سياسة خارجية بقلم : عماد عريان

من طرف وفاء الأربعاء ديسمبر 31, 2008 12:07 pm

بقلم‏:‏ عماد عريان

حتي لو أبادوا غزة‏..!‏
لنتذكر معا المقولة الرائعة للخليفة أبوبكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ عقب وفاة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ حيث قال في حزم‏:‏ أيها الناس من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات‏,‏ ومن يعبد الله فإن الله حي لا يموت‏,‏ ومع تأمل هذه الجملة القصيرة البليغة قد نكتشف أنها حفظت للإسلام كثيرا من بقائه وللرسالة استمرارها حتي يومنا هذا‏,‏ فهي توضح بجلاء أن السقوط في فخ العاطفة والانسياق وراء البكاء والنحيب كلها أشياء قد تقود صاحبها الي الهاوية‏.‏ وأغلب الظن أن المأساة الإنسانية البشعة التي تعيشها غزة هذه الأيام يرتبط جزء كبير منها بتلك الظاهرة‏,‏ وبداية ولقطع الطريق علي المزايدين والذين قادوا الأمة الي أهوال كثيرة نتيجة الحسابات الخاطئة‏,‏ تجدر الإشارة الي أن إسرائيل هي دولة عدوانية‏,‏ قامت علي العدوان ولاتفهم سوي لغة القوة‏,‏ إلا أن المشهد الأخير يؤكد خطأ الحسابات لدي حركة حماس عندما اندفعت نحو استفزاز إسرائيل حتي النهاية وكأنها تقول لها اقتلني اقتل‏!‏ عندما أسقطت حماس التهدئة وأحبطت الجهود المصرية والعربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية الوطنية‏,‏ أعلنت صراحة أنها سوف تستأنف المقاومة وستعيد العمليات الاستشهادية وأن كتائبها قادرة علي دحر العدوان ـ حديث ممجوج سمعناه قبل ذلك مئات المرات وثبت فشله مئات المرات ـ وفي الأيام الأخيرة استشهد مئات الأبرياء وجرت أنهار من الدماء الذكية‏,‏ كلها في رقبة حماس‏,‏ التي أساءت قراءة الموقف الداخلي الإسرائيلي‏,‏ ولم تتعامل بذكاء مع الموقف الإقليمي‏,‏ ولم تتجاوب مع الموقف الدولي الذي يعتبرها منظمة إرهابية وبذلك اختارت حماس طريق الانتحار‏,‏ واعتبرت نفسها فوق الشعب والوطن والأمة‏,‏ لدرجة أن زعيمها أطلق تصريحا وهو العجب العجاب عندما قال‏:‏ لن نستسلم حتي ولو أبادوا غزة‏!‏؟ لماذا كل هذا العبث بمقدرات الشعوب وأرواح البشر؟ لقد كان الأكرم لحركة حماس أن تتنحي وتتواري وتفسح الطريق أمام قوة سياسية أكثر خبرة وحنكة ومقدرة علي التعامل بواقعية مع الظروف القائمة‏,‏ ليست حماس وحدها التي وجدت نفسها في هذا الموقف‏,‏ ولكن هناك من اختار بقاء الشعب والأمة بدلا من الاحتفاظ بالسلطة‏,‏ ألم تستلم اليابان في مشاهد مذلة عام‏1945‏ للولايات المتحدة؟ لو أن طوكيو لم تفعل ذلك لما صنعت معجزتها الاقتصادية لاحقا‏,‏ ولكنها بالتأكيد استمعت الي صوت الحكمة‏,‏ فاختارت البقاء بدلا من الفناء‏,‏ ولم نسمع فيها من يقول لن نستسلم حتي لو أبادوا اليابان‏,‏ الاستماع الي صوت الحكمة وانكار الذات قد يكون في مصلحة الشعوب‏,‏ ولو فعلت حماس ذلك لما كانت المأساة‏..‏ التي صنعتها إسرائيل في الأساس‏.‏

