من الواقع محمد فوده

من الواقع
محمد فوده

في كندا التي أكتب منها هذا المقال.. يختلف الأوكازيون عنه في مصر شكلا ومضمونا.


في مصر يقام الأوكازيون مرتين في العام.. مرة لتصفية البضائع الشتوية
قبل نهاية فصل الشتاء بشهر أو أكثر.. ومرة لتصفية البضائع الصيفية وخاصة
الملابس قبل نهاية هذا الفصل أيضا.

وفي مصر يتركز الأوكازيون أكثر في الملابس الجاهزة والأقمشة وبعض الأجهزة المنزلية.


أما في كندا.. فاللأوكازيون مواعيد سنوية أيضا يقام فيه ولكنه ربما لا
يقتصر علي مرتين بل أكثر.. إلي جانب ان هناك محلات كثيرة تقوم بعمل
تخفيضات علي بضائعها بين وقت وآخر بعيدا عن هذه الأوكازيونات بهدف تنشيط
عمليات البيع.

ولأن معظم الكنديين أو المقيمين في كندا مشغولون طوال الاسبوع في
أعمالهم وليس أمامهم فرصة في وسطه لشراء احتياجاتهم فإنهم يركزون
مشترواتهم في الاجازة الأسبوعية "السبت والأحد".

وحتي تجتذب محلات بيع الأطعمة علي وجه الخصوص وبعض المحلات الأخري
الزبائن في نهاية الأسبوع تقوم بعمل تخفيضات كبيرة في بعض الأنواع لديها
تقتصر علي هذين اليومين فقط ثم تعود الأسعار إلي طبيعتها بقية أيام
الأسبوع.

وإذا كانت الصحف في مصر وكذلك وسائل الإعلام تهتم بنشر أخبار ومشاكل
الأوكازيون.. ومدي الإقبال عليه أو عدم الإقبال.. فإن الصحف الكندية غير
مهتمة بهذا الموضوع.. ولذلك تلجأ المحلات لطبع صحف إعلانية عن بضائعها
بالأسعار الأصلية ثم الأسعار المخفضة وهي صحف في حجم "التابلويد" أي
بمساحة ربع الصفحة في الصحيفة العادية.

ولذلك تعود السكان في كندا أن يجدوا أمام منازلهم في نهاية يوم
الجمعة من كل أسبوع حزمة من هذه الصحف التي توزع مجانا مربوطة ربطة
اسطوانية.. وبها كل البيانات والصور عن البضائع المخفضة.

وإذا كانت التخفيضات في البضائع المصرية غالبا ما تكون وهمية لأننا
تعودنا الغش والخداع والتصرفات الفهلوية.. فإن التخفيضات في كندا تكون
حقيقية وبنسب عالية تغري الزبائن.. فلا غش ولا خداع ولا فهلوة في كندا كما
هو الحال عندنا.. لأن القانون صارم ولا يعترف بكلمة اسمها "معلهش".

ثم ان هناك بعض المحلات في كندا تقدم خدمة خاصة للزبائن وهي انه من
حق العميل إذا نفدت أي سلعة مخفضة يستطيع أن يحصل عليها بعد ذلك بنفس
التخفيض إذا حجزها بمجرد "ورقة" من المحل أي لا يدفع ثمنها إلا عند
الاستلام.

وهناك قاعدة ثابتة في كندا ان من حق المشتري أن يعيد البضاعة إلي
المحل سواء أكانت مخفضة أم غير مخفضة دون ابداء أية أسباب وعلي المحل أن
يقبلها فورا ويعيد إليه نقوده ولنتصور في مصر ان زبونا أراد إعادة بضاعة
إلي المحل.. ماذا يحدث؟!

وفي كندا تحدث تخفيضات هائلة في معظم المحلات علي جميع أنواع السلع
يوم 26 ديسمبر من كل عام وهو اليوم التالي للاحتفال بعيد الكريسماس
ويطلقون علي هذا اليوم Boxing day حيث يتدافع الناس قبل فتح المحلات صباحا
بساعتين للوقوف طوابير انتظارا للحصول علي ما يريدونه من بضائع قبل
نفادها.

في مصر التخفيضات والأوكازيونات أي كلام.. وفي كندا الأمر مختلف تماما.