضي والانقسام العربي الراهن
إزاء العدوان الإسرائيلي علي غزة. يتمثل في ان الانقسام الحالي تصاحبه عدة
ظواهر جديدة وخطيرة هي:
1- انقسام فلسطيني. ما بين السلطة الوطنية والفصائل وعلي رأسها حركة
"حماس". وهو ما يثير سؤالا: هل تستطيع "فلسطين المنقسمة". أن تحصل علي
"عالم عربي موحد" وراءها؟! وهل يستطيع - بنفس القدر - "عالم عربي منقسم"
أن يحصل علي "فلسطين موحدة"؟!
2- شعارات ومشروعات أطلقتها الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها -
إدارة بوش - حول الشرق الأوسط. من نوع مشروع الشرق الأوسط الكبير أو
الموسع.. وشعار الفوضي الخلاقة.. وغيرها وهي شعارات ومشروعات تعطي لأي
تحركات انقسامية في المنطقة مدلولات بأنها تخدم هذا الاتجاه أو ذاك.
3- تدخلات من دول غير عربية - إيران - في شئون العالم العربي
وقضاياه. والسعي إلي تعزيز انقسامه بسياسات المحاور والتكتلات. وإنشاء
تحالفات مع دول عربية لدعم الملف الإيراني لدي الإدارة الأمريكية الجديدة.
واعطاء انطباع للرئيس الأمريكي الجديد - أوباما - الذي وعد باتباع منهج
الحوار مع إيران. بأن إيران تمسك بخيوط كافة القضايا المهمة في المنطقة:
فلسطين - لبنان - سوريا. وأنها مفتاح أي حل لهذه القضايا.
4- اتجاهات متصاعدة في المنطقة لإقامة كيانات علي أسس دينية أو عرقية
سعيا لتفتيت الدول العربية المهيأة. أو التي تم تهيئتها لذلك مثل العراق
والسودان.. وتطبيق ذلك في فلسطين أيضا بإنشاء دولة حماس علي حدود مصر.
لماذا استهدفوا مصر؟!
الانقسام العربي - إذن - ليس جديداً.
إنه - كما قلت - حالة متكررة. تكاد تكون - للأسف - هي الأصل. وسواها هو الاستثناء.
إن تاريخ العرب الحديث لم يشهد سوي حالة تضامن عربي "حقيقي" واحدة.
وكانت في حرب أكتوبر 1973. ولذلك تحقق منها الانتصار العسكري الأكبر
والأشهر. وربما الوحيد ايضا للعرب.
فيما عدا ذلك. فإنه. حتي حالات "التوافق" أو الاجماع التي تحققت في
بعض المواقف. كانت مظهرية.. ولذلك لم تثمر شيئا ذا قيمة. لأنها قامت علي
المجاملات. باظهار الوفاق. واضمار الشقاق.
وحالة الانقسام العربي الراهن. بالظروف التي أحاطت بها وذكرتها للتو. هي الأخطر.
والغريب المريب في هذا الانقسام الحالي. أنه يحدث تحت مظلة واحدة. هي المظلة الأمريكية.. مع الفارق.
فالذي يصف مصر والسعودية مثلا بأنها "دول اعتدال". ويغمز ويلمز إلي
علاقاتها بأمريكا.. أو تطبيعها مع إسرائيل. هي إما دولا حولت أرضها إلي
قاعدة عسكرية أمريكية. ولها علاقات سرية وعلنية مع إسرائيل مثل قطر.. أو
دولا تحاول أن تجمع لنفسها اكبر عدد من "الكروت" قبل أن تطرق أبواب البيت
الأبيض طلبا للوصال مع أمريكا وادارتها الجديدة. مثل سوريا وإيران.
لكن الفارق. أن مصر والسعودية. تتصرفان كدول ذات سيادة. وأن مصر
تستطيع في أي وقت أن تقول "لا" لأمريكا. أو لغيرها وتصر علي موقفها.
ولديها القدرة علي ذلك.
ولو وجدت أمريكا لدي مصر مثلا ما تريده لتمرير مخططاتها لإقامة شرقها
الأوسط الكبير. أو تمزيق العالم العربي. ما اضطرت للجوء إلي كيان صغير مثل
قطر. تستخدمه رأس حربة لتنفيذ هذه المخططات.
وهذا هو التفسير الحقيقي والوحيد. لاستهداف مصر بالذات بتلك الحرب
السياسية والإعلامية الضارية والمسمومة. بدءا من مظاهرات الشوارع. ومحاصرة
السفارات المصرية في بعض العواصم العربية والأجنبية. وانتهاء بالأقلام
الضالة المضللة وأبواق الفضائيات التي تبث سمومها وأكاذيبها ضد مصر
والمصريين وتكاد تحرضهم ضد بلدهم وقيادتهم.
كانت مصر هي الهدف. لأنها الباب الكبير الذي مازال مغلقاً أمام كل
مخطط يستهدف النيل من العالم العربي. أو من أي بلد فيه. وتصفية قضاياه.
لقد بدا المشهد غريبا.. إسرائيل تحارب حماس في غزة.. وأنصار حماس من
"جماعة الدوحة" يحاربون مصر وكأننا أمام حلف سري غير مقدس يريد أن يفرض
علي مصر حلا إسرائيليا للقضية الفلسطينية.
ولذلك أقول :
إن الانقسام العربي الراهن أعمق وابعد مدي مما يتصور الكثيرون.
وهذا الانقسام لن يلتئم علي مائدة غداء أو عشاء. يتم فيها تبادل المجاملات في الظاهر. بينما تختبيء الخناجر المسمومة وراء الظهور.
سوف نحتاج إلي وقت طويل.. وجهد كبير.. ونوايا طيبة.. وتغليب للارتباطات العربية - العربية. علي أي ارتباطات أخري.
محاكمة إسرائيل.. هل تتحقق؟!
المجازر الوحشية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في غزة
علي مدي ثلاثة أسابيع. وراح ضحيتها ألف وثلاثمائة شهيد ونحو ستة آلاف مصاب
معظمهم من المدنيين. وبالأخص الأطفال. لا يجب أن تمر.
وإسرائيل وقادتها في هذه الحرب يجب ألا يفلتوا من المحاسبة والعقاب.
لا توجد جهة دولية رسمية في العالم لم تشهد بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي العام والقانون الدولي الانساني في هذه المجازر.
وأنها استخدمت أسلحة محرمة دولياً.
وأنها خالفت كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين أثناء الحرب.
وأنه. حتي المباني المدنية التابعة للأمم المتحدة في غزة استهدفها القصف المتعمد وتم تدمير بعضها.
السكرتير العام للأمم المتحدة اعترف بذلك ودعا إلي محاسبة إسرائيل عليه.
رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلن أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.
المجلس الدولي لحقوق الانسان.. وكالة غوث اللاجئين.. منظمة العفو
الدولية.. منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وغيرها أجمعت علي ذلك
أيضا.