من طرف صفاء الأربعاء يناير 07, 2009 5:10 pm

44592

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

7

‏10 من محرم 1430 هـ

الأربعاء

سياسة خارجية
بقلم : عماد عريان

علي هامش العدوان

خسر
العرب مرة أخري معركتهم العسكرية والسياسية والدبلوماسية أمام إسرائيل
التي نجحت في ارتداء ثوب الضحية ليس هذا فحسب وانما ثبت بالدليل القاطع
مجددا غياب أي مفهوم أو رؤية للأمن الإقليمي العربي‏,‏ فضلا عن غياب القوي
الاقليمية المؤثرة التي في مقدورها تبني موقف ايجابي وفرضه‏,‏ ولا شك في
أن أحداث غزة الراهنة مفعمة بالرسائل الحيوية التي تحتاج الي دراسات
متأنية إذا ما أردنا استخلاص النتائج والعبر المفيدة من تلك التجربة
المريرة‏,‏ ولأن المقام لا يتسع في تلك المساحة المحدودة لتناول العناصر
الكاملة للأزمة وابعادها فليس أقل من إلقاء الضوء علي بعض العناوين
العريضة‏.‏
‏‏
عندما يطالب متحدث رسمي باسم حماس الفلسطينيين
المقيمين داخل إسرائيل والمعروفين اختصارا بـ عرب‏48‏ وعددهم قد يصل الي
المليون نسمة بأن يزلزلوا الأرض تحت أقدام الإسرائيليين‏,‏ فتلك واحدة من
السقطات الكبري التي تعكس حالة عدم الرشد السياسي لدي حماس‏,‏ وعندما
نتذكر ماحدث في مدينة عكا صيف العام الماضي من هجمات علي الفلسطينيين في
تلك المدينة لمجرد أن سائق تاكسي منهم دخل حيا يهوديا في يوم عطلة السبت
وما تبع ذلك من هجمات قاسية علي العرب نستطيع أن نستشف بسهولة خطورة تلك
الدعوة التي قد تؤدي الي كوارث إنسانية جديدة‏.‏
‏‏
الخطأ الجسيم
الذي وقعت فيه تشيكيا الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي باصدارها بيانا يعكس
رأيها المؤيد لإسرائيل ثم اضطرارها الي سحب هذا البيان والاعتذار عنه هو
تكريس صريح للفارق في السياسات والتوجهات بين أوروبا الجديدة وأوروبا
القديمة‏,‏ فإذا كانت تشيكيا مثلها مثل بولندا تنتمي لأوروبا الجديدة
والموالية بعنف لسياسات واشنطن‏,‏ فلاتزال أوروبا القديمة تري الأمور بشكل
أكثر عقلانية يحفظ لأوروبا مصالحها المتوازنة في الشرق الأوسط حتي وإن
كانت غير مؤيدة بالضرورة للحقوق العربية‏.‏
‏‏
انشغل معظم
الاعلاميين والكتاب الصحفيين بحملات الاتهامات والشتائم المتبادلة وتورطوا
فيها بشكل مبتذل لا يخدم المصالح القومية لدرجة أن كثيرين منهم لم يحاولوا
تحليل الموقف علي الأرض مما جعلهم علي سبيل المثال يستبعدون تماما
احتمالات شن هجوم بري إسرائيلي علي غزة برغم أن كل الشواهد كانت تجمع علي
أن هذا الجيش لا يعرف الهزل الذي غرقنا فيه حتي أذنينا فانصرفنا الي
مهاجمة الدول وتجريح القيادات والنيل من المناضلين دون أن نحاول قراءة
ذهنية الاعداء الحقيقيين‏,‏ فكان ذلك سقوطا لإعلامنا العربي‏,‏ وتلك كارثة
أخري تضاف الي مظاهر الفشل العربي المشار اليها في أول سطر‏.‏

