سواء كان الاحتفال بعيد الأم أو عيد الأسرة..عبدالله نصار

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM
سواء كان الاحتفال بعيد الأم أو عيد الأسرة..

فإن الأم تستحق كل الحب والاحترام طوال
العام وليس في يوم واحد فقط.. والأم هي السند والرفيق والصديق وإذا غابت
الأم عن حياة الأسرة فإنها تتحول إلي صورة قاتمة ويعلم الله كيف تسير
الأمور والأمهات الفضليات اللائي يقمن بواجبهن وبصبر وحرص علي التفاني في
رعاية أولادهن لهن كل الاحترام والتقدير.. ورحم الله الأموات.. ومتع من هن
علي قيد الحياة بالصحة وراحة البال وعوضهن خيرا عما قدمنه من جهد وصبر
واحتمال علي المشقة وظروف الحياة.. وجحود بعض الابناء في هذا الزمن الرديء
نحو الآباء والأمهات أحيانا يرجع إلي سوء الظروف في المجتمع وصداقة
السوء.. وعدم متابعة هؤلاء في الصغر.. وسينالون اشد الجزاء في الدنيا
والآخرة.

وقد اعادتني رسالة من حسن بكري علي خليل عن أمه ورعايتها له خلال
اعاقته من الصغر وحرصها علي توفير افضل الظروف له ومساندته وتعليمه حتي
اصبح عضوا نافعا في المجتمع.. وتذكرت الأم.. التي تركتني منذ أعوام وبعد
رحيلها هاجمتني الأمراض والكدر والهم منذ كانت نعم السند والرفيق
والصديق.. وبعدها شعرت انني اسير في هذه الدنيا علي رجل واحدة.. رحم الله
كل الأمهات في ذمة الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ومتع الله بالصحة
والعافية من هن علي قيد الحياة واعان أولادهن علي احاطتهن بكل الرعاية
والاهتمام.. ورسالة حسن بكري تفتح صفحة مختلفة في تكريم الامهات فهذه الأم
الصابرة تستحق كل تكريم.. رفضت الاستسلام للاعاقة لطفل صغير واصرت علي
متابعة علاجه.. وعندما وجدت ان هذا العلاج لم يتحقق قررت ان تدفع به إلي
التعليم.. وبجهود ذاتية وعمل واجتهاد أم مصرية حقيقية نجحت في تعليمه
وإخوته.. لم تستسلم لاعاقة حسن وتفرض عليه الاقامة في المنزل مثل ما يفعل
البعض مع اصحاب الاحتياجات الخاصة ولكن من حقها ان تزهو وتفخر بهذا النجاح
فقد اصبح حسن محمد البكري خليل مأمورا بمصلحة الضرائب المصرية ويعمل
بأمانة واقتدار وتفوق علي الظروف والاعاقة.

وتقول رسالته في هذه المناسبة:


مرسله لسيادتكم حسن محمد البكري علي خليل احد متحدي الاعاقة واعمل
مأمور ضرائب بمصلحة الضرائب المصرية.. حيث أتشرف بعرض الآتي علي سيادتكم

ابعث لسيادتكم بقصة كفاح والدتي السيدة فوزية محمد علي عوام حيث أشرح
لكم فيها مساهمتها مع المجتمع من خلال رعايتها لي ومثابرتها معي وحمايتها
لي من التشرد والضياع والاختلاط باطفال الشوارع حتي أخرجتني للمجتمع عضوا
عاملا ونافعا به.. فبعد ولادتي بثلاثة أعوام وبعد أن بدأت أجري وألعب مع
أقراني اصبت بشلل أطفال بالساقين فقامت الوالدة بالاشتراك مع والدي في
علاجي فباعا كل ما يملكانه وذهبت بي للقاهرة ومكثت بها ثلاث سنوات متنقلة
ما بين مستشفيات معهد شلل الاطفال بإمبابة ومستشفي الدمرداش ومستشفي حميات
العباسية ولم يكن يؤنس وحدتها في ذلك الوقت سوي الأمل في الشفاء متحملة
ألم المرض والوحدة والغربة وعندما بلغت السادسة من عمري رجعت بي إلي
القرية واصرت علي الحاقي بمدرسة القرية الابتدائية رغم ما قابلته من
اعتراض من عامة الناس وقتها حيث كان المألوف أن أي شخص معوق كان يفرض عليه
أن يعيش حبيس اعاقته ولكنها اصرت علي قرارها وتحملت تبعاته فكانت تحملني
علي اكتافها يوميا ذهابا وعودة إلي المدرسة علي مدار ست سنوات حتي حصلت
علي الابتدائية بتفوق والحقتني بالمدرسة الاعدادية التي كانت تبعد عن محل
اقامتي ثلاثة كيلو مترات فساهمت مع والدي في حملي ذهابا وايابا إلي
المدرسة واستمرت في تشجيعها لي حتي حصلت علي بكالوريوس التجارة من جامعة
اسيوط ومن خلال عملها مع والدي في الحقل ومن خلال مبيعاتها للمنتجات
المنزلية ساهمت في نفقات التعليم وكذلك ساهمت في تعليم اثنين من إخواتي
فهذه هي قصة كفاحها معي ومساهمتها معي في إخراجي من براثن الجهل إلي
التقدم والرقي والحماية من أمراض العصر المتمثلة في التطرف والإرهاب..
أرجو التكرم بنشر قصتها في مناسبة الاحتفال بأمهات المعاقين الذين تحدوا
بهم ومعهم الاعاقة تكريما لها في عيدها.

وتفضلوا مع قبول وافر الاحترام.. مرسله


حسن محمد البكري علي خليل.


العنوان: المنيا مغاغة دهمرو


وهذه النماذج المشرفة والناصعة تؤكد أن هذه الأم الصابرة نموذج للكفاح
والمثابرة والحب لأولادها يفوق كل ما هو متوقع.. وهي رسالة لكل أب وأم في
هذا البلد بأن ينظر إلي الطفل المعاق إلي أنه قادر علي الخروج من الاعاقة
والتفوق والانجاز.. ورسالة للمجتمع كله بتكريم هؤلاء في رعايتهم لأولادهم
لاعطاء القدوة فالمعوق أو صاحب الاحتياجات الخاصة يحتاج إلي رعاية واهتمام
المجتمع كله.. وهذه الفئة الصابرة علي قضاء الله وقدره تحتاج إلي الرعاية
والاهتمام واستصدار قرار جمهوري جديد يلزم كل الجهات والهيئات العامة
والخاصة وشركات النقل العام والسكة الحديد وحتي النقل الجوي بمنح تخفيض
مناسب أو النقل مجانا علي الخطوط الداخلية فهؤلاء يستحقون كل رعاية
واهتمام.. ونسبة هؤلاء في المجتمع لن تؤثر علي اقتصاديات السكة الحديد أو
شركات نقل الركاب أو الشركات الانتاجية وبخاصة انهم يعملون ويجتهدون ولهم
رصيد من الاحترام والعمل والتفاني في كل موقع تراهم فيه.. اننا نطالب
بمساندة هؤلاء.. وفتح طريق الأمل والعمل.. فهؤلاء ليسوا عالة علي المجتمع
ولكنهم يواجهون ظروفا قاسية تحتاج إلي فهم وتفهم الأوضاع حتي يتمكنوا من
تدبير شئون حياتهم ورعاية انفسهم ومن حولهم ايضا فهم يستحقون الحياة
الكريمة.

وعلينا ان نساعدهم علي ذلك.


كلمات لها معني


لو كان العالم في كفة.. وأمي في كفة


لاخترت أمي.


جان جاك روسو