وكل الأدلة علي ذلك قائمة.. الشهداء.. والمصابون .. وبقايا الاسلحة .. والمباني ودور العبادة والمستشفيات والمدارس المدمرة.
ولذلك.. ونحن نسعي لما بعد وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة.
يجب أن يكون هناك جهد عربي عالمي.. حكومي وبرلماني وشعبي من أجل محاسبة
إسرائيل علي تلك الجرائم.
إن ذلك أهم من أي خطوة أخري. لأنه إذا نجح سيسجل السابقة الأولي في
تاريخ إسرائيل بعد تقرير "مذبحة قانا" الذي فضح إسرائيل دون أن يعاقبها.
بل عوقب من أمر به وأعلن نتائجه. وهو الدكتور بطرس بطرس غالي. الذي دفع
منصبه بعدها كسكرتير عام للأمم المتحدة. ثمنا لهذا التقرير.
ولذلك أتمني أن يستفيد الجهد المقترح لمحاسبة إسرائيل من خبرة
الدكتور بطرس غالي والدكتور شريف بسيوني أيضا. خبير القانون الدولي المصري
العالمي الذي استعانت به الأمم المتحدة من قبل في صياغة قانون المحكمة
الجنائية الدولية.
من أجندة الأسبوع
** قمة شرم الشيخ التي دعا إليها الرئيس مبارك. وعقدت يوم
الأحد الماضي برئاسته. كانت ضربة معلم.. استثمر الرئيس فيها رئاسة مصر
المشتركة مع فرنسا لمنظمة اتحاد دول المتوسط الوليدة. ونجح في 24 ساعة في
جمع قادة الدول الأوروبية الكبري المؤثرة.. بريطانيا فرنسا ألمانيا
إيطاليا إسبانيا بالإضافة إلي التشيك وتركيا وأمين عام الأمم المتحدة
وأمين عام جامعة الدول العربية للضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ودعم
المبادرة المصرية لترتيبات ما بعد توقف العدوان.
** الرئيس السوداني "البشير" في ورطة بسبب ملاحقة المحكمة الجنائية
الدولية ومدعيها العام له لاعتقاله ومحاكمته.. ومصر كانت أول من أدان طلب
المدعي العام في هذا الشأن.. وحكومة مصر ورجال القانون الدولي فيها هم أول
من وضع خبرته الدولية في خدمة الرئيس بشير لتجنيبه الوقوع في "مصيدة"
المحكمة الجنائية الدولية وحمايته.. ومع ذلك. كان البشير في مقدمة
الحاضرين في قمة "جماعة الدوحة".
** صفوت الشريف "يتجلَّي" دائما في الأزمات.. أداؤه السياسي والحزبي
والإعلامي الرفيع منذ بداية العدوان الإسرائيلي علي غزة حتي الآن. كان هو
الأبرز علي الساحة في شرح فكر الرئيس. وتوضيح أبعاد الموقف المصري.
ومواجهة الحرب السياسية والإعلامية الضارية ضد مصر. سواء من موقعه كرئيس
لمجلس الشوري. أو كأمين عام للحزب الوطني الديمقراطي.. راجعوا كلماته
ومواقفه خلال تلك الفترة.
** أحمد أبوالغيط وزير الخارجية تخلي عن هدوئه. وواجه تطورات الأزمة
بما تستحقه من قوة وحسم.. الدبلوماسية. كالديمقراطية. تحتاج أحيانا إلي..
أسنان.
** في قمة "جماعة الدوحة" قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس فيما نقلت بعض الصحف. إن حماس كانت تتوقع أن العدوان الإسرائيلي لن
يستمر أكثر من يومين أو ثلاثة. ولم تكن لدينا توقعات بهذه الجرائم التي
ارتكبت ضد شعبنا ومواطنينا في غزة.
ومن قبله قال الرئيس الأمريكي السابق إن قراره بغزو العراق تم بناء علي معلومات خاطئة قدمتها له المخابرات.
ومن قبلهما قال الشيخ حسن نصرالله إنه لو كان يعلم أن خطف حزب الله
للجنديين الإسرائيليين سيترتب عليه ما حدث من تدمير للبنان. ما كان وافق
علي ذلك.
ثلاثة نماذج مختلفة.. وموقف واحد. هو الاستهانة بأرواح البشر ومصائر الشعوب.
** علي ذكر بوش. قرأت هذا الأسبوع أطرف كلمة توديع له وهو يغادر منصبه.
فتحت عنوان "سنفتقد بوش كثيراً" كتبت المحللة السياسية الأمريكية
الشهيرة "روزا بروكس" وهي أستاذة للإعلام بجامعة جورج تاون الأمريكية تقول
في صحيفة "الواشنطن بوست":
"من الصعب أن نتخيل حياتنا بدون جورج بوش.. فرغم كل شيء يبقي هو
الرئيس الذي وحد أمته. إذ حقق ما يشبه الإجماع الأمريكي العام علي كراهيته
وكراهية إدارته"!
ادهم- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 867
نقاط : 862
تاريخ التسجيل : 27/11/2008
الحرب التي يجب أن نكسبها
اخر الاسبوع
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
الحرب التي يجب أن نكسبها
مازلت عند رأيي الذي كتبته في هذا المكان الأسبوع الماضي. بأنه لا يجب أن
نترك إسرائيل تفلت من المحاسبة. ومن العقاب إن أمكن. علي ما ارتكبته من
مجازر وحشية في غزة علي مدي ثلاثة أسابيع. وما استخدمته من أسلحة محرمة.
وما انتهكته من قوانين ومواثيق دولية. خلال تلك الحرب. وما دمرته أو خربته
من أبنية ومنشآت مدنية.
أقول ذلك. بعد أن ظهر هذا الأسبوع رأيان مختلفان في هذا الموضوع..
* رأي يقول إن الوقت غير مناسب الآن للمضي في هذا الموضوع. حتي لا
يفسد الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار. والتوصل إلي تهدئة تسمح
بتنفيذ بقية بنود المبادرة المصرية من رفع للحصار الإسرائيلي عن غزة. وفتح
المعابر إلي آخره. وهو ما يجب أن يتجه إليه كل التركيز الآن.
والرد علي ذلك. أن هذا مسار.. وذلك مسار آخر. ولا يلغي أحدهما الآخر
أو يؤجله.. تماما كما أن التوصل إلي وقف دائم لإطلاق النار. وتهدئة طويلة
الأمد وغير ذلك من البنود لا ينفي أن هناك 1400 فلسطيني فقدوا أرواحهم.
ولا يلغي وجود ما يقرب من خمسة آلاف مصاب نزلاء بالمستشفيات للعلاج.
بالعكس.. المضي في المسارين معا في وقت واحد. يسمح بوضع إسرائيل تحت
ضغط مستمر من الرأي العام العالمي. ومن المنظمات الدولية العالمية
والإقليمية.. الحكومية والأهلية التي تتبني الدعوة لإجراء تحقيقات شاملة
حول هذه الحرب. ومحاسبة المسئولين عما ارتكب خلالها من جرائم.
