للعقل فقط بقلم : سيد عبدالمجيد

من طرف **بهاء** الإثنين يناير 05, 2009 11:25 am

للعقل فقط
بقلم : سيد عبدالمجيد

تركيا والشرق الأوسط
بدت تركيا بالنسبة للمجتمع الدولي نموذجا نادرا في عالم إسلامي يزعم أن الحرية بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار‏,‏ ولكن السعير لم يعد يصطلي فيه الشعوب التي نطقت بالشهادتين بل امتد وقد أخذته نشوة انهيار البرجين بنيويورك يريد أن يلتهم الأخضر واليابس معا‏.‏ وفي المشاريع التي طرحت للخروج من نفق التطرف والجهل جاءت تركيا مثالا علمانيا وديمقراطيا ناصعا تمني ساسة كبار في الغرب الأوروبي والأمريكي ومعهم قادة رأي وفكر أن يجد طريقه إلي بلدان الشرق الكبير‏.‏ غير أن أنقرة المتواضعة آثرت الصمت ولم تشأ أن تطرح نفسها كرمز‏,‏ فقد آلت علي نفسها ومنذ أن بزغت كعاصمة للجمهورية الكمالية قبل ثمانية عقود ونصف العقد ألا تتدخل في شئون الآخرين‏,‏ سواء كانوا ملاصقين لها في الحدود أو جوار ربما بعيد لكن تربطه معها أواصر تاريخية وثقافية‏,‏ حتي جزء كبير من العالم التركي القريب منها وقفت أنقرة علي مسافة منه برغم يقينها أن بلدانه الستة تئن من سطوة رموز الاتحاد السوفيتي‏,‏ الذي سقط من الذاكرة الإنسانية ولكنه بقي فقط في تلك المنطقة المسماة وسط آسيا‏.‏ لكن الشئ المروع هو أن تركيا كانت في بؤرة هجوم ضار من قبل الأنظمة القومية والبعثية لأنها كانت من أوليات الدول‏,‏ التي اعترفت بالدولة العبرية فضلا عن كونها حليفا للإمبراطورية الأمريكية الشريرة وعضوا بالناتو قاهر الثورات ومحطم آمال الجماهير من المحيط للخليج‏.‏ وحتي وقت قريب ناصبتها جامعة الدول العربية العداء بحجة الاتفاق الاستراتيجي بينها وبين تل أبيب‏,‏ الذي وقع في فبراير قبل ثلاث عشرة سنة‏.‏ وكي يكتمل المشهد العبثي راح الراحل حافظ الأسد مستغلا صخب أصحاب الشعارات يرحب بالانفصاليين أتباع منظمة حزب العمال الكردستاني‏,‏ الذين أخذوا من الأراضي السورية والبقاع اللبناني مكانا للتدريب والانطلاق في حرب عصابات ضد تركيا‏.‏ ويالها من سخرية فدمشق الأبية التي لن تجبرها إسرائيل علي معركة‏,‏ لم تحدد هي ميعادها‏,‏ سوف تطلب في رجاء من جارتها أن تتكرم وتتوسط بينها وبين أولمرت‏.‏ وبالفعل بدأت قبل أشهر وفي اسطنبول محادثات سرية وصفت بأنها غير مباشرة بين البلد الوحيد الذي يدعي أنه يحمل حلم أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة والدولة التي لم تعد صهيونية‏!!.‏ وها هو الأناضول يتقدم بكل ثقله الإقليمي والدولي إلي الشرق الأوسط يترجم نهجه المتوازن في سياسته الخارجية وفي الوقت نفسه مستغلا علاقاته الجيدة بواشنطن وإسرائيل‏,‏ آملا في وقف سريع لعدوان ما كان ليحدث لولا رعونة حماس‏.‏ المهم أن تركيا عندما تقوم بهذا الدور تعلم أن رأيها سيكون محل اعتبار لكونها دولة كبيرة علمانية وديمقراطية‏,‏ والأهم تحترم كلمتها‏.‏

