غداً مساء جديد بقلم: سمير رجب

غداً مساء جديد
قمة الكويت .. فرصة "ما بعد الأخيرة" أمام العرب
لو خلصت النوايا -بحق- لشارك الجميع .. وعادت الأيادي للتلاقي
مؤتمر وزراء الخارجية أقر المبادرة المصرية
وها هي إسرائيل قد تعلن اليوم وقف إطلاق النار
لذا .. فالتحرك القادم .. يحدد وسائل كثيرة وغايات أكثر
قضية غزة .. يستحيل أن تكون "هامشية" الآن
الشواهد هنا تبشر بالأمل .. لكن تبقي الأفعال..!
بقلم: سمير رجب
من الكويت
E-mail:samirragab@eltahrir.net

معظم الشواهد في الكويت تقول إن هناك أملاً في أن تصلح القمة المقرر
انعقادها بعد غد الاثنين.. ما أفسدته التصرفات. والسلوكيات العربية طوال
الأيام الماضية.. وبالتحديد منذ عدوان إسرائيل علي غزة..!

ولعل أهم تلك الشواهد ما أسفر عنه مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي
انعقد أمس والذي لم تقاطعه سوي دولة واحدة هي سوريا من حيث اعادة المطالبة
بالوقف الفوري لاطلاق النار.. "وفك" حصار غزة .. مع اتخاذ الترتيبات
والوسائل لسرعة اعمارها..!

* * *


ربما هناك من يقول.. إنها نفس التوصيات تقريبا التي خرج بها اجتماع "الدوحة" الذي انعقد قبل مؤتمر وزراء الخارجية بساعات.


لكن في حقيقة الأمر هناك فرق بين الاثنين.. فاجتماع الدوحة -والحق
يقال- لم يشمل سوي عدد محدود من الدول.. بينما مؤتمر وزراء الخارجية حضره
الجميع ما عدا واحدة..!

في نفس الوقت .. فإن مؤتمر الدوحة أحاطت به شبهات كثيرة قبل وأثناء
وبعد انعقاده.. فضلاً عن اتهامات صريحة بتعمد شق الصف العربي أكثر وأكثر..

وبالتالي عندما أنهي المؤتمر أعماله وأصدر توصياته يمكن القول إنها
لم تخرج عن البيانات الإنشائية الشهيرة سوي الدعوة إلي قطع العلاقات مع
إسرائيل.. فلم تنفعل الشعوب بما فيه الكفاية.. بل اعتبرت الأمر لا يعدو أن
يكون مجرد قضية حسابات بين الكبار .. في حين أن ما يعني القوم.. إنقاذ غزة
مما هي فيه..!

* * *


من هنا.. كم أتمني.. وأحسب أن الغالبية العظمي تشاركني هذا التمني ألا
تتخلف دولة واحدة عن المشاركة في قمة الكويت .. عندئذ.. تتغلب النوايا
الحسنة وتسيطر لتصبح أية قرارات أو توصيات تم اتخاذها ذات فاعلية.. لا
أقول بالنسبة لإسرائيل فحسب.. ولكن أمام الدنيا بأسرها بما فيها "الأمة
العربية"..!

* * *


قطعا.. هناك من سيقاطع قمة الكويت.. وهناك من سيشرع أسلحة الهجوم في
وجوه المشاركين فيها.. وهناك من يردد بأنها مخصصة أصلاً لبحث الأمور
الاقتصادية والتنمية الاجتماعية.. وبالتالي إذا كانت قضية غزة فرضت نفسها
عليها بحكم الظروف.. فسوف تبقي هامشية..!

ذلك هو الخطأ بعينه.. إذ يستحيل أن تكون غزة الآن.. قضية فرعية أو
هامشية.. بل لقد باتت قضية العرب أجمعين.. وبصراحة إذا لم يستطع هؤلاء
العرب.. فرض إرادتهم.. فسوف يفقدون البقية الباقية من موقعهم علي خريطة
الكرة الأرضية..!

ولعل هذا ما قصده بالأمس عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول
العربية الذي أعلن صراحة أن السفينة العربية تغرق.. ولابد من بحث ودراسة..
إمكانية إنقاذها.. فإذا ما نجحنا.. نكون قد حققنا المعجزة.. أما إذا
أصابنا الفشل.. فلنا الله من قبل ومن بعد.

