الحانوتي ينتقدنا..! محمد علي إبراهيم:

مصر المستقبل
بقلم:محمد علي إبراهيم
مشعل أضاع الفرصة التاريخية!
هل ستختار حماس بين مصر وإيران؟

الآن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها.. وزعم
كل طرف انه قضي منها وطرا. آن لنا أن نتساءل عن المستقبل ؟ إسرائيل دمرت
البنية التحتية لحماس وخنقتها باتفاقية تمنع تهريب السلاح إليها بحراً أو
براً.. و"حماس" صمدت ثلاثة أسابيع في مواجهة قوي الشر والبغي والعدوان
وظهر جلياً أن المقاومة لن تموت أبداً وانها مسلحة ومنظمة جيداً.. هذان
هما طرفا الحرب.. لكن ماذا عن الناس؟

وقفت سيدة أمام شاشة قناة العربية تبكي بحرقة وتقول "عايزة أعيش..
احنا ناس مسالمين".. هذه هي المعضلة الحقيقية الآن.. إذا استمرت "حماس" في
السيطرة علي غزة ميدانياً وسلطوياً. فسيكون من الصعب عليهم جداً إقناع
الأهالي بتحمل مواجهة جديدة مع إسرائيل.

"حماس" منذ اختارت الانقلاب علي فتح وطردها من قطاع غزة صارت هي
"الحاكمة" بأمرها.. والحكم يفرض عليها أن تدافع عن الشعب.. والدفاع يكون
بمعرفة الإمكانيات جيداً. وليس من خلال صراع يفرض عليهم كل مرة دون أن
يكون لهم رأي فيه.. أهل القطاع هم الشعب الوحيد في العالم الذي اختار
حكامه أن يقتلوا أطفاله ونساءه ويظلوا هم في المخابئ.. الناس في غزة ادركت
أن "حماس" و "إيران" و "سوريا" استخدموهم دروعاً بشرية. الفلسطينيون كانوا
يدفنون أطفالهم والمظاهرات في طهران ودمشق والقاهرة تهتف لحماس وتشجعها
علي الصمود.

للأسف الشديد كان قادة حماس خصوصاً مشعل القابع في دمشق في منتهي
الابتهاج من المظاهرات وانتشي بها طرباً ومشي فرحاً.. ولم يهتم أبداً أن
يذرف دمعة واحدة علي شعبه.. ليس سياسيا.. كان امام مشغل فرصة تاريخية
ليصبح زعيماً في حجم ياسر عرفات.. لو ترك مخبأه في دمشق وتوجه الي غزة..
لو القي خطابا يترحم فيه علي الأطفال والنساء والابرياء.. رجل بلاقلب
وصاحب وجه تعلوه ابتسامة المطمئن في عز المخاطر.. بلاهة أم بلادة! لا أحد
يعلم.. المهم أن القائد لابد أن يراعي شعبه ولايدفع به إلي التهلكة.

لو كان مشعل يفهم ماقاله الرئيس مبارك جيدا في خطبه المتكررة منذ الأزمة لأدرك أن دماء الشعوب غالية.. ولايمكن أن تهدر هكذا.


الآن أعتقد ان حماس وهي في نشوة انتصار كلفها الكثير. عليها ان تدرك عدة حقائق وتبدأ في مراجعة تاريخها وأسلوبها.


أولاً: علي حماس أن تدرك يقينا ان إيران استخدمتها لشق الصف العربي.
وانه بالرغم مما قالوه واتهموا به مصر. إلا أن القاهرة كانت ولاتزال أكبر
من أي خلاف.. وهاهي تدعوهم من جديد لرعاية تهدئة أو هدنة مع إسرائيل وفي
الوقت ذاته تقبل أن تساعدهم في الحوار الوطني.. ماذا جلب لحماس الارتماء
في معسكر إيران؟ وما الذي أفادها في التقارب مع مصر.. هذا ما عليها أن
تدرسه بعناية وتختار الاجابة!

ثانياً: ظهر من الأزمة أيضاً أن الدول العربية العاقلة أو التي
يقولون أنها محور الاعتدال هي التي مدت يد المساعدة في التوقيت المناسب
ولم تتاجر بدماء الفلسطينيين.. والأكثر من هذا أن قادة حماس ادركوا ان
الشعوب العربية لم تهرع إلي "حماس" وتقلب حكامها.. الشعوب العربية
"تعاطفت" مع المقاومة. لكنها لن تضحي بالاستقرار والتنمية والمستقبل
ليصبحوا بين عشية و ضحاها شهداء.. خصوصاً وأن الدول العربية لم يفرض عليها
القتال . ويبقي أهم شيء وهو أن هذه الأزمة أظهرت أن حماس الداخل هنية أكثر
واقعية وإدراكاً لدور مصر وجهودها من ذلك الجالس في منزله بدمشق متدثراً
بكوفية ولا يسمع حتي أصوات الطلقات.

التجربة القاسية التي عاشها أهل غزة المفروض ان تقربهم من مصر
وتبعدهم عن إيران. خصوصاً بعد أن يهدأ الانتشاء بالنصر. وينظروا حولهم..
ساعتها سيكون الأفضل لهم أن يكون "ظهرهم" مصرياً ولا تكون يدهم التي تحمل
السلاح إيرانية.

مصر المستقبل
بقلم: محمد علي إبراهيم
وجهة نظر هيكل
هل ينهي إعمار غزة القضية الفلسطينية؟
أين يقيم حلف الأطلنطي قواعده الجديدة؟

افترض الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل في
حواره مع قناة الجزيرة ان إعمار غزة سينهي القضية الفلسطينية.. فهمت من
حديثه ان إسرائيل وأوروبا تنويان ضمان أمن إسرائيل من خلال رهن ذلك
بالأموال المخصصة لإعمار غزة.. وبصورة أكثر مباشرة فإن الأستاذ يريد القول
ان أموال إعادة الإعمار التي ستدفعها أوروبا ستكون ستاراً يخفي الهدف
الحقيقي وهو إنهاء القضية الفلسطينية والقضاء علي حماس.

والسؤال الأهم الذي ينبغي أن يجيب عنه الأستاذ هو هل "حماس" هي
القضية الفلسطينية؟ هل المقاومة التي أدت إلي إقامة إسرائيل للسور الحديدي
الهائل والذي اقتطع 15% من مساحة الأرض المحتلة التي كانت السلطة تتفاوض
عليها. غير مسئولة عن تقلص مساحة الأراضي الفلسطينية؟

لقد كانت الدول المانحة تعطي السلطة الوطنية أموالاً وتبرعات وهبات
منذ أيام أوسلو. وحصل الرئيس ياسر عرفات علي مليارات لإعادة إعمار غزة
والضفة.. لكن الفساد في "فتح" لم يجعل هذه الأموال تتوجه إلي الوجهة
الصحيحة لإنفاقها.. الآن حدث اجتياح إسرائيلي. ولن نناقش الأستاذ في رأيه
بأن العدوان كان مقصودا ليفرض أمرا واقعا علي الأرض. فهذه وجهة نظره ولا
أناقشه فيها لأن هناك ما هو أخطر.

