سباق دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

سباق دبلوماسي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة



تجاوز عدد ضحايا الهجوم على غزة 1030 قتيلا، ضمنهم 350 طفلا و90 امرأة

تتسارع الجهود الدبلوماسية العربية والدولية الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وذلك مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية يومها العشرين واشتداد عمليات القصف "بشكل غير مسبوق" على القطاع.

فقد أعلن متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن عاموس جلعاد، المستشار في وزارة الدفاع الإسرائليلة، سيتوجه إلى القاهرة اليوم الخميس لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين تتعلق بإمكانية وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

موقف حماس

أما حركة حماس، فقد دعت إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي وفتح المعابر وإنهاء الحصار.

ففي مؤتمر صحفي عقده في القاهرة يوم أمس الأربعاء، قال صلاح البردويل، أحد قياديي حماس، إن "موقف الحركة إيجابي تجاه المبادرة المصرية"، غير أنه لم يدل بالمزيد من التفاصيل.

وأشار إلى أنه لابد من التفريق بين العلاقات بين حماس ومصر من جانب، وبين موقف الحركة من المبادرة المصرية من جانب آخر.

أما محمد نصر، عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعضو وفد الحركة المشارك في مباحثات القاهرة، فقال لـ بي بي سي: "إن هناك ثمة تجاوب مع الجهود المصرية لوقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية، لكن لا يعني ذلك أننا نوافق على المبادرة المصرية بشكلها الحالي".

وأضاف نصر قائلا: "لا زال لدينا بعض الملاحظات وسندرسها ونرد على الأخوة المصريين".

"موافقة" مبدئية

وكان مراسل بي بي سي في غزة، شهدي الكاشف، قد نقل عن مصادر في حركة حماس قولها إن الحركة قد وافقت على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار.

لكن أسامة حمدان، ممثل حركة حماس في لبنان، قال إنه "لا تزال هناك نقاط خلاف" حول المقترح المصري لوقف إطلاق النار.

وجاء تصريح حمدان بعد تأكيد مصادر رسمية في القاهرة لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن حماس تجاوبت مع المبادرة المصرية وأن اتصالات تجري في الوقت الراهن بشأن التفاصيل الأخيرة مع مختلف الأطراف.

في غضون ذلك، أكد وزيرا الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، ونظيره الإسباني، ميجيل إنخيل موراتينوس، في وقت سابق الأربعاء حدوث تطور في موقف حماس من المبادرة خلال الساعات الماضية.

غير أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأسبانية قال في وقت لاحق إن ما نُقل على لسان موراتينوس بهذا الشأن غير صحيح.

موقف أمريكي

وكان البيت الأبيض قد شكك الأربعاء بصحة الأنباء التي وردت بشأن موافقة حركة حماس على الخطة المصرية بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة.

أما المتحدث باسم الجمعية العامة للامم المتحدة، فقد أعلن الأربعاء أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة اليوم الخميس للضغط من أجل الاحترام التام لوقف إطلاق النار في غزة الذي دعا إليه المجلس في قراره رقم 1860 بشأن الوضع في غزة.

وكان يوم الأربعاء قد شهد جهوداً دبلوماسية مكثفة ترمي إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إنه سيحث إسرائيل على احترام قرار مجلس الأمن ذي الصلة وسيفعل ما بوسعه لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

بان وزيارة غزة

وأضاف بان في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مستهل زيارته إلى القاهرة أنه يود زيارة غزة، لكنه غير متأكد من أنه يستطيع ذلك في ظل الظروف الراهنة.

لكن بان قال إنه ستكون لديه فرصة للحديث مع موظفي الأمم المتحدة هناك لدى زيارته المقررة إلى إسرائيل، مضيفاً أنه سيزور القطاع عندما يتم التوصل لوقف إطلاق النار.

وكان بان قد أجرى محادثات قبل المؤتمر الصحفي مع الرئيس المصري حسني مبارك حول الجهود التي تبذلها مصر لرعاية اتفاق يمكن قوة جديدة لحفظ السلام من مراقبة الحدود الجنوبية لغزة.

وحول الجهود التي سيقوم بها لوقف القتال، قال بان إنه سيرسل فريقاً لتقييم مدى الأضرار والحاجات الإنسانية في غزة.

خلافات إسرائيلية

وعلى الصعيد الداخلي في إسرائيل، نقلت وسائل إعلام محلية تقارير تتحدث عن خلافات بين القادة الإسرائيليين بشأن العملية العسكرية في غزة.

وقالت التقارير إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، يفضل وقف إطلاق النار لفترة أسبوع للسماح بإدخال الإمدادات الأساسية لغزة ومنح السياسيين الفرصة للتوصل إلى هدنة طويلة.

لكن رئيس الوزراء إيهود أولمرت فيقول إنه يريد مواصلة العمليات العسكرية مهما طال أمدها.

وتقول لورا تليفار مراسلة بي بي سي، إن هناك فكرة تتردد بشأن نشر قوات تركية على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة لمنع تهريب الأسلحة.

ويقول محللون إن إسرائيل ربما تتجنب حرباً شاملة في مدينة غزة، حيث يمكن أن يؤدي الصراع المكثف في الشوارع إلى خسائر كبيرة في الأرواح في الجانبين الأمر الذي سيكون خطراً من الناحية السياسية مع بقاء أقل من شهر على الانتخابات الإسرائيلية.

إلا أن اشتداد عمليات القصف "العشوائي على مدينة غزة في وقت متأخر من ليل ألأربعاء وصباح اليوم الخميس، يقول المراقبون، ربما يشير إلى قرب بداية المرحلة الثالثة من العملية العسكرية الإسرائيلية، إن لم يكن جزءا من ممارسة إسرائيل للضغط على حماس بغية حملها للقبول بشروط وقف إطلاق النار.

شكرا لك على نقل الخبر بارك الله فيك