أحوال عربية بقلم‏:‏ عبده مباشر

من طرف وفاء الأربعاء ديسمبر 31, 2008 12:11 pm

أحوال عربية
بقلم‏:‏ عبده مباشر

عصر الحذاء‏!‏

الحذاء
كان طريق الأغلبية في الشارع العربي الي الانتصار‏,‏ طار الحذاء‏,‏ فطار
الناس فرحا وابتهجوا وأقاموا الاحتفالات ونظموا المظاهرات وحفلات
التكريم‏,‏ تحول الحذاء الي سلاح في معركة التحرير‏,‏ فشل السلاح‏,‏ وخابت
مساعي الدبلوماسية‏,‏ وتبعثرت الجهود‏,‏ وواجه العرب بعضهم بعضا
بالسلاح‏,‏ واستل الفلسطينيون سيوفهم لقتل الفلسطينيين‏,‏ وسكن العجز
والاحباط كل جنبات المنطقة‏,‏ فلم يبق إلا الحذاء‏.‏

هل هناك من
يدرك أبعاد هذه الخيبة المعاصرة؟ يلقي صحفي بالحذاء نحو الرئيس
الأمريكي‏,‏ فتزغرد المنطقة فرحا‏,‏ وترفع الرجل فوق الأعناق‏,‏ وتتوحد
الصفوف للدفاع عنه ومساندته‏,‏ وتنادي به بطلا‏,‏ وتمنحه الأوسمة‏,‏ وتجعل
منه قدوة للأجيال الحالية والمقبلة‏,‏ إن الرسالة الواضحة لكل هذه الأجيال
لماذا تبذلون الروح من أجل تحرير أراضيكم المحتلة؟ واستعادة كرامتكم
الذبيحة؟ لماذا القتال وبذل الدم‏,‏ يكفيكم شرفا أن تخلعوا أحذيتكم وتلقوا
بها في وجوه قوات الاحتلال والرئيس الأمريكي‏,‏ لتتحقق أهدافكم‏.‏

وأمام
هذا الوضع‏,‏ فليطالب الجميع بإغلاق مصانع الأسلحة والذخيرة‏,‏ وتحويلها
الي مصانع للأحذية‏,‏ وليوضع في الاعتبار صرف العدد الكافي من الأحذية
للجنود والمواطنين لكي يشاركوا في العمل الوطني‏,‏ ولكي يتمكنوا من دحر
الأعداء‏.‏

إن هذه الفرحة الغامرة التي استبدت بأغلبية الناس‏,‏ وقطاعات مرموقة من الصفوة هي أفضل دليل علي ما وصلت إليه المنطقة‏.‏

ثم لماذا لا تجعلوا من الحذاء شعارا للمرحلة؟ ولماذا لا تزينون به الأعلام؟ ولماذا لا يجري تعميم صوره في المكاتب والمنازل؟

وليت الشعراء يعملون لتخليد هذه اللحظة الباهرة التي اكتشفت فيها المنطقة خطورة سلاح الأحذية‏.‏

وربما يكون الحذاء مؤشرا علي الاقتراب من موعد قطف ثمار التحرير والديمقراطية والاصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية‏.‏

من طرف **بهاء** الأربعاء يناير 14, 2009 3:38 pm

44599

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

14

‏17 من محرم 1430 هـ

الأربعاء

أحوال عربية
بقلم‏:‏ عبده مباشر

شهيد مصري

من
قلب محنة غزة‏,‏ ووحشية المجزرة الإسرائيلية‏,‏ ونهر الدم المتدفق في
شوارع القطاع المنكوب‏,‏ أطلت حالة عجز قيادة منظمة حماس عن إدارة
الصراع‏,‏ وفي ظل هذه الحالة المأساوية‏,‏ قررت قيادة المنظمة الإقدام علي
محاولة اقتحام الحدود المصرية كمقدمة لتحقيق عدة أهداف خططت لها جيدا‏,‏
وعندما وجدت ميليشيات حماس في مواجهتها القوة المصرية المكلفة بحماية
منطقة الحدود‏,‏ بادرت بإطلاق النيران بقصد القتل‏,‏ وتمكنت من قتل الرائد
ياسر فريج وإصابة جنديين‏.‏

ولمزيد من التوضيح‏,‏ نؤكد أن هذا
الرائد الشهيد لم يرفع سلاحا في وجه قوة الاقتحام لا هو ولا أي واحد من
القوة المصرية‏,‏ وأن القتل كان مخططا لاستدراج الجنود المصريين لإطلاق
النار علي القوة الحمساوية وإسقاط عدد من الجرحي والقتلي‏.‏