ما هو البديل للإعمار؟ أن نعطي لحماس الأموال ونتركها تعيد بناء
مرافقها الأساسية وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي؟ لو فعلنا ذلك فإن
الكرة ستعود إلي أيام "فتح" وما اتهموها فيه؟

ان تصفية حماس في غزة لا تكون بضخ أموال إعمار عربية ودولية إلي
القطاع. ولكن تصفيتها لن تتم أبداً.. لأنها ببساطة حركة مقاومة فقط.
وشرعيتها الأساسية جاءت من صندوق الانتخابات.. وعفوا يا أستاذنا هذه
الشرعية - إذا تغيرت - فلن يكون ذلك بسبب ان فلوس الإعمار اشترت راحة
البال لإسرائيل. ولكن ستكون لأن أهل غزة سيكونون قد قرروا أخذ فرصتهم في
الحياة. غير ان معرفتي بالفلسطينيين تؤكد ان المقاومة تسري في دمهم فهي
اكسجين الحياة.. وهنا يبرز السؤال الهام هل فلوس الإعمار تقضي علي
المقاومة؟

المقاومة لو انتهت بالنقود تكون "حركة عميلة" قبضت اجرها عن دور رسم
لها ونفذته. لكن "حماس" ليست كذلك.. نعم هي تنفذ اجندات إيرانية أو سورية.
لكنها في النهاية حركة مقاومة عربية.

يقول الأستاذ في نظريته الجديدة التي طرحها من خلال قناة الجزيرة ان
الإعمار والتهدئة كفيلان بالقضاء علي القضية الفلسطينية وهنا لابد أن نسأل
وهل لو مات الفلسطينيون وتم إبادتهم في غزة ستظل القضية حية لا تموت؟!

في رأيي أن الذي يحمي القضية من الزوال والانتهاء هو إقامة أسس دولة
فلسطينية.. مؤكد ان الدولة القادمة لن تعجب كثيرين لأنها فقدت الكثير من
مقومات الصلاحية التي كانت لها من قبل وكلما طال الوقت ضعفت عوامل قوة
الدولة.. وهذه مسئولية الفلسطينيين قبل غيرهم.

ونجيء لنقطة أخري أثارها الأستاذ وهي ان حلف الاطلنطي سيقتحم المنطقة
العربية؟ ونسأله لماذا وهناك قيادة وقاعدة له في قطر وقوات في الخليج! قبل
17 عاماً أشاعوا أن لأمريكا قاعدة في مصر في رأس بناس وثبت كذب ادعاءاتهم.

حلف الاطلنطي لن يقتحم المنطقة العربية استنادا الي نظرية الاستاذ.
ربما يكون هناك سبب آخر لاقتحامها. لكن اذا ماتمت تصفية القضية الفلسطينية
وإلغاء حماس وتأمين إسرائيل وحدودها وسكانها. فما الذي سيعجل بمجيئه!
الشيء الوحيد حدوث مواجهة مع إيران وقناعتي الشخصية أن هذه المواجهة لن
تحدث اليوم أو غداً.. واشنطن وطهران ستتفاهمان وساعتها سيفاجئنا الاستاذ
بنظرية جديدة عن مستقبل الأيام القادمة.

لكن ماذا عن أموال الإعمار؟ الأفضل أن تتولاها الجامعة العربية! ليس
هناك أي امان في أن تتولاها فتح أو حماس. كما أن الدول العربية لم تتقدم
بمقترحات في هذا الصدد.. ربما يكون هناك اتفاق بين الاتحاد الاوروبي ومصر
والسعودية وتركيا علي أن تتولي الشركات في الدول الثلاث تنفيذ المشروعات..

صحيح أن الاتفاق الأمني بين رايس وليفني بشأن تأمين حدود إسرائيل
اثار مخاوف وحرك قلاقل كثيرة. لكن المهم هو سوابق الخبرة المصرية في هذا
الشأن.. ليست هذه هي الاتفاقية الأولي بين أمريكا وإسرائيل. فهناك أكثر من
اتفاق بضمان أمن الدولة العبرية وسلامتها.. لكن هل اثرت هذه الاتفاقيات
علي أمن مصر وسيادتها؟ الاستاذ هيكل يؤكد أن الاتفاقية الجديدة ستؤثر
ويقول لمشاهدي "الجزيرة" إن نصوصها امامه. وهي بالمناسبة أمام الجميع علي
الانترنت! لكن لماذا يراهن علي ان سيادة مصر ستتأثر! لقد ردت مصر علي
إسرائيل وامريكا أكثر من مرة أن مسئولية الحدود تقع علي عاتقها فقط وهي لن
تتنازل عن هذا الأمر أبدا.. ودليلي علي أن السيادة المصرية علي الحدود خط
أحمر وهو ماحاول الاستاذ التهكم عليه أن مصر تعرضت في ديسمبر 2007 وقبلها
وبعدها لضغوط إسرائيلية في الكونجرس الأمريكي لتسمح بمراقبة من نوع ما علي
الانفاق وماقيل انه تهريب اسلحة. لكن مصر رفضت وسترفض دائما.. وكلام
الرئيس مبارك اثبتت الأيام صدقه ولم يحدث أن تراجع عن وعد قطعه. أو سحب
تعهدا قطعه علي نفسه.. لذلك لم يكن من اللائق من الكاتب الكبير السخرية من
كلام مس الأمن القومي المصري وهو أن سيادتنا خط أحمر لانسمح بتجاوزه..
الرئيس مبارك ليس من طراز الزعامات التي رددت ما أخذ بالقوة لايسترد بغير
القوة. وتحرير فلسطين من البحر للنهر وآن الأوان لازالة إسرائيل من علي
الخريطة.. الزعيم الذي ردد هذه الشعارات وكانت من صياغة وابتكار هيكل لم
يستطع تحقيق وعده.. من ثم فان مايردده الاستاذ اليوم ليس بالضرورة دقيقا
أو صائبا. فقد جربنا شعاراته وابتكاراته طوال 18 عاما ولم يتحقق أي منها.
حتي عندما خرج من السلطة حاول استغلال تأنقه اللغوي في التعريض بالحكم.
لكنه فشل.. لأن أدوات الاستاذ لم تعد كما كانت. ولا قربه من مراكز القرار
ولاتمتعه بالرؤية النزيهة الموضوعية فهو إما مع أو ضد.. لذلك صعب جدا أن
تحصل منه علي تحليل مضمون منزه عن الهوي!