من طرف **بهاء** الأربعاء يناير 14, 2009 3:27 pm

44599

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

14

‏17 من محرم 1430 هـ

الأربعاء

سياسة خارجية
بقلم‏:‏ عماد عريان

حسابات التحرك الأوروبي

المتغيرات
التي طرأت علي الصراع العربي ـ الإسرائيل جعلت ثوابته أقرب ماتكون الي
النسيان‏,‏ فلم يعد هناك من يتحدث عن تدمير إسرائيل أو القائها في
البحر‏,‏ ولم يعد هناك من يحلم بعودة فلسطين عربية من البحر الي النهر‏,‏
ولا عودة شاملة للاجئين والنازحين والمهجرين للعيش داخل حدود فلسطين
التاريخية قبل عام‏1948,‏ فتلك كلها كانت الثوابت العربية‏,‏ إلا أن
المتغيرات بدلت من ذلك كثيرا‏,‏ ومن أبرزها‏,‏ الحروب العديدة التي اندلعت
بين الطرفين العربي والإسرائيلي‏,‏ ثم اتفاقيات السلام فضلا عن انفتاح بعض
الدول العربية مثل موريتانيا‏,‏ وأخري من الخليج العربي والمغرب علي
إسرائيل‏,‏ ثم جاءت حالة الانقسام الفلسطيني الي حد التشرذم
والاقتتال‏.‏ولكن هناك أشياء أخري لم تتبدل خلال تلك السنوات‏,‏ وأبرزها
ذلك الحرص الغربي متمثلا في المواقف الأمريكية والأوروبية علي بقاء
إسرائيل‏,‏ وحمايتها بشتي السبل‏,‏ وجاءت الأحداث الدامية الأخيرة في غزة
لتكرس هذا الموقف‏,‏ ولا يتضح ذلك فحسب في البيان المتعجل الذي أصدرته
رئاسة الاتحاد الأوروبي معتبرة أن الهجوم البري الإسرائيلي علي غزة هو عمل
دفاعي‏,‏ ولكن كل التحركات الأوروبية جاءت لتؤكد انها تعمل في خدمة

الجانب
الإسرائيلي‏,‏ فبداية من تحركات الرئيس الفرنسي ساركوزي ا ثم تلك الجولات
التي تمت عبر معبر رفح‏,‏ وكان أبرزها الرحلة التفقدية لوزير الخارجية
الألماني شتاينماير‏,‏ كلها أشياء لابد وأن تثير الريبة أو التحفظ تجاه
التحركات الأوروبية وحساباتها في الأزمة‏.‏ومن الواضح أن هناك تركيزا
شديدا علي شيء مهم وربما وحيد الا وهو ضبط الحدود المصرية مع غزة ووقف
عمليات تهريب الأسلحة عبرها‏,‏ بل أعلنت المستشارة الألمانية ميركل ان
بلادها مستعدة للمشاركة في عملية بالشرق الأوسط‏,‏ لم تكشف عن طبعشتها‏,‏
ولكن الشواهد تؤكد أنها لوقف تهريب السلاح‏,‏ يضاف الي ذلك أيضا محاولات
فرنسا في مجلس الأمن الحيلولة دون صدور القرار رقم‏1860‏ واستبداله بقرار
رئاسي من المجلس بما يخدم المصالح الإسرائيلية‏,‏ ومما دفع السيد عمرو
موسي أمين عام الجامعة العربية والأمير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية
الي التهديد بفضح حقيقة التحركات الفرنسية‏.‏وتلك الكلمات محاولة لفهم
طبيعة التحركات الأوروبية التي يبدو انها اختزلت المشكلة الفلسطينية في
مسألة تهريب الأسلحة غزة مثلما اختزل بعض العرب والفلسطينيين الأزمة في
معبر رفح‏,‏

وبلا شك هذا اختزال مخل للقضية من الطرفين بما لا يخدم
عملية السلام‏,‏ ويبقي القول إن مصر بذلك تقع بين مطرقة المعبر وسندان
الاتفاق‏,‏ وهو موقف لا تحسد عليه ويحتاج الي أقصي قدر من الدبلوماسية
للخروج بأقل الأضرار‏.‏

