ثلاثة خطابات .. والمؤامرة علي مصر !بقلم: محمد علي إبراهيم

من طرف هاواى الخميس فبراير 05, 2009 11:01 am

حكايات اسبوعية
بقلم: محمد علي إبراهيم
ثلاثة خطابات .. والمؤامرة علي مصر !

المنطقة العربية أصبحت أشبه بصندوق
الأسرار أو كهف الألغاز الذي نشاهد مسابقاته علي شاشات التليفزيون..
الجميع يتصارعون علي امتلاك كل منهم للمفتاح أو لخريطة المرور في الكهف
للوصول إلي الجائزة الكبري..

الحكايات والقصص والاتهامات بشأن القضية الفلسطينية خلال الفترة
الأخيرة أكثر من أن تعد وتحصي.. لكن هناك ثلاثة خطابات فاصلة تم كشف
النقاب عنها مؤخراً وهي توضح أبعاد المؤامرة التي استهدفت مصر ومحاولة
إزاحتها بعيداً عن دور رسمه القدر لها والتاريخ والجغرافيا..

السيناريو رسمته إيران ونفذته سوريا. وروجت له قطر من خلال قناة "الجزيرة" لكن ماذا عن التفاصيل..

الخطه تتلخص في ثلاثة خطابات في شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين
بالإضافة إلي مأدبة إفطار في شهر رمضان " سبتمبر" الماضي لم تكتمل طبقاً
للخطة المرسومة..

في شهر سبتمبر تواجد محمود عباس في زيارة لدمشق بناء علي دعوة من
الرئيس السوري بشار الأسد للإفطار في رمضان وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين
المنظمة ودمشق.. وصل عباس يوم 17 رمضان وفوجئ بالرئيس بشار الأسد ووزير
الخارجية وليد المعلم يخبرانه أنه سيجد علي مائدة الإفطار الرمضانية خالد
مشعل زعيم "حماس".. قال عباس للرئيس الأسد إنه سيلتقي مشعل في القاهرة يوم
15 نوفمبر لبدء الحوار الوطني بينهما.. أجاب المعلم وزير الخارجية: ولماذا
لا تلتقيان هنا ثم تلتقيان في القاهرة؟! رد عباس إن الحوار بالقاهرة..
قالا له: لماذا لا يكون هناك حوار بالقاهرة وآخر بدمشق؟! رفض عباس.. لكن
كانت هذه هي أول فكرة تطرح بأن يحدث "ازدواج" لأي حوار أو طرح أو حل!!
سوريا تتوق بشدة إلي ثنائية فلسطينية تخدم إيران وتساعد دمشق علي أن تظهر
للعالم أن استعادة الجولان أسهل من حل الدولة الفلسطينية..

الضغط علي أبومازن كان لإجباره علي الجلوس إلي مائدة حوار علي مستوي
واحد مع خالد مشعل زعيم حماس.. لم يكن الهدف مجرد بدء حوار في دمشق ليسبق
حوار القاهرة.. أو منازعة مصر في دورها الريادي للتوفيق بين فتح وحماس.
لكن الغرض كان إفهام أبومازن أن عليه القبول بمشعل زعيماً ثانياً للسلطة!!
يشاركه فيها أو ينازعه عليها. المهم أن يكون للسلطة الفلسطينية رأسان..
طبيعي رفض عباس ضايق سوريا وأزعج مسئوليها..

لكن التوجه كان اعتماد "الثنائية".. في يوم 10 نوفمبر كان مقرراً أن
تجتمع الفصائل الفلسطينية في القاهرة لبدء مصالحة وتوافق وحوار. لكن وزير
خارجية إيران منوشهر متقي بعث برسالة إلي "الجهاد" و"حماس" يقول لهما:
"عليكما ألا تجتمعا" وكانت حجة متقي أن هناك إدارة أمريكية جديدة ستحدث
تغييراً في الشرق الأوسط. وعلينا الانتظار لما تسفر عنه الأحداث..

يوم 10 ديسمبر وصلت رسالة أخري من متقي ل"حماس والجهاد" برفض التهدئة
مع إسرائيل. ولم يكتف متقي بالرسالة. وإنما توجه بنفسه لمقابلة خالد مشعل
في دمشق. بينما ذهب سعيد جليلي مستشار الأمن القومي الإيراني لبيروت
لإبلاغ "أسامة حمدان" مسئول حماس بلبنان بنفس الرسالة..