مصر المستقبل
بقلم: محمد علي إبراهيم
لماذا تتكرر أخطاء سوريا؟
دمشق فهمت أخيراً أنها لا تقود العرب
محور إضعاف مصر خسر كل معاركه
القاهرة دورها مركزي.. وهذا ما لا يفهمه السوريون!
مسئولية الإعمار عربية وليست إيرانية!

لا أعلم لماذا لا تتعلم سوريا من
أخطائها؟ دمشق تراهن علي إدارة أمريكية جديدة! تماماً كما راهنت علي إدارة
بوش عام 2001 وأضاعت فرصاً تاريخية لاستعادة أرضها المحتلة خلال فترتي
كلينتون "92-2000".

أثبتت الأيام لسوريا أن إدارة بوش كانت الأسوأ عليها لأن المصالح
الأمريكية في الفترة الماضية كانت أهم بكثير من الأولويات السورية
المطروحة وستثبت الأيام لها خطأ المراهنة علي أوباما.

سوريا أخطأت في تقدير نتائج حرب لبنان عام 2006. تماماً كما أساءت
فهم كارثة غزة.. في يوليو 2006 وفي ديسمبر الماضي ويناير الحالي ركزت
سوريا هجومها علي مصر.. في 2006 خطب الرئيس بشار الأسد خطبته العصماء بعد
النصر الإلهي المزعوم لحزب الله فقال إن هذه هي الحرب الوحيدة الحقيقية
التي خاضها العرب وأنها أحرجت "رجالاً" كثيرين في الحكم في دول عربية..
نسي بشار حرب أكتوبر المجيدة رغم أن والده شارك فيها.. دمشق تنسي أكتوبر
عامدة ومتعمدة لأن الحرب انتهت بهزيمتها وانتصار مصر في تحقيق الهدف
السياسي والعسكري من الحرب.. من أجل ذلك كانت الغيرة والحسد مستعرين في
قلوب السوريين.

دمشق حاولت في حرب لبنان ما تحاوله الآن في كارثة غزة وهي انتساب
النصر إلي محور الممانعة سوريا وإيران.. سوريا خرجت "سياسياً" مهزومة من
حرب نصر الله مع إسرائيل فقد تراجعت المقاومة علي الأرض ودخلت قوات
"اليونيفيل" لبنان لتزيح حزب الله 30 كيلو متراً إلي الشمال وتفرض عليه
قيوداً صارمة في عدم اللجوء لسلاحه.. دمشق طفقت تهذي وتوجه اتهامات
بالعمالة والخيانة لكل الدول العربية التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل..
وها هي الآن تهذي وهي توجه - ومعها حماس - نفس الاتهامات للسلطة
الفلسطينية وبعض الدول العربية.. منذ بداية أزمة غزة وهدف سوريا واضح وهو
إضعاف الدور المصري. لكن دمشق فشلت ونجحت مصر نجاحاً لافتاً تمثل في
الآتي:

أولاً: تم تكريس الدور المصري في وقف إطلاق النار ومن ثم في آليات
تثبيته بعد قرار مجلس الأمن 1860 وبعد ذلك في الحوار الفلسطيني -
الفلسطيني.. منذ أول يوم سعي بشار الأسد. إلي الدعوة "لقمة بمن حضر" ليجهض
المبادرة المصرية التي حملها إليه ساركوزي قادماً من القاهرة. لكنه فشل..
وأخفق مرة أخري عندما تشاور مع الإيرانيين ليكون لهم دور في الحل.. أرسلوا
سعيد جليلي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني وعلي لاريجاني رئيس مجلس
الشوري إلي سوريا ولبنان. لكن المبعوثين الإيرانيين لم يحققا شيئاً.

سوريا لعبت مع تركيا عدوها السابق من وراء الكواليس ليكون لها دور
أساسي في الأزمة خصوصاً وانها دولة سنية.. لكن الدور المصري المركزي التهم
بقية الأدوار.

ثانياً: محاولات سوريا هدم مبادرة السلام العربية لم تنطلق في قمة
الدوحة التشاورية. لكنها انطلقت في قمة الرياض عام 2006 ومن ثم كان إعادة
إطلاقها في قمة الدوحة التشاورية بمثابة "بروفة" قبل أن تنطلق الانطلاقة
الكبري في قمة الكويت الاقتصادية.. لكن سوريا انهزمت في قمة الكويت. ليس
فقط بسبب رفض اعتماد وجهة نظر محور الممانعة. ولكن لأنه اتضح لدمشق
وللقائمين عليها أن سوريا لا تقرر نيابة عن العرب! ولا تقود أغلبية وانها
علي أفضل تقدير دولة تمانع الإجماع العربي وهذا لا يعطيها أي ميزة.

ثالثاً: سوريا انهزمت مرة أخري عندما قطعت السعودية الطريق علي
المزايدات الإيرانية والزعم أن طهران تقدم أموالاً لا أول لها ولا آخر
لحركات المقاومة سواء حماس أو حزب الله.. من ثم عندما أعلنت السعودية عن
التبرع بمليار دولار من أجل إعمار غزة فإن هذا لم يكن الهدف منه المباهاة
والافتخار. بقدر ما كان إعلاناً سياسياً الغرض منه التأكيد علي أن إزالة
آثار العدوان هي شأن عربي صرف وذلك لإزالة آثار العدوان الإسرائيلي..
المعني العميق وصل لسوريا وهو أن مسئولية إعمار الأرض التي تعرضت للعدوان
عربية وليست إيرانية.

المعني عميق ونأمل أن تكون دمشق استوعبته.. الصراع العربي الإسرائيلي مسئوليتنا وليس بنداً علي الأجندة الإيرانية.


رابعاً: الهزيمة السورية بدأت أيضاً ملامحها تتضح من التفسخ الذي حدث
في المحور السوري أو ما هو معروف بمحور الممانعة.. فقد اتضح من الإصرار
السوري علي إعطاء "حماس" قيمة الأموال التي تم التبرع بها كمكافأة لها علي
الانتصار الذي حققته علي إسرائيل. أن دمشق تتاجر بالتبرعات
خامساً: الأهم حاليا ألا تنقض "حماس" علي الداخل الفلسطيني. كما
انقض حزب الله علي الداخل اللبناني فأشاع فيه الفوضي والخراب بموافقة
سورية.

