الموت أفضل من الحياة بدون شرف

من طرف مشمشة الإثنين يناير 12, 2009 5:10 pm

عبير: استعنت بالله وقاومت المتهم 4 ساعات ولم ينل شيئاً
الموت أفضل من الحياة بدون شرف

جمال عقل

روت "عبير" مهندسة ترميم الآثار الشابة
"27 سنة" تفاصيل الساعات الثلاث التي قضتها في رعب بين أيدي
اللص الملثم الذي اقتحم شقتها التي تقيم فيها بمفردها بشارع الملك فيصل
بالهرم محاولا اغتصابها.. تحدثت عن كيفية مقاومته بكل ما تملك حتي انهكته
وخارت قواه أمام صمودها وارادتها حتي أنه فشل في اغتصابها رغم تمزيق
ملابسها ولم ينل منها شيئا سوي سرقة تليفونها المحمول وخاتم ذهب جرده من
اصبعها بصعوبة ودبلة "محبس" و10 جنيهات فقط كانت بحوزتها. قبل أن اقابلها
ظننت أنها فتاة ضخمة عنيفة قوية البنيان.. تخيلتها رياضية تجيد فنون العاب
القوي مصارعة أو كاراتية وعندما قابلتها وجدتها فتاة عادية ريفية.. نحيفة
وزنها لا يتجاوز 50 كيلو وطولها لا يزيد عن متر ونصف المتر.

وجدتها مصابة بتورم في عينيها واحمرار شديد في المقلتين واثار اصابات
خفيفة في الأنف تبدو واضحة من الضرب المبرح الذي تعرضت له أثناء مقاومتها
للمتهم. قبل أن نتحدث عما حدث حييتها علي شجاعتها وقوة ارادتها وصبرها
ومحافظتها علي اعز ما تملك فابتسمت ابتسامة خافتة وقالت الحمد لله..
الشجاعة دي من عند ربنا.. وربنا سترها معي لأنني من حفظة القرآن الكريم.

* قلت: قبل أن ندخل في الموضوع.. من انت؟!

أنا فتاة ريفية من السنبلاوين.. والدي فلاح بسيط ووالدتي "ست بيت"..
حصلت علي دبلوم صنايع لكن طموحاتي كانت اكبر من الحصول علي مؤهل متوسط..
التحقت بمعهد الآثار بمدينة الاقصر وحصلت علي المؤهل بترتيب الثانية علي
الدفعة بعدها التحقت بكلية الآثار وحصلت علي الليسانس.. أحببت الاثار
وتاريخ أجدادنا القدماء والتحقت باحدي شركات ترميم الآثار بمنطقة القلعة
واتقاضي راتبا شهريا يفوق الألف جنيه يكفيني والحمد لله واساعد والدي علي
تربية اشقائي الصغار.

اضافت عندما حصلت علي فرصة العمل بمنطقة القلعة اقمت في دار
المغتربات وبعدها بحثت عن شقة وعثرت عليها عن طريق أحد السماسرة بالعقار
19 شارع محمود بدوي المتفرع من شارع الملك فيصل بالهرم.. شقة متواضعة
عبارة عن حجرة واحدة بملحقاتها حمام ومطبخ اعلي سطح العقار بايجار 200
جنيه شهريا واقمت بها منذ مايو الماضي أي منذ حوالي 9 شهور.

سنوات الغربة

العقار المقيمة به من 6 طوابق لم يقطن به سوي صاحبه بالطابق الثاني
وجميع الطوابق حتي السطوح خالية من السكان وتحت التشطيب.. ارتبطت خلال
الأشهر الماضية بعلاقة وطيدة بزوجة مالك العقار.. اعتبرتها شقيقتي وأنا
مغتربة وكنت اقضي عندها معظم الوقت بعد عودتي من عملي ولا اتركها إلا في
موعد النوم.

* قلت ندخل في الموضوع.. ايه اللي حصل؟!

في الليلة المشئومة ليلة 7 يناير التي لن أنساها طوال حياتها كنت
بصحبة صديقتي زوجة مالك العقار حتي بعد منتصف الليل. وعندما غالبني النعاس
تركتها وصعدت إلي شقتي.. فتحت الباب واضأت الأنوار وفوجئت بشخص ملثم لم أر
منه شيئا سوي عينيه.. كان ممسكا بسكين.. سبني بوالدي وهددني بعدم
الاستغاثة.

