مجرد رأى بقلم : صلاح منتصر

44607 ‏السنة 133-العدد 2009 يناير 22 ‏25 من محرم 1430 هـ الخميس

مجرد رأي
بقلم : صلاح منتصر
الموقف بعد الكويت
أكد حسني مبارك أنه مارشال أزمات وأن قدراته الحقيقية تبرز في مواجهة الأزمات المصيرية التي تمس أمن مصر ومواطنيه وأمته‏,‏ وهو ما أثبته في إدارته العالية جدا لآخر أزمة واجهها في غزة وجعله يذهب إلي مؤتمر القمة العربية في الكويت وهو قادر علي القول أنه الوحيد الذي فعل أكثر من عمل حقيقي لصالح الشعب المذبوح في غزة بصرف النظر عن كلام الآخرين‏.‏

وقد غطي الجانب السياسي علي مناقشات اليوم الأول لقمة الكويت‏,‏ وبدا أن تيار نداء الضمير والعقل في طريقه إلي أن يسود خاصة في ضوء النداءات الصادقة التي وجهها خادم الحرمين الملك عبدالله لإخوته القادة والتي قال فيها إنني أناشدكم بأسم الشهداء من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في غزة‏..‏ باسم شعوبنا التي تمكن منها اليأس أن نكون أكبر من جراحنا وان نهزم ظنون أعدائنا ونقف موقفا مشرفا يذكرنا به التاريخ‏

‏ إلا أنه رغم إداء المصالحة الذي بذل فيه أمير الكويت جهده‏,‏ فإن الخلافات إشتعلت قوية عند إعداد البيان الختامي للمؤتمر وإلي درجة عدم تضمين البيان تأييد المبادرة المصرية التي تمثل خريطة طريق جديدة للخروج من الأزمة وما بعدها‏.‏

ومن الغريب أن الرئيس بشار الأسد حدد مطالبه من القمة في عبارات قال فيها بالنص‏:‏ إن معالجة الوضع الراهن بحاجة لقرارات سريعة وحاسمة في المسائل التالية‏:‏ وقف العدوان‏,‏ وقف إطلاق النيران‏,‏ وانسحاب القوات الإسرائيلية المعتدية‏,‏ فك الحصار فورا‏,‏ وفتح المعابر لكي يبقي الجرحي أحياء والأحياء أصحاء يضاف الي هذا أهمية مشاركتنا جميعا في إرسال المساعدات الإنسانية حاليا والمساعدة في إعمار غزة لاحقا‏.‏

ومن حق أي مواطن أن يسأل الرئيس الأسد هل تركت المبادرة المصرية شيئا مما قالت لم تتضمنه؟‏!‏

النفوس إذن علي مستوي القمة من الواضح أنها لم تتراضي‏,‏ لكن الموقف يبقي في النهاية في يد الفصائل الفلسطينية الذين دعت مصر قادتهم للقاء في القاهرة اليوم وعلي حد قول الرئيس مبارك بصراحة ووضوح إن لم تتجاوب الفصائل مع جهودنا فسنقول لهم إن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهموالكلام لايحتاج إلي توضيح‏!‏
salahmont@ahram.org.eg