ثم إن تأجيل هذا الملف. لحين استقرار الأوضاع نسبيا. يمكن أن يقود إلي "تبريد" القضية. ومن ثم نسيانها.
* ورأي يقلل من أهمية النتائج التي يمكن أن نصل إليها من إثارة هذا
الموضوع. استنادا إلي أن أحدا لن يجرؤ علي إدانة إسرائيل في هذه القضية.
خوفا من أن تلاحقه إسرائيل واللوبي الصهيوني العالمي بتهمة معاداة السامية
فتقضي علي حاضره ومستقبله.
والحق أنه لو استندنا إلي هذا الرأي. لتركنا إسرائيل "تبرطع" كما تشاء. ولأوقفنا أي جهود أو محاولات لإدانتها في أي مجال.
نحن نعلم مسبقا مثلا. ونحن نتقدم لمجلس الأمن بأي مشروع قرار لإدانة
إسرائيل. أن قرارا من هذا النوع صعب. إن لم يكن مستحيلا أن يري النور. لأن
الفيتو الأمريكي في المجلس جاهز في كل وقت لمنع إدانتها.
ومع ذلك لا يوقف هذا اليقين المسبق. محاولات أو جهود عرض مثل هذا
القرار. والتفاوض حوله. والتجاوب مع سعي الآخرين لتعديل بعض بنوده. أو
تخفيف بعض مفرداته. حتي نصل إلي توافق الجميع حوله.
***
لا يجب إذن أن نيأس مقدما من أي محاولة. وأن نجعل اليأس من إمكانية
الحصول علي كل ما نريده منها يقودنا إلي الامتناع عن أن نبذل كل جهد ممكن
في سبيل ذلك.. علينا السعي.. وليس علينا إدراك النتيجة.
إنني أري أنه من الأفضل "الطرق علي الحديد وهو ساخن" كما يقولون. وأن
يظل هذا الملف.. ملف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة ومرتكبيها والمسئولين
عنها. مفتوحا. وفي بؤرة الاهتمام العالمي. وأن يكون سيفا مصلتا علي رقبة
إسرائيل وقادتها لأطول فترة ممكنة.
والفرصة مواتية لذلك.. فالرأي العام العالمي مهيأ للتجاوب مع الجوانب
الإنسانية في مأساة الفلسطينيين في غزة.. وعدد المنظمات الدولية. حكومية
وأهلية التي طالبت وتطالب بالتحقيق في هذه المأساة. ومحاسبة المسئولين
عنها. ربما يفوق عدد المنظمات الفلسطينية والعربية التي تطالب بذلك.
ولعل من العوامل المساعدة. أن علي رأس هذه المنظمات. الأمم المتحدة
نفسها. والمجلس العالمي لحقوق الإنسان التابع لها. ومنظمات أخري لها ثقلها
الدولي مثل منظمة العفو الدولية.
وقد بدأ قادة إسرائيل يدركون ذلك. ويقدرون خطورة تزايد الاتجاه
العالمي للتحقيق في جرائمهم ومحاسبتهم عليها.. ولعل في التصريحات التي
أدلي بها أولمرت رئيس وزراء إسرائيل يوم الاثنين الماضي ما يؤكد إحساسه
بالخطر. حين سعي إلي طمأنة قادة جيشه وجنوده الذين شاركوا في حرب غزة.
بأنهم "آمنون" من أي ملاحقة قضائية لهم في الداخل أو الخارج. علي ما فعلوه
في غزة.
وهذا التصريح في حد ذاته. يمثل اعترافا رسميا غير مباشر من رئيس
وزراء إسرائيل بأن جيشه ارتكب في غزة ما يمكن أن يخضعه للمساءلة القانونية
المحلية والدولية.
***
ان المطلوب- في رأيي - للمضي في هذا المسار. وضمان أقصي نجاح ممكن له
ان تتشكل- أولا- لجنة دولية عليا من شخصيات عالمية محايدة ومشهود لها
بالنزاهة. تتولي التنسيق بين كل المنظمات والهيئات المحلية والاقليمية
والعالمية التي تتبني الدعوة لمحاسبة اسرائيل علي ما ارتكبته من جرائم حرب
ضد الانسانية في غزة. حتي لا تتبعثر جهود هذه المنظمات والهيئات. أو تصب
في مسارات مختلفة.
وأن يتم- ثانياً- توثيق كامل لكل ما ارتكبته القوات الاسرائيلية من
جرائم علي الأرض. وجمع كافة الأدلة والقرائن المؤيدة لها. وتضمينها في
سجلات ورقية أو الكترونية بعد تصنيفها حسب نوعياتها.. وان يتولي ذلك أو
يشارك فيه خبراء متخصصون. ضمانا لمصداقية الوقائع وقوة الأدلة المؤيدة
لها.
وان يتم- ثالثا- الاستعانة ببعض الحالات الصارخة للمصابين
الفلسطينيين في الحرب. الذين يمكن ان تؤكد اصاباتهم استعمال القوات
الاسرائيلية لأسلحة محرمة دوليا. كدليل عملي في هذا المجال.
لا مانع. لتحقيق ذلك. من دعوة لجنة طبية عالمية. سواء من منظمة الصحة
العالمية. أو من الصليب الأحمر الدولي. وتحت اشرافهما. لمناظرة هذه
الحالات وكتابة تقارير عنها.. بل لا مانع بعد ثبوت الجريمة. من عرض هذه
الحالات علي شاشات التليفزيونات العالمية. ولو في مساحات زمنية مدفوعة
الثمن لكي يقف الرأي العام العالمي علي الحقيقة.
بل ويجب ان يتضمن توثيق جرائم اسرائيل كافة ما نشر وأذيع وعرض في
الصحف والاذاعات والفضائيات من تصريحات مسئولة ومقالات وصور حول هذه
الجرائم الاسرائيلية. سواء من قادة دوليين أو كتاب ومحللين سياسيين
وقانونيين.
يتصل- رابعاً- بهذه النقطة. انه لا يجب ان يكون لنا هدف واحد من وراء
ذلك كله. حتي اذا ما أخفقنا في الوصول إليه انتكست جهودنا. وتحولت إلي
انتصار اسرائيلي علينا.
ما أقصده ان تكون لنا مسارات متعددة في هذا الموضوع.. حتي اذا ما
اكتشفنا ان الطريق مسدود أو صعب في هذا المسار أو ذاك. كانت أمامنا بدائل
وخيارات مختلفة.
اننا يجب ان نطرق مسار محاكمة اسرائيل دولياً وجنائياً عن جرائمها
حين إثباتها.. وان نطرق طريق الادانة. حتي لو لم تكن مقرونة بعقوبات.. وان
نطرق مسار "الفضح" السياسي والاعلامي لجرائم اسرائيل علي مستوي الرأي
العام العالمي من خلال النشر في الصحف.. والعرض في الفضائيات.
وان نطرق ونتحرك في كل هذه المسارات في وقت واحد ومتزامن. وبكل ما
نملك من آليات ووسائل.. وأي هدف يتحقق في أي من هذه المسارات سوف يكون قوة
وقيمة مضافة للموقف العربي. وللمفاوض الفلسطيني.. الان. وفي المستقبل.
لقد تركنا اسرائيل تحدد. بقرار منها. وبمساندة أمريكية متي تبدأ
عدوانها علي غزة ومتي تطور هجومها من جوي إلي جوي بري بحري.. ومتي تتوقف..
وأمامنا فرصة- كفلسطينيين وعرب.. وكمجتمع دولي ان نحدد نحن. وبقرار منا. متي وكيف نجعلها تدفع. ولو جزءاً من الثمن.
وجهة نظر أمريكية.. في مهمة "ميتشيل"
عودة ميتشيل.. لعبة جديدة. علي رقعة قديمة.. هذا عنوان مقال
كتبه المحلل السياسي الأمريكي "جاكسون ديل" ونشرته صحيفتا "الواشنطن بوست"
و"لوس أنجلوس تايمز" الأمريكيتان هذا الاسبوع.
المقال يتحدث عن "جورج ميتشيل" الذي اختاره الرئيس الأمريكي الجديد
أوباما ليكون مبعوثه الخاص إلي الشرق الأوسط. والذي بدأ جولته الأولي في
المنطقة أول أمس- الثلاثاء.
المقال مهم. ويعكس وجهة نظر تستحق الدراسة. خاصة وانه يذكرنا ب
"بعثة" جورج ميتشيل الأولي في نهاية عهد الرئيس الديمقراطي "بيل كلينتون"
وبداية عهد الرئيس الجمهوري "جورج بوش" عامي 2000 و.2001
لذلك رأيت ان أشرك قراء "الجمهورية" معي في قراءة هذا المقال أو الأجزاء الرئيسية فيه. من خلال نشر ترجمتها الآن.
يقول ديل:
تشير عودة هذا السياسي الأمريكي العربي البالغ من العمر 75 عاما إلي
العمل لأداء ذات الدور التفاوضي في منطقة الشرق الأوسط إلي أن الجزء
الغالب من التعقيدات والمهام التي تواجهها ادارة أوباما ليست جديدة في
مجملها كما ليست جديدة كذلك عناصر الاستراتيجية التي انتهجتها ادارة
أوباما ازاءها.
ويشرح جاكسون ديل ذلك بقوله: كان ميتشيل قد ترأس لجنة دولية كلفت
بأداء مهمة في الشرق الأوسط خلال الأيام الأخيرة لادارة بيل كلينتون وعند
ذهاب اللجنة إلي منطقة الشرق الأوسط وجدت الأوضاع كثيرة الشبه بما هي عليه
اليوم من نواح عديدة.
فعندها كانت أخبار العنف الدموي الإسرائيلي - الفلسطيني. تسيطر علي
عناوين الصحف والنشرات الاخبارية بينما انهار مشروع حل الدولتين الذي
تدعمه واشنطن.
ومثلما حدث في ذلك الوقت كان التقدم في استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي السابقة للانتخابات من نصيب المرشح اليميني المتطرف.
كما ان للتوصيات التي رفعها ميتشيل لادارة بوش أثناء شهورها الأربعة
الأولي في البيت الأبيض علاقة كبيرة بما يحدث اليوم فقد أوصي ميتشيل بوقف
اطلاق النار علي ان تتبعه سلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.
وكان الهدف من تلك التوصيات استعادة أو توفير بيئة تستطيع فيها محادثات السلام أن تتنفس وتثمر بين الجانبين.
وتضمنت توصيات ميتشيل كذلك ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية لقوات أمنها
والسيطرة علي الميليشيات والنشاط العسكري بما يضمن وقف الهجمات التي
تستهدف المدنيين الاسرائيليين.
وفي المقابل طالبت التوصيات إسرائيل بتجميد كافة انشطتها الاستيطانية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعن هذه التوصية الأخيرة كتب ميتشيل والسيناتور السابق وارن ردومان
مقال رأي نشر حينها في صحيفة "واشنطن بوست" قالا فيه ان استمرار إسرائيل
في توسيع انشطتها الاستيطانية يقوض ثقة الفلسطينيين في جديتها في التفاوض
السلمي معهم بما يحقق لهم حلم الاعلان عن قيام دولتهم المستقلة.
ويري "ديل" ان ما قرره الرئيس الأمريكي الجديد "أوباما" لا يختلف كثيرا عن ذلك.. فيقول:
تبدو الخطوة المبدئية التي أعلن عنها أوباما إزاء الشرق الأوسط شبيهة
بالتوصيات السابقة التي رفعتها لجنة ميتشيل وحسب تصريح أوباما لصحيفة
"واشنطن بوست" الأسبوع الماضي. فإنه يهدف إلي توفير مناخ يساعد علي بناء
الثقة بين طرفي النزاع. وعليه فإن ميتشيل ليس بحاجة لإحداث تغييرات في
توصياته السابقة.
فاليوم مثلما هو الحال بالأمس. يتعين علي السلطة الفلسطينية فرض
سيطرتها الأمنية علي المليشيات. بما يضمن وقف الهجمات التي تشن ضد إسرائيل
في حين يتعين علي إسرائيل تجميد كافة أنشطتها الاستيطانية في القطاع
والضفة الغربية. فهذان هما الشرطان الضروريان اليوم لاحداث أي تقدم نحو
التسوية السلمية.
ولكن المشكلة - كما يري "ديل" - ان خطة ميتشيل لعام 2001. لم يكن
نصيبها سوي الفشل. فبعد أن وافق عليها طرفا النزاع. وجرت المناقشات حولها
لأكثر من عام. وتم تضمينها أخيرا في مشروع خريطة الطريق الذي تبنته إدارة
بوش في عام 2002. كان نصيبها من الفشل نصيب خريطة الطريق نفسها التي لم
تؤد إلي أي شيء إيجابي في نهاية الأمر. فلم يتمكن الفلسطينيون من وقف
الهجمات علي إسرائيل علي رغم تكرار الوعود. بينما رفض رئيس الوزراء
الإسرائيلي السابق إرييل شارون حينها وضع حد لنشاط التوسع الاستيطاني في
الاراضي الفلسطينية أيضا.
واليوم يواجه ميتشيل واقعا أسوأ بكثير مما كان عليه الحال عام 2001
فقد اضعفت السلطة الفلسطينية بعد رحيل ياسر عرفات. بينما لا تزال حركة
"حماس" تواصل فرض سيطرتها علي قطاع غزة. علي رغم الحرب الإسرائيلية
الأخيرة ضدها. التي لم تحقق أيا من الأهداف التي شنت من أجلها.
وفيما لو صحت نتائج استطلاعات الرأي الإسرائيلي السابقة للانتخابات.
فإن من المتوقع ان يكون منصب رئيس الوزراء المقبل. من نصيب بنيامين
نتانياهو. الذي كرس ولايته السابقة لتسميم مفاوضات السلام مع الجانب
الفلسطيني. اضافة إلي تسميمه للعلاقات مع واشنطن ايضا.
