..وماذا بعد ؟ بقلم:خالد إمام

..وماذا بعد ؟!
المحرقة..!!
يا ضمير العالم الحر استيقظ
وأوقف جرائم الإبادة في غزة
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

بدأت إسرائيل حربها البرية في غزة. رغم
الإدانات العالمية لعدوانها الهمجي والمطالبات المتزامنة والمتتالية سواء
الرسمية أو الشعبية لوقف هذا العدوان.

أصم قادة إسرائيل آذانهم عن هذه الإدانات والمطالبات. وأغمضوا أعينهم
أو أصابها رمد حتي لا يروا لافتات التنديد لما يجري علي أرض غزة من جرائم
إبادة ضد الإنسانية.

لقد سبق لمصر أن حذرت إسرائيل من عواقب عدوانها الجوي وحملتها
مسئولية ضحاياه من الشهداء والجرحي المدنيين الأبرياء.. كما حذرتها من
مغبة توسيع العدوان إلي حرب برية.

ولأن إسرائيل تعودت ألا تستمع إلي أصوات العقل والمنطق.. ولا تري سوي نفسها في العالم.. فلابد أن تتحمل العواقب كاملة.


* * *


لقد ظلت إسرائيل تضرب غزة جوياً ثمانية أيام ووصل عدد الغارات علي
القطاع خلالها أكثر من 750 غارة خلَّفت وراءها ما يزيد علي 470 شهيداً
و2400 جريح.

حاولت إسرائيل طوال القصف الجوي وقف إطلاق الصواريخ علي أراضيها من
غزة.. ولكن تصعيد العدوان الإسرائيلي وانتقاله إلي مرحلة أخري هي الاجتياح
البري يؤكد أن محاولتها تدمير القدرة الصاروخية الفلسطينية باءت بالفشل.

خبراء الاستراتيجية العسكرية يؤكدون أن إسرائيل من المستحيل أن تعيد
احتلال غزة مرة أخري والتي تضم أكثر من مليون فلسطيني حتي لا تغوص بمحض
إرادتها في مستنقع لا قرار له.

يتفق الخبراء علي أن الهدف من هذه الحرب البرية هو أحد أمرين:


* الأول: خلق منطقة عازلة بينها وبين غزة بعمق مدي صواريخ حماس.. بحيث
إذا أطلقت من داخل غزة بعد ذلك لا تصل إلي المدن الإسرائيلية. بل تقع في
المنطقة العازلة.

* الثاني: تطويق المدن والبلدات "الغزاوية" في محاولة لخنقها.. وإن
كان هذا الخيار به مخاطر عديدة علي القوات التي تحاصر المدن والبلدات..
حيث ستكون في هذه الحالة محاصرة بشكل أو بآخر هي الأخري.

بالتالي.. فإن هذا الهجوم البري لن يأتي بنتائج ناجحة مائة في المائة مع ما يخلفه من دمار شديد وضحايا لا حصر لهم من الطرفين.


وهذا ما اعترف به أمس أفحاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال من أن
العملية العسكرية البرية لن تستطيع وقف إطلاق الصواريخ من غزة بنسبة 100%
باتجاه مدن إسرائيل أو تدمير القدرة الصاروخية لحركة حماس.. وأن كل ما
ستفعله هو تخفيض عدد الصواريخ المنطلقة.

وفي الوقت نفسه.. أكد إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي أن الحرب
البرية تنطوي علي مخاطر تهدد أرواح الجنود الإسرائيليين.. وهو بهذا يمهد
للخسائر المتوقعة في صفوف القوات الإسرائيلية.

* * *


لقد كان العالم كله في مرحلة ترقب حذر لبدء الحرب البرية.. خاصة بعد
مرور أسبوع علي الغارات الجوية المكثفة دون أن توقف إطلاق الصواريخ من غزة
علي المدن والبلدات الإسرائيلية.

هذا الترقب دفع الأجانب المقيمين في غزة إلي مغادرتها فرادي
وجماعات.. وقد سمحت إسرائيل لهم بالمرور عبر معابرها مع غزة مما ضخَّم
الإحساس بأن الهجوم البري أصبح وشيكاً.. وأكده التمهيد النيراني المدفعي
الذي سبق الاجتياح من بيت حانون شمالي القطاع.

* * *


الآن وغزة علي وشك أن تتحول إلي محرقة حقيقية للفلسطينيين
والإسرائيليين علي السواء.. وبالطبع سوف نري حرباً أخري نفسية موازية
للاجتياح البري يحاول فيها كل طرف إظهار نفسه علي أنه المنتصر الوحيد وأن
الآخر هو المهزوم الذي يتكبد خسائر فادحة.. لنا أن نتساءل وبمنتهي
الشفافية والمنطق:

* أين مجلس الأمن الدولي.. ومتي يستيقظ ضمير العالم الحر؟.. نريد
قراراً قوياً ومنصفاً ولو مرة واحدة في حياته.. أم أنه ينتظر التعليمات من
البيت الأبيض وتل أبيب؟

* أين اللجنة الرباعية الدولية حتي تضطلع بمسئولياتها بالسرعة
الكافية.. لأن من يسقطون في غزة "بني آدمين" مدنيون.. شيوخ ونساء وأطفال
يتعرضون لحرب إبادة لا ذنب لهم أبداً فيها؟.

* أين الدول العربية كلها؟.. أم أن البعض اعتاد أن يلقي التبعات علي مصر وحدها ويحملها أوزار وتخاذل وأمراض الوطن العربي كله؟


* أين المؤتمر الإسلامي؟.. أم أن غزة لا تحرك ساكناً لدول هذا المؤتمر؟


* أين أصحاب الأبواق المتشنجة الشتَّامة في دمشق وقطر وطهران
وغيرها؟.. أم أنهم لا يجيدون سوي فنون "الردح" و"فرش الملاية" والحرب من
"بعيد.. لبعيد" والنضال بالشتائم خلف الميكروفونات؟.. أين إيران التي
تمتلك صواريخ يمكنها أن تدك كما تؤكد قلب إسرائيل؟.. أين توكيلها الرسمي
في جنوب لبنان الملقب بحزب الله وأمينه المغوار حسن نصر الله.. الممزق بين
جنسيته وولائه؟.. أين "الإخوان" العتاولة؟.. أيتركون فرعهم الرئيسي "حماس"
يصطلي بالنار وهم يشتمون مصر والمصريين؟

أين هؤلاء الصناديد؟ لماذا لا يهاجمون إسرائيل بأسلحتهم لتخفيف الضغط
عن غزة؟ أم أن "الكلام والشتائم" اختصاصهم الوحيد ويريدون من مصر أن تنتحر
بإلقاء شعبها في البحر أو من فوق جبال سيناء استناداً إلي الحكمة البليغة
للمرشد الإخواني "طُظْ في مصر وشعب مصر"؟

* * *


ما يحدث في غزة يتحمله الجميع.. إسرائيل. والمسلمون. والعرب. ومجلس
الأمن. واللجنة الرباعية. وإيران. وحزب الله. والإخوان. وحماس.. فلا تلقوا
بأدرانكم وأوزاركم وأخطائكم وخطاياكم علي مصر وشعب مصر وحاضر ومستقبل مصر.

إنني أحيي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي اتخذ موقفاً شجاعاً وطالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملياتها البرية.


لكن للأسف.. فإن "مون" يتعامل مع أموات ينادي عليهم بواد.. ومؤكد لن يستجيبوا.. لأن الخوارق ليست تُعاد.

..وماذا بعد؟!
لعبة القمار ..!!
إذا تحقق ما تريده حماس في غزة ..
فكبروا أربعاً علي القضية الفلسطينية !!
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

منذ رفضت حماس المصالحة ثم التهدئة.. أو
بمعني أصح اجهضت المسارين عمدًا وتنفيذًا لأجندة إيران والإخوان.. والسؤال
الذي يتردد بقوة: وماذا بعد؟!

ماهي النتائج التي ستترتب علي هذا الاجهاض الكارثة؟.. يخدم من.. ويضر من بالضبط؟!


للأسف.. فان النتائج بدأنا نراها علي الأرض وسوف تتضح شيئًا فشيئًا.


ويخدم كل الأطراف اللاعبة علي الساحة أو هكذا تتصور.


الشيء المؤكد.. ان المضار الوحيد في كل هذا هو القضية الفلسطينية فقط.


***


بداية.. اننا حين نتحدث عن حماس.. فيجب أن يكون مفهومًا للجميع انها
ليست القضية الفلسطينية ولا المدافعة الوحيدة عنها.. ولا تمثل وحدها شعب
فلسطين.. ولكنها واحدة من فصائل عديدة مثلها مثل فتح والجبهة الشعبية
وغيرهما.

وحين نتحدث عما يجري في غزة.. فاننا نكون قلبًا وقالبًا مع المواطن
الفلسطيني الأعزل الذي يتم إبادته بحرب بربرية إسرائيلية لا تراعي
القوانين الدولية والقواعد الإنسانية المتفق عليها والمعمول بها في كافة
القوانين والدساتير.. ويهمنا في المقام الأول الحفاظ علي حياة هذا المواطن
وتوفير سبل الحماية له.

***


والآن.. إذا نظرنا إلي ما يترتب علي اجهاض المصالحة والتهدئة.. لنا أن نتساءل: ماذا تريد حماس؟


واضح.. ان حماس تمارس لعبة القمار بحيث تكون أو لا تكون وهدفها أن تستأثر بقطاع غزة وتعلنه "إمارة فلسطينية إسلامية".


ثلاث كلمات.. لكنها تعني للأسف انتهاء القضية الفلسطينية إلي غير رجعة.


حماس رفضت المصالحة بأوامر صريحة من طهران والإخوان ودمشق لتكون لاعبة رئيسية وعلي قدم المساواة مع السلطة الوطنية الشرعية.


وهذا أول مسمار في نعش القضية والدولة المستقلة.


.. وحماس رفضت التهدئة وضربت الصواريخ بأوامر أيضًا من الجهات الثلاث
وكلهم يعلمون جيدًا ان إسرائيل لن تسكت وستضرب غزة.. وبالتالي قامرت حماس
بمصير وحياة الشعب الفلسطيني في غزة حيث اتخذته درعًا بشريًا يحميها.

.. وحماس تلقت التعليمات الصريحة بالصمود مهما كانت الخسائر بين صفوف
الشعب الفلسطيني في غزة علي اعتبار ان الحرب البرية لابد أن تنتهي بعد
أيام وتظل حماس في النهاية بالقطاع سواء تم تقزيمها أو تحجيم قدراتها..
ومع الشو الإعلامي من خلال الأبواق الملاكي بأن حماس انتصرت نصرًا مؤزرًا
رغم الخسائر الفادحة للشعب الفلسطيني ستظل لاعبة في الساحة جنبًا إلي جنب
مع السلطة الوطنية محاولة الحصول علي اعتراف إقليمي ودولي بها باعتبارها
القوة المسيطرة علي الأرض.

وهنا.. تكون حماس قد دقت ثاني مسمار في نعش القضية الفلسطينية والدولة المستقلة.


***


علي الجانب الآخر.. إسرائيل تريد نسف القضية بالكامل ولا يهمها السلام بالشرق الأوسط.


ما تفكر فيه حماس وتسعي إليه يخدم أهداف إسرائيل تماماً.


النتائج- كما ذكرناها- سوف تتلخص في وجود سلطة وطنية "متأقزمة" بزعامة فتح في رام الله وسلطة موازية "مقيدة" لحماس في غزة.


وهنا.. يجب ألا نغفل أبداً تجربة لبنان خلال الغزو الإسرائيلي له.


نعم انتهت التجربة بانتصار حزب الله.. لكنها انتهت أيضاً إلي تحطيم لبنان.


وإذا كان حزب الله قد خرج من المبارزة مع إسرائيل دون أن يقتل نهائياً
أو يقضي عليه.. فإنه فقد تأثيره علي الحدود. ودفع به دفعاً عبر النهر..
وبالتالي أصبح الآن غير ذي تأثير علي إسرائيل.

أما حماس.. فالوضع مختلف.. لأن المساحة التي تلعب فيها ضيقة والحدود معلومة ولا يوجد نهر بل بحر.


بالتالي.. فإن نتيجة القمار هنا سوف تكون في أحد اتجاهين: إما أن يقذف
بها في البحر. أو يتم تقزيمها وتصبح أيضاً بلا أنياب يمكن أن تؤثر بها في
إسرائيل حتي لو أصبحت سلطة موازية.

إذا بقيت حماس بهذا السيناريو.. سوف تتسلي إسرائيل علي الضفة والقطاع
أو قل علي السلطتين معاً كيفما تشاء.. وبالتالي.. انسوا القضية الفلسطينية
تماماً.. وكبروا عليها أربعاً!

***


إيران وتوكيلها الرسمي في الجنوب اللبناني الملقب بحزب الله. والإخوان
أصحاب الفرع الرئيسي في غزة.. لكل أجندته التي يريد تحقيقها من خلال غزة.

طهران تنظر إلي حماس علي أنها أداة تخاطب وتلاعب بها الإدارة
الأمريكية القادمة برئاسة باراك أوباما. وتؤثر بها علي القرارات الدولية
والإقليمية مثلها مثل حزب الله بهدف السيطرة علي الخليج وعدم الاقتراب من
ملفها النووي.

والإخوان يهمهم أن تكون هناك إمارة إسلامية في غزة لأن ذلك يخدم مصالحهم الضيقة.


الطرفان لا يهمهما أبداً مليوناً أو مليوناً ونصف المليون فلسطيني
الذين يعيشون في القطاع ويتعرضون للإبادة.. فهذا لا يطرف لأي منهما رمشاً.

ما يهمهما تحقيق أهدافهما فقط.. ولو أبيد كل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة!!


***


قد أكون مصيباً في تصوراتي هذه.. وقد لا أكون.


إنها مجرد قراءة بصوت عال لما أري. وتفسير لما جري ويجري علي الأرض في السابق واللاحق.


وفي النهاية.. ليس أمامي إلا القول بأن المقدمات مخيبة للآمال.. والنتائج بالتالي سوف تكون مدمرة.

..وماذا بعد؟!
بيريز يكذب..ولا يتجمل
ينفي قتل الأطفال وهدم المساجد في غزة ..
ويتساءل: لماذا يهاجمنا الفلسطينيون؟!!
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
أصابتني الدهشة والاستغراب وأنا أستمع أمس إلي الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في حواره مع قناة الجزيرة وهو يكذب كذباً مفضوحًا علي نفسه وشعبه والعالم كله ويخلط فيه الحابل بالنابل ويضفر الحقائق بالأكاذيب.
الذي أعرفه أن الكذب كذب وبلا ألوان أو مبررات.. فلا توجد كذبة بيضاء وأخري سوداء وثالثة دبلوماسية.
وإذا كان بعض الفقهاء استثنوا موضعين يجوز فيهما للإنسان أن يكذب.. الأول إذا كذب علي أعدائه وهم يحققون معه لإفشاء أسرار بلاده. والثاني إذا كذب علي زوجته القبيحة ووصفها بأنها جميلة!!.. فلا أدري علي أي أساس كان بيريز يكذب بهذا الشكل المقزز.. فهو ليس في مجال تحقيق ومطلوب منه إفشاء أسرار دولته.. كما أن أياً منا ليس زوجته!!
* * *
المبرر الوحيد لكذب هذا البيريز هو أنه كذاب بالفطرة. مخادع بالسليقة حتي أنه ينافس مسيلمة في كذبه والثعلب في خداعه.
* سألوه عن حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله.. رد بثقة زائدة: أن إسرائيل كانت صديقة للبنان قبل ظهور حسن نصر الله الذي جلب الكوارث لبلده ويعمل وفق أجندة إيران في المنطقة.
أتفق معه تماماً في أن نصر الله جلب الكوارث للبنان وأنه يعمل بالوكالة لصالح طهران بهدف تحقيق أجندتها.. ولكن لا أدري بالضبط متي كانت إسرائيل صديقة للبنان؟.. هل نسي بيريز أن بلاده تحتل جزءاً من جنوب لبنان هو مزارع شبعا؟
* * *
* وسألوه أيضاً: لماذا تريد إعادة احتلال غزة؟.. فقال وليته ما قال: إن الجيش الإسرائيلي لا يريد إعادة احتلال القطاع ولا يريد السيطرة علي المياه ولا علي الأرض.. وإن الحرب ستتوقف عندما يتوقف الإرهاب!!
وأقول له: نعم.. الجيش الإسرائيلي لن يعيد احتلال غزة.. ليس لأنه
"لا يريد".. ولكن لأنه "لن يستطيع".. والفرق كبير.
أما أن الجيش الإسرائيلي لا يريد السيطرة علي المياه فهذا هراء.. لأنه بالفعل يتحكم في المياه والكهرباء والغاز والطعام والشراب والدواء.. بل والهواء أيضاً.. حصار خانق لا تقره الشرائع السماوية ولا القوانين الوضعية ولا الأوامر القراقوشية!!
وحكاية توقف الإرهاب هذه شرحها يطول.. فقد اعتاد هو وكل ساسة إسرائيل وأمريكا علي أن يصفوا المقاومة بالإرهاب.. ولكن باختصار لا يجوز التحدث عن المقاومة ونترك السبب الرئيسي فيها وهو احتلال الأرض والتحكم في مصائر البشر والحجر وسلب أصحاب الحق حقوقهم المشروعة.. هذه هي القضية الأساسية التي تحاول إسرائيل طمسها والقفز فوقها إلي النتائج مباشرة وتجعل الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة يدفع الفاتورة كاملة.
* * *
* وسألوه.. وليتهم ما سألوه وما رد عليهم: لماذا تضرب المنازل والمساجد؟.. فقال: إنها لم تعد منازل ولا مساجد بعد أن حولتها حركة حماس إلي مخازن للسلاح!!
بصراحة.. أنا مندهش لهذا الرد.. إذ أن "أ. ب" عسكرية تمنع إخفاء الأسلحة والصواريخ في المنازل ودور العبادة وإلا كانت عسكرية ساذجة وعبيطة.. والدليل أن هذه الأماكن لو كان بها صواريخ كما يدعي بيريز لانفجرت أثناء تدميرها وسمع دويها من هم في آخر الكرة الأرضية.. ولكن هذا لم يحدث وكلنا نتابع تدمير المنازل والمساجد عبر الفضائيات.
ثم.. هل أيضاً يخبئون الصواريخ في المستشفيات التي يضربونها عمداً؟
* * *
* وسألوه أخيراً سؤالاً أضحكتني إجابة بيريز عليه حتي أن ضحكتي سمعها من هم علي سطح القمر.
قالوا: إنكم قتلتم أكثر من 500 فلسطيني معظمهم من الأطفال رغم أن عدد قتلاكم لا يتجاوز خمسة. فهل الإسرائيلي يساوي 100 فلسطيني؟
رد: لقد سقط منا المئات خلال السنوات الثماني الأخيرة ونحن نتحلي بضبط النفس ولا أدري لماذا يهاجموننا؟!!.. ونحن لم نقتل أي طفل!!!
ألهذا الحد وصل الكذب والتضليل.. ولمن تكون تلك الصور التي تنقلها الفضائيات علي مدي عشرة أيام وتم بث بعضها في نفس لحظة نفي بيريز؟
وأتساءل: ما هو تعريف "الطفل" لدي مستر بيريز؟.. هل يعتبر هؤلاء الأطفال رجالاً كمجاز مرسل علاقته "ما سيكون" عليه هؤلاء الأطفال في المستقبل. وبالتالي لا يكون قد قتل أطفالاً؟.. أم يعتبر الأطفال هم "الأجنة" في بطون أمهاتهم فقط؟.. أم يعتبر من استشهدوا ليسوا آدميين من الأصل. بل زوائد دودية لا لزوم لها ويجب استئصالها؟
ثم.. ويا للبجاحة.. لماذا يهاجمونكم يا سيد بيريز؟.. سؤال لا أدري هل مصدره النسيان أم التناسي؟
عُد إلي 1948 وما قبلها.. وإلي 1967 وما بعدها وسوف تجد الإجابة الصحيحة التي تحاول إغفالها.. فقد سلبتم أرضهم وأذللتم شعبهم وقتلتم شيوخهم ورجالهم ونساءهم وأطفالهم وخنقتم حياتهم ودمرتم حاضرهم ومحوتم مستقبلهم.. فماذا تتوقعون؟
نصيحة لوجه الله تعالي أقولها لك يا سيد بيريز: الاحتلال لن يدوم ولابد له من نهاية.
أعيدوا الحق لأصحابه.. لتأمنوا
حافظوا علي حياتهم.. لتسلموا
مدوا أيديكم إليهم بالسلام العادل.. لتريحوا وترتاحوا.
* * *
أقول هذا.. وأعلم جيداً وأنتم تعلمون أن بيريز لن يستجيب للنصيحة.. فهو يعتبر القتل والتدمير والتنكيل دفاعاً شرعياً للمحتل عن النفس.. وطول عمره يكذب ويعتبر ذلك سياسة ودهاء.
يجب ألا ننسي أبداً مذبحة قانا في عهده الميمون.
.. ويجب ألا نتغافل عن أنه كان عضواً بهيئة أركان عصابات "الهاجاناه" الإرهابية عام 1945 وتم اعتقاله من قبل القوات البريطانية في منطقة أم الرشراش علي خليج العقبة متخفياً في ملابس البدو.
.. ويجب ألا يخدعنا بمظهره الحمائمي ونهمل كذبه الذي لا ينتهي.
العالم كله يعلم أن بيريز يكذب ولا يتجمل.. لأن الكذب في دمه منذ الصغر.. لذا.. فلا يمكن أن يخدعنا أبداً.

.. وماذا بعد؟!
الأمـم المتحدة ..خيال المآتة !!
القـانون الدولـي .. "أسـد" علينـا ..
وأمام جرائم إسرائيل .. "نعامة" !!
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
عاصرت بفهم ووعي وإدراك تام حروب 67 والاستنزاف و73 وكل القرارات والأحداث والملابسات المتعلقة بها.


وانفعلت بحس وطني مثل الملايين غيري بكل الجرائم التي ارتكبتها
إسرائيل في الأرض المحتلة وغيرها مثل ضم القدس ومحاولات هدم المسجد الأقصي
أولي القبلتين وثالث الحرمين ومذبحة قانا واجتياح غزة وملاحقة عناصر
المقاومة وتدمير المفاعل النووي العراقي إلي آخره مع ما صاحب ذلك من عدم
الانصياع لأي قرار دولي أو احترام للقانون الدولي.. إضافة إلي ما ارتكبته
أمريكا هي الأخري في أرض الرافدين من مذابح و"مخازي" ضاربة بقرارات
الشرعية الدولية عرض الحائط!!

وكم غلي الدم في عروقي وأنا أري الكيل بمكيالين.. وكأننا عدنا إلي
الجاهلية الأولي.. إذا قتلت إسرائيل الفلسطينيين ساندوها وإذا قتل فلسطيني
أحد الإسرائيليين أقاموا عليه وعلي كل شعبه الحد!!

عقيدة فاسدة. وميزان مختل. وضمير عالمي ظل عقوداً في غيبوبة عميقة
قبل أن يلفظ أنفاسه وتشيعه إسرائيل وأمريكا إلي مثواه الأخير ويتحلل
جثمانه!!

