فعل الكلام في مأساة غزة والسلام

من طرف ادهم الخميس يناير 01, 2009 10:29 pm

* الورقة الأولي: "مآسِ غزاوية"

علي نفس الأنغام.. ونفس الألحان..ونفس الصيحات والتهليلات لايزال الاشقاء العرب يتبادلون اللوم.. والعتاب.. والسباب... والاتهام بالعمالة او الخيانة.. وكأننا لانزال نراوح ذات الأجواء التي أوجدتها اسرائيل بالمنطقة منذ عام ..1948 فلاسلام كاملا تحقق ولا لحتلال انتهي بالكامل.. ولاسيادة عادت للعرب أو للفلسطينين..فقط كل ماحدث ولايزال يحدث ماهو إلا تكرار لنفس الكلام.. وماهو إلا اجتماعات ولقاءات وخلافات واختلافات وقليل من الاتفاقات.. ولاأثر لأي سلام موقع بالفعل أو يجري الاعداد للاتفاق عليه.
فالجانب الفلسطيني عاد للانقسام ليذكرنا بما كان يحدث في الثمانينيات بين فتح والجبهة الديمقراطية والشعبية وغيرهما.. وكل الجديد الذي تحقق لم يزد علي كونه إضافة بعض المسميات الجديدة لمسميات الفصائل الفلسطينية.. ففتح أصبحت تتمرس حالياً خلف ستار السلطة الفلسطينية والمعارضة الفلسطينية اختارت ان تتمرس خلف حماس المدعومة إيرانياً حتي تخيل البعض أن المسألة قد أصبحت مجرد خلاف عقائدي أو ديني لكن الواقع يؤكد ان الشعب الفلسطيني كله لايوجد فيه شيعة أو متشيعيين.. والذي يحدث ماهو إلا مناورات سياسية لقوي لديها أطماع إقليمية واختارت الساحة الفلسطينية لتناور فيها مع أو ضد القوي الإقليمية والدولية الكبري.
والمحصلة ياسادة ياكرام ان الشعب الفلسطيني هو أول من يدفع الثمن.. وأن كل اصناف وألحان وتشنجات الكلام العربي تبدو وكأنها متخاذلة.. وأن كل أطياف المعارضة بكل المنطقة العربية وجدوا متنفسهم للتظاهر والتنديد والشجب والرفض في مأساة غزة أو بسببها.. وهكذا الحال فلا تزال نفس الصورة علي ماهي عليه منذ زرع اسرائيل بالمنطقة.. فلا سلام ولاهدنة.. ولاحل نهائيا.. ولامرحليا.. ولا دولتين فلسطينية واسرائيلية.. ولاثالثة حمساوية.. وحصار.. واختناق..وفتح معابر الحدود.. ثم إعانات وإغاثة.. ومع هذا كله وأثناءه وبعده لاتزال هناك صواريخ فلسطينية وبالطبع ستظل هناك الغارات الاسرائيلية.. فلكل فعل رد فعل.. لكنه مع اسرائيل فليس من الضروري أن يكون مساوياً له او مضاداً له في نفس الاتجاه.. فمقابل كل صاروخ حمساوي تنطلق العديد من الغارات الاسرائيلية ويسقط العشرات والمئات من الشهداء الفلسطينيين.
ومع بداية العام الجديد فنحن لاندعوا ولانتمني إلا أن تعود فلسطين الي سابق هدها كأرض للسلام.. وللأنبياء.. وللزيتون.. وأن يقتنع الاشقاء بفلسطين أن السلام الحقيقي يبدأ من الوفاق بين فصائلهم..وكذلك أن يتأكد الشعب الإسرائيلي ان القوة والغطرسة لاتحقق لهم الأمن ولا الأمان.. ولذلك فنحن نتمني أن تأتي أيام العيد الجديد بقادة اسرائيليين وفلسطينيين جدد أكثر شجاعة وأكثر إيماناً بأن السلام المنشود هو مطلب أخلاقي وحضاري وليس مطلباً سياسياً أو مكسباً استيطانياً.. وأن السلام يستحق أن نقدم في سبيله التنازلات تلو التنازلات حتي يتحقق ويعم.
* الورقة الثانية: "العام الجديد"
توقعاتي في العام الجديد ليست فلكية ولكنها مبنية علي خلفيات بدأت في العام الماضي.. فبالنسبة للأزمة المالية.. تتحسن أحوال الأسهم في البورصات العالمية.. ويتعافي الاقتصاد الامريكي.. وتبدأ بوادر التحسن بمجرد دخول أوباما البيت الأبيض.
ومع التحسن الاقتصادي تبدأ أجندة المطالب اليهودية من سيد البيت الأبيض الجديد.. وطبعاً يكون لأوباما الخيار.. أما الافلاس..وإما الانتعاش.
وعلي الساحة الفلسطينية يكتشف الأشقاء الحمساويون واللبنانيون المنتمون لحزب الله أن الدعم الإيراني كان دائماً علي حساب جثث شهدائهم وأن إيران لم تدخل معركة واحدة من أجلهم..وأن العقل والمنطق يفرضان عليهم الالتزام بمباديء وأسس الوطنية والمواطنة سواء في فلسطين أو في لبنان.
وعلي مستوي خزائن الدولة الثرية تعاني تلك الخزائن من الخواء بسبب اضطراب أسعار بيع برميل البترول.. وتبدأ الكثير من الدول في استحداث هيئات لإدارة أزمات العودة الي عهود ما قبل النفط.
وعلي المستوي العربي تعقد القمة القادمة متأخرة عن موعدها ويتم الاكتفاء فيها بقرارات القمم السابقة وكذلك قرارات الجامعة العربية السابقة.. لأن القادة العرب توجعت قلوبهم من كثرة القرارات التي تصدر ولا تنفذ.
وعلي المستوي المحلي أتوقع إعادة النظر في اختيار الوزراء وبعض القيادات بحيث يكون الاختيار مبنياً عي مدي الفهم والاستيعاب لحراك الشارع السياسي.. وبالتالي ينتهي الاختيار علي الأساس الاقتصادي والمالي.
كما تتكرر أزمات انقطاع الانترنت.. وانهيارات الدويقة..وحوادث الطرق.. والقطارات.. والاعتصامات والمظاهرات.. وكذلك تتكرر نفس التصريحات المهونة والمطمئنة.. وربما الخائبة.. والتغيير الوحيد المتوقع ان تتغير الشخصيات التي تدلي بتلك التصريحات!
* الورقة الأخيرة: "القمة الاقتصادية"
يدهشني كثيراً أن الكويت لاتزال تواصل استعداداتها لاستضافة القمة الاقتصادية.. والذي يدهشني أكثر أن يتم الدعوة لعقد مثل هذه القمة الاقتصادية ويتم الاعلان عن طرح 250 مشروعاً علي جدول أعمالها.. وألا يكون من بين تلك المشروعات المطروحة أي مشروع لإيجاد بديل أو استحداث آلية لانقاذ العالم من أي كارثة مالية مستقبلية.. وكنت ومازلت أتمني أن يتفق قادة هذه القمة علي تأسيس صندوق لتأمين البشرية ضد الافلاس فهذا في رأيي أكبر نجاح لهذه القمة.

م ن

من طرف **محمد** الجمعة يناير 02, 2009 5:27 pm

من طرف ادهم الثلاثاء يناير 06, 2009 4:13 pm

فعل الكلام في مأساة غزة والسلام

فعل الكلام في مأساة غزة والسلام

رد: فعل الكلام في مأساة غزة والسلام

رد: فعل الكلام في مأساة غزة والسلام