العرب يخشون حالياً بعد أن يتم خلق آلية دولية شفافة لإيصال الأموال
إلي مستحقيها في غزة.. ساعتها ربما تثور حماس وتتهم "فتح" بالخيانة
والعمالة مرة أخري ويتحول الصراع الفلسطيني الفلسطيني إلي صراع علي المال
بدلاً من أن يكون صراعاً علي السلطة فقط..

إن سوريا ورئيسها بشار الأسد وهما يطالبان بتمكين "حماس" من أموال
الإعمار فإنهما يختصران القضية في مكافأة "حماس" علي صمودها. بينما الذي
صمد هو الشعب وليس القادة الذين كانوا أمام عدسات التليفزيون وينامون كل
ليلة في دمشق وبيروت..

سادساً: أسوأ فشل للسياسة السورية هو أن القاهرة أصبحت واثقة أكبر من
ذي قبل بقدرتها علي مواصلة دورها في غزة معتبرة أن كل ما قيل عنها غير ذي
أهمية. وأن جميع الفرقاء يأتون إليها للتحاور وتثبيت الحلول.. لم يسفر
الضغط السوري والإيراني والقطري عن زحزحة الدور المصري قيد أنملة عن
أوراقه التي يجيد استخدامها ومكانته الراسخة..

قال مشعل وزملاؤه بتحريض من مضيفيه السوريين الكثير في حق مصر
وزعامتها.. لكن في النهاية توجه وفد حماس لمصر ليحل مشاكله.. لم يتوجه
لاسطنبول أو طهران أو دمشق أو حتي الدوحة.. البوصلة لا تتجه إلا إلي مصر
فقط. وغير ذلك مجرد اجتهادات..

لقد فشلت سوريا في معركة المفاوضات مع إسرائيل بعد أن اقترب موعد
الانتخابات في تل أبيب. وخسرت المزايدة علي مبادرة السلام العربية وأخفقت
في تحجيم دور مصر أو محاصرتها.. أتدرون ما الذي يسعي إليه السوريون الآن؟
يطمحون في مصالحة مع مصر لمحاصرة نفوذ الإخوان المسلمين في سوريا الذي بدأ
يزيد عن الحد ويهدد نظام الحكم في دمشق..

وأخيراً فإن هناك فخاً قد تجد سوريا نفسها منساقة إليه وهو أن يتكرر
ما فعله حزب الله اللبناني في بيروت يوم 7 مايو الماضي عندما كاد يحتل
لبنان كلها.. لو شجعت سوريا تحركاً كهذا. يهدف إلي انهاء سلطة أبو مازن في
الضفة وتقطيع أواصر القضية الفلسطينية.. فستدخل دمشق التاريخ باعتبارها
أول دولة عربية في التاريخ العربي الحديث والقديم تتسبب في إضاعة ثلاث دول
عربية هي لبنان وفلسطين والعراق.. ويبدو أن حكام سوريا أصبحوا جميعاً من
"حمص" المشهورة "بذكاء" أهلها..!!!

مصر المستقبل
بقلم:محمد علي إبراهيم
سؤال للإخوان والمستشار الخضيري
هل من واجبنا إمداد حماس بالسلاح؟!
أمن مصر القومي أهم أولوياتنا السياسية

كثرت في الآونة الأخيرة الاجتهادات التي
تقول إن مصر وقعت اتفاقاً أمنياً مع إسرائيل وأمريكا لمنع تهريب الأسلحة
إلي "حماس".. ورغم النفي الرسمي علي لسان أكثر من مسئول بعدم وجود مثل هذا
الاتفاق. إلا ان الاتهامات لم تتوقف بأن مصر اتفقت مع أمريكا وإسرائيل علي
"حماس".

ومواقع الإخوان المسلمين خلال اليومين السابقين نشرت تحليلات
وأخباراً تفيد أن مصر عقدت العزم علي عدم إغضاب إسرائيل وانكفأت علي نفسها
إرضاء للأمريكان.. وكتب المستشار محمود الخضيري مقالا عن نفس المعني في
جريدة "المصري اليوم" جعل عنوانه وكأن إمداد الأشقاء في فلسطين بالسلاح
جريمة. ذهب فيه إلي ان القاهرة خائفة من واشنطن وأن الحكام العرب
المعتدلين يخشون ان يلحقهم مصير صدام إذا ما أغضبوا أمريكا.

والحقيقة أن هذا كلام صادر عن انفعال وليس عن عقل.. وهو لايصلح
مقياساً لحكم منطقي وسليم علي الأمور.. فالمستشار الخضيري - مثلا - صور
صدام علي انه بطل تصدي لأمريكا وحاربها. مع أننا جميعا نعلم أنه السبب
الرئيسي فيما نحن فيه الآن.. وكان دخول القوات الأمريكية الخليج بسببه.
وانتشار قواعدها فيه يرجع إليه.

الإخوان يرون وكذلك الخضيري أن الوقت قد حان لإلغاء معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل لأنه ما من اتفاقية تدوم العمر كله.


وجهة نظر المعارضة أن مصر لا تهتم باتفاقية الدفاع العربي المشترك ولن
تقلق إذا سقطت. لكن إذا سقطت اتفاقية السلام مع إسرائيل فإن هذا يقلق نظام
الحكم.

أصحاب هذا الرأي ومعاونوهم عليهم أن يفهموا أن غزة ليست كياناً
سياسياً مستقلاً.. وإذا رسخنا هذا المفهوم الخاطئ في العقول فإن الهدف منه
هو إقناع الشارع العربي أن إسرائيل كانت في حرب مع حماس للسيطرة علي غزة..
هذا المفهوم الذي يروجه الإخوان وبعض المعارضين أمثال المستشار الخضيري
يعني أن "غزة" دولة ذات سيادة مستقلة عن السلطة الفلسطينية.

هذا تحايل علي الحقيقة. فغزة مازالت أرضاً عربية محتلة.. إسرائيل
مازالت في حالة حرب مع "حماس". ومن ثم فإنه طبقاً لقوانين الاحتلال
الغاشمة فمن حق الدولة المحتلة "إسرائيل" إغلاق المعابر أمام حماس وبهذا
لن يبقي أمامها سوي "رفح" فتجتاحه لتقيم في سيناء وبكل بساطة تغلق إسرائيل
المنفذ للأبد.. وتقيم حماس إمارتها الإسلامية - التي حلمت بها طويلاً هي
وجماعة الإخوان المحظورة في القاهرة - علي أرض سيناء.

مصر عندما تساهم في منع تهريب السلاح إلي غزة فإنها لا تمتنع عن
إغاثة شقيق في كرب أو تحاصره تنفيذاً لأوامر أمريكا وإسرائيل.. كلا.. مصر
تفسد المخطط الإسرائيلي الخبيث الذي يقضي بإعادة "تحميل" غزة علي مصر.

