المزايدون‏!‏ بقلم‏:‏ مسعود الحناوي‏

اتجاهات عربية
بقلم‏:‏ مسعود الحناوي‏
المزايدون‏!‏
والله لن تقوم لهذه الأمة قائمة طالما فيها من يقذف الشرفاء ويزيف الوقائع ويلوي الحقائق ويروج الأكاذيب من أجل مصالح شخصية محدودة وأهداف قطرية ضيقة‏!!‏

أقول هذا بمناسبة الكلام الكبير الذي نسمعه هذه الأيام من بعض الأفواه البغيضة و العقول المريضة عن اتهام مصر بالعمالة واتهام عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية بالخيانة بسبب مواقف لا تنسجم مع أهوائهم المشبوهة ومؤامراتهم المفضوحة تجاه أحداث غزة الدامية وتداعياتها‏!‏

هؤلاء المزايدون الصغار حاولوا عبثا تشويه تاريخ بلد عظيم والشعب المصري الأصيل الذي ضحي وبذل وأعطي ـ ولا يزال ـ للفلسطينيين مالم يمنحه أحد غيره‏..‏ وحاولوا عبثا اغتيال سمعة رجل أمضي حياته كلها مدافعا عن القضية الفلسطينية‏..‏ معاديا للأفكار الصهيونية‏..‏ محاربا للرموز الإسرائيلية في المحافل الدولية‏..‏ والمؤتمرات الصحفية‏..‏ واللقاءات الرسمية‏..‏ والمناسبات الشعبية حتي أصبح عمرو موسي العدو رقم واحد لكل الإسرائيليين وكل حلفائهم وأصدقائهم علي اختلاف ألوانهم وأشكالهم‏!!‏

والآن نسمع ـ من بين العرب ـ من يتهم الجامعة العربية بالتزوير ومن يطالب بطرد موسي منها‏..‏ لأنه لم ينسحب مع الزعيم التركي العظيم رجب طيب أردوغان من جلسة مؤتمر دافوس التي جمعتهما مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز‏!!‏

ونسي هؤلاء المزايدون أن موقف الانسحاب الرائع من أردوغان ـ والذي يحظي منا بكل تقدير وتشجيع وعرفان ـ قد جاء بسبب عدم تمكنه من فضح وجهة النظر الإسرائيلية المليئة بالاخطاء والأكاذيب والتزوير‏..‏ وأن تكامل الأدوار كان يتطلب من موسي القيام بهذه المهمة حتي تتنوع وتتكامل سبل مواجهة ومحاصرة العدو الصهيوني الماكر‏!!‏

ونسي هؤلاء المزايدون ـ الذين يلومون علي موسي جلوسه علي منصة واحدة مع الرئيس الإسرائيلي ـ أنه قد سبق لموسي من قبل دحض الافتراءات الإسرائيلية في مناظرات مماثلة ومنتديات دولية مشابهة ومن بينها دافوس نفسه‏..‏ وكانت مداخلاته وقتها موضع اعجاب ومحل تقدير‏..‏ أما الآن فهي موضع استياء وتخوين لأن الاشارة الخبيثة قد انطلقت لحملة بعض الأقلام المأجورة للهجوم علي الرجل‏..‏ واغتيال مواقفه الشجاعة‏..‏ وسمعته البراقة‏..‏ وتاريخه المشرف‏!!‏

ولن ينال هؤلاء المزايدون الخبثاء من مواقف مصر الخالدة‏..‏ ولا من سمعة موسي الناصعة‏..‏ وسترتد سهامهم المسمومة الي نحورهم‏..‏ وستكشف الأيام المقبلة من هم الكبار والشرفاء ومن هم المزايدون الجبناء‏..‏ ولن يرحم التاريخ من يحاول العبث بمقدرات هذه الأمة من أجل دور زائف يسعون إليه ولا يقدرون عليه أو من أجل حفنة دولارات باعوا في سبيلها عقولهم وأقلامهم وشرفهم‏!!‏
melhenawy@ahram.org.eg