أيضاً كانت وجهة النظر الإيرانية في الرسالة الثانية هي إجهاض جهود
مصر في التوصل إلي تهدئة بين حماس وإسرائيل.. كانت تقديرات إيران أنه حتي
لو حدث رد فعل إسرائيلي فسيكون قصفاً جوياً محدوداً وليس اجتياحاً برياً
عنيفاً.. كانت رسالة طهران هي: اصمدوا قليلاً. فإسرائيل لن تجرؤ علي
الهجوم. وهناك إدارة جديدة توشك أن تتسلم السلطة وإدارة أخري راحلة.. لكن
إسرائيل فعلتها.. وجاءت الرسالة الثالثة لحماس "لا يهم الجرحي والقتلي
الآن.. المهم أنكم صامدون ولم تسقطوا. بل علي العكس زادت قوتكم
السياسية!"..

رسخ الثوريون في فتح وحماس المبدأ الذي تحكم به الأنظمة الثورية.. لا
يهم الموتي طالما أن النظام حي.. نفس العبارة التي قالها هيكل بعد هزيمة
1967 ومنه يتعلمون التضحية بالشعوب..

استعانت إيران بقطر.. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً عن قطر
يقول: إن الدوحة التي "دمرت العراق لا يمكن أن تكون مخلصة لفلسطين"..

وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة يوم 26 نوفمبر الماضي
وبموافقة سورية كلفوا مصر برعاية الحوار الوطني الفلسطيني.. لكن سوريا
رئيسة القمة العربية لم تبذل مجهوداً في هذا الصدد. بل إنها سعت بكل قوة
لإبعاد مصر عن الفلسطينيين..

لقد لجأت مصر إلي حماس تنبهها إلي قرب حدوث مواجهة مع إسرائيل. لكن
الحمساوية لم يهتموا.. لجأت مصر لأبومازن. فهناك قناة اتصال بينه وبين
حماس هو الدكتور زياد عمرو وطلب منه تحذيرهم. لكنهم قالوا له إن علي
أبومازن أن يتنحي. فليس له مكان في الصورة السياسية الفلسطينية..

كانت كل المؤشرات تؤكد أن هناك عدواناً علي غزة ونجحت إسرائيل في خلق
الظروف لبدء هذا العدوان للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية مستغلة في ذلك
حالة الانقسام التي كرستها سوريا وإيران وتشجيع الفلسطينيين علي الابتعاد
عن مصر.. فكان ما كان..

أرقام لم يشعر بها أحد

كان لمشاركة د. محمود محيي الدين وزير الاستثمار في اجتماعات
لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس الشعب شيء ايجابي وهو المؤشرات التي خرجت عن
اللقاء.

هذه المؤشرات هي عبارة عن أرقام تقرأها في صفحات الاقتصاد أو في
مانشيتات الصحف فلا تهتم بها. لكن كل رقم منها يؤكد أن وراءه قصة نجاح.

فمثلا اذا نظرنا للتمويل العقاري سنجد أن البنوك وشركات التمويل
العقاري قدمت 16 مليون جنيه عام 2005 للافراد والشركات لبناء منازل ووحدات
سكنية ثم ارتفع ذلك الي 6.2 مليار جنيه.. الزيادة رهيبة في الإقراض تعني
أن المستهلك أصبح قادرا علي تسديد قيمة كبيرة للقسط وأن هناك زيادة في
الدخول مكنت كثيرين من التحول من الايجار للتمليك..

رقم آخر من البورصة وهو أن عدد الاسهم والسندات خلال العام المالي
2007/2008 وصل إلي 20 مليار ورقة مقارنة بحوالي 3 مليارات ورقة قبل 3
أعوام.. هذه الزيادة الكبيرة ليست كلها للحيتان الكبيرة كما يقولون في
الاقتصاد.. ولكن هناك مستثمرين صغارا امتلكوا الأسهم وأصبحوا يتابعون
حركتها ويصرفون عوائدها. وهي بلاشك ثقافة اقتصادية جديدة في المجتمع.. وفي
نفس المجال نفاجأ بأن مستثمري البورصة كانوا 875 ألف مستثمر فقط عام 2005
وأصبحوا الآن 7.1 مليون مستثمر.. أي أن هناك زيادة 800 ألف مستثمر وتصوري
أنهم جميعا من المستثمرين الصغار.