المستشار الخضيري ودعاة إعلان الحرب علي إسرائيل يفهمون ان انسحاب إسرائيل "الأحادي" من القطاع يعني أنه أصبح محرراً. وهذا خطأ بالغ.


إن مصر يا سيد خضيري عندما تساهم في منع تهريب السلاح إلي غزة. فإنها
تفسد المخطط الإسرائيلي لإلغاء القضية الفلسطينية.. مصر تتصدي لمخطط أكبر
من المقاومة وسقوط الشهداء.. مصر تسعي لإعادة تحميل غزة علي إسرائيل
باعتبارها أرضا محتلة وتعمل في الوقت ذاته علي ربط غزة بالضفة وانهاء
الشقاق الفلسطيني لتحافظ علي حيوية القضية الفلسطينية.

مصر تغاضت كثيراً عن الأنفاق ولحقها ما لحقها من اتهامات بالعمالة
والتآمر والتواطؤ. كما دخلت في مواجهة مع واشنطن كادت تنتهي بإلغاء
المعونة الأمريكية نهائياً بسبب هذه الأنفاق التي كنا نغض الطرف عن السلاح
الذاهب للمقاومة منها. وكان جزاؤنا التشهير والهجوم والتطاول من قادة
"حماس" وضيوف الفضائيات.

مصر ياسيد خضيري وياجماعة الإخوان لاتخشي أمريكا ولا إسرائيل..
تصادمنا مع واشنطن أكثر من مرة ورفضنا منح تسهيلات عسكرية لهم أو إرسال
قوات للقتال معهم في العراق ومازلنا نعاقب من أجل هذا الموقف الذي لم
يتنازل عنه الرئيس مبارك أبداً..

اما إسرائيل. فمصر هي الوحيدة التي تقرأ مخططاتها كأنها كتاب مفتوح ويتكفل الرئيس بإفسادها ووأدها في مهدها..


إن مصر لن تلغي اتفاقية كامب ديفيد في الوقت الراهن. وقيادتها
السياسية لا تؤمن بالشعارات و"طق الحنك" كما يقولون.. مصر تؤمن بأن أمنها
القومي وسيادتها لايمكن بيعها أو المساومة عليها أو شراؤها.. لايعجبكم أن
نقول انه خط أحمر لن نسمح بتجاوزه.. فعلاً خط أحمر لأن من يعتدي عليه
سيُضرج بدمائه..

ان من دواعي الجهل أن يزعم مستشار بحجم محمود الخضيري ومكانته بقيام
مصر بمد إسرائيل بالبترول.. ومصر متوقفة عن بيع النفط لتل أبيب منذ عام
2000 عقب تولي شارون الحكم.. ياسيادة المستشار هناك فرق بين الغاز
والبترول.. والغاز يصلح للمنازل ولا يمكن ان تسير به طائرات أو دبابات كما
تقول.

ومن دواعي الجهل وفقد البصر والحس والإدراك تلك المزاعم التي تقول ان
مصر تغلق معبر رفح وهي أبعد ما تكون عن ذلك.. وإذا كان المنفذ مفتوحاً
طوال 24 ساعة وتمر منه المساعدات الغذائية والطبية ويستقبل الجرحي. فكيف
تروجون لإغلاقه؟.

مصر عندما وافقت علي الحد من تهريب السلاح كانت تضع أمنها القومي في
المقدمة.. لا تساوم عليه ولا تقبل أن يكون مخطط إسرائيل بزرع غزة لديها
سيفاً مصلتا علي أعناقنا.

إن دولة بحجم مصر لا تصنع قرارها في شوارع تجتاحها المظاهرات أو كرد
فعل لشاشات التليفزيون. اعرفوا قدر بلادكم قبل أن تكتبوا ما يعجل
بنهايتها.

أعرفوا قيمة مصر التي تحملون جنسيتها وتتمنون التنازل عنها في أقرب فرصة.. فهيا سارعوا.

رجال الشرطة .. بشر




في صحفنا الخاصة رجل الشرطة سجان بيده مفاتيح التعذيب وسياط الجحيم وتحت
تصرفه سلطات بلا حدود تخول له أن يفعل ما يريد وقتما يشاء وكيفما يحب..
وفي الصحف القومية نجده بطلاً مغواراً ومدافعاً صلداً عن الحق والخير
والجمال.. وينسي هؤلاء وأولئك أن رجل الأمن أولاً وأخيراً بشر.. ليس
ملاكاً ولا هو بالشيطان الرجيم.. الله وحده هو الذي سيحدد ان كان من أصحاب
الحسنات أو ممن أوتوا كتابهم بيسارهم.

لا أريد هنا أن أدافع أو أهاجم رجال الشرطة. ولكني كصحفي أريد أن
أرصد الواقع.. وأهم شيء هو تغير المجتمع.. فالناس لم تعد كما كانت.
والحياة ليست مثل أفلام الستينات التي كانت صيحة رجل الشرطة تزلزل سيقان
المجرم.

نحن نعيش حياة مختلفة وجرائم جديدة وبالتالي فُرض علي رجل الأمن تحديات لم تكن موجودة عليه أن يواجهها بحزم أو ينصرف عنها.


مسئولية استقرار الوطن علي المحك الآن.. لا ينفع أن تواجه المتربصين
بأمنك والطامحين إلي نزع جزء من أراضيك لاقامة امارة اسلامية في سيناء أو
دولة قبطية في الصعيد أو.. أو.. لا ينفع ان تواجه هؤلاء بموقف "رمادي"..
أو "بين بين".

الوطن محاط بالأخطار الخارجية.. المخططات لم تعد للأعداء فقط ولكن من
الأشقاء أيضاً.. الجميع يستغلون ظروف البلد الاقتصادية وتتدفق "الفلوس"
علي الراغبين والطامحين.. رجال الشرطة يدركون أن هذا الوطن ليس للبيع..
ولا هو مطروحاً للمساومة.. أوطان الدنيا كلها لها خطوط حمراء ماعدا مصر..
يريدون أن يحلبوها ويستبيحوها. وإذا رفعت اصبعاً أو كنت حازماً. أخرجوا لك
"كروت الإرهاب" وهي انتهاك حقوق الإنسان والعبث بالديموقراطية واستخدام
قانون الطواريء.

أكليشيهات ثابتة يواجهها الضابط إذا قبض علي لص أو تصدي لتنظيم متطرف
أو واجه بشجاعة مغتصباً لفتاة أو تاجرمخدرات أو مهربا خطيرا.. والهدف هو
"إرهاب الأمن".. قوي الخارج والجماعات المحظورة تعرف جيداً ان الإعلام
سلاح خطير. وإذا امتلكته صحفاً وفضائيات استطاعت أن تزعزع الثقة بين
المواطن والشرطة.. هذا هو الهدف باختصار.. بدون لف أو دوران.