* * *


لقد أقر وزراء خارجية الدول العربية في الكويت أمس.. المبادرة المصرية
كأساس لرفع المعاناة عن غزة.. وطالما أن الأساس موجود. وقائم. ومتفق
عليه.. فلماذا إذن المكابرة. واللف. والدوران. ومحاولة إثبات الوجود بحق
أو بغير حق..؟؟

ها هي إسرائيل لديها الاستعداد لتنفيذ "روح" المبادرة.. واليوم.. قد
يصدر مجلس وزرائها قرارا كما يقولون بوقف إطلاق النار.. الأمر الذي يعد
مؤشرا إيجابيا..!

نعم.. انها كالعادة لا تقدم شيئا كاملا دفعة واحدة لذا.. فلن تستطيع
الصمود طويلا أمام تهديدها بعدم الانسحاب من غزة.. حيث يتعذر عليها
الإبقاء علي قواتها هناك لفترة محدودة.. في نفس الوقت الذي باتت تواجه فيه
بغضبة عالمية غير مسبوقة مما يجعل فرصة خياراتها قليلة عن ذي قبل..!

* * *


علي الجانب المقابل.. لقد حققت مكاسب من طرق أخري.. أولها زيادة دعم
ترسانتها العسكرية من جانب أمريكا.. وثانيها.. توقيع اتفاق مشترك علي عدم
تهريب أسلحة عبر معابر غزة.. ورغم العقبات التي يمكن أن تعترض هذا
الاتفاق.. إلا أن تسيبي ليفني وزيرة الخارجية يكفيها أن تتخذ منه وسيلة من
وسائل الدعاية في معركتها الانتخابية التي ستخوضها قريبا..!

* * *


في النهاية تبقي كلمة:


في زحمة تلك الاجتماعات العربية سواء المنفصلة منها أو المتصلة فقد
شددت إسرائيل طوال ليلة أمس هجماتها ضد أبناء غزة.. فهل هذا يرجع إلي
إيمانها الكامل ومعها أمريكا بأن العرب قد تعودوا علي أن يجتمعوا وينفضوا
علي لا شيء.. أم هي مقدمة لإيقافها إطلاق النار..؟؟

سواء أكان هذا أم ذاك.. فإن العرب لديهم ما يسمي بالفرصة بعد الأخيرة.. وأعني بها قمة الكويت بعد غد الاثنين إن شاء الله.

غداً مساء جديد
الركود الاقتصادي البريطاني "الرسمي"
ومدي تأثيره علي الأحوال في مصر..؟!
في أمريكا حركة البناء توقفت تماماً
لكن الفرق.. أنهم يقرون بالأمر الواقع
أما نحن "فالكل" يتربص "بالكل" انتظاراً للمجهول!
حتي الحرامية.. دخلوا سوق الاستيراد!
بقلم: سمير رجب
E-mail:samirragab@eltahrir.net

سيطرت أحداث غزة الدامية علي تداعيات
الأزمة المالية العنيفة.. حيث انشغل الناس في الغرب والشرق بهذا النسف
والدمار الذي لم يسبق له مثيل.. تاركين مصانع تغلق أبوابها. وتطرد
العاملين فيها. وبنوكا تشهر إفلاسها.. دون أن تجد من يمد لها يد الإنقاذ.
ونشاطات تتوقف تماماً.. وهي التي كانت حتي وقت قريب شعلة من النشاط.
والحيوية. والنفوذ..!

وإليك بعض الأمثلة:



* * *



لقد أعلنت بريطانيا أمس انها دخلت رسميا مرحلة "ركود
اقتصادي" لأول مرة منذ 18 عاما بعد أن تراجعت نسبة النمو بنحو "1.5%". كما
ارتفع عدد العاطلين إلي مليون و860 ألفاً.. ومن المتوقع أن يصل عددهم
السنة القادمة إلي ثلاثة ملايين..!

إنها أرقام مفزعة ولا شك فالمجتمع البريطاني استطاع السيطرة علي أزمة
البطالة خلال العقدين الماضيين عكس مجتمعات أوروبية أخري لأنهم هناك
استطاعوا تشخيص الأزمة تشخيصاً واقعياً قائماً علي العلم أولا وأخيرا في
نفس الوقت الذي لم تتردد فيه الحكومة عن ضخ مليارات الجنيهات الاسترلينية
لإنقاذ المشروعات. والمصانع من التعثر..!

لكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. فقد حلت الكارثة العالمية
بالبشرية جمعاء.. ولم يكن هناك مناص من أن يدفع الجميع.. الثمن.. وبالتالي
تقول المؤشرات إن الاقتصاد البريطاني لن تزيد نسبة نموه علي "0.4%" وهي
نسبة ضئيلة للغاية. كما ستبلغ البطالة "7.1%" في الوقت الذي يقفز فيه
العجز الحكومي إلي 5.6% ثم 6.5% فيما بعد!!


* * *



من هنا يثور سؤال مهم:


ما تأثير هذا الانهيار الاقتصادي الذي تشهده دولة مثل بريطانيا علينا
نحن في مصر.. مع الأخذ في الاعتبار أن معظم دول الاتحاد الأوروبي تعاني
ذات المعاناة..؟

الإجابة ببساطة شديدة.. اننا لابد وأن نعترف بأن هذه الآثار السلبية سوف تنعكس علينا تلقائيا..!


بديهي.. ستنخفض معدلات السياحة البريطانية بصفة عامة.. وهذا يعني أن
عدد السياح الذين يمكن أن يزوروا مصر سوف ينخفض بنسبة كبيرة.. الأمر الذي
يهدد بدوره دخلنا القومي الذي تعتبر السياحة بالنسبة له عصبًا أساسيًا بلا
منازع..!

أيضاً.. صادراتنا لبريطانيا لن تكون بنفس حجم السنوات الماضية.. إذ
سوف تتقلص تلقائيا لأن الشعب الذي تتراجع متطلباته في الداخل.. يستحيل أن
ينظر للخارج أو يتعامل معه إلا في الضرورة القصوي..!

نفس الحال بالنسبة للاستثمار البريطاني في مصر.. هل سيسير بنفس
الدرجات والمعدلات.. وهم الذين أغلقوا العديد من المصانع داخل بلادهم
ذاتها..؟؟


* * *



المشكلة انهم يعترفون.. ثم يحاولون ويجتهدون.. عكسنا نحن
الذين نصر علي انتظار الأزمة أمام بيوتنا.. وعندئذ نفكر ماذا نفعل.. وماذا
لا نفعل..!


* * *



وفي أمريكا المناخ بالغ السوء.. وها هو الرئيس الجديد باراك
أوباما بدأ منذ أيامه الأولي في البحث عن وسائل لتحفيز الاقتصاد.. تتكلف
مليارات الدولارات.. متمنيا من الكونجرس أن يوافق علي خططه في هذا الصدد!!

ويكفي أن نعلم أن قطاعا مثل قطاع البناء في أمريكا شهد انهيارا ما
بعده انهيار بسبب قروض الائتمان العقارية.. وقد تمثل ذلك في إحجام الشركات
والأفراد عن إقامة مباني جديدة.. الأمر الذي خلق أزمة بطالة بين المهندسين
المعماريين والإنشائيين وعمال الحدادة. والنجارة. والكهرباء.. وما إلي
ذلك..!

ونحن إذا أخذنا نفس النشاط نموذجا ومثلا لدينا في مصر فسوف نجد ما يثير الدهشة والغرابة..!


عمليات البناء لم تتوقف.. بل ربما زادت في الآونة الأخيرة بعد هبوط
أسعار الحديد والأسمنت.. لكن علي الجانب المقابل لا بيع. ولا شراء.. بل
الحركة متجمدة تماماً.. والأكثر غرابة أن الأسعار لم تنخفض عن ذي قبل.. بل
ربما تزيد..!


* * *



ثم.. ثم.. نأتي للفصل الأخير والذي تضطلع بدور البطولة فيه
عصابة "التركيات" للسرقة والنهب والتي تم ضبط عناصرها منذ أيام قليلة حيث
اعترفن بقيامهن باقتحام الشقق وسرقة ما فيها ثم تسليم المسروقات لرجل تركي
يتولي تصريفها خارج البلاد..!

ما يجب التوقف أمامه طويلا بالنسبة لهذه العصابة.. أن عضواتهن اعترفن
في التحقيقات بأن ما دفعهن لوضع عيونهن علي مصر دون غيرها ما يسمعنه في
بلادهن عن اقتصادها القوي. والمتين.. وكيف يكاد يكون الوحيد علي مستوي
العالم الذي لم يتأثر بالأزمة المالية.. مما أغراهن للقيام بمغامرتهن..
حتي شاء القدر أن يتم ضبطهن ويقدمن لمحاكمة عاجلة أسفرت عن حبسهن وحبس
"الرجل الكبير" 7 سنوات..!