وانطلاقا من هذه المقدمات. يطرح "ديل" سؤاله:
لماذا إذن العودة إلي خطة ميتشيل؟!
ويري ديل في النهاية ان ميتشيل يمكن ان ينجح هذه المرة لو ابدت
الدبلوماسية الأمريكية همة وعزما علي الوصول إلي أهدافها. ولو طالبت
الادارة الجديدة طرفي النزاع باتخاذ خطوات عملية. ومارست المزيد من الضغوط
العلنية علي غلاة الإسرائيليين. لأن في ذلك ما يساعد علي إعادة الوضع إلي
ما كان عليه في اكتوبر من عام 2001 علي أقل تقدير. وهو الوقت الذي تولي
فيه ميتشيل أول مهمة شرق أوسطية له من رئيس امريكي.
***
انتهي مقال جاكسون ديل.
ورأيي. اننا في حاجة إلي أن نناقش مع الإدارة الأمريكية نقطتين
جوهريتين لأن توضيح الموقف الأمريكي منهما سوف يحدد إلي درجة كبيرة مسار
اي تسوية للقضية الفلسطينية. ويحكم عليها. نجاحا أو فشلا.
** النقطة الأولي. هي الاصرار في كل الوثائق الأمريكية الحديثة علي حل "اقامة دولتين.. احداهما إسرائيلية والأخري فلسطينية."
هذه العبارة تثير جدلا.. باعتبار ان احدي الدولتين وهي إسرائيل قائمة
بالفعل. ومعترف بها من معظم دول العالم. وتتمتع بعضوية الأمم المتحدة.
وبالتالي لا حاجة إلي الاشارة إلي اقامتها من جديد.. بل الحاجة الحقيقية
هي الاشارة إلي اقامة ما هو غير قائم حتي الآن. وهو الدولة الفلسطينية
لتعيش جنبا إلي جنب مع الدولة القائمة بالفعل منذ عام 1948 وهي إسرائيل.
لا تفسير للاصرار علي هذه العبارة. سوي انها تعكس اتجاها لاقتسام ما
تبقي من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وغزة. ما بين
إسرائيل والدولة الفلسطينية المرتقبة.. اي تعديل الحدود الحالية لإسرائيل.
وابتلاعها لاجزاء من الأرض المحتلة حاليا.
فهل هذا هو موقف الادارة الأمريكية الجديدة؟! هذا سؤال يجب ان نحصل علي إجابة واضحة عنه.
** النقطة الثانية. هي عدم المساواة حتي في ظل الادارة الامريكية
الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين.. ففي أول تصريح لوزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون عقب انفجار أحداث غزة تحدثت عن "حق" إسرائيل في
الوجود والأمن.. و"تطلعات" الفلسطينيين. وان الادارة الأمريكية تسعي لضمان
هذين العنصرين. وواضح تماماً الفارق الشاسع بين "الحقوق" و"التطلعات". لأن
التطلعات يمكن أن تكون إلي حقوق.. ويمكن أن تكون إلي ماليس حقاً.. ولذلك
يجب التوصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة إلي صيغة تؤكد أن إقامة الدولة
الفلسطينية "حق" أيضاً للشعب الفلسطيني.. وأن لهذه الدولة حق الوجود وحق
الأمن. علي قدم المساواة مع دولة إسرائيل.
وهذا هو التغيير الحقيقي الذي يمكن أن يحول "الرقعة القديمة" التي
يتحدث عنها جاكسون ديل في مقاله. إلي رقعة جديدة تتيح انطلاق عملية السلام
في مسار صحيح يضع نهاية لآلام الفلسطينيين ولعدم الاستقرار الذي يلف الشرق
الأوسط كله.
من أجندة الأسبوع
** في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956. والذي قامت به
بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. استطاع عملاق الصحافة الأستاذ مصطفي أمين بجهد
فردي وامكانيات محدودة أن يكسر الحصار الإعلامي الذي فرضته الدول الثلاث
علي جرائم هذا العدوان. وأن يستغل علاقاته الطيبة بعدد من الصحفيين
العالميين في دول العدوان نفسها. و"يسرّب" إليهم كل ما التقطته الكاميرات
المصرية من صور للعدوان. لنشرها في صحفهم. وفضح العدوان وجرائمه.. وحدث
ذلك بالفعل. وكان أحد عوامل وقف هذا العدوان.
هذا مجرد مثال. لمن يرجعون "خيبتنا" الإعلامية الكبري في أحداث غزة إلي نقص التمويل أو محدودية التكنولوجيا.. أو لأي سبب آخر.
** في سوهاج حركة ثقافية من الوزن الثقيل وراءها محافظ يؤمن بأن
الثقافة هي القاطرة الحقيقية للتنمية. ويشجع كل جهد لنشر الثقافة واحياء
التراث ودعم الإبداع. بإعتبار ذلك كله تعميقاً للانتماء الوطني ودفعاً
للتنمية في كل المجالات.
وإذا سألت اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج في أي وقت عن الهدية التي يسعد بها حين يتلقاها. فسيقول لك علي الفور: كتاب جديد.
ولذلك نجحت "ثقافة" سوهاج. ونجح المسئول عنها محمد موسي توني.
بقلم : محمد أبو الحديد
E- mail: abuelhaded@eltahrir.net
الحرب التي يجب أن نكسبها
مازلت عند رأيي الذي كتبته في هذا المكان الأسبوع الماضي. بأنه لا يجب أن
نترك إسرائيل تفلت من المحاسبة. ومن العقاب إن أمكن. علي ما ارتكبته من
مجازر وحشية في غزة علي مدي ثلاثة أسابيع. وما استخدمته من أسلحة محرمة.
وما انتهكته من قوانين ومواثيق دولية. خلال تلك الحرب. وما دمرته أو خربته
من أبنية ومنشآت مدنية.
أقول ذلك. بعد أن ظهر هذا الأسبوع رأيان مختلفان في هذا الموضوع..
* رأي يقول إن الوقت غير مناسب الآن للمضي في هذا الموضوع. حتي لا
يفسد الجهود المبذولة لتثبيت وقف إطلاق النار. والتوصل إلي تهدئة تسمح
بتنفيذ بقية بنود المبادرة المصرية من رفع للحصار الإسرائيلي عن غزة. وفتح
المعابر إلي آخره. وهو ما يجب أن يتجه إليه كل التركيز الآن.
والرد علي ذلك. أن هذا مسار.. وذلك مسار آخر. ولا يلغي أحدهما الآخر
أو يؤجله.. تماما كما أن التوصل إلي وقف دائم لإطلاق النار. وتهدئة طويلة
الأمد وغير ذلك من البنود لا ينفي أن هناك 1400 فلسطيني فقدوا أرواحهم.
ولا يلغي وجود ما يقرب من خمسة آلاف مصاب نزلاء بالمستشفيات للعلاج.
بالعكس.. المضي في المسارين معا في وقت واحد. يسمح بوضع إسرائيل تحت
ضغط مستمر من الرأي العام العالمي. ومن المنظمات الدولية العالمية
والإقليمية.. الحكومية والأهلية التي تتبني الدعوة لإجراء تحقيقات شاملة
حول هذه الحرب. ومحاسبة المسئولين عما ارتكب خلالها من جرائم.