ننفخ في قضية تعذيب أو اثنتين بقوة ليتصور الناس أن أقسام الشرطة
معسكرات للضرب والاهانة.. لا أحد يفكر أن رجال الشرطة هم الذين يضبطون
زملاءهم المتهمين بالتعذيب.. لا أحد يتذكر أن هناك ضباطاً تم عزلهم وآخرين
سجنوا وتم فصلهم.. الضباط يتم معاقبتهم بشدة علي اخطائهم مثلهم مثل كافة
موظفي الجهاز الاداري للدولة.. المحاسبة فورية.. والتفتيش الداخلي يحاسب
المتجاوزين حساباً عسيراً.. والصحف تنشر العقوبات التي ينالها الضباط في
المحاكم أو في غيرها.. ومع ذلك هناك اصرار علي أن رجل الشرطة جبار يخضع
الرءوس ويذل الرقاب والعباد.

نعم هناك انحرافات لأن البشر خطاءون.. وهناك أيضاً بطولات وتضحيات
ونجاحات.. الأمن يجتهد.. لكنه الجهاز الوحيد الذي نحاسبه علي اخطائه
حساباً عسيراً. ولا نفكر في تهنئته بأي نجاح. بل ان كثيرين يسرقون منه
النجاح وينسبونه لأنفسهم.

مهمة هؤلاء الرجال ليست يسيرة.. الجبهة الداخلية حصن هذا الوطن. وهي
مستهدفة بالأموال والإعلام والدعاية كي تنهار.. العبث بأمن الوطن يتم
باحكام شديد وأهم ركن فيه هو تقويض ثقة الشعب في جهاز الأمن.. هذا هو عمود
الخرسانة المسلح الذي لو انهار يسقط الوطن كله.

الجبهة الداخلية ليست فقط وحدة وطنية بين عنصري الأمة المسلمين
والأقباط. وليست اطمئنان الشارع إلي قوت اليوم والعلاج للمرضي والتعليم
للأبناء.. كلا... الجبهة الداخلية قائمة علي الثقة في أنك آمن علي حياتك
وعرضك وشرفك ومالك.

.. الأمن إحساس داخلي يشعر به المواطن وهو علي بعد آلاف الأميال من
بلده.. وللأسف فإننا من طول اعتيادنا علي سلامة الداخل لم نعد ننظر إلي
دول بجانبنا لا يأمن المواطن فيها علي الخروج من منزله والعودة إليه في
نفس اليوم.. لا أتحدث عن فلسطين المحتلة بجحافل الصهيونية ولكن أتكلم عن
لبنان والعراق والصومال.. هل نسينا ما حدث للجزائر في التسعينات عندما كان
المواطنون يسقطون صرعي الإرهاب بالآلاف؟ وما حدث في مصر؟ هل سنصل إلي
مرحلة يريدها الزبانية الذين يستهدفون مصر. وهي أن نتعاطف مع الإرهاب ضد
الوطن؟ هل تريدوننا أن نسمي التهريب تجارة؟ والحشيش نباتات؟ والاغتصاب
تفريغاً لغضب؟ هل سنصل إلي مرحلة نبرر فيها السرقة لأن الحرامي يعاني
البطالة؟ ونستسيغ الرشوة لأن الأسعار مرتفعة والدروس الخصوصية مكلفة؟

لا أحد يفكر في أن الديموقراطية التي نعيشها هي التي جعلت الناس
تتكلم عن سلبيات الشرطة.. هذه الحرية هي خير درع للمواطن إذا ما تعرض
لانتهاكات.. نحن في زمن جميل.. أصبحت فيه الكلمة الصادقة أقوي من السلاح.
وتراجعت فيه الكلمة الرخيصة المأجورة.

أحيي الشرطة في عيدها لأنه تزامن هذا العام مع أحداث غزة ومظاهرات
التعاطف التي اجتاحت مصر تعبيراً عن الغضب من الوحشية الجنونية لإسرائيل
وهي تصفي النساء والأطفال.. الأمن حمي المظاهرات.. سارت في حماه تصرخ
وتهتف وتقول ما تريد.. الصحفيون والمحامون والأطباء وكافة فئات الشعب
فعلوها.. عبقرية الأمن أنه سمح بالمظاهرات وحماها من أن تستغل لأهداف أخري
كما كان مخططاً لها..

الحرية المسئولة موجودة ويشعر بها الجميع.. والفوضي موجودة أيضاً ولا
يعقل أن نتركها تحرق البلد بدعوي الديموقراطية.. كم مرة استخدمت الشرطة
قانون الطواريء؟ مطلوب من جبهة تشويه الأمن نشر بيان عن الحوادث التي تم
استخدامه فيها طوال 27 عاماً بخلاف جرائم الإرهاب!

وفي النهاية أقول لأبناء بلدي تذكروا ما تشاهدونه علي شاشات
التليفزيون عن معاملة الشرطة للجماهير في المظاهرات في مختلف أنحاء
العالم.. كيف أطاح البوليس الفرنسي بالمشجعين الإنجليز في مباريات كأس
العالم عام 1998 بعدما خرجوا عن الأدب إثر خروج فريقهم من المنافسة.. قتل
البوليس الفرنسي 3 مشجعين إنجليز وتم سجن غيرهم. ولم يتهمهم أحد بانتهاك
حقوق الإنسان لأن الصحافة البريطانية نفسها. كانت أول من انتقد أبناء
بلدها.. في أمريكا الذي يتجاوز السرعة المقررة "55 ميلاً في الساعة" يتم
إيقافه فوراً أو يحرر محضر له وإذا تكررت المخالفة يمنع من القيادة لبقية
حياته.. لكن في مصر إذا أوقف ضابط المرور شاباً يسوق باستهتار وطلب منه
الرخصة. يفاجئه بأن يطلب له "أونكل" في التليفون المحمول. و"أونكل" له
اتصالات تسمح للضابط بتمزيق المخالفة.. وينطلق "المحروس" بسيارته ويخرج
"لسانه" للقانون والنظام ولهيبة الدولة في الشارع.

طبيعي أن تحتفل الشرطة بعيدها. لكن من المنطقي أن يحتفل الوطن كله
بإنجازات الشرطة.. ويبقي أن نطلب من رجال الأمن أن يزرعوا في المصريين
الإحساس بأنهم مواطنون من الفئة الممتازة.. مواطنون يستحقون الحرية
والديموقراطية والإنجازات التي يعيشون فيها.. مواطنون يستنشقون الأمن
والأمان ويخرجون مع هواء الزفير حب الوطن والحرص علي سلامته واستقراره
وجبهته الداخلية.




