الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

من طرف **محمد** الجمعة يناير 02, 2009 5:57 pm

[tr][td]

44587

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

2

‏5 من محرم 1430 هـ

الجمعة

[/td][/tr][tr][td align="center"][/td][/tr][tr][td align="center"][/td][/tr][tr][td]

الشمـوخ المصـريبقلم‏:‏ أسامة سرايا

مع توالي أيام العدوان الإسرائيلي الغاشم علي قطاع غزة ينكشف الجميع‏..‏ وتنكشف أيضا عدوانية الإسرائيليين الذين يقصفون الأبرياء بالصواريخ عبر الطائرات‏..‏ والممارسات الوحشية لدولة الاحتلال التي تخرج علي كل القوانين وتخرب قطاع غزة وتقتل العزل‏,‏ وتضرب البيوت والمؤسسات ودور العبادة والمستشفيات‏,‏ وتكرر ما فعلته في لبنان عام‏2006..‏ بينما يختفي حزب الله تحت الأرض‏.‏ بما يملكه من سلاح لم يمس ليعيد استخدامه لضرب مواطنيه اللبنانيين بحجة النصر الذي حققه‏..‏ أي أنه انتصر مرتين‏..‏ عندما نجا من الهجمة العدوانية‏.‏ وعندما أسر مواطنيه وأذلهم بسلاحه مستأسدا علي شركاء الوطن‏.‏

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا 44587_11m

هذا هو الاحتلال‏,‏ وهذه هي إسرائيل التي تنحصر مهمتها في إرهاب الشعوب العزلاء‏,‏ وإتاحة الفرصة للمتطرفين والإرهابيين للسيطرة علي أوطانهم وأسر الشعوب والاستفادة من الغنائم القادمة من الداخل والخارج‏,‏ والذي يدفع الثمن هو دائما الأبرياء‏..‏ وهكذا هي الحرب من هذا النوع لمصلحة المتطرفين والإرهابيين‏,‏ الذين يخلطون الدين بالسياسة‏,‏ ويتركون الشعوب بلا وعي‏,‏ تتخبط بحثا عن لقمة العيش‏.‏ وإذا كان المشهد العربي يبدو مثيرا للقلق علي مستقبل تلك الأمة‏,‏ فإنني أرصد الشموخ المصري‏,‏ قيادة وشعبا‏..‏ حكومة ومعارضة‏..‏ الكل ضد العدوان بوعي وبرؤية‏.‏لقد قال مبارك كلمته للأمة ووجه رسالته إليها وحدد الاتجاه الذي لابديل عنه‏,‏ ليس فقط لوقف العدوان‏,‏ ولكن أيضا لاستعادة الرشد الذي غاب عن البعض‏,‏ فالاحتلال لايدوم‏.‏وكان خطابه للمصريين في مناسبة بدء العامين الميلادي والهجري شاملا بالقدر الذي يلزم عقولا ناضجة لأن تفهم حقيقة ما جري ويجري في غزة‏.‏ووضعت كلمات الرئيس القضية برمتها في إطارها الصحيح‏..‏ كلمات دقيقة معبرة ومحددة‏,‏ ولكنها تشرح وتحلل وتفسر‏..‏ وتحذر وتطالب‏..‏ وأخري قاطعة شامخة شموخ الموقف المصري الراسخ والثابت الذي لا يقبل المزايدات‏,‏ ولايتأثر بالصغائر‏,‏ ولا يخاطب عواطف الجموع المحبطة بما تبثه شاشات التليفزيون‏..‏تلك المحطات التي تعمل لحساب أولئك الذين قايضوا مصالح الفلسطينيين الحقيقية بمصالحهم الشخصية والفئوية‏,‏ وأوهام المجد الذي يتصورون أنه ينتظرهم علي حساب دماء الشهداء الفلسطينيين والعرب‏..‏إن خطاب الرئيس مبارك سيعرف الجميع مغزاه‏.‏ يوم أن تتوقف آلة الحرب البربرية الإسرائيلية‏,‏ فعندئذ سوف تكشف المذبحة عن حقائق لن تجدي معها الشعارات والهتافات وبلاغة الخطباء في الجموع المحتشدة في بعض الشوارع العربية‏.‏ومازال المشهد العربي والفلسطيني يفتح الباب أمام مزيد من العربدة الإسرائيلية‏.‏ فنحن المصريين أولي بخطاب الرئيس من غيرنا‏,‏ ونعرف جيدا ما الذي يعنيه حين يشرح وحين يحذر‏,‏ ولايعنينا كثيرا إن كان الآخرون قد وعوا كلمات الرئيس أو لم يفهموها‏,‏ إذ أننا لسنا معنيين بالأمراض والأوجاع التي تحيد بالكلمات عن مغزاها لدي بعض الاشقاء في العالم العربي‏.‏ ونعرف أكثر من غيرنا ما قدمناه ونقدمه وسوف نقدمه من أجل فلسطين وشعبها‏.‏ ونعرف جيدا من تولي عنا نحن المصريين تلك المسئولية التاريخية ويؤديها بشرف ونزاهة ووطنية‏..‏ لقد عرفناه جيدا في سنوات الحرب والسلام‏..‏ عرفناه مقاتلا عنيدا وقت النداء في أرض المعركة‏,‏ وقائدا ومعلما لأجيال من نسور السماء التي جاءت بالنصر العزيز في أكتوبر المجيد‏.‏ وعرفناه مؤمنا بخيار السلام الذي أقبل عليه منتصرا في أرض المعركة من أجل بلاده التي أنهكتها الحروب‏,‏ ومفاوضا يعرف حقوق شعبه وحقوق أمته‏.‏ونعرف أيضا أين يضع مصالحنا وأمننا وسلامنا حاضرا ومستقبلا‏.‏ وعرفناه واضحا صريحا‏.‏ فلقد اختار أن يكون رجل دولة يقوم علي مصالح أمته‏,‏ ولم يسع إلي زعامة ترتكز علي خطابة وبلاغة ومغامرات ندفع ثمنها من مواردنا‏.‏فمنذ أن تولي أمرنا وضعنا بصدقه وصراحته علي الطريق الصحيح‏,‏ ولم يفرط يوما في حق مصري‏,‏ ولم يقايض علي مصالح شعبه‏.‏ وتحمل مسئولية إعادة صياغة الدور المصري في العالم العربي بما يحقق مصالح مصر والعرب معا‏..‏ هكذا عرفنا حسني مبارك‏,‏ وهكذا اخترناه رئيسا‏,‏ وبايعناه قائدا لمسيرتنا داخليا وخارجيا‏,‏ يقودنا إلي إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي حقيقي يراعي ظروفنا واحتياجاتنا‏.‏ ونوقن أن بعض العرب من حولنا سوف يعودون لما يقول‏.‏ وسوف يعرفون يوما أنه الصوت الذي كان عليهم ان يسمعوه‏,‏ وأن طريقه هو الطريق الذي كان أولي بهم أن يتبعوه‏.‏ وأن الغضب الذي يستبد بنا جراء المذبحة المروعة في غزة والحزن الذي يعتصر قلوبنا يؤكد فينا صدق تحذيره وصحة رؤيته التي كان يمكن أن تجنب الأشقاء في غزة آلام اليوم وأحزان الغد‏.‏ثمن الوعي العربي الذي يأتي متأخراوكأن التاريخ يعيد نفسه بلا عقل يفكر أوحكمة تتدبر‏,‏ إذ يبدو أن قدر هذه المنطقة من العالم أن تمضي في الزمان عقودا لتجد نفسها في النهاية حيث بدأت‏.‏ فما يحدث اليوم من هجوم علي مصر وقيادتها وشعبها صورة أخري لما وقع قبل ثلاثين عاما‏..‏ إن بعض القوي في العالم العربي لاتحب مصر إذا وقفت دون أوهامها‏,‏ ولاتقوي علي بعادها حين تتهددها أزماتها‏..‏ قوي تتنكر لمصر في السراء‏,‏ وتذكرها وتلقي بنفسها عند أقدامها في الضراء‏,‏ فالعواصم التي سارت فيها المظاهرات ضد مصر هي نفسها العواصم التي انتفضت ضد مصر من قبل‏.‏ والهتافات التي رددتها المظاهرات الأخيرة هي بعينها الهتافات التي ترددت قبل تلك الأعوام الثلاثين‏..‏ والمشهد يتكرر بنفس الأماكن والجموع والهتافات‏.‏وكان هذا المسلسل العربي ضد مصر قد بدأ مباشرة بعد هزيمة عام‏1967‏ وقبول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مبادرة روجرز للسلام ووقف القتال‏..‏ وارجعوا إلي الصحف أيها القوميون الإسلاميون المتشددون والبعثيون في سوريا‏.‏وقبل ثلاثين عاما من الآن كان الرئيس الراحل أنور السادات قد حمل تاريخه بين يديه واقتحم عرين عدوه يفرض عليه السلام‏,‏ وينهي مسلسل الدماء الطويل‏,‏ وخرجت المظاهرات في كل شوارع العرب تندد بمصر وقيادتها وتتهمها بالخيانة والعمالة‏,‏ ولم تكن قد جفت بعد دماء المصريين من أجل القضية واستعادة شرف الأمة الذي انتهك في يونيو عام‏1967.‏وسرعان ما تشكلت جبهة الصمود والتصدي من محترفي الخطابة وتوزيع الاتهامات‏.‏ وتزعم صدام حسين تلك الجبهة التي حاصرت مصر وألحت في إخراجها من محيطها العربي‏.‏ وفي غضون سنوات قليلة كان العرب يحثون الخطي في الطريق إلي التفاوض‏,‏ والبحث عن صيغ للتعامل مع إسرائيل في السر والعلن علي السواء‏,‏ وكان العرب يتوارون خجلا من مصر وبعد نظرها ورؤيتها البعيدة لمستقبل الصراع الطويل‏.‏ولم تقف الشقيقة الكبري مصر أمام ما قام به العرب قبل المبادرة وبعدها‏,‏ وجاء حسني مبارك من صفوف الشرفاء الذين قادوا الأمة في الطريق إلي نصر أكتوبر‏,‏ فانتقل من صراع الحرب إلي صراع السلام‏,‏ وتحمل قيادة مسيرته بصبر وروية حفاظا علي حقوق العرب‏,‏ وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني‏,‏ وجاءه صدام حسين زعيم الصمود وبطل التصدي ساعيا إلي أن تعود مصر لمكانتها‏,‏ التي عمل طويلا وكثيرا من أجل زحزحتها عنها‏.‏ وجاء الخطر لصدام من إيران‏,‏ ولم تكن تجدي مع ذلك الخطر شقيقة صغري أو وسطي‏.‏وكما هو قدرها نهضت مصر بمسئولية قيادة الصراع من أجل السلام‏,‏ كما سبق وأن نهضت بصراع الحرب من أجل الحقوق‏.‏ ولولا الجهود المصرية التي قام بها حسني مبارك من أجل السلام لما كان للفلسطينيين وجود اليوم علي أرضهم‏.‏ فلقد استطاعت مصرـ مبارك أن تحقق الحلم القديم للفلسطينيين بعودتهم إلي أرضهم في الضفة والقطاع‏.‏ وحصولهم علي الحكم الذاتي واعتراف العالم بشرعيتهم‏,‏ وأصبحوا يتفاوضون مباشرة مع عدوهم ومع العالم الخارجي‏,‏ وتحملت مصر مسئولية التفاوض من أجل بلوغ الهدف الأكبر‏,‏ وهو استعادة الحقوق المشروعة الكاملة للشعب الفلسطيني‏.‏ومصر هي التي مهدت الطريق نحو نواة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع‏.‏ وهي التي لم تتوقف يوما عن المضي في طريق ينتهي بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة تحقق الأمل الذي ولد في أعقاب نكبة‏1948.‏من يحرض ضد مصر‏..‏ ولماذا؟‏!‏مصر التي طرقت كل سبيل وبذلت كل جهد من أجل وحدة الصف الفلسطيني‏.‏ وهي التي وضعت قضية هذا الشعب علي كل مائدة للمفاوضات‏,‏ جلس إليها الرئيس مبارك مع زعماء الشرق والغرب‏..‏ واليوم وللأسباب نفسها وفي العواصم نفسها وبنفس الشعارات تخرج المظاهرات من عباءة جبهة جديدة تشكلت تحت مسمي الممانعة‏.‏ ممانعة الحق الذي يكشف أطماع الطغاة وأحلام الصغار تحت القيادة الإيرانية‏..‏ حيث تريد إيران أن تحاسب مصر علي وقفتها مع العرب‏,‏ والدفاع عن القضايا العربية‏,‏ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية‏,‏ وحماية العراق من أن يقع تحت السيطرة الإيرانية في فترة الحرب القاسية أو الخاطئة‏,‏ التي أدارها صدام حسين ضد إيران‏..‏ ووقفت إيران مع التيارات المتطرفة في العالم الإسلامي‏,‏ لتدفع مصر وشعبها ثمن مواقفها البطولية من قضايا العرب كلها‏..‏ فهل مصر تستحق كل ذلك ياعرب ويا فلسطينيين ؟‏!.‏‏..................................................................‏في الماضي استغرق العرب بضع سنوات حتي يدركوا مغزي ومعني ما تقوم به مصر بمبادرة السلام‏.‏ فكم من الوقت الآن يلزم العرب الممانعين حتي يفهموا معني الذي تقوم به مصر من أجل فلسطينيين موجودين اليوم علي أرض فلسطينية‏..‏ ربما لايحتاج العرب الممانعون إلي سنوات حتي يعودوا إلي الحق الذي ينكرونه اليوم‏.‏ فقد كانت مبادرة الرئيس السادات مفاجأة صادمة لهم‏..‏ أما الذي يحدث اليوم في غزة والأسباب المؤدية إليه فلم يكن مفاجأة لأحد وسوف يعرف الجميع أن ما حدث في غزة كان بسبب الخروج علي رؤية مصر ونصائحها‏,‏ ونتيجة لمؤامرات تحاك علي أرض عربية ومنفذوها من العرب‏..‏ وسوف يعرف أولئك الذين ينتقدون اليوم مصر ـ بأسرع مما يتصورون ـ حقيقة ما قام ويقوم به الرئيس مبارك من أجل الفلسطينيين‏.‏ ولكن تلك العودة السريعة إلي رؤيته ومساعيه سوف تأتي أيضا متأخرة‏,‏ لأنها تأتي بعد ذلك الدمار الهائل الذي حل بالأهل والأرض في غزة‏.‏إن قدر الأشقاء في هذا القطاع أن يدفعوا ثمن تآمر البعض منا‏,‏ وثمن المصالح الضيقة للبعض الآخر‏.‏ حيث لم ينظر كثيرون بعين العقل إلي ما حدث من قبل‏,‏ ولم يتدبروا دروس التاريخ القريب‏.‏ فقد أعاد ما حدث في غزة جهود السلام سنوات طويلة إلي الوراء‏,‏ وأحال ما زرعناه عبر السنين إلي هشيم ودمار‏.‏ وهكذا سوف نستغرق سنوات طويلة في إنجاز ما كان يمكن إنجازه في سنوات أقل‏.‏ والنتيجة هي أن الفجوة تتسع بيننا وبين غيرنا كثيرا‏,‏ وبيننا وبين ما نريد طويلا‏.‏ أما قصة السوريين ونظام الأسد وتبعيتهم لإيران وخدمتهم لمصالحها‏..‏ وألاعيبهم الصغيرة وتحريضهم ضد مصر مستغلين العدوان الإسرائيلي‏,‏ علي الرغم من أننا نحرص عليهم ونساندهم لاسترداد أرضهم‏,‏ وأراضيهم المحتلة تدخل في نطاق رؤيتنا الاستراتيجية‏,‏ ولكن التآمر والرغبة الجامحة في الإساءة لمصر‏,‏ واستغلال القضية الفلسطينية في لعبة المسارات مع إسرائيل فهي قصة تستحق أن تروي‏,‏ ولها موعد آخر حتي لا نكرس الانقسام العربي في لحظة حرجة ودقيقة‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

[/td][/tr]

من طرف **ابراهيم** السبت يناير 17, 2009 10:34 am

44589

‏السنه 133-العدد

2009

يناير

4

‏7 من محرم 1430 ه

الاحد

انكشف العدوان
وسقط المتامرون والمحرضون
بقلم‏:‏ اسامه سرايا

ايران
وحليفها حزب الله في لبنان وعملاوهما العرب‏,‏ خاصه فلسطينيي سوريا‏,‏
والجماعات المحظوره او المسماه الاسلاميه في الخليج‏,‏ وخصوصا في قطر‏,‏
هولاء دفعوا بحماس في غزه الي اتون الحرب علي وعد بمساعدتها‏,‏ لكنهم
وقفوا يتفرجون‏,‏ ونظم بعضهم مظاهرات ومسيرات‏,‏ ليس ضد المعتدي اسرائيل
ولكن ضد مصر‏,‏ و فتحوا شاشات الحروب التليفزيونيه الجوفاء التي يقصدون
منها اضعاف العرب‏,‏ وتحقيق اهداف اسرائيليه خبيثه بعيده المدي والتاثير‏.‏

لقد
دخلت اسرائيل الحرب بلا اهداف معلنه‏,‏ ولا تعرف كيف تخرج منها‏,‏ ولم يعد
امامها الا ان ترتكب جرائمها التي اشتهرت بها عبر تاريخها ضد الانسانيه‏,‏
حيث تقتل الاطفال والنساء‏,‏ وتصيب الابرياء‏,‏ وتهدم البيوت والمساجد‏,‏
وتوقف الحياه في القطاع‏.‏

انها اللعبه الاسرائيليه الجديده
القديمه التي اعتدناها‏,‏ فاسرائيل لا تستطيع ان تعيش الا اذا سبحت في
الدماء‏,‏ كما ان سياسييها لا يستطيعون اجراء انتخابات وصنع زعمائهم
وتدشين رئيس وزرائهم المقبل الا عبر العمليات العسكريه وقتل الفلسطينيين
والعرب‏,‏ ولذلك اطلقوا عمليه غزه التي تدخل اسبوعها الثاني‏,‏ حيث تضرب
دوله الاحتلال المدنيين الابرياء بالطائرات‏.‏ وهي معادله ظالمه وعار علي
جبين الانسانيه‏,‏ فالحقيقه ان الاف الغارات لا تقتل وتصيب الالاف فقط بل
تقتل ايضا الحياه لدي الملايين‏..!‏ والسبب المعلن هو صواريخ عبثيه‏,‏
خلفت‏4‏ قتلي و‏12‏ جريحا اسرائيليا‏!‏

وامريكا عاجزه في لحظه
انتقال السلطه بين جورج بوش وباراك اوباما‏,‏ فهي فتره نادره تعطي اسرائيل
الفرصه لتكريس العدوان‏,‏ ولكنني اراها امتحانا للرئيس المقبل الذي فضل
السقوط فيه بالصمت المريب‏,‏ فنحن امام عدوان اسرائيلي صريح علي مدنيين‏,‏
تدينه كل المواثيق والاتفاقيات الدوليه‏,‏ وكان علي الرئيس المقبل ان
يستخدم نفوذه المعنوي‏,‏ فيطالب بوقف العدوان‏,‏ وان يعود الطرفان الي
التهدئه‏.‏ اما الرئيس الحالي جورج بوش فجاء رد فعله كما نتوقعه دائما
ضعيفا متهالكا امام اسرائيل‏,‏ اذ لم يطالبها بوقف العدوان او وقف غارات
الطائرات علي المدنيين الابرياء العزل‏.‏

