أندريه شيفارد.. جندي أمريكي فر من العراق.. ويطلب اللجوء السياسي في بألمانيا

من طرف **سهر الليالى** السبت يناير 03, 2009 4:39 pm

أندريه شيفارد..
جندي أمريكي فر من العراق.. ويطلب اللجوء السياسي في بألمانيا
يؤكد: حرب واشنطن في بغداد وكابول غير شرعية

محمود غراب

تزايدت في الآونة الأخيرة أعداد الجنود
الأمريكيين الفارين من الخدمة في العراق بسبب الجحيم الذين يواجهونه علي
يد المقاومة العراقية وبعد أن اكتشفوا أكاذيب إدارة الرئيس جورج بوش التي
غزت بلاد الرافدين تحت دعاوي الحرية والديمقراطية وورطت جنود أمريكا في
حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل لنهب النفط ومن أجل عيون إسرائيل التي أرادت
تدمير القوة العسكرية للبلد العربي الشقيق.

قدرت عدة تقارير إعلامية أعداد الجنود الأمريكيين الفارين من الخدمة
العسكرية في العراق بخمسة آلاف وخمسمائة جندي وهو رقم ضخم يعكس رفض هؤلاء
الجنود للغزو الأمريكي للعراق وما نتج عنه من قتل وتشريد وتهجير الآلاف من
المدنيين.

ويعتبر أندريه شيفارد أحدث الجنود الأمريكيين الفارين من العراق وأول
جندي أمريكي يطلب اللجوء السياسي إلي ألمانيا. وأعرب شيفارد عن امتعاضه من
مشاركته فيما اعتبره "مذبحة يومية لشعب معتد بنفسه" وبالخزي مما كان يحدث
في العراق.

قال شيفارد في تصريح له أمام مؤتمر صحفي في مدينة فرانكفورت
الألمانية انه أمضي شهوراً طويلة وهو يفكر في أسباب الحربين في أفغانستان
والعراق. وما إذا كانتا تتفقان مع القسم الذي أداه عندما التحق بالخدمة
العسكرية. وأشار إلي انه خلص إلي أن الحربين كانتا غير شرعيتين وفقاً
للقوانين الأمريكية والدولية.

أضاف: ان الحرب دمرت دولاً وقتلت قادة وداهمت منازل وعذبت واختطفت
وكذبت وتلاعبت ليس بالمواطنين وقادة أعداء الولايات المتحدة فحسب. بل
وبحلفائها أيضاً. وشدد علي ان حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش كسرت قلبه.

وتابع الجندي الأمريكي الذي ينتظر رد السلطات الألمانية علي طلبه
اللجوء إليها. انه يشعر بالغضب الشديد من حرب العراق لاسيما عندما يموت
أشخاص كنا نرغب في أن نجلب إليهم الحرية والسلام. وأوضح انه ترك الخدمة
دون إشعار وبشكل غير قانوني. وذلك لأنه لا يستطيع تحمل المشاركة فيما
يتعارض مع معتقداته ومبادئه. مؤكداً انه يطلب اللجوء السياسي إلي ألمانيا.

وكان شيفارد قد فر من الخدمة العسكرية بالعراق في ابريل عام 2007 حيث
كان يقيم وقتها في أحد المعسكرات بألمانيا عندما وصله طلب المشاركة لمرة
ثانية في العراق.

قال شيفارد ان باراك أوباما سيصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية
وانه خاض الانتخابات علي أساس التغيير وعبر عن رغبته بإنهاء الحرب علي
العراق وانه سينقل قوات من العراق وأفغانستان..أضاف شيفارد في مقابلة مع
صحيفة "فرانكفورت روندشاو" الألمانية مؤخراً: "بالطبع أشعر بالغضب عندما
يتم وضعي في موقف أضطر فيه للمشاركة في تحمل مسئولية قتل أبرياء وأشعر
بالغضب أيضا عندما لا تتم محاسبة من يتحملون المسئولية الفعلية في واشنطن
مثل بوش وأعوانه.. يواصل هؤلاء الأشخاص العيش بهدوء في مزارعهم والحصول
علي وظائف راقية رغم أن أيديهم ملوثة بالدماء".

ورداً علي سؤال حول ما إذا كان يعقد الآمال علي الرئيس الأمريكي
المنتخب باراك أوباما. قال شيفارد: "أوباما لم يدن حتي الآن حرب العراق أو
أفغانستان واكتفي بوصف حرب العراق بأنها خطأ كما انه لم يدن بوش وإدارته
ولذلك فهو يعطي الانطباع بأن كل شيء علي مايرام".

أضاف شيفارد. البالغ من العمر 31 عاماً: "إذا كان أوباما يتحدث عن
التغيير فيجب عليه وقف الحرب والحديث مع المواطنين والحكومات. لن يكون هذا
بالأمر السهل. كيف يمكننا الاعتذار عن قتل عراقيين أبرياء وجنود؟".. وجدد
شيفارد تأكيده علي انه غير نادم علي الفرار من الخدمة العسكرية وقال: "لو
عاد بي الزمن سأكرر نفس الشيء.. قتلنا الكثير من الناس في العراق ودمرنا
الكثير"