وفيما
لو تحقق هذا السيناريو التآمري البشع‏,‏ لتعالت الأصوات لتتهم مصر
بالتعاون مع إسرائيل في قتل الفلسطينيين‏,‏ وأن ما جري تم التخطيط له بين
قيادات مصرية وإسرائيلية‏.‏

وسيجد الذين شنوا الحرب الإعلامية علي
مصر في لبنان وسوريا وإيران والأردن واليمن والسودان‏,‏ مادة ملتهبة‏,‏ بل
شديدة الالتهاب لاستخدامها في حربهم‏,‏ التي تشكل عدوانا علي مصر وقيادتها
وأهلها‏,‏ وانكارا لتاريخها ودورها وكل عطائها الذي بذلته بسخاء‏,‏ وعلي
امتداد ستين عاما هي عمر الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏,‏ والفلسطيني ـ
الإسرائيلي‏.‏

وعلي نفس النهج‏,‏ تركت المنظمة أهالي غزة يواجهون
النيران الإسرائيلية‏,‏ واتجهوا الي الحدود المصرية للضغط من أجل فتح معبر
رفح مستغلين حالة الغضب التي أشعلها العدوان الإسرائيلي‏.‏

ولم
تفعل حماس ذلك من أجل المعبر‏,‏ أي لتيسير عبور احتياجات أهل القطاع‏,‏
لأن هناك‏1500‏ نفق تمت اقامتها عبر خط الحدود المصرية عند رفح‏,‏ بل من
أجل الاعتراف بشرعيتها‏,‏ شرعية الانقلاب علي السلطة الشرعية الفلسطينية‏.‏

وحتي
الآن وبالرغم من كل عمليات التحرش بمصر‏,‏ لم تتمكن قيادة حماس من إدراك
مدي خطورة قتل عناصر عسكرية ومدنية مصرية‏,‏ ومحاولات اقتحام خط الحدود‏.‏

من طرف مشمشة الأربعاء يناير 21, 2009 12:43 pm

44606

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

21

‏24 من محرم 1430 هـ

الأربعاء

أحوال عربية
بقلم‏:‏ عبده مباشر

هم‏..‏ ونابليون

من
أجل أن يكون المصري مواطنا صالحا في نظر البعض‏,‏ فإن عليه أن يحب ما
يحبون‏,‏ وأن يكره ما يكرهون‏,‏ وألا يعترض طريقهم‏,‏ أو يحاول مناقشة
مايقولونه أو يطرحونه من آراء ووجهات نظر‏.‏

وهذا البعض أوجعه حضور
وفد مصري برئاسة فاروق حسني احتفالا أقيم في باريس عن الفترة التي قضاها
نابليون في مصر‏,‏ وهاجموا الوفد ورئيسه والمناسبة ونابليون والاحتلال
الفرنسي الذي بدأ عام‏1798‏ وانتهي عام‏1801,‏ واتهموا من حضر ومن اهتم
بالانتصار للاستعمار وشككوا في مصريتهم‏.‏

ووجد هؤلاء في كتابات
الجبرتي سطورا عن بشاعة فترة الاحتلال‏,‏ وعن الخيل التي دخلت الأزهر‏,‏
كما استشهدوا بما كتبه جلال كشك عن ثورات الشعب المصري ضد الاحتلال
الفرنسي وعن واقعة اقتحام الأزهر بالخيول‏.‏

ومع التسليم بأن
الاحتلال أي احتلال أمر لا يمكن القبول به أو الدفاع عنه‏,‏ فإننا
نسألهم‏:‏ ولماذا لا تنشطون بنفس الصورة لتطهير مصر من كل آثار الاحتلال
الأجنبي الذي بدأ بوصول الهكسوس ومن بعدهم الفرس‏,‏ وتوالي الغزاة من
ليبيين وجنوبيين ويونانيين ورومانيين وعرب وأتراك وفرنسيين وانجليز‏,‏
وبجانب هؤلاء هناك المماليك والفاطميون وغيرهم‏.‏

واتساقا مع منطق
هؤلاء النشطاء‏,‏ فإن من الواجب المطالبة بإلغاء اسم مدينة الاسكندرية لأن
من انشأها هو الاسكندر الذي احتل مصر وشطب أسماء باقي المدن التي تحمل
أسماء عصور الاحتلال ورجاله وعليهم ألا ينسوا أسماء الشوارع المنتشرة في
مدن مصر والتي تحمل أسماء فارسية ويونانية ورومانية وانجليزية وفرنسية‏.‏

وإذا
كان الاحتلال الفرنسي قد اكتشف حجر رشيد وتمكن شمبليون عالم الحملة
الفرنسية من إهداء مصر لغتها الهيروغليفية التي فتحت أمامها الباب لمعرفة
تاريخها الممتد في عمق الزمن‏,‏ فإن هذا لا يهم فالمهم هو الاحتلال
والعداء للاحتلال‏,‏ أما التاريخ والتنوير والمعرفة والحضارة فكلها سفاسف
لا تساوي شيئا أمام العداء للاحتلال‏.‏