من طرف **nona** الإثنين يناير 19, 2009 11:56 am

44604

‏السنة 133-العدد

2009

يناير

19

‏22 من محرم 1430 هـ

الأثنين

للعقل فقط
بقلم سيد عبدالمجيد

إسرائيل وحماس

في
سابقة كانت لافتة بالنسبة لي ما لاحظته خلال تصفح الإصدار قبل الأخير من
النيوزويك الأمريكية بنسختها العربية فعلي صفحتين كاملتين ظهر حفار القبور
يمد يده يلتقط جثمان طفلة فلسطينية ذات السنوات الأربع كي يواريه الثري
وقد لفه كفن بسيط لم يغط جسدها كاملا فقد ترك وجهها البرئ مكشوفا الذي ظهر
وكأنه يغط في نوم عميق‏.‏ لكن المجلة لم تكن موفقة حينما أوحت للقراء أن
قتل الطفلة قد يكون محض ادعاء من قبل أهلها‏.‏

ولأن طريقة الدفن
تبدو متشابهة فجاءت الصفحتان التاليتان وقد تصدرتهما جثة أخري لفتاة لحظة
إنزالها القبر وكانت ملفوفة بالكامل في كفن أبيض وقد توسطته نجمة داود وسط
نحيب من الأهل والأصدقاء والأحباء المكلومين لفقدان عزيزة لديهم وهي في
ريعان الشباب‏.‏ ولم تنس النيوزويك أن تخبر قراءها أن القتيلة البريئة
كانت توا عائدة إلي منزلها بعد درس في الالعاب الرياضية لكن صاروخ حماس
سلب منها الحياة والبراءة معا‏.‏

قد يندهش البعض كيف يمكن المقارنة
غير أن الرد ببساطة‏:‏ هل الأمر يتعلق بالكم أم بالمبدأ ألا وهو سقوط
أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة‏.‏

وكما هو معتاد تجنب الإعلام العربي
والإسلامي هذا المشهد العبري وركز علي ما يخص غزة وشهداءها من الأطفال
والنساء دون أن تكلف نفسها عناء السؤال من المخطيء ومن المصيب؟ في إصرار
واضح علي أن الجانب العربي في الأرض المحتلة هو علي حق دائما‏,‏ أما
الكيان الصهيوني فهو شيطان رجيم‏,‏ وبالتالي فناسه مدانون بوجه خاص وكذا
ممتلكاته المدنية تستحق جميعا الصواريخ الحماسية‏.‏

وهنا الخطأ
والخطيئة معا مادامت ظلت تلك الذهنية قائمة فلا أمل ولا حل وعلي القضية
السلام سواء في المستقبل المنظور أو علي المدي البعيد‏..‏ ويكفي ما حدث
علي يد حزب الله من خراب لم يحمل تبعاته سوي البسطاء من الشعب اللبناني
ولهذا يجب عدم الاستمرار في الخطاب التحريضي المصر علي تجاهل مصائب هنية
ومشعل وشركائهم الحنجوريين

وعلي أية حال فإسرائيل تتحمل المسئولية
لأنها أولا صنعت حماس لتصبح بديلا لفتح وكان عليها أن تدرك أن حركة دينية
لبست ثوب السياسة حتما ستنقلب عليها لا محالة‏,‏ فكيف تكون معها وهي أصلا
مصنوعة كي تكون ضد المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا‏.‏

ثانيا‏:‏
أنها دول ديمقراطية لكن الديمقراطية لا تتسق مع الاحتلال كما أن الرد علي
صواريخ صنع المنازل لا يكون بقتل العزل أما إنهاء التهدئة فهذا ليس مبررا
فتل أبيب تعلم أن هذا الإعلان صدر من قيادات تعرف جيدا أين تختبئ تاركة
مواطنيها يواجهون مصيرهم المحتوم‏.‏

