دخلت المستشفي لإجراء عملية تجميل .. خرجت من غير "كلية"

"تهاني" ضحية .. سماسرة تجارة الأعضاء
دخلت المستشفي لإجراء عملية تجميل .. خرجت من غير "كلية"
"مشبك طبي" تركه الأطباء داخل الجسم كشف الجريمة

يبدو ان سماسرة تجارة الأعضاء البشرية لا
يرتدعون ويستمرون في استدراج ضحاياهم بطرق وحيل مختلفة.. وللأسف الشديد أن
معظم ضحاياهم من الناس الغلابة.

آخر هؤلاء الضحايا فتاة في العقد الثاني من عمرها ومقيمة بالسويس شاء
قدرها أن تتوجه إلي أحد المستشفيات بالقاهرة لاجراء عملية تجميل في
"بطنها" بعد ان سقطت عليها المياه المغلية أثناء تواجدها بالمطبخ مما أدي
الي تشوهها لكن تحولت عملية التجميل إلي عملية "جزارة" بعد ان تم "سرقة
كليتها" علي يد معدومي الضمير ولم تشعر الضحية بأنها وقعت في براثن عصابة
سرقة الأعضاء الا بعد اجرائها العملية بشهرين كاملين.

هذه المأساة التي ننشرها اليوم بالتفاصيل الكاملة ترويها أم المجني
عليها والتي لا يفارقها البكاء لحظة واحدة وتشعر أنها في كابوس مزعج أو
حلم مخيف لأنها لم تجد من يقف بجانبها هي وابنتها الوحيدة.

قالت أنا ست علي قد حالي وأعمل بائعة خضار بالسويس وأسكن في شقة حجرة
واحدة كنت أقيم فيها أنا وزوجي الذي كان يعمل أرزقيا علي باب الله..
وابنتي الضحية "تهاني" التي كانت تساعدني في عملي ويوم الحادث المشئوم
عدنا الي منزلنا ليلا بعد انهاء يوم عملنا في السوق كانت تهاني دخلت
لاحضار العشاء لكن فوجئت بها تصرخ وارتمت علي الأرض بعد ان سقط عليها
الماء المغلي توجهت بها علي الفور الي أحد المستشفيات لعلاجها.. لكن كان
اثر "الحريق" واضحا علي جسدها مما دعاها لأن تفكر في عمل عملية تجميل
لازالة الحروق خاصة انها كانت علي "بطنها" عرضت علي الأمر وعلي والدها
أيضا فوافقنا ارضاء لها خاصة أنها عروسة وممكن ان يطلبها ابن الحلال
للزواج في أي وقت توجهت بها الي أكثر من طبيب خاص لكن طلبوا مبلغ 1500
جنيه ولم يكن متوفرا لديناً.. فسافرت للسويس لتجميع المبلغ لكن لم أجد حلا
أمامي سوي أن أقوم ببيع "العربة الكارو" التي نبيع عليها الخضار وبعدها
بيعها احضرت المبلغ وقمت بتسديده للمستشفي وعلي مدي يومين كاملين قام
الطبيب بعمل أشعات وتحاليل موسعة لابنتي تهاني وكأنها ستجري عملية كبري
لكن لم أشك في الأمر لحظة واحدة حتي يوم العملية دخلت تهاني غرفة العمليات
الساعة 8 صباحا وخرجت الساعة 6 مساء وخرج الطبيب والطاقم الذي كان معه
وقالوا لي "مبروك" العملية نجحت..

جلسنا في المستشفي 5 أيام لكن كان هناك حاجة غريبة.. وهي تركيب
"قسطرة" في الجرح وعندما سألت عن علاقة هذه القسطرة بعملية التجميل ردوا
علي ان هذا النظام الحديث وبعدها خرجنا من المستشفي وتوجهنا إلي السويس..
بدأت تهاني تشعر بألم "شديد في جنبها" وورم في الوجه.. فأسرعت بها إلي أحد
الأطباء وعندما كشف الجرح التي أجرت فيه العملية كانت مفاجأة زلزلت
كياني.. عندما وجدنا في بطنها وجنبها 85 غرزة فقام الطبيب بتجويلنا إلي
أحد المستشفيات..

لكني توجهت إلي الطبيب الذي أجري لابنتي العملية في القاهرة..
وعندما كشف علي تهاني قال.. "أنا آسف العملية فشلت" وبعد 6 شهور سوف أجري
لها عملية أخري صرخت له داخل المستشفي لكن خرجني انا وابنتي وتوجهت بها
الي طبيب آخر في السويس والذي طلب عمل أشعة تليفزيونية وكشف لنا ان "كلية
تهاني" ليست موجودة لم أصدق هذا الطبيب فتوجهت الي طبيب آخر والذي اكد لي
"الكلية ليست موجودة" بعد عمل أكثر من أشعة لها علم زوجي بما حدث أصيب
بصدمة وتم نقله علي اثرها للمستشفي لكنه لفظ انفاسه الأخيرة ومات زوجي
حزنا علي ابنتنا الوحيدة تهاني ولم أجد من يصرف علينا خاصة وانه ليس لدينا
أي دخل.

وبدأت حالة تهاني تنهار يوما بعد يوم وتشعر بألم شديد أكثر من الأول
فتوجهت بها مرة أخري للطبيب وكانت الطامة الكبري بعد ان كشف لنا ان هناك
"جسم غريب" داخل بطن تهاني عبارة عن "مشبك طبي" يتسبب لها في ألم شديد
وورم بأنحاء الجسد وقرر عمل عملية فورا فطلبت من الطبيب ان اقف معه في
العملية خوفا عليها وبالفعل أخرج منها "المشبك الطبي" وتبين ان الطبيب
الذي أجري لها العملية الأولي تركه في بطنها.. واستمرت الأم المسكينة في
بكائها الشديد حزنا علي ابنتها.

* المجني عليها تهاني عبدالعليم 25 سنة قالت وهي في حالة يرثي لها لم
يكتف معدومي الضمير بسرقة كليتي.. بل "ونسوا" آلة طبية في بطني كانت
تجعلني أتألم ألماً شديداً ومن يوم العملية ولم تر عيني النوم.. وحالتي
تزداد سوءا يوما بعد يوم وتساءلت للذين قاموا بسرقة كليتها هل لم يصعب
حالي عليهم وأواجه الموت الان ووالدي الذي راح ضحية حزنا علي ما حدث لي
وعلم ان كليتي تم سرقتها لو كنت اعلم ذلك لما فكرت في عمل عملية تجميل ولا
غيره.. واختتمت المجني عليها كلامها والدموع تنهمر من عينها "حسبي الله
ونعم الوكيل".

لا حول ولا قوة الا بالله