ان جورج بوش يعطي اسرائيل حق الدخول في مرحله ثانيه من العدوان بالانتقال من الغارات الجويه الي شن حرب بريه علي السكان الابرياء‏!‏

ولم
يكن منتظرا من الرئيس الامريكي‏,‏ الذي وعد الفلسطينيين بدوله مستقله وفشل
في تحقيق وعده‏,‏ ان يجيء رده علي العدوان الاسرائيلي الغاشم علي سكان غزه
مخيبا للامال وهو في ايام حكمه الاخيره‏,‏ ويعطي المعتدي المحتل حق خرق كل
القوانين الدوليه والمواثيق‏.‏ وهذا الضعف المزري لموقف القوه الكبري عبر
الرئيسين الامريكيين المنصرف والمقبل لا يعطي المراقبين والمتابعين للشان
الفلسطيني مع بدايه عام‏2009‏ اي بارقه امل بدور امريكي منصف في الصراع
العربي الاسرائيلي‏.‏

لقد كشف العدوان علي غزه الجميع‏,‏ عري حماس
والمتطرفين في اسرائيل‏,‏ وكشف عدوانيتهم‏..‏ ولكننا يجب ان ندين سلطه
حماس في غزه‏,‏ فهي اخلت بمسئولياتها تجاه من تحكمهم‏,‏ بل وحولتهم الي
اسري لديها‏,‏ واخفت المقاتلين وتركت الابرياء للطائرات والعدوان‏,‏ وظهر
ان الحكم اهم لديها من مصالح الغزاويين او القضيه الفلسطينيه نفسها‏,‏
وفشلت محاولات انصارهم والمتامرين المحرضين الذين حاولوا جعل معبر رفح بين
مصر وغزه هو القضيه‏

‏ فقد ظهر استقامه الدور المصري الذي طالب منذ
الدقيقه الاولي بوقف العدوان علي لسان رئيسها مبارك‏,‏ وعوده الجميع الي
الرشد‏.‏ وفتحت مصر معبر رفح عمليا امام كل الحالات الانسانيه ولعبور
المساعدات‏,‏ بل وتحملت سقوط شهيد وعشرات المصابين علي المعبر‏,‏ وكان هذا
الشهيد يودي واجبه التاريخي لمساعده الفلسطينيين واغاثتهم‏,‏ وهم يواجهون
العدوان‏,‏ لينضم الي قافله طويله من شهدائنا الذين راحوا ضحيه قضيه العرب
ودفاعا عن فلسطين‏.‏

وسيشهد التاريخ للمصريين رئيسا وحكومه وشعبا
انهم حريصون علي الدم الفلسطيني‏,‏ وعلي كل فلسطيني سواء من فتح او من
حماس او غيرهما‏,‏ ولم يسمحوا بالمزايده بمعبر رفح الذي فتحوه عمليا
لاغاثه الفلسطينيين‏,‏ ولم يغامروا بخرق الاتفاقيات الدوليه فيعطوا
المبررات لدوله الاحتلال لاغلاق المعبر‏,‏ فالمصريون يعملون علي وقف
العدوان وفتح كل المعابر‏,‏ وفك وانهاء حصار غزه‏,‏ اما معبر رفح فتضعه
مصر تحت ايديهم حيث يستخدمونه لاغاثه الملهوفين والضحايا وعبور المرضي
والمصابين‏..‏

وقد تحملت مزايدات الجهله والمتامرين حتي لا يتعرض
المعبر للخطر او العدوان او تعطي ذرائع للمعتدين‏.‏ ان استقامه وفعاليه
الدور المصري منذ لحظه بدء العدوان الاسرائيلي علي غزه في نهايه عام‏2008‏
وحتي الان تضاف الي سجلها الناصع المشرف عبر التاريخ دفاعا عن القضيه
الفلسطينيه وشعبها الشقيق الحبيب‏.‏

فهل يتعظ المتامرون والمعتدون ويعودون جميعا الي جاده الحق والصواب؟

osaraya@ahram.org.eg

من طرف **ابراهيم** السبت يناير 17, 2009 10:35 am

44592

‏السنه 133-العدد

2009

يناير

7

‏10 من محرم 1430 ه

الاربعاء

تحرك مصر لوقف العدوان
وخطاب التحريض والوقيعه‏!‏
بقلم‏:‏ اسامه سرايا

واجهت مصر العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزه باعتباره عدوانا همجيا بربريا من دوله الاحتلال ضد شعب محتل اعزل يجب ان يتوقف فورا‏.‏

فمنذ
الدقيقه الاولي للحرب الاسرائيليه كانت مصر واضحه وقويه علي لسان رئيسها
مبارك‏..‏ حيث قال ان اعتداءاتها مرفوضه ومدانه‏..‏ ولابد ان تتوقف‏..‏
وحمل قادتها مسئوليه عدوانهم الوحشي رافضا كل المبررات‏..‏ بل انه كشف
ايديهم الملطخه بالدماء التي توجج مشاعر الغضب وتبدد الامل في السلام‏.‏

وقد
ادركنا بوضوح ان لجوء اسرائيل الي هذه الحرب الخاطئه بكل المعايير دليل
ضعف بل وافلاس للقوه الاسرائيليه‏.‏ فليس هكذا تقاوم حركات وفصائل سياسيه
مهما كانت اخطاوها الكارثيه‏.‏

فاسرائيل تكرر في حربها ضد غزه في
يناير عام‏2009‏ خطاها الاستراتيجي نفسه في حرب لبنان في صيف عام‏2006.‏
فتقتل المدنيين والابرياء والعزل وتدمر البنيه التحتيه للشعوب ولاتحقق
شيئا‏!!‏ فما حدث في لبنان بالامس‏..‏ يحدث في غزه اليوم‏.‏ فالعدوان يكرس
التخريب والكراهيه‏,‏ ويفيد المتطرفين والتنظيمات والفصائل علي حساب
الاوطان والدول ودماء الابرياء‏.‏

ونحن اكثر من يعرف معني
الحرب‏..‏ فقد عرفناها في‏67‏ و‏73‏ وما بينهما وما بعدهما‏,‏ من استنزاف
ومقاومه وسياسه‏,‏ وهزيمه وانكسار‏..‏ الي انتصار واقرار الحقوق‏..‏ ونعرف
كيف نقود صراعا ناجحا يحقق الانتصار في النهايه‏.‏

وقد اطلقت مصر
مبادرتها المستمره لوقف الحرب‏..‏ فكان اكبر تحرك دبلوماسي وسياسي‏..‏ بكل
مصداقيه اللحظه ودقتها وحرجها علي كل الاصعده‏..‏ من رئيسها
ودبلوماسييها‏..‏ الجميع يطالبون بوقف قتل المدنيين والحد من ضغوط الحرب
علي الابرياء‏..‏

لقد كان للتحرك المصري ثقله مع الجميع من اجل
تغيير المعادله الخاطئه التي ادت الي هذه الحرب غير العادله ضد الابرياء
والمدنيين‏.‏ ووسط هذا التحرك الايجابي الذي يتسم بالقدره ووضوح
الرويه‏..‏ نجحت مصر في كشف العدوان وابطال ذرائعه ومبرراته بما استوجب
تحركا دوليا مختلفا‏,‏ حيث حضر الرئيس الفرنسي ساركوزي الي المنطقه وكذلك
وفد الترويكا الاوروبيه ورئيس وزراء تركيا رجب اردوغان‏,‏ كما ان هناك
تحركا جديدا في مجلس الامن‏.‏
‏

................................................................‏

لقد
كشفت مصر كل القوي التي كانت وراء العدوان‏..‏ او التي تحاول استثمار
العدوان علي حساب دماء الشهداء من الفلسطينيين‏,‏ وبرويه صادقه وحقيقيه
وعمليه سوف نتحرك من جديد مع حماس‏,‏ فقد حضر وفدها للقاهره لاعاده ترميم
الموقف الفلسطيني المتصدع‏.‏ وهنا طار عقل كل المتطرفين في المنطقه‏..‏ كل
من حرضوا علي هذه الحرب الحمقاء يحاولون الهروب في تلك اللحظه من
جريمتهم‏,‏ سواء من الاسرائيليين او المتطرفين منهم وايران التي هيات
سياستها لاجواء العدوان حيث تريد ان تستفيد من هذه الحرب القذره من اجل
تحقيق مصالحها‏,‏ ولذا خرجت بتصريحات للصحف الاسرائيليه‏,‏ مدعيه ان مصر
ضد حماس ولا تريدها ان تخرج منتصره من هذه الحرب‏.‏

وهناك فرق شاسع
بين الرغبه في عدم الانتصار وبين ان تنتقد مصر حماس وتطالبها بتوضيح
مواقفها‏,‏ وتدعوها الي وحده الفصائل الفلسطينيه مع منظمه التحرير‏,‏ وان
تطالب مصر حماس وفتح بانهاء الانقسام الدائر بينهما في الضفه الغربيه
وقطاع غزه‏.‏ فهذا الانقسام وهذا التصدع الفلسطيني هو الدافع وراء الازمه
الراهنه فلا يمكن لاي مدافع عن القضيه الفلسطينيه ان ينكر ان جزءا من
ماساه غزه الراهنه يرجع الي حاله الحرب والانقسام المعلنه بين فتح
وحماس‏,‏ وان الصراع بينهما كان احد مسوغات استدعاء الهجمه والتوسع
والتدمير الاسرائيلي للقطاع الذي خرج علي الدوله قبل انشائها‏,‏ متسرعا
بحثا عن السلطه قبل التحرر والاستقلال وقيام الدوله العتيده‏.‏

ان
مكاشفه حماس بالحقائق ومطالبتها بالتصحيح والتعاون واحترام العمليه
السياسيه الدائره هو جزء من واجب مصر السياسي تجاه الاشقاء وحمايه
لمصالحهم‏.‏
‏

................................................................‏

كما
ان مصر بقدرتها وصدق مواقفها لا تحتاج ان تتكلم بلغتين او لسانين احدهما
لاسرائيل والاخر لحماس‏..‏ فمصر تطالب اسرائيل بوقف العدوان وانهاء الحصار
واطلاق الاسري والتعاون مع السلطه الفلسطينيه من اجل قيام الدوله‏.‏
وتطالب حماس باحترام شرعيه وجودها في السلطه وبوحده الفلسطينيين‏.‏

انها
مكاشفه صريحه وقوه سياسيه تملكها مصر‏..‏ قوه نابعه من صدقها ووعيها
بمصالح العرب ومصالح الفلسطينيين‏.‏ ومن هنا نستطيع ان نفهم عدم رضا
المتطرفين‏,‏ وسعيهم الي الوقيعه بين مصر وحماس حتي نترك الفلسطينيين
فريسه للعدوان‏,‏ وهذا ما لن يحدث‏..‏ فمصر لديها رويه استراتيجيه‏,‏
ولديها قدره علي متابعه الهدف‏,‏ بما فيه مصلحه الفلسطينيين من وقف للحرب
ومنع الاعتداء عليهم‏.‏

ولعلنا هنا نتكلم بقوه عن رصيد مصر وعمقها
السياسي والدبلوماسي مع اوروبا‏,‏ وخاصه مع فرنسا‏,‏ حيث يتم استخدامه
الان علي اعلي مستوي سياسي بين الرئيسين وتوظيفه من اجل المصالح
الفلسطينيه والعربيه العليا‏,‏ ونفس الموقف مع اشقائنا العرب في السعوديه
والاردن وتركيا القوه الاقليميه المعتدله‏.‏

وليس غريبا كذلك ان
تواصل ايران واذنابها في المنطقه حملتهم علي الدور المصري‏..‏ ويمارسوا
اللغه نفسها والتحريض نفسه فتلتقي مصالح ايران واسرائيل‏..‏ فكلتاهما يريد
استمرار الحرب‏,‏ والمضي قدما في توسيع الهجوم علي غزه‏..‏ حيث تستمر
ايران في التحريض ضد مصر ورئيسها بنشر الشائعات والفتن‏,‏ حتي التحريض
الطائفي الرخيص‏..‏ لتاليب السنه والشيعه‏..‏ وتجميع المتظاهرين وخلط
الاوراق بالحديث الفج والاكاذيب والاخبار المغلوطه عن الاوضاع الداخليه
والاقتصاديه في مصر‏.‏
‏

................................................................‏

لكن
مصر قادره علي كشف كل اكاذيبهم ومغالطاتهم وتناقضاتهم‏,‏ فكلها رخيصه
وضعيفه‏,‏ بل ان عدوانيه الملالي الايرانيين ضد العرب تتصاعد‏,‏ واصبحت
مصدر استهجان ورفض الشارع العربي من المحيط الي الخليج‏.‏ وما يهمنا هنا
هو ان الخلاف ليس مع ايران شعبا‏,‏ ولكن مع الجماعات الحاكمه والتي تحرض
ضد العرب وتصنع الفتنه الدينيه‏,‏ وتتدخل في الشان العربي لتحقيق اهداف
سياسيه رخيصه لجماعتها علي حساب القضايا العربيه‏..‏ بل بلغت حماقتهم
للتعريض بوطننا وبمصريتنا وعروبتنا وبرئيسنا‏,‏ وتحريض الجماعات الشيعيه
والمتطرفه علي الارهاب وحمايه القتل وتغيير الحكم‏.‏ ولعلنا نتذكر خطاب‏(‏
حسن نصر الله‏)‏ رئيس حزب الله‏,‏ والذي كان عنوانا للخطب صانعه الفتن
والتحريض المباشر والفج‏,‏ والاستخدام الوقح والجبان للدماء الفلسطينيه
الغاليه في صنع الفوضي والتوتر الاقليمي‏..‏ والتي كشفها شارعنا العربي
بسرعه‏,‏ وهو يستحق التقدير والاشاده‏,‏ لان الوعي العربي ارتفع الي مستوي
الحدث وبما يليق بارواح الشهداء الابرياء‏..‏ بل امتد الي كشف الانظمه
وصغار الحكام والاحزاب التي تمارس التحريض والشعوبيه علي حساب القضيه
الفلسطينيه وعلي الدور الحقيقي والفعاليه‏.‏

ومايهمنا الان هو
استمرار العمل علي حفظ الدم الفلسطيني الغالي ووحده الفصائل‏,‏ وان تظل
قضيه الفلسطينيين حيه ومتجدده‏,‏ وان نكشف العدوان ونعريه امام نفسه وامام
العالم‏.‏ هذا هو الدور الحقيقي والفعاليه التي ننتظرها‏..‏ فقد تعلمنا من
كل اخطائنا السابقه في اداره الصراعات والوقوع في الاخطاء‏.‏ واصبحنا
قادرين علي صناعه النصر الحقيقي‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

من طرف **ابراهيم** السبت يناير 17, 2009 10:36 am

44594

‏السنه 133-العدد

2009

يناير

9

‏12 من محرم 1430 ه

الجمعه

المبادره المصريه‏..‏
تحيه حقيقيه للرجال
بقلم‏:‏ اسامه سرايا

مع
توالي العدوان الاسرائيلي الغاشم ضد قطاع غزه‏,‏ وازاء هذا العدوان الاثم
الذي يشكل جريمه بشعه ضد الانسانيه بما خلفه من مذابح واخرها مذبحه
المدارس التابعه لغوث اللاجئين‏,‏ والتي كشفت وجهه القبيح‏,‏ تقدم مصر
الان درسا جديدا في كيفيه مواجهه الازمات الاقليميه الكبيره علي
مستويين‏..‏

الاول هو‏:‏ تقديم الافعال علي الاقوال‏,‏ وترك الواقع يتحدث بحيث تكون العبره بالنتائج وليست بالخطاب الفارغ من المعني‏.‏

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا 44594_25m

والثاني
هو‏:‏ العمل القائم علي فهم دقيق لمعطيات الموقف‏,‏ واحاطه كامله بابعاده
الدوليه‏,‏ وتعقيداته الاقليميه‏,‏ وظروف القضيه الفلسطينيه الخاصه‏,‏
لانه في الوقت الذي تتعرض فيه مصر لهجوم سياسي واعلامي مدبر ومنظم‏,‏
فانها تعلو علي جراحها وتترفع عن الصغائر وتتحمل مسئولياتها التاريخيه‏.‏

والحقيقه
ان مدبري الهجوم سواء كانوا وكلاء محليين او دولا صغيره تبحث عن ادوار
كبيره او احزابا وفصائل هامشيه‏,‏ او اقليات دينيه تعمل لصالح ايران كقوه
اقليميه‏..‏ كل هولاء يخلطون الاقوال والاوراق للتعميه علي اهدافهم
الدنيئه وخدمه قضايا خارجيه علي حساب الدم الفلسطيني وقضيته العادله
الغاليه علي قلوبنا جميعا‏.‏

ونحن نعرف ان الاغلبيه من المصريين
والفلسطينيين والعرب سيدركون بفطنتهم ووعيهم ان هدف العدوان علي غزه هو
نفسه هدف القصف الاعلامي علي مصر‏..‏ وان هذا كله يصب في مصلحه العدوان
الاسرائيلي‏,‏ ويتيح له الفرصه لمزيد من القتل والتدمير‏.‏

ان مصر
تتحرك لاحتواء الازمه بعمق فهمها للقضيه الفلسطينيه وبقدره المحاربين
والمنتصرين وبعقليتهم‏,‏ وليس بروح وعقليه من صنعوا الهزيمه‏,‏ وبشروا
بها‏.‏

وتتحرك مصر ورئيسها حسني مبارك‏..‏ بناء علي دراسه موضوعيه
للوضع‏,‏ وبحث في معطياته سعيا الي مخرج يعطي الاولويه المطلقه لانقاذ
الشعب الفلسطيني من الجحيم الذي يتعرض له‏..‏ ووقف المذبحه البشعه التي
يتعرضون لها‏,‏ وفي الوقت نفسه حمايه القضيه الفلسطينيه‏,‏ وحمايه
مقاومتها ومناعتها طويله المدي ووقف العدوان وقيام الدوله المرتقبه
العتيده التي نتطلع اليها‏,‏ ويتطلع اليها كل محب للشعب والقضيه
الفلسطينيه‏.‏

وتتحرك مصر اقليميا مع الاطراف الجاده في السعي الي
وقف العدوان‏,‏ والتي لا تسعي الي تصفيه القضيه بحثا عن حسابات صغيره‏,‏
او تحاول تحقيق مكاسب صغيره ضيقه‏,‏ او تحويل دماء الفلسطينيين الي رصيد
لنفوذها الاقليمي‏.‏ ولاشك ان التحرك مع تركيا يصب في هذا الاتجاه‏..‏
فمصر صنعت من التحرك التركي الايجابي موقفا لمصلحه الفلسطينيين دون خوف او
توجس من تنافس علي الادوار‏..‏ وتبحث دائما عن حقائق علي الارض‏,‏ وتلك هي
شيم الكبار وخصالهم عند الازمات الصعبه في تاريخ قضيتنا الفلسطينيه
العادله‏.‏