من طرف منة الله الإثنين يناير 26, 2009 9:32 am

للعقل فقط
بقلم سيد عبدالمجيد

..‏ وستبقي الديمقراطية
في آسيا الوسطي الشاسعة‏,‏ وفي ذلك الزمن البعيد‏,‏ حطوا الرحال علي أمل أن يعيشوا بعيدا عن الأشرار‏,‏ لكن الحياة كانت عسيرة شديدة القسوة‏,‏ مثل الحواف الصلدة لجبال أرارات الشاهقة بالقوقاز الصعب ولأنهم كانوا محرمين يعانون ويلات الشظف تمنوا في أحلامهم أن يأتي من ينقذهم‏,‏ وفي نفس الوقت يرشدهم في هجرتهم الطويلة إلي الأراضي التركية فاحتموا في الذئاب البيضاء التي لم تتركهم حتي وصلوا إلي هضبة الأناضول الأم الرءوم للغة التركية وحاضنة عثمان وأرطغرول وأورهان مؤسسي الإمبراطورية العثمانية‏.‏ وهكذا بزغت الأسطورة وقد أخذت عنوان أرجينكون وبمرور الوقت اكتسبت معاني إضافية سامية كالشجاعة والجسارة وإيثار الغير وحمل هموم المعوزين المضطهدين‏.‏ ودون موعد وعلي حين غرة قيل إن جنرالات متقاعدين وكتابا وصحفيين وفنانين أخذوا علي عاتقهم تغيير الواقع الذي وصفوه بالمظلم مستلهمين روح الارجينكون لكن هيهات هكذا رددت أصوات مسئولة قريبة من أولي الأمر‏,‏ خصوصا تلك المحيطة بحصن الحزب الحاكم الذي شيد في أقل من عام بقلب العاصمة أنقرة‏!‏ ومضت أبواقهم تردد قائلة أن الذين استلهموا الأسطورة حاولوا عن باطل إلباسها علي وقائع مختلقة‏,‏ فقد استكثروا علي بلادهم أن تنعم بالأمان والاستقرار فقرروا الانقضاض علي العهد الرشيد بانقلاب دموي‏!!‏ غير أن هؤلاء فاتهم أن عين الامن ساهرة يقظة لمؤامراتهم‏,‏ ومن خلال الميديا المرئية شهد الملايين عشرات الأشخاص وهم مكبلين تجرهم الفرق الخاصة إلي أقسام البوليس‏.‏ وفجأة ظهرت عشرات المخابئ المكتظة بالكلاشينكوف ومسدسات كاتمة الصوت وقد خرجت توا من مصانعها‏!‏ وفي صناديق القمامة وجدت كل لوازم عمليات الاغتيال وبالطبع كان لا بد من التلميح لقوي الخارج ولا بأس من استثمار المشاعر المناوئة لإسرائيل بحربها في غزة والإيحاء إلي أن الأسلحة التي ضبطت صنعت بالدولة العبرية‏.‏ ونسجت الروايات والقصص حول الأسماء التي زجت خلف القضبان واختلطت الحقيقة بكل ما هو زائف ومصطنع وروجت شائعات طالت رموزا كانت بالحكم حتي وقت قريب‏.‏ أن الحاصل الآن شئ مروع بيد أنه يزج البلاد والعباد في أتون من الفتن‏,‏ كما أن استيراد نماذج قمعية من الماضي البغيض يعيد ثقافة تلفيق التهم المفترض أنها وئدت وهذا لا يليق بدولة تسابق الزمن كي تنال عضويتها التي تستحقها بالاتحاد الأوروبي‏.‏ وقد كان رئيس الأركان الأسبق إسماعيل حقي كرادي محقا حينما اعتبر الأمر برمته محض خيال يسعي البعض إلي جعله يقينا لكنهم واهمون‏..‏ علي أية حال تركيا لن تعود إلي الوراء‏,‏ والعدالة الحاكم طال الأمن أم قصر سيرحل فقط‏,‏ ستبقي الديمقراطية‏.‏

من طرف هاواى الإثنين فبراير 02, 2009 12:31 pm

للعقل فقط
بقلم : سـيد عبدالمجيـد

أردوغـان الثائـر‏!!‏

حالة
من الزهو والافتخار انتابتها وجعلت القطرات التي بدت أشبه بالجلسرين النقي
تنساب من مقلتيها وهي تري زوجها وهو يلقن شيمون بيريز درسا قاسيا‏,‏ وزاد
من دموع الفرح أن فارسها الهمام هب ململما أشياءه منسحبا مؤكدا أنه لن
يعود ثانية لهذا المكان‏,‏ هنا راحت تصفق بيدها وهي تبكي تحية للبطل وفي
فؤادها دعاء فلينصرك الله علي الأعداء‏.‏