من طرف مشمشة الأربعاء يناير 21, 2009 12:48 pm

44606

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

21

‏24 من محرم 1430 هـ

الأربعاء

سياسة خارجية
بقلم‏:‏ عماد عريان

القادم هو الأخطر

من
المبكر جدا الجزم بأن حركة حماس قد أصبحت خارج الحلبة السياسية‏,‏ أو أنها
أصيبت بضربة قاصمة لا قيام منها‏,‏ وهذه الكلمات ليست إعلانا بانتصار حماس
أو دفاعا عنها‏,‏ فيكفي مجددا الحديث عن حجم الخسائر البشرية والدمار
الرهيب الذي لحق قطاع غزة حتي ندرك حجم الخطأ السياسي الذي غرقت فيه
حماس‏,‏ ومن المبكر أيضا الجزم بأن إسرائيل حققت انتصارا في تلك الحرب
برغم تحويلها غزة الي مرمي رماية لكل أنواع الأسلحة الحديثة والمحرمة
دوليا‏,‏ وليس أدل علي ذلك من أن المعارضة الإسرائيلية اليمينية ممثلة في
حزب الليكود لاتزال في المقدمة بينما لم تتحسن مكانة الائتلاف الحاكم
بزعامة ليفني وباراك‏,‏ مما يعني أن الحرب لم تحدث الأثر السياسي
والانتخابي الفوري لتحسين مكانة حزبي العمل وكاديما في الانتخابات
البرلمانية المقبلة‏.‏

ولكن كل الشواهد تؤكد أن إسرائيل حظيت
بمعاملة الابن المدلل من جانب الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة علي
وجه التحديد‏,‏ وخرجت من الأزمة الأخيرة بكثير من المكاسب السياسية
الدولية برغم المجازر التي ارتكبتها‏,‏ فالقادة الغربيون الذين اجتمعوا في
شرم الشيخ قبل يومين كان حرصهم شديدا علي أمن إسرائيل وبقائها لدرجة أنهم
اتفقوا فيما يشبه السيمفونية المنسقة علي ضرورة اتخاذ كل الإجراءات‏(‏
الدبلوماسية والفنية والعسكرية‏,‏ علي حد قول الرئيس الفرنسي نيكولا
ساركوزي‏)‏ لمنع تهريب الأسلحة الي حماس في غزة‏,‏ بينما غابت الخطوات
العملية لتحديد ملامح التسوية الشاملة‏,‏ ويعني ذلك بوضوح أن الحصار
الإسرائيلي الذي كان قائما علي غزة قبل العدوان الإسرائيلي سوف يتحول بعد
تلك القمة الي حصار إسرائيلي ـ أمريكي ـ أوروبي حماية لإسرائيل‏,‏ وضمانا
لعدم وصول أسلحة أو صواريخ مجددا الي حماس رغبة في خنقها أكثر وأكثر‏,‏
إضافة إلي ذلك فقد كانت القمة بشكل عملي صك براءة لقادة إسرائيل من أي
اتهامات بارتكاب جرائم حرب ومن ثم قطع الطريق علي إمكان ملاحقتهم قضائيا
أمام الهيئات الدولية المختصة‏.‏

كل هذه النتائج الخطيرة تعني أن
الأكثر خطورة هو ما ستأتي به الأيام المقبلة‏,‏ كنتيجة مباشرة للعدوان
الإسرائيلي البربري‏,‏ فحركة حماس لن تنصرف من الساحة بسهولة‏,‏ وربما
تنصرف كالنمر الجريح‏,‏ ومعني ذلك تصعيد وتعميق الانقسامات الفلسطينية ـ
الفلسطينية‏,‏ التي قد تصل الي حد الاقتتال مجددا‏,‏ وبذلك تغرق القضية في
لحظات من الظلام الحالك بما يحول دون حلحلة التسوية ولو خطوة للأمام‏,‏
الأمر الذي سيعطي الذريعة لإسرائيل وللدول الغربية مجددا للحديث عن عدم
وجود شريك فلسطيني‏,‏ وهذا الثمن الذي سيدفعه العرب لعدم الجدية في الضغط
بقوة علي الأطراف الدولية المسئولة بحثا عن تسوية حقيقية‏,‏ وربما كان
تفسير ذلك هو الانقسامات الخطيرة التي فسخت الأمة العربية في المشهد
الأخير الذي يؤكد أن تداعيات حرب غزة علي الدول العربية ربما كانت أخطر
وأعمق من تداعيات حرب يونيو‏1967.‏