ثم إن تأجيل هذا الملف. لحين استقرار الأوضاع نسبيا. يمكن أن يقود إلي "تبريد" القضية. ومن ثم نسيانها.
* ورأي يقلل من أهمية النتائج التي يمكن أن نصل إليها من إثارة هذا
الموضوع. استنادا إلي أن أحدا لن يجرؤ علي إدانة إسرائيل في هذه القضية.
خوفا من أن تلاحقه إسرائيل واللوبي الصهيوني العالمي بتهمة معاداة السامية
فتقضي علي حاضره ومستقبله.
والحق أنه لو استندنا إلي هذا الرأي. لتركنا إسرائيل "تبرطع" كما تشاء. ولأوقفنا أي جهود أو محاولات لإدانتها في أي مجال.
نحن نعلم مسبقا مثلا. ونحن نتقدم لمجلس الأمن بأي مشروع قرار لإدانة
إسرائيل. أن قرارا من هذا النوع صعب. إن لم يكن مستحيلا أن يري النور. لأن
الفيتو الأمريكي في المجلس جاهز في كل وقت لمنع إدانتها.
ومع ذلك لا يوقف هذا اليقين المسبق. محاولات أو جهود عرض مثل هذا
القرار. والتفاوض حوله. والتجاوب مع سعي الآخرين لتعديل بعض بنوده. أو
تخفيف بعض مفرداته. حتي نصل إلي توافق الجميع حوله.
***
لا يجب إذن أن نيأس مقدما من أي محاولة. وأن نجعل اليأس من إمكانية
الحصول علي كل ما نريده منها يقودنا إلي الامتناع عن أن نبذل كل جهد ممكن
في سبيل ذلك.. علينا السعي.. وليس علينا إدراك النتيجة.
إنني أري أنه من الأفضل "الطرق علي الحديد وهو ساخن" كما يقولون. وأن
يظل هذا الملف.. ملف جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة ومرتكبيها والمسئولين
عنها. مفتوحا. وفي بؤرة الاهتمام العالمي. وأن يكون سيفا مصلتا علي رقبة
إسرائيل وقادتها لأطول فترة ممكنة.
والفرصة مواتية لذلك.. فالرأي العام العالمي مهيأ للتجاوب مع الجوانب
الإنسانية في مأساة الفلسطينيين في غزة.. وعدد المنظمات الدولية. حكومية
وأهلية التي طالبت وتطالب بالتحقيق في هذه المأساة. ومحاسبة المسئولين
عنها. ربما يفوق عدد المنظمات الفلسطينية والعربية التي تطالب بذلك.
ولعل من العوامل المساعدة. أن علي رأس هذه المنظمات. الأمم المتحدة
نفسها. والمجلس العالمي لحقوق الإنسان التابع لها. ومنظمات أخري لها ثقلها
الدولي مثل منظمة العفو الدولية.
وقد بدأ قادة إسرائيل يدركون ذلك. ويقدرون خطورة تزايد الاتجاه
العالمي للتحقيق في جرائمهم ومحاسبتهم عليها.. ولعل في التصريحات التي
أدلي بها أولمرت رئيس وزراء إسرائيل يوم الاثنين الماضي ما يؤكد إحساسه
بالخطر. حين سعي إلي طمأنة قادة جيشه وجنوده الذين شاركوا في حرب غزة.
بأنهم "آمنون" من أي ملاحقة قضائية لهم في الداخل أو الخارج. علي ما فعلوه
في غزة.
وهذا التصريح في حد ذاته. يمثل اعترافا رسميا غير مباشر من رئيس
وزراء إسرائيل بأن جيشه ارتكب في غزة ما يمكن أن يخضعه للمساءلة القانونية
المحلية والدولية.
***
ان المطلوب- في رأيي - للمضي في هذا المسار. وضمان أقصي نجاح ممكن له
ان تتشكل- أولا- لجنة دولية عليا من شخصيات عالمية محايدة ومشهود لها
بالنزاهة. تتولي التنسيق بين كل المنظمات والهيئات المحلية والاقليمية
والعالمية التي تتبني الدعوة لمحاسبة اسرائيل علي ما ارتكبته من جرائم حرب
ضد الانسانية في غزة. حتي لا تتبعثر جهود هذه المنظمات والهيئات. أو تصب
في مسارات مختلفة.
وأن يتم- ثانياً- توثيق كامل لكل ما ارتكبته القوات الاسرائيلية من
جرائم علي الأرض. وجمع كافة الأدلة والقرائن المؤيدة لها. وتضمينها في
سجلات ورقية أو الكترونية بعد تصنيفها حسب نوعياتها.. وان يتولي ذلك أو
يشارك فيه خبراء متخصصون. ضمانا لمصداقية الوقائع وقوة الأدلة المؤيدة
لها.
وان يتم- ثالثا- الاستعانة ببعض الحالات الصارخة للمصابين
الفلسطينيين في الحرب. الذين يمكن ان تؤكد اصاباتهم استعمال القوات
الاسرائيلية لأسلحة محرمة دوليا. كدليل عملي في هذا المجال.
لا مانع. لتحقيق ذلك. من دعوة لجنة طبية عالمية. سواء من منظمة الصحة
العالمية. أو من الصليب الأحمر الدولي. وتحت اشرافهما. لمناظرة هذه
الحالات وكتابة تقارير عنها.. بل لا مانع بعد ثبوت الجريمة. من عرض هذه
الحالات علي شاشات التليفزيونات العالمية. ولو في مساحات زمنية مدفوعة
الثمن لكي يقف الرأي العام العالمي علي الحقيقة.
بل ويجب ان يتضمن توثيق جرائم اسرائيل كافة ما نشر وأذيع وعرض في
الصحف والاذاعات والفضائيات من تصريحات مسئولة ومقالات وصور حول هذه
الجرائم الاسرائيلية. سواء من قادة دوليين أو كتاب ومحللين سياسيين
وقانونيين.
يتصل- رابعاً- بهذه النقطة. انه لا يجب ان يكون لنا هدف واحد من وراء
ذلك كله. حتي اذا ما أخفقنا في الوصول إليه انتكست جهودنا. وتحولت إلي
انتصار اسرائيلي علينا.
ما أقصده ان تكون لنا مسارات متعددة في هذا الموضوع.. حتي اذا ما
اكتشفنا ان الطريق مسدود أو صعب في هذا المسار أو ذاك. كانت أمامنا بدائل
وخيارات مختلفة.
اننا يجب ان نطرق مسار محاكمة اسرائيل دولياً وجنائياً عن جرائمها
حين إثباتها.. وان نطرق طريق الادانة. حتي لو لم تكن مقرونة بعقوبات.. وان
نطرق مسار "الفضح" السياسي والاعلامي لجرائم اسرائيل علي مستوي الرأي
العام العالمي من خلال النشر في الصحف.. والعرض في الفضائيات.
