أحداث في الأخبار بقلم : أحــمد البــري

من طرف شرم برم الخميس فبراير 05, 2009 9:53 am

أحداث في الأخبار
بقلم : أحــمد البــري

أسئلة في الصميم‏!‏

في
خطابه الشامل أمس في الاحتفال بعيد الشرطة‏,‏ طرح الرئيس حسني مبارك عدة
أسئلة حول القضية الفلسطينية‏,‏ وحالة التمزق القائم بين الفصائل‏,‏
منها‏:‏ لماذا رفضت فصائل المقاومة محاولات مصر لتمديد التهدئة مع
إسرائيل‏,‏ ولماذا لم تستمع الي تحذيرنا من أن هذا الموقف من جانبها يمثل
دعوة مفتوحة لقوات الاحتلال للقيام بعدوانها علي أبناء غزة؟‏..‏ وهل كان
ذلك مخططا مقصودا؟‏..‏ والي متي يراق الدم العربي؟‏..‏ ثم لمصلحة من يتم
إهدار شرعية منظمة التحرير الفلسطينية بدلا من إصلاحها والعمل علي تفعيلها؟

إن
هذه الأسئلة تمثل في مجملها لب أزمة الواقع الفلسطيني الحالي‏,‏ وتكشف عن
أن بعض القوي الإقليمية تحاول استغلال العدوان الإسرائيلي لفرض واقع جديد
علي الوضع الفلسطيني والعربي‏.‏

والحقيقة أن حالة التمزق الفلسطيني
سوف تستمر قائمة ما لم تتخل حماس عن سيطرتها علي غزة وترجع عما هي سائرة
فيه وتندمج في الصف الفلسطيني وتقبل بحكومة وفاق وطني‏,‏ مع حركة فتح وكل
الفصائل الفلسطينية‏,‏ ويرجع الجميع الي الشرعية الفلسطينية الممثلة في
الرئيس محمود عباس‏(‏ أبومازن‏),‏ وإجراء انتخابات جديدة علي أسس
موضوعية‏,‏ فقد تحولت حماس من حركة مقاومة الي حركة سياسية تحاول فرض واقع
جديد لمصلحة إيران ويدعمها في ذلك سوريا وحزب الله اللبناني

وهذا
واضح تماما من صرخات نصرالله التي تكشف عن نياته الحقيقية‏ حيث جاءت
كلماته عن مصر تقطر حقدا‏,‏ ثم خالد مشعل الذي ظهر في إيران فجأة متحدثا
عن القضية الفلسطينية والانتصار الذي حققته حماس‏..‏ ولا ندري أي انتصار
هذا الذي تحدث عنه‏,‏ بعد أن دمرت إسرائيل غزة وأتت علي الأخضر واليابس‏,‏
ثم إذا به يقول من جديد إن قوة حماس لم تتأثر؟ فهل يريد بهذا الكلام قتل
أهل غزة جميعهم؟‏.‏

وليس معني كلامي هذا الاستسلام للعدو
الإسرائيلي‏,‏ وانما معناه أن الحل في وحدة كلمة الفلسطينيين والانضواء
تحت لواء السلطة الفلسطينية‏..‏ ومن الضروري أن تختلف الآراء بين فتح
وحماس‏,‏ وأن تكون لأبومازن آراؤه وسياسته‏,‏ وتكون أيضا لحماس آراؤها
وسياستها‏,‏ لكن الواجب أن يستمع الجميع الي صوت الحكمة‏,‏ ويجلسوا جميعا
الي مائدة المفاوضات للخروج بموقف موحد يلتزم به الجميع‏.‏

وأحسب
أن مصر بكل ما تقوم به من جهد قادرة علي لم الشمل الفلسطيني‏,‏ ولكن بشرط
أن يتخلي كل طرف عن أطماعه ويدرك الكل أن القوي الإقليمية التي تسعي الي
استقطاب طرف علي حساب آخر لا يهمها سوي مصلحتها الشخصية‏,‏ وعندئذ يمكن أن
يبدأ الحديث من جديد عن المسار الفلسطيني الذي عاد للأسف بسبب هذه
التصرفات غير المسئولة الي نقطة الصفر‏.‏

elberyahmed@yahoo.com