ومصر تنسق وتتحرك يدا بيد مع اشقائها العرب الذين نعرف
صدق اخلاصهم وادوارهم في خدمه القضيه الفلسطينيه العادله عبر تاريخنا
الطويل في الصراع مع اسرائيل‏,‏ وبينهم اشقاونا في السعوديه والاردن وكل
اشقائنا الذين يتعالون علي الادوار الصغيره او يرهنون قضايانا لدي
الاخرين‏.‏

ان مصر تتحرك وتوظف علاقاتها الدوليه ووزنها وثقلها
لانقاذ الفلسطينيين وقضيتهم‏,‏ ولعل الجميع يدركون معني ومغزي زياره
الرئيس الفرنسي ساركوزي للمنطقه‏,‏ والتي بداها بمصر وختمها بمصر‏..‏ التي
اعلنت مبادرتها في حضوره في رغبه صادقه لتهيئه حقيقيه وفعاله للمناخ
الاقليمي والدولي لقبول تحركها السياسي الامين والعادل الذي يصب في مسار
التحركات التاريخيه لمصر وقائدها حسني مبارك‏.‏

وقد اثمر هذا
التحرك علي الارض وفي كل الاوساط المبادره المصريه التي جاءت في وقت وقف
فيه الجميع مترددين‏.‏ نتاجا لبلوره عقليه تري كل الاطراف وتخدم مصلحه
الفلسطينيين‏.‏

وهي مبادره متوازنه خرجت في لحظه تاريخيه تشهد علي
مماطله الجميع‏,‏ بل ان مجلس الامن بكل قواه وقف عاجزا ومماطلا لاعطاء
المعتدي فرصه من الوقت لكي يجهز علي القضيه الفلسطينيه بعد ان اجهز علي
الفلسطينيين اطفالا ونساء‏.‏

نعم ان المبادره المصريه‏..‏ نتاج عقل
مخلص للقضيه الفلسطينيه‏..‏ فهي لم تات من فراغ بل صنعتها وتحركت فيها مصر
دوليا مع الاتحاد الاوروبي ومع فرنسا بصفه خاصه‏..‏ وتجلت فيها عبقريه
الدور والعمل المستمر والاهميه الفائقه والبالغه لعلاقات مصر والمكانه
التي يحظي بها رئيسها‏.‏
‏
..............................................................‏

ان
المبادره المصريه المطروحه الان امام الجميع توفر حمايه للفلسطينيين وتوقف
العدوان وتفوت الفرصه امام الاسرائيليين لاستمرار هذه العمليه
الاجراميه‏,‏ كما انها تحمي المقاومه الفلسطينيه التي نراها مشروعه
وضروريه‏.‏

وتفوت المبادره المصريه الفرصه علي المتامرين الذين
يريدون التخلص النهائي من غزه وفصلها عن الضفه الغربيه للانفراد في
المرحله المقبله بها واضاعه القضيه الفلسطينيه‏.‏ بينما تصر مصر وتعمل علي
ضروره الحفاظ علي الوحده الجغرافيه والسياسيه للضفه الغربيه وقطاع غزه تحت
ولايه السلطه الفلسطينيه‏,‏ وليس اي ولايه اخري اسرائيليه او دوليه او حتي
عربيه‏..‏ وهكذا هيات مصر لمبادرتها الاجواء من خلال التنسيق الاقليمي
والدولي خاصه بين الرئيسين مبارك والفرنسي ساركوزي‏,‏ وهي تدعو لاستعاده
الوحده الوطنيه الفلسطينيه‏(‏ وحده الارض والشعب والقضيه‏).‏

كما
انها مبادره عمليه واقعيه تستند الي رويه واضحه ووعي عميق بطبيعه الازمه
المترتبه علي العدوان الاسرائيلي وما يرتبط بها من تعقيدات‏.‏ بينما تقبع
القوي الاخري‏,‏ التي ورطت حماس في هذه المغامره‏,‏ خلف الميكروفونات
والشاشات التليفزيونيه‏..‏ وهي لا تدفع شيئا‏..‏ وانما تحصل علي نجوميه
علي حساب الدماء الفلسطينيه الذكيه‏.‏

والمبادره المصريه تحفظ
القضيه الفلسطينيه لابنائها وشعبها حيه ومتجدده‏..‏ وتبعد القضيه التي
عشنا ندافع عنها اكثر من‏60‏ عاما‏,‏ عن صراعات اخري ليس للفلسطينيين فيها
ناقه ولا جمل الا مصالح جماعات تخلط الاسلام بالسياسه وتبيع الاثنين
لمصالحها الشخصيه وارتباطاتها الاقليميه‏.‏

المبادره المصريه تراعي
طبيعه اللحظه الحرجه التي تحاول فيها الجماعات المتطرفه ان تربط بين
الصراع الفلسطيني والعربي الاسرائيلي من جانب الصراعات المتداخله في
المنطقه‏,‏ مثل ازمات البرنامج النووي الايراني وسعي طهران الي استخدام
اوراق عربيه لا تستحقها لدعم مركزها في مواجهه الغرب‏..‏ واستخدام الازمه
اللبنانيه الداخليه التي دخلت مرحله هدنه قلقه منذ منتصف العام الماضي‏.‏

المبادره
المصريه لوقف العدوان وتحرك مصر السياسي والدبلوماسي يومنان مستوي من
التحرك لوقف العدوان الوحشي علي الفلسطينيين الي ان يتم التوصل الي الحل
النهائي الذي تقبله كل الاطراف‏,‏ فالنتيجه الوحيده التي تترتب علي عدم
السعي الجدي الي حل قضايا الصواريخ والمعابر والامن والحدود والانفاق بكل
تعقيداتها هي اتاحه الفرصه لاسرائيل لاطاله امد العدوان وتزايد ضحاياها
دون ان تتعرض لضغوط دوليه موثره‏..‏ وهذا مانراه في الفشل المتكرر لمجلس
الامن في السعي الي قرار لوقف اطلاق النار يمكن ان يكون مقبولا من الاطراف
المتعدده‏.‏

ولو ان الدول العربيه وعت درس العدوان وتخلصت من حاله
الانقسام الراهنه فانها تستطيع في القمه الاقتصاديه العربيه بالكويت ان
تتبني المبادره المصريه وتعتبرها مبادره عربيه حتي يتخلص العرب من
الانقسام الظاهر في ادارتهم لازمه الصراع علي غزه‏,‏ فهذا هو الموقف
البارز والصحيح الذي يجب ان يتخذوه‏.‏ ولا يركزون علي تصفيه الحسابات
الشخصيه او يذرفون دموع التماسيح علي ضحايا الشعب الفلسطيني وشهدائه فقط
بدون عمل جدي وفعال ينقذ الفلسطينيين ويطور اداءهم للحفاظ علي قضيتهم حيه
ومتجدده‏!.‏

لقد جاءت المبادره المصريه بمنهج مختلف يقوم علي
التمييز بين وقف العدوان وحل القضايا المتعلقه بازمه قطاع غزه بحيث يكون
البند الاول في المبادره هو حمايه الارواح البريئه التي تزهق يوميا بلا
وجه حق‏,‏ وحمايه الحياه في قطاع غزه من التدمير والسحق علي ايدي الغزاه
ويقتضي ذلك بطبيعه الحال ان يكون وقف العدوان موقتا او لمده محدده يتم
خلالها تكثيف التحرك للتوصل الي حل للقضايا الصعبه او الخلافيه توطاه لوقف
نهائي لاطلاق النار وهو الذي يمهد للبند الثاني المتعلق بالسعي الي حل
القضايا والتعقيدات المختلف حولها ومنها امن الحدود ورفع الحصار عن قطاع
غزه بفتح كامل للمعابر‏,‏ وفي الوقت نفسه تنتهي مشكله تامين جنوب
اسرائيل‏..‏

ويعني ذلك العوده الي التصور القديم للتهدئه ولكن علي
نطاق واسع ودائم‏,‏ فالمطلوب في هذه الفتره هو البناء علي ما حققته مصر في
اثناء فتره التهدئه منذ يونيو الماضي‏,‏ وكانت مدتها سته اشهر فقط‏,‏ وهي
مده قصيره‏,‏ ومن الطبيعي ان يكون الاتفاق الجديد دائما او علي الاقل‏,‏
ممتدا زمنيا‏,‏ وان يتضمن عناصر جديده تتعلق بعناصر الاتفاق علي الحدود
بين مصر وقطاع غزه‏,‏ ويشمل اليات لمراقبه تنفيذه‏,‏ والمفترض ان يتوازن
التحرك في هذا البند الثاني مع المبادره علي الاستئناف الجيد‏,‏ الذي يودي
الي تنفيذ البند الثالث المتعلق بتحقيق وفاق وانهاء الانقسام بين
الفلسطينيين‏.‏

ان المبادره المصريه تهييء مخرجا عمليا‏..‏ ومن المفترض ان يتجاوب الطرفان معها‏..‏ اسرائيل اولا‏,‏ وحماس ثانيا‏.‏
‏
..............................................................‏

ونقول
للطرف الاول‏,‏ وهو اسرائيل وقد قالت لها مصر من اليوم الاول ان العدوان
لا يفيد‏..‏ وان الاحتلال لا يستمر‏,‏ وقد ثبت عمليا ان هناك فرقا بين
الحروب ضد الجيوش والحروب ضد الفصائل واي جيش عندما يحارب الفصائل‏,‏
يرتكب جريمه اباده المدنيين والابرياء ويتحول قادته الي مجرمي حرب‏,‏ يجب
ان تطولهم القوانين الدوليه وتحاكمهم وتدينهم امام انفسهم وشعوبهم‏,‏
وامام الضمير الانساني‏,‏ كما ان اسرائيل بهذا العدوان الغاشم لن تحقق
شيئا بل سوف تزيد من كراهيه الشعوب لها‏,‏ وتوثر في مستقبل السلام
الاقليمي الذي يومن لها الاستقرار والاستمرار‏.‏

اما حماس فهي
عاجزه عن حمايه الشعب الفلسطيني‏,‏ وقد استطاعت ان تحصل بهذه المبادره علي
مخرج مشرف‏,‏ وان توقف العدوان الاسرائيلي‏,‏ وان تكشف الدوله
المعتديه‏..‏ ونحن في موقف عسكري وسياسي يلزمنا‏,‏ اذا كنا امناء علي الدم
الفلسطيني الذي يسفك يوميا‏,‏ بان نتحلي بروح المسئوليه وان نوقف اله
التدمير العسكريه الاسرائيليه ضد الشعب الفلسطيني العربي والبطل‏..‏ كما
ننقذه من المغامره التي دفعته اليها اطراف اقليميه في المنطقه‏,‏ وعلي
حماس ان تدرك ان سرعه الاستجابه للمبادره المصريه

وما يطرح من حلول
سياسيه يحقق مصلحه القضيه الفلسطينيه‏,‏ ولا يغفل مصلحتها‏,‏ ولتاخذ حماس
من خبره حزب الله‏,‏ برغم اختلاف الظروف والموقع‏,‏ درسا عميقا‏..‏
فالانتصار التاريخي الذي حدث في صيف عام‏2006‏ في لبنان انتهي الي قرار
دولي رقم‏1701,‏ والذي ارغم حزب الله علي الانسحاب من الجنوب اللبناني‏,‏
ونصب قوات طوارئ دوليه علي الحدود وفرض نشر قوات الجيش اللبناني‏,‏ التي
منعها حزب الله بالقوه من الانتشار في اراضيها‏,‏ وبقيت مزارع شبعا وقريه
الغجر تحت الاحتلال‏,‏ ولم يستطع نصر الله ان يقترب منها علي الاطلاق‏.‏

ان
حماس يجب ان تتفهم ظروف وطبيعه قطاع غزه والمنطقه‏,‏ وان يكون قرارها
سريعا‏,‏ فكل تاخير او مناوره او مماطله يدفع ثمنها الابرياء والشعب
الفلسطيني وقضيته بل المقاومه ايضا‏.‏

ان المكاسب التي قد تتحقق
عبر سفك الدم الفلسطيني قليله‏,‏ ولا تساوي ان يراق الدم ساخنا‏,‏ حتي
تحصل حماس علي اعتراف او شرعيه‏,‏ اذ سوف يحاسبها شعبها طويلا اذا سعت الي
تكريس الانقسام الفلسطيني وترسيخه‏.‏

وهنا اطالب السيد خالد مشعل
بان ياخذ موقفا جادا‏,‏ وان يوقف كتائب المتحدثين باسم حماس في الداخل
والخارج‏,‏ فهي تسبب بلبله بين الراي العام الفلسطيني نفسه‏,‏ وان يوقف
الفضائيات الناطقه باسم حماس‏,‏ بل الدول التي يحلو لها ان تقول ان حماس
تابعه لاوامرها ونفوذها‏,‏ لتعطيها وزنا اقليميا لفتره‏,‏ وسرعان ما تنكشف
الامور بسرعه تفوق الخيال‏.‏ نعم علي السيد ابوالوليد ان يتحلي بالمسئوليه
التي سبق ان تحلي بها ياسر عرفات ابوعمار‏,‏ واتخذ قراراته الشجاعه التي
حفظت القضيه الفلسطينيه حيه‏.‏

فقد ادلي خالد مشعل بحديث لصحيفه
ايطاليه‏,‏ طالب فيه برفع الحصار وفتح المعابر وهذا هو ما تهدف اليه
المبادره المصريه‏,‏ مقابل وقف اطلاق الصواريخ‏,‏ فهي مبادره تتحلي بروح
المسئوليه‏.‏
‏
..............................................................‏

نحتاج
من خالد مشعل وهنيه والزهار ومن حماس الداخل وحماس الخارج ان يوحدوا
سياساتهم‏,‏ ويتفقوا علي الخروج من الازمه الحاليه‏,‏ ويحموا الشعب
الفلسطيني في مواجهه ضغوط عديده قد يتعرض لها من اطراف اعلنت عداءها
العلني لمصر وللقضيه الفلسطينيه‏,‏ واهمها ايران والمتحدث باسمها في
منطقتنا او ربيبها حسن نصر الله الذي كرر اخطاءه في الليله الاخيره
لاحتفالات عاشوراء‏,‏ وربما يدرك الاخوه في حماس معنا ان ما يقوله السيد
نصر الله يعكس حاله افلاس او ضعف لا تعوضها حماسه لغويه‏,‏ او تهييج خطابي
خاصه ان شركاءه في الوطن رفضوا حملته المشبوهه ضد مصر علي مختلف
المستويات‏..‏ رئيس لبنان والحكومه اللبنانيه بل رجال الدين‏,‏ سنه
وجماعات شيعه‏,‏ لا تقع تحت تهديد سلاحه ونفوذه في لبنان‏..‏ رفضوا بلغه
قويه وقالوا في كلمات واضحه ان حمله حزب الله علي مصر حمله ايرانيه مشبوهه
تحمل ابعادا مذهبيه واقليميه وهي خطيره جدا لانها تشعل نارا بين الشعوب
العربيه والشعب الايراني‏,‏ ويعرف اللبنانيون والشيعه العرب جميعا ماذا
قدمت مصر للقضيه الفلسطينيه‏..‏ وماذا قدمت لها ايران‏.‏

وكل ما
نطلبه هو الا يسقط القرار الفلسطيني فريسه لمثل هذه الجماعات التي تتحدث
وتعمل طائفيا وتقف ضد مصالحنا القوميه‏,‏ وتتحدث اقليميا بما يخدم ادوار
ومصالح ايران ضد اقليمنا العربي كله‏..‏ ان قضيتنا الفلسطينيه في مفترق
طرق صعب وحساس‏,‏ سوف يحاسب التاريخ كل من يعملون ضدها‏,‏ بل سوف يكشفهم
ويعريهم تماما ويضعهم في احجامهم الصغيره‏.‏

انني اقف بكثير من
الاحترام مع الشموخ المصري العظيم‏,‏ الذي تحدثت عنه الاسبوع الماضي في
هذا المكان وادعو كل المصريين الي ان يفخروا بمصريتهم ووطنهم وبلادهم‏,‏
فلقد تمتعت مصر وشعبها ورئيسها مبارك بالحس الوطني القومي العظيم في تلك
الازمه الصعبه والدقيقه‏,‏ وتحملت بلادنا صغائر ومهاترات الصغار
والمناوئين بجلد وصلابه وحكمه تحسد عليها‏,‏ واستمرت في العمل غير عابئه
بهم وبتامرهم‏,‏ ووضع المصريون نصب اعينهم حمايه مصر ومستقبل شعبها
والدفاع عن الدم الفلسطيني الغالي وقضيته المشروعه‏,‏ ولم يقعوا في فخاخ
الذين ينصبون بالشعارات الدينيه او التنظيمات المتطرفه التي تخلط كل
اوراقها لتدفع بالمنطقه الي المصير المجهول‏.‏

اننا نملك قرارنا
ونضع مستقبل مصر في عقولنا‏,‏ وهنا اقول ان قوي الظلام التي سبق لها ان
خططت لكارثه‏1967,‏ وهيات الظروف للهزيمه لم تستطع ان تستدرج مصر اليوم
بقوتها وعقلها الرشيد الي فخاخهم العاجزه‏.‏
‏
..‏ وادرك الان اننا قادرون علي ان نحمي بلادنا ونبني مستقبلها‏.‏
تحيه حقيقيه للرجال

موضوعات اخري

osaraya@ahram.org.eg

من طرف **ابراهيم** السبت يناير 17, 2009 10:37 am

44597

‏السنه 133-العدد

2009

يناير

12

‏15 من محرم 1430 ه

الاثنين

القدره المصريه علي مواجهه العدوان
بقلم‏:‏ اسامه سرايا

تواصل
مصر بكفاءه واقتدار مواجهه العدوان الاسرائيلي علي غزه ومدبريه والمهيئين
له المناخ للاستمرار‏,‏ وذلك بقدره وروح خلاقه في كل اتصالاتها وتحركاتها
السياسيه والدبلوماسيه‏,‏ ولم تكتف بمبادرتها التي حشدت لها الدعم العالمي
بمشاركه فرنسا‏,‏ والتي تعتبر بكل المقاييس الاليه التنفيذيه العمليه لوقف
العدوان‏,‏ والعوده للافق السياسي للقضيه بمضمونها الشامل‏,‏ وانما اسهمت
ايضا في التحرك العاجل للدبلوماسيه العربيه في نيويورك لاصدار قرار مجلس
الامن الذي حمل رقم‏1860‏ لوقف العدوان الاسرائيلي الغاشم علي الابرياء
والمدنيين في غزه‏,‏

وبالتحرك لعقد جلسه طارئه لمجلس حقوق الانسان
التابع للامم المتحده بجنيف‏,‏ ووضعت امامه مذبحه مكتمله الاركان هي مذبحه
مدرسه الاونروا‏..‏ ومذابح المدنيين المتكرره من حي الي حي‏,‏ ومذابح
الاطفال في مدارسهم ومستشفياتهم حول امهاتهم اللائي يبكين الانسانيه
الضائعه والعالم الذي وقع فريسه للعدوان البشع‏.‏

