من قريب بقلم : سلامة أحمد سلامة

من طرف tooooot الثلاثاء فبراير 03, 2009 10:16 am

من قريب
بقلم : سلامة أحمد سلامة

الفخاخ المنصوبة

كشف
وزير الخارجية في حديث تليفزيوني ان مصر تعرضت في أحداث غزة لفخ كان
منصوبا لها‏..‏ استهدف توريطها لتعديل مسار عملية السلام في مصر والشرق
والأوسط‏,‏ واكتفي الوزير بالقول‏:‏ إن مصر احبطت هذا الفخ‏,‏ دون أي
تفاصيل أخري حول طبيعته‏,‏ ومن هي الأطراف التي شاركت في تدبيره‏.‏

وظاهر
الأمر إننا لم نخرج بعد تماما من هذا الفخ‏,‏ ولا أحد يدري هل سرنا إليه
مغمضي العينين أم بحسن نية؟ ولكن المؤكد ان النيران مازالت كامنة تحت
الرماد‏,‏ وان أحداث غزة لم تشهد نهايتها بعد‏..‏ فاطلاق النار الإسرائيلي
لم يتوقف تماما‏,‏ ومازالت الطائرات الإسرائيلية تقصف منطقة الحدود مع
رفح‏,‏ ومازالت صواريخ القسام أو مابقي منها يتطاير في الهواء‏..‏

ومازالت
المعابر مغلقة باستثناء معبر رفح‏..‏ أما مايقال عن إعادة الإعمار فقد دخل
أو ادخل إلي مرحلة جدية من الشجار والتنابز بين الفصائل والسلطة‏:‏ أيها
يتولي مسئولية التصرف في أموال الإعمار؟ كل ذلك بينما تبحث إسرائيل توسيع
عملياتها في غزة‏,‏ وكأن ماحدث حتي الآن لم يكن غير هدنة مؤقتة لإعادة
تقديرالموقف في ضوء التغيير الذي طرأ علي الإدارة الأمريكية‏.‏

وماحدث
خلال الأيام القليلة الماضية‏,‏ يطرح اسئلة تحتاج إلي إجابات واضحة بدون
لف أو دوران‏..‏ فلم يكن مفهوما كيف يمكن التوفيق بين الزيارة الافتتاحية
التي قام بها جورج ميتشيل مبعوث الإدارة الجديدة إلي الشرق الأوسط والتي
اقترنت بكلام حلو يشنف اسماع العرب في أول حديث تليفزيوني لأوباما موجه
إلي العالم العربي والإسلامي‏..‏

وذلك في الوقت نفسه‏,‏ الذي
تواترت الأنباء أن الإدارة الأمريكية تعد لمؤتمر دولي وشيك في كوبنهاجن
حول المذكرة الأمنية التي وقعتها تسيبي ليفني واتفقت فيها واشنطن وتل أبيب
علي ترتيبات لوقف تهريب الأسلحة إلي غزة‏,‏ ومنع إعادة تسليح حركة
حماس‏..‏ ومايستتبعه ذلك من تسيير دوريات بحرية يشارك فيها حلف
الأطلنطي‏,‏ ووضع قوات مراقبة علي الحدود وهو ما اتخذت منه مصر موقفا
رافضا ومعارضا في كل الأحوال‏.‏

هل يمكن ان تكون إدارة أوباما قد
قررت السير في خطين متوازيين‏,‏ بحيث إذا فشل أحدهما امكن اللجوء إلي
الآخر؟ فإن كانت مهمة ميتشيل قد بدأت باستخدام القوة الأمريكية الناعمة‏,‏
وأثنت علي الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت وقف اطلاق النار‏,‏ والتوصل إلي
تهدئة جديدة بين حماس وإسرائيل‏..‏ دون ادني تغيير في الموقف الأمريكي
يحقق التجاوب الإسرائيلي المطلوب‏..‏

فهل تبحث واشنطن عن فسحة من
الوقت قبل ان تلجأ لتطبيق التفاهم الامني مع إسرائيل؟‏,‏ هل معني ذلك
العودة إلي أسلوب العصا والجزرة؟ هذه في اعتقادي هي الفخاخ المنصوبة وهي
اشد خطرا من أي فخاخ ينصبها نصر الله أو إيران‏!‏

salama@ahram.org.eg