* * *


إن إسرائيل تخوض حرباً قذرة ضد أهالينا أبناء الشعب الفلسطيني في غزة
استمرت حتي الآن 12 يوماً.. أقل ما توصف به أنها حرب لإبادة شعب بأكمله.

وللأسف.. فإن "العالم الحر الجديد".. عجز عن إيقاف هذه المجزرة الجماعية إرضاء لإسرائيل وأمريكا!!..


هذا العجز أعطي إسرائيل الضوء الأخضر لعمل أي شيء وكل شيء يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.


إسرائيل.. تضرب الفلسطينيين بأسلحة محظورة مثل القنابل العنقودية..
ووصلت بها اللامبالاة إلي الادعاء بأن أسلحتها غير محظورة رغم أن القانون
الدولي يصنفها ضمن الأسلحة المحظورة.. مما يؤكد أن إسرائيل تتعامل
بقانونها "السفلي" ولا تحترم أي قانون سواه في ظل حالة الوهن التي تعيشها
المنظمة الدولية.

.. وإسرائيل تجتاح غزة بشكل لا إنساني ولا يمت للإنسانية بأي صلة.


قد يقول قائل إن الحرب في الأساس لا إنسانية.. وأرد عليهم بأن القانون
الدولي إذا كان قد "حرَّم" الحروب بصفة عامة فإنه "جرَّم" الإفراط في
استخدام القوة أو استخدامها في غير محلها.. وما تفعله إسرائيل في غزة هو
نوع من التشفي في الشعب الفلسطيني ومحاولة لإبادته حيث يتم التركيز علي
الأطفال "رجال المستقبل" بحيث لا يكون لهذا الشعب فروع تحمل غداً مشعل
الحرية والاستقلال.

* * *


إن العجز الدولي والذي وصفه وزير خارجية بريطانيا اليوم أمام مجلس
الأمن بأنه "فشل جماعي" للمجلس.. دفع إسرائيل إلي أن تصفع الأمم المتحدة
علي خديها دون أن تعتذر لها.. بل وتري أن لها مبرراتها في هذا الصفع.

أمس.. قصفت ثلاث مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"
التابعة للأمم المتحدة في جباليا وخان يونس والشاطئ.. ولعل أفدحها مدرسة
جباليا التي لجأ إليها عدد كبير من الشعب الفلسطيني بعد هروبهم من منازلهم
التي دمرت عقب خروجهم منها.. وقد أسفر ضرب هذه المدرسة عن استشهاد أكثر من
40 فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال.

إسرائيل ضربت المدرسة رغم رفع علم الأمم المتحدة عليها.. وحجتها
دائماً جاهزة بأن المدرسة كان يختبئ بها عناصر من حماس مع أن المسئولين عن
المدرسة نفوا ذلك جملة وتفصيلاً.

نفس الحجة التي تسوقها بشكل أو بآخر بعد هدم المنازل والمساجد. حيث تدعي أن حماس حولتها إلي مخازن للسلاح والصواريخ!!


* * *


ولأن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً إزاء ضرب مدارس "الأونروا" التابعة
لها واعتراف إسرائيل في بجاحة بضربها.. أتمني من الله ولا يكثر علي الله
أن تكون لدي بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية الشجاعة الكافية
ويحمل كفنه علي يديه ويعلن بالفم المليان وفاة الأمم المتحدة رسمياً بعد
أن ماتت إكلينيكياً منذ أربعة عقود وأكثر وانتهاء دورها الذي استمر 63
عاماً.

كما أتمني أيضاً استخراج شهادة وفاة للقانون الدولي الذي نراه أسداً
علينا فقط وأمام جرائم إسرائيل "نعامة".. والاعتراف بقانون "الغاب" بديلاً
له.. خاصة أنه المطبق فعلاً بشكل دائم وغير متقطع منذ نكسة 67 حتي اليوم.

بصراحة شديدة.. لا نريد "خيال مآتة".. اسمه الأمم المتحدة.

.وماذا بعد؟!
عشنا..وشفنا
مرتزقة .. ويتطاول علي أسياد أسياده
اختزل قضية فلسطين .. في "منفذ" !!
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

تابعت أمس الكلمة التي ألقاها حسن نصر الله أمين عام حزب الله بمناسبة عاشوراء.


الكلمة تضمنت بعض العبارات لابد أن أتوقف أمامها لكشف ما بين سطورها..
حتي يعلم من لا يعلم ويتبين لمن تغيب عنه الحقائق كيف يفكر نصر الله وماذا
يريد بالضبط.

* * *


في البداية.. استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وسلم علي رسولنا الكريم
عليه أفضل الصلاة والسلام.. ووجه العزاء إلي سيدنا علي بن أبي طالب
والسيدة فاطمة الزهراء والحسن بن علي والسيدة زينب رضي الله عنهم جميعاً
في سيد شباب أهل الجنة شهيد كربلاء سيدنا الحسين رضي الله عنه بمناسبة
ذكري استشهاده.. وهذا استهلال حسن لا شك في ذلك.. فكلنا نحب أهل البيت..
حباً في الرسول.

لكن.. الشيء الذي يكشف بجلاء نفسية نصر الله وكم هي ممزقة ومضطربة أن
يعزي أيضاً كما قال بالحرف الواحد "سماحة آية الله العظمي الإمام السيد
علي خامنئي" مرشد الثورة الإيرانية!!

أن يكون الإنسان شيعياً فهذا وارد.. بالضبط مثلما يكون سنياً.. ونحن
لا نحاسب الناس علي مذهبهم.. وإلا أعطينا لهم نفس الذريعة لكي يحاسبونا
علي مذهبنا.

لكن.. أن يكون شيعياً موالياً لإيران رغم أنه يحمل الجنسية
اللبنانية.. يزعم أنه زعيم حزب لبناني يدافع عن التراب والهواء والمياه
اللبنانية بينما يتجاهل القيادة الشرعية بلبنان والعلم اللبناني ولا يعترف
سوي بالمرشد العام الإيراني ويخصص له علماً مغايراً.. فإنها تكون ازدواجية
وانفصاماً في الشخصية.

إنه بذلك يعلن للعالم كله وبمنتهي الصراحة أو البجاحة أنه "عميل"
ولديه الاستعداد التام أن يخون لبنان التي ينتمي إليها علي الورق أو ينقلب
عليها إذا اتخذت سياسة تتعارض مع سياسة الآيات في إيران. أو يحارب
بالوكالة كمرتزقة تنفيذاً لأوامر طهران مضحياً بكل الشعب اللبناني كما فعل
في صيف 2006 عندما تسبب في مقتل 1200 لبناني واختبأ مع ميليشياته بعيداً
عن النيران.

وهنا.. مكمن الخطر منه علي هذه الدولة الجميلة.. لها ولشعبها الله.


* * *


الأمر الثاني.. أنه يجب أن يكون مفهوماً له وللجميع.. أن أحداً لا يزايد علي مصر في الوطنية والتضحية من أجل القضية الفلسطينية.


لن أعيد ما سبق أن قلناه ويعلمه القاصي والداني عن حجم شهدائنا في
الحروب لنصرة القضية. وعن المواقف المبدئية للقيادة السياسية علي مر
العقود والمساندات عربياً وإقليمياً ودولياً للقضية وللشعب الشقيق.. فنحن
لا نمن عليهم.. فهم أشقاؤنا وقضيتهم قضيتنا حملناها منذ كانت وليدة حتي
اليوم.. والغد.

وعندما تأزمت الأمور ووقع العدوان الإسرائيلي الهمجي علي غزة دون
الدخول في تفاصيل وحكايات وأسباب يجب أن نتجاوزها لأننا أمام وضع مأساوي
بحق.. سارع العديد من الأطراف لركوب الموجة رغم أنهم لم ولن يقدموا شيئاً
للقضية.. وفي النهاية.. لم يجد الفلسطينيون سوي مصر التي قدمت مبادرة رحب
بها العالم كله لما تتضمنه من أفكار تنهي القتال وأسبابه وتوقف نزيف الدم
الفلسطيني وتحمي شعب غزة حماية دائمة.

إلا أن هذا بالطبع لم يعجب سماحة حسن نصر الله لأن الآيات في طهران
غير راضين عن المبادرة حيث إنها تحبط أهدافهم القذرة إقليمياً ودولياً.

في احتجاجه علي مجلس الأمن أمس الأول وغضبته الشديدة منه.. تساءل
أحمد أبوالغيط وزير الخارجية: هل يحتاج مجلس الأمن إلي أكثر من 650 شهيداً
و2500 جريح ليحسم أمره ويتصرف بمسئولية؟

آية الله حسن نصر الله أراد أن يكون له دور ووجه إلي الوزير سؤالاً:
وهل يحتاج النظام المصري إلي أكثر من 650 شهيداً و2500 جريح ليفتح معبر
رفح بشكل نهائي لمساعدة أهل غزة علي الصمود والانتصار؟

سؤال نصر الله يعني أحد أمرين: إما أنه لا يعرف الحقيقة وأنا أشك في ذلك أو يعرفها وهذا هو المنطقي والطبيعي ولكنه يغالط.


سواء كان عالماً أو جاهلاً.. فإن تعبير "معبر رفح" تعبير خاطئ في الأساس.. لأنه "منفذ" وليس "معبراً".


علي الحدود الإسرائيلية مع غزة 6 معابر تجارية لمرور شاحنات البضائع
ومنفذ للأفراد.. وقد أغلقتها إسرائيل كلها. وعلي الحدود المصرية مع غزة
"منفذ" واحد هو رفح غير مجهز إلا لمرور الأفراد.. والسؤال: هل هذا
"المنفذ" المفتوح أصلاً هو الذي سيساعد أهل غزة علي الصمود والانتصار؟..
أي صمود وأي انتصار.. وبماذا؟.. بمرور الجرحي.. فإنهم يمرون.. بمرور
المساعدات.. فإنها تمر.. أما إذا كان يقصد مرور السلاح أيضاً.. فهذا لن
يكون.

منتهي الاستخفاف بعقلية الناس.. عندما تختزل القضية الفلسطينية كلها في "منفذ" للأفراد.


* * *


الأمر الثالث.. أن نصر الله يبدو أنه لم يتابع وسائل الإعلام منذ
فترة.. إما أنه كان نائماً أو في غيبوبة.. وبالتالي لم يسمع الكلمة القوية
التي وجهها الرئيس حسني مبارك بمناسبة حلول العامين الهجري والميلادي
والتي ذكر فيها مخطط إسرائيل للفصل بين الضفة والقطاع والتنصل من
مسئوليتها عن غزة وتحميل مصر تبعاتها وهو المخطط الذي تروج له إسرائيل منذ
الثمانينيات بمقولة "غزة أولاً" بالنسبة للقطاع و"الخيار الأردني" فيما
يتصل بالضفة الغربية.. وقد أكد الرئيس أن مصر لن تقع في هذا الفخ
الإسرائيلي ولن تشارك في تكريس هذا الفصل.. فالضفة والقطاع بالنسبة لنا
أراضي محتلة تقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة.

نصر الله.. سمع بالأمس فقط عن هذا المخطط الإسرائيلي وأخذ يعيد ويزيد
فيه وكأنه اكتشف الذرة أو جاء بانفراد صحفي مهول.. للأسف لو كان صحفياً
فإنه يصبح أفشل صحفي علي ظهر الأرض لأن أخباره بايتة وميتة بل وشبعت "موت"
حتي تعفنت وتحللت.

***


الأمر الرابع.. وهو بيت القصيد.. قوله: "نحن لم نخاصم ولم نعاد من
تواطأ علينا من العرب في حرب تموز ومن اتهمنا وأساء إلينا وشارك في دمائنا
ولكننا سنخاصم ونعادي من يتواطأ علي غزة وأهلها ومقاومتها وعلي من يشارك
في دمائها ويسد عليها أبواب الحياة والخلاص".

الأمر لا يحتاج إلي جهد وإلي تفكير.. فهو يقصد بهذا الكلام مصر
تحديداً.. حيث ذكر هذه العبارات غير المسئولة في نهاية كلامه عن مصر..
وبالتالي لابد من الرد عليها.

أولاً.. هل وأنت لبناني كما تدعي.. تكون غزة أهم عندك من لبنان؟ منتهي الولاء لبلدك.


ثانياً.. أؤكد لك.. أن الذي يتآمر علي غزة هو إيران وأنت وسوريا وقطر
علي سبيل الحصر.. فلكل منكم مصلحة في أن تظل غزة مشتعلة.. وفي جر مصر إلي
حرب مع إسرائيل.. وقد تحدثنا كثيراً من قبل عن هذه المصالح والعالم كله
يعلمها.

أنا ومثلي الملايين من شعب مصر.. نقول لإيران: اذهبي وحلي قضيتك مع
العالم بشأن الملف النووي بعيداً عنا وعن القضية الفلسطينية وعن غزة.

.. ونقول لنصر الله: إذا كنت لبنانياً حقاً.. فاهجم علي إسرائيل
لتحرير مزارع شبعا فهي أولي.. وأنا واثق أنك لن تطلق صاروخاً واحداً تجاه
الدولة العبرية.

.. ولسوريا: "جولانك" محتلة منذ 42 عاماً.. فمالك والقضية
الفلسطينية؟.. لم تطلقي رصاصة واحدة تجاه "عدوك" منذ حرب ..73 إما أن
تحرري أرضك أو تتفاوضي مباشرة مع إسرائيل علي السلام بدلاً من التفاوض
السري.

.. ولقطر: صعب جداً أن تكون لدويلة مثلك دور بهذا الحجم الكبير..
الأولي أن تستردي سيادتك وتحرري أرضك من الأمريكان الذين حولوا "الإمارة"
كلها إلي أكبر قاعدة في العالم.

لذلك.. فإن نصر الله لن يخيفنا بهذا التهديد الأجوف.. مصر ليست كأي دولة.. وشعبها علي قلب رجل واحد وفي رباط إلي يوم الدين.


كلام "الغرز" لا يجدي معنا.. فكذبك مفضوح.. ورائحتك تزكم الأنوف.

نافذة
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

معظم الأسر المصرية تتعامل مع أطفالها
بطريقة خاطئة.. التعنيف والضرب والعقاب بالحرمان مما يحبه الطفل هي
الوسائل التي تفرض نفسها دائماً من الأبوين لأطفالهما.

الطفل بداخله طاقة مهولة يحتاج إلي تفريغها أولاً بأول.. ولابد من تفريغها وإلا تحول إلي إنسان مريض جسمانياً وعقلياً.


الشكل الخارجي لهذه الطاقة تأتي في صورة "شقاوة" وهذا يغضب معظم أولياء الأمور فيحاولون "كبته" بشكل أو بآخر.. وهذا خطأ جسيم.


والطفل أي طفل متمرد بطبعه .. لأنه يكون في فترة تكوين شخصيته..
وبالتالي يرفض الانصياع للأوامر ويعتبرها عداء له.. ومن هنا لابد للأبوين
أن يعاملاه بصيغة تربوية سليمة واستبدال الأوامر والعقوبات بصيغ أخري يفهم
منها الطفل أن والده غاضب منه ومن سلوكه وأن والدته غير راضية عما يفعل..
ولأنه في قمة الذكاء سوف يعي الرسالة علي وجهها السليم.

أحياناً كثيرة يكون للطفل أشقاء أكبر منه.. يمارسون عليه دور الرقيب والحسيب أيضاً.. وهنا قمة الخطورة عليه.


الطفل إذا عومل معاملة غير تربوية.. فإننا نخلق منه إنساناً عديم
الشخصية أو مهزوزاً أو جباناً.. في حين أننا لو عاملناه بشكل سليم سنجعل
منه إنساناً سوياً نافعاً لنفسه وللوطن.

علي هذه الصفحة من "أولادنا" ننشر في باب "حوار اسري" 8 قواعد سلوكية يجب ان نتعامل مع الطفل بها لخلق طفل مطيع ومتعاون وسوي.


اقرأوها.. لتعرفوا.. هل أنتم علي صواب أم خطأ.

.. وماذا بعد ؟!
5 رسائل عاجلة للسفاحين..
والأقزام .. أصحاب الألف وجه!!
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

خلال الساعات الثماني والأربعين
الماضية.. توالت الأحداث والوقائع بسرعة.. وكلها حول الحرب الهمجية علي
غزة أو متصلة بها بشكل أو بآخر.

لذا.. سوف أحاول التعليق عليها بتركيز شديد في صورة رسائل سريعة.. لأنها جميعاً مهمة.. ولا يجب إغفال أي منها.



* * *



* الرسالة الأولي: أمس.. استدعت وزارة الخارجية السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين وأبلغته رسالة محددة وقوية من بندين:


* الأول: ضرورة امتثال إسرائيل لقرار مجلس الأمن والاستجابة للمبادرة المصرية خاصة فيما يتعلق بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.


* الثاني: فتح ممرات آمنة لمرور المساعدات الإنسانية والتي بدأت
تتراكم في جنوب القطاع بعد أن قطعت القوات الإسرائيلية الطريق الذي يربط
بين جنوب القطاع وشماله.

هذا الاستدعاء وهو الرابع منذ بدأ الهجوم علي غزة في 27 ديسمبر الماضي له أكثر من دلالة في مقدمتها:


* الأولي: إنه يؤكد صحة موقف مصر وبعد نظرها في ضرورة وجود قنوات
مفتوحة مع إسرائيل لتوصيل طلباتنا من أجل وقف شلالات الدم في غزة ووصول
المساعدات الإنسانية إلي الشعب الفلسطيني في القطاع.

* الثانية: إن مصر عندما تستدعي سفيراً ما إنما تمارس حقها الطبيعي
الذي كفله لها القانون الدولي والمعاهدات الدولية.. ويكون ذلك من منطلق
قوة لا ضعف ومن خلال قنوات دبلوماسية معترف بها وليس قنوات سرية.

* الثالثة: إن مصر وهي تستدعي السفير أربع مرات خلال أسبوعين إنما
تسجل أمام العالم كله خروج إسرائيل عن المنظومة العالمية وإبلاغ دولة
الاحتلال والدنيا بأسرها أن صبرها يكاد ينفد وأن هذه الطلبات ملحة ولابد
من الاستجابة لها خاصة أنها حرب غير مبررة وأن الاستخدام المفرط للقوة
يستهدف المدنيين الذين لا دخل لهم بأي خلاف سياسي.

أري أن هذا الاستدعاء سوف تكون له نتائج إيجابية ملموسة.



* * *



* الرسالة الثانية: قالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية
الإسرائيلية في تصريحات لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إنها لا تحب مصطلح
وقف إطلاق النار.

ليفني تتحدث بمنطق "مصاص الدماء".. فمادام أمامه فريسة لا حول لها ولا قوة فيجب ألا يمنعه أحد من أن يغرس أنيابه فيها ويمتص دماءها.


ليفني وهي تقول هذا الكلام.. ليس هدفها أمن إسرائيل ولا صورة إسرائيل
أمام العالم.. فقط يهمها هي وإيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الناخب
الإسرائيلي.. فالاثنان علي "تراك" واحد ويطمعان في كرسي الوزارة خلفاً
لإيهود أولمرت الذي تلاحقه الفضائح وقضايا الفساد.

أري أن فضائح أولمرت "لعب عيال" بجانب فضائح ليفني وباراك في غزة.


أولمرت فضائحه مالية.. أما ليفني وباراك ففضائحهما إنسانية دموية ويجب محاكمتهما كمجرمي حرب.



* * *



* الرسالة الثالثة: في حديثه لقناة الجزيرة التي يمتلكها..
رفض الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري التضحية بمكتب رعاية المصالح
التجارية الإسرائيلية في الدوحة رداً علي مجازر إسرائيل في غزة.. واستبعد
إغلاق المكتب مؤكداً أن هذه الخطوة تحتاج إلي "دعم عربي"!!

إذا كان هذا هو موقف قطر التي تحولت إلي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية
في العالم.. وموقف رئيس وزرائها المشهور بعلاقاته التجارية مع إسرائيل
وزياراته العديدة للدولة العبرية سواء للعمل أو النزهة.. وهو في نفس الوقت
مالك لقناة الجزيرة التي تشن حرباً شعواء علي مصر وتخصص برامج تستقدم لها
ضيوفاً معينين للتطاول علي مصر.. بل إن هذه الدويلة العربية اسماً.
الأمريكية الإسرائيلية شحماً ولحماً ونخاعاً تنظم المظاهرات المناهضة
لمصر.. فلماذا يطالبوننا بطرد السفير الإسرائيلي وسحب سفيرنا من تل أبيب
وإلغاء معاهدة السلام؟

إن العلاقات الدبلوماسية القائمة بين مصر وإسرائيل هي نتاج معاهدة
دولية علنية.. ولكن علي أي أساس يوجد مكتب لرعاية المصالح التجارية
الإسرائيلية في قطر رغم عدم وجود معاهدة سلام بين الدوحة وإسرائيل أو
علاقات دبلوماسية بينهما؟

ولا أدري.. ماذا يعني بتعبير "دعم عربي"؟.


هل يقصد دعماً سياسياً؟.. أم دعماً مالياً؟.. ولماذا يطلبه لقطر ولا
يطلبه لمصر التي حملت وتحمل القضية الفلسطينية وتبعاتها وحدها علي مدي 60
عاماً؟

لقد أصبحنا في زمن العجائب.. الأقزام يتطاولون علي العمالقة..
والكيانات الصغيرة صاحبة الألف وجه تبحث عن دور يفوق إمكاناتها وحجمها
ومكانتها.

لا شيء أصبح مستغرباً.. في زمن الانفلات والتجاوزات وخلط الأوراق.



* * *



* الرسالة الرابعة: لأول مرة منذ عام 73 قام مجهولون بإطلاق
النار من الحدود السورية علي فريق هندسي إسرائيلي في الجولان المحتلة..
وقد تقدمت إسرائيل بشكوي إلي قوة "أندوف" التابعة للأمم المتحدة والمكلفة
بمراقبة وقف إطلاق النار بين البلدين.

حمدنا الله.. أن تحققت أمنيتنا وحدث ما كنا نتعجب منه حول امتناع سوريا عن إطلاق رصاصة واحدة علي الجولان المحتلة طوال 36 عاماً.


ولكن.. فرحتنا لم تتم.. حيث أعلن التليفزيون السوري الرسمي أن السلطات
السورية ألقت القبض علي جندي سوري أطلق النار علي الدورية الإسرائيلية في
الجولان!!

سبحان الله.. لم تحرروا أرضكم المحتلة وقلنا: براحتكم.. تحرروها. تبيعوها. تؤجروها "مفروش".. كل الخيارات مفتوحة أمامكم!!


ولا تريدون إغضاب إسرائيل حتي لا تعاقبكم.. وبالتالي بادرتم بالتحقيق مع الجندي الذي أطلق النار علي الجولان.. فهذا حقكم أيضاً!!


لكن.. مادمتم هكذا بألف وجه.. فلماذا تتطاولون علي مصر.. وتفتحون
المدن السورية لعناصر الفصائل الفلسطينية الفارين من جحيم غزة؟ ولماذا
تنظمون المظاهرات المعادية لمصر بالتزامن مع إيران؟ ولماذا تحرمون
بالاتفاق مع طهران وحزب الله علي حماس أن تستجيب لصوت العقل.

صحيح.. اللي اختشوا.. ماتوا.



* * *



* الرسالة الخامسة: طالب العديد من الساسة والمفكرين والشارع العالمي بسحب جائزة نوبل للسلام من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.


الطلب منطقي جداً.. وفي قمة العدالة.


إنسان دموي.. تاريخه أسود.. يداه ملوثتان بدماء ضحاياه في قانا وغزة..
ويتباهي بذلك ويبرر جريمته ومذابحه بتبريرات واهية.. ما كان يجب أن يحصل
من الأصل علي هذه الجائزة.

أما وقد حدث ما حدث في غزة.. فلابد من سحب الجائزة منه.. فليس من المعقول أن تظل جائزة "سلام" مع سفاح ومجرم حرب.


اسحبوها منه.. واعطوه "الصليب المعقوف".. فهذا أنسب له.

.. وماذا بعد ؟!
5 رسائل عاجلة للسفاحين..
والأقزام .. أصحاب الألف وجه!!
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

خلال الساعات الثماني والأربعين
الماضية.. توالت الأحداث والوقائع بسرعة.. وكلها حول الحرب الهمجية علي
غزة أو متصلة بها بشكل أو بآخر.

لذا.. سوف أحاول التعليق عليها بتركيز شديد في صورة رسائل سريعة.. لأنها جميعاً مهمة.. ولا يجب إغفال أي منها.



* * *



* الرسالة الأولي: أمس.. استدعت وزارة الخارجية السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين وأبلغته رسالة محددة وقوية من بندين:


* الأول: ضرورة امتثال إسرائيل لقرار مجلس الأمن والاستجابة للمبادرة المصرية خاصة فيما يتعلق بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.


* الثاني: فتح ممرات آمنة لمرور المساعدات الإنسانية والتي بدأت
تتراكم في جنوب القطاع بعد أن قطعت القوات الإسرائيلية الطريق الذي يربط
بين جنوب القطاع وشماله.

هذا الاستدعاء وهو الرابع منذ بدأ الهجوم علي غزة في 27 ديسمبر الماضي له أكثر من دلالة في مقدمتها:


* الأولي: إنه يؤكد صحة موقف مصر وبعد نظرها في ضرورة وجود قنوات
مفتوحة مع إسرائيل لتوصيل طلباتنا من أجل وقف شلالات الدم في غزة ووصول
المساعدات الإنسانية إلي الشعب الفلسطيني في القطاع.

* الثانية: إن مصر عندما تستدعي سفيراً ما إنما تمارس حقها الطبيعي
الذي كفله لها القانون الدولي والمعاهدات الدولية.. ويكون ذلك من منطلق
قوة لا ضعف ومن خلال قنوات دبلوماسية معترف بها وليس قنوات سرية.

* الثالثة: إن مصر وهي تستدعي السفير أربع مرات خلال أسبوعين إنما
تسجل أمام العالم كله خروج إسرائيل عن المنظومة العالمية وإبلاغ دولة
الاحتلال والدنيا بأسرها أن صبرها يكاد ينفد وأن هذه الطلبات ملحة ولابد
من الاستجابة لها خاصة أنها حرب غير مبررة وأن الاستخدام المفرط للقوة
يستهدف المدنيين الذين لا دخل لهم بأي خلاف سياسي.

أري أن هذا الاستدعاء سوف تكون له نتائج إيجابية ملموسة.



* * *



* الرسالة الثانية: قالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية
الإسرائيلية في تصريحات لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إنها لا تحب مصطلح
وقف إطلاق النار.

ليفني تتحدث بمنطق "مصاص الدماء".. فمادام أمامه فريسة لا حول لها ولا قوة فيجب ألا يمنعه أحد من أن يغرس أنيابه فيها ويمتص دماءها.


ليفني وهي تقول هذا الكلام.. ليس هدفها أمن إسرائيل ولا صورة إسرائيل
أمام العالم.. فقط يهمها هي وإيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي الناخب
الإسرائيلي.. فالاثنان علي "تراك" واحد ويطمعان في كرسي الوزارة خلفاً
لإيهود أولمرت الذي تلاحقه الفضائح وقضايا الفساد.

أري أن فضائح أولمرت "لعب عيال" بجانب فضائح ليفني وباراك في غزة.


أولمرت فضائحه مالية.. أما ليفني وباراك ففضائحهما إنسانية دموية ويجب محاكمتهما كمجرمي حرب.



* * *



* الرسالة الثالثة: في حديثه لقناة الجزيرة التي يمتلكها..
رفض الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري التضحية بمكتب رعاية المصالح
التجارية الإسرائيلية في الدوحة رداً علي مجازر إسرائيل في غزة.. واستبعد
إغلاق المكتب مؤكداً أن هذه الخطوة تحتاج إلي "دعم عربي"!!

إذا كان هذا هو موقف قطر التي تحولت إلي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية
في العالم.. وموقف رئيس وزرائها المشهور بعلاقاته التجارية مع إسرائيل
وزياراته العديدة للدولة العبرية سواء للعمل أو النزهة.. وهو في نفس الوقت
مالك لقناة الجزيرة التي تشن حرباً شعواء علي مصر وتخصص برامج تستقدم لها
ضيوفاً معينين للتطاول علي مصر.. بل إن هذه الدويلة العربية اسماً.
الأمريكية الإسرائيلية شحماً ولحماً ونخاعاً تنظم المظاهرات المناهضة
لمصر.. فلماذا يطالبوننا بطرد السفير الإسرائيلي وسحب سفيرنا من تل أبيب
وإلغاء معاهدة السلام؟

إن العلاقات الدبلوماسية القائمة بين مصر وإسرائيل هي نتاج معاهدة
دولية علنية.. ولكن علي أي أساس يوجد مكتب لرعاية المصالح التجارية
الإسرائيلية في قطر رغم عدم وجود معاهدة سلام بين الدوحة وإسرائيل أو
علاقات دبلوماسية بينهما؟

ولا أدري.. ماذا يعني بتعبير "دعم عربي"؟.


هل يقصد دعماً سياسياً؟.. أم دعماً مالياً؟.. ولماذا يطلبه لقطر ولا
يطلبه لمصر التي حملت وتحمل القضية الفلسطينية وتبعاتها وحدها علي مدي 60
عاماً؟

لقد أصبحنا في زمن العجائب.. الأقزام يتطاولون علي العمالقة..
والكيانات الصغيرة صاحبة الألف وجه تبحث عن دور يفوق إمكاناتها وحجمها
ومكانتها.

لا شيء أصبح مستغرباً.. في زمن الانفلات والتجاوزات وخلط الأوراق.



* * *



* الرسالة الرابعة: لأول مرة منذ عام 73 قام مجهولون بإطلاق
النار من الحدود السورية علي فريق هندسي إسرائيلي في الجولان المحتلة..
وقد تقدمت إسرائيل بشكوي إلي قوة "أندوف" التابعة للأمم المتحدة والمكلفة
بمراقبة وقف إطلاق النار بين البلدين.

حمدنا الله.. أن تحققت أمنيتنا وحدث ما كنا نتعجب منه حول امتناع سوريا عن إطلاق رصاصة واحدة علي الجولان المحتلة طوال 36 عاماً.


ولكن.. فرحتنا لم تتم.. حيث أعلن التليفزيون السوري الرسمي أن السلطات
السورية ألقت القبض علي جندي سوري أطلق النار علي الدورية الإسرائيلية في
الجولان!!

سبحان الله.. لم تحرروا أرضكم المحتلة وقلنا: براحتكم.. تحرروها. تبيعوها. تؤجروها "مفروش".. كل الخيارات مفتوحة أمامكم!!


ولا تريدون إغضاب إسرائيل حتي لا تعاقبكم.. وبالتالي بادرتم بالتحقيق مع الجندي الذي أطلق النار علي الجولان.. فهذا حقكم أيضاً!!


لكن.. مادمتم هكذا بألف وجه.. فلماذا تتطاولون علي مصر.. وتفتحون
المدن السورية لعناصر الفصائل الفلسطينية الفارين من جحيم غزة؟ ولماذا
تنظمون المظاهرات المعادية لمصر بالتزامن مع إيران؟ ولماذا تحرمون
بالاتفاق مع طهران وحزب الله علي حماس أن تستجيب لصوت العقل.

صحيح.. اللي اختشوا.. ماتوا.



* * *



* الرسالة الخامسة: طالب العديد من الساسة والمفكرين والشارع العالمي بسحب جائزة نوبل للسلام من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.


الطلب منطقي جداً.. وفي قمة العدالة.


إنسان دموي.. تاريخه أسود.. يداه ملوثتان بدماء ضحاياه في قانا وغزة..
ويتباهي بذلك ويبرر جريمته ومذابحه بتبريرات واهية.. ما كان يجب أن يحصل
من الأصل علي هذه الجائزة.

أما وقد حدث ما حدث في غزة.. فلابد من سحب الجائزة منه.. فليس من المعقول أن تظل جائزة "سلام" مع سفاح ومجرم حرب.


اسحبوها منه.. واعطوه "الصليب المعقوف".. فهذا أنسب له.

وثيقة إدانة لإسرائيل
رأينا بأعيننا .. نتائج الفجور والإرهاب
مصر الكبيرة .. فوق الجميع
صلبة وقوية .. وعلي قلب رجل واحد
بقلم: خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

كنت شاهد عيان علي زيارة وفد الحزب
الوطني رفيع المستوي أمس للجرحي الفلسطينيين في مستشفيات العريش. ولمنفذ
رفح وتسليم سيارات الإسعاف وقوافل الإغاثة المقدمة من أبناء الحزب للأشقاء
في غزة. وكذلك المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي عقد في قاعة الجلاء برفح.

وفد الوطني تكون من صفوت الشريف الأمين العام رئيس مجلس الشوري.
وجمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات. ود. مفيد شهاب الأمين
العام المساعد للشئون البرلمانية. ود. عليّ الدين هلال أمين الإعلام
وأعضاء الأمانة العامة.

ما سمعته ورأيته في محطات الزيارة الثلاث هزّ مشاعري فرحاً وفخراً في
جانب. وأدمي قلبي وأبكاه في جانب آخر.. فكانت هذه انطباعاتي وتسجيلاتي عن
هذا الحدث المهم.

* * *


في المحطة الأولي.. قام وفد الوطني بزيارة الجرحي الفلسطينيين بمستشفيي العام ومبارك العسكري.


في المستشفي العام.. كانت الإصابات عادية إذا وضعنا في الاعتبار أن المصابين ضحايا حرب.


.. وفي المستشفي العسكري.. كانت هناك ثلاث حالات في الرعاية المركزة..
إصاباتهم خطيرة نتيجة تعرضهم لقنابل الفوسفور الأبيض والتي أحدثت بهم
حروقاً شديدة هزتنا جميعاً حتي أن البعض بكي من هول ما رأي.

الأطباء أكدوا أن ما تعرض له المصابون هو نوع جديد من القنابل.. يحرق
اللحم والأنسجة ويصل إلي العظام.. وأشاروا إلي أن طفلة عمرها عامان وصلت
في منتصف الحرب مقطوعة الرجلين حتي الركبتين وبدون نزف.. حيث قطعت قنبلة
من هذه القنابل رجليها وأحرقت مكان القطع تماماً!!

انتابتني مثل كل من كان حولي مشاعر غضب شديد.. فهذه الإصابات وثيقة
ادانة ودليل قاطع علي وحشية العدوان وعدم مراعاته للقانون والاتفاقيات
الدولية.. وغلي الدم في عروقي ولعنت اليوم الأسود الذي خرجت فيه إسرائيل
للوجود.

* * *


لكن.. يبقي أيضاً شيء مهم جعلني أشعر بنشوة وفخر واعتزاز.. وهو
الملحمة الوطنية لأطباء وزارة الصحة والقوات المسلحة.. فمنذ اليوم الأول
للعدوان تم توفير 500 سرير والأطقم الطبية المتخصصة في الجراحات والعلاجات
المختلفة.

وقبل يومين نجحت مصر بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي في فتح ممرات
آمنة من رفح إلي خان يونس لدخول المساعدات وأطقم الإنقاذ.. وهو ما سهل
لسيارات الإسعاف المصرية الدخول حتي مستشفي الشفاء في قلب غزة ونقل
الحالات الحرجة إلي المستشفيات المصرية.

إن ما قام به هؤلاء الأطباء إضافة إلي الهلال الأحمر المصري.. هو قصة
نجاح وبطولة لجنود مجهولين لا يعرف الكثيرون ما حققوه علي أرض الواقع وفي
ظروف صعبة.. بل هي أصعب مما يتوقع أحد.

* * *


.. وفي المحطة الثانية.. توجه وفد الحزب الوطني إلي منفذ رفح. حيث قام
بتسليم 8 سيارات إسعاف مجهزة و20 قافلة إغاثة تبرع بها أبناء الحزب
للأشقاء في غزة.. وقد تسلمها أمام بوابة المنفذ رئيس الهلال الأحمر
الفلسطيني الذي أشاد بمصر وطناً وقيادة وحكومة وشعباً.. وألقي كلمة مؤثرة
كان فيها العزاء كل العزاء عن تجاوزات وتطاول الأقزام مجاهدي الميكروفونات
والفضائيات.. واختتمها بعبارة: أقول للجميع.. مَن أراد السلام فهناك مصر.
ومن أراد الحرب فهناك أيضاً مصر.

وفي الوقت الذي كان الجميع مصريين وفلسطينيين في قلق علي الوفد
الحزبي خوفاً من القصف العنيف للمناطق الحدودية وكانوا يحاولون إنجاز مهمة
استلام القوافل بسرعة.. حرص الوفد علي البقاء أطول مدة ممكنة.. وكان
الجميع هادئاً.. ولِمَ لا.. فكلنا في الموقع الصحيح.. فوق ترابنا المقدس..
وبين أهالينا وأشقائنا.

في هذه المحطة.. انتابتني مشاعر متناقضة.. ما بين الفخر والاعتزاز
بمواقف مصر المبدئية وما تقدمه عن قناعة وإيمان. وبين الضيق والغضب
الشديدين من مزايدات البعض عبر الفضائيات علي الدور الوطني لمصر ومحاولات
الكيانات الصغيرة الهامشية أن تتعملق وتلعب دوراً أكبر منها.

* * *


.. والمحطة الثالثة والأخيرة.. كانت في قاعة الجلاء برفح.. وعلي بعد كيلومتر واحد من المنفذ. حيث عقد المؤتمر الجماهيري الحاشد.


تحدث صفوت الشريف. وجمال مبارك. ود. مفيد شهاب. واللواء محمد شوشة
محافظ شمال سيناء. ود. منير الشوربجي أمين الحزب بالمحافظة. وممثلو نواب
سيناء.

الكلمات كانت أقوي من القنابل الفوسفورية والارتجاجية. والحماس ألهب
المشاعر أكثر وأكثر. وزادت القوة والحماس عندما بدأنا نسمع دوي الانفجارات
القريبة منا ونشاهد سحب الدخان الأسود والأبيض تغطي سماء رفح.

أطلق المتحدثون قذائف مدوية.. يؤمنون ونؤمن جميعًا بها. يقتنعون ونقتنع جميعًا بمعانيها ومغزاها:


* نقول لإسرائيل: ما أسوأك يا إسرائيل. ما رأيناه ونراه هو ظلم إنساني
وفجور وإرهاب دولة. أوقفوا القتل والدمار. العدوان لن يحقق الأمن لكم.
مدافعكم وقنابلكم لن ترهبنا فهي علامة ضعف للمجتمع الإسرائيلي الذي لا
يستطيع أن يواجه الحقيقة. كنتم عصابات بعد وعد بلفور والآن وأنتم دولة
تمارسون حرب العصابات. أفيقوا.. العالم كله كفر من أسلوبكم.

* ونقول للإخوة الفلسطينيين: جئنا لنعبر عن وقفة مصرية صميمة معكم.
أبدًا لن نتخلي عن قضية فلسطين ولا عن شعبها. قوتكم في وحدتكم ولولا
الفرقة لما كان هذا العدوان. لا تستمعوا إلي مروجي أفكار الفرقة الذين
يدفعونكم نحو حرب ليس توقيتها أو خيار ليس محسوبًا. ليست لنا أطماع في
فلسطين مثلما لم تكن لنا أطماع في الجزائر واليمن وغيرها ولن تكون لنا
أطماع في سوريا ولبنان والسودان.

* ونقول لمن يحاول الحصول علي بطولة زائفة: لن تورطوا مصر أبدًا. مصر
فوق الجميع. نظامنا السياسي قوة نواجه بها أي مخطط ضد مصر. القيادة
السياسية تستمد صلابتها وقوتها من صلابة وقوة الجبهة الداخلية. العدوان
الإسرائيلي كشف عورات كثيرة.

* ونقول لإدارة بوش التي تعيش آخر أيامها: التاريخ سوف يكتب عنكم أسوأ ما يمكن أن يقال عن حقوق الإنسان.


* ونقول للعالم كله: أين حقوق الإنسان الفلسطيني علي أرضه؟!


طلقات قاتلة للبعض. وتحذيرية للبعض الآخر.. نتمني أن يفهمها الجميع ويعيها جيدًا ليعرف علي وجه التحديد أين هو وإلي أين يذهب!


***


الزيارة في مجملها عبارة عن رسائل محددة وواضحة لكل ذي عينين.. تذكر
من في قلبه مرض بأخطائه وخطاياه لعل الذكري تنفع المؤمنين.. إن كانوا
مؤمنين.

ونذكر الجميع.. بأن مصر الكبيرة. صاحبة المواقف المبدئية والتضحيات
الضخمة لا يغفل فضلها ودورها سوي من كان أعمي البصر والبصيرة.. وحتي لو
أغفلها البعض فإنها محفورة في التاريخ الذي لا يمكن أن يزيفه أصحاب
الحناجر والقنوات الفضائية المأجورة والكيانات الضئيلة حجمًا وتأثيرًا.

مصر.. هي مصر وستظل.. ترتفع فوق الصغائر. ولا تلتفت إلي من يهذي
بكلمات غير مفهومة. وتصرفات ليست مسئولة.. سواء في العواصم الشتامة. أو
الفضائيات الهدامة.

لكل هؤلاء نقول: مصر تترك الكلاب تنبح.. وقافلتها تسير.

وثيقة إدانة لإسرائيل
رأينا بأعيننا .. نتائج الفجور والإرهاب
مصر الكبيرة .. فوق الجميع
صلبة وقوية .. وعلي قلب رجل واحد
بقلم: خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

كنت شاهد عيان علي زيارة وفد الحزب
الوطني رفيع المستوي أمس للجرحي الفلسطينيين في مستشفيات العريش. ولمنفذ
رفح وتسليم سيارات الإسعاف وقوافل الإغاثة المقدمة من أبناء الحزب للأشقاء
في غزة. وكذلك المؤتمر الجماهيري الحاشد الذي عقد في قاعة الجلاء برفح.

وفد الوطني تكون من صفوت الشريف الأمين العام رئيس مجلس الشوري.
وجمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات. ود. مفيد شهاب الأمين
العام المساعد للشئون البرلمانية. ود. عليّ الدين هلال أمين الإعلام
وأعضاء الأمانة العامة.

ما سمعته ورأيته في محطات الزيارة الثلاث هزّ مشاعري فرحاً وفخراً في
جانب. وأدمي قلبي وأبكاه في جانب آخر.. فكانت هذه انطباعاتي وتسجيلاتي عن
هذا الحدث المهم.

* * *


في المحطة الأولي.. قام وفد الوطني بزيارة الجرحي الفلسطينيين بمستشفيي العام ومبارك العسكري.


في المستشفي العام.. كانت الإصابات عادية إذا وضعنا في الاعتبار أن المصابين ضحايا حرب.


.. وفي المستشفي العسكري.. كانت هناك ثلاث حالات في الرعاية المركزة..
إصاباتهم خطيرة نتيجة تعرضهم لقنابل الفوسفور الأبيض والتي أحدثت بهم
حروقاً شديدة هزتنا جميعاً حتي أن البعض بكي من هول ما رأي.

الأطباء أكدوا أن ما تعرض له المصابون هو نوع جديد من القنابل.. يحرق
اللحم والأنسجة ويصل إلي العظام.. وأشاروا إلي أن طفلة عمرها عامان وصلت
في منتصف الحرب مقطوعة الرجلين حتي الركبتين وبدون نزف.. حيث قطعت قنبلة
من هذه القنابل رجليها وأحرقت مكان القطع تماماً!!

انتابتني مثل كل من كان حولي مشاعر غضب شديد.. فهذه الإصابات وثيقة
ادانة ودليل قاطع علي وحشية العدوان وعدم مراعاته للقانون والاتفاقيات
الدولية.. وغلي الدم في عروقي ولعنت اليوم الأسود الذي خرجت فيه إسرائيل
للوجود.

* * *


لكن.. يبقي أيضاً شيء مهم جعلني أشعر بنشوة وفخر واعتزاز.. وهو
الملحمة الوطنية لأطباء وزارة الصحة والقوات المسلحة.. فمنذ اليوم الأول
للعدوان تم توفير 500 سرير والأطقم الطبية المتخصصة في الجراحات والعلاجات
المختلفة.

وقبل يومين نجحت مصر بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي في فتح ممرات
آمنة من رفح إلي خان يونس لدخول المساعدات وأطقم الإنقاذ.. وهو ما سهل
لسيارات الإسعاف المصرية الدخول حتي مستشفي الشفاء في قلب غزة ونقل
الحالات الحرجة إلي المستشفيات المصرية.

إن ما قام به هؤلاء الأطباء إضافة إلي الهلال الأحمر المصري.. هو قصة
نجاح وبطولة لجنود مجهولين لا يعرف الكثيرون ما حققوه علي أرض الواقع وفي
ظروف صعبة.. بل هي أصعب مما يتوقع أحد.

* * *


.. وفي المحطة الثانية.. توجه وفد الحزب الوطني إلي منفذ رفح. حيث قام
بتسليم 8 سيارات إسعاف مجهزة و20 قافلة إغاثة تبرع بها أبناء الحزب
للأشقاء في غزة.. وقد تسلمها أمام بوابة المنفذ رئيس الهلال الأحمر
الفلسطيني الذي أشاد بمصر وطناً وقيادة وحكومة وشعباً.. وألقي كلمة مؤثرة
كان فيها العزاء كل العزاء عن تجاوزات وتطاول الأقزام مجاهدي الميكروفونات
والفضائيات.. واختتمها بعبارة: أقول للجميع.. مَن أراد السلام فهناك مصر.
ومن أراد الحرب فهناك أيضاً مصر.

وفي الوقت الذي كان الجميع مصريين وفلسطينيين في قلق علي الوفد
الحزبي خوفاً من القصف العنيف للمناطق الحدودية وكانوا يحاولون إنجاز مهمة
استلام القوافل بسرعة.. حرص الوفد علي البقاء أطول مدة ممكنة.. وكان
الجميع هادئاً.. ولِمَ لا.. فكلنا في الموقع الصحيح.. فوق ترابنا المقدس..
وبين أهالينا وأشقائنا.

في هذه المحطة.. انتابتني مشاعر متناقضة.. ما بين الفخر والاعتزاز
بمواقف مصر المبدئية وما تقدمه عن قناعة وإيمان. وبين الضيق والغضب
الشديدين من مزايدات البعض عبر الفضائيات علي الدور الوطني لمصر ومحاولات
الكيانات الصغيرة الهامشية أن تتعملق وتلعب دوراً أكبر منها.