وتواصل مصر عقد
اللقاءات السياسيه علي كل الاصعده مع الاخوه الفلسطينيين سواء في حماس او
فتح لراب الصدع والوصول الي تفاهمات سياسيه لتقويه الفلسطينيين وتوحيد
كلمتهم‏.‏

ولم تدخر مصر جهدا في ايصال المساعدات الاغاثيه اليهم
حتي لايقعوا فريسه للحصار الخانق‏,‏ وتقود السيده الفاضله سوزان مبارك
اليوم ومنذ وقع العدوان اكبر حمله لايصال المساعدات للفلسطينيين في قطاع
غزه عبر تجميع وحشد كل المنظمات الدوليه الصليب الاحمر والهلال الاحمر
واللجان الدوليه والمنظمات العربيه والعالميه ووكالات الامم المتحده
وصناديقها المختلفه في مبادره جديده تحمل في طياتها كل عناصر المحبه
والتاييد للشعب الفلسطيني‏,‏ وذلك بحشد وتنسيق الدعم الانساني حتي يصل
لمستحقيه مباشره‏,‏ عاكسه بذلك القدره والجهد الحقيقي الذي يحمي الشعب
الفلسطيني ويحفظ له بقاءه وتماسكه‏.‏

وقد حافظت مصر للفلسطينيين
برغم كل الضغوط علي معبر رفح مفتوحا وبعيدا عن العدوان من اجل مصلحتهم‏,‏
كما استمر معبر كرم ابوسالم‏,‏ وهو معبر تجاري بشرق قطاع غزه‏,‏ في ادخال
المساعدات من وكاله غوث اللاجئين برغم انه يخضع للسيطره الاسرائيليه‏.‏

واستمرت
الضغوط المصريه علي كل الاطراف لتخصيص مناطق امنه وساعات مفتوحه لتوصيل
الاغاثات العاجله للفلسطينيين بلا توقف من اجل مواجهه العدوان واثاره
الوخيمه علي حياه الناس في غزه‏.‏

انها حرب حقيقيه تخوضها مصر بكل امانه وشرف لوقف العدوان وتداعياته وتخفيف اثاره علي الاخوه الفلسطينيين‏.‏

لقد
كانت كلمه مصر هي الاقوي منذ ان وقع العدوان علي غزه فراحت تكشف بشاعته
امام العالم‏,‏ وتتحرك عمليا لوقفه بلاشعارات او ضجيج او صخب‏,‏ وتعمل علي
تقويه الجانب الفلسطيني بمساعده حقيقيه في كل المجالات وامداده بالغذاء
والعلاج وايصال الطاقه والمحروقات‏,‏ غير عابئه بصراخ البعض الذين
يتهمونها ويشوهون دورها ويحاولون النيل منها سواء بلغه مغلوطه او متامره
او كاذبه‏.‏
‏
...................................................................‏

هذه
هي مصر‏..‏ توكد عروبتها ووعيها التاريخي بقضيه فلسطين‏,‏ كما تكشف
اسرائيل وعدوانيتها والاعيبها الخطره‏,‏ ليس ضد الفلسطينيين وحدهم بل وضد
العرب جميعا‏.‏ فما يفعله الاسرائيليون ليس جديدا عليهم‏,‏ فهم صناع
المذابح المعروفه‏,‏ وهم قتلوا الابرياء في مذابح مشهوده في تاريخنا
الحديث من دير ياسين عند قيام دولتهم‏..‏ الي صبرا وشاتيلا وقانا في
عدوانهم علي لبنان‏..‏ الي مذابحهم في مصر التي لا تنسي ولا تضيع في
الضمير المصري والعربي ابدا‏..‏

بل هي محفوره في ذاكرتنا‏,‏ فدماء
عمال ابوزعبل‏..‏ مازالت تسيل في وجداننا‏..‏ ودماء اطفال مدرسه بحر البقر
الغاليه واسمائهم لا تمحي من عقولنا‏..‏ ومذابح غزه ومدارسها واطفالها
ونسائها ودماوهم الطاهره تجدد في وجداننا مخاوفنا ومعرفتنا باسرائيل
العدوانيه‏.‏
‏
...................................................................‏

ولن
تنسينا مذابح اسرائيل هدفها الاستراتيجي الجديد‏.‏ فالعقل العربي يفطن الي
ان اسرائيل تريد توسيع المجازر الفلسطينيه لفرض حل جديد علي المنطقه‏,‏
وتساعدها في ذلك اطراف اقليميه خبيثه من اجل اسقاط حل الدولتين‏,‏ والعوده
الي حل الدول الثلاث‏:‏ مصر والاردن واسرائيل بتفريغ غزه من سكانها‏,‏
واحداث ترانسفير فلسطيني جديد بسيناء وغيرها تعودت عليه اسرائيل وذاق
الفلسطينيون في المخيمات والشتات ويلاته كثيرا في كل الدول المحيطه
بفلسطين قبل قيام اسرائيل‏..‏

هكذا كتب جون بولتون ومخططوه من
المحافظين الجدد مبررا طلبه حيث قال ان الفلسطينيين اثبتوا فشلهم فهم لا
يستطيعون بناء سلطه وطنيه في الضفه وانقسموا بين فلسطينيي الضفه
وغزه‏..‏انها سلطه فلسطينيه منقسمه وعاجزه وفاسده وتخلط ماهو سياسي بما هو
وطني وديني‏.‏ فلماذا نستمر علي حل الدولتين‏.‏ هكذا كتب بولتون وروج
الاسرائيليون‏,‏ وحاولوا التنفيذ علي الارض مستبقين الاداره الامريكيه
الجديده‏,‏ ليضعوا حقائق سياسيه جديده علي ارض الواقع‏.‏

وهم
يريدون بهذه الحرب المعلنه علي غزه استغلال الاخطاء الفلسطينيه والانقسام
الحادث منذ الصيف الماضي بين الضفه وغزه لتصفيه حل الدوله الفلسطينيه‏,‏
فاسرائيل بحربها في غزه لاتهدف لتصفيه حماس‏,‏ ولكن تصفيه القضيه
الفلسطينيه برمتها والقاء المسئوليه علي الخلافات الفلسطينيه‏.‏ واسرائيل
تريد ايضا ان تكون نتائج العدوان الاسرائيلي علي غزه في‏27‏ ديسمبر
عام‏2008‏

وحتي الان وانقسام الاراضي الفلسطينيه بين غزه والضفه هي
مسوغات انهاء مستقبل الدوله الفلسطينيه التي بشرنا بها الرئيس الامريكي
المنصرف جورج بوش قبل نهايه حكمه‏..‏ وتكون النتيجه علي ارض الواقع انه لا
دوله ولا امل للفلسطينيين‏.‏

ومصر تقف ضد الاغراض الاسرائيليه
وتكشف العدوان الاسرائيلي‏,‏ وتحمي ما تبقي للفلسطينيين من دوله في غزه
والضفه‏,‏ بينما اصحاب الاغراض الشخصيه والمتامرون او المتعاونون مع ايران
او اذنابهم يحاولون ان يشوهوا صوره مصر‏.‏
‏
...................................................................‏

ايضا
تصوروا اننا لا نملك روح المقاومه الحقيقيه لاننا تخلصنا من الشعارات
والاوهام الخادعه وتحقق لدينا النضج السياسي الذي حقق لنا الفعاليه
والمكانه الدوليه‏..‏ فحاولوا تصدير افكارهم الرخيصه وضعفهم وتامرهم علي
عروبتنا بتصويرهم الصراع علي النحو الخاطيء او الخطيئه الكامله‏.‏

لكن
الواقع اننا مازلنا في صراع حقيقي مع اسرائيل لاستخلاص الارض العربيه
ومواجهه عدوانها الرخيص علي الامه العربيه والتحركات السياسيه
والدبلوماسيه‏,‏ والمبادره المصريه‏,‏ وقرار مجلس الامن‏,‏ وحملات الاغاثه
المنظمه ومشاركه اوروبا وتركيا لمبادرتنا السياسيه‏,‏ وكشف الاخطاء
الفلسطينيه والتامر الايراني‏..‏ كل ذلك يكشف قدره مصر واشقائها العرب علي
مواجهه العدوان بكل تبعاته‏.‏

واليوم نكشف هذا العدوان الغاشم سواء
كان اسرائيليا او ايرانيا‏,‏ فكلاهما عدوان‏,‏ وكلاهما قصف‏..‏ الاول يضرب
ابناءنا في غزه‏,‏ والثاني يحاول ان يشكك في مكانه مصر وعروبتها وقدرتها
علي مواجهه العدوان‏..‏ حتي يمهد الارض لعدوان مزدوج‏,‏ وكلاهما يخصم من
اراده العرب‏,‏ وقدرتهم علي التصدي وحمايه حدودهم وحفظ عروبتهم‏.‏

وسوف
نكشف العدوان الغاشم الاسرائيلي والذين يمهدون ويخططون لعدوان جديد‏..‏
عدوان ايران والملالي المتشددين‏,‏ ولكننا نحذر من انهم لن يستطيعوا ان
يوقعوا بيننا وبين الشيعه العرب او الايرانيين الوقيعه الكبري‏,‏ فالملالي
او اصحاب المذهب السياسي ولي الفقيه يخلطون في المذاهب كما يخلطون الدين
بالسياسه‏..‏ ليجعلوا من حاكمهم السياسي ولي الفقيه الايراني حاكما دينيا
وسياسيا للمنطقه‏.‏

وتلك معركه حقيقيه تحتاج الي اداره مصريه
حازمه‏..‏ فقد عودتنا مصر علي حل المشاكل دون عنف او تجاهل‏.‏ وماعلينا
الا ان نواصل دورنا لتطبيق قرار مجلس الامن والمبادره المصريه‏..‏ وترميم
النظام العربي ليكون قادرا علي مواجهه المرحله المقبله بكل تبعاتها
وصعوباتها‏.‏ فبالله عليكم ابتعدوا عن المغالطه‏..‏ واكشفوا العدوان
والمتامرين الحقيقيين‏!‏

osaraya@ahram.org.eg

من طرف **ابراهيم** السبت يناير 17, 2009 10:38 am

44601

‏السنه 133-العدد

2009

يناير

16

‏19 من محرم 1430 ه

الجمعه

دماء اطفالنا
وجرائم الاسرائيليين
والاعيب السفهاء
بقلم‏:‏ اسامه سرايا

في
الوقت الذي تواصل مصر فيه دورها التاريخي تجاه القضيه الفلسطينيه
وشعبها‏,‏ لوقف شلال الدماء المتفجر في غزه‏,‏ بسياسه تتسم بالقوه
والفاعليه في كل المجالات‏,‏ فانها لاتهدا ولاتتوقف عن كل فعل سياسي
ودبلوماسي فردي وجماعي من شانه حل قضيه فلسطين‏,‏ واعاده الارض الي
اصحابها‏,‏ ومن قمه هناك الي اجتماعات متلاحقه هنا تسابق مصر الزمن‏.‏

ففي الاسبوع الماضي عقدت قمه الرياض بين الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله بن عبدالعزيز‏

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا 44601_4m

والتي
عكست قمه الدور العربي اللازم والمحسوب لمواجهه العدوان الاسرائيلي‏,‏
فنحن جميعا نعرف الزعيمين وندرك عروبتهما وقدرتهما علي الفعل والتاثير‏,‏
وقد اثبتت الايام الماضيه ان تحركهما يكون دائما صوب تحقيق الهدف ومواجهه
الكارثه‏.‏

وكذلك كان لقاء الرئيس مبارك مع الامين العام للامم
المتحده بان كي مون‏,‏ والذي استبق جولته في المنطقه من اجل وضع قرار مجلس
الامن موضع التنفيذ‏.‏ ليس هذا فقط بل ان هذا اللقاء استبق الاحداث كلها
بالتخطيط لموتمر لانقاذ غزه وشعبها واعاده بنائها‏,‏وذلك بالاعداد لموتمر
دولي لانقاذ الفلسطينيين وانقاذ غزه عمليا بمشاركه العرب‏,‏ بل والعالم
كله بحكم مسئوليته عن الكارثه والعدوان‏.‏

ووسط هذا الجهد
الكبير‏,‏ تواصل دوله عربيه صغيره هي قطر اساليبها والاعيبها الصغيره‏,‏
ومناوراتها علي حساب الدم الفلسطيني والشعب الفلسطيني‏,‏ وعلي حساب غزه
ودماء واشلاء اطفالها‏!!‏

فقطر بدعوتها لعقد قمه في الدوحه لا تهدف
الي افشال العمل العربي كله فقط بل انها تسعي ايضا الي تكريس الانقسام
العربي وتسليم العمل العربي‏,‏ المشترك الي محور التخريب والشر‏..‏ المحور
الايراني الذي انكشف دوره وتمت تعريته بالكامل في الاحداث الاخيره التي
مرت علي منطقتنا منذ العدوان الاسرائيلي علي قطاع غزه‏..‏ وهذا المحور لم
يتوقف دوره في تاجيج الصراع وتاخير الحل عبر مناهضته المبادره المصريه‏,‏
والوقوف ضد الدور المصري‏,‏ الذي كشف العدوان الاسرائيلي منذ اللحظه الاولي

وسارع
للعمل علي وقف العدوان بالاساليب العمليه الصحيحه‏..‏ وليس بالاساليب
الاعلاميه وابواق الدعايه التي تغافلت عن اسرائيل المعتديه‏,‏ وصبت جام
غضبها علي الدور المصري‏.‏

لقد اثبتت قطر بافعالها المريبه ان
التاثير الاعلامي البغيض للطابور الخامس في العالم العربي علي العمل
المشترك هو مجرد تاثير وقتي سرعان ما يكشفه الجميع‏,‏ وانها حصلت بالفعل
علي ضوء اخضر للتعميه علي العدوان الاسرائيلي بتركيز دعايتها الكاذبه
والخادعه ضد مصر وشعبها‏.‏ ففي محاوله يائسه تعاونت اسرائيل وقطر عمليا
علي حساب الشعب الفلسطيني‏,‏ وعلي حساب غزه‏.‏

فقد قلنا لاسرائيل
برغم هوجتها العسكريه منذ اليوم الاول من العدوان علي غزه انها لن ترهب
احدا‏,‏ ولن تحقق هدفا من ورائها‏,‏ ولن تغير شيئا في خريطه الصراع‏.‏

وقطر‏,‏
بهوجه اعلاميه لاخفاء المعتدي والتهجم علي اصحاب الدور والفاعليه ارادت
عمليا تقسيم العرب‏,‏ بحجه القمه العربيه وانقاذ الفلسطينيين بين عرب
فلسطين‏,‏ وعرب يوظفون قضيه فلسطين كورقه لمصلحه ايران واذنابها في
المنطقه العربيه‏,‏ وعبر ارباك الفعل العربي بقياده مصر والسعوديه لانقاذ
الفلسطينيين ووقف العدوان عليهم‏,‏ وان يظهر القاده العرب وكانهم غير
قادرين علي مواجهه العدوان وشراسته‏.‏

لقد كان المنظر السياسي
وامير قطر يدعو لقمه عربيه عاجله قبل قمه الكويت ب‏24‏ ساعه موسفا وخطيرا
وفاضحا ويجب الا نخفيه حرصا علي التضامن العربي‏,‏ بل يجب ان نكشفه ونضعه
في حجمه الطبيعي‏,‏ الذي يستحقه‏,‏ فقد اراد الامير ان يظهر اعلاميا هو
وفريقه انهم حريصون علي الدم الفلسطيني اكثر من غيرهم‏,‏ وانهم يقودون
الموقف لتحقيق مصالح الفلسطينيين‏,‏ وكلنا نعرف عمليا من هي قطر‏..‏ فهي
اول بلد عربي اقام علاقات تجاريه واقتصاديه مع اسرائيل‏,‏ دون ان يضع
القضيه الفلسطينيه ومستقبلها في حسابه‏

ويجب ان يعرف الجميع انه لا
تصح مقارنه موقف قطر بموقف مصر والاردن اللتين اقامتا علاقات مع اسرائيل
في اطار خطه استراتيجيه لاداره الصراع العربي الاسرائيلي بالكامل‏..‏ ولقد
حدث خلاف عربي عربي قبلها‏,‏ ثم استقر العرب واعلنوا في قمتهم السير وراء
السياسه المصريه في اداره الصراع مع اسرائيل‏..‏ والتي اصبحت تعرف باسم
المبادره العربيه للسلام‏,‏ الارض مقابل علاقات كامله مع اسرائيل ومن هذا
المنطلق كان يجب علي قطر الا تقيم علاقات مع اسرائيل الا بعد ان تعترف
بالحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني واقامه دولته‏,‏ ولكن قطر‏,‏ كعادتها في
البحث عن مكانه و

سرقه الادوار اقامت علاقات بل ولعبت دور الوسيط‏

بل
وعراب السياسات الاسرائيليه في المنطقه بدون مصلحه تحققت لبلدها او
للمنطقه العربيه او للقضيه الفلسطينيه‏,‏ بل بحثا عن الادوار الرخيصه‏,‏
وحب الظهور الاعمي‏!.‏ مثلما فعلت بالضبط عندما دخلت علي الملف اللبناني
باللعب في الخلافات العربيه مستغله الازمه بين سوريا والسعوديه‏,‏ اي انها
تستغل الازمات باساليب الابتزاز‏,‏ وكان من الممكن ان يسمح كل العرب‏,‏
بما فيهم مصر والسعوديه‏,‏ بان تلعب قطر دورا في الازمه اللبنانيه‏,‏ فهي
هنا تعقد قمه الدوحه لامكان حل الازمه‏,‏ ومن الممكن ان تحتفل بهذا
الدور‏,‏ فهذا مسموح عربيا ولا ضرر منه‏,‏ ولكن عندما تدخل علي ملف صعب
وشائك ولا تعرفه‏

وتطرح افكارا ومعلومات كلها موجوده في المبادره
المصريه‏,‏ وليس فيها جديد الا تقديم منحه ماليه لغزه‏,‏ فانها بالقطع لا
تستحق قمه‏,‏ الا اذا كان امير قطر يريد سن سنن سياسيه جديده للمساعدات
التي تقدمها الدول البتروليه العربيه لاشقائها العرب‏.‏ وعلينا هنا ان
نعيد التفكير‏,‏ فنحن نعرف الامير ورئيس وزرائه حق المعرفه خاصه عندما
تعاملا مع والدهما الامير السابق‏,‏ وليس غريبا عليهما هذه الاساليب
الملتويه والخطيره‏,‏ حتي عندما قفزا علي السلطه بلا شرعيه وعندما حاولا
ارضاءه ماليا‏.‏
‏
..............................................................‏

وعندما
شرح الجميع لقطر الموقف السياسي والدبلوماسي لقضيه القمه‏,‏ التي تريد ان
تستبق قمه الكويت ب‏24‏ ساعه‏,‏ وظروف وتعقيدات مواجهه العدوان
الاسرائيلي‏,‏ وعندما عرف العرب الموقف علي حقيقته‏,‏ لم تجد القمه التي
دعت اليها استجابه حتي لا تحدث شروخات او انقسامات للموقف العربي ونحن في
غني عنها‏.‏ ووجدنا الامير واجهزته واعلامه يجن جنونهم في لغه هوجاء وجنون
اعمي لنشر الفوضي في العلاقات العربيه او محاوله اتهام الكبار بانهم لا
يعملون‏.‏

ماذا نفعل؟‏..‏ نحن نعتقد اننا نتعامل مع دول تملك
المعلومات والرويه‏,‏ ونعرف كيف يتم صناعه الادوار‏,‏ وليس لعب البهلوانات
او الاعلام‏,‏ فهولاء السياسيون يعملون بلغه الاطفال او بسذاجتهم كانهم
يبحثون عن قمه من اجل التسليه او التسريه‏!‏

اذن لم نكن نريد ان
نصل الي التواطو الضمني مع المعتدين بحكم العلاقات القويه التي نعرفها مع
اسرائيل وعلاقات التحالف العسكري‏,‏ واقامه القواعد العسكريه الكبري
لامريكا في قطر‏,‏ بالاضافه الي التحالفات الاخري‏,‏ والي ان هناك مصالح
لايران بقطر تدخل مباشره الي الموقف العربي عبر القضيه الفلسطينيه
دبلوماسيا وسياسيا‏.‏

فلقد شعرت ايران باهتزاز موقفها الاقليمي‏,‏
لوجود تركيا في اداره الصراع والعمل الدبلوماسي مع العرب في مواجهه
اسرائيل وشعرت ايضا بعدم وجودها الا عبر حزب الله في جنوب لبنان‏,‏ الذي
قرر‏,‏ بناء علي اتفاق‏,‏ الخروج من المواجهه العسكريه مع اسرائيل مكتفيا
بكارثه‏2006‏ التي جرها علي نفسه وعلي بلاده‏,‏ وادت الي دخول اليونيفيل
والجيش اللبناني الي الجنوب وهزيمه الدوله اللبنانيه‏,‏ بل وتدميرها ولا
نقول حزب الله الذي خرج من المواجهه منتصرا‏,‏ لانه لم يمت وقام باذلال
شركائه في الوطن عسكريا‏,‏ فارادت ايران ان تدخل من الباب السياسي او
الدبلوماسي عبر قمه الدوحه المعلنه‏.‏

وما نريد ان نحدده وان يكون
واضحا امام الايرانيين وشركائهم وغيرهم هو ان القضيه الفلسطينيه والقضايا
العربيه كلها ليست للبيع‏,‏ او التامر‏,‏ وان العرب قد وعوا دروس الكارثه
والحرب الامريكيه علي افغانستان والعراق‏,‏ التي لم يستفد منها احد الا
الايرانيين الذين دخلوا منطقتنا علي الطائرات والبوارج الامريكيه ويريدون
اليوم ان يكسبوا الحسنيين الرضا الامريكي عمليا وواقعيا‏,‏ وان يظهروا
امام الراي العام العربي والاسلامي بانهم مدافعون عن قضاياه ومستقبله‏,‏
وان قضيتنا تهمهم ويعملون من اجلها ومازال الايرانيون يتصورون ان الراي
العام

كما كان الفرس دائما ثم الملالي الان‏,‏ يعتقدون ان العرب من
المحيط الي الخليج‏,‏ ليسوا الا مجموعات من رعاه الابل او الجهله‏,‏ وانهم
مازالوا يستطيعون ان يسوقوا الاوهام التي تخفي مطامعهم في السيطره علي
منطقتنا‏,‏ وضمها الي امبراطوريتهم المنتظره‏,‏ او ان ينشروا مذهبهم ولايه
الفقيه حتي نندفع جميعا الي خليفه الخوميني خامنئي لان خليفه الله في
الارض سوف يظهر‏,‏ وعندما يظهر سيحكم الارض كلها واول البلاد التي سيحكمها
هو بلد المسلمين ثم ينتصر علي العالم‏.‏
‏
..............................................................‏

نحن
نقول له اننا لانصدق اوهامكم‏..‏ او تخريفكم‏,‏ فليس لديكم خليفه ولن يظهر
مهدي ويجب ان توقفوا نشر مذهبكم علي بلدكم فقط‏,‏ وان تحترموا بلاد
المسلمين‏,‏ وان تحترموا الاتفاقيات المعقوده بين السنه والشيعه بعدم نشر
المذاهب او الاستيلاء علي بلادهم‏,‏ فانتم لا تستطيعون ولن تستطيعوا ولن
يقبلكم احد‏,‏ فنحن نعرف مراميكم

واذا كنتم قد استطعتم ان تجندوا
بعض المسئولين في قطر‏,‏ فاعلموا انهم يتلاعبون بكم‏,‏ فهم فعلا متحالفون
مع الامريكيين ويقيمون علاقات مع الاسرائيليين ولكنهم حصلوا منهم علي
موافقات بان يعملوا معكم لاسباب هم يعرفونها‏

ونحن نعرفها جيدا‏,‏
ولكنها لا تنطلي علي الراي العام العربي وقد كشفها العرب‏.‏ واذا كانت
الحرب الاسرائيليه علي غزه قد كشفت العدوان الاسرائيلي وجرائمه فقد كشفت
ايضا المتامرين والمتواطئين علي قضايا العرب‏,‏ الذين يبيعون القضيه
الفلسطينيه في سوق النخاسه الايراني عند الملالي‏,‏ وعند ولي الفقيه او
حتي المهدي المنتظر العادل عندما يظهر ويملا الوجود عدلا ونورا‏!!!.‏

صدقونا
عندما نقول ان هذه الاوهام والخرافات ليست من ديننا او سنننا الاسلاميه
الصحيحه‏,‏ وانها بالضبط مثل اوهام الرئيس الامريكي المنصرف جورج بوش‏,‏
والذي تصرف في المنطقه بالخرافات الدينيه او بالعقائد المتطرفه‏,‏ فكان من
نصيبه‏,‏ وهو يمثل الدوله الكبري انهيار بلاده اقتصاديا‏,‏ وفتح الابواب
لانهيارات اخري في مناطق مختلفه من العالم‏.‏

توقفوا عن الخرافات
فهذا فيه نجاه لكم وانقاذ لمنطقتنا‏,‏ فنحن لا نريد حروبا جديده ولا نريد
لايران ان تنجرف نحو الكارثه‏..‏ ولا نريد تكرار كوارث طالبان او صدام
فتوقفوا قبل الكارثه‏!‏

ان المنطقه العربيه عشيه الحرب‏,‏ مازالت
تتحرك بايجابيه وفعاليه‏,‏ بالرغم من فداحه الكارثه والخسائر في غزه‏,‏
اننا نعاني ويلات الحرب وخسائرها‏,‏ وما وقع في غزه حدث في كل بيوتنا
فمصابها هو مصابنا وخسائرها هي خسائرنا وضحايا غزه واطفالها قره عيوننا
نبكيهم ليل نهار‏,‏ ويجب ان نحاكم المجرمين‏,‏ فهم مجرمو الحروب وصناع
الكوارث‏,‏ واسرائيل لم تكن تقاتل جيشا في غزه‏,‏ وانما كانت تقتل
الابرياء وترتكب جرائم حرب‏.‏ فاي جيش يقاتل في غزه يجب ان يهزم حتي اذا
اصابها بالدمار الشامل وقتل اكثر من الف فلسطيني وعشرات الالاف من
المصابين والضحايا‏.‏ وعلينا ان نعرف ان الخسائر اكبر كثيرا مما اعلن عنه
والضحايا تحت الانقاض اكثر مما قيل‏.‏
‏
..............................................................‏

لقد
دمرت اسرائيل‏20‏ الف منزل‏,‏ منها‏4‏ الاف منزل ازالتها نهائيا من علي
الارض‏,‏ ودمرت الجسرين الرئيسيين اللذين يربطان غزه‏..‏ الاول في منطقه
الشاطيء علي الساحل والثاني علي طريق صلاح الدين‏,‏ ودمرت‏15‏ وزاره ومجمع
الوزارات والبلديات‏,‏ بما فيها مبني بلديه غزه التاريخي الذي لا يقدر
بمال‏,‏ وجميع مقار الرئاسه والحكومه بما فيها قصر الضيافه التاريخي‏.‏

وخربت
كل المصانع والورش الصغيره‏,‏ التي كانت متاحه امام ابناء غزه للعمل وكانت
مصدر رزقهم الوحيد‏,‏ كما جرفت اكثر من نصف الاراضي الزراعيه المحدوده
لاطعام قطاع غزه‏,‏ واعادت احتلال قطاع غزه المحتل اصلا بعد انسحابها
منه‏.‏

وهي الان في قلب المنطقه المكتظه بالسكان‏,‏ ولا تبتعد عنها
الا قرابه كيلو متر واحد‏,‏ وتحاصر منزل القيادي محمود الزهار كما يقع
منزل هنيه في مرمي الاليات الاسرائيليه‏.‏ فبعد ان دمرت شبكه الانفاق
الداخليه للمقاومه‏,‏ ونحن نتحدث هنا عن مئات الانفاق خاصه في الشمال في
جباليا وبيت لاهيا والسودانيه وفي الشرق خاصه في اتجاه خان يونس وخزاعه
والقراره ومنطقه الشجاعيه‏,‏ واتجاه تله المنطار‏,‏ فانها تفكر بعقليه
المخربين الكبار وتتجه نحو شبكه الانفاق والملاجئ المحصنه والتي يطلقون
عليها بانكرز‏,‏ فهم يتصورون ان الوصول لهذه الانفاق يعني ضرب المستشفيات
الكبري مثل مستشفي دار الشفاء اكبر مستشفيات القطاع‏.‏

لقد دمرت
غزه بفعل الجريمه الاسرائيليه والعدوان الغاشم والمجزره البشعه التي حدثت
في الاسابيع الثلاثه الماضيه‏.‏ وهذه جريمه كبري لا يقبلها اي انسان في
عالمنا المعاصر‏,‏ ولم تحقق اسرائيل شيئا الا اعاده احتلال قطاع كان
محتلا‏,‏ وكانت قد انسحبت بارادتها منه او بفعل المقاومه‏.‏ ولم يكن لعاقل
ان يتصور ان يقبل شعب محتل العمل والحياه تحت الاحتلال بدون مقاومه‏,‏
ويجب علي اسرائيل ان تعترف بالمقاومه وفعاليتها‏,‏ وان تتعامل معها
باحترام وان توقف عدوانها فورا‏,‏ وتعترف بفشلها وتسلم بالحقوق المشروعه
للشعب الفلسطيني‏,‏ فقد استخدمت كل ما ملكت من اسلحه وعتاد في ضربه
وفشلت‏,‏ ولم يعد امامها حل الا الاعتراف بحقوق هذا الشعب‏.‏

ان
تصورنا القادم هو ان التحرك الدبلوماسي والسياسي المصري المتصاعد يحصد
الان نتائج سياسيه ملموسه‏,‏ فقد انكشف العدوان‏,‏ ولم يصبح امامه الا
التسليم ووقف اطلاق النار‏,‏ كما ان المقاتلين الفلسطينيين من حماس
وغيرهم‏,‏ يبدون الان تجاوبا متكاملا يدعو الي الاحترام لوقف اطلاق النار
لتنفيذ المبادره المصريه‏,‏ فهم يتفهمون الان‏,‏ وبعد وقفه الحرب الصعبه
النصائح المصريه‏,‏ وانها ليست تدخلا في شئونهم‏,‏ بل يدركون‏,‏ بعد
الوقفه المصريه‏,‏ الصلبه معهم ضد العدوان واستمرار التعاون الكامل لانهاء
الحصار وفتح معبر رفح والتفاوض السياسي‏,‏ انها وقفه مصريه تستحق التقدير
والاحترام‏.‏ فمصر تخطط لانهاء الحرب علي غزه وفك الحصار‏,‏ واصبح يضاف
الينا الان عبء العمل والتعاون لحشد الطاقات لانقاذ غزه وسكانها‏,‏ واعاده
تعميرها‏,‏ فالخسائر كبيره والكارثه ليست هينه‏,‏ ولكن الاخطاء والدروس
والعبر اكبر‏.‏
‏
..............................................................‏

ونعتقد
ان القمه العربيه الاقتصاديه القادمه‏,‏ وقمه الرياض الطارئه لمجلس
التعاون الخليجي والتي دعت اليها السعوديه‏,‏ سوف تحشدان القدره الماليه
والعقل العربي وراء التوجه المصري لانشاء صندوق حقيقي وقوي قادر علي انقاذ
سكان غزه وعوده مدينتهم بدون تدخل خارجي ايراني‏,‏ كما ان القمه العربيه
الاقتصاديه بالكويت‏,‏ التي ظلمتها كارثه الحرب والتي تبدا خلال ايام‏,‏
تعتبر اول عمل عربي حقيقي ومنظم لبناء منطقتنا العربيه واكسابها القوه
الحقيقيه علي مواجهه الاحداث الجسيمه‏.‏

وهذه القمه سيكون لها تصور
واضح وكلمه قويه لمساعده التحركات والمبادره المصريه والتحرك السعودي
لمواجهه العدوان‏,‏ وتداعياته بل بناء تكتل اقليمي عربي اقتصادي قوي
لمصلحه كل الشعوب العربيه‏.‏ تكتل يحمي حقوقها ومستقبلها ويمنع المعتدين
والمتواطئين والمتامرين من استغلال ظروفنا واللعب علي الاوتار الحساسه
للاضرار بشعوبنا‏,‏ والضرب بمصالحنا وتوظيفها لمصلحتهم‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

من طرف ادهم الأحد يناير 18, 2009 1:26 pm

44603

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

18

‏21 من محرم 1430 هـ

الأحد

قمة المجاريح‏!‏
بقلم‏:‏ أسامة سرايا

مثلما
توقعت مصر منذ البداية انكشف العدوان الإسرائيلي وأصبح المعتدي يدرك أن
القوة الغاشمة لاتفيد‏,‏ وعليها أن تنفذ دعوة الرئيس حسني مبارك التي
أطلقها من اليوم الأول وأكدها أمس وقف عدوانها علي غزة فورا ودون إبطاء‏.‏

لقد
واصلت مصر دورها وفعاليتها من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني عبر موقفها
الواضح وسياستها الحكيمة ومبادرتها القوية‏,‏ وطالب قائدها بإعادة الحياة
إلي غزة وسكانها‏,‏ وحدد خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها‏,‏ وشرحها للمجتمع
الدولي وأمريكا وإسرائيل‏.‏

ومصر ـ في سعيها
لوقف العدوان ـ تعمل علي تأمين حدودها مع إسرائيل وقطاع غزة‏,‏ ولن تقبل
أبدا أي وجود أجنبي لمراقبين علي أرضها‏..‏ وتقوم رؤيتها علي مايلي‏:‏
*‏ تنفيذ المبادرة المصرية
‏
*‏ انسحاب إسرائيل من غزة‏.‏
‏
*‏ معبر رفح مفتوح أمام مساعدات الإغاثة‏.‏
‏
*‏ مصر ستحقق الوفاق الوطني الفلسطيني بما ينهي الانقسام‏.‏
‏
*‏
مصر تدعو لمؤتمر عالمي للدول المانحة لإعادة إعمار غزة‏.‏ واليوم يلتقي
الرئيس مبارك في قمة رباعية تضم فرنسا وتركيا وأسبانيا ورئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس‏,‏ لاستكمال مابدأته من مسيرة عملية لوقف العدوان
وحماية الفلسطينيين‏.‏

وهذه حزمة سياسات جديدة تضاف لما حققته علي
الأرض‏,‏ ولم تتوقف كثيرا أمام المسميات بين الاعتدال والممانعة‏,‏ أو
أمام الخطب الرنانة وبيانات الشجب والإدانة والشعارات الفارغة واجتماعات
تكتفي بالإدانة أو المزايدة‏,‏ أو كلمات فارغة المضمون سبق اختبارها
وفشلت‏.‏

وعلينا أن نتوقف أمام آخر المسرحيات الهزلية التي حاولت
تجميل وجوه أصحابها في الدوحة يوم الجمعة الماضي‏16‏ يناير‏,‏ حيث عقدت
قمة عربية أو إسلامية‏,‏ قمة طارئة من أجل غزة أو قمة بمن حضر‏.‏ حيث
حضرها خمسة من الرؤساء العرب وأمير الدولة المضيفة وحاكم عسكري لايزال
يبحث لنفسه عن تكييف مشروع لوضعه البائس‏,‏ وهم لايمثلون شيئا يذكر لدي
الشعوب العربية الملتاعة بما يجري للأشقاء في غزة‏..‏ لقد تغيرت عبارات
تسمية ما جري في الدوحة‏,‏ ولكنهم أبقوا في كل المسميات علي لفظ القمة‏..‏
وقل في هذه القمة ما تشاء‏,‏ فسوف يصدق فيها كل قول‏..‏ فهي قمة
التناقضات‏,‏ وهي قمة التآمر‏,‏ وهي قمة الانقسام‏,‏ وهي قمة المجاريح
الذين ذهبوا يبحثون عن دواء لجراح اقترفتها أيديهم فأصبحت تهدد بقاءهم‏.‏

ذهب
بشار الأسد مهموما بأرضه التي مازالت منذ أربعة عقود ترزح تحت الاحتلال
الإسرائيلي‏,‏ ومازال يكرر كلمات جوفاء اختبرناها في مراحل عديدة فكان
لايتحرك‏,‏ ولم يستطع في النهاية إلا أن يعلن عن انسحابه من مفاوضات تجري
حول أرضه المحتلة‏..‏ وبالتأكيد فقد ارتاحت إسرائيل بعد أن تنازل عن
أرضه‏,‏ وكف عن المقاومة‏,‏ ومازال يهدد فقط‏,‏ ومرعوبا مما يمكن أن تنتهي
إليه التحقيقات الدولية في مقتل رفيق الحريري‏..‏ وذهب أيضا باحثا عن سند
له فيما يواجه من مشكلات‏!!.‏ وجاء الرئيس عمر البشير وقد أصبح مطلوبا في
أكثر من مائة وثماني دول جراء اتهامه بارتكاب جرائم إبادة في دارفور‏.‏

وجاء
الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وهو يحاول الخلاص من أزمته مع الغرب بشأن
الملف النووي الذي بات مصدر الخطر الأساسي علي نظام الملالي في إيران‏.‏
وجاء أيضا باحثا عن شعبية تسانده في الانتخابات الرئاسية القريبة‏.‏ وحل
الرئيس اللبناني ميشيل سليمان مكبلا بقيود وتناقضات كثيرة بعضها مرتبط
بالشيعة اللبنانيين وحزب الله والوجود الإيراني في القمة‏,‏ وبعضها ارتبط
بمجاملة قطر التي كانت الموقع الذي مكنه من حل الأزمة اللبنانية فيه بعد
توافق عربي إيراني‏.‏ وجاء رئيس جزر القمر مدعوا لوليمة في الصحراء ليمثل
دولته التي تربطها بالنظام العربي لغة شاعت بين بني وطنه‏.‏ وكان ذهاب
الرئيس الموريتاني إلي الدوحة محاولة للبحث عن شرعية للحكم الذي اغتصبه
اغتصابا بانقلاب عسكري أطاح بالتجربة الديمقراطية الوليدة في بلاده‏.‏

هذه
الجراح هي التي دفعت ببعض قادة العرب وغير العرب إلي الدوحة لإلقاء
المسئولية علي قمة الكويت في إيجاد مخرج لهم‏,‏ فهؤلاء المجاريح لن يكفوا
بمساعيهم المرتبكة عن استثمار المتناقضات العربية‏,‏ واللعب علي الحبال
وتقديم المصالح الصغيرة علي قضايا الأمة الكبري‏,‏ بما يوجد في النهاية
واقعا شديد الارتباك‏,‏ يفضي إلي استهتار القوي الكبري بنا وبمطالبنا‏.‏
ولقد انعقد لقاء الدوحة وعينه علي الشارع العربي الملتهب بفظائع العدوان
الإسرائيلي‏,‏ وجمدت قطر وموريتانيا علاقاتهما مع إسرائيل في مشهد ينم عن
عبث سياسي‏.‏ ولم يسألهما أحد لماذا أقامتا علاقات أصلا مع إسرائيل ورغم
أن السلام والدولة الفلسطينية لم يتحققا حتي الآن‏,‏ وبالمخالفة للمبادرة
العربية التي تفرض تحقق السلام وقيام الدولة أولا‏..‏

إذ لاتطبيع
مجاني مع إسرائيل‏,‏ وكانتا في ذلك أقل شأنا من بعض دول أمريكا اللاتينية
التي قطعت علاقاتها بإسرائيل‏.‏ ودعونا اليوم نري كيف تركع إسرائيل‏,‏
وتذعن لمطالب لقاء الدوحة أسفا وألما علي تجميد علاقاتها التجارية مع
الإمارة الخليجية الصغيرة والدولة المنكوبة بحكم عسكري جاءها علي ظهور
الدبابات؟ فالعلاقات الدبلوماسية المصرية والأردنية بإسرائيل تنطوي علي
أبعاد يدركها حكام سوريا وقطر وإيران‏,‏ ولكنها ورقة تمارس بها الضغط علي
مصر والأردن‏.‏ وهي علاقات لاتخضع لرؤي الحكام في سوريا وإيران وقطر‏.‏
ولكنها تخضع لرؤي من تحمل في صبر وشجاعة محنة فلسطين منذ أن بدأت‏,‏ وقدم
من أجلها التضحيات الكثيرة ولو أن مصر قبلت المزايدات منذ سنوات لكان واقع
الحال اليوم أسوأ كثيرا مما يظنون‏.‏
‏
******‏

انعقد
اجتماع الدوحة بمن حضر من المجاريح في وقت كانت فيه مصر قد اقتربت من
إيجاد حل للكارثة الماثلة في غزة‏.‏ وانتهي هذا الاجتماع دون أن يقدم أي
مستوي من الدعم للجهود المصرية لوضع نهاية لمأساة الفلسطينيين في غزة‏.‏
وقد انفض بعد كلمات ما أكثر ما ترددت‏,‏ ولم يكن الأمر بحاجة إلي كل هذا
الصخب السياسي والإعلامي لينتهي اجتماع الدوحة إلي ما انتهي إليه‏.‏ وكان
بوسع خالد مشعل أن يلقي من مقره الوثير في دمشق بيانا يصف فيه قطر بأنها
منارة للشجاعة والموقف العربي الجريء‏,‏ وكان بوسعه وهو في دمشق أن يمتنع
مثلما فعل عن أن يطالب قطر بإزالة القواعد الأمريكية الكبري التي تقع علي
مقربة من مقر إقامته في الدوحة‏.‏ وهي القواعد التي استخدمت في ضرب العراق
ونقل الذخائر والأسلحة لإسرائيل
‏
-------------------------------------------------------------------‏

تضرب
بها مواطنيه في غزة‏,‏ وتصدير البترول إلي إسرائيل‏,‏ أو تتوقف عن أن تلعب
دور العراب للإسرائيليين‏,‏ وهي الآن تخطط لتكون عراب الإيرانيين وتقدم
قضيتهم الأم قربان محبة للأدوار المستقبلية‏.‏ ولم يكن رئيس جزر القمر
بحاجة إلي أن يأتي للدوحة ليعلن قطر زعيمة للأمة العربية‏.‏

وفي
الواقع الحقيقي للأزمة الراهنة فإن مصر ومعها القوي الحقيقية في العالم
العربي تواصل مساعيها لوقف العدوان وتوفير كل الظروف التي تسمح لقمة
الكويت غدا الإثنين بأن تنتهي إلي قرارات ذات أهمية علي أرض الواقع‏,‏
انطلاقا من أن المطلوب هو مواجهة كل التهديدات التي يتعرض لها العرب‏,‏
وفي المقدمة منها هذا العدوان الهمجي علي غزة‏.‏

وقمة الدوحة
بتعليق المبادرة العربية للسلام وقطع العلاقات مع إسرائيل تكون قد أعلنت
الحرب علي إسرائيل وليس أمامها سوي الجبهة السورية تدخل منها لتحرير
فلسطين‏.‏ وهذا يوم تنتظره الجماهير العربية التي جيشوها ودعموا مظاهراتها
وأمدوها بالشعارات اللازمة لتسميم المناخ العربي‏,‏ حيث اختار بعض العرب
لغة قديمة بالية‏,‏ تتنكر لواقع عصرنا فأغرقونا بخطابات وبيانات من الشجب
والإدانة‏.‏ واختار أغلب العرب لغة أخري قادرة علي تغيير الواقع‏,‏ وهذا
ما سوف يسود قمة الكويت‏.‏

فالعمل الاقتصادي العربي المشترك يؤدي
إلي تعبئة جميع مقومات القوة الاقتصادية العربية‏,‏ بما يعزز قدراتها
الدولية‏,‏ وممارسة الضغوط علي كل القوي استنادا إلي أن العالم الآن
لايعني كثيرا بالأيديولوجيات قدر ما يعني بالقوة الاقتصادية التي باتت حجر
الزاوية في كل تحرك سياسي‏.‏ وثمة فارق هائل بين قمة الكويت وقمة الدوحة
المزعومة‏.‏ فالأخيرة كانت محاولة للتشويش علي جهد سياسي رفيع أعد له جيدا
قبل عام كامل‏,‏ ليناقش مجمل التحديات الاقتصادية العربية‏.‏

أما
انعقاد قمة الكويت في موعدها ووفقا لجدول أعمالها فيؤكد فشل المحاولات
القطرية ومن تبعها في إرباك القوي الكبري في العالم العربي‏,‏ ونشر الفوضي
من حولها‏,‏ خدمة لمن يعملون ضد المصالح العربية في نهاية الأمر‏,‏ بمن
فيهم إسرائيل وإيران‏.‏ وغدا تنعقد قمة الكويت بالقادة الكبار وأصحاب
الرؤي الحقيقية لما يهدد مصالح العرب وأصحاب القوي القادرة علي تغيير
الواقع بعيدا عن شعارات زائفة‏,‏ ملأنا بها ملايين الصفحات علي امتداد
سنوات الصراع العربي ـ الإسرائيلي‏.‏ وكما قلت من قبل يبدو أن بعض العرب
قد توقف بهم التاريخ حيث تمر عشرات السنين‏,‏ ولكنهم يكتشفون أنهم مازالوا
في مواقعهم لم يغادروها‏.‏ وهم لايريدون للأمة أن تنفض عن نفسها غبار
الزمن وتعايش واقعا تغير من حولها‏.‏

فدعونا نتجاوز قمة المجاريح
في الدوحة‏,‏ ونتطلع إلي أمل في إنجاز حقيقي‏,‏ تأتي به قمة الكويت في وقت
تتواصل فيه المساعي المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي‏,‏ متجاهلين تماما
الحفل الخطابي الذي أقيم في الإمارة الخليجية الصغيرة‏.‏ فما أكثر ما
سمعنا وما أكثر ما سوف نسمع من شعارات وخطابات‏,‏ مادام بعض العرب قد رضوا
أن يكونوا رأس جسر لقوي تتربص بأمتهم‏,‏ وماداموا قد رضوا أن يقدموا
مصالحهم الصغيرة علي حساب مصالح أمة أكبر كثيرا مما يفكرون‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

من طرف سمير الثلاثاء يناير 20, 2009 10:54 am

44605

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

20

‏23 من محرم 1430 هـ

الثلاثاء

القمـــة
في شــرم الشــــيخ‏!‏
بقلم‏:‏ أسامة سرايا

أعادت
قمة شرم الشيخ القضية الفلسطينية بكل مدلولاتها وزخمها وتاريخها إلي واجهة
القضايا العالمية التي تتصدر أجندة العالم في عام‏2009,‏ ونقول بصراحة
ووضوح لمن لايفهم إنها قمة كبيرة في دلالتها وتوقيتها ولا يقدر علي
تنظيمها إلا الكبار‏,‏ فلقد اختير من حضروها بعناية وهي تحمل عدة رسائل
إلي المنطقة والعالم‏.‏

إنها قمة تتحدث عن نفسها وتقول للتاريخ إن
مصر تواصل دورها الممتد تجاه فلسطين ومن أجل استقرار الإقليم بلا توقف
وبقوة تتزايد مع تطورات العصر‏.‏

قمة قالت للمعتدي قف مكانك‏,‏
وبعثت برسالتها الأولي لأمريكا وإسرائيل بأن العدوان لا يفيد ويجب أن
ينسحب المعتدي ويحترم حقوق الفلسطينيين‏,‏ وقالت للأمريكيين والإسرائيليين
معا إنه لا ترتيبات أمنية أو سياسية أو غيرها في المنطقة بدون مشاركة مصر
واحترام أصحاب الشأن وملف القضية الفلسطينية‏..‏

إنه عمل مصري كبير
احتل مكانة عالية متزايدة لا يدركها الحاقدون ولاغائبو العقول ولا
المراهقون ولا أصحاب الأدوار الكاذبة وهم ليسوا قليلين في عالمنا
ومنطقتنا‏.‏

مصر قالت كلمتها في حضور أوروبا والمؤثرين في عالمنا
والشركاء الإقليميين الذين نحترم رؤاهم ونقدر مسئولياتهم‏,‏ ونري في
حضورهم احتراما للدور والمكانة والهدف الذي نسعي إلي تحقيقه‏.‏ وليس تجمعا
لمجموعات بلا هدف أو رؤية‏,‏ أو لها مصلحة مضادة فتبيع أو ترهن أو
تقايض‏,‏ أو حتي حكام وجماعات تريد أن تتظاهر أو تتكلم عن قضيتنا لأهداف
ومرام خاصة‏,‏ قد يكون أقلها شأنا حب الظهور في أوقات الكوارث والدماء
تسيل‏,‏ وهو عمل يثير الاشمئزاز والاستفزاز معا‏.‏

وقمة شرم الشيخ
أعادت أيضا تحجيم العدوان الإسرائيلي وبعثت للمعتدي برسالة أقوي من
الدبابات والصواريخ والطائرات بحسابات العصر الراهن‏,‏ وبرؤية متماسكة
تعرف كيف تدير صراعات كبيرة تكشف المعتدي وتعري الاستخدام المفرط للقوة ضد
المدنيين العزل من السلاح‏.‏

إن هذه القمة ستجعل المعتدي يعيد
التفكير مرات عديدة قبل أن يعتدي علي المدنيين أو يقتل الفلسطينيين
بالطائرات والصواريخ ويعتدي علي الأطفال والنساء ويضرب عرض الحائط بقواعد
لعبة السلام والتفاوض مرة أخري‏.‏

وهذا هو الانتصار الكبير
للفلسطينيين لمن لا يفهم ولا يعي‏,‏ ولمن يتكلم عن الدور المصري والمكانة
المصرية‏..‏ أما من اتهمنا وتجرأ علينا بالقول أو بالتظاهر‏,‏ فعليه الآن
أن يندم لو كان في وجهه حمرة الخجل وأن يعترف لأصحاب الفضل والمكانة
والدور بفضلهم ودورهم‏.‏

إن مصر ورئيسها حسني مبارك لم توقف القتل
في قطاع غزة فقط‏,‏ بل حصنت مواقع وأقدام الفلسطينيين وحمت ظهورهم‏,‏ كما
حمت قضيتهم وحملتها بأمانة ورسالة وتجرد منذ البداية وحتي الآن وكلها
سنوات مريرة وصعبة من التضحيات والتكلفة والدماء لا يمكن أن تضيع هدرا بلا
ثمن‏.‏

فيا أيها الغافلون وأصحاب الأدوار الصغيرة ويا أيها
المتطرفون عودوا الي رشدكم وقفوا مع الدور المصري الذي يساند الحق والقضية
الفلسطينية ويسعي إلي أن يصل بها إلي بر الأمان‏..‏ إلي الدولة والاستقرار
بمعايير العصر وبأدائه وقوته‏.‏

وأقول لهؤلاء‏:‏ لا داعي لأن ندير
معركتين‏..‏ الأولي معركة السلام لاسترداد الحق الفلسطيني من إسرائيل‏.‏
والثانية هي معركة غزة في مواجهة عدوان غاشم لايعرف الا القوة‏,‏ وهذه
المعركة كشفت الجميع‏,‏ ومن هنا فلا داعي لأن نكرر أخطاءنا وخطايانا لكي
نصل إلي حقوقنا وأهدافنا بصورة أسرع‏.‏
‏

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا 44605_18m

................................................................‏

إن
قضية فلسطين قضية حق وعدل لشعبها المظلوم ولكل شعوبنا العربية فلقد سالت
فيها دماؤنا وليس لها إلا ثمن واحد هو الدولة الفلسطينية المرتقبة
وعاصمتها القدس‏,‏ ويجب أن تفهم ذلك إسرائيل وأمريكا معا‏.‏ وأن يسلم بذلك
العالم كله‏.‏ كما يجب أن تفهم إيران أننا لا نبيع قضيتنا الأم أو
نرهنها‏,‏ حتي ولو تظاهرت كل إيران وقال الملالي وتحدثوا عن فلسطين‏,‏
فنحن نعرف حقيقتهم ومراميهم‏.‏

ونقول لهم أفضل لكم ولقضيتنا أن
تبتعدوا‏..‏ لا نريد منكم حتي الدعم‏,‏ فقد انكشف وجهكم القبيح وأنتم أداة
تقسيم للعرب بل وللإسلام‏,‏ وأنتم صناع حقيقيون للفتنة بين العرب
والمسلمين وأن كل عربي يبيع اليوم قضيتنا لإيران لن يسامحه التاريخ
والتجربة بينة في العراق ولبنان‏,‏ فوجود إيران يؤخر استقرار وتطور ونمو
بلدين عربيين شقيقين‏,‏ بل إن وجودها يؤخر استرداد سوريا لأراضيها‏.‏

كما
أن إيران تحتل جزرا عربية إماراتية ولن نتسامح معها حتي نستردها‏,‏ وتتآمر
يوميا علي البحرين بل إن إيران تضرب عرض الحائط داخل حدودها بحقوق عربية
بل وحقوق الطائفة السنية‏,‏ وتحاول أن تصل بالمذهب الشيعي إلي الدول
العربية والإسلامية‏.‏

ونعود إلي قمة شرم الشيخ ومكانتها فهي قمة
ذات معني ومغزي كبيرين وتعبر عن مكانة مصر ودورها في إقليمها وعالمها‏.‏
فهي قمة دعي إليها صباح السبت الماضي وانعقدت ظهر الأحد بعد أن انكشف
العدوان وبات وشيكا أن يتوقف‏,‏ وأن إسرائيل ستعلن من جانب واحد وقف
العدوان وأن الفصائل في غزة ستكون مطالبة بأن تفعل بالمثل‏..‏ وهذا ما حدث
تماما‏.‏

ولذلك أصبحت هناك ضرورة قصوي وعاجلة لجمع هذا الحشد
الدولي والإقليمي ليس لدعم دور مصر لأنه لا يحتاج إلي من يدعمه ولكن
لمساندة تحركها من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والانطلاق فورا إلي معالجة
القضايا الأساسية التي ينبغي حلها للتوصل إلي تهدئة وهي فك الحصار وفتح
المعابر من ناحية ووقف تهريب السلاح إلي قطاع غزة من الناحية الأخري‏.‏
‏
................................................................‏

وهنا
لابد من وقفة عند الخطاب السطحي الذي زعم أن إعلان إسرائيل وقف إطلاق
النار من جانب واحد أضعف المبادرة المصرية أو جاء التفافا عليها أو تجاوزا
لها‏..‏ ووجه السطحية أو الضعف هنا أن القائلين بذلك لا يفهمون أن البند
الأول من المبادرة هو وقف إطلاق النار بغض النظر عن الصيغة التي يتم بها
هذا الوقف‏,‏ ولذلك كان واردا أن يحدث وقف إطلاق النار في إطار تفاهم
متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية كما كان يجري من قبل عن طريق
مصر‏,‏ وهذا ما يفهمه أي مطلع علي المبادرة ويعرف بنودها‏

‏ وكانت
قمة شرم الشيخ هي القاطرة التي تضمن الاستمرار في تنفيذ المبادرة
المصرية‏,‏ التي مثلما صرحت مصر بإطلاقها في وجود الرئيس الفرنسي ساركوزي
في زيارته الأولي خلال الأزمة‏,‏ ضمنت مصر استمرارية الدفع لمبادرتها من
خلال زخم الحضور الدولي والأوروبي والإقليمي‏,‏ الذي يمثل أداة تنفيذ
ضاغطة علي إسرائيل وعلي الولايات المتحدة‏,‏ وإدارة الرئيس باراك أوباما
التي تبدأ اليوم‏.‏

لقد أثبتت المبادرة المصرية وقمة شرم الشيخ عمق
الدور المصري وقدرته علي الفعل وليس فقط القول والضغط والتأثير في الأطراف
وحشدهم نحو تحقيق الهدف بمسئولية وشجاعة تستحق التشجيع والتأييد بل
والاصطفاف العربي وراءها حتي تحقق أهدافها وتصل بالشعب الفلسطيني إلي كامل
حقه وتواجه العدوان بقوة واقتدار‏,‏ ولذلك لم تكن مصادفة أن كل من تحدثوا
في القمة وكلهم من أصحاب التأثير والرأي القوي في عالمنا علي إسرائيل‏,‏
بل وعلي أمريكا نفسها وإدارتها القادمة‏..