وان نطرق ونتحرك في كل هذه المسارات في وقت واحد ومتزامن. وبكل ما
نملك من آليات ووسائل.. وأي هدف يتحقق في أي من هذه المسارات سوف يكون قوة
وقيمة مضافة للموقف العربي. وللمفاوض الفلسطيني.. الان. وفي المستقبل.
لقد تركنا اسرائيل تحدد. بقرار منها. وبمساندة أمريكية متي تبدأ
عدوانها علي غزة ومتي تطور هجومها من جوي إلي جوي بري بحري.. ومتي تتوقف..
وأمامنا فرصة- كفلسطينيين وعرب.. وكمجتمع دولي ان نحدد نحن. وبقرار منا. متي وكيف نجعلها تدفع. ولو جزءاً من الثمن.
وجهة نظر أمريكية.. في مهمة "ميتشيل"
عودة ميتشيل.. لعبة جديدة. علي رقعة قديمة.. هذا عنوان مقال
كتبه المحلل السياسي الأمريكي "جاكسون ديل" ونشرته صحيفتا "الواشنطن بوست"
و"لوس أنجلوس تايمز" الأمريكيتان هذا الاسبوع.
المقال يتحدث عن "جورج ميتشيل" الذي اختاره الرئيس الأمريكي الجديد
أوباما ليكون مبعوثه الخاص إلي الشرق الأوسط. والذي بدأ جولته الأولي في
المنطقة أول أمس- الثلاثاء.
المقال مهم. ويعكس وجهة نظر تستحق الدراسة. خاصة وانه يذكرنا ب
"بعثة" جورج ميتشيل الأولي في نهاية عهد الرئيس الديمقراطي "بيل كلينتون"
وبداية عهد الرئيس الجمهوري "جورج بوش" عامي 2000 و.2001
لذلك رأيت ان أشرك قراء "الجمهورية" معي في قراءة هذا المقال أو الأجزاء الرئيسية فيه. من خلال نشر ترجمتها الآن.
يقول ديل:
تشير عودة هذا السياسي الأمريكي العربي البالغ من العمر 75 عاما إلي
العمل لأداء ذات الدور التفاوضي في منطقة الشرق الأوسط إلي أن الجزء
الغالب من التعقيدات والمهام التي تواجهها ادارة أوباما ليست جديدة في
مجملها كما ليست جديدة كذلك عناصر الاستراتيجية التي انتهجتها ادارة
أوباما ازاءها.
ويشرح جاكسون ديل ذلك بقوله: كان ميتشيل قد ترأس لجنة دولية كلفت
بأداء مهمة في الشرق الأوسط خلال الأيام الأخيرة لادارة بيل كلينتون وعند
ذهاب اللجنة إلي منطقة الشرق الأوسط وجدت الأوضاع كثيرة الشبه بما هي عليه
اليوم من نواح عديدة.
فعندها كانت أخبار العنف الدموي الإسرائيلي - الفلسطيني. تسيطر علي
عناوين الصحف والنشرات الاخبارية بينما انهار مشروع حل الدولتين الذي
تدعمه واشنطن.
ومثلما حدث في ذلك الوقت كان التقدم في استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي السابقة للانتخابات من نصيب المرشح اليميني المتطرف.
كما ان للتوصيات التي رفعها ميتشيل لادارة بوش أثناء شهورها الأربعة
الأولي في البيت الأبيض علاقة كبيرة بما يحدث اليوم فقد أوصي ميتشيل بوقف
اطلاق النار علي ان تتبعه سلسلة من إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.
وكان الهدف من تلك التوصيات استعادة أو توفير بيئة تستطيع فيها محادثات السلام أن تتنفس وتثمر بين الجانبين.
وتضمنت توصيات ميتشيل كذلك ضرورة إصلاح السلطة الفلسطينية لقوات أمنها
والسيطرة علي الميليشيات والنشاط العسكري بما يضمن وقف الهجمات التي
تستهدف المدنيين الاسرائيليين.
وفي المقابل طالبت التوصيات إسرائيل بتجميد كافة انشطتها الاستيطانية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وعن هذه التوصية الأخيرة كتب ميتشيل والسيناتور السابق وارن ردومان
مقال رأي نشر حينها في صحيفة "واشنطن بوست" قالا فيه ان استمرار إسرائيل
في توسيع انشطتها الاستيطانية يقوض ثقة الفلسطينيين في جديتها في التفاوض
السلمي معهم بما يحقق لهم حلم الاعلان عن قيام دولتهم المستقلة.
ويري "ديل" ان ما قرره الرئيس الأمريكي الجديد "أوباما" لا يختلف كثيرا عن ذلك.. فيقول:
تبدو الخطوة المبدئية التي أعلن عنها أوباما إزاء الشرق الأوسط شبيهة
بالتوصيات السابقة التي رفعتها لجنة ميتشيل وحسب تصريح أوباما لصحيفة
"واشنطن بوست" الأسبوع الماضي. فإنه يهدف إلي توفير مناخ يساعد علي بناء
الثقة بين طرفي النزاع. وعليه فإن ميتشيل ليس بحاجة لإحداث تغييرات في
توصياته السابقة.
فاليوم مثلما هو الحال بالأمس. يتعين علي السلطة الفلسطينية فرض
سيطرتها الأمنية علي المليشيات. بما يضمن وقف الهجمات التي تشن ضد إسرائيل
في حين يتعين علي إسرائيل تجميد كافة أنشطتها الاستيطانية في القطاع
والضفة الغربية. فهذان هما الشرطان الضروريان اليوم لاحداث أي تقدم نحو
التسوية السلمية.
ولكن المشكلة - كما يري "ديل" - ان خطة ميتشيل لعام 2001. لم يكن
نصيبها سوي الفشل. فبعد أن وافق عليها طرفا النزاع. وجرت المناقشات حولها
لأكثر من عام. وتم تضمينها أخيرا في مشروع خريطة الطريق الذي تبنته إدارة
بوش في عام 2002. كان نصيبها من الفشل نصيب خريطة الطريق نفسها التي لم
تؤد إلي أي شيء إيجابي في نهاية الأمر. فلم يتمكن الفلسطينيون من وقف
الهجمات علي إسرائيل علي رغم تكرار الوعود. بينما رفض رئيس الوزراء
الإسرائيلي السابق إرييل شارون حينها وضع حد لنشاط التوسع الاستيطاني في
الاراضي الفلسطينية أيضا.
واليوم يواجه ميتشيل واقعا أسوأ بكثير مما كان عليه الحال عام 2001
فقد اضعفت السلطة الفلسطينية بعد رحيل ياسر عرفات. بينما لا تزال حركة
"حماس" تواصل فرض سيطرتها علي قطاع غزة. علي رغم الحرب الإسرائيلية
الأخيرة ضدها. التي لم تحقق أيا من الأهداف التي شنت من أجلها.
وفيما لو صحت نتائج استطلاعات الرأي الإسرائيلي السابقة للانتخابات.