* * *


.. والمحطة الثالثة والأخيرة.. كانت في قاعة الجلاء برفح.. وعلي بعد كيلومتر واحد من المنفذ. حيث عقد المؤتمر الجماهيري الحاشد.


تحدث صفوت الشريف. وجمال مبارك. ود. مفيد شهاب. واللواء محمد شوشة
محافظ شمال سيناء. ود. منير الشوربجي أمين الحزب بالمحافظة. وممثلو نواب
سيناء.

الكلمات كانت أقوي من القنابل الفوسفورية والارتجاجية. والحماس ألهب
المشاعر أكثر وأكثر. وزادت القوة والحماس عندما بدأنا نسمع دوي الانفجارات
القريبة منا ونشاهد سحب الدخان الأسود والأبيض تغطي سماء رفح.

أطلق المتحدثون قذائف مدوية.. يؤمنون ونؤمن جميعًا بها. يقتنعون ونقتنع جميعًا بمعانيها ومغزاها:


* نقول لإسرائيل: ما أسوأك يا إسرائيل. ما رأيناه ونراه هو ظلم إنساني
وفجور وإرهاب دولة. أوقفوا القتل والدمار. العدوان لن يحقق الأمن لكم.
مدافعكم وقنابلكم لن ترهبنا فهي علامة ضعف للمجتمع الإسرائيلي الذي لا
يستطيع أن يواجه الحقيقة. كنتم عصابات بعد وعد بلفور والآن وأنتم دولة
تمارسون حرب العصابات. أفيقوا.. العالم كله كفر من أسلوبكم.

* ونقول للإخوة الفلسطينيين: جئنا لنعبر عن وقفة مصرية صميمة معكم.
أبدًا لن نتخلي عن قضية فلسطين ولا عن شعبها. قوتكم في وحدتكم ولولا
الفرقة لما كان هذا العدوان. لا تستمعوا إلي مروجي أفكار الفرقة الذين
يدفعونكم نحو حرب ليس توقيتها أو خيار ليس محسوبًا. ليست لنا أطماع في
فلسطين مثلما لم تكن لنا أطماع في الجزائر واليمن وغيرها ولن تكون لنا
أطماع في سوريا ولبنان والسودان.

* ونقول لمن يحاول الحصول علي بطولة زائفة: لن تورطوا مصر أبدًا. مصر
فوق الجميع. نظامنا السياسي قوة نواجه بها أي مخطط ضد مصر. القيادة
السياسية تستمد صلابتها وقوتها من صلابة وقوة الجبهة الداخلية. العدوان
الإسرائيلي كشف عورات كثيرة.

* ونقول لإدارة بوش التي تعيش آخر أيامها: التاريخ سوف يكتب عنكم أسوأ ما يمكن أن يقال عن حقوق الإنسان.


* ونقول للعالم كله: أين حقوق الإنسان الفلسطيني علي أرضه؟!


طلقات قاتلة للبعض. وتحذيرية للبعض الآخر.. نتمني أن يفهمها الجميع ويعيها جيدًا ليعرف علي وجه التحديد أين هو وإلي أين يذهب!


***


الزيارة في مجملها عبارة عن رسائل محددة وواضحة لكل ذي عينين.. تذكر
من في قلبه مرض بأخطائه وخطاياه لعل الذكري تنفع المؤمنين.. إن كانوا
مؤمنين.

ونذكر الجميع.. بأن مصر الكبيرة. صاحبة المواقف المبدئية والتضحيات
الضخمة لا يغفل فضلها ودورها سوي من كان أعمي البصر والبصيرة.. وحتي لو
أغفلها البعض فإنها محفورة في التاريخ الذي لا يمكن أن يزيفه أصحاب
الحناجر والقنوات الفضائية المأجورة والكيانات الضئيلة حجمًا وتأثيرًا.

مصر.. هي مصر وستظل.. ترتفع فوق الصغائر. ولا تلتفت إلي من يهذي
بكلمات غير مفهومة. وتصرفات ليست مسئولة.. سواء في العواصم الشتامة. أو
الفضائيات الهدامة.

لكل هؤلاء نقول: مصر تترك الكلاب تنبح.. وقافلتها تسير.

نافـذة
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

باب "حوار أسري" علي هذه الصفحة التي بين
أيديكم حصر أسباب خوف الأطفال من المدرسة في سببين هما: افتقار المدرسة
لمقومات الجذب. وتعلق الطفل بوالديه رغم توافر مقومات الجذب في المدرسة.

وقد وضع روشتة تربوية تمكن أولياء الأمور من تقريب الفجوة بين الطفل والمدرسة المتميزة.



***



مع ذلك.. فإن لي رأيا في مدارسنا.. وهو في الواقع رأي سلبي جدا.


للأسف.. فإن الغالبية العظمي من مدارسنا دون المستوي.. تعليما.
وانضباطا. وسلوكا.. الإهمال هو السمة الأساسية فيها. والتكالب علي الدروس
الخصوصية هو "السيد".

لا الإدارة تقوم بواجبها. ولا المدرس يؤدي رسالته. ولا الطالب يرغب
في البقاء بين جدران المدرسة. ولا ولي الأمر يتابع بعناية وحسم.. وبالتالي
لم تعد المدارس مدارس بل أشبه بمزارات يرتادها التلاميذ وقتما شاءوا
وينصرفون منها وقتما ارادوا!!


***



ليس معني هذا أن كل المدارس بتلك الصورة المزرية.


هناك مدارس ـ وكلها خاصة ـ تتوافر بها مواصفات المدرسة.. حجرا
وبشراً.. تعليماً. أنشطة. انضباطاً. متابعة.. مدارس لا مكان فيها للمتخاذل
أو الذي يريد أن يكون تلميذا حرا.

أما مدارس الحكومة.. فاقرأ عليها الفاتحة وترحم عليها كلما تذكرتها.


هذا هو بيت القصيد.

..وماذا بعد ؟!
وقاحة نواف الموسوي..
تفوقت علي سفالة نصر الله
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

علمتنا دروس التاريخ.. أنه لا ثوابت في السياسة.. عدو الأمس قد يكون شريك اليوم.. والعكس صحيح.


.. وعلمتنا الأزمات والأحداث.. أن السياسة اتفاق واختلاف. قبول ورفض. شد وجذب.. لكنها ليست ابدًا "ردح وفرش ملاية".


حتي عندما تصل الخلافات إلي نقطة اللاعودة.. فلابد أن يكون ذلك بأسلوب محترم خاصة ممن يدعي التمسك بالدين والجهاد من أجل نصرته.


* * *


لكن.. يبدو أن حزب الله اللبناني الجنسية. الإيراني العقيدة والمذهب والهوي لم تصله بعد هذه البديهيات.. وإن وصلته لا يعترف بها.


أنه لا يؤمن سوي بإتجاه واحد.. "أجندة إيران والآيات".. يطوع كل قضايا
المنطقة خاصة القضية الفلسطينية لخدمة هذه الأجندة. ويريد أن تكون كل دول
المنطقة "شماشرجية" وحملة مباخر له ولآياته مهما كانت التبعات.

والويل كل الويل لمن يختلف معه أو يكشف سوءاته وعوراته وأهدافه
الخبيثة وأغراضه الدنيئة.. فإنه يصبح متواطئًا. وعميلاً. ومأجورًا.. ولابد
من تأليب الشعوب عليه والتحريض ضده وتوجيه الشتائم له.

* * *


نواف الموسوي مستشار أمين حزب الله للعلاقات الدولية انتهج نهج سيده
ومولاه حسن نصر الله في التطاول علي مصر وفي محاولة تحريض الجيش والشرطة
للخروج علي الشرعية.

نواف هذا.. أطل علينا بوجهه القبيح عبر محطة T.O.V)" اللبنانية ليتقيأ سمًا وغلاً وحقدًا أسود.. علي ثلاثة محاور:


* تحريض أجهزة الأمن المصرية علي القيام بانتفاضة مشابهة لأحداث الأمن
المركزي السابقة مستشهدًا بتمرد الراحل أحمد زكي علي الظلم في فيلمه
"البريء".

* مهاجمة جيش مصر باعتبار أن له دورًا فاعلاً في حماية النظام.


* اتهام الصحفيين المصريين بأنهم من خريجي شارع محمد علي.


* * *


الرد علي هذه الوقاحة يتلخص في الآتي:


أولاً: إذا كان نواف "الإيراني" قد غفا لحظات وحلم بأن الصحفيين
المصريين من خريجي شارع محمد علي.. فإن المؤكد فعلاً وليس حلمًا أن حسن
نصر الله وفرقته الماسونية كلها بما فيها نواف من أرباب سوق "........"
الواقع بالقرب من ساحة الدباس في قلب بيروت!.. وبالطبع فإن كل صاحب مزاج
يعلم جيدًا ماذا يعني هذا السوق!!

لا يعيب الصحفيين المصريين أنهم يدافعون عن بلادهم في ظل هجمة فارسية
شرسة وأقزام مأجورين لديهم الاستعداد لتمزيق الوطن العربي أكثر مما هو
ممزق لإرضاء الآيات والحصول علي البركات وصكوك الغفران منهم.

صحفيونا يا نواف.. يعتزون بشرفهم وشرف مهنتهم.. وهي كلمة أعتقد أنك لم تسمع عنها أو تتعامل بها في سوق النخاسة الذي تديره.


* * *


ثانيًا: ليتك تنسي تمامًا فيلم "تحريض أجهزة الأمن".. رجال الشرطة
المصريون شرفاء.. إنهم العين الساهرة علي أمن وأمان المواطن وضحوا من أجل
ذلك بكل شيء.. حتي بأرواحهم.

كم سقط منهم من شهداء لحماية مصر والمصريين من الإرهابيين والدخلاء وتجار السموم والمهربين.


.. وكم واصلوا الليل بالنهار ليحفظوا لهذا البلد الأمين سلامه الاجتماعي ونسيجه الواحد.


.. وكم وقفوا علي قلب رجل واحد أمام تيارات هدامة تطابق ما تدعون إليه تريد تفتيت الأمة وهز استقرارها.


.. وكم .. وكم.. وكم.


إنهم حماة الجبهة الداخلية.. وهم في قوة ومنعة من أن يحرضهم أمثالك.. أجدر بك أن تحرض الفصيلة "ف- 16" لتطهر السوق إياه من أدرانه.


* * *


ثالثًا: بالنسبة للقوات المسلحة.. فإن سيدك ومولاك سبق أن فشل في
تحريضها.. لأنها ليست ميليشيات مرتزقة مثل حزبكم.. إنها جيوش نظامية لها
قائد أعلي وقائد عام ورئاسة أركان وأفرع رئيسية وكتائب وفصائل وضباط
بمختلف الرتب وصف وجنود.

الكل أيضًا في قواتنا المسلحة علي قلب رجل واحد ضد كل من يتجرأ ويمس
ذرة واحدة من تراب مصر أو قطرة من بحريها أو نيلها أو حتي نسمة من هوائها.

كم دافعوا عن مصر وقضية فلسطين. وكم سقط منهم من شهداء وجرحي رووا
رمال سيناء بدمائهم الزكية. وكم سهروا لحماية حدودنا من أقصاها إلي
أقصاها.

وكم .. وكم .. وكم.


إنهم وحوش الفلا. وتماسيح المياه. ونسور الجو.. إذا كنت لا تعرفهم
فاقرأ عنهم ما قاله موشيه ديان وجولدا مائير وارئيل شارون وايهود باراك
وغيرهم ممن لقنوا درسًا لم يفارق خيالهم ابدًا.. فمنهم من فارق الحياة
غمًا ونكدًا بعد أن أدبوه. ومنهم من دخل في غيبوبة إلا من كابوس "أكتوبر".
ومنهم من يتواري خجلاً كلما جاءت الذكري.

هذه هي مصر التي تتطاول عليها أنت واشباهك من الأقزام والإمعات..
وسيأتي يوم يلقونكم فيه بمزبلة التاريخ.. وستظل مصر هي مصر.. أم الدنيا
والحصن الحصين.. درة الشرق.

..وماذا بعد؟!
حتي يعلم .. من لا يعلم
تجميد المبادرة العربية .. يفيد إسرائيل فقط
وينزع من يد المفاوض الفلسطيني .. ورقة الضغط الوحيدة
لا سلام .. بدون توحد العرب والفلسطينيين
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

القمة الدولية التي دعا الرئيس حسني
مبارك إليها وعقدت أمس في شرم الشيخ بمشاركة زعماء فرنسا وانجلترا
وإيطاليا وأسبانيا وألمانيا وتركيا والتشيك والأردن وفلسطين وأمينيّ الأمم
المتحدة والجامعة العربية كانت رسالة قوية واضحة المعاني.

الرسالة تؤكد مكانة مصر بين العالمين ودورها الحاسم في عملية السلام
وفي ضبط إيقاع المنطقة وأن لا شيء يمكن أن يتغير أو يتحقق علي الأرض
بدونها مهما حاول الأقزام أن يتعملقوا أو أراد الهامشيون أن يظهروا في
الصورة.

إيقاف الحرب المدمرة علي غزة لم يكن ليتم بخطب رنانة وشعارات جوفاء
واجتماعات تآمرية.. لذا.. لم توقف الحرب خوفاً من كلمات حسن نصر الله
اللبناني الإيراني. ولا خشية مظاهرات الخسة والندالة التي نظمت بقرار
رئاسي في طهران ودمشق. ولا من أجل خاطر اجتماع تشاوري عقد بالقاعدة
الأمريكية في قطر.. بل تم إيقاف المذابح استجابة لنداء مبارك.. وهذا هو
الفرق.

* * *


دعونا نتجاوز مؤقتاً عن التدني الذي حدث في دمشق وجنوب لبنان والدوحة
وطهران.. ولنا عودة إليه.. ونركز علي الإنجاز الذي تحقق أمس في شرم الشيخ
ونتائجه وما يفكر فيه من يحاول القفز عليه.

بداية.. يجب أن نتنبه جيداً لما قاله بان كي مون أمين عام الأمم
المتحدة في كلمته خلال المؤتمر الصحفي العالمي.. وبالمناسبة هو أول مؤتمر
صحفي يضم هذا الحشد من زعماء العالم.

طالب مون العرب والفلسطينيين بالتوحد وحل الخلافات فيما بينهم لأنه
من خلال هذه الوحدة سيتم التوصل إلي الاستقرار والأمن بمنطقة الشرق
الأوسط.

وقد كان الرئيس مدركًا لعمق هذه الكلمات.. فقال تعليقًا علي كلمة
مون: أن يطالب العرب بالتوحد فهذا مطلب. وأن يطالب الفلسطينيون بالتوحد
فهذا مطلب رئيسي آخر وإلا فلن يكون هناك سلام في المنطقة.

معك حق يا مبارك.. إذ كيف يكون هناك سلام أو دولة فلسطينية وفتح في واد بالضفة الغربية وحماس في واد آخر في غزة؟


.. وكيف يكون هناك سلام في المنطقة والعرب في تشرذم واختلاف وعدم احترام من الصغير للكبير وعدم إدراك من البعض لحجمه ودوره؟


إنها الرسالة الرئيسية التي يجب أن يعيها الجميع ويبحثها كل العرب
والفلسطينيين لخلق واقع جديد يوقف الانفلات والتجاوز ويعلي مصالح الشعوب
فوق الذات والأنا.

* * *


وبعيدًا عن الهدف الحقيقي والمعلوم للكافة من الدعوة لعقد قمة طارئة
في الدوحة .. وعدم اكتمال النصاب القانوني لها.. والمهزلة التي حدثت هناك
بعد أن تحولت إلي مجرد اجتماع تشاوري لا يلزم احدًا بما يتخذه من قرارات
وتوصيات.. بعيدًا عن كل هذا.. فما هي الصورة أمامنا حتي يعلم من لا يعلم
بما يتم خلف الكواليس؟.

اجتماع الدوحة خرج بتوصيتين رئيسيتين: الأولي وقف العلاقات مع إسرائيل. والثانية: تجميد المبادرة العربية للسلام.


من المستحيل أن تقنعني بضرورة عمل شيء وأنت لا تفعله أو العكس.


التوصيتان تبناهما زعماء سوريا وقطر إرضاء لإيران.


الدوحة أعلنت بالفعل عن وقف التعامل مع إسرائيل وعن غلق مكتب المصالح
التجارية الإسرائيلي لديها.. إلا أن ذلك يأتي ذرًا للرماد حيث إن تسيبي
ليفني وزيرة خارجية إسرائيل نفت ذلك بنفسها وأكدت أنها لم تتلق طلبًا به
.. كما أن هذا الغلق "التليفزيوني" سبق أن أعلن عنه مرات عديدة دون أن يتم
فعلاً علي أرض الواقع.

أما سوريا.. فإنها تقول كلامًا وتفعل نقيضه.. إذ كيف تطلب وقف
التعامل مع إسرائيل وهي نفسها تعقد مفاوضات غير مباشرة مع تل أبيب بل
وتريدها مفاوضات مباشرة إلا أن الأتراك نصحوها بالتأجيل قليلاً بسبب أحداث
غزة.. فهل لأن سوريا تسير في طريقها التفاوضي مع إسرائيل تؤذي القضية
الفلسطينية؟

أيضا.. سوريا لم تدافع عن القضية الفلسطينية بل تتاجر بها.. بدليل
أنه طوال السنوات السابقة كلما ذكر المسار الفلسطيني وتبدأ كل الأطراف
العمل فيه تخرج علينا بالمسار السوري.. فينفض الجميع أياديه من المسار
الأول من أجل الثاني الذي تعطله دمشق بشكل أو بآخر.. وبالتالي لايتم شيء
علي المسارين.. وهكذا.

تناقض غريب.. ومريب.. في نفس الوقت.


***


وبالنسبة للمبادرة العربية التي اعتمدت في قمة بيروت.. ماهو البديل
لها أو الاستراتيجية البديلة إذا تم تجميدها؟ وإذا جمدت فمن يكون
المستفيد.. ومن المضار؟.

في اتصال تليفوني أمس مع مصدر مسئول بوزارة الخارجية أكد لي أن هذه
المبادرة إذا جمدت فإن معني ذلك انتزاع ورقة الضغط الوحيدة من يد المفاوض
الفلسطيني.

أوضح أن الاتفاقية تتضمن حافزًا مهما وهو دخول العرب في مفاوضات سلام
طبيعية مع إسرائيل إذا أعادت للفلسطينيين حقوقهم وهذا هو البند الضاغط
الذي يستفيد به الفلسطينيون وهم يتفاوضون لاسترداد الحقوق.

تساءل: لمصلحة من تجريد الفلسطينيين من هذا السلاح؟ أليس المستفيد الوحيد من التجميد هو إسرائيل؟.


وأنا أشاركه نفس التساؤل وأوجهه إلي قطر وسوريا بالتحديد.. ولا أعتقد أن لديهما إجابة.


اللهم هييء لنا من أمرنا رشدا. وافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

..وماذا بعد؟!
وقفة صدق ومصارحة مع النفس
مأساة غزة.. هزت ضمير العالم
ماذا قدمت مصر.. وماذا فعل الغير؟
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

في خطابه التاريخي الجامع الشامل أمس أمام قمة الكويت.. دعا الرئيس حسني مبارك العرب - كل العرب - إلي وقفة صدق ومصارحة مع النفس.


وجد الرئيس بحكمته وخبرته ومسئولياته كزعيم اكبر دولة عربية أن الأمة
العربية في خطر داهم وأن قضيتهم الأولي تتعرض للضياع وأن الأحداث علي
الارض تنذر بعواقب وخيمة بعد أن كشفت عورات كثيرة.

ومن منطلق قناعته بضرورة أن تقوم العلاقات العربية - العربية علي
الوضوح والمصارحة والمكاشفة وتطابق الأقوال والأفعال.. بادر الرئيس بتطبيق
هذا المبدأ علي نفسه وعلي غيره حتي يعلم القاصي والداني بصدق ويقين ماذا
قدمت مصر وماذا فعل الغير.. ولماذا؟.. كيف تفكر مصر وكيف يدبر الغير؟ ماذا
تريد مصر وماذا يجب أن يكون عليه الغير؟

* * *


من منطلق الصدق والوضوح والمصارحة والمكاشفة حدد الرئيس المخاطر
والتحديات التي يتعرض لها عالمنا العربي وتتلخص في أربعة أمور رئيسية:

* عدوان إسرائيلي علي غزة بماله من تداعيات.


* انقسام علي الساحة الفلسطينية وبما يعتريه من عواقب.


* تشرذم ومزايدات ومحاور علي الساحة العربية ومحاولات من الداخل
والخارج للعب الأدوار وبسط النفوذ ووسيلتها لتحقيق ذلك المتاجرة بمعاناة
الشعب الفلسطيني وقضيته والاستخفاف بأرواح شهدائه ودماء أبنائه وشق الصف
العربي واضعافه.

* قضايا الاقتصاد والتنمية بالغة الأهمية والتي تتصل بحاضر عالمنا العربي ومستقبله.


* * *


بالصدق والوضوح والمصارحة والمكاشفة.. وضع الرئيس العالم العربي في
قمته الاقتصادية الأولي أمام مسئولياته ليعلم أن قمة الكويت تعقد وسط أزمة
عالمية حادة وصلت باقتصاد العالم إلي مرحلة الركود مما يهدد ما حققه العرب
من انجازات النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.

أكد الرئيس أن هذا التهديد لا يفرق بين دول غنية أو فقيرة.. بل أن
الازمة تحمل أوقاتاً صعبة وتداعيات خطيرة للمنطقة وللغير علي اتساع
العالم.

أن الازمة الاقتصادية العالمية تفرض علي القمة أن تسهم في تحقيق ما تصبو إليه شعوب الأمة العربية في الحاضر والمستقبل.


* * *


وبالصدق والوضوح والمصارحة والمكاشفة استعرض الرئيس مأساة غزة التي
هزت ضمير العالم.. سواء من حيث عدد الشهداء والمصابين أو التدمير واسع
النطاق للبنية الاساسية ومقومات الحياة أو ماكشف عند العدوان من أوجاع
عملنا العربي وتناقضاته ومعايبه وانقسامه واختراقه وتشتته:

* مزايدات وشعارات جوفاء واعلاء مصالح الفصائل والخلافات العربية وحملات التشهير والتخوين فوق مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته.


* اختراق العالم العربي بقوي من خارجه تتطلع للهيمنة وبسط النفوذ والمتاجرة بأرواح الفلسطينيين ودمائهم.


* البعض عمل علي تقسيم العرب إلي دول اعتدال ودول ممانعة.. دون أن
يتعلموا من اخطاء الماضي ودروس التاريخ القريب..وكأنها عودة بالعالم
العربي ثلاثين عاماً للوراء..عودة إلي "جبهة الرفض" خلال سبعينيات القرن
الماضي؟ دونما النظر إلي أن العرب اعتمدوا وبالاجماع في بيروت مبادرة
عربية للسلام العادل والشامل.

* لا مجال في العلاقات العربية - العربية للالتواء والتطاول أو للتخوين وسوء القول والفعل والتصرف.


* محاولات البعض لوضع مصر في مواجهة مع المقاومة.


* * *


وبالصدق والوضوح والمصارحة والمكاشفة استعرض الرئيس أيضاً مواقف مصر:


* مصر.. رعت القضية الفلسطينية عبر 60 عاماً بمسئولية وامانة وبدور يسعي اليها ولا تسعي إليه كحال من يتطلع للعب الادوار.