من طرف **tete** الأربعاء يناير 28, 2009 11:49 am

سياسة خارجية
بقلم‏:‏ عماد عريان

القرصنة‏..‏ وتهريب الأسلحة
التصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بالأمس وهددت فيها بشكل صارم بتوجيه ضربة عسكرية جديدة الي حركة حماس‏,‏ لمنعها من الحصول مجددا علي أسلحة وصواريخ عبر الحدود يجب أن تؤخذ بمنتهي الجدية والحذر‏,‏ فأغلب الظن أنها ليست تصريحات للاستهلاك المحلي‏,‏ بل قابلة للتنفيذ من الجانب الإسرائيلي بعدما حصل علي دعم أوروبي ـ أمريكي غير مسبوق لقطع طرق الإمداد العسكري علي حركة حماس بحرا وبرا‏,‏ ومن الواضح الآن أن إسرائيل من خلال حكومتها الحالية أو المقبلة أيا كانت توجهاتها ستجعل من مسألة تهريب الأسلحة العنوان العريض في تعاملها مع غزة‏,‏ وقد ظهرت مؤشرات ذلك بالفعل من خلال الحديث عن المطاردات المستمرة للسفن الإيرانية في الأيام القليلة الماضية‏,‏ وتأكيد تعقبها من خلال القطع البحرية الأمريكية خاصة في مياه خليج عدن بحثا عن شحنات الأسلحة المتوجهة الي حركة حماس‏,‏ علي حد مزاعم المسئولين الإسرائيليين‏.‏ وقد تساعد تلك التطورات الأخيرة في فهم أبعاد ربما كانت غائبة أو غائمة عند الحديث عن قضية القرصنة التي تفاقمت خطورتها في الأشهر الماضية قبالة السواحل الصومالية وفي مياه المحيط الهندي وخليج عدن‏,‏ ففي الوقت الذي تصاعدت فيه تلك الظاهرة‏,‏ كانت هناك دهشة وتساؤلات متزايدة حول قدرة بعض القراصنة علي تهديد حركة الملاحة الدولية في المنطقة الي هذا الحد‏,‏ ولكن من الواضح الآن أن المسألة لم تكن مجرد حفنة من القراصنة‏,‏ بل أقرب ما تكون الي التخطيط المنظم وصولا الي وضع استراتيجي جديد يتم من خلاله صياغة ترتيبات أمنية في المياه الدولية تتمكن من خلالها الأساطيل الأوروبية والأمريكية من إحكام قبضتها تماما علي حركة الملاحة في المنطقة والتحكم في السفن المبحرة منها وإليها‏,‏ خاصة فيما يتعلق بإيران وحركة حماس‏.‏ وهكذا تستطيع البحرية الأمريكية ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد‏,‏ فمع الادعاء بمحاربة القرصنة هناك استغلال واضح لمطاردة السفن الإيرانية رغبة في حصار طهران ذاتها تمهيدا لأشياء أخري مستقبلا‏,‏ حتي مع تبني الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لهجة تصالحية أكثر مع إيران‏,‏ وأيضا لقطع شرايين حماس العسكرية تنفيذا لترتيبات دولية سبق الوصول أو الاتفاق عليها‏,‏ واذا كانت إسرائيل قد استعانت بالذراع الأمريكية والغربية الطويلة في المياه الدولية لمطاردة شحنات الأسلحة المهربة‏,‏ فإن تصريحات ليفني تعكس بوضوح ودون مواربة خطورة ما قد يحدث علي الأرض في إطار تحقيق الهدف ذاته بما قد يحول منطقة حدود غزة الي وزيرستان أخري وهي المنطقة الباكستانية التي تتعرض يوميا لغارات أمريكية عنيفة لضرب معاقل المتطرفين‏.‏

سياسة خارجية بقلم : عماد عريان

سياسة خارجية بقلم : عماد عريان

رد: سياسة خارجية بقلم : عماد عريان

رد: سياسة خارجية بقلم : عماد عريان

رد: سياسة خارجية بقلم : عماد عريان

رد: سياسة خارجية بقلم : عماد عريان