تساؤلات عبدالله نصار

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM
حالة الاسترخاء في التعامل مع الأزمة
المالية يجب أن تنتهي.. ولا يجوز أن يكون انشغال القيادة السياسية
بالتعامل مع الملف الفلسطيني فرصة للحكومة لهذا الاسترخاء.

فالعالم كله يتحرك للتعامل مع تداعيات خطيرة ومؤلمة لهذه الأزمة
المالية العالمية ولا تزال بعض الإجراءات الحكومية متناثرة وبطيئة.. ونحن
في أشد الحاجة إلي قوة دفع لأنه قبل الأزمة كانت لدينا مشكلة أيضا.

وأخطر المشكلات التي تواجه الاقتصاد المصري حالياً هي البطالة وفرص
العمل... وتوقعات النمو تتراجع لأنها أيضا تتراجع في كل بلاد العالم.

وهناك ما يجري حالياً في صمت في التخلص من العمالة المؤقتة أو تضييق
فرص العمل وتطبيق قرارات تستهدف التأثير علي العمالة المؤقتة والدائمة
وبخاصة في القطاع الخاص مما سيؤدي إلي أزمة حقيقية يصعب التصدي لها إذا لم
نