نهاية الخيانة عميل الألف وجه.. أطلق علي نفسه رصاصة الرحمة!! بقلم:خالد إمام

..وماذا بعد ؟!
نهاية الخيانة
عميل الألف وجه..
أطلق علي نفسه رصاصة الرحمة!!
بقلم:خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

ظهرت الرؤية وبدت الحقيقة المرة التي كنا
نعرفها ونتحرج من كشفها بصراحة حتي لا نزيد الخروق والتهتكات في الثوب
الفلسطيني الممزق أصلاً.

تحرجنا.. ولكن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رفع عنا
الحرج وفضح نفسه بنفسه علي رءوس الأشهاد.. ليعلن للكافة أنه عميل بألف
وجه.. ولاؤه ليس لجهة واحدة بل لمن يطعمه ويكسيه ويسكنه القصور الفخمة
وأيضاً لمن يستخدمه رأس حربة ضد أي مخلوق علي وجه الأرض حتي ولو كان أهله
وناسه والقضية التي يفترض أنه يدافع عنها.

للأسف الشديد.. إن مشعل ليس عميلاً فحسب. بل خائناً أيضاً.. وهل جزاء الخيانة إلا البتر؟


***


قد يسألني سائل: ماذا فعل خالد مشعل لكي تهاجمه هذا الهجوم الضاري وتتهمه بتلك التهم التي تستوجب التحقير والقتل؟


الرد لا يكون في كلمتين وبس كما كان يقول الفنان الجميل الراحل فؤاد
المهندس.. ولكن يحتاج إلي أن نتتبع ولو باختصار شديد سلوك خالد مشعل
وتحركاته وأفعاله ليعلم القاصي والداني لماذا نهاجمه ونتهمه.

***


خالد مشعل ترك غزة ولجأ إلي سوريا وبدأ نضاله المزعوم من هناك.. من القصر المنيف الذي أهداه له الرئيس السوري بشار الأسد.


صدعنا كثيراً بخطب عصماء عن المعاناة التي يعيشها شعب فلسطين في غزة
نتيجة الحصار.. في الوقت الذي أقام فيه حفل زفاف اسطورياً لابنته في أفخم
فنادق دمشق تكلف أكثر من 5.1 مليون دولار!!

غمز ولمز كثيراً.. وأيد بشدة عدم استمرار التهدئة مع إسرائيل بل حرض
المقاومة علي إطلاق الصواريخ رغم تحذيرات مصر من أن هذا السلوك سوف يؤدي
إلي احتقان أكثر وستتخذ إسرائيل تلك الهجمات ذريعة للعدوان علي غزة.. وقد
كان مشعل يعلم كل هذا لكنه صب البنزين عمداً علي النار المشتعلة ليزيدها
اشتعالاً لغرض في نفس يعقوب.

وحدث ما توقعته مصر.. وشنت إسرائيل الحرب يوم 27 ديسمبر الماضي.. فبدأ مشعل المرحلة الثانية من عمالته وخيانته.


كل يوم أكثر من تصريح يطلقه من قصره المنيف بسوريا.. يتطاول فيه علي
مصر بحجة إغلاق منفذ رفح رغم أن الرئيس مبارك أمر بفتحه منذ اللحظات
الأولي للعدوان.. وكأن هذا المنفذ هو القضية الفلسطينية. أو باب الحياة
للفلسطينيين. وكأن مصر هي التي تحرشت بإسرائيل أو تحارب إلي جوارها.

مع ذلك.. كظمنا غيظنا ووأدنا غضبتنا في الصدور وتعاملت مصر برقي
ومسئولية سواء مع سكان غزة في الداخل من خلال المساعدات الغذائية والطبية.
أو مع الجرحي الوافدين إليها بعلاجهم في كل مستشفياتنا المدنية والعسكرية.

***


أعلنت مصر مبادرتها التاريخية لوقف العدوان وحقن الدماء والتهدئة
تمهيداً لفتح كل المعابر ورفع الحصار.. فرفض مشعل المبادرة بحجة أنها لا
تحقق طموح الشعب الفلسطيني!!