فإن من المتوقع ان يكون منصب رئيس الوزراء المقبل. من نصيب بنيامين
نتانياهو. الذي كرس ولايته السابقة لتسميم مفاوضات السلام مع الجانب
الفلسطيني. اضافة إلي تسميمه للعلاقات مع واشنطن ايضا.
وانطلاقا من هذه المقدمات. يطرح "ديل" سؤاله:
لماذا إذن العودة إلي خطة ميتشيل؟!
ويري ديل في النهاية ان ميتشيل يمكن ان ينجح هذه المرة لو ابدت
الدبلوماسية الأمريكية همة وعزما علي الوصول إلي أهدافها. ولو طالبت
الادارة الجديدة طرفي النزاع باتخاذ خطوات عملية. ومارست المزيد من الضغوط
العلنية علي غلاة الإسرائيليين. لأن في ذلك ما يساعد علي إعادة الوضع إلي
ما كان عليه في اكتوبر من عام 2001 علي أقل تقدير. وهو الوقت الذي تولي
فيه ميتشيل أول مهمة شرق أوسطية له من رئيس امريكي.
***
انتهي مقال جاكسون ديل.
ورأيي. اننا في حاجة إلي أن نناقش مع الإدارة الأمريكية نقطتين
جوهريتين لأن توضيح الموقف الأمريكي منهما سوف يحدد إلي درجة كبيرة مسار
اي تسوية للقضية الفلسطينية. ويحكم عليها. نجاحا أو فشلا.
** النقطة الأولي. هي الاصرار في كل الوثائق الأمريكية الحديثة علي حل "اقامة دولتين.. احداهما إسرائيلية والأخري فلسطينية."
هذه العبارة تثير جدلا.. باعتبار ان احدي الدولتين وهي إسرائيل قائمة
بالفعل. ومعترف بها من معظم دول العالم. وتتمتع بعضوية الأمم المتحدة.
وبالتالي لا حاجة إلي الاشارة إلي اقامتها من جديد.. بل الحاجة الحقيقية
هي الاشارة إلي اقامة ما هو غير قائم حتي الآن. وهو الدولة الفلسطينية
لتعيش جنبا إلي جنب مع الدولة القائمة بالفعل منذ عام 1948 وهي إسرائيل.
لا تفسير للاصرار علي هذه العبارة. سوي انها تعكس اتجاها لاقتسام ما
تبقي من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وغزة. ما بين
إسرائيل والدولة الفلسطينية المرتقبة.. اي تعديل الحدود الحالية لإسرائيل.
وابتلاعها لاجزاء من الأرض المحتلة حاليا.
فهل هذا هو موقف الادارة الأمريكية الجديدة؟! هذا سؤال يجب ان نحصل علي إجابة واضحة عنه.
** النقطة الثانية. هي عدم المساواة حتي في ظل الادارة الامريكية
الجديدة بين إسرائيل والفلسطينيين.. ففي أول تصريح لوزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون عقب انفجار أحداث غزة تحدثت عن "حق" إسرائيل في
الوجود والأمن.. و"تطلعات" الفلسطينيين. وان الادارة الأمريكية تسعي لضمان
هذين العنصرين. وواضح تماماً الفارق الشاسع بين "الحقوق" و"التطلعات". لأن
التطلعات يمكن أن تكون إلي حقوق.. ويمكن أن تكون إلي ماليس حقاً.. ولذلك
يجب التوصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة إلي صيغة تؤكد أن إقامة الدولة
الفلسطينية "حق" أيضاً للشعب الفلسطيني.. وأن لهذه الدولة حق الوجود وحق
الأمن. علي قدم المساواة مع دولة إسرائيل.
وهذا هو التغيير الحقيقي الذي يمكن أن يحول "الرقعة القديمة" التي
يتحدث عنها جاكسون ديل في مقاله. إلي رقعة جديدة تتيح انطلاق عملية السلام
في مسار صحيح يضع نهاية لآلام الفلسطينيين ولعدم الاستقرار الذي يلف الشرق
الأوسط كله.
من أجندة الأسبوع
** في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956. والذي قامت به
بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. استطاع عملاق الصحافة الأستاذ مصطفي أمين بجهد
فردي وامكانيات محدودة أن يكسر الحصار الإعلامي الذي فرضته الدول الثلاث
علي جرائم هذا العدوان. وأن يستغل علاقاته الطيبة بعدد من الصحفيين
العالميين في دول العدوان نفسها. و"يسرّب" إليهم كل ما التقطته الكاميرات
المصرية من صور للعدوان. لنشرها في صحفهم. وفضح العدوان وجرائمه.. وحدث
ذلك بالفعل. وكان أحد عوامل وقف هذا العدوان.
هذا مجرد مثال. لمن يرجعون "خيبتنا" الإعلامية الكبري في أحداث غزة إلي نقص التمويل أو محدودية التكنولوجيا.. أو لأي سبب آخر.
** في سوهاج حركة ثقافية من الوزن الثقيل وراءها محافظ يؤمن بأن
الثقافة هي القاطرة الحقيقية للتنمية. ويشجع كل جهد لنشر الثقافة واحياء
التراث ودعم الإبداع. بإعتبار ذلك كله تعميقاً للانتماء الوطني ودفعاً
للتنمية في كل المجالات.
وإذا سألت اللواء محسن النعماني محافظ سوهاج في أي وقت عن الهدية التي يسعد بها حين يتلقاها. فسيقول لك علي الفور: كتاب جديد.
ولذلك نجحت "ثقافة" سوهاج. ونجح المسئول عنها محمد موسي توني.
bobo- عضو ذهبى
- عدد الرسائل : 667
نقاط : 292
تاريخ التسجيل : 25/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء ديسمبر 03, 2013 9:57 pm من طرف seif
» البيجامات الشتويه
الخميس نوفمبر 14, 2013 1:44 pm من طرف نفيسة النكادي
» تعالوا نتعلم التطريز خطوة بخطوة../ غرزة الظل
الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 12:24 pm من طرف الوفاء اخلاص
» فيديو.. لحظة إطلاق الإخوان الخرطوش علي متظاهري الإسكندرية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/29/981646#sthash.LM2ITjLz.dpuf
السبت يونيو 29, 2013 11:41 am من طرف ashraf
» عاجل| أجهزة الأمن تلقي القبض على 6 مسلحين من التيار الإسلامي بالإسكندرية والقاهرة والدقهلية - See more at: http://almogaz.com/news/politics/2013/06/28/980720#sthash.7YiLhZQE.dpuf
الجمعة يونيو 28, 2013 6:57 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:55 pm من طرف ashraf
» عودة القناصة بالآلي حول مقر الإخوان بالإسكندرية
الجمعة يونيو 28, 2013 6:43 pm من طرف ashraf
» تحميل برنامج خاشع المؤذن للجوال نوكيا n73 - n95 - n70
الإثنين ديسمبر 10, 2012 9:55 am من طرف waleedclim
» الديكور الخارجي والحدائق ...
الخميس نوفمبر 15, 2012 1:17 pm من طرف steam84