بفلوس "المعونة" الأمريكية.. نلعن الصحف القومية!



قد تكون المنافسة بين الصحف القومية والخاصة هي التي أفرزت
مناخا من التربص بين الفريقين.. والصحافة مهنة بلا صديق.. ورغم الاشتباكات
التي اضطررت لخوضها مع زملاء إلا أنني أؤكد للمرة الألف أنني لم أسع إلي
تلاسن إلا دفاعا عن النفس أو توضيحا لصورة أو ردا علي من يتصورون انهم
الأعلون في الأرض. رغم أنه لا ثقافتهم ولا أقلامهم توفر لهم هذه المكانة.

كنت أعتقد ان المنافسة هي التي تولد البغضاء والتسابق هو الذي يخلق
العداء. إلي ان كشف زميلي محمد حسن الألفي رئيس تحرير "الوطني اليوم"
الحكاية.. فقد أحرز سبقا صحفيا في عدده الصادر أمس الأول ونشر ان هناك
أموالاً ترصدها المعونة الأمريكية لاعداد دراسات لتشويه الصحف القومية
والتأثير علي مصداقيتها ورواجها الكبير عند القراء.

كان مركز "اندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف" قد أعد دراسة عن
الصحافة القومية في مصر بعنوان حرب البسوس تعرض فيها بالنقد الشديد لصحف
الأهرام والجمهورية والوطني اليوم وروزاليوسف واتهمها بالتطاول علي الرموز
الصحفية وانتقاد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وانها خرجت علي آداب
وتقاليد المهنة وتطاولت علي أسيادها!!

وحسناً فعل محمد حسن الألفي و"الوطني اليوم" عندما أجريا حديثاً
مسجلاً مع أحمد سميح صاحب المركز الذي تخصص فجأة في نقد الصحف القومية..
سألوه عن مصدر تمويل الدراسة التي أعدها عن الصحف القومية فقال هيئة
المعونة الأمريكية وسألوه عن مقدار النقود التي حصل عليها من هيئة المعونة
الأمريكية فقال نصف مليون جنيه وسألوه عن الباحثين وخبراتهم العلمية الذين
قاموا بهذه الدراسة فقال إنهم جميعاً من الخريجين الجدد.

واسمحوا لي أن أحيي شجاعة أحمد سميح الذي لم ينكر أنه أعد الدراسة
بفلوس المعونة الأمريكية.. هذا الشاب الذي "يغرف" من نقود المعونة
الأمريكية ويفعل ما يؤمر به. ينتظره مستقبل باهر إذا ما أفلح أن يؤدي ما
تريده الإدارة الأمريكية في مصر.. كانت واشنطن في عهد الإدارة السابقة
يهمها إشاعة الفوضي في المجتمعات العربية وربما يكون أحمد سميح إحدي
أدواتها مثله مثل كثيرين.. لكنه تفوق عليهم في الشجاعة واعترف..

وهكذا يتضح لنا أن أمريكا لها أجندة تتفق مع أجندة الصحف الخاصة التي
تزعم أنها مستقلة.. واشنطن تعلم أن الصحف القومية ينبغي أن تختفي من علي
الساحة الإعلامية لتستأثر صحافتها الخاصة بتشكيل عقول الناس وقيادة الرأي
العام إلي ما فيه هلاكه والقضاء علي استقرار الجبهة الداخلية.. الصحف
القومية فقط هي التي تتصدي لمخطط إشاعة الفوضي في مصر وتكشف المخطط
الملعون.. ونتمني أن يتحلي بقية الحاصلين علي النقود الأمريكية بشجاعة
أحمد سميح لنعرف "عدونا" في هذه الحرب التي نقاتل فيها أعداء مجهولين
يدعون الشرف والنزاهة والعفة والحيادية رغم أنهم ملوثون.. ومخترقون..
ويعملون لصالح أجندة خارجية.. وقد قرأت فتوي أنهم خونة وعملاء لأنهم
يعملون ضد بلدهم.. ورأيي أنه من الضروري تبصيرهم بما هم إليه منزلقون حتي
لا نفاجأ في النهاية بأن الإعلام كله أصبح مثل سعدالدين إبراهيم.

مصر المستقبل
بقلم:محمـد علي إبراهيـم
نصـر الله.. العميل الكذاب
لن يمر سلاح من معبر رفح
لا نحارب دفاعاً عن تخفيف الضغط علي إيران
عندما بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية
الوحشية ضد قطاع غزة والتي وصفناها بأنها أسوأ وأبشع حرب في التاريخ. كان
حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله يشن حرباً مماثلة علي مصر.. كانت
إسرائيل تضرب غزة بآلة التدمير الوحشية من دبابات وطائرات. وكان نصر الله
يطلق لسانه البذيء في اتجاه مصر يتهمها بالخيانة والعمالة والغدر.

إسرائيل كانت تضرب الفلسطينيين بقنابل الفوسفور.. ونصر الله يضرب
المصريين بقذائف الكذب والخداع والضلال.. كتبت أكثر من مرة عن هذا الرجل
الذي خضع لإيران لحد أن انقلب علي عروبته! قدم مذهبه الديني علي مصلحة
وطنه!.. ألغي لبنان كوطن من أولوياته واعتمد نظرية ولاية الفقيه.. ليس في
لبنان فقط. لكن ها هو يسعي لاعتمادها في العالم العربي كله بحيث يصبح
"حوزات" إيرانية خاضعة لطهران تتصرف فيها كما شاء لها الهوي.

كنت أول من أطلق علي حسن نصر الله لقب العميل رقم ..1 والأكثر من ذلك
أسميناه "حسن بقو" في إشارة واضحة إلي أنه يتكلم ولا يفعل ويناضل بحنجرته
بعد أن أجبرته قوات الأمم المتحدة علي أن يتراجع شمال الليطاني وامتنع
بقرار دولي ملزم عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان إزاء إسرائيل.

نصر الله لديه أوامر من قادته الإيرانيين بالاستمرار في مهاجمة مصر
لأنها القوة العربية الكبري القادرة علي التصدي للنفوذ الإيراني في
المنطقة.

طهران تعلم أن استقرار مصر وسيادتها علي أراضيها وثقلها السياسي
ومقوماتها التاريخية ومكانتها الإسلامية عوامل قوة و"تمكين" في المنطقة
تنسحب أمامها الأدوار الأخري لقوي إقليمية طامعة وطامحة إلي بسط نفوذها من
خلال وكلائها في سوريا وعملائها في لبنان وعلي رأسهم نصر الله.