ورغم اللطمة الدولية التي تلقاها بعد يومين بصدور قرار مجلس الأمن
بوقف إطلاق النار ومؤكداً علي أهمية المبادرة المصرية كآلية لتنفيذ
القرار.. رفض مشعل أيضاً قرار المجلس وسارت من خلفه المقاومة داخل غزة ثم
رفضته إسرائيل.

ومع هذا الرفض.. أيد مشعل قطر في دعوتها لعقد قمة طارئة بالدوحة..
وعندما لم تستوف القمة النصاب القانوني تحولت إلي مجرد اجتماع.. ورغم ذلك
ذهب إلي قطر ممثلاً للشعب الفلسطيني.. هكذا كما وصفه القطريون ووصف هو
نفسه علي خلاف الواقع!!

***


مع وقف إسرائيل لإطلاق النار والانسحاب من غزة.. بدأت المرحلة الثالثة
لعمالة مشعل وخيانته.. طنطنه علي أن حماس انتصرت في الحرب وأنها كسرت غرور
إسرائيل.. إلي آخر هذه التعبيرات الكبيرة.. رغم سقوط 1500 شهيد و5500 جريح
نصفهم من النساء والأطفال ونزوح 51 ألف مواطن فلسطيني تهدمت منازلهم ونسف
البنية الأساسية للقطاع وخسائر تتعدي ملياري دولار.. فهل هذا هو الانتصار
من وجهة نظر مشعل؟ إن هذه الكارثة كان يمكن تفاديها لكنه وغيره حرضوا علي
الحرب حتي اندلعت وجني الشعب الفلسطيني ويلاتها.

وبدأنا نري ونتابع التحركات ما بين مشعل وحسن نصر الله وإيران وقطر
والجماعة المحظورة.. الكل يخطط لهدف واحد وغاية واحدة هي جر مصر إلي
الصدام مع إسرائيل.. لذا.. فإن الجميع كان يعزف علي وتر واحد وبنغمة نشاز
هي فتح معبر رفح!!

المعبر مفتوح وقد كذبنا ادعاءاتهم بالصور.. فلمن نفتحه كما يطلبون؟


إنه مفتوح للمساعدات الغذائية والطبية والحالات المرضية.. ولكن هذا لا يرضيهم.. إنه بذلك يكون من وجهة نظرهم مغلقاً.


إذن.. كيف يرونه مفتوحاً؟


في رأيهم ولكي يكون مفتوحاً.. أن نهدم الأسوار.. ونلغي الحدود.. ويدخل
السلاح إليهم.. وتتحول سيناء إلي أرض بديلة لهم يلجأون إليها وقتما
شاءوا.. يقيمون عليها المخيمات والقواعد مثلما سبق لهم أن فعلوا بلبنان
حتي قبيل الحرب الأهلية هناك.

***


فجأة.. وعلي غير موعد أعلن خالد مشعل عن مرجعية جديدة للفلسطينيين غير
المرجعية المعترف بها عربياً ودولياً وهي منظمة التحرير الفلسطينية كممثل
شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.. وبدأ التأييد لهذا التوجه من محور الشر
الجديد.

وهكذا.. بدأ مشعل المرحلة الرابعة والأهم في العمالة والخيانة.


قطر تفتح أبوابها له كتأييد من تحت الترابيزة. العميل الإيراني حسن
نصرالله يؤيده علانية لأنهما من جنس واحد. الجماعة المحظورة تبارك خطواته
وأرسلت الكتاتني مبعوثاً لها إليه في دمشق للتهنئة والتأييد والاتفاق علي
الخطوات القادمة.. كما أرسلت مجدي حسين "سلكاوي" لابلاغ التوجيهات إلي
المقاومة بداخل غزة!!

كل هذا جعل الفلسطينيين "يشيطون" ويرفضون توجه خالد مشعل.. حتي إن
هناك قيادات داخل حماس نفسها ترفض تماماً تغيير المرجعية.. ولعل هذا كان
السبب الرئيسي في أن يعجل بالمرحلة الخامسة في رحلة العمالة والخيانة..
وهي زيارة إيران.. رأس الأفعي في هذه المنطقة.