(11‏ متحدثا‏)‏ أكدوا
أهمية المبادرة المصرية وأشادوا بتحرك مصر علي أساسها فهم يعرفون أنها
المبادرة الوحيدة العملية التي تقوم علي أساس صلب ومطروحة من الدولة
الوحيدة القادرة علي إنهاء الأزمة‏.‏

ونعود إلي دلالة القمة‏.‏ فقد
دلت بما لا يدع مجالا للشك علي الثقة والمكانة المتميزة التي تحظي بها مصر
ورئيسها حسني مبارك إلي حد أن ستة قادة أوروبيين كبار هم‏(‏ فرنسا
وانجلترا والمانيا وإيطاليا وأسبانيا والتشيك‏)‏ لبوا دعوتها خلال ساعات
بالرغم من أن لكل منهم جدولا مشحونا‏.‏

وهذا رد علي من يتحدثون عن
علاقات الرئيس وزياراته الأوروبية حيث يتم تقويتها باستمرار واستخدامها
وإدارتها واستثمارها في الوقت المناسب بكفاءة واقتدار‏,‏ وما كان هذا
ممكنا إلا لمن يعرفون قيمة مصر وما تمثله الدولة الراعية وما يمكن أن
يترتب علي التأخير في تلك اللحظة العصيبة‏.‏

وحضرت مع أوروبا تركيا
وهي الدولة الإقليمية المهمة التي كانت مصر أول من دعاها لتشارك في الجهود
من أجل حل الأزمة منذ أيامها الأولي نظرا لدورها وجديتها‏,‏ فهي دولة ترفض
الصغائر مثلها مثل مصر‏,‏ وحريصة علي إنقاذ الشعب الفلسطيني وليس علي
تصفية حسابات صغيرة‏,‏ كما حضرت الأردن وهي شريك أساسي في عملية السلام‏.‏
‏
................................................................‏

وإذا
كان حضور محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية طبيعيا باعتباره
ممثل القضية والشعب الفلسطيني‏,‏ فقد اكتملت ملامح القمة بمشاركة السكرتير
العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي
ـ أي أكبر منظمة دولية والمنظمة المعبرة عن الوضع العربي التي حاول بعض
الصغار من العرب الإساءة لدورها بعبارات مبتذلة وكاذبة‏.‏وكلتا المنظمتين
الدولية والعربية سيكون لهما دور مهم بطبيعة الحال في إعادة إعمار غزة‏.‏

ومثلما
حظيت القضية الفلسطينية في قمة شرم الشيخ بالدعوة إلي قيام الدولة
الفلسطينية في العام الحالي والإعداد لمؤتمر عالمي لإعادة بعث العملية
السلمية‏,‏ فقد حظيت أيضا قضية إعمار غزة بعد التدمير الذي لحق بها
باهتمام القمة‏,‏ وهي رسالة أخري إلي قمة الكويت التي بدأ انعقادها أمس
بأن تحتل عملية إعادة الإعمار رأس جدول أعمال القمة العربية الجديدة‏..‏
ففي القمتين تلعب مصر دورا محوريا باعتبارها الداعية إلي مؤتمر للمانحين
الدوليين‏,‏ وهكذا تعمل مصر بكل أمانة وقدرة علي حماية حقوق الشعب
الفلسطيني ومصالحه من التدخلات الخارجية المعيبة‏.‏

ويبقي علي
الفلسطينيين أن يدركوا بكل فصائلهم الـ‏13‏ أهمية الوحدة الفلسطينية في
مواجهة القمع الإسرائيلي‏,‏ والمحاولات الدخيلة والخبيثة والمتآمرة لتصفية
القضية وتوظيفها لمصلحة الآخرين‏.‏

كل التقدير لمصر ولدورها وأمانتها مع قضية الشعب الفلسطيني‏..‏ قضية الحق العادل‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

من طرف tofeee السبت يناير 24, 2009 4:00 pm

44609

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

24

‏27 من محرم 1430 هـ

السبت

ما بعد أزمة غزة
كيف نحمي المصالحة العربية؟
بقلم‏:‏ أسامة سرايا

برغم
أن مصر كانت في أتون معركة متكاملة دفاعا عن سيادتها وأراضيها وقضيتها
الأولي وأعني بها قضية فلسطين‏,‏ فإنها أرادت الحفاظ علي القمة العربية في
الكويت من الفشل والانقسام العربي الذي كان من الممكن أن تقع فيه‏,‏ فما
أن انتهي الرئيس حسني مبارك من قمة شرم الشيخ المضنية التي حضرها زعماء
وقادة أوروبا والأمم المتحدة‏,‏ والتي بعثت برسالة قوية لإسرائيل ومن
المجتمع الدولي كانت بمثابة الإنذار السياسي الذي أوقف القتال

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا 44608_18m

بل
وحصن ظهر أبناء غزة ووفر دعما لانسحاب المعتدي بأسرع ما يمكن بمساندة
المجتمع الدولي وكشف بشاعة العدوان الإسرائيلي وفشله‏,‏ فالجريمة أصبحت
واضحة‏,‏ وشكل التحرك السياسي للرئيس في هذا الإطار أجرأ تحرك دبلوماسي
وسياسي عرفته منطقة الشرق الأوسط منذ حرب‏1973‏ وحتي الآن‏,‏ وأنعش
بإيجابيته وتحركاته المتلاحقة ذاكرة الوطن والأمة بقدرات مصر عبر كل
الملمات والكوارث التي ارتكبت في حق العرب وشعوبهم في السنوات الماضية‏.‏

ووصلت
الرسالة إلي إسرائيل وأمريكا عبر القادة الذين حضروا إلي مصر علي عجل‏,‏
لكي تعيد التوازن للمنطقة العربية‏,‏ والشرق الأوسط‏,‏ ولا يتاح للفوضي
الخلاقة في لحظة عصيبة أن تحقق أهدافها‏,‏ بعد أن تصور المعتدون ومن
يلاحقهم من المتطرفين والمغامرين والباحثين عن الأدوار أنها الفرصة
المتاحة لتغيير الأدوار والمواقع‏.‏

وأعتقد أن النتيجة واضحة‏,‏
والحقيقة ساطعة‏,‏ فمصر كانت جاهزة‏,‏ ووقفت للمغامرة العسكرية وحدت من
آثارها وسلبياتها‏,‏ وواجهت الهجمة العدوانية والعدائية بكل شجاعة
وجسارة‏.‏

وبالرغم من تألمنا من الحرب وخسائرها وضحاياها‏..‏ فإن
هذا لا يمنع أن نقول وأن نكشف عن انتصار الرؤية المصرية وقدرتها علي
مواجهة العدوان والرد علي المعتدين بكل أشكالهمو سواء في ساحة الحرب أو في
ساحة القول والتظاهر‏.‏

ويحق لنا اليوم أن نفتخر بقائدنا
السياسي‏,‏ وأن نشهد له بالحنكة وبعد النظر‏,‏ والإحاطة‏,‏ مثلما شهدنا له
كقائد عسكري منتصر في الحرب الشاملة‏..‏ فجمع بذلك بين الحسنيين‏:‏
الانتصار علي صعيد السياسة ومبادرتها الخلاقة‏,‏ والانتصار في المعارك
العسكرية‏.‏

لقد واجه مبارك الجميع علي كل الجبهات وحقق أهدافه
وانتصر‏,‏ حافظ علي قضية العرب الأولي‏,‏ بل وأعادها إلي واجهة الأحداث
وواجه دخول إيران علي الأحزمة العربية بكل جسارة‏,‏ وأعتقد أنه كشف
أوراقها وخططها الخبيثة ضد العرب وقضاياهم‏.‏ وهي قصة كبيرة في الانتصار
تستحق أن تروي‏.‏

ونعود إلي واجهة الأحداث التي تلاحقنا وتدفعنا
إلي متابعتها ولا تسمح لنا أن نعود إلي التاريخ حتي نكشف ونحدد أين نحن من
الأحداث وتطوراتها‏..‏

ونصل إلي قمة العرب الأخيرة في الكويت‏.‏ حيث شهدت وقائعها حدثين مهمين في تاريخنا السياسي‏.‏

أولهما
خطاب الرئيس مبارك الذي كشف بالتحديد وقائع ما يحدث علي الأرض‏,‏ وبلغة
ثابتة واثقة‏,‏ فقد وصل إلي الكويت تسبقه سياساته ومبادراته وتحركاته
لمواجهة الأحداث وتطوراتها المتلاحقة‏,‏ ووضع النقاط علي الحروف‏,‏ في
كيفية التحرك والخروج من الأزمات‏.‏

وثانيها وقائع المصالحة التي
تمت بين العرب الذين وقعوا فريسة العدوان‏,‏ فمنهم من فهم وأدرك كيف يمكن
الانتصار وتحقيق الأهداف من القادة الكبار‏,‏ وفي مقدمتهم قادة السعودية
والكويت والأردن وغيرهم‏..‏ ومنهم ومن وقع فريسة لمخططات قديمة ولغة بالية
عفا عليها الزمن‏,‏ ومنهم من اشترك في مخططات إيران‏,‏ ومنهم من كانوا
يبحثون عن دور أو مكانة وسط الأزمة‏,‏ أو بين أشلاء الضحايا ودمائهم
الغالية‏.‏

ووقائع المصالحة وقمة الكويت هما موضوع حديثنا اليوم
حتي نستخلص منهما الدروس والعبر‏,‏ ونحافظ علي القدرة العربية وننميها
ونشحذ طاقتها المستقبلية‏.‏
‏
..............................................................‏

وكان
المتوقع والمأمول من القمة العربية في الكويت أن تنتهي إلي ما لم تنته
إليه قمة عربية من قبل‏.‏ فقد كان مأمولا أن تتخلي القمة للمرة الأولي منذ
بداية انعقادها عن مناقشة القضايا السياسية‏,‏ وما تثيره من خلافات تصيب
قرارات القمة في كل مرة بشيء من الضعف‏.‏ وكان مأمولا أن تضع العرب
وقدراتهم الهائلة علي بداية طريق تأخرنا كثيرا في ارتياده والسير فيه‏,‏
وهو طريق المواجهة الجماعية للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه
العرب جميعا‏.‏ والبدء في تكوين تكتل اقتصادي عربي يستطيع التعامل بكفاءة
مع التكتلات الاقتصادية التي أصبحت السمة الرئيسية لعالم اليوم‏.‏ ولكن
السياسة وخلافاتها أبت إلا أن تغتال الأحلام والتوقعات معا في القمة‏.‏

وبدلا
من ان تخرج علينا القمة بآليات عمل حقيقية نواجه بها نقص المياه وأزمات
الغذاء‏,‏ وضعف الروابط الاقتصادية العربية وتدهور الأوضاع المعيشية‏,‏
وهجرة رؤوس الأموال والعقول والكفاءات وإعادة النظر في نظم التعليم
العربية العاجزة عن تلبية احتياجات التنمية ومتطلبات المنافسة العالمية‏,‏
رحنا نتحدث عن مصالحة عربية نواجه بها خلافات جاءتنا للاسف من خارج العالم
العربي وزادتها اشتعالا أطراف عربية‏.‏

قد تبدو المصالحة العربية
إنجازا في ضوء الخلافات التي وقعت فزرعت الشكوك والانقسامات بين الحكومات
والشعوب‏,‏ وحادت بالأمة كلها عن أن تري الخطر في حجمه الحقيقي‏,‏ وأن
تدرك جيدا مصادره‏.‏

ولكن متي ينتهي مسلسل الخلافات والمصالحات
الذي سيطر علي العالم العربي سنوات طويلة‏,‏ فعطل كل أمل وكل جهد في سبيل
تسوية قضايا السياسة‏,‏ وأوقف كل محاولة لتحقيق تكامل اقتصادي وتنموي يخفف
من الأزمات والأخطار التي تحدق بالعرب أجمعين دون استثناء؟‏.‏

في
العالم العربي علمتنا السياسة ألا نتفق وأبعدنا الاختلاف عن حل أي من
المشكلات العالقة في حياتنا منذ نصف قرن علي الأقل‏.‏ وألقت السياسة‏,‏
بخلافاتها علي كل مجال يجمع بين العرب في مواجهة مشكلات اقتصادية
واجتماعية تتراكم عبر السنين‏.‏

وليس هناك بديل للخروج من مسلسل
الخلافات والمصالحة إلا بوقفة صدق ومصارحة مع النفس‏,‏ كما قال الرئيس
مبارك في خطابه أمام قمة الكويت‏,‏ هذه الوقفة تستدعي النظر والتمعن في
أحوال العالم العربي‏,‏ وتجتهد للالتقاء علي كلمة سواء لماذا لا نعترف
بأننا خرجنا من مأساة غزة خاسرين كل شيء تقريبا‏,‏ ولم نحقق شيئا‏,‏ فلقد
فقدنا أكثر من‏1300‏ شهيد فلسطيني وما يزيد علي خمسة آلاف جريح‏,‏ ونقف
اليوم شهودا علي أطلال الدمار الكامل لمدينة بأسرها لنصل إلي ماكنا عليه
قبل أن يبدأ العدوان الإسرائيلي الغاشم‏..‏ وزرعنا الشقاق بين العرب حكاما
وشعوبا‏,‏ وأسهمنا في نشر اليأس والإحباط بين العرب جميعا الذين باتوا
اليوم وقد فقدوا الثقة في قدراتنا علي فعل أي شيء‏.‏

ولم يعد الرأي
العام العربي يقنع بالمصالحات التي تتم في لقاءات عاطفية تجمع زعماءنا‏.‏
فإذا كانت تلك اللقاءات القصيرة كافية لإنهاء الشقاق والانقسام‏,‏ فلماذا
وجدت تلك الخلافات واستنزفت منا كل هذا الجهد وكل هذا العناء؟‏..‏ ليس لدي
تفسير مرة أخري إلا ما قاله الرئيس مبارك بأن العلاقات بين الإخوة الأشقاء
لايمكن أن تقوم إلا علي الوضوح والمصارحة وتطابق الأقوال مع الأفعال‏.‏

وفي
إطار المصالحة لابد أن يدرك كل طرف حقيقة ما ارتكب من أخطاء وتجاوزات‏.‏
وعلينا جميعا أن نعترف بأن العدوان الإسرائيلي الوحشي علي غزة لم يكن سببا
في الانقسام الذي شق الصف العربي‏,‏ بل الحقيقة هي أن العدوان علي غزة جاء
نتيجة لذلك الانقسام العربي وكاشفا له أمام الرأي العام العربي والعالمي‏.‏

فلم
يكن العدوان الإسرائيلي مفاجأة‏,‏ ولم تكن وحشيته غير المحتملة خافية علي
أحد‏.‏ ولكن هذا العدوان تم استثماره بضراوة في توسيع هوة الخلافات
العربية القائمة‏,‏ من خلال محاولة البعض تحقيق أكبر مكاسب لمواقفه بدماء
الأطفال والنساء والرجال في غزة والدمار الذي حل بها ولم نقف موقفا موحدا
مما وقع هناك‏,‏ وكانت غزة وأهلها بحاجة إلي من يوقف ذلك العدوان ويحتوي
تداعياته‏,‏ ولم تكن غزة وأهلها بحاجة إلي المزايدات والشعارات والمظاهرات
وبلاغة الخطباء التي تخفي نيات غير صادقة‏.‏

سمح بعضنا بأن تخترق
إيران عالمنا العربي فوق أشلاء الضحايا من أهل غزة وهي تتطلع إلي الهيمنة
وبسط النفوذ‏,‏ وتكرس خلافات كان يمكن تداركها‏,‏ فقسمنا أنفسنا مرة أخري
حول القضية نفسها إلي معسكرين‏,‏ ونستعيد من التاريخ مسميات الصمود
والتصدي والرفض غير عابئين بما سببته لنا من قبل تلك الانقسامات وغير
واعين بمصير تلك المعسكرات‏.‏

وخلال أيام العدوان الهمجي تمت واحدة
من كبريات عمليات تزييف الوعي العربي‏,‏ حين اختصرت قضية الشعب الفلسطيني
في غزة ثم اختزلت مأساة غزة في المعابر واختزلت المعابر في معبر رفح وصولا
إلي الهدف وهو اتهام مصر‏.‏

كان اتهام مصر يصب في نهاية الأمر في
مصلحة قوي غير عربية‏,‏ وإن تم الهجوم علي مصر بيد عربية‏,‏ هذه القوي
مازالت تترقب واقعنا العربي ولم تزل متمسكة بأطماعها وأحلامها في السيطرة
والهيمنة‏,‏ ومازالت تحتفظ بقنوات اتصالها وتعليماتها لأطراف عربية‏,‏
فكيف تتم المصالحة العربية إذن؟

المصالحة العربية حلم يراود كل
عربي‏,‏ باعتبارها مخرجا من أزمة الشقاق والخلاف الذي يقزم قدرات هذه
الأمة ويضعف إمكاناتها في التعامل مع التكتلات السياسية والاقتصادية التي
يغص بها العالم الآن‏,‏ ولكن كيف تتحقق هذه المصالحة؟ نحن نريد مصالحة
دائمة وآلية لرأب الخلافات العربية وقت ظهورها لتوفير مناخ صحي للعمل
العربي المشترك علي الجبهات غير السياسية وهو أشد ما نحتاجه اليوم‏.‏

لانريد
أن تغتال السياسة في لحظة جهودنا‏,‏ وذلك من أجل تعاون بناء يجمع بين
قدراتنا فيخفف عنا أزماتنا‏.‏ ولو أن العرب استطاعوا الخروج من خلافاتهم
السياسية زمنا لأمكنهم بناء آليات عمل اقتصادية ربما تخفف من حجم الدمار
الذي تأتي به خلافات السياسة‏.‏

إن أزمة غزة لم تنته بعد‏,‏ وهي
فرصة لاختبار المصالحة العربية‏.‏ فهناك شعب دفع ثمنا غاليا لأخطاء تم
ارتكابها عن عمد ولابد من الاعتراف بذلك‏,‏ هذه هي المصارحة التي نريدها
حتي نبني عليها مصالحة حقيقية‏,‏ تدوم عبر الزمن وتبقي قائمة في وجه كل
خلافات محتملة‏.‏ والجميع يعلم أن تحقيق مصالحة عربية حقيقية لن يلقي أي
قدر من الترحيب من جانب قوي غير عربية‏,‏ وأيضا القوي الأجنبية التي تري
في الخلافات العربية أرضا خصبة ومناخا مواتيا لتحقيق الأهداف والأطماع‏.‏
فإلي أي مدي يمكن إحباط مساعي هؤلاء للحيلولة دون الوصول إلي مصالحة عربية
حقيقية؟ ومن لديه الشجاعة أن يعترف بتغليب الكبري من المصالح علي الصغري
منها؟ ومن لديه القناعة بأن الخلافات لاتصنع زعامات‏,‏ وأن العالم العربي
بحاجة اليوم إلي رجال دولة وليس لزعماء يحركون الجماهير ويدفعونها إلي
مصير غير آمن؟
‏
..............................................................‏

ولابد
من الاعتراف بأن بعضنا في العالم العربي جمع بين متناقضات لتسويق مواقفه
ومصالحه‏.‏ وتم استخدام جماعات محظورة وتيارات سياسية تتغطي أو تتشح
بأردية دينية متناقضة لتهييج الشارع العربي وصب الزيت في لهيب الأزمة‏.‏

