من الصمود والتصدي إلي الممانعة بقلم‏:‏ عبده مباشر

أحوال عربية
بقلم‏:‏ عبده مباشر
من الصمود والتصدي إلي الممانعة
هل تتذكرون جبهة الرفض؟ وهل عرفتم ماذا رفضت غير مصر؟ وهل تتذكرون جبهة الصمود والتصدي؟ وحتي الآن لم أجد من يكشف هنا ما معني هذا الصمود؟ وهل حققت الجبهة هدفها وصمدت؟ حسنا‏,‏ في مواجهة من كان هذا الصمود؟ ثم لمن تصدت؟ هل تصدت لإسرائيل؟ ومتي كان ذلك؟ وكيف جري؟ والحقيقة أنه لم يكن هناك لا صمود أو تصد لإسرائيل أو غير إسرائيل‏.‏

لقد أطلقوا هذا المسمي للتغطية علي عزل مصر‏,‏ ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلي تونس‏,‏ ولتضليل الرأي العام العربي‏,‏ وهو يتابع محاولات تجويع المصريين والإساءة إليهم‏,‏ ولا بأس من قتل أعداد منهم خاصة في العراق‏.‏

وكما كان متوقعا تفسخت جبهة الصمود والتصدي‏,‏ واستعادت مصر مكانتها‏,‏ وعادت الجامعة العربية إلي مقرها بالقاهرة‏.‏

وما هي إلا سنوات‏,‏ وظهرت جبهة الممانعة لتتولي القيام بالدور نفسه الذي فشلت مجموعة الصمود والتصدي في القيام به‏.‏

ولكن ما هي الممانعة؟ هل هي منع إسرائيل من العدوان علي الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية؟ وهل منعت دول الممانعة أي عدوان؟

أم هي منع الآخرين من السير علي طريق السلام؟ أو هي عرقلة كل جهود السلام‏,‏ والحيلولة دون توصل الفلسطينيين إلي اتفاق مع إسرائيل؟ أو يا تري إرغام مصر علي التخلي عن اتفاقية السلام مع إسرائيل‏,‏ والعودة إلي ميدان الحرب مرة أخري؟

وإذا كان ذلك هدف دول الممانعة‏,‏ فلماذا إذن تسعي سوريا بكل قواها من أجل التوصل إلي اتفاقية سلام مع إسرائيل‏.‏

وربما كانت الممانعة تستهدف الوقوف في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل‏,‏ ولكن إذا كان الأمر كذلك‏,‏ فلماذا تطرق كل من إيران وسوريا الأبواب الأمريكية بقوة لعقد صفقات معها؟ وهذه الصفقات بالضرورة ستكون علي حساب دول المنطقة العربية‏,‏ ولكن لا يهم أكثر من أنها ستحقق المصلحة الإيرانية والسورية أو أيهما‏.‏

وهل يعني ذلك أن الممانعة ليست سوي ستار لأهداف انتهازية لكل من سوريا وإيران‏,‏ وأن كلا من حزب الله وحماس ليسا سوي بعض أدوات المشاريع الطموح للدولتين؟ ولما كانت مصر عقبة رئيسية في وجه التوسع الإيراني‏,‏ فهل تكون الممانعة هي الطريق لإبعاد مصر وعزلها؟‏!!‏