وفي مجال التأمين زادت القيمة الاجمالية لأصول شركات التأمين إلي
4.33 مليار جنيه مقابل 20 مليارا فقط قبل 3 أعوام. الأمر الذي يعني أن
هناك رواجا اقتصاديا وماليا كبيرا في البلد مما يعني ترجمته إلي كيانات تم
التأمين عليها بمبالغ كبيرة. كما زادت أصول الشركات نتيجة للرواج المالي.

معدل نمو قطاع التأمين بلغ 1.86% وهو الأكبر بين كل قطاعات الانتاج بالدولة.. ولايعقل أن تكون كل هذه المؤشرات هباء منثوراً.

خربوها

مشعل بالتاريخ.. وإسرائيل بالجغرافيا

قررت إسرائيل عام 2000 أن تقيم جداراً عازلاً طويلاً وعريضاً
تمزق به أرض فلسطين.. الفكرة الشيطانية كانت لشارون.. وعندما بدأ الحفر في
مدينة القدس كان ياسر عرفات خائفاً أن يؤدي الحفر إلي هدم المسجد الأقصي..
عمليات الحفر بدأت قبل العام الذي دخل فيه شارون المسجد الأقصي "بالحذاء"
في سبتمبر 2000 وأدي لاندلاع الانتفاضة الثانية.

كان الجدار الإسرائيلي العازل يهدف إلي طمس ملامح المدن الفلسطينية
القديمة.. طبعاً الغرض واضح وهو اظهار أن هذه المدن لم تكن عربية في يوم
من الأيام.. تل أبيب غيرت الجغرافيا الفلسطينية.. محتها كما يمحو التلميذ
خريطة حاول رسمها من كتاب الجغرافيا ولما فشل قرر أن "يشفها"! إسرائيل
ترسم خريطة علي مزاجها من خلال هذا السور العازل لتؤكد أن الواقع أيا كان
من إقامة يتم فرضه علي حساب معطيات التاريخ.

أما خالد مشعل فقرر أن يقدم لنا مرجعية جديدة بديلة لمنظمة التحرير
الفلسطينية.. الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.. خالد مشعل أيضا مسح
بأستيكته قرارات مؤتمر الرباط عام 1974 وقرارات قمة الرباط أيضا عام 1989
وقمة بيروت عام .2002

خالد يري أن المنظمة لا تصلح لتمثيل الفلسطينيين.. منظمة التحرير
التي خرجت للوجود عام 1968 علي يد الراحل أحمد الشقيري ثم تسلمها ياسر
عرفات هي - مع كل الاحترام لبقية الفصائل - التاريخ الوحيد الحقيقي
للفلسطينيين.. ومن ثم فإن مشعل عندما يجيء اليوم ويطالب بتغييرها فإنه
يهدم تاريخ فلسطين تماما كما هدمتها إسرائيل بالجغرافيا.

توحد مشعل وإسرائيل في "تفسيخ" القضية أحدهما تكفل بالتاريخ والآخر
فعلها بالجغرافيا.. مشعل يريد أن يحتل مكانة عرفات. لذلك عليه أن يبدأ من
جديد كما بدأ أبوعمار.. ياسر حول منظمة التحرير من جماعة إرهابية إلي دولة
وهذا ما يطمح إليه مشعل بتحويل "حماس" إلي كيان سياسي يعترف به العالم
ويتفاوض معه.. مشعل فعل مثل المقاولين المتخصصين في الهدم.. قام بهدم
المنزل الفلسطيني ليبنيه علي مزاجه أو ليعهد به إلي مقاول إيراني يقوم
بالمهمة نيابة عنه. ويصنع لنفسه حجرتين في المنزل يستوطن فيهما برضا صاحب
البيت ورضاه.