أي
مواقف تلك التي جمعت بين الشيعة في إيران وبين سوريا بمواقفها المعروفة من
جماعة الإخوان وبين أنصار الجماعة المحظورة في خندق واحد‏,‏ حيث يثيرون
القلاقل ويدفعون الأمة إلي طريق الشقاق والهلاك؟‏..‏ إن الخلافات في عالم
السياسة قائمة‏,‏ وهي من شروط ممارساتها ولكن إثارة المشاعر وتهييج الشارع
العربي يخرج بالخلافات عن إطارها الموضوعي‏.‏ والمصالحة بين القادة لن
تحقق المصالحة بين الشعوب في كل الأحيان‏.‏ ولماذا تستخدم وسائل الإعلام
علي نطاق واسع في كل خلاف عربي؟ إن هناك عشرات الأسئلة تتداعي مع أي رغبة
في تحقيق مصالحة عربية‏.‏ والإجابة عنها بالصدق والمصارحة يمكن أن تضعنا
علي بداية طريق نوقف به مسلسل الخلاف والمصالحة في حياتنا السياسية
العربية‏.‏

وإذا كان علينا أن نحافظ علي المصالحة العربية فإن
علينا أيضا إعادة المصالحة الفلسطينية وحماية الفلسطينيين من التدخلات
الخارجية في شئونهم خاصة من جانب إيران التي تسعي إلي تأجيج الصراعات وجر
المنطقة إلي الحرب الساخنة من جديد‏,‏ وإذا فشلت في ذلك فلتعد الحرب
الباردة‏.‏

إن الانقسام الحادث بين السلطتين في رام الله وغزة يجب ألا يستمر‏..‏ والإخفاق في تحقيق التهدئة يجب ألا يستمر أيضا‏.‏

التهدئة
والحوار هما الضمان اللازم لعودة القطاع إلي الاستقرار والتنمية
والاستفادة من الدعم الدولي والعربي لإنعاش غزة والأراضي الفلسطينية
اقتصاديا ومعيشيا‏,‏ وتشجيع الفلسطينيين وتعويضهم عما ألم بهم من كوارث
وفظائع وحروب لا تتوقف بل ووصلت إلي حدود الإبادة والاستئصال‏..‏

وبرغم
أن كل هذه الخطوات ضرورية‏,‏ وتتم وفقا لترتيبات مسبقة فإنها لا تغني عن
عودة مصر بمشاركة شقيقاتها العرب للضغط في كل المجالات لفتح المجال مع
إسرائيل وأمريكا وأوروبا للتسوية الشاملة للمنطقة‏,‏ ولكل الأراضي العربية
المحتلة ليس في فلسطين فحسب بل وفي سوريا ولبنان أيضا حتي تنتهي تلك
الأزمة الصعبة‏,‏ التي تضعف العرب في كل وقت وتسمح للآخرين بالتدخل في
شئونهم في أوقات حساسة ودقيقة وليست في مصلحتهم علي الإطلاق‏.‏

ولندرك
أن أي تأخير زمني ليس في مصلحة القضية الفلسطينية‏,‏ وأري بيننا الآن من
يعض أصابع الندم‏,‏ لأننا لم نواصل الضغط علي المجتمع الدولي وإسرائيل لحل
الأزمة الفلسطينية‏,‏ وإقامة الدولة في وجود زعيم فلسطيني قوي مثل الراحل
ياسر عرفات‏.‏

لكن الأيام القادمة ستحمل فرصا جديدة للسلام
الإقليمي يجب ألا نضيعها تحت أي دعاوي‏..‏ فالقضية الفلسطينية أصبحت لا
تتحمل الفرص الضائعة‏,‏ كما أن استمرارها قد يؤثر علي استقرار وسلامة كل
بلادنا العربية‏,‏ فلا تتوقفوا‏!‏

osaraya@ahram.org.eg

من طرف tofeee الأربعاء يناير 28, 2009 12:06 pm

الخطاب السوري‏..‏ والعدوان علي العقل والضمير الفلسطيني
بقلم‏:‏ أسامة سرايا

كشفت
حرب غزة عن العدوان الإسرائيلي المجرم علي الفلسطينيين وعن المحاور التي
صنعته‏,‏ واليوم تحاول هذه المحاور نفسها أن تهيئ المناخ لعدوان جديد علي
العقل والضمير الفلسطيني‏.‏

ويختلف هؤلاء علي مسمي المحور‏:‏ هل هو
محور المنتصرين‏,‏ كما يحبون أن يسموه‏,‏ أم أن اسمه الحقيقي المتخاذلون
حيث إنهم لا يحاربون ولا يفاوضون‏,‏ بل ويستثمرون معاناة الفلسطينيين
ويشجعون انقساماتهم ليشعروا بالرضا الوقتي‏,‏ بينما تضيع القضية
الفلسطينية وتصبح في مهب الريح‏.‏

فمن استمع لحديث الرئيس السوري
بشار الأسد‏,‏ علي قناة المنار الإيرانية‏,‏ تظهر أمامه هذه الحقائق
عارية‏,‏ فهو لا يخفي الورطة ويواصل سياسة تبرير الموقف الذي وضع سوريا
فيه‏,‏ وقد وضع القرار العربي ـ السوري في يد السياسة الإيرانية التي
يراها مثل السياسة التركية‏,‏ فأي مفارقة يمكن لأي عاقل أن يراها بعد أن
جعل قضية فلسطين مجرد ورقة من أوراق التفاوض الإيراني مع الولايات المتحدة
للخروج من أزمتها الراهنة؟‏.‏
‏

....................................................................‏

‏
..‏وهل
إيران مثل تركيا بنفس التوجهات والأهداف؟‏!‏ ولعله يتذكر أن مصر هي التي
ساعدت في وضع علاقات سوريا بتركيا في مكانها الصحيح بعد أن كادت تنزلق إلي
الحرب‏.‏

ولم يقل لنا الرئيس بشار كيف سيحقق مصالح الفلسطينيين
وينقذهم من الآلام والمعاناة التي يعيشونها بعد كارثة الحرب التي يهون من
آثارها ويعلي من انتصارها‏,‏ ولم يشرح إلي متي ستستمر سوريا في استثمار
معاناة الفلسطينيين واللبنانيين ومقاومتهم وحروبهم لتحرير هضبة الجولان
المحتلة منذ‏42‏ عاما‏,‏ حيث لم تنطلق رصاصة واحدة من الجبهة السورية منذ
عام‏1973‏ وحتي الآن بالرغم من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية
المستفزة والمتبجحة ضد سوريا الشقيقة‏,‏ وعلي الرغم من اختلافنا مع الكثير
مما ورد في خطاب الرئيس بشار‏,‏ فإنه يحمد له أنه لم يقع في فخ الأسئلة
التحريضية التي وجهت له لشن حرب عدائية ضد مصر والسعودية‏,‏ وفتح باب
المصالحة‏,‏ التي بدأت في الكويت خلال القمة العربية هناك‏,‏ للاستكمال
والمتابعة‏,‏ وذلك علي عكس ما يرد في الإعلام السوري من تهجمات في الاتجاه
المضاد‏,‏ والتي تقع أسيرة لمراكز القوي التي تحاول التحكم في نظام الرئيس
بشار‏,‏ والتي تدافع عن مصالحها واستبدادها بالسوريين بل وبالرئيس نفسه‏,‏
والتي يبدو أنها في الفترة الأخيرة قد تحالفت مع القوي الأصولية من كل نوع
ومذهب شيعي وسني بما في ذلك الإخوان في فلسطين والمتطرفون في حماس
وغيرها‏.‏

ونحن نعرف جميعا كيف تتعامل سوريا معهم في الداخل‏,‏
فالقانون السوري يعاقب بالإعدام كل من يثبت انتماؤه للإخوان حتي علي
المستوي الفكري‏,‏ وفي الوقت نفسه يتم استخدامهم في المخططات الخارجية دون
أن يشعروا بأي تناقض‏,‏ وهكذا تكون المباديء أو الثوابت التي يتحدثون
عنها‏!.‏
‏

.............................................................‏

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا 44613_66

لقد
تصورنا أنه ستكون هناك وقفة جادة بعد العدوان الغاشم علي غزة الذي راح
ضحيته ألف وثلاثمائة شهيد من الرجال والأطفال والنساء وخمسة آلاف يعانون
آلام الجراح وفقد الأعضاء‏,‏ وآلاف المنازل والمباني التي هوت ترابا
وأنقاضا‏,‏ وآلاف الأسر التي تلوك أحزانها ولاتجد ما تسكن إليه أو ما تسد
به حاجاتها الأساسية‏..‏ وهذه الخسائر الكبيرة ليست فيما يبدو كافية
لاسترداد الرشاد وتحكيم العقل وإيقاظ الضمير‏..‏ لقد صمد الفلسطينيون في
قطاع غزة ضد جحافل الهمجية الإسرائيلية اعتزازا بأرض لن تضيع وحق لن
يغيب‏,‏ وكان ثمن الصمود قاسيا وكان العدوان سافرا‏,‏ ولكن ما بين
الصامدين والمعتدين ظهر فريق يحاول اختطاف ما جاء به صمود الأطفال والنساء
والرجال من نتائج‏.‏

ولقد أعاد الصامدون في غزة القضية الفلسطينية
إلي واجهة الأحداث وأيقظوا بدمائهم وجراحهم ضمير العالم لنجدة شعب تواصلت
معاناته ستة عقود كاملة‏,‏ ولم يخرج من مذبحة إلا ليدخل غيرها‏.‏ ولكن
فريقا من بينهم وحولهم يأبي إلا أن يستثمر قسوة معاناتهم وآلامهم لتحقيق
أهداف لم تعد اليوم خافية علي أحد‏.‏

لقد توقف اليوم العدوان
الإسرائيلي علي الجسد الفلسطيني ولكن تلك القوي مازالت مستمرة في عدوانها
علي العقل والضمير الفلسطيني تضليلا وخداعا حتي لاتنكشف مؤامرتهم وضيق
أفقهم وحقيقة نياتهم وأهدافهم‏,‏ وهم يحتفلون بالنصر علي طريقتهم ويختلفون
فيما بينهم علي نصيب كل منهم فيما تحقق‏..‏ أما الذين صمدوا في مواجهة
الآلة العسكرية الإسرائيلية فهم الأطفال والنساء والرجال الذين عاشوا
معاناة الحرب ليس لكونهم أعضاء في حركة أو جماعة ولكن باعتبارهم اصحاب أرض
تحتفظ بجذورهم وآمالهم‏,‏ ولم يتحقق الصمود من مكتب حماس في دمشق ولم
يتحقق بالشحن السوري أو الحداد الإيراني أو هتافات المتظاهرين في
موريتانيا وغيرها‏.‏ وإنما وجد صمود الفلسطينيين الدعم الحقيقي من المواقف
العربية العقلانية الواعية بتداعيات الأحداث في المنطقة فتمكنت من وقف
العدوان والحفاظ علي ما بقي من سلامة الفلسطينيين في القطاع‏.‏ ومهدت
الطريق لتحرك عالمي يحمي أمنهم ويحقق أحلامهم‏.‏

وهذا التحرك
العقلاني لم يكن بطبيعة الحال يروق في اثناء العدوان لتلك القوي في فلسطين
وخارجها‏.‏ واليوم وبعد أن توقف القتل والدمار رغما عنها‏,‏ فإنها مازالت
شديدة الإخلاص لأهدافها حتي لم يبق لديها قدر من الإخلاص لشعب يعاني تبعات
الزلزال العسكري الإسرائيلي‏,‏ ولا يترك هؤلاء فرصة واحدة لأي تحرك إقليمي
أو دولي يسعي لنصرة الشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه وإقامة دولته وإعادة
تعمير ما دمرته آلة الحرب البربرية الإسرائيلية‏,‏ ويهيلون التراب علي كل
جهد حقيقي ويشوشون علي كل صوت عاقل‏,‏ ويصبون الزيت المشتعل علي جراح لم
تندمل بعد ويثيرون مشاعر الأرامل والثكالي والمفجوعين بجراحهم وفقدان أعزة
عليهم‏.‏
‏

.............................................................

‏وهكذا
باتت كل المؤشرات تشير في الأفق إلي مؤامرة خبيثة علي القضية الفلسطينية
يساق فيها بعض الفلسطينيين بالأوهام التي زرعت في نفوسهم والأكاذيب التي
ملأت آذانهم وأحلام السلطة التي استبدت بهم فأعمت أعينهم عن حقيقة الموقف
الراهن‏,‏ ودفعتهم إلي التلاعب بمصير شعب يعاني كثيرا وطويلا‏,‏ وتراجعت
آمال الدولة الآمنة وتقدمت أحلام السلطة المستبدة‏,‏ فرخصت الدماء
الفلسطينية وتكاد الفرصة المتاحة هي الأخري تضيع‏,‏ وإذا لم يفق الضمير
الفلسطيني كاملا وتتوحد الفصائل ويتضح الهدف أمام الجميع وتخلص النيات في
سبيل ذلك فسوف يخسر الفلسطينيون الكثير وسوف تذهب الدماء الكثيرة سدي‏.‏

إن
مصر التي تتعرض اليوم من قوي الدجل السياسي في فلسطين وخارجها للهجوم
والنقد لاتحتكر القضية الفلسطينية‏,‏ بالرغم من كفاحها العسكري والسياسي
الطويل في سبيلها‏.‏ وهي التي تستطيع أن تفعل شيئا لحقن دماء الأبرياء
وتستعيد لهم بعض حقوقهم السليبة‏.‏

ولم يسبق لمصر يوما أن منعت
أحدا من أن يبادر إلي دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف معاناته‏,‏ ولكنها بعمق
رؤيتها للواقع الإقليمي والدولي تدرك جيدا أن قوي الدجل السياسي لن تفعل
شيئا‏,‏ ومصر لن توقف مساعيها الجادة من أجل فلسطين‏,‏ ولن تسمح بأن تصبح
قضية فلسطين مجرد ورقة من أوراق التفاوض الإيراني مع الولايات المتحدة
للخروج من أزمتها الراهنة‏,‏ ولن تسمح أيضا بأن تتحول قضية فلسطين إلي
ضحية تتقدم بها قوي عربية قربانا لقوي غير عربية طلبا للرضا والحماية
المزعومة‏,‏ ولن تسمح بأن تختزل قضية هذا الشعب في درجة من درجات سلم تريد
قوي صغيرة الصعود عليه إلي عالم المجد السياسي الشخصي‏,‏ ولن تكون قضية
شعب بأكمله ثمنا لطموح حركة سياسية‏,‏ فالقضية الفلسطينية سوف تظل قضية
العرب الأولي الذين ضحوا من أجلها حربا والذين سوف يستعيدون حقوقها
سلما‏.‏ والحقيقة أن من يمتلكون القدرات الحقيقية علي التأثير هم وحدهم
الذين تنعقد عليهم آمال الأمة في إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني مهما تعالت
صيحات المحتجين العاجزين الذين استبدلوا الصراخ بالعمل الجاد الحقيقي‏.‏

ولايعنينا
الموقف الإيراني بشأن القضية الفلسطينية‏,‏ فلقد خضنا معارك الحرب والسلام
من أجل القضية ولم نعرف لإيران دورا يذكر‏,‏ لولا أنها اخترقت أنظمة عربية
فوجهتها نحو أهداف باتت واضحة للجميع‏.‏ كما أصبحت عواصم عربية منصات
لإطلاق السياسات الإيرانية واختبار أهدافها‏,‏ وتبدو دمشق اليوم المنصة
الرئيسية لإطلاق السياسات القادمة من طهران‏,‏ ولو أحسنت سوريا لوجهت
إيران إلي حل مشكلاتها الداخلية بدلا من زرع الفرقة والانقسام بين العرب
بمخططات إيرانية‏,‏ وبدلا من إطالة أمد معاناة الفلسطينيين‏.‏

فمنذ
أن انتهت حرب أكتوبر‏1973‏ وسوريا تحاول إخفاء عجزها عن استعادة أرضها من
نير الاحتلال بإثارة المشكلات بين العرب والاعتراض علي كل خطوة في الاتجاه
الصحيح‏,‏ ولم يتحرك الجيش السوري منذ خمسة وثلاثين عاما لاستعادة شبر من
أرضه المحتلة في حين أن هذا الجيش دخل لبنان بدلا من الجولان لضرب تحالف
القوات المشتركة للأحزاب السياسية والقوي السياسية اللبنانية العربية
وفصائل المقاومة الفلسطينية ودعم الميليشيات المسيحية في لبنان‏,‏ وقد
اخترقت الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية تضرب علي الأرض ما تريد
تدميره وتسقط في الجو ما شاء لها إسقاطه من الطائرات السورية‏,‏ وفي كل
مرة تهدد سوريا بما لم تفعله يوما‏,‏ فهي تريد من الفلسطينيين العزل أن
يخوضوا الحروب نيابة عنها لحماية أرضهم وتترك أرضها محتلة وجيشها صامتا
لايحرك ساكنا حيث رضيت لنفسها من الصراع العربي ـ الإسرائيلي منذ خمسة
وثلاثين عاما بأن تحتج وتعارض وتشوش وقبلت الدخول دوما في تحالفات ضد
مصالح العرب وإجماعهم‏,‏ ورضيت بالصمت الطويل خيارا لتحرير أرضها
المحتلة‏.‏
‏
............................................................‏

وأصبح
الموقف الآن لايتحمل التأخير أو المساومات فسوريا يجب أن تضع يدها في أيدي
أشقائها العرب لمساعدتها في تحرير كل الأراضي العربية بما فيها الجولان
المحتلة التي لن يحررها الإيرانيون أو السياسات الخاطئة التي ثبت فشلها
ولم تثمر شيئا ولم تحرر أرضا‏,‏ ولكنها أخرت؟ وأضعفت قضايا العرب
والفلسطينيين بحجة المقاومة الفاشلة التي أصبح المجتمع الدولي يتجه إلي
تجريمها باعتبارها منظمات إرهابية تمارس الإرهاب وليس المقاومة‏.‏ لقد
ذاعت البشري في العالم العربي حين تطايرت أنباء المصالحة العربية في قمة
الكويت‏,‏ ولكن الابتسامات التي علت بعض الوجوه لم تكن تخفي وراءها إلا
مصالح ضيقة ونكرانا لمصالح العرب العليا‏,‏ ويبدو أن المجيء ببعض العرب
إلي مائدة الصلح لن يتأتي بدون موافقة طهران‏,‏ وطهران لن ترضي عن التضامن
العربي أو المصالحة العربية‏,‏ فوحدة العرب هي العقبة الكبري في طريق
تحقيق الحلم الإيراني في أن تصبح قبلة العرب الجديدة حيث يتلمسون بركات
الملالي وآيات الله العظام‏,‏ وهو حلم مازال برغم المؤامرة والتواطؤ بعيد
المنال‏.‏ صحيح أنه قد تستطيع الدعاية الإيرانية ومن يدور معها ويردد
كلماتها ويستخدم أدواتها خداع بعض الشوارع العربية لفترة
من الوقت ولكن
لن تستطيع تلك الدعاية أن تخدع كل العرب كل الوقت‏,‏ وتكشف الحرب الأخيرة
علي غزة للجميع من تآمر علي الدم الفلسطيني وزرع الشقاق في صفوف أبنائه‏,‏
ومن بذل الجهد مخلصا من أجل سلامة هذا الشعب واستعادة حقوقه‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا

رد: الشمـوخ المصـري بقلم‏:‏ أسامة سرايا