* * *



في النهاية ما أود أن أخلص إليه.. أن الاقتصاد عكس مجالات
أخري عديدة في المجتمع لابد من التعامل معه بأكبر قدر من الشفافية. والصدق
الذي لا حدود له إلي جانب الروية. والتأني. والعلم..!

ثم.. ثم.. لابد من أن توضع له استراتيجية واضحة المعالم يمكن من
خلالها معرفة ما يؤول إليه الحال بعد سنة. أو خمس. أو عشر سنوات حتي لا
يفاجأ الناس بعكس ما كانوا يسمعون.. أو يرون..!

غداًمساء جديد
لماذا يصر الفلسطينيون علي أن يبقوا أصحاب قضية لا نهاية لها..؟؟
المبعوث الأمريكي الجديد.. يعود إلي أوباما بملف.. ملئ بالسلبيات..!!
.. و"رايس" الحالية.. لا تختلف كثيراً عن "رايس" السابقة
الواضح أن مبدأ مساواة الجلاد بالضحية.. لن يتغير أبداً
المجاملة واضحة منذ البداية..
ميتشيل رفض الذهاب إلي تركيا.. من أجل عيون بيريز!!
بقلم: سمير رجب
E-mail:samirragab@eltahrir.net

لا يمكن القول بطبيعة الحال.. أن حرب غزة
قد انتهت.. فمازالت صواريخ كتائب القسام تنطلق تجاه إسرائيل الأمر الذي
يقابل برد فعلي عنيف من جانبها.. سواء من حيث القيام بعمليات اغتيال
عمدي.. أو غارات جوية لقصف ما تبقي من مواقع ومنشآت..!!

وبالرغم من ذلك.. بدلاً من أن يتوحد الفلسطينيون ويحاولوا الاتفاق من
جديد.. ها هم يزدادون تناحراً. وصراعاً. وكأنهم- بالفعل- يصرون علي ألا
تحل أزمتهم.. ليبقوا دائماً وأبداً.. أصحاب قضية لا نهاية لها.. وبالتالي-
يحققون- ما يبتغون من أرباح مادية. ومكاسب معنوية..!

بالأمس.. أعلنت حركة حماس عما أسمته بمرجعية جديدة تمثل الفلسطينيين
في الداخل والخارج.. بعد أن فشلت منظمة التحرير في تحقيق هذا التمثيل مع
تعيين قيادة جديدة نظراً لاستنفاد القيادة الحالية أغراضها..!

إن ذلك يعني ببساطة شديدة.. عزل محمود عباس من رئاسة منظمة التحرير.. بل من السلطة ذاتها.. فهل تمتلك حركة حماس تلك الصلاحيات؟؟.


وعلي الفور.. ردت قيادة فتح بسيل من الهجوم. والشتائم ضد حماس.. في
نفس الوقت الذي تباينت فيه مواقف بقية الفصائل.. فمنهم من ينفي هدم منظمة
التحرير رأساً علي عقب.. ومنهم من يطالب بإجراء حركة تصحيح وتطهير للقضاء
علي الفساد الذي استشري واستفحل علي الآخر مذكرين بأن قراراً بذلك سبق
اتخاذه عام 2005 أي منذ أربع سنوات تقريبا..!

***


تصوروا كل ذلك يحدث بينما دماء ضحايا غزة لم تجف بعد.. فماذا ستكون النتيجة إذن..؟!


ها هي الانتخابات الإسرائيلية تسير علي قدم وساق.. وما أن يتم
الانتهاء منها بعد أن تفرز من تفرز.. سوف يبادر رئيس الوزراء الجديد
باتخاذ أشد الإجراءات وأقساها ضد الفلسطينيين لاسيما إذا شاءت الظروف وجاء
بنيامين نيتنياهو الذي يتعهد في حملته الانتخابية بالتنصل من كافة وعود
وسياسات إيهود أولمرت.

***


في نفس الوقت.. فإن حركة حماس لديها أدني استعداد- علي الأقل حتي
الآن- لتسليم غزة لأي طرف من الأطراف.. فهي تري أنها صاحبة الحق الوحيد
فيها خصوصاً بعد انتصارها في المعركة الأخيرة- حسب زعم قادتها- وبالتالي
فهي المسئولة عن إدارة المعابر.. وعن إعادة التعمير..!