المؤكد أن مشعل لم يفكر في توابع هذه الزيارة المشبوهة.. فقد أيقن
أنه مجرد فرد وأن ما خطط له من اكتساب الشرعية أصبح في مهب الريح وأن
أوامر أسياده في طهران والدوحة ودمشق لن تري النور أبدا.. فذهب إلي حيث
ألقت.. إلي وكر الشيطان بدون أي تفكير في العواقب.

ذهب ليقدم فروض الطاعة والولاء.


ذهب ليتدارس مع الملالي ماذا يفعل لسحق الشعب الفلسطيني أكثر وأكثر.


ذهب للحصول علي حبوب شجاعة جديدة يستطيع بها أن يواجه أهله ومعارضيه.


ذهب وهو لا يدري.. أنه بهذه الزيارة.. اطلق علي نفسه رصاصة الرحمة.


***


هذا هو خالد مشعل بوجهه الحقيقي.. عميل بألف وجه وخائن حتي النخاع
وجبان لا يقدر علي مواجهة عدو وخسيس وألعوبة في يد إيران والجماعة
المحظورة والكيانات الصغيرة.

خدعوه باكسابه الشرعية.. فخان.


وحرضوه علي أهله وعلي مصر.. فهان.


وفي الحالتين.. هو الخاسر الوحيد.


وعليه الآن أن يفهم جيداً.. أو يحاول الفهم:


* القضية الفلسطينية ستبقي مرجعيتها كما هي.. إن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.


* حماس ستظل فصيلاً من بين الفصائل.. لا فضل لها علي أي فصيل آخر.. ولا ننتقص من وضعها.


* إيران لن تحقق حلمها الفارسي في الهيمنة والسيطرة ولن تخدر العالم ليتغافل عن برنامجها النووي.


* زميله في العمالة والخيانة حسن نصرالله.. خطبه التي يلقيها في كهفه
أو مخبئه فاقدة الصلاحية.. لا تأثير لها لأنها صادرة من نفس مريضة أمارة
بالسوء.. وهو إن كان قد فقد مصداقيته بعد حرب لبنان عام 2006 فإنه فقد
أيضاً الآن احترام الناس له.. حتي الذين خدعتهم كلماته السابقة انفضوا
الآن من حوله وألقوا به في صندوق القمامة.. حيث مكانه الطبيعي.. مع
النفايات.

* الجماعة المحظورة لن تحقق شيئاً مما تصبو إليه.. المعبد لن ينهدم. وهم سيكونون في مزبلة التاريخ.


* الكيانات الصغيرة.. ستظل صغيرة بل سوف تتأقزم أكثر وأكثر لأن هذا هو حجمها الطبيعي مهما أخذت من منشطات!


***


أخيراً.. مصر ستبقي هي مصر رغم أنف الجميع.


مصر التي تعرف حجمها ودورها وتأثيرها ولو كره المغرضون.


مصر.. القطب الرئيسي والفاعل في الحركة السياسية العربية.


مصر.. التي حملت القضية الفلسطينية من المهد.


وهذا الملف في يد مصر.. وسيظل لا مشعل ولا غيره في مقدورهم أن يغيروا شيئاً.. فأمثال مشعل بلا وزن أو قيمة تذكر.


مصر.. تستطيع أن تدافع عن حدودها. وتحافظ علي أمنها القومي.. وأقولها
ثانية وثالثة ورابعة إن من يحاول الاضرار بأمننا القومي فإن لدينا قوات
مسلحة قادرة علي كسر رقبته وقدميه. ولدينا رجال شرطة قادرون علي تأديب.
الخارجين علي القانون.. مهما كانوا.

مرجعيتك "الحلم" يا سيد مشعل لن يكتب لها النجاح.. لأنها ببساطة
شديدة تضيع القضية الفلسطينية نهائياً. وفي نفس الوقت لن تحقق أوهام
أسيادك.. فالخسارة مزدوجة.. "والنكبة" ستكون نكبتين!