العالم كله بالرغم من كل
الدماء التي سالت في الحروب أو علي أيدي المستعمرين يتجه الي المصالحة
وتبادل المصالح والعمل من أجل التقدم واقتحام عالم العلم والمعرفة‏,‏
وهؤلاء الناس لا يريدون أن يتجاوزوا الماضي‏,‏ ولكن لماذا لا يعيشون هم في
هذا الماضي ولايتركوا لأبناء مصر الحقيقيين استشراف المستقبل؟‏!!‏

من طرف tofeee الأربعاء يناير 28, 2009 12:00 pm

أحوال عربية
بقلم‏:‏ عبده مباشر

قمة الكويت

لم
تكن حقائق الأوضاع الاقتصادية غائبة أو بعيدة عن المسئولين بالعالم العربي
طوال العقود الأربعة الماضية‏,‏ فالكل كان يعرف أن حجم التجارة البينية
متدن‏,‏ وأن العمالة العربية البينية تتراجع عاما بعد آخر‏,‏ وأن حرية
انتقال السلع والخدمات ورءوس الأموال والأفرادا‏,‏ خاصة الأفراد‏,‏ محدودة
إن لم تكن محدودة للغاية‏.‏

ومثل هذه الحقائق كانت توضح مدي ابتعاد
العالم العربي عن أوضاع العالم المعاصر‏,‏ حيث تبرز التجمعات الاقتصادية
علي المسرح العالمي‏,‏ وتتصدر حركة التطور الاقتصادي مؤثرة علي مسيرة
وتوجهات العلاقات السياسية‏.‏

ورأت كل من مصر والكويت‏,‏ أنه لابد
من خطوة تضع دول العالم العربي علي بداية الطريق الصحيح‏,‏ وكانت الدولتان
مؤهلتين لتبني مبادرة اقتصادية عربية‏,‏ فمصر تمكنت من الحفاظ علي نسبة
نمو اقتصادي سنوي تراوحت بين‏6‏ و‏7%‏ علي امتداد ثلاث سنوات‏,‏ أما
الكويت فقد أصبحت قاطرة للتقدم الاقتصادي والسياسي في منطقة الخليج‏,‏
استنادا الي تجربة ديمقراطية رائدة وتطور اجتماعي يسبق الأوضاع في دول
الجوار وتنمية اقتصادية تعمل علي تعدد مجالات الإنتاج‏.‏

وبعد
مناقشة الأمر‏,‏ تقرر طرح اقتراح بعقد قمة عربية لمناقشة الأوضاع
الاقتصادية والتنموية والاجتماعية‏,‏ وقد أقرت قمة الرياض عام‏2007‏ هذا
الاقتراح‏,‏ وهكذا ولدت القمة العربية الأولي المخصصة لقيادة التطور
الاقتصادي‏,‏ وعلاج الخلل الذي استمر طويلا‏.‏

واذا كانت الأوضاع
الموروثة توضح أن التجارة البينية لا تزيد نسبتها علي‏12%,‏ وأن العمالة
البينية قد انخفضت نسبتها من‏72%‏ عام‏1975‏ الي‏23%‏ أخيرا‏,‏ في حين
ارتفعت نسبة العمالة الآسيوية الي‏70%,‏ فإن القائمين علي المؤتمر يتوقعون
أن تتغير هذه الأوضاع بشكل مؤثر‏,‏ بل يتطلعون لعلاج مشكلات الفقر
والبطالة‏,‏ ويخططون لتغيير التشريعات في الدول العربية خلال السنوات
المقبلة لإتاحة الفرصة أمام حرية حركة السلع ورءوس الأموال والخدمات
والأفراد‏.‏

وبالرغم من أن مأساة غزة وما جري خلال اجتماعات الدوحة
قد استحوذت علي نسبة كبيرة من وقت قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية
والتنموية الأولي‏,‏ إلا أن المجتمعين بدأوا الخطوة الأولي علي الطريق‏,‏
والي أن تنعقد القمة الثانية في القاهرة بعد عامين‏,‏ سيظل المتفاؤلين في
انتظار جرعة أخري من التفاؤل‏.‏

أحوال عربية بقلم‏:‏ عبده مباشر

أحوال عربية بقلم‏:‏ عبده مباشر

رد: أحوال عربية بقلم‏:‏ عبده مباشر

رد: أحوال عربية بقلم‏:‏ عبده مباشر

رد: أحوال عربية بقلم‏:‏ عبده مباشر