* مصر كان لها موقف قوي وواضح منذ اليوم الأول للعدوان علي غزة رغم مغالطات البعض وتجاهلهم لحقائق معروفة وأخري غائبة.


* مصر بذلت جهوداً ضخمة لتمديد التهدئة وحذرت من أن رفض الفصائل
للتمديد هو دعوة مفتوحة لإسرائيل للعدوان بل والادعاء بأن عدوانها حرب
دفاعية لحماية مواطنيها من صواريخ المقاومة.

* مصر بذلت جهوداً ضخمة ايضا لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني وتدخل
البعض بضغوط لاجهاض هذه الجهود تكريساً للانقسام الراهن وسعيا للنيل من
شرعية السلطة الفلسطينية ومنحها للفصائل.

* استمرار اللغط حول فتح معبر رفح بالتجاهل لحقيقة ان الرئيس أمر
بفتحه منذ اليوم الاول للعدوان ولايزال مفتوحا امام المساعدات والاطقم
الطبية والجرحي.

* تواصل اللغط بالتغافل عن حقيقة أن المعبر لم يكن ضمن خطة شارون
للانسحاب من غزة وان الرئيس هو الذي تمسك باقامة معبر رفح ليكون منفذا
للقطاع من مصر وإليها إلي جانب المعابر الستة الأخري بين غزة وإسرائيل.

* كان حاضرا في وعي مصر وتحركها ما تروج له إسرائيل من ان غزة ارض
محررة تنصلا من مسئوليتها القانونية والسياسية عن القطاع باعتباره ارضا
محتلة.. وروجت مقولة "غزة أولاً" ولمفهوم "الخيار الأردني" وكلاهما
بالنسبة لمصر وللعرب اراض محتلة تقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة
طال الوقت أم قصر.

* أن منظمة التحرير الفلسطينية انطلقت من القاهرة ودعمت مصر رموزها
وفصائلها عبر سنوات طويلة وتحترم إرادة المقاومة الفلسطينية وصمودها لكنها
أيضا تؤمن بأن المقاومة كقرار الحرب لابد أن تخضع لحساب الأرباح والخسائر
وأن تكون مسئولة امام شعوبها تحكم لها أو عليها بقدر ما تحققه من مكاسب
لقضاياها أو تتسبب فيه من ضحايا وآلام ومعاناة.

* بعض فصائل المقاومة يدعون للانتظار لحين بزوغ نظام دولي أكثر عدالة
ولو استغرق ذلك عقوداً طويلة بدلا من ميزان القوي الدولي الراهن الذي
ينحاز بوضوح لإسرائيل في حين ان المنطق يرفض ذلك حتي لا يتحمل الشعب
الفلسطيني معاناة الانتظار أكثر في الوقت الذي يقتطع الاستيطان الاراضي
المحتلة يوما بعد آخر.. فهل تظل القضية الفلسطينية قضية الفرص الضائعة؟

* نظرًا لأن غزة لم تكن تحتاج إلي بيانات الشجب والادانة قدر
احتياجها لتحرك عملي عاجل يوقف الاعتداءات ويحقن الدماء.. طرحت مصر
المبادرة الوحيدة للخروج من الازمة في غياب أية مبادرات أخري وفي مواجهة
مماطلة مجلس الأمن الدولي.. كما تحركت لاحتواء التداعيات الإنسانية لسكان
غزة ودفعت بأكثر من ثلاثة آلاف طن مساعدات غذائية ودوائية عبر منفذي رفح
والعوجة.

* هل من المعقول اختزال القضية الفلسطينية في غزة واختزال غزة في
المعابر واختزال المعابر السبعة في معبر رفح.. في حين إن القضية
الفلسطينية أكبر من ذلك بكثير.. إنها قضية شعب يعاني منذ عام 1948 ويتطلع
لانتهاء محنته والتخلص من الاحتلال وقيام دولته المستقلة؟

***


لقد أكد الرئيس مبارك في خطابه التاريخي المهم جدًا.. والصريح جدًا جدًا علي أربعة أمور تحدد بشكل قاطع موقف مصر وقناعتها:


* الأول: إن مصر تترفع دومًا عن الصغائر ولا تخضع للابتزاز.. ويكفيها
أنها تمكنت من التوصل لاتفاق يحقن دماء الفلسطينيين. يوقف إطلاق النار
ويفتح الطريق لانسحاب القوات الإسرائيلية واستعادة التهدئة في غزة وفتح
معابرها ورفع حصارها.

* الثاني: إن مأساة غزة كشفت الوضع العربي الراهن ويجب الاعتراف
بالحاجة لوقفة صدق ومصارحة مع النفس تتمعن في أحوال عالمنا العربي ويجتهد
الجميع للالتقاء علي كلمة سواء.. وإن الوضع العربي الراهن بانقسامه
وخلافاته ومحاوره لابد أن يتغير وإن الخلافات أيًا كانت لا تستعصي علي
الحل.

* الثالث: إن التاريخ سيحكم علي قادة فلسطين وعلي القادة العرب
جميعًا بقدر تقريب أو إبعاد الشعب الفلسطيني عن تطلعه المشروع في انتهاء
محنته والتخلص من الاحتلال واقامة دولته المستقلة.

* الرابع: إن مصر ستبذل في سبيل ذلك كل جهد ممكن.. فإن تحققت
المصالحة فذلك هو الخير لشعب فلسطين وقضيته وإن لم تتجاوب الفصائل مع هذه
الجهود فستقول لهم إن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم وإن مصر ستبقي
مفتوحة الذراعين لكم بابًا وملاذًا وجهودًا صادقة وفاعلة.

اعتقد أن الرسائل قد وصلت.. وتسلمها الجميع.


وبالله التوفيق.

..وماذا بعد ؟!
المسئولية
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

بقدر ما تسببت مأساة غزة في تعميق الجراح
وزيادة الألم واتساع رقعة الخلافات العربية-العربية. والعربية-الفلسطينية.
والفلسطينية-الفلسطينية.. القت بتبعات لا أول لها ولا آخر علي الأطراف
وأصبح اليوم من الواجب أن يتحملوا مسئولياتهم حتي تطفو السفينة وتنجو من
الغرق قبل فوات الأوان.

خسائر الحرب علي غزة فادحة وتنوء بحملها الاكتاف والقلوب والضمائر.


لِمَ لا.. وقد سقط أكثر من 6900 فلسطيني في العدوان نصفهم من النساء والأطفال والشيوخ وبينهم ازيد من 1400 شهيد؟!


.. ولِمَ لا.. وقد نزح 50 ألفا و896 فلسطينياً من منازلهم قسراً أو
اختياراً بعد أن تعرضت للقصف العنيف والمركز.. ولم يعد منهم بعد وقف إطلاق
النار سوي 4 آلاف و662 شخصاً فقط والباقي مازال في العراء وبلا غطاء في
هذا الصقيع حيث تهدمت منازلهم بالكامل وتحتاج إلي إعادة بناء من الألف إلي
الياء؟

..ولِمَ لا.. وقد بلغت القيمة المبدئية للمنازل والبنية الأساسية
التي دمرت بالكامل وكأنها تعرضت لزلزال قوته 9 ريختر 1.9 مليار دولار
إضافة إلي 80% من المحاصيل المزروعة؟

..ولِمَ لا.. وقد امتحنت الكارثة العمل العربي المشترك فكشفت الكثير
من أوجاعه وتناقضاته ومعايبه وأوضحت انقسام العالم العربي واختراقه
وتشتته؟!

***


كل هذا.. يفرض مسئوليات جساماً علي العرب.. جميع العرب. وعلي الفلسطينيين جميعاً بمختلف فصائلهم.


العرب - كل العرب - مطالبون بإزالة آثار العدوان وتعويض أهالينا في
غزة عما فقدوه من مبان وبنية أساسية ومزروعات.. وقد تسابق الجميع في هذا
المجال.. وإن كانوا لن يستطيعوا تعويضهم عما فقدوه من ثروة بشرية تتمثل في
الأهل والأحباب.. وهي ثروة لا تقدر بكنوز الدنيا بأسرها.

.. والعرب -كل العرب- مطالبون بأن يكون لهم موقف واحد نابع من داخلهم
وأن يبعد البعض عن نفسه الدخلاء والساعين إلي الهيمنة وبسط النفوذ وأن
يبتعد البعض أيضا عن الأوهام والمحاور وعن المزايدات والشعارات الجوفاء
وحملات التشهير والتخوين.

موقف يذيب الخلافات من خلال المصارحة قبل المصالحة حتي لا تتكرر
الأخطاء والخطايا والتجاوزات ولا يستمر الانفلات دستوراً للحياة العربية.

موقف يرسخ قيم الحق والعدالة والاحترام والحب.


موقف لا يبخس الناس أشياءهم ويؤكد قيمنا العربية الأصيلة وفي مقدمتها احترام الصغير للكبير ورعاية وتوجيه وكفالة الكبير للصغير.


موقف يعلي مصالح الشعوب العربية وحاضر ومستقبل العرب ويحافظ علي ما تحقق ويضيف إليه ولا ينقص منه.


موقف يثمن حرية الرأي وحق الاختلاف بالكلمة الطيبة المحترمة التي
امرنا بها المولي عز وجل من فوق سبع سماوات: "ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة
أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين".

***


والفلسطينيون -كل الفلسطينيين- مطالبون اكثر من اي وقت مضي بأن
يتوحدوا تحت راية واحدة. وكلمة واحدة. ورأي واحد. وموقف واحد. وهدف واحد.

راية يحملها جميع أعضاء فتح وحماس والجبهة الشعبية وغيرهم من الفصائل ويتباهون بها.


وكلمة ينطق بها رئيس واحد للجميع وليس زعماء متفرقون يسهل علي العدو
ومن يدعي الصداقة والعون ان يضرب الكل في الكل من اجل اهدافه واغراضه.

ورأي واحد في كافة القضايا والمشاكل والطروحات.


وموقف واحد يجمع لا يشتت. يوحد لا يفرق. يقوي لا يضعف.


وهدف واحد.. هو ألا يفقدوا ما تحقق علي الأرض من انجازات مهما كانت
صغيرة بل يضيفون اليها في سبيل اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس
الشريف وتوفير حياة كريمة لهذا الشعب المكافح الصابر المثابر الذي تحمل
فوق ما يتحمل البشر اكثر من 60 عاماً.

***


ربما يكون كل هذا امنيات.. ادعو الله ان اراها علي ارض الواقع اليوم قبل الغد.


وربما تكون مجرد احلام.. وان كان من الاحلام ما يتوقع.


"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب".

..وماذا بعد؟!
أول القصيدة .. "كُفر" !!
صدق سعد زغلول من 100 سنة :
مفيش .. فايدة !!!
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

جملة من كلمتين.. قالها زعيم الأمة سعد
زغلول من حوالي 100 سنة ومازالت تتردد علي ألسنة العامة والنخبة في أي
اجتماع أو مؤتمر أو منتدي أو حتي "قعدة" علي المقهي أو في النادي أو
الأتوبيس وما شابه ذلك.. عندما يكون هناك موقف لا يرجي منه خير.

قال سعد زغلول: مفيش فايدة!!.. وأصبحت هذه الجملة الحكيمة ذات المدلول العميق لكل شيء ميئوس منه - أصبحت - تجري مجري المثل.


***


في قمة الكويت الاقتصادية ذكر الرئيس حسني مبارك خلال كلمته التاريخية
الجامعة الشاملة حول الأوضاع العربية والفلسطينية والعالمية ومأساة غزة:
نعم.. لقد جاءت مأساة غزة كاشفة للوضع العربي الراهن وعلينا أن نعترف
بالحاجة لوقفة صدق ومصارحة مع النفس نتمعن في أحوال عالمنا العربي ونجتهد
للالتقاء علي كلمة سواء. إن العلاقات العربية - العربية ليست في أحسن
أحوالها. والعلاقات بين الإخوة الأشقاء لابد أن تقوم علي الوضوح والمصارحة
وتطابق الأقوال والأفعال.. لا مجال في هذه العلاقات للالتواء والتطاول ولا
مجال للتخوين وسوء القول والفعل والتصرف.

ثم ظهرت في الأفق بارقة أمل للمصالحة عربيًا وفلسطينيًا وان كان ذلك
لا يمكن أن يتم بدون مصارحة ومكاشفة لكافة الأخطاء التي وقع فيها الصغار
سواء بنبذ التحالفات العربية أو عدم السماح لقوي إقليمية بأن تتدخل في
نسيجنا القومي وكل مناها السيطرة والهيمنة وفرض النفوذ وتمرير أجندتها. أو
التطاول علي الكبار وتخوينهم.. وبحيث يكون هناك أسس متينة لهذه العلاقات
المتجددة تضمن عدم "الردة" فيما يتفق عليه.

قلنا خير وبركة.. لعل وعسي.. وان كانت تجارب الماضي القريب والبعيد
تؤكد ألا شيء يتغير.. وان الصالح دائمًا صالح. والطالح يظل طالحًا.

وقد تحقق ما راودنا بأسرع ما يكون.


وعلي غرار "أول القصيد كُفر".. خرج علينا خالد مشعل رئيس المكتب
السياسي لحماس وألقي خطابه الأول منذ توقف القتال في غزة بثته قناة القدس
الفضائية.

الخطاب نصفه فخر واعتزاز وتمجيد ببطولة المقاومة وشعب غزة. والنصف
الآخر سموم سوداء تجعلنا في النهاية نردد ما قاله سعد باشا: مفيش فايدة.

***


قال مشعل: إن المقاومة انتصرت علي الجيش الإسرائيلي في غزة.. وهذا حقه وحق شعب غزة وحقنا جميعًا كعرب.


.. وقال أيضا: إن أهداف العدو من العدوان علي غزة لم تتحقق حيث فشل في
الميدان كما فشل في السياسة واضطر بعد ثلاثة أسابيع لوقف اطلاق النار
والانسحاب من طرف واحد دون أي اتفاق أو شروط تلزم المقاومة أو تقيدها..
وهذا أيضا من حقه.

نعم.. إن خروج المقاومة من هذه الحرب وهي علي قدميها هو انتصار لها دون شك.


لكن.. الذي دفع الثمن غاليًا هو شعب غزة الذي فقد حتي الآن أكثر من
1400 شهيد نصفهم من النساء والأطفال والشيوخ وأزيد من 5500 جريح.. ونزح له
ما يقرب من 51 ألف فلسطيني تهدمت منازلهم.. وخسر مباني وبنية أساسية
ومزروعات بملياري دولار.

ان المقاومة - كما قال الرئيس - كقرار الحرب تخضع لحساب الأرباح
والخسائر ولابد أن تكون مسئولة أمام شعوبها تحكم لها أو عليها بقدر ما
تحققه من مكاسب لقضاياها أو تتسبب فيه من ضحايا وآلام ومعاناة.

المقاومة حققت مكسباً بالبقاء.. نعم.


لكنها أيضاً تسببت في هذا العدد الرهيب من الضحايا والآلام والمعاناة.. إنها خسائر فادحة تتحمل وزرها أيضاً المقاومة.


فهل يأتي اليوم الذي تعترف فيه حماس بتسببها في هذه الخسارة مثلما فعل
الوكيل الإيراني بالمنطقة الملقب بحزب الله بعد حرب يوليو 2006 عندما تسبب
في قتل 1200 لبناني؟!

***


ثم أظهر مشعل الوجه الآخر.. عندما قال لافض فوه: إن العدو في الأيام
العشرة الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار خاض معركة سياسية ضارية مع
المقاومة عبر "وسطاء" محاولاً أن يفرض شروط الهزيمة.. أرادوا أن يفرضوا
علينا إخراج غزة من المقاومة عبر تهدئة دائمة وإلزامنا بمنع السلاح..
لكننا رفضنا شروطهم.. وأردف: إن المقاومة بقيت لها معركتان هامتان هما
معركة كسر الحصار ومعركة فتح المعابر وفي مقدمتها معبر رفح.

مشعل يحاور ويناور ويوجه الاتهامات إلي مصر.. فهي فقط التي تدخلت من
خلال مبادرة هي الوحيدة والأفضل لتطبيق قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق
النار.. وهي الآلية المناسبة لتنفيذ القرار.

مصر يا سيد مشعل ليست وسيطاً أو وكيلاً.. وإذا كنتم تعودتم علي "شغل
الوكالة" فمصر لن تكون لأن القضية قضيتها مثلما هي قضية الفلسطينيين وقد
تحملت أوزارها وأخطاء وخطايا قياداتها.

ومصر ضمنت مبادرتها ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر جميعاً.


ومصر نبهت الجميع- علي لسان زعيمها- بالحذر من اختزال القضية
الفلسطينية في غزة. واختزال غزة في المعابر. واختزال المعابر السبعة في
معبر رفح لأن القضية الفلسطينية أكبر من ذلك بكثير.. إنها قضية شعب يعاني
منذ عام 48 ويتطلع لانتهاء محنته والتخلص من الاحتلال وقيام دولته
المستقلة وسيحكم التاريخ علي قادته وعلينا جميعاً بقدر ما نقربه أو نبعده
عن هذا التطلع المشروع.. فعلام يتحدث مشعل؟.

.. وقال أيضاً زعيم مصر عن معبر رفح: إن اللغط استمر حول معبر رفح
بالتجاهل لحقيقة أنني أمرت بفتحه منذ اليوم الأول للعدوان ولا يزال
مفتوحاً أمام المساعدات والأطقم الطبية والجرحي.. وتواصل هذا اللغط
بالتغافل عن حقيقة أن المعبر لم يكن ضمن خطة شارون للانسحاب من غزة وأنني
كنت من تمسك بإقامة معبر رفح ليكون منفذاً للقطاع من مصر وإليها إلي جانب
المعابر الستة الأخري بين غزة وإسرائيل.. ففيما يغالط مشعل؟

إذا كان يظن أن منفذ رفح ستعبر منه الأسلحة إلي غزة.. فإنه يكون واهماً.


وإذا كان يظن أن منفذ رفح سيكون جسراً لتدفق الفلسطينيين للاستيطان في سيناء.. فإنه يكون خيالياً أزيد من اللازم.


مصر يا سيد مشعل.. أرادت إصلاحاً لما أفسده الغير بسوء قصد أو دون
قصد.. ومصر عندما تدخلت فإنما كان تدخلها لأمرين: الأول أن القضية- كما
قلت- قضيتها ولم يتحملها أحد مثلما تحملتها هي. والثاني أن غزة علي وجه
التحديد هي أمن قومي مصري ويهمها أن يكون القطاع آمناً ومستقراً وليس بؤرة
أحداث ساخنة أو يعيش في توتر وحرب أو يكون ملعباً للصراعات الإقليمية
ومنفذاً لفرض الهيمنة.

***


زاد الطين بلة وقضي علي أي أمل للمصالحة والاتفاق مع السلطة حينما
خاطب الدول العربية التي أعلنت عن تبرعات لإعادة إعمار غزة وقال: "دققوا
أين تضعون أموالكم.. في أي أيد.. لا تضعوها في أيدي الفاسدين".

الفاسدون هنا في رأيه هم رجال السلطة الوطنية الفلسطينية.. فهل هذا الكلام يصب في صالح القضية؟


ومادام الأمر قد وصل إلي هذا الحد.. سواء بالنسبة لمصر أو السلطة..
فلا مجال آخر للكلام سوي ما قاله الرئيس مبارك في ختام كلمته بالجلسة
الافتتاحية لقمة الكويت وكأنه يستشرف آفاق المستقبل المنظور.

قال بالنسبة للفلسطينيين: إننا سنبذل كل جهد ممكن.. فإن تحققت
المصالحة فذلك هو الخير لشعب فلسطين وقضيته.. وإن لم تتجاوب الفصائل مع
جهودنا فسنقول لهم إن الله يساعد الذين يساعدون أنفسهم وإن مصر ستبقي
مفتوحة الذراعين لكم باباً وملاذاً وجهوداً صادقة وفاعلة.

الكلام أعتقد أنه واضح جداً.. ولا يحتاج إلي شرح.

.. وماذا بعد ؟!
جرائم حرب .. تنتظر الحساب
إسرائيل تحمي ضباطها السفاحين .. ولكن :
لدينا مستندات الإدانة كاملة
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
موقفنا واضح ولا يتغير من امتلاك أسلحة الدمار الشامل.. نحن ضد انتشارها خوفاً من وقوعها في أيدي أنظمة غير مسئولة فتسيء استخدامها.


من هنا.. كانت دعوة الرئيس حسني مبارك بإخلاء الشرق الأوسط من كافة
أسلحة الدمار الشامل النووية والكيماوية والبيولوجية وأن يتم ذلك علي
الجميع بما فيها إسرائيل.

إلا أن أمريكا وقفت ضد هذه الدعوة بالمرصاد حتي لا تضار ترسانة
إسرائيل.. وطالما صدعتنا خاصة في عهد جورج بوش الأمريكي الأصل الإسرائيلي
الولاء والانتماء حتي النخاع بأن إسرائيل لا يمكن أن تستخدم أسلحة دمار..
أما الأنظمة المتطرفة فمن الخطورة بمكان السماح لها بامتلاكها لأنها أنظمة
منفلتة لا تقدر العواقب.


* * *



اليوم وبعد حرب غزة والانتهاكات التي وقعت بها.. أصبح من
الواجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته ويستجيب لدعوة الرئيس..حتي
لايأتي يوم تستخدم فيه اسرائيل الرءوس النووية فهي دولة منفلتة بدليل
ماحدث في غزة.

ولا أدري ماذا ينتظر هذا المجتمع لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل
وإجبار إسرائيل علي فك ترسانتها النووية ومحاسبتها علي ما ارتكبته من
جرائم حرب.

ألا يكفي أنها ضربت شعباً أعزل بالجيل الجديد من قنابل "الداين"
المحرمة دولياً والتي تحتوي علي اليورانيوم وتسبب إصابة الضحايا بالسرطان
ثم الموت في فترة نصف سنة ولا تتعدي 8 شهور؟

.. وألا يكفي أنها ضربته أيضاً بالفوسفور الأبيض الذي يتسبب في انهيار الجهازين العصبي والمناعي والوفاة؟


.. وألا يكفي أنها قصفت المنازل بمدافع 155 ملليمتر الثقيلة وكأن هذه المساكن المكتظة بالسكان أهداف عسكرية؟


.. وألا يكفي أنها كانت تستخدم السكان دروعاً بشرية بوضعهم أمام الدبابات خلال الاقتحامات؟


.. وألا يكفي أنها كانت تجمع سكان عدد من المنازل في مبني واحد ثم تفجره بمن فيه؟


.. وألا يكفي أنها ضربت المساجد بحجة لا تنطلي علي طفل صغير وهي أن حماس حولتها إلي مخازن للسلاح والصواريخ؟


.. وألا يكفي أنها قصفت مدارس "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة
فدمرتها وقتلت من فيها بدعوي أن مسلحين اختبأوا بها رغم نفي المسئولين عن
هذه المدارس لتلك الذريعة الواهية؟

.. وألا يكفي أنها جرَّفت الأراضي الزراعية عمداً لإتلاف المحاصيل..
وحاصرت شعباً قوامه 1.5 مليون مواطن براً وبحراً وجواً ومنعت عنه الغذاء
والدواء؟

.. وألا يكفي أنها قتلت أكثر من 1400 فلسطيني وأصابت ما يزيد علي
5500 آخرين نصفهم من النساء والأطفال والشيوخ في عملية إبادة جماعية؟


* * *



أليست كل هذه الجرائم البشعة هي طبعة معدلة من مذابح دير ياسين وصابرا وشاتيلا وغيرها؟


هل يختلف مرتكبو تلك الجرائم أمثال أولمرت وباراك وليفني وقادة جيوشهم
عن شامير وشارون وديان وغيرهم من زعماء عصابات الهاجاناه وشتيرن والأرجون؟
أليس الجميع نسيجاً واحداً؟

ألم يستهدفوا البشر والثمر والحجر بالقتل والتدمير؟



* * *



إن إسرائيل تعلم جيداً أن قادتها ارتكبوا جرائم حرب في غزة..
ولذا أعلنت حكومة أولمرت أمس أنها ملتزمة بحمايتهم.. وأن هناك مشروعاً
حكومياً لدعم العسكريين ضد أي ملاحقات قانونية دولية.. والمفروض أن يحمي
أولمرت نفسه أولاً قبل أن يحمي العسكريين.

