حقائق بقلم : إبراهـيم نـافـع

من طرف kamoola الجمعة فبراير 06, 2009 3:51 pm

حقائق
بقلم : إبراهـيم نـافـع

من
أكثر القضايا التي باتت تشكل خطرا الآن علي مستقبل الاقتصاد العالمي
وكيفية الخروج من الأزمة الخانقة الحالية‏,‏ قضية الجدال حول خطط الانقاذ
وتفاوت التقديرات حولها دون أن يترتب علي ذلك تحديد خطوات تنفيذية محددة
علي أرض الواقع‏.‏ فخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ـ والتي تصل جملة
تكلفتها إلي أكثر من‏800‏ مليار دولار بما يجعلها أكبر خطة من نوعها علي
مدي التاريخ‏,‏ تمت الموافقة عليها من قبل مجلس النواب الأمريكي بفضل
الأغلبية التي يمتلكها الحزب الديمقراطي‏,‏ ودون أن يصوت لها نائب جمهوري
واحد‏.‏

وتواجه هذه الخطة الآن تحديات واضحة في مجلس الشيوخ بسبب
معارضة الجمهوريين لها ومطالبتهم بادخال تعديلات واسعة عليها‏,‏ وبرغم أن
الحزب الديمقراطي يمتلك الأغلبية أيضا في مجلس الشيوخ‏,‏ إلا أن رغبة
الإدارة في الوصول إلي نوع ما من التوافق بين الحزبين دعت إلي مناقشة كيف
يمكن الأخذ ببعض التعديلات الجمهورية دون التضحية بجوهر الخطة‏.‏ والأكثر
خطورة أن هذه الخطة تواجه الآن معارضة دولية بعد أن كانت موضع أمل‏,‏
وتأتي أغلب المعارضة من حلفاء الولايات المتحدة القريبين في كندا والاتحاد
الأوروبي‏.‏

حيث عبر مسئولون كنديون وأوروبيون عن خشيتهم من أن
اعتماد الكونجرس الأمريكي خطة تقضي بأن يقتصر الاستخدام علي منتجات صلب
وسلع أمريكية الصنع في مشروعات الأشغال العامة التي تمولها خطة الانقاذ
الأمريكية سيضر بالدور القيادي للولايات المتحدة في العالم‏.‏ ففي رسالة
لزعماء مجلس الشيوخ الأمريكي ذكر سفير كندا لدي الولايات المتحدة أنه إذا
أصبح شعار‏(‏ اشتروا السلع الأمريكية‏)‏ جزءا من التشريع المتعلق بخطة
الحفز الاقتصادي فإن الولايات المتحدة ستفقد السلطة المعنوية للضغط علي
الآخرين للامتناع عن تبني سياسات حمائية‏.‏

كما أعرب سفير الاتحاد
الأوروبي لدي الولايات المتحدة عن القلق نفسه عندما بدأ مجلس الشيوخ
مناقشة خطة الانقاذ متضمنة لمبدأ اشتروا السلع الأمريكي‏.‏ ومن الطبيعي أن
هناك دولا أخري قد تتضرر من هذه الخطة إذا أقرت وهي تتضمن هذا المبدأ وعلي
رأس هؤلاء أكثر البلدان تجارة مع الولايات المتحدة مثل المكسيك والصين
واليابان وكوريا الجنوبية‏,‏ والأكثر خطورة هو أن ترد الدول الأخري علي
الولايات المتحدة بإجراءات مماثلة وهو ما قد يعني الدخول في موجة من
الحماية التجارية ستؤدي لا محالة إلي سوء الأوضاع وتدهورها ليس في هذه
البلدان فقط وإنما في جميع أنحاء العالم‏.‏

inafie@ahram.org.eg