ورغم أن ما رأيته لم يكن
مزحا أو هراء إلا أن المشهد برمته الذي جمع بين ما دار علي منصة دافوس ورد
الفعل في مقاعد الحضور حيث كانت أمينة هانم حرم رئيس الحكومة جالسة‏,‏ لم
يرق لي فبداية الانسحاب بهذا الشكل لا يليق بدولة كبيرة مثل تركيا ثم إن
تداعياته حتما ستؤثر بالسلب علي مصالح الأناضول والأهم من ذلك أن الغضب
ظهر وكأنه مصطنع لمراقب يعي مدي تمسك الحزب الحاكم بالعلاقات مع إسرائيل
واستبساله كي لا يشوبها شائبة‏.‏

فلعلي أتذكر الآن هذا الحوار الذي
أجريته مع طيب رجب أردوغان قبل سنوات في مقر الحزب بحي بلجت الشهير وسط
أنقرة أبان بزوغ نجم العدالة والتنمية في فضاء الحياة السياسية‏,‏ وخلاله
لم يجد الرجل عناء يذكر في الإجابة علي أسئلتي لكن حينما سألته عن رؤية
حزبه لعلاقات بلاده إسرائيل مد أردوغان يده يلتقط ورقة ومنها قرأ الإجابة
التي أعدت جملها بميزان من الذهب عكست في النهاية موقفا شديد التوازن‏!!.‏

زاد
علي ذلك أنه بعد انتصاره في انتخابات نوفمبر‏2002‏ حرص زعيم الحزب أردوغان
علي لقاء السفير الإسرائيلي والتأكيد له أن العلاقات مع تل أبيب ستشهد
مزيدا من التطور‏.‏

الطريف أن تقرب حكومة العدالة الإسلامي جاء
وكأنه اعتذار عن تلك الزوبعة في سماء العلاقات بين البلدين والتي سببتها
الحكومة العلمانية السابقة لها بزعامة الراحل بولنت إجيفيت حينما نعتت‏'‏
شارون‏'‏ بالإرهابي‏.‏

أذن ما هو سر هذه الحمأة غير المعتادة التي تلبسها أردوغان ؟
لاشك
أن مشاهد غزة تركت أثرا بالغ السوء لديه ولدي الشعب التركي لكن هذا ليس هو
السبب الوحيد‏.‏ فاردوغان يعلم قبل غيره أن الأوضاع الاقتصادية
والاجتماعية إجمالا تعاني تراجعا وتدهورا‏,‏ وفي مارس القادم سيكون علي
موعد مع امتحان عسير ألا وهو الانتخابات المحلية‏.‏

ولأنه تسرع معلنا بأنه سيستقيل في حال لم يحصل حزبه علي الأغلبية بتلك الانتخابات فلماذا لا يستثمر ما حدث لأطفال غزة لعل وعسي ؟

وقبل
أن أختم كلمتي أجد ان ثمة سؤالا موجها لنا نحن الناطقين بلغة الضاد‏:‏
لماذا إصرارنا في البحث عن صلاح الدين الأيوبي من جديد في حين أن معطيات
الحروب الصليبية لم تعد موجودة؟ وهل بتنا نعشق الغوغايئة ونتفنن في تكريس
أصحاب الشعارات؟ لقد أنبهرنا بالشيخ نصر الله وكان يجب ان يمر عامين حتي
نتكشف كما كنا نعيش وهما عظيما اسمه نصر الله‏!!.‏

للعقل فقط بقلم : سيد عبدالمجيد

للعقل فقط بقلم : سيد عبدالمجيد

رد: للعقل فقط بقلم : سيد عبدالمجيد

رد: للعقل فقط بقلم : سيد عبدالمجيد

رد: للعقل فقط بقلم : سيد عبدالمجيد