وفي سابقة هي الأولي منذ 60 عاماً.. منع الجيش الإسرائيلي نشر هوية
ضباطه الذين شاركوا في الحرب خوفاً عليهم من الاعتقال خارج إسرائيل
ومحاكمتهم.

كما أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات لضباطها ومسئوليها السياسيين
بمراجعة النيابة العسكرية قبل السفر إلي الخارج.. وأكدت أنه قد يتم منع
البعض من السفر خوفاً من اعتقالهم.


* * *



الكل خائف في إسرائيل.. وتحول ضباط الجيش هناك وقادتهم إلي فئران يبحثون عن ملجأ يحميهم من القتل ثأراً أو الملاحقة دولياً.


لكن.. أياً كان الوضع داخل إسرائيل أو التدابير التي يتم اتخاذها
للإفلات من العقاب.. فإنه من الميسور نسف كل ادعاء قد تقدمه إسرائيل بأنها
كانت في حالة دفاع عن النفس أو أنها حذرت السكان وطلبت منهم إخلاء
المنازل..

مثل هذه الادعاءات حتي لو ثبت صحتها.. فإنها ليست دافعاً لضرب
المدنيين بقنابل تحتوي علي اليورانيوم أو بالفوسفور الأبيض أو بالمدافع
الثقيلة أو تبيدهم بهذا الشكل.


* * *



جرائم الحرب ثابتة في حق الضباط الإسرائيليين وقادتهم
العسكريين والسياسيين وفي مقدمتهم أولمرت وباراك وليفني.. ومسجلة في صور
وفوارغ صواريخ وإصابات بشرية تملك تقارير طبية موثقة.. وهذه الدلائل في يد
الشعب الفلسطيني وبعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية.. وفي إمكان عمرو
موسي أمين عام الجامعة العربية الحصول عليها باتصالاته وجهوده ودأبه
لإرفاقها بطلب رسمي باسم كل العرب ورفعها إلي المحكمة الدولية للتحقيق مع
المجرمين.

الأمر هذه المرة يجب ألا يمر مرور الكرام.. مثل كل المذابح التي ارتكبت من قبل.


لابد من محاسبة إسرائيل حتي لا تقدم علي تلك الخطوة الحقيرة مرة أخري.


إنه اختبار جديد للعرب.. كل العرب.

.. وماذا بعد ؟!
أطفال غزة.. دفعوا معظم الفاتورة
إنهم الضحية رقم "1" للعدوان الإسرائيلي
ويحتاجون إلي رعاية مادية ونفسية
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

بعيداً عن السياسة.. سواء المفاوضات
الجارية حالياً لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة. أو وضع أسس المصالحة بين
الفصائل. أو محاسبة إسرائيل علي جرائم الحرب التي ارتكبتها في القطاع. أو
دور المحاور والأحلاف التي تاجرت بالقضية الفلسطينية وبالشعب الغزاوي
وأهداف أعضاء تلك المحاور والأحلاف من إيران ونصر الله والجماعة المحظورة
والكيانات الصغيرة المتطلعة إلي دور ليس علي مقاسها.

.. وبعيداً عن الإغاثة والتي حملتها مصر علي أكتافها وتحملتها من الألف إلي الياء.. والمواقف والأرقام في هذا المجال لا تكذب أبداً.


.. وبعيداً أيضاً عن إعادة تعمير غزة ومن أحق بهذه العملية وكيف تدار
لبث الحياة من جديد في القطاع.. وقيام كل فريق بسلب الشرعية من الآخر
وتخوينه.

بعيداً عن كل هذا.. فإن هناك قطاعاً كبيراً من الشعب الفلسطيني في
غزة كان أكثر المضارين من الحرب البربرية التي شنتها إسرائيل بالأسلحة
المحرمة ومدافع الميدان الثقيلة واستخدام القوة العسكرية المفرطة.

هذا القطاع الكبير جداً دفع معظم الفاتورة وسوف يدفع أكثر في المستقبل.. وهو أطفال غزة.



***



إذا كانت عناصر حماس أحد المستهدفين من تلك الحرب.. فإن شعب غزة عامة وأطفاله خاصة كانوا الأكثر استهدافاً.


عندما يستهدف الشعب الآمن في أرواحه وممتلكاته فإنه حتماً سيكون
ناقماً علي من كان السبب في هذا الاستهداف فينقلب عليه.. وهذا ما أرادته
إسرائيل من هدم أكبر عدد من المنازل والبنية الأساسية وتجريف المزروعات
وقتل كل ما يمكن قتله من البشر.. خاصة بعد أن عاني هذا الشعب قرابة عامين
من حصار خانق منع عنه الغذاء والدواء وحرية التنقل وأصبح في سجن إجباري
كبير اسمه "قطاع غزة".

.. وعندما يستهدف الأطفال خاصة من هذا الشعب فإنه يتسبب في آلام
وغضبة شديدة في نفوس ذويهم ممن تسببوا في هذه المجازر.. وفي نفس الوقت
يحقق العدو هدفه الأكبر بمنع تواصل الأجيال أو خلق جيل جديد من المقاومين.

بالتالي.. ونظراً لحجم الدمار الشديد وارتفاع عدد الشهداء
والمصابين.. فإن الحرب عندما وضعت أوزارها وتوقف إطلاق النار.. فإن الفئة
الأكثر عدداً الآن هم الأطفال الأيتام الذين فقدوا أسرهم بالكامل وأصبح كل
منهم وحيداً في الدنيا.. تليها بعض أفراد الأسر الذين فقدوا معظم أولادهم
أو أحد الوالدين.


***



سواء هذه الفئة أو تلك. أو حتي من لم تفقد أحداً من ذويها.. ماذا يمكن عمله لهؤلاء جميعاً؟


بالطبع.. فإن المأساة الأكبر في الأطفال الصغار الذين يتموا آباء
وأمهات وفقدوا أيضاً الأشقاء والأقارب.. هؤلاء أصبحوا بلا سند في الحياة
ويحتاجون إلي رعاية خاصة جداً.

رعاية مادية لتوفير مستلزمات الحياة لهم وتعليمهم بالضبط كما لو كان أباؤهم وأشقاؤهم أحياء.


ورعاية نفسية بعد أن أصبحوا أيتاماً وفقدوا الأهل والسند.


بطبيعة الحال.. فإن هذه الرعاية بشقيها المادي والنفسي "العلاجي" سوف يحتاجها كل طفل في غزة.


منهم من رأي أسرته تقتل بالكامل وتحولوا إلي جثث في لحظات مع ما صاحب
ذلك من دوي هائل ودمار بشع.. وهي لحظات لا يمكن أن ينساها الطفل مدي
حياته.

.. ومنهم من شاهد بعينيه أباه أو أمه أو شقيقه أو شقيقته أو صديقه
وقد تمزعت جثثهم إلي أشلاء فلا يعرف أي يد كانت تحنو عليه. ولا أين الصدر
الذي كان يحتمي به من أنياب الدنيا.

.. ومنهم من تعثر في ركام منزل طالما صعد أو نزل درجاته ولعب في
حجراته وردهاته فأصبح فجأة كومة من الحجارة الصماء لا حياة فيها ولا حنان
ولا دفء الأسرة وتجمعها أمام التليفزيون أو حول منضدة الطعام.. كومة تحولت
إلي شاهد مقبرة تضم أسفلها رفات الأهل والأحباب وتشهد علي خسة ونذالة عدو
جبان وحقارة هذه الدنيا.

.. ومنهم من جري هائماً علي وجهه يتلمس مكاناً يختبئ فيه من
الانفجارات المسعورة ودويها المجنون فلم يجد سوي حوائط بيت جيرانه المتهدم
أيضاً فكانت أكثر دفئًا وأمنًا له من البشر.

.. ومنهم من عاد قبل ثلاثة أيام إلي مدرسته يرتدي ملابس ممزقة.. ليجد
زملاء كثيرين له خرجوا من الدنيا لتوضع أسماؤهم علي لوحة شرف تحت اسم
"شهداء غزة".


***



تصوروا كل هؤلاء.. كيف سيواجهون الحياة مرة أخري.. ما هو شعورهم
في هذه اللحظة.. كيف نوفر لهم سبل المعيشة وننزع من داخلهم مشاعر الحزن
والغل والحقد التي تسربت إلي قلوبهم رغم أنوفهم؟

من يتحدث عن مفاوضات أو مصالحة أو محاسبة لإسرائيل.. لابد أن يضع هؤلاء الأطفال أمام عينيه وعلي المنضدة.


.. ومن يبحث عن إغاثة.. فلابد أن يكون لهؤلاء الأطفال النصيب الأكبر.


.. ومن يتكلم عن إعادة الإعمار.. فيجب أن يراعي هؤلاء الأطفال أكثر من أي فئات أخري.


إنهم شعب فلسطين القادم.. المقاومون الجدد إذا لم تحل القضية.. أو
أبناء الدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء المولي وأذن لها بأن تولد.

ألا يستحقون العناية والرعاية؟

..وماذا بعد؟!
المصالحة الشاملة
كلام أوباما جميل .. ولكن: الأجمل أن يتحقق فعلاً
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

البعض متفائل بالسياسات التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الشرق الأوسط.. ويري أنها ستحدث انفراجة كبيرة.


البعض الآخر متشائم جداً.. ولا يري في سياسات أوباما أي جديد.. وأن
الجديد هو مجرد صياغة حديثة أو مستحدثة لبعض التعبيرات والتي حتماً ستعود
مرة أخري إلي سابق عهدها شيئاً فشيئاً..

ويزيد من تشاؤم هؤلاء أن الثوابت لم يحدث فيها أي تغيير سواء في المواقف أو التصريحات خاصة فيما يتعلق بإسرائيل وحمايتها.


* * *


دعونا نُنحِّي جانباً مسألة التفاؤل والتشاؤم.. وننظر إلي الأمور بواقعية وتجرد عن أي هوي.


وأذكركم وأذكر نفسي.. بأننا سبق أن حكمنا علي الرئيس السابق جورج بوش
عام 2001 من تعبير أطلقه عقب هجمات سبتمبر.. حينما قال إن أمريكا تخوض
حرباً صليبية ضد المسلمين!! ثم عاد البيت الأبيض وحاول تهدئة النفوس
الغاضبة من هذه العبارة مدعياً أنها زلة لسان!!

وما دمنا حكمنا علي بوش بهذه العبارة.. فمن العدالة وعدم ازدواجية
المعايير أن نحكم أيضاً علي أوباما بسياساته المعلنة وتصريحاته حتي تثبت
صحتها أو يتأكد خطؤها.

* * *


في بداية ولايته.. وعد أوباما بمعالجة قضايا الشرق الأوسط.. وهو بذلك علي النقيض من سلفه بوش الذي كان يفضل الانتظار سنوات..


وعندما اختار مبعوثاً للسلام بالشرق الأوسط.. اختار جورج ميتشل
المعروف باعتداله ونزاهته.. سواء في التوصل لسلام تاريخي بايرلندا أو في
تقرير لجنته التي تقصَّت الحقائق في الاشتباكات التي جرت بين الإسرائيليين
والفلسطينيين عام 2000 خلال ولاية بيل كلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق..
كما منح مبعوثه كافة الصلاحيات لتحقيق التقدم والنجاح للوصول في النهاية
إلي مفاوضات فلسطينية إسرائيلية وتحقيق السلام بينهما.

وتعهد بتحقيق السلام في أفغانستان وسحب قواته من العراق.. وهو إعلان
يتناقض تماماً مع ما فعله بوش طوال مدة رئاسته وإبرامه في آخر أيامه
لاتفاقية أمنية مع العراق.

وحينما نوه إلي السياسات الخاطئة التي ارتكبتها أمريكا في عهد بوش
وعد بتغييرها.. ونفذ ما قال وكان أول قرار يتخذه هو إغلاق معتقل
جوانتانامو المثير للجدل والتحقيق مع المعتقلين لبيان ما إذا كانوا
يستحقون المحاكمة أم لا.

.. وأمس.. أراد أوباما تجميل صورة أمريكا في عيون المسلمين بعد أن
شوهها بوش بأفعاله غير المسئولة وشن علي العالم الإسلامي حربه الصليبية
غير المبررة.. فأكد أن الأمريكيين ليسوا أعداء للمسلمين.. وقد حان الوقت
لكي نستعيد علاقات الاحترام المتبادل.

* * *


في رأيي أن اللغة التي تحدث بها أوباما منذ جاء للسلطة هي لغة عقلانية
ترعي مصالح أمريكا بالطبع في المقام الأول.. تلك المصالح التي أضرها بوش
وضربها في مقتل علي مدي ثمانية أعوام.

وأري أيضاً أن تصريحاته ومواقفه منذ أداء القسم حتي اليوم.. جاءت
بلهجة "المصالحة الشاملة" والتي يعالج بها كافة القضايا الملتهبة بالشرق
الأوسط علي وجه الخصوص.

إنه يحاول إعادة الأمور إلي نصابها.. ولا مانع أبداً من تغيير مواقف
سابقة ثبت خطؤها وفشلها.. فلا ثوابت في السياسة ولا تعارض في ذلك مع مقولة
إن أمريكا دولة مؤسسات.

* * *


لذا.. يجب ألا ننظر إلي كلام أوباما علي أنه لن يؤتي بثمار.. ولا نأخذ
عباراته علي أنها أمور مسلم بها.. ولكن دعونا ننظر ونترقب لنري هل يستطيع
أن يحقق ما وعد به أم لا.. وهل سيتمكن من إزالة الكراهية من نفوس المسلمين
عامة والعرب خاصة تجاه كل ما هو أمريكي والتي زرعها بوش بأفعاله أم لا..
وهل هو يسعي بالفعل إلي الانسحاب من العراق وإعادة أرض الرافدين وثرواتها
إلي أصحابها وإقامة الدولة الفلسطينية وأن يكون راعياً نزيهاً للسلام أم
لا.. وهل سيحقق السلام بأفغانستان أم لا.. وهل سيمنع الأنف الأمريكي من أن
يدس نفسه في كل شيء وكأنه شرطي العالم ويوقف تدخل واشنطن فيما لا يعنيها
ويلغي المعايير المزدوجة من قاموس الإدارة الأمريكية أم لا؟

إذا استطاع أن يحقق ما وعد به.. فسوف يحفر اسمه ليس علي لوحة شرف ولكن في قلوب المسلمين والعرب حتي لو ساند إسرائيل والتزم بحمايتها.


يكفينا نحن العرب والمسلمين حل مشاكل المنطقة والتي خرجت جميعاً من رحم القضية الفلسطينية وكبرت وتضخمت وأصبحت في حجم "القضية الأم".


نتمني أن تتحقق فعلاً.. هذه المصالحة الشاملة.. علي أرض الواقع.


ونحن في الانتظار.

بعد فشل الزيارة المشبوهة لغزة
عملاء .. حتي للشيطان ..!!
الجماعة المحظورة .. تتهافت علي كل الموائد ..
المهم .. من يحقق أجندتها الخاصة ..!!!
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

أمامي موقفان متناقضان تماماً.. الأول يمثل تياراً منحلاً وغير شرعي. والآخر حزبي وشرعي مائة في المائة.


ويهمني هنا.. أن أوضح في نظرة حيادية بحتة أهداف كل موقف علي حدة.



* * *



بالأمس.. أرادت الجماعة المحظورة أن تقوم ب"شو" إعلامي يخدم
أجندتها.. خاصة بعد أن فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي نجاح لها سواء في
تأليب الشارع أو مساندة "جبهة الرفض" العربية المزعومة.

"الشو" الإعلامي تحول إلي "شو" كوميدي باهت ومبتذل وهابط تمثيلاً وإخراجاً.


تم اختيار أربعة نواب للمحظورة ومعهم أربعة آخرون من المستقلين وشكلوا
وفداً توجهوا إلي منفذ رفح وأرادوا دخول غزة بمبادرة ذاتية وأعلنوا سببين
لذلك:

* الأول: تأييد ومساندة أهالي غزة بعد الحرب الإسرائيلية الشعواء عليهم.


* الثاني: إعلان تأييد الشعب المصري للشعب الفلسطيني المقاوم.


بطبيعة الحال.. تم منعهم من المرور عبر منفذ رفح وإبلاغهم بأنه غير
مسموح بالعبور إلا للأطباء والصحفيين فقط.. فقالوا إن وفدهم يضم الفئتين
معاً!!


* * *



هذا "الشو" له هدفان بعيدان كل البعد عما أعلنه أعضاء وفد المحظورة:


* أولهما: تنفيذ تعليمات المرشد العام بأن يباركوا لمن ينوب عن خالد
مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة علي
انتصار حماس في الحرب ونجاة عناصرها من المذبحة.

* ثانيهما: توصيل جزء من الأموال التي جمعتها الجماعة المحظورة تحت لافتة إغاثة غزة وإعمارها إلي حماس.


وتعالوا نفند السببين المعلنين ونشرح السببين الحقيقيين.


بالنسبة لتأييد ومساندة أهالي غزة بعد الحرب.. فهل هذا يحتاج زيارة
خاصة وغير رسمية وهل التوقيت الآن مناسب لذلك.. أم المقصود هو ضرب "كرسي
في الكلوب" لاجهاض أي محاولة للوفاق الفلسطيني وشعللة الموقف مرة أخري
لخدمة أجندة الجماعة المحظورة؟

وعن إعلان تأييد الشعب المصري للشعب الفلسطيني.. فلا أدري من الذي
أعطي الجماعة المحظورة الحق في أن تتحدث باسم كل شعب مصر؟ هل حصانة أي
نائب في البرلمان عن مقعد في دائرة ما ملزمة لجميع أفراد الشعب؟

السببان المعلنان غير منطقيين بالمرة.. وحتي لو كان المرور من منفذ
رفح مسموحاً به للأطباء والصحفيين فإن هذا ليس مبرراً لمرور هذا الوفد رغم
أنه كان يضم ثلاثة أطباء وصحفياً.

إن الأطباء الذين يسمح لهم بالمرور هم أطباء إغاثة بتكليف من وزارة
الصحة.. كما أن الصحفيين الذين يمرون إنما يمرون لأداء عملهم والمسئولة
عنهم نقابة الصحفيين.

هل الدكاترة الذين رغبوا في المرور مكلفون من وزارة الصحة؟.. وهل الصحفي الذي كان ضمن الوفد مكلف بتغطية معينة في غزة؟


بالطبع لا.. وألف لا.. وبالتالي فقد كان قرار منعهم سليماً مائة في المائة.



***



وبالنسبة للسببين الحقيقيين فلنا فيهما كلام كثير جداً.. ولكني سأحاول الإيجاز حتي لا أشتت فكر القاريء.


ما معني الذهاب لكي يباركوا لمشعل وهنية؟.. الم يذهب الكتاتني إلي
سوريا وزار مشعل في قصره المنيف الذي اعطاه إليه الرئيس السوري بشار الأسد
ليقيم فيه بين الماء والخضرة.. وهنأه بالنصر المؤزر؟

وأي نصر حققته حماس؟.. إذا كان هناك من نصر فإن الذي يستحق التهنئة عليه هو شعب غزة وليس حماس.


كان الجميع سيجدوننا في مقدمة صفوف المهنئين لو حافظت حماس علي أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم.. ولكن للأسف لم تحافظ.


هل نبارك لحماس لأنها تسببت في إسقاط 1400 شهيد و5500 جريح حتي الآن نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ؟


.. وهل نهنئها لأنها كانت السبب في تدمير معظم مساكن غزة ونزوح 51 ألف مواطن من منازلهم وتدمير البنية الأساسية للقطاع بالكامل؟


إذا كان هناك من نصر حقيقي.. فإن الذي انتصر هو شعب غزة لا حماس.
والذي يستحق التهنئة هو شعب غزة وليس حماس.. هذا الشعب الذي ثكلت نساؤه
ويتم أطفاله وترمل رجاله علي يد حماس بتحريض علني من الجماعة المحظورة
لتنفيذ أجندتها.

ثم.. ما هي الأموال التي كانت بصحبة هذا الوفد المشبوه.. وما هو قدرها؟


لقد جمعت المحظورة أموالاً طائلة تحت لافتة "إغاثة أهالي غزة وإعادة
تعمير القطاع".. وبالطبع فإن جزءاً يسيراً منها كانوا يحملونه معهم
لتسليمه إلي هنية ومن معه لشراء السلاح.. وباقي المبالغ مازالت في يد
المرشد العام.. أما شعب غزة فله الله.

إن المبالغ التي تم الإعلان عنها والمقدمة من الزعماء العرب وصندوق
دعم إعمار غزة لاتكفي إعمار غزة فقط.. بل بناءها من الألف إلي الياء علي
أحدث طراز.. فلماذا جمعت المحظورة هذه الأموال؟

لقد سبق لهذه الجماعة أن جمعت أموالاً ضخمة لضحايا الزلزال ولكشمير
وللأفغان وللشعب العراقي.. وتنتهز أي كارثة في بلاد الواق واق لتجمع
الأموال.. وبعد جمعها.. يتوقف الكلام عن الكارثة وكأنها لم تحدث!!


***



إن هذه الجماعة المحظورة والمنحلة وصل بها الكراهية لمصر
وشعبها أن تنشر إفكاً علي موقعها الإلكتروني ضد مصر بأنها تستجوب الجرحي
الفلسطينيين الذين جاءوا للعلاج في مستشفياتنا.

تصوروا هذا الضلال الممزوج بالسم الزعاف؟


هل من المعقول أن مصر التي حذرت من العدوان قبل أن يحدث. و"نشف ريقها"
مع حماس لتمديد التهدئة وعدم إطلاق الصواريخ. وقدمت مبادرة هي الوحيدة
القابلة للتنفيذ والآلية الوحيدة أيضاً لقرار مجلس الأمن. وبادرت بأن تكون
في مقدمة الصفوف لإعادة تعمير غزة. وفتحت مستشفياتها المدنية والعسكرية
لعلاج المصابين. ونجحت في تخصيص ممر آمن لإدخال المساعدات ونقل الجرحي من
قلب غزة.. هل مصر هذه ترتكب هذه الفرية التي اخترعها المرشد العام في لحظة
تجلي وهو يتجول علي الكورنيش داخل سيارته ال "بي. إم. دبليو"؟


***



إن الجماعة المحظورة تنفذ أجندتها المنفصلة عن أي أجندة
إقليمية أخري سواء كانت لإيران أو حزب الله.. كما أنها تضع يدها في يد
الشيطان مادام سيحقق لها هذه الأجندة وأهدافها المنفصلة عن أي أهداف
إقليمية أخري.. وهي أهداف مغايرة تماماً لما تدعو إليه.. وتتخذ من الأحداث
الساخنة وسيلة لتنفيذ الأجندة والأهداف.

أيدوا الدعوة لعقد قمة بالدوحة.. وعندما رفضها معظم الزعماء هاجموا
من رفض.. ثم أيدوا توصيات الدوحة حول غزة.. وطالبوا قمة الكويت بوضع
التوصيات موضع التنفيذ!!

حسن نصر الله أمين عام حزب الله أطلق كلمتين "هلس" وجدت فيهما
الجماعة المحظورة أنهما تخدمان مصالحها وأجندتها.. أيدت نصر الله لتهيج
الناس!!

حتي عندما دعت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عام
2005 إلي الفوضي الخلاقة في المنطقة.. لفرز حكومات وحركات سياسية أخري..
وجدنا الجماعة المحظورة تلبي النداء ونزل عناصرها إلي الشوارع لإعلان
معارضتها للحكومة.. بل كانوا أول من نزل للشوارع!!

إنها جماعة عميلة.. قديماً وحديثاً.. ولا تنسوا أنهم حصلوا من الانجليز عند نشأة الجماعة علي أموال لإنشاء مقر الاسماعيلية.


ولا تتغافلوا عن أن رجل الأعمال الإخواني يوسف ندا قام بتأجير طائرة
كانت الأولي التي تهبط مطار طهران ليبارك لآية الله الخوميني.. وأنه اليوم
عضو نادي رؤساء أمريكا السابقين.. ألا تعرف واشنطن أنه إخوانجي؟.


***



لقد أرادت الجماعة المحظورة أن تقوم بزيارة مشبوهة في غير
توقيتها وبدون هدف منطقي أو عقلاني.. فقط أرادت تنفيذ أجندتها فهي جماعة
لا تعترف بأي حدود أو فواصل.. وحماس بالنسبة لها ابنتها البكرية.

فقط أريد أن أسأل ضمائرهم إن كانت لهم ضمائر: ألم يكن الأصوب أن
ينصحوا حماس بلم الدور والتصالح مع إخوانهم في الضفة لتوحيد كلمة
الفلسطينيين بدلاً من شق الصف "المشقوق" أصلاً.. والضغط علي جرح غائر
ليزيدوه غوراً؟


***



هذا هو موقف الجماعة المحظورة غير المنطقي بالمرة.


أما الموقف الآخر المناقض له تماماً.. فهو لعشرة أحزاب معارضة شرعية
أعلنت أنها ستتوجه اليوم إلي قصر عابدين لتقديم مذكرة ترد علي المزايدين
علي الموقف المصري.. وأكدوا أن الحرب علي غزة انتهت.. ولكن الحرب علي مصر
لم تنته بعد.

هذه الأحزاب المحترمة هي الشعب الديمقراطي. وشباب مصر. والاتحاد
والجمهوري الحر والمحافظون. والأمة. والغد. والأحرار. ومصر العربي
الاشتراكي. والخضر والعديد من القوي الوطنية الأخري.

هذا هو موقف الغالبية العظمي من أحزاب مصر.. تعمل لصالح هذا البلد
ووراء قيادتها.. تؤمن بمواقف مصر المبدئية والشجاعة.. ولا يثنيها عن ذلك
تيارات غير شرعية وأجندات طائرة من هنا أو هناك.

أمامي موقفان متناقضان تماماً.. الأول يمثل تياراً منحلاً وغير شرعي. والآخر حزبي وشرعي مائة في المائة.


ويهمني هنا.. أن أوضح في نظرة حيادية بحتة أهداف كل موقف علي حدة.



* * *



بالأمس.. أرادت الجماعة المحظورة أن تقوم ب"شو" إعلامي يخدم
أجندتها.. خاصة بعد أن فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي نجاح لها سواء في
تأليب الشارع أو مساندة "جبهة الرفض" العربية المزعومة.

"الشو" الإعلامي تحول إلي "شو" كوميدي باهت ومبتذل وهابط تمثيلاً وإخراجاً.


تم اختيار أربعة نواب للمحظورة ومعهم أربعة آخرون من المستقلين وشكلوا
وفداً توجهوا إلي منفذ رفح وأرادوا دخول غزة بمبادرة ذاتية وأعلنوا سببين
لذلك:

* الأول: تأييد ومساندة أهالي غزة بعد الحرب الإسرائيلية الشعواء عليهم.


* الثاني: إعلان تأييد الشعب المصري للشعب الفلسطيني المقاوم.


بطبيعة الحال.. تم منعهم من المرور عبر منفذ رفح وإبلاغهم بأنه غير
مسموح بالعبور إلا للأطباء والصحفيين فقط.. فقالوا إن وفدهم يضم الفئتين
معاً!!


* * *



هذا "الشو" له هدفان بعيدان كل البعد عما أعلنه أعضاء وفد المحظورة:


* أولهما: تنفيذ تعليمات المرشد العام بأن يباركوا لمن ينوب عن خالد
مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة علي
انتصار حماس في الحرب ونجاة عناصرها من المذبحة.

* ثانيهما: توصيل جزء من الأموال التي جمعتها الجماعة المحظورة تحت لافتة إغاثة غزة وإعمارها إلي حماس.


وتعالوا نفند السببين المعلنين ونشرح السببين الحقيقيين.


بالنسبة لتأييد ومساندة أهالي غزة بعد الحرب.. فهل هذا يحتاج زيارة
خاصة وغير رسمية وهل التوقيت الآن مناسب لذلك.. أم المقصود هو ضرب "كرسي
في الكلوب" لاجهاض أي محاولة للوفاق الفلسطيني وشعللة الموقف مرة أخري
لخدمة أجندة الجماعة المحظورة؟

وعن إعلان تأييد الشعب المصري للشعب الفلسطيني.. فلا أدري من الذي
أعطي الجماعة المحظورة الحق في أن تتحدث باسم كل شعب مصر؟ هل حصانة أي
نائب في البرلمان عن مقعد في دائرة ما ملزمة لجميع أفراد الشعب؟

السببان المعلنان غير منطقيين بالمرة.. وحتي لو كان المرور من منفذ
رفح مسموحاً به للأطباء والصحفيين فإن هذا ليس مبرراً لمرور هذا الوفد رغم
أنه كان يضم ثلاثة أطباء وصحفياً.

إن الأطباء الذين يسمح لهم بالمرور هم أطباء إغاثة بتكليف من وزارة
الصحة.. كما أن الصحفيين الذين يمرون إنما يمرون لأداء عملهم والمسئولة
عنهم نقابة الصحفيين.

هل الدكاترة الذين رغبوا في المرور مكلفون من وزارة الصحة؟.. وهل الصحفي الذي كان ضمن الوفد مكلف بتغطية معينة في غزة؟


بالطبع لا.. وألف لا.. وبالتالي فقد كان قرار منعهم سليماً مائة في المائة.



***



وبالنسبة للسببين الحقيقيين فلنا فيهما كلام كثير جداً.. ولكني سأحاول الإيجاز حتي لا أشتت فكر القاريء.


ما معني الذهاب لكي يباركوا لمشعل وهنية؟.. الم يذهب الكتاتني إلي
سوريا وزار مشعل في قصره المنيف الذي اعطاه إليه الرئيس السوري بشار الأسد
ليقيم فيه بين الماء والخضرة.. وهنأه بالنصر المؤزر؟

وأي نصر حققته حماس؟.. إذا كان هناك من نصر فإن الذي يستحق التهنئة عليه هو شعب غزة وليس حماس.


كان الجميع سيجدوننا في مقدمة صفوف المهنئين لو حافظت حماس علي أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم.. ولكن للأسف لم تحافظ.


هل نبارك لحماس لأنها تسببت في إسقاط 1400 شهيد و5500 جريح حتي الآن نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ؟


.. وهل نهنئها لأنها كانت السبب في تدمير معظم مساكن غزة ونزوح 51 ألف مواطن من منازلهم وتدمير البنية الأساسية للقطاع بالكامل؟


إذا كان هناك من نصر حقيقي.. فإن الذي انتصر هو شعب غزة لا حماس.
والذي يستحق التهنئة هو شعب غزة وليس حماس.. هذا الشعب الذي ثكلت نساؤه
ويتم أطفاله وترمل رجاله علي يد حماس بتحريض علني من الجماعة المحظورة
لتنفيذ أجندتها.

ثم.. ما هي الأموال التي كانت بصحبة هذا الوفد المشبوه.. وما هو قدرها؟


لقد جمعت المحظورة أموالاً طائلة تحت لافتة "إغاثة أهالي غزة وإعادة
تعمير القطاع".. وبالطبع فإن جزءاً يسيراً منها كانوا يحملونه معهم
لتسليمه إلي هنية ومن معه لشراء السلاح.. وباقي المبالغ مازالت في يد
المرشد العام.. أما شعب غزة فله الله.

إن المبالغ التي تم الإعلان عنها والمقدمة من الزعماء العرب وصندوق
دعم إعمار غزة لاتكفي إعمار غزة فقط.. بل بناءها من الألف إلي الياء علي
أحدث طراز.. فلماذا جمعت المحظورة هذه الأموال؟

لقد سبق لهذه الجماعة أن جمعت أموالاً ضخمة لضحايا الزلزال ولكشمير
وللأفغان وللشعب العراقي.. وتنتهز أي كارثة في بلاد الواق واق لتجمع
الأموال.. وبعد جمعها.. يتوقف الكلام عن الكارثة وكأنها لم تحدث!!


***



إن هذه الجماعة المحظورة والمنحلة وصل بها الكراهية لمصر
وشعبها أن تنشر إفكاً علي موقعها الإلكتروني ضد مصر بأنها تستجوب الجرحي
الفلسطينيين الذين جاءوا للعلاج في مستشفياتنا.

تصوروا هذا الضلال الممزوج بالسم الزعاف؟


هل من المعقول أن مصر التي حذرت من العدوان قبل أن يحدث. و"نشف ريقها"
مع حماس لتمديد التهدئة وعدم إطلاق الصواريخ. وقدمت مبادرة هي الوحيدة
القابلة للتنفيذ والآلية الوحيدة أيضاً لقرار مجلس الأمن. وبادرت بأن تكون
في مقدمة الصفوف لإعادة تعمير غزة. وفتحت مستشفياتها المدنية والعسكرية
لعلاج المصابين. ونجحت في تخصيص ممر آمن لإدخال المساعدات ونقل الجرحي من
قلب غزة.. هل مصر هذه ترتكب هذه الفرية التي اخترعها المرشد العام في لحظة
تجلي وهو يتجول علي الكورنيش داخل سيارته ال "بي. إم. دبليو"؟


***



إن الجماعة المحظورة تنفذ أجندتها المنفصلة عن أي أجندة إقليمية
أخري سواء كانت لإيران أو حزب الله.. كما أنها تضع يدها في يد الشيطان
مادام سيحقق لها هذه الأجندة وأهدافها المنفصلة عن أي أهداف إقليمية
أخري.. وهي أهداف مغايرة تماماً لما تدعو إليه.. وتتخذ من الأحداث الساخنة
وسيلة لتنفيذ الأجندة والأهداف.

أيدوا الدعوة لعقد قمة بالدوحة.. وعندما رفضها معظم الزعماء هاجموا
من رفض.. ثم أيدوا توصيات الدوحة حول غزة.. وطالبوا قمة الكويت بوضع
التوصيات موضع التنفيذ!!

حسن نصر الله أمين عام حزب الله أطلق كلمتين "هلس" وجدت فيهما
الجماعة المحظورة أنهما تخدمان مصالحها وأجندتها.. أيدت نصر الله لتهيج
الناس!!

حتي عندما دعت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عام
2005 إلي الفوضي الخلاقة في المنطقة.. لفرز حكومات وحركات سياسية أخري..
وجدنا الجماعة المحظورة تلبي النداء ونزل عناصرها إلي الشوارع لإعلان
معارضتها للحكومة.. بل كانوا أول من نزل للشوارع!!

إنها جماعة عميلة.. قديماً وحديثاً.. ولا تنسوا أنهم حصلوا من الانجليز عند نشأة الجماعة علي أموال لإنشاء مقر الاسماعيلية.


ولا تتغافلوا عن أن رجل الأعمال الإخواني يوسف ندا قام بتأجير طائرة
كانت الأولي التي تهبط مطار طهران ليبارك لآية الله الخوميني.. وأنه اليوم
عضو نادي رؤساء أمريكا السابقين.. ألا تعرف واشنطن أنه إخوانجي؟.


***



لقد أرادت الجماعة المحظورة أن تقوم بزيارة مشبوهة في غير
توقيتها وبدون هدف منطقي أو عقلاني.. فقط أرادت تنفيذ أجندتها فهي جماعة
لا تعترف بأي حدود أو فواصل.. وحماس بالنسبة لها ابنتها البكرية.

فقط أريد أن أسأل ضمائرهم إن كانت لهم ضمائر: ألم يكن الأصوب أن
ينصحوا حماس بلم الدور والتصالح مع إخوانهم في الضفة لتوحيد كلمة
الفلسطينيين بدلاً من شق الصف "المشقوق" أصلاً.. والضغط علي جرح غائر
ليزيدوه غوراً؟


***



هذا هو موقف الجماعة المحظورة غير المنطقي بالمرة.


أما الموقف الآخر المناقض له تماماً.. فهو لعشرة أحزاب معارضة شرعية
أعلنت أنها ستتوجه اليوم إلي قصر عابدين لتقديم مذكرة ترد علي المزايدين
علي الموقف المصري.. وأكدوا أن الحرب علي غزة انتهت.. ولكن الحرب علي مصر
لم تنته بعد.

هذه الأحزاب المحترمة هي الشعب الديمقراطي. وشباب مصر. والاتحاد
والجمهوري الحر والمحافظون. والأمة. والغد. والأحرار. ومصر العربي
الاشتراكي. والخضر والعديد من القوي الوطنية الأخري.

هذا هو موقف الغالبية العظمي من أحزاب مصر.. تعمل لصالح هذا البلد
ووراء قيادتها.. تؤمن بمواقف مصر المبدئية والشجاعة.. ولا يثنيها عن ذلك
تيارات غير شرعية وأجندات طائرة من هنا أو هناك.

نافذة
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
الكثير من الآباء والأمهات يرتكبون "جناية" في حق أولادهم دون وعي منهم بتأثير ما يفعلونه في شخصية وتفكير أطفالهم.
الطفل عادة يكون متمرداً من داخله.. يرفض الأوامر.. وكلما عوقب زاد تمرده وعناده حتي ولو لم يكن لهذا التمرد والعناد مظاهر خارجية عنيفة.. إلا أن هذه المظاهر حتماً تطفو علي السطح وتظهر بوضوح شيئاً فشيئاً كلما نما الطفل وكبر.
***
للأسف.. فإن الأوامر والنهي والزجر غالباً ما تكون هي لغة الخطاب من الوالدين للطفل.. وهو أسلوب غير تربوي بالمرة يجعل الطفل كارهاً للمجتمع المحيط به.
ثم تأتي الكارثة الثانية بفرض أسلوب معين علي الطفل في التفكير واللبس والتصرف.. ولأن الطفل "عنيد" فإنه يرفض هذا الأسلوب حتي لو كان صحيحاً ومفيداً لأنه يري فيه إذعاناً غير مبرر يجرد منه أغلي ما يملك.. حرية التفكير والتصرف.
***
الأصوب في كل الأحوال.. هو حث الطفل علي عمل ما نريد ومنعه عما نرفضه بدون أوامر ونواه.. بل بأسلوب غير مباشر تاركين له القرار في النهاية.
والأفضل والأفيد أن نلاحظ الطفل ونتعرف علي تفكيره ونكتشف قدراته ومواهبه ونصقل هذه القدرات والمواهب دون أن نفرض عليه شيئاً أو نحدد له أربعة جدران من صنعنا ليفكر بداخلها ولا يتعداها.
لو خنقنا الطفل فقدناه.. وإن تركناه علي حريته مع الملاحظة والمتابعة فقد نجعل منه عبقرياً أو مواطناً صالحاً علي أقل تقدير.

..وماذا بعد؟!
الكرة الآن..في الملعب الفلسطيني
لاتجعلوا العالم.. ينفض من حولكم
احذروا المتسلقين.. والمتاجرين بالدين
العميل الايراني "تاجر النخاسة" .. سلاحهم لتحقيق الأحلام والنزوات
خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

أدلي الرئيس الأمريكي باراك أوباما فجأة ودون سابق إنذار بتصريح غريب إلي صحيفة واشنطن بوست.. وهو يستوجب ألف علامة تعجب أمامه.


قال أوباما: إن الحديث عن اتفاق إسرائيلي فلسطيني لإجراء تسوية تعتمد
علي التعايش بين دولتين متجاورتين ليس هدفاً واقعياً في الوقت الحالي..
وأن الأمر يحتاج إلي فترة زمنية يمكن خلالها بناء الثقة بين الطرفين!!

***


السؤال هنا:


هل أوباما أدلي بهذا التصريح لأنه مقتنع فعلاً باستحالة اتفاق إسرائيل
والفلسطينيين علي التسوية الآن بسبب كارثة غزة خاصة أن نتائج الحرب علي
القطاع لم تتضح بالكامل حتي اليوم؟

أم انه يستشرف المستقبل ويري في الأفق ان إسرائيل تنجرف بشدة تجاه
اليمين المتطرف.. وأن الدلائل تؤكد ان انتخابات مارس القادم سوف توصل
بنيامين نتنياهو إلي سدة الحكم وهو يؤيد ارجاء أي تسوية سلام إسرائيلية
فلسطينية إلي أجل غير مسمي؟!

***


هذا التصريح الغريب والمفاجيء لا يتفق أبداً مع سياق الأحداث ولا مع
التصريحات التي أدلي بها أوباما منذ أيام.. خاصة أنه كان قد وعد يوم
الثلاثاء الماضي في تصريحات أخري لقناة العربية بسرعة معالجة قضايا الشرق
الأوسط.. واختار جورج ميتشل مبعوثاً للشرق الأوسط وهو شخصية معتدلة
ونزيهة.. وبالفعل أرسل مبعوثه للمنطقة.. وهو ما يدفعنا إلي التساؤل أيضاً:
لماذا؟

أياً كانت الإجابة علي كل هذه الأسئلة أو نتائج محاولة إماطة اللثام
عن السبب الحقيقي في تناقض المواقف خلال خمسة أيام فقط.. ففي رأيي ان
الأمر كله في يد الفلسطينيين.. والكرة الآن في ملعبهم وليست في ملعب أحد
غيرهم.

***


الفلسطينيون مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضي باتخاذ عدد من الخطوات
الحاسمة والمهمة والتي سيترتب عليها حتماً.. إما أن يتحقق هدفهم
الاستراتيجي بإقامة دولة فلسطينية أم لا.

أولي هذه الخطوات الحاسمة أن ينفضوا أيديهم من أي قوي إقليمية أو غير
إقليمية.. وبصراحة أكثر ألا ينصاعوا إلي تحريض إيران أو حزب الله أو
الجماعة المحظورة. وأن يبتعدوا عن أي أحلاف عربية مع كيانات صغيرة تسعي
للتعملق.. والتسلق.

هؤلاء وهؤلاء.. يتخذون من القضية الفلسطينية "شماعة" لتحقيق مآربهم.
ومن غزة "مطية" لاختراق المنطقة وتنفيذ مخططاتهم وأحلامهم وهواجسهم
ونزواتهم.

الشرق والغرب. والصديق والعدو.. الكل يعلم جيدًا أن لا أحد من هؤلاء
وهؤلاء ساهم بشيء من أجل القضية.. لا بالمال. ولا بالسلاح. ولا بالدماء.
ولا بالموقف الدولي الفاعل.. بل إن كل مواقفهم مخزية ولا تعدو أن تكون
مجرد تحريض * تحريض والفرجة علي المذابح التي يتعرض لها شعب فلسطين.

***


ثانية الخطوات المهمة جدًا.. ان تلتقي كل الفصائل تحت راية واحدة
وبنفس المرجعية الشرعية المعترف بها عربيًا ودوليًا وهي منظمة التحرير
الفلسطينية.

إن توحد الفلسطينيين واتفاقهم علي موقف سياسي مشترك له أكثر من فائدة لهم:


* لا يسمح بفصل الأرض إلي الضفة والقطاع ولكل فصائله. وبالتالي اجهاض
المخطط الإسرائيلي غزة أولاً والخيار الأردني.. وهو المخطط الذي تتبناه
أيضًا أجندة إيران وحزب الله وأجندة الجماعة المحظورة.. ولكل أهدافه.

* إحراج المجتمع الدولي كله لدعم إعمار غزة. وتفويت الفرصة علي
إسرائيل في تعطيل عملية التفاوض والوصول إلي إقامة الدولة الفلسطينية..
لأن المجتمع الدولي - إذا استمر الشقاق - سوف ينفض يديه من عملية الإعمار
وسيقول ان الشعب الفلسطيني وقضيته لا يستحقان الدعم. وإسرائيل - ومن خلفها
أمريكا وأوروبا - لن تدخل في مفاوضات مع متنازعين علي السلطة والأرض..
فالمنطق يقول إن القضية - أي قضية - إذا هانت علي أهلها فانها ستكون علي
الناس أهون.

***


ثالثة الخطوات.. أن يتوقف الفلسطينيون عن الشعارات الجوفاء التي تطلق من عواصم معينة ضد بعضهم البعض.. تارة بالعمالة وأخري بالتخوين.


هذه الشعارات.. لا تخدم القضية الفلسطينية بل تصب أولاً وأخيرًا في
صالح إيران ومحاولات تسللها إلي قلب الوطن العربي من خلال وكيلها الرسمي
المسمي بحزب الله وأمينه العام "تاجر النخاسة" وعميل ايران حسن نصر الله.
ومن خلال الجماعة المحظورة "المتاجرة بالدين" والتي تكره مصر والعرب.. بل
وتكره نفسها.

بالمناسبة.. ألم تفطن الفصائل الفلسطينية إلي السر في اتفاق إيران
ووكيلها "الشيعة" مع الجماعة المحظورة "السنية" رغم البون الشاسع بين
المذهبين؟

بالطبع.. ان الاتفاق هنا ليس علي قضية عادلة يؤمن بها الطرفان.. ولكن
علي هدف واحد كان الشيطان فيه ثالثهما.. وهو الإضرار بمصر وإقامة قواعد
للمد الشيعي.. حتي ولو كان الثمن نسف القضية الفلسطينية من الأساس "ونحر"
شعب فلسطين عن بكرة أبيه.

ليت الفلسطينيين يتداركون ما سقطوا فيه من أخطاء وخطايا.. في حق مصر وعروبتهم وقضيتهم.. وفي حق أنفسهم قبل أي شيء.

ليالي المحروسة
بقلم :خالد إمام
العميل.. الفاجر..!


أي عميل من العملاء تراه نشيطاً ومتجدداً في بداية عمالته.. إلا أنه بمرور
الوقت يفلس ويتخبط وتجد كلامه متناقضاً.. فيبدأ التنقيب في دفاتره القديمة
لعله يجد شيئاً منسياً يستفيد به في رحلة الخيانة . أو يحاول اضفاء
التجديد علي أفكاره البالية مع وضع بعض التوابل عليها لإخفاء رائحتها
العفنة.. وهو في كل الأحوال يؤكد هذه العمالة بفجور وبلا حياء أو خجل.

.. ومثل هذا العميل عندما يصدأ.. يصبح كالإناء الأجوف.. لا فائدة ترجي منه سوي أنك تسمع من خلاله صدي نباح من يستخدمه ويجيد توظيفه.


هذا الوصف ينطبق تماماً علي العميل الإيراني الوقح حسن نصر الله أمين حزب الله الذي ينصاع لطهران وهو مغمض العينين وبلا تفكير.



** السبت: سكت دهراً..ونطق كفراً



في مؤتمر صحفي عقده أمس الأول في ذكري تبادل الأسري والرفات
بين لبنان وإسرائيل عام 2004 وبعد أن اختبأ فترة طويلة في "مكمنه" بجنوب
لبنان.. سكت حسن نصر الله أمين حزب الله "العميل الإيراني" دهراً ثم نطق
كفراً.

صال وجال وتمطع وزأر.. ولم نسمع جديداً يذكر في جعجعته التي صدع بها
رءوسنا.. اللهم إلا التأكيد علي عمالته الواضحة لإيران وانصياعه لها.
وترديد أقوال قديمة وأفكار عفا عليها الزمن . وقلب الحقائق والوقوع في
متناقضات فجة توضح حجمه الطبيعي.. مغلفاً ذلك كله بالتطاول علي مصر وإعادة
اتهامها بالتواطؤ والعمالة.. رغم أنه أدري الناس بمن يكون المتواطئ
والعميل.

***


بعد أن تحدث عن تزييف إسرائيل في تسليم رفات شهداء ليست مطابقة
للأسماء المرفقة بها.. عرج مباشرة إلي ما أسماه ملف الدبلوماسيين
الإيرانيين الأربعة المختطفين عام .82

اعتمد العميل الفاجر حسن نصر الله علي الرواية الإسرائيلية وقال: إن
هؤلاء الدبلوماسيين الأربعة معتمدون في لبنان وكانوا في عهدة وحماية قوي
الأمن الداخلي أي في عهدة الدولة اللبنانية وتم اختطافهم من قبل القوات
اللبنانية في ذلك الحين التي احتجزتهم وتعرف مصيرهم.

وتساءل: هل قتلوهم؟.. أم سلموهم لإسرائيل؟.. أم هم في أحد سجون
القوات اللبنانية؟ وإذا كانوا قد قتلوهم فأين أجسادهم؟ هل لهم فعلاً
أجساد؟ أم تم إفناء هذه الأجساد؟

لقد كرر كل هذا الكلام 4 مرات متتالية حتي تثاءب منه الصحفيون ومللنا
من التكرار الممل.. ولكننا نسينا أنه يتحدث عن "إيرانيين" ولديه أوامر
عليا بالتركيز علي هذا الموضوع بالذات.. حتي أنه في كل مرة كان يحمل لبنان
المسئولية ويطالب حكومته بالكشف عن مصيرهم.

تصورا..نسي أنه لبناني وتنصل من جنسيته..أو ليس عميلاً؟!


***


لقد أفحمه الصحفيون عندما قالوا له إن حزب الله استخدم السلاح في
الداخل أكثر من استخدامه باتجاه إسرائيل حيث يجب.. وأن غزة انتظرت الحزب
لنصرتها فلم يتلق أهل القطاع سوي خطابات التعبئة الجوفاء .. وحتي عندما
انطلقت الصواريخ المتواضعة من الجنوب اللبناني علي إسرائيل سارعتم إلي
إبلاغ وزير الإعلام بأن الحزب لم يتهور.. فهل أصبح حزب الله حركة سياسية
داخلية واستطاعت المعادلات الدولية والإقليمية إطفاء ناره وهل أصبح يخاف
دفع الثمن والفاتورة؟..

وقد كان رده باهتاً وضعيفاً.. وحتي يتجاوز الإحراج.. كان يستخدم عبارة أن هذه الإجراءات لسنا معنيين أن نتحدث فيها!!


من بين ردوده.. وليته ما رد.. قوله إن الثأر يحتاج إلي تدقيق.. ولا
تتوقعوا منا أي تعليق لا بالنفي ولا بالإثبات علي التحقيقات التي جرت حول
اغتيال عماد مغنية.

وعن غزة.. قال إن حزب الله تضامن مع غزة سياسياً وإعلامياً وشعبياً..
وإذا كان يجب أن ننصر القطاع عسكرياً فمن الذي يجب أن يتخذ القرار؟! ما هي
الإرادة اللبنانية في هذه المسألة؟

إنها بلاهة.. لأن حزب الله عبارة عن ميليشيات عسكرية.. فكيف يقصر
دوره علي التضامن السياسي والإعلامي والشعبي؟.. وأين كانت الإرادة
اللبنانية عندما خطف الحزب جنديين إسرائيليين فكانت حرب 2006 التي دمرت
فيها مدن وقتل 1200 لبناني؟

وسئل عما إذا كان يعتقد أن إسرائيل قادرة علي شن عدوان ضد لبنان؟..
أجاب العميل "البجح" حسن نصر الله وليته ما أجاب: أننا أمام عدو ذي طبيعة
عدوانية.. والمهم ألا نعطيه الذريعة لشن العدوان!!!

عظيم جداً.. فلماذا حرضتم حماس بإيعاز من إيران أنتم والجماعة
المحظورة علي رفض تمديد التهدئة وعلي إطلاق الصواريخ علي إسرائيل؟ ألم يكن
كل ذلك ذريعة أمام تل أبيب لشن العدوان؟.. أم أنكم توفرون الذرائع
لإسرائيل لضرب غزة ولا تعطونها الذريعة لضربكم؟ أم لا تريدون المغامرة هذه
المرة لعدم إرباك إيران وإحباط أهدافها و"لخبطة" حساباتها؟

***


عن مصر.. أخرج كل ما في حوصلته من سموم ناقعات بما يؤكد خسته ونذالته وجبنه وعمالته.


أصر علي أن تحريضه لشعب مصر كي يزحف لفتح منفذ رفح. ومحاولة بث التمرد في صفوف جيش مصر.. كان موقفاً صحيحاً.


لو كان موقفك سليماً.. لاستجاب لك الشعب والجيش.. لكنهما استمعا إلي
كلماتك الحقيرة بالاذن اليمين وأخرجوها من الشمال فوراً.. ثم بصقوا عليها!

موقفك معروف دوافعه وأسبابه.


فمصر "الكبيرة" هي التي كشفت الأحلاف العربية الشتامة. والمحاور الإقليمية الهدامة. وأهدافك أنت وإيران والجماعة المحظورة.


.. ومصر "الكبيرة" هي التي عرت مخططكم لاختطاف القضية الفلسطينية وتفتيتها والقضاء عليها.


.. ومصر "الكبيرة" هي التي فضحت الأساليب الفارسية وأنت الوكيل الرسمي
لإيران بلبنان لجعل غزة منطقة مناورات إقليمية ونقطة انطلاق للمد الشيعي
بالمنطقة وورقة تفاوض مع الغرب علي برنامجها النووي.

.. ومصر "الكبيرة" هي التي نبهت الدنيا بأسرها والعرب والفلسطينيين
إلي خطورتكم أنتم وطهران والجماعة المحظورة علي الشعوب العربية والشعب
الفلسطيني ومقاومته بعد أن أردتم اختزال القضية الفلسطينية في غزة.
واختزال غزة في المعابر. واختزال المعابر في منفذ رفح وأردتم نسف عملية
السلام والغاء معاهدة كامب ديفيد وجرنا إلي حرب مع إسرائيل.

.. ومصر "الكبيرة" هي التي ساعدت بالغذاء والدواء وفتحت مستشفياتها
للجرحي. وهي التي قدمت المبادرة الوحيدة لوقف إراقة دماء الفلسطينيين وخلق
واقع أفضل لهم.. المبادرة الوحيدة التي اعتمدها مجلس الأمن وهي الآلية
المتفردة لتنفيذ قرار المجلس.

.. ومصر "الكبيرة" ستظل الوسيط النزيه مهما افتأتم عليها ولا غني
عنها في أي إجراءات تتخذ لاستمرار وقف القتال أو رفع الحصار أو فتح
المعابر أو الإعمار أو التوافق الفلسطيني أو التفاوض علي السلام وإقامة
الدولة الفلسطينية.

مصر "الكبيرة".. هي سيدة الموقف.. بدونها لا شيء سيتحقق.. وبها يتم
تنفيذ كل شيء.. ولا بديل لها أبداً.. أتدري لماذا؟.. لأنها فعلاً
"الكبيرة" وصاحبة المواقف والتي حملت القضية الفلسطينية وأخطاءها وخطاياها
علي مدي 60 عاماً ولا أحد غيرها تحمل شيئاً.

وأقول لممثل الملالي في المنطقة حسن نصر الله: غزة قضية أمن قومي..
منفذ رفح مفتوح للحالات الإنسانية وليس لتهريب السلاح ولن يفتح كما كان
قبل 2006 إلا وفق اتفاقية 2005 أي بوجود السلطة الوطنية الفلسطينية وليس
حماس ولا أي فصيل آخر وهو خط أحمر من اخترق احترق .. شعب مصر وجيشه وشرطته
كل لا يتجزأ ولن يستجيبوا أبداً لخزعبلاتكم.

باختصار شديد.. أمانيكم هباء ودعواتكم هراء.. فتوقفوا عن أحلام اليقظة.



**الأحد:رسائل نارية



لم أر أحمد أبوالغيط وزير الخارجية يتحدث بصراحة شديدة دون
دبلوماسية وبقوة عنيفة وبمنطق يحسد عليه.. مثلما تحدث لقناة الأوربت
الفضائية.

كان محدداً.. وكل كلماته عبارة عن أخبار ورسائل نارية.. وتعالوا نذكر أهم هذه الرسائل:


* مصر أحبطت فخاً كان منصوباً لها في أحداث غزة.


* كانوا يريدون توريطنا وتعديل مسار عملية السلام في مصر والشرق الأوسط.


* حدود مصر خط أحمر لا يمكن تجاوزه مهما كانت الذرائع.


* مصر بذلت قصاري جهدها لوقف إطلاق النار وحقن دماء الفلسطينيين الأبرياء.. بينما كان البعض يزايد بالشعارات الجوفاء.


* البعض تصور أن محطة فضائية يمكنها إسقاط الدولة المصرية دون أن يدرك أن مصر أقوي من ذلك بكثير.


* المبادرة المصرية كانت الخيار الوحيد المطروح لوقف إطلاق النار ووقف العدوان.


* بعض القوي حاولت إضعاف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتمكنت الخارجية
المصرية من التوصل إلي قرار وافق عليه مجلس الجامعة العربية بأن يظل
أبومازن يمارس مهامه كرئيس للسلطة الفلسطينية لحين إجراء انتخابات رئاسية
وتشريعية.

* حماس أطلقت 60 صاروخاً علي مستوطنات إسرائيل قبل مجئ ليفني رغم تحذيراتنا المتكررة لحماس بعدم كسر التهدئة أو إطلاق الصواريخ.


* مصر كانت المحاور الوحيد مع إسرائيل في محاولة لاحتواء الموقف.


* كيف نقطع علاقاتنا بإسرائيل ونسحب السفير ومصر تمسك بكافة خيوط الأزمة.. من يبلغ رسائلنا للجانب الإسرائيلي؟


* الرئيس مبارك استطاع أن يجمع قادة أوروبا في شرم الشيخ.. جاءوا لدعم
الدور المصري والتعبير عن تقديرهم وتأييدهم للرئيس وليس كما يروج البعض من
أنهم حضروا للنزهة.

* قمة شرم الشيخ دليل واضح علي أن مصر دولة كبري في الشرق الأوسط ذات
تأثير كبير.. ولا يوجد أحد بالمنطقة لديه جيش بقوة جيشنا.. وأربعة من
أبنائها حصلوا علي جائزة نوبل إضافة إلي العقول والخبرات في مختلف
المجالات وأكثر من مليونين يدرسون بالجامعات.

* مصر أفشلت قمة الدوحة لأنه لا يمكن ربط العمل العربي المشترك بموافقة جزر القمر والصومال.


* حماس جزء من النسيج الفلسطيني ولا أحد يريد تحطيمها.


* كان هناك توزيع أدوار بين إيران وحماس وحزب الله خلال أحداث غزة
لتحويل المنطقة إلي صدام وصراعات لصالح طهران التي تحاول استخدام أوراقها
للخروج من الضغط الغربي عليها في المفاوضات حول الملف النووي.

* أبلغت الأوروبيين في بروكسل بأن مصر ترفض وجود مراقبين دوليين علي
حدودها.. ولكن إذا كنتم ترغبون في الحضور إلي ممر صلاح الدين فيلاديلفي
لحماية إسرائيل فتحملوا النتيجة إذا قتل بعض جنودكم.

هكذا كان أبوالغيط حاسماً. قوياً. صريحاً. واضحاً. مباشراً.
منطقياً.. لذا وصلت رسائله بسرعة وسهولة إلي كل من يهمه الأمر وفهمها
جيداً.

أناشد الوزير أن يظل علي هذا النحو في كل تصريحاته.. فلا شيء يستدعي الدبلوماسية في الكلام.. خاصة هذه الأيام.



**الاثنين:العودة لنقطة الصفر



من المفترض أن يبدأ سريان التهدئة الخميس القادم 5 فبراير..
ويعقد اجتماع بالقاهرة يوم 22 من نفس الشهر بدعوة من مصر للمصالحة بين
مختلف الفصائل الفلسطينية تمهيداً لاستئناف الحوار ودفع عملية السلام.

لذلك.. لم يكن الوقت مناسباً بالمرة أن تعلن حماس عن إطلاق مرجعية
فلسطينية جديدة لإلغاء المرجعية المعترف بها وهي أن منظمة التحرير
الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

أتمني أن تعي حماس خطورة ما تتحدث عنه.. وأهداف من يحرضونها علي ذلك.


معني إعلان هذه المرجعية- أياً كانت- استمرار الشقاق والخلاف إلي الأبد والعودة إلي نقطة الصفر.


ومعناه أن انقسام الفلسطينيين.. جزء في رام الله والآخر في غزة..
وبالتالي تجميد مفاوضات السلام إلي ما لا نهاية بما يخدم إسرائيل ويحقق
أهدافها دون عناء وعودة التوتر من جديد بالقطاع خاصة أن لا أحد يريد
السلام يقر ما تريده حماس.

ومعناه أيضاً استمرار الحصار وغلق المعابر وزيادة معاناة 5.1 مليون فلسطيني في غزة.


ومعناه أن حماس ستظل في عيون العالم كله حركة إرهابية اغتصبت غزة.. وبالبلدي "مالهاش دية".


ومعناه أن تظل السلطة الوطنية في المقابل شرعية ولكن ضعيفة بلا حول ولا قوة ولا تستطيع هي الأخري التفاوض حتي لا تتفتت القضية.


لقد حذرنا من الآن.. حتي لا تأتي حماس بعد ذلك وتدعي أن أحداً لم
يخبرها.. أو يتطاول "محور الشر" الجديد ويقول إن مصر تآمرت وتواطأت وغيرها
من التعبيرات الحقيرة.

واذكر حماس بما قاله الرئيس مبارك في افتتاح قمة الكويت من أنه لو لم
يتحقق الوفاق والمصالحة نقول لها ولكافة الفصائل "إن الله يساعد الذين
يساعدون أنفسهم".

ليتهم يعيدون قراءة كلمة الرئيس.. أكثر من مرة.



** الثلاثاء:جرائم الحرب



بدأت الدول تتلقي دعاوي الملاحقات القضائية ضد مسئولين
إسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب سواء تلك التي حدثت في غزة مؤخراً أو في
هجمات ومذابح سابقة.

بالطبع.. لابد أن يكون قضاء هذه الدول المرفوع أمامها الدعاوي
معترفاً بمبدأ الصلاحية الدولية في ملاحقة جرائم الإبادة والجرائم ضد
الإنسانية.. وإلا رفضت الدعاوي.

من بين الدول التي قبلت دعاوي.. إسبانيا حيث سيتم نظر دعوي تقدم بها
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ضد كل من بنيامين بن إليعازر وزير الدفاع
الإسرائيلي الأسبق ووزير البنية التحتية الحالي ودان حالوتس قائد سلاح
الطيران السابق و5 مسئولين عسكريين آخرين بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال قصف
علي غزة عام 2002 أسفر عن تصفية صلاح شحادة القيادي في حماس و14 مدنياً
آخرين بحي الدرج.

تركيا أيضاً.. تلقي قضاؤها دعوي مماثلة ولكن في أحداث غزة الأخيرة.


ونظراً لتباين الموقف الرسمي لإسبانيا وتركيا.. فإن ردود الفعل التركية أقوي بكثير من مثيلتها الإسبانية.


الدليل.. إن رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا هاجم أمس الأول شيمون
بيريز رئيس إسرائيل بشدة أمام قمة دافوس وسخر من الحاضرين الذين صفقوا
لبيريز علي كلمته عن غزة.. ثم انسحب من المؤتمر وعاد لبلاده ليستقبله
الشعب التركي استقبال الفاتحين.


**الأربعاء:الأحذية الطائرة



إذا كانت الملاحقات القضائية لسفاحي الحرب الإسرائيليين
ستتوالي في العديد من الدول.. فيبدو أن الأحذية الطائرة سوف تزداد هي
الأخري في وجه المسئولين الإسرائيليين أينما حلوا علي طريقة الزيدي- بوش.

بالمناسبة.. لأن الأحذية الطائرة سوف تزداد في الأيام المقبلة.. أنصح
رمضان بايدان صاحب شركة الأحذية باسطنبول التي صنعت حذاء الصحفي العراقي
منتظر الزيدي الذي قذف بوش بحذائه أن يكون مستعداً دائماً لمضاعفة إنتاجه
في أي وقت.

كانت صحيفة الجارديان قد نشرت تحقيقاً طريفاً ذكر فيه بايدان أن
الطلبات انهالت علي شركته من بلدان العالم ووصلت إلي 300 ألف حذاء منها
120 ألفاً للعراق بعد واقعة بوش مما دفعه إلي تعيين 100 عامل إضافي لتلبية
الطلبات وأكد أنه سيطلق اسم "باي باي بوش" علي هذا الحذاء.

لقد أصبحت أحذية بايدان تنافس أشهر الماركات العالمية وتتفوق عليها
وتتجاوزها سعراً وبعد أن كان بايدان عاملاً مغموراً لا يعرفه أحد في
اسطنبول.. أصبح اسمه الآن يتردد علي كل لسان في العالم.. كما سيظل اسمه
يقترن دائماً ب "بوش".

أنصحه أيضاً بعمل "اسطمبات" لنعل الأحذية الجديدة يكتب علي إحداها
بيريز. والأخري أولمرت. والثالثة باراك. والرابعة ليفني.. فربما يتحقق
المراد من رب العباد ويحدث ما نتمناه.

ساعتها أقول له: اصنع 5.1 مليار حذاء.. وأضمن لك بيعها.



**الخميس:..ورسائل أوباما للمسلمين



بعد ساعات قليلة من توليه منصبه الجديد كرئيس لأمريكا خلفاً
للسفاح بوش.. أرسل باراك أوباما 6 رسائل مهمة وعاجلة إلي المسلمين في كل
مكان.. يجب قراءتها جيداً واستيعاب مدلولاتها ومعانيها خاصة في ظل الواقع
السياسي والاقتصادي الأمريكي والتركة الثقيلة التي ورثها عن سلفه داخل
وخارج أمريكا والمستوي المتدني الخطير الذي وصلت إليه سمعة الإدارة
الأمريكية لدي العالم عامة والإسلامي خاصة والاحتقان الشديد في علاقات
الطرفين.

* الرسالة الأولي: في خطاب التنصيب تحدث أوباما عن طريق جديد إلي الأمام مع المسلمين علي أساس المصالح والاحترام المتبادل.


* الرسالة الثانية: في أول يوم عمل رسمي له.. أوقف محاكمات معتقلي
جوانتانامو 4 شهور لحين مراجعة الملف برمته.. وفي اليوم الثاني أصدر أمراً
تنفيذياً بإغلاق المعتقل خلال عام.. كما قرر إغلاق السجون السرية خارج
أمريكا.

* الرسالة الثالثة: في اليوم الثالث له.. أعلن عن تعيين السيناتور
جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط والسفير ريتشارد هولبروك مبعوثاً
خاصاً لأفغانستان وباكستان.

* الرسالة الرابعة: إن الإعلان عن تعيين المبعوثين صدر منه في مؤتمر
صحفي عقده بوزارة الخارجية التي يتواجد بها المتعاطفون مع وجهة النظر
العربية.. وليس البنتاجون الذي تسود به وجهة النظر الصهيونية.

* الرسالة الخامسة: إعلانه أنه آن الأوان أن يترك العراق لشعبه وأنه سوف يسحب قواته خلال 16 شهراً.


* الرسالة السادسة: الإعلان علي أنه سوف يتفاوض مع إيران ليخبو مؤقتاً شبح الحرب التي ظل يهدد بها بوش 8 سنوات كاملة.


الكلام جيد.. لكن المهم عندي التنفيذ.. صحيح أنه نفذ بعضه. إلا أن ما
يهمنا أن تكون هذه سياسة ينتهجها طوال مدة رئاسته وليس أمراً مرحلياً
سرعان ما يتلاشي.

سنأخذ كلام أوباما مأخذ الجد.. إذا نفذه فخير وبركة وإذا كان مثل كلام الليل.. فنحن نتوقعه مسبقاً.



**الجمعة:كلمات..لكل العصور



* قال تعالي:


"... مّن يّهًدى َلَّهي فّهيوّ ًَميهًتّدى ¤ّمّن ييضًلىلً فّلّن تّجىدّ لّهي ¤ّلىيَْا مَيرًشىدْا "..


"الكهف: 17".


* من الحياة


* يا أعظم خلق الله يا محمد: إذا أحبك الملايين فأنا معهم. وإذا أحبك واحد فهو أنا. وإذا لم يحبك أحد فاعلم أنني مت.


* ليس عيباً أن تسقط.. ولكن كبّر علي نفسك أربعاً إذا فشلت في النهوض.


* ليت الناس مثل الأسماء.. لا يغيرهم الزمن.


* الصفعة من العدو تؤلم. ومن الصديق تقتل.


* دائماً.. الرجل يدفع للمرأة: يدفع كرامته إذا غازلها. وراحته إذا
فكر فيها. وأعصابه إذا أحبها. ونقوده إذا خطبها وتزوجها.. حتي عندما يموت
يدفع لها معاشه!!

* ما هذه النظرة التشاؤمية يا نزار؟


لا تسافر بجواز عربي.. بين أحياء العرب


فهم من أجل قرش يقتلونك..


وهم- حين يجوعون مساء- يأكلونك


***


يا صديقي:


لا تسر وحدك ليلاً..


بين أنياب العرب


أنت في بيتك محدود الإقامة


أنت في قومك مجهول النسب


يا صديقي:


رحم الله العرب!!!