العميل "المنافق"..! مشعل يقدم تقريراً إلي الأب الروحي في طهران سؤال برئ: كيف ساعدت إيران أبناء غزة خلال الحرب؟! إنهم يقامرون بدماء الفلسطينيين وحلمهم ويلعبون الآن.. في الوقت الضائع! بقلم : خالد إمام

.. وماذا بعد؟!
العميل "المنافق"..!
مشعل يقدم تقريراً إلي الأب الروحي في طهران
سؤال برئ: كيف ساعدت إيران أبناء غزة خلال الحرب؟!
إنهم يقامرون بدماء الفلسطينيين وحلمهم
ويلعبون الآن.. في الوقت الضائع!
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

يبدو أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس متعدد المواهب.. ولذلك فإنه يفاجئنا كل يوم بموهبة جديدة ومتفردة لا يجيدها سواه.


حتي أمس.. كان خالد مشعل يتصف بموهبة العمالة والخيانة وهي في رأيي
أكثر فجاجة مما لدي العميل الفاجر حسن نصر الله.. والسبب واضح جداً وهو أن
نصر الله عندما يكون عميلاً فاجراً لإيران فلأنه "شيعي" ومن صلب الأئمة
هناك. أما مشعل فإنه "سني" وبالتالي فإن عمالته لطهران تدرجه تحت بند
"الخيانة" لأهله وناسه وقضيتهم وحلمهم.

اليوم.. زادت صفات الموهوب خالد مشعل صفة جديدة وحقيرة أيضاً.. وهي "النفاق"!


لقد وقف مشعل في جامعة طهران وأعلن بالصوت الحياني وفي نفاق رخيص جداً
بأن إيران ساعدت المقاومة في تحقيق- ما اعتبره- النصر خلال الحرب
الإسرائيلية علي غزة.. بل ووجه- في صفاقة- الشكر لطهران ووصفها بالشريك في
النصر!

ثم كرر نفس الكلام وهو يقف علي منبر مجلس الشوري الإيراني! وزاد عليه
بأن أعرب عن تقديره لقائد الثورة الإيراني "سماحة آية الله الخامنئي ورئيس
الجمهورية ومجلس الشوري للوقوف المشرف الذي سجلته إيران إلي جانب الشعب
الفلسطيني الشقيق في التصدي للمحتلين الصهاينة"!!!

ليس هذا فحسب.. بل إنه حاول استرضاء الأب الروحي الإيراني خامنئي المرشد العام وقدم له تقريراً حول الحرب علي غزة!!!



***


تصوروا.. هذا حدث بالفعل وأمام العالم كله.. في ذل وخضوع وخنوع
واستهانة بكل القيم والأخلاق.. وبالقضية التي يدافع عنها أمام الشاشات فقط
أو من قصره الوارف هدية سوريا إليه علي نضاله ضد شعبه!

ونحن نسأل الأخ خالد مشعل سؤالاً بريئاً جداً: كيف ساعدت إيران أبناء
غزة خلال الحرب. وأي بطولة قامت بها طهران وأي وقوف مشرف اتخذته لتكون
شريكاً في النصر المزعوم؟

هل أطلقت إيران- مثلاً- كذا صاروخ علي إسرائيل مما دفعها إلي وقف الحرب والانسحاب من غزة؟


أم أنها أصدرت الأوامر إلي وكيلها في المنطقة حسن نصر الله لفتح جبهة
ثانية من ناحية لبنان حتي تنشغل إسرائيل بجبهتين ويتم تخفيف الأحمال عن
أبناء غزة؟

أم تراها طلبت من الكيانات الصغيرة التي شكلت "جبهة رفض" ضد مصر
والسعودية والفلسطينيين بأن تهدد إسرائيل إما أن توقف العدوان أو تغلق
المكاتب التجارية لديها وتمنع تصدير البترول والتجارة البينية بوجه عام..
فانزعجت إسرائيل وبادرت بوقف إطلاق النار والانسحاب وتحقق النصر المبين
علي جثث الفلسطينيين؟

أم أنها هددت إسرائيل وأمريكا بعقوبات اقتصادية وشن حرب "نووية"
عليهما فارتعدت تل أبيب خاصة أنها علي أبواب انتخابات وارتجفت واشنطن
خوفاً من أن تبدأ الإدارة الجديدة برئاسة باراك أوباما عهدها بحرب مدمرة؟!