الأخ مشعل تنحصر فكرته في المرجعية حالياً في توفير الدواء والغذاء
والكساء للشعب في الشتات.. لا تهمه الدولة في شيء.. المهم أن يبدأ في رسم
تاريخه الشخصي. وإذا استمر علي ما هو عليه فمن المؤكد أنه سيكون تاريخاً
مكللا بالخزي والعار!

أردوغان.. والإخوان!

صفقوا طويلا لنجاد.. وهاهم يصفقون لاردوغان.. وأتحدث عن
الإخوان وتحولهم من التأييد لإيران إلي مؤازرة تركيا.. في بداية حرب غزة
كانت صحف المحظورة والقنوات الدينية وبعض الفضائيات تحاول تسويق نجاد
وجهوده لنصرة "حماس".. لم ير أحد منا هذه الجهود ولا شاهدنا سوي "فم كبير"
لحسن نصر الله أو "حسن بقو".. يفتح قواعد الصواريخ الكلامية لمهاجمة مصر
متصوراً بذلك انه ينصر "حماس".

فشل الإخوان فشلا ذريعاً في تسويق إيران كنموذج بديل لمصر في رعاية
الفلسطينيين.. فشلوا لأن حسن نصر الله الذي كانوا يراهنون عليه تطاول علي
مصر وسبها.. والأكثر من ذلك انه تخاذل عن مساندة المقاومة عسكرياً رغم أن
ماردده كان عكس ذلك تماماً.. حسن نصر الله اساء إلي مصر.. ومظاهرات
التخوين التي اصدرت إيران أوامرها إليها بالسير في الشوارع للتنديد
بالقاهرة سحبت من رصيد التعاطف الذي تواجد لفترة مع إيران لدي الرأي
العام. باعتبارها دولة تتعرض للظلم الأمريكي.. أدرك الإخوان أنهم يحرثون
في البحر ولن يمكنهم تسويق إيران وفجأة ظهرت تركيا.. جاء رئيس وزرائها إلي
مصر مقحما نفسه علي الدور المصري.. بمجرد وصوله بدأت صحف الإخوان تروج إلي
أن الحل "تركي".. لا مصري ولا فرنسي ..وتركيا دولة سنية بامتياز.. وهي عدو
تقليدي لإيران.. و"الإخوان" يرون انها أحق بالملف الفلسطيني من طهران..
التاريخ يعلمنا أنه لولا سقوط الخلافة العثمانية ماظهر الإخوان.. المرشد
العام حسن البنا كان يعتقد انه ورث "العثمانلية".. وانه في طريقه لتأسيس
مايشبه "الدولة الدينية" للأمة الإسلامية.

لكن التاريخ ايضا يؤكد ان تركيا تحتل أرضاً سورية حتي الآن.. لواء
الإسكندرونه السوري أصبح الآن هاتاي التركية رغم انه يقع جغرافيا في سوريا
ويتبع مدينة انطاكية التاريخية وبها أقدم كنيسة للمسيحيين الشرقيين..
وتركيا دولة علمانية احتفي بها الإخوان وحركة حماس في مبدأ الأمر.. تركيا
لن تكون ابداً دولة دينية مثل إيران. لأنها عضو في حلف الناتو ولن تقطع
علاقاتها بإسرائيل.. والأهم انها تريد أو تحلم بدخول الاتحاد الأوروبي
وهذا لن يتحقق وهي دولة دينية.

صحف الإخوان وفضائياتهم دبجوا قصائد المديح في أردوغان "العلماني".
لكن بمجرد ان طالب رئيس الوزراء التركي حماس ان تتحول إلي حركة سياسية
محضة إذا ارادت استمرار المساعدة التركية انفض التأييد الساحق لاردوغان
بعد انسحابه في تمثيلية مكشوفة من منصة دافوس اعتراضا علي خطبة بيريز.

تأييد أردوغان من الإخوان انطلق وانفض من أساس ديني محض.. فهو من حزب
إسلامي يحكم تركيا.. وما قام به في دافوس لايعد اعتراضاً علي بيريز
وإسرائيل وصفعة علي وجهه نتيجة للمجازر التي حدثت في غزة. ولكنه يصب أكثر
في الانتخابات التركية القادمة بعد ان صرح لدي وصوله لمطار اسطنبول بأنه
لا يسمح لا أحد بالاساءة لشرف وكرامة تركيا!!.. إذن التصرف لا علاقة له
بموقف انقره من تل أبيب ولكنه موقف يعبر عن احساس بالانتخابات.. لكن
أردوغان عليه ان يدفع الثمن. فلاسرائيل اصدقاء في أوروبا وأمريكا سيرفعون
ضده ورقة المجازر التي ارتكبتها تركيا ضد الأرمن وتشديد العقوبات
الاقتصادية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي عليه.. باختصار تركيا تتاجر
بالقضية الفلسطينية مثل إيران. ولكل منهما أوراقه وأهدافه.. ونحن مثل
"الهبل" نصفق وراء هذا تارة وذاك تارة أخري ونصاب بالعمي والطرش لتقدير
دور مصر الهام والحيوي.. و"الوحيد" الذي لاتكتنفه المصالح!

الفلسطينيون باختصار!

1- لم يكن اجتياح إسرائيل لغزة هدفه اضعاف حماس في غزة أو
القضاء عليها. لكن الغرض كان اضعافها بحيث تنسي سكان المستوطنات
الإسرائيلية وتتذكر زملاءها في فتح بالضفة وتنهال عليهم ضربا وهجوماً.

2 - النظرية الصهيونية الجديدة هي العمل بجد علي عدم التوصل لقرار
فلسطيني موحد. وتحكم تل أبيب خيوط العنكبوت علي الفريسة الفلسطينية
لتمنعها من مغادرة المربع رقم واحد.

3-منذ ان بدأت إسرائيل بناء الجدار العازل بات واضحاً ان الدولة
العبرية ترفض الذوبان أو الاندماج مع العنصر الفلسطيني.. وقد ظل "الجدار
العازل" مجرد نظرية صماء لم يتم تطبيقها إلي ان حدثت الفتنة بين
الفلسطينيين في يونيو 2007. فتوفرت للمخطط الصهيوني عناصر النجاح..
الفلسطينيون لم يستطيعوا التعايش مع بعضهم. فكيف ستعيش معهم إسرائيل!

4-خطأ بالغ يتسرب إلي الجميع وهو أن هناك صراع زعامات بين مشعل
وعباس.. والحقيقة ان القضية لم تعد في الاشخاص بعد وفاة ياسر عرفات.. ليس
مهما هنية أو البرغوثي أو دحلان أم مشعل.. المهم الشعب الفلسطيني الذي لم
يهتم احد به حتي الآن.

فالشعب الفلسطيني لم يستشره أحد عندما تفاوضت قيادته علي السلام أو
عندما قدموه قرباناً لإيران وسوريا.. المهم الآن ماذا يريد الشعب..
اسألوهم أولا لو سمحتم!

5- الوحيد الذي فهم المعضلة الفلسطينية هو الرئيس مبارك وقال صراحة
في خطابه أمام قمة الكويت مامعناه "ساعدوا أنفسكم حتي نستطيع أن نساعدكم"
هذه هي المشكلة باختصار شديد.

6- الأسلوب المصري هو الوحيد الذي فهمه الفلسطينيون فمصر هي الوحيدة
التي لم تفرض رأياً علي الفلسطينيين وإنما تكتفي بالنصح والتوجيه
والإرشاد.. لابد ان تتوقف الدول العربية عن التدخل في الشأن الفلسطيني ..
علي إيران أن ترفع يدها عن الفلسطينيين وكذلك تركيا وسوريا وقطر.. نريد
لهم وحدة صف ومصيرا مشتركا وتمثيلا واحدا.. لابد ان تتحد الوطنية
الفلسطينية من أجل قيام دولة مستقلة ترضي الطموح الشعبي وتحقق القبول.

7 - لابد أن يعتمد الفلسطينيون مبدأ هاماً وهو أن رباط الدم أقوي من
الخلاف السياسي.. لانريد أن نشهد احداثاً أخري مثل انقلاب غزة وتل الزعتر
وجرش وصابرا وشاتيلا.. ابتعدوا عن القوي الاقليمية والعربية ا لتي تستغلكم
لصالح اجندات خاصة.. اجعلوا اجندتكم هي هدفكم الأسمي.