المشهد كان صعباً.. وضع نصل السكين علي رقبتي فضربت يده وسقطت السكين
علي الأرض ثم التقطها وقال أنا موش عايز أقتلك.. أوعدك موش حأقتلك..
وبعدها اخرج من جيبه "خيط دوبارة" وربط يدي.. ووضع يده علي فمي حتي لا
اصرخ ثم أمسك بايشارب وربطه بين فكي والقي بي علي السرير.

مقاومة

ظللت أقاومه بكل ما أملك.. ابتعد عنه ويقترب.. ارتمي بجسده علي جسدي
وأنا ابتعد حتي سقطت من أعلي السرير وسقط فوقي.. كان في حالة هياج خلع
بنطلونه وظللت أقاومه حتي اصيب بجرح في يده عندما حاول تمزيق ملابسي
بنطلون "ترينج" بالسكين التي في يده وتمكن من تمزيق البنطلون بالسكين لكنه
فشل في خلعه.

اضافت وارتفعت نبرات صوتها.. كان كل همي الحفاظ علي شرفي.. اخبرته
بأنني حائض وتأكد من ذلك وفوجئت به يقول.. سيبيني أفكر حأعمل إيه!! تمادي
في محاولته.. القي بي علي بطني وارتمي علي ظهري وأنا أدفعه حتي سقط علي
الأرض وراح يلتقط انفاسه وهو يقول أنا تعورت من السكين وموش عايز اقتلك
كما وعدتك!!

ذكريات حزينة

شردت قليلا وكأنها تستعيد شريط الذكريات واضافت استمر علي هذا الحال
قرابة ساعتين.. بعدها تركني مقيدة ووقف يدخن سيجارته قلت له "خذ كل حاجة
وسيبني".

يبدو أنه فكر في كلامي.. هددني بالسكين واصطحبني إلي المطبخ.. طلب
مني خلع الخاتم وخلعته.. طلب الدبلة والمحبس ولكن اصابعي كانت قد تورمت
وفشلت في خلعهما فاخبرني بأنه سوف يقطع اصبعي بالسكين لاخراجهما.. ظللت
أحاول حتي خلعت الدبلة والخاتم وبعدها أمسك بالتليفون اخرج منه شريحة
المحمول القاها علي السرير واستولي علي التليفون.

تذكرت في تلك الليلة احداث مسلسل "قضية رأي عام" وكيف تعرضت بطلاته
للاغتصاب كما تذكرت حادث الفتاتين هبة ونادية في جريمة الشيخ زايد لكنني
تمسكت بالصبر والاستعانة بالله.

تهديد

اضافت وهي متماسكة لم تذرف دمعة واحدة طوال الحوار سوي ارتفاع نبرات
صوتها بين الحين والحين وقالت هددني بعدم الاستغاثة ولا الصراخ واستولي
علي المسروقات وفتح الباب ونزل علي السلالم!!

* قلت: وماذا فعلت بعد ذلك؟!

كنت قد أرهقت.. ارتعش خوفاً.. خرجت من شقتي وأنا أخشي أن يكون في
انتظاري وعندما تأكدت من انصرافه فككت "الخيط الدوبارة" ونزلت مسرعة إلي
شقة مالك العقار بالطابق الثاني.. كنت اخشي أن يكون في انتظاري في أحد
الطوابق الخالية من السكان والشقق التي بدون أبواب حتي وصلت إلي شقة صاحب
العقار وطرقت الباب بشدة.. خرج وشاهدني علي هذا الحال.. مصابة انزف
الدماء.

استيقظت زوجته مفزوعة.. سألتني اغتصبك قلت لها لا.. لا.. ظل زوجها
ينادي علي الجيران الذين استيقظوا في هذا الوقت المبكر وتجمعوا أمام
العقار وداخل شقته ورويت ما حدث.

حبس المتهم

بعد تحقيقات استمرت 6 ساعات أمر مصطفي لطيف وكيل أول نيابة بولاق الدكرور بحبس المتهم هاني محمد عبدالفضيل 4 أيام علي ذمة التحقيقات