المخطط الإيراني ببساطة شديدة يسعي إلي محاصرة مصر بقلاقل الداخل
وضغوط عربية ومظاهرات شعبية تهدف كلها إلي استدراجها للتخلي عن معاهدة
السلام مع إسرائيل والعودة مرة أخري إلي ساحة القتال.. ومصر التي حاربت
وقت أن كان الآخرون مشغولين بمهام وجمع ثروات وتدبير انقلابات لا تجبن عن
مواجهات عسكرية أو حروب إذا ما شعرت بتهديد لأمنها القومي.. غير أننا لن
نتطوع ونقاتل للتخفيف من الضغط الذي تتعرض له إيران بسبب ملفها النووي..
لن نرهن مستقبلنا ونضحي بعوائد التنمية ونضيع الأجيال الجديدة دفاعاً عن
قوة إقليمية همها الأول والأخير السيطرة علي الوطن العربي.

مصر دولة وليست "ميلشيا"! والدول لا تنساق وراء مغامرات أو شعارات..
ولا ترهن مصير أبنائها بمظاهرات صاخبة.. ما علاقة إيران بالقضية
الفلسطينية؟ إذا كانت تريد الدخول في مواجهة وحرب مع إسرائيل فلتشكل جبهة
من عملائها ووكلائها تخوض بهم الحرب وتدمر الدولة العبرية..

ببساطة شديدة إيران تريد لإسرائيل ان تنشغل عنها بمعركة اقليمية كبري
تلهي الإدارة الامريكية عن الملف النووي الإيراني. وتضعف تأثير تل أبيب
علي واشنطن لشن هجوم عسكري ضد طهران. وتحويل هذا الضغط إلي مصر..

طهران ترغب في نزع اوراق القضية الفلسطينية من القاهرة من خلال الغاء
معاهدة السلام مع إسرائيل. وبالتالي تتمكن الدولة العبرية من دفع
الفلسطينيين إلي سيناء وتوطينهم بها رغما عن مصر..

مصر متنبهة لذلك. وتعلم أن سيادتها علي المحك ولن تضحي بشبر من
اراضيها في سبيل شعارات لن يترجمها أصحابها لواقع.. ومن ثم فإن ما يقوله
ويروجه حسن نصر الله الآن بأن مصر تغلق معبر رفح يدخل في باب الافتراء
والكذب لأن المعبر مفتوح من الصباح وحتي المساء.. المعبر مفتوح منذ أول
يوم بصورة يومية من السابعة صباحا حتي التاسعة مساء دون انقطاع إلا في
حالات القصف الجوي وساعتها يضطر القائمون عليه لاغلاقه لساعة أو ساعتين..
وبعدها يعاد فتحه مرة أخري.. لقد عبر المعبر 754 جريحا فلسطينيا كما نشرنا
هنا يوم السبت الماضي وكان معهم ذووهم الذين تعدوا 1500 شخص وعبره ايضا
291 طبيبا مصريا و44 من العرب. كما عبره 254 صحفيا بعد أن منعت إسرائيل
عبور الصحفيين. ودخل منه 4 آلاف طن من الأدوية والمستلزمات الطبية وكان
نصيب مصر منها 1800 طن اضافة إلي 121 سيارة اسعاف هدية لشعب غزة من دول
عربية..

المعبر مفتوح. لكن حسن نصر الله كفيف لا يري انه مفتوح. لا يهمه
المساعدات الغذائية ولا العلاجية.. لا يهمه الجرحي ولا ذووهم.. لا يهمه كل
ذلك.. حسن نصر الله يريد أن يخصص المعبر لمرور الأسلحة.. نعم اسلحة.. وذلك
لدعم المقاومة.. لا يهمه أن تتوتر العلاقات بين مصر وإسرائيل ويتم توقيع
عقوبات اقتصادية علينا. أو يتم طرد الفلسطينيين للاقامة في سيناء وتحقيق
حلم إسرائيل.. ولكن الذي يهمه أن تظهر إيران وعميلها حسن في صورة الابطال
في نظر الشارع العربي.. السفينة التي قال ان المصريين منعوا دخولها لأنها
إيرانية محملة باطنان مساعدات. والحقيقة اننا لم نعلم عنها شيئا ولا
منعتها السلطات المصرية من العبور..

حسن نصر الله يروج دعايات لأسياده في إيران علي حساب مصر.. يحاول
ايهام العالم العربي أن مصر مقصرة في تقديم المساعدات لأهالي غزة. بينما
الواقع يؤكد اننا نقدمها بكميات مهولة.. يحاول اتهام مصر بأنها وسيط غير
نزيه بين الفلسطينيين وإسرائيل. بينما الحقيقة أن حماس رغم كل ما اتهمت به
القاهرة ومعها نصر الله لم تقصد سوي مصر بكامل رضاها وبغير ضغط من أحد
طلبا لقرار يحفظ ماء وجهها. ويحقق وقفا لاطلاق النار يحفظ مصالح
الفلسطينيين الاساسية ويوقف عذابهم بغزة ويضمن الاسراع بإنجاز تسوية عادلة
ويهييء المناخ لحوار فلسطيني - فلسطيني يعيد للفلسطينيين وحدتهم.

هذه عظمة مصر يا سيد نصرالله.. الخلاف مع "حماس" لا يعني أن نغلق
بابا في وجهها أو نحاصرها كما تزعم.. "حماس" تدرك أكثر منك ان العلاقات مع
مصر تقيلها من عثرات كثيرة وتحميها من أشياء يعرفونها خيراً منك ألف مرة..
مصر لا تتاجر بما تفعل يا سيد نصرالله فنحن لسنا مثلك أو مثل إيران التي
تملأ الدنيا ضجيجا حول سفينة مساعدات لا يعلم أحد ما بداخلها.

شيء واحد عليك أن تعلمه هو ان معبر "رفح" لن يستخدم لمرور السلاح..
لن نضحي باستقرارنا في سبيل أن "تلعلع" حنجرتك ويعلو صوتك مستحثا مصر أن
تخوض حربا.. المعبر مفتوح 14 ساعة يوميا يا سيد حسن.. ابعث عددا من
زملائنا الصحفيين في قناة "المنار" التابعة لك ليعرفوا ان كان المعبر
مفتوحا أم لا.. فيما عدا ذلك اصمت.. لا تكذب دون علم.. واعلم أن هذا
المعبر لن يخصص لمرورالسلاح وهو ما تريد توريطنا فيه.. علي أية حال حاول
أنت من ناحية البحر تمرير السلاح للمقاومة فأنت لست دولة. وليس هناك
مواثيق أو معاهدات تربطك بالمجتمع الدولي.. حاول يا سيد حسن وقد يكتب لك
النجاح.