وجهة نظر بقلم : عبد الفتاح صلاح

من طرف **tete** الأحد يناير 04, 2009 12:55 pm

وجهة نظر
بقلم : عبد الفتاح صلاح

لحظات من الصدق
أراد أحد الحكماء أن يلخص التاريخ في جملة واحدة فقال‏:‏ إنه أناس ولدوا‏,‏ وعاشوا‏,‏ ثم ماتوا‏.‏ ولو أضاف أكثر لقال‏:‏ لكن رحلة الحياة بين الميلاد والموت‏,‏ بها لحظات فارقة‏,‏ تظل عالقة بذاكرة التاريخ قرونا عدة‏,‏ سواء ترك أصحابها الخير أو الشر‏.‏ ونحن أمام لحظتين من الصدق‏,‏ أفرزهما المشهد العراقي أخيرا‏:‏ أولاهما‏:‏ اعتذار الرئيس الأمريكي عن غزوه للعراق‏,‏ مبررا ذلك بتقارير مخابراته غير الدقيقة‏!‏ وهي لاشك لحظة صدق من بوش‏,‏ اعترف فيها بذنبه علانية‏,‏ ولم يخجل من دمويته غير المبررة لدولة أعادها للقرون الوسطي‏!‏ وماذا يفيد هذا الاعتذار الاقرب إلي السخرية منه إلي الشعور بالذنب‏,‏ ثم ماذا بعد؟ هل يستطيع المجتمع الدولي الذي احترف الكيل بمكيالين‏,‏ أن يقدمه جنائيا إلي المحكمة الدولية للقصاص منه جراء ما ارتكب من جرائم إنسانية بشعة في العراق؟ ولائحة الاتهام حاضرة وطويلة‏,‏ من نهب لثروته‏,‏ وسرقة تاريخه‏,‏ وتقطيع أوصاله‏,‏ وتداعي أمم شتي عليه كما تتداعي الأكلة إلي قصعتها‏,‏ ما بين دماء تنزف حصدت ملايين الأرواح‏,‏ واستباحة أرض من الموساد الإسرائيلي‏,‏ وتعقب علمائه بالقتل والنفي للمجهول‏,‏ إضافة للدور الإيراني الذي لا يخفي علي أحد؟‏!‏ ثاني هذه اللحظات التاريخية الصادقة كانت من نصيب منتظر الزيدي‏,(‏ شخصية عام‏2008‏ وفقا لاختيار شبكة سي إن إن الأمريكية‏)‏ الذي أراد أن يرفع الحرج عن أمته العربية الصامتة ويقتص بأسلوب ارتآه لائقا بالمذنب بقذقه بحذائه علنا أمام فضائيات العالم كله لاعتقاده ــ ربما ــ أن المجتمع الدولي الذي يتشدق بالعدل دائما‏,‏ ويتعقب القاصي والداني ممن يرتكبون مثل هذه الجرائم‏,‏ سوف يغض الطرف هذه المرة عن ملاحقة الجاني‏!‏ ولعل الادارة الأمريكية الجديدة‏,‏ في لحظة صدق تضع يدها علي إجابة السؤال الحائر‏:‏ لماذا كل هذه الكراهية في قلوب العرب والمسلمين؟‏!‏ خاصة أن نتائج آخر استطلاع لمعهد جالوب الأمريكي تقول إن‏75%‏ من العرب لم يعد لديهم ثقة في السياسة الأمريكية بالمنطقة‏!‏

من طرف tofeee الأربعاء يناير 28, 2009 11:58 am

وجهة نظر
بقلم‏:‏ عبد الفتاح صلاح

غير لائق اجتماعيا‏!!‏
بالجد والاجتهاد كل شئ ممكن‏..‏ بهذه الكلمات وجه ساركوزي الرئيس الفرنسي خطابه الي كل شباب فرنسا‏,‏ لحظة اختياره لرشيدة داتي ـ ذات الأصل الجزائري المغربي ـ وزيرة للعدل في فرنسا‏.‏ هذه السيدة التي يطلقون عليها‏,‏ المرأة الخارقة‏,‏ وذلك لجديتها وجلدها والطاقة غير العادية التي تقبل بها علي العمل‏,‏ لدرجة توجهها لعملها بعد خمسة أيام فقط من جراحة قيصرية خطيرة‏,‏ وضعت فيها طفلتها زهرة دون انتظار لإتمام إجازة الوضع التي يقرها القانون الفرنسي بأربعة أشهر‏!‏ وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب تصرفها هذا‏,‏ بين من يراه تصرفا غير مسئول‏,‏ وآخرون يرون أنه أمر شخصي‏.‏ لفت انتباهي في قصة هذه السيدة‏,‏ والتي فرضت نفسها علي أغلفة المجلات لأناقتها المفرطة‏,‏ وملابسها التي يضع خطوطها أشهر مصممي الأزياء في العالم‏,‏ أنها تنحدر من أسرة فقيرة‏,‏ هاجرت لفرنسا منذ عدة سنوات‏,‏ الأب عامل بناء والأم تعمل خادمة في المنازل‏,‏ وقدا ستطاعت داتي أن تنتصر علي فقرها بالعلم في مجتمع يقدره‏,‏ ويقفز بها كأحد نجوم الفريق الذي اختاره الرئيس الفرنسي ليساعده في إدارة الدولة‏.‏ داتي أصلها غير الفرنسي‏,‏ ووضعها الاجتماعي الفقير لم يشكلا عائقا أمامها لتحقيق طموحها وتبوؤ هذا المنصب الرفيع‏,‏ فالمجتمع الفرنسي لايعرف عبارة غير لائق اجتماعيا والتي اجهضت احلام الكثير من شبابنا المتفوق علميا في الالتحاق بالعمل الذي يستحقونه‏.‏ تذكرت عبد الحميد شتا طالب الاقتصاد والعلوم السياسية الذي تخرج بتقدير أمتياز مع مرتبة الشرف‏,‏ عندما تقدم للالتحاق بالسلك الدبلوماسي‏,‏ ورغم اجتيازه الاختبار التحريري متفوقا علي كل المتقدمين‏,‏ إلا أنه فوجئ برفضه لعدم لياقته اجتماعيا‏!!‏ لكونه من أسرة فقيرة بسيطة لا تملك من ثروة سوي التفوق العلمي لأبنائها‏,‏ والتي لا تشفع لهم بالالتحاق بمثل هذه المهن المرموقة التي يجب أن تقتصر علي فئة بعينها من المجتمع‏!‏؟ وكانت نتيجة هذه الصدمة انتحاره في قاع النيل‏!!‏ القصص كثيرة‏,‏ وصورها متكررة‏,‏ كان آخرها استبعاد أوائل الخريجين في كليات الحقوق والشريعة والقانون دفعة‏2007‏ من تعيينات النيابة وكانت أسباب الرفض مجهولة‏!‏ أعتقد أن الوقت قد حان لتجاوز مثل هذا التفكير السقيم‏,‏ حتي لا يضيع الانتماء‏,‏ ولننظر كيف يتغير العالم من حولنا‏,‏ لكي لاندفع الثمن بعد ذلك غاليا‏,‏ ونهدر قيم تحفظ للمجتمع صحته النفسية‏,‏ فالعبرة بالعطاء والجد والاجتهاد‏.‏

وجهة نظر بقلم : عبد الفتاح صلاح

وجهة نظر بقلم : عبد الفتاح صلاح

رد: وجهة نظر بقلم : عبد الفتاح صلاح