من القلب محسن محمد

من القلب
محسن محمد
الأزمة المالية العالمية أدت إلي تقليص عدد السياح في كل الدول.
وقد رأينا أثار هذه الأزمة في مصر فقد أخذت شركات السياحة العالمية تلغي ارتباطاتها القديمة مما جعل بعض الفنادق في سيناء وكذلك المنتجعات السياحية تستغني عن عشرات إن لم يكن مئات العمالة.
هيئة السياحة المصرية طلبت من الفنادق ألا تنخفض أسعار الإقامة بل تحتفظ بها كما هي حتي لا يؤدي ذلك إلي هروب بعض السياح وإلي إنخفاض مستوي الخدمة في الفنادق.
وألحت وزارة السياحة علي الفنادق ألا تلجأ إلي تخفيض الأسعار.
والآن
تعالوا ننظر إلي ما فعلته شركات السياحة الكبري في البحر الكاريبي وهي تواجه نفس المشكلة. أي إنخفاض عدد السياح.
بعض الشركات جعلت الإقامة الكاملة تبلغ 75 دولاراً لليلة.
وبعضها جعلت الإقامة خمس ليال في السفن بمبلغ 250 دولاراً!
المهم أن شركات الفنادق والسفن في البحر الكاريبي خفضت أسعارها بنسب تتراوح بين 70 في المائة وخمسين وثلاثين في المائة.
قالت هذه الشركات:
وهي حل للتغلب علي الأزمة الحالية إلا تخفيض الأسعار لجذب فقراء ومتوسطي الحال من السياح.
قيل للشركات؟
ألا يوجد حل آخر.
قالت الفنادق:
أبداً.
والآن ما رأي وزارة السياحة؟

من القلب
محسن محمد

كان بين الأطباء المصريين الذين تطوعوا للعمل في غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليها الدكتور محمد غنيم.


تقدم للتطوع مثل باقي الأطباء المصريين يجري العمليات الجراحية ويعالج
المصابين من جراء القنابل الفوسفورية الأمريكية الإسرائيلية ويضمد الجراح
ويقوم بأي عمل يتولاه صغار الأطباء.

ولم يعرف أطباء غزة عن هذا الطبيب سوي أنه كبير السن. كثير الخبرة
وأنه لا يأنف من القيام بأي عمل يحتاجه المرضي.. وينقص غزة في الظروف
الأليمة التي مرت بها.

ولم يقل الدكتور محمد غنيم كما يفعل آخرون ويقول لأطباء غزة:


- أنتم مش عارفين أنا مين.


بل أخفي عنهم أنه أول من أجري زراعة الكلي في مصر وأنه جعل من مستشفي
المنصورة أشهر مستشفيات مصر وأن الدولة مدت خدمته بعد الستين مرتين ثم
توقفت وكان يجب أن تحتفظ به مدي الحياة مديراً لمستشفي المنصورة.

ما علينا


الطبيب الجراح كبير المقام عمل في غزة حتي توقف العدوان وعاد إلي
القاهرة يستأنف حياته العادية. ولكنه عندما وجد أن غزة تحتاج إليه تطوع
للعمل طبيباً يخفف الجراح والآلام ويقوم بواجبه دون أن يعلن مقدماً أنه
ذاهب إلي غزة أو يصحب معه قافلة من المصورين يجرون وراءه وهو يقوم بعمله
المضني.

وما فعله الدكتور محمد غنيم هو ما يجب أن يفعله كل مصري أثناء
الأزمات والمحن. لا يخطب ولا يلقي بيانات ولا يقوم باستعراضات بل يؤدي
واجبه في صمت.

ولم يعرف أطباء غزة عن الدكتور محمد غنيم إلا بعد رحيله إنه كبير السن وكبير المقام أيضا!

من القلب
محسن محمد

بين كل التوصيات والقرارات التي أصدرها
مؤتمر القمة العربي الاقتصادي في الكويت نتوقف امام قرار واحد وهو الذي
يطالب الدول العربية الغنية أي البترولية أن تتوقف عن استثمار أموالها في
الغرب وتخصص فوائض الاموال للاستثمار في الدول العربية.

هذا القرار نشأ عن ضياع أموال عربية ضخمة استثمرت في الغرب في بنوك
وشركات أمريكية وأوروبية فلما أتت الأزمة المالية واكتسحت معها كل رءوس
الاموال العربية المساهمة في شركات الغرب. وكان مستحيلا منع الزلزال
الاقتصادي العالمي من الاطاحة بالأموال العربية.

والمثل القديم يقول:


لا تبك علي لبن مسكوب.


وما ضاع قد ضاع ولا يمكن انقاذه ولكن يمكن تلافي الخسائر في المستقبل
إذا وجهت أموال أو فوائض أموال البترول الي الدول العربية تقيم فيها
المشروعات وتحقق الرواج العربي بدلا من ضياعها في الغرب.

وما اكثر القرارات المالية العربية التي صدرت من قبل ولم تنفذ. ولكن قرار قمة الكويت الأخير هو الذي يجب أن ينفذ لصالح العرب أنفسهم.


والمطلوب أن نوجد لجنة عربية تتابع الاستثمارات العربية في أوروبا
وأمريكا وتلفت النظر إلي أن هذه الأموال العربية لاتزال تصب في الغرب ويجب
أن يتوقف ذلك.

وهناك لجان عربية كثيرة تهتم بالحريات الاساسية للمواطن العربي ولابد
من لجنة تهتم بالأموال العربية وتتابع تحركاتها حتي لاتستمر في الاتجاه
نحو الغرب بل تعدل مسارها إلي العالم العربي وحده أو العالم العربي أولاً!