في نفس الوقت الذي يفرض فيه الحماسيون التفريط في علاقاتهم علي كل من
إيران. وسوريا. وحزب الله اللبناني والذين يقومون بدورهم بحث "الحركة" علي
التمسك بمواقفها إلي أقصي مدي.. مما يزيد الأزمة تفاقماً لاسيما أن كل طرف
من تلك الأطراف له موازناته وحساباته.. والتي تختلف اختلافاً جذرياً مع
قوي عربية أخري لها تأثيرها وثقلها الأمر الذي يبعد الجميع عن الهدف
الأساسي.. وهو تحرير فلسطين وإقامة دولتها المستقلة..!

***


للأسف.. لم يستطع الفلسطينيون- باختلاف فصائلهم- الاستفادة من تواجد
المبعوث الأمريكي الجديد "جورج ميتشيل".. بل لقد لمس الرجل إلي أي مدي هم
متنازعون.. وبديهي سوف يقدم تقريراً للرئيس الجديد باراك أوباما مليئاً
بالسلبيات التي من شأنها دفع الرئيس إلي تأجيل بحث هذا الملف لاسيما في ظل
القضايا الحيوية. والجوهرية التي كانت في انتظاره..!

ثم.. ثم.. كان يجب علي الفلسطينيين أن يفهموا ويدركوا.. أن الإدارة الجديدة لن تقف معهم ضد إسرائيل.. بالعكس.


فالتصريحات الصادرة من أوباما.. كلها تؤكد علي التزامه بأمن إسرائيل.. وحماية شعبها.. والحفاظ علي حياة كل فرد من أفراده..!


ولعل تلك المواقف اتضحت أكثر وأكثر بعد أن ألغي جورج ميتشيل زيارته
لتركيا رغم أنها مدرجة في برنامج رحلته للشرق الأوسط.. والسبب يرجع إلي
المشادة الحامية التي حدثت أول أمس في منتدي دافوس بين كل من رئيس وزراء
تركيا "رجب أردوغان" والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والذي غادر بعدها
أردوغان المنتدي غاضباً. ومعلناً في ذات الوقت.. أن عهده قد انتهي مع
دافوس..!!

لقد عاد التحيز الأمريكي يطل برأسه من جديد.. حيث اعتبر ميتشيل أن
ذهابه إلي تركيا يمكن تأويله علي أنه نوع من أنواع التأييد لأردوغان فآثر
الانسحاب..!

***


كل تلك الظواهر والشواهد.. ألا تدفع الفلسطينيين لكي يعملوا علي تصفية
خلافاتهم بدلاً من تعميقها ليظلوا يدفعون الثمن أكثر.. وأكثر..؟؟

أما بالنسبة لمحاولات التحقيق مع قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين
أمام المحاكم الجنائية الدولية.. فإن أمريكا- للأسف- سوف تحول دون ذلك
بشتي السبل والوسائل.. وتعالوا نمعن التأمل قليلاً فيما أعلنته في هذا
الصدد سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدي الأمم المتحدة..

قالت: نتوقع أن تفي إسرائيل بالتزاماتها الدولية لإجراء تحقيق ونناشد
أيضاً المجتمع الدولي الامتناع عن تسييس هذه القضايا المهمة.. ثم استطردت:

لقد انتهكت حماس القانون الدولي من خلال هجماتها الصاروخية ضد
المدنيين الإسرائيليين واستخدام منشآت مدنية لتوفير حماية لهجماتها
الإرهابية..!!

وهكذا.. فعلت رايس "الحالية" مثل رايس "السابقة".. من حيث مساواة
الجلاد بالضحية.. مما يجعل الإسرائيليين في مأمن من أي ملاحقة دولية..!

وأحسب أن أوروبا سوف تنتهج بدورها نفس النهج.. والدليل أنه بعد أن
أصدرت إحدي المحاكم الإسبانية أمس حكماً ابتدائياً يتضمن محاكمة ضباط
إسرائيليين بسبب مجزرة ارتكبوها في حق الفلسطينيين عام "2002".. أسرعت
تسيبي ليفني وزيرة الخارجية علي الفور لتعلن أن إسبانيا سوف تغير قوانينها
الخاصة بملاحقة الإسرائيليين..!

تصوروا إلي أي مدي وصل جبروت اليهود..!! وكيف أن الدنيا كلها تخضع
لإرادتهم.. بينما نحن العرب نضيع الوقت في تبادل الاتهامات.. والشتائم
وبينما الفلسطينيون أنفسهم يضربون بعضهم البعض.. بالنبابيت.. و.. و..
والشلاليت..!!