الواقع يؤكد أن أياً من هذا كله لم يحدث.. بل العكس هو الصحيح.. حيث
استخدمت إيران أذنابها وعملاءها من أمثال حسن نصر الله "في الجنوب
اللبناني" وخالد مشعل في "دمشق" لمنع المقاومة من "تشغيل" العقل حتي ألقي
الفلسطينيون في الأتون.. كما استعملت الجماعة المحظورة لشعللة الشارع
المصري إلا أن المصريين فهموا ألاعيبهم ولم يستجيبوا لهم.. في حين استثمرت
شبق الكيانات الصغيرة للزعامة والعملقة في زيادة شق الصفين العربي
والفلسطيني.. وكل هذا من أجل أن تهيمن وتسيطر علي المنطقة وتمرر برنامجها
النووي.. ولكن خاب مسعاها لأنها اختارت "العتبة" الخطأ.. غزة.. وهي
بالنسبة لمصر.. قضية أمن قومي لا يمكن التساهل فيها أبداً.

أيضاً.. ماذا يمثل خامنئي للعرب عامة وللقضية الفلسطينية خاصة؟


لا شيء.. اللهم إلا أن المرشد الأعلي يتخذ من قضية العرب الأولي
"مطية" لكي يقفز الملالي عليها إلي المنطقة ويحققوا أحلامهم الفارسية.

إذن.. بأي حق يقدم له مشعل تقريراً عن الحرب علي غزة.. إلا إذا كان فعلاً عميلاً وخائناً ومنافقاً وحقيراً؟



***


ما حدث خلال الزيارة المشبوهة لإيران.. أن خالد مشعل ومن علي شاكلته
من الفلسطينيين والجماعة المحظورة والكيانات الصغيرة الباحثة عن دور
يتخذون أجندة لا هي عربية عامة ولا فلسطينية خاصة.. بل أجندة فارسية حتي
النخاع.

أجندة هدفها غل يد مصر وتقديم إيران علي أنها المنقذ رغم أنها تحتاج
إلي من ينقذها.. أما مصر فلن يستطيع أحد لا في الشرق ولا في الغرب أن يغل
يدها أو يحجم دورها.. فهي الملاذ الوحيد للفلسطينيين.. التي ترتفع فوق
الصغائر وتعلم جيداً مكانتها وقدرها.. وتؤمن بدورها المصيري في الدفاع عن
حقوق شعب فلسطين وقضيته العادلة.


***


إن الانقسام الفلسطيني في رأيي هو أخطر علي الفلسطينيين من العدوان
الإسرائيلي علي غزة رغم النتائج الكارثية التي خلفها في صورة شهداء وجرحي
وتدمير.

هذا الانقسام هو الذي جعل عميلاً وخائناً ومنافقاً مثل خالد مشعل
يتحدث عن مرجعية جديدة للفلسطينيين.. أخذ بها التوجيهات من طهران وذهب إلي
إيران ليناقش خطوات المستقبل ويتلقي التعليمات الجديدة.

.. وهذا الانقسام هو الذي دفع بعض قادة حماس من الموالين لمشعل إلي
القول إن إسرائيل إذا كانت قد انتصرت بالآلة العسكرية فقد انتصرنا بدماء
أطفالنا ونسائنا!!

.. وهذا الانقسام هو الذي سيبقي الأوضاع الحالية علي ما هي عليه..
شطر للفلسطينيين في رام الله والآخر في غزة مع تعرض الشطرين للعدوان..
وبالتالي.. انسوا أن تكون هناك مفاوضات أو دولة فلسطينية خاصة إذا جاء
بنيامين نتنياهو للحكم.

إن مشعل ومن علي شاكلته يقامرون ويغامرون بدماء الفلسطينيين وحلمهم..
لا يهمهم سقوط الآلاف بين شهداء وجرحي وتدمير منازل غزة وبنيتها الأساسية
واقتلاع مزروعاتها.. ماداموا هم يختبئون في سراديب بعيداً عن القنابل
الفوسفورية والارتجاجية ودانات الدبابات ومدفعية الميدان.

لا يهمهم أن يموت كل شعب غزة.. ما داموا هم أحياء.. يحصلون علي
الهبات من دمشق والدوحة وعلي صكوك الغفران من مرشد الجماعة المحظورة وعلي
البركات من المرشد الأعلي الإيراني!!

لا يهمهم أن يفني حتي كل الشعب الفلسطيني.. المهم ألا يكون لغيرهم من الفصائل أي دور.


للأسف.. إن أمثال هؤلاء يلعبون في الوقت الضائع.. وإذا استمروا هكذا
سوف يطلق الحكم صافرته معلناً انتهاء المباراة.. وسقوطهم في فخ الخسارة..
بعد أن سقطوا برغبتهم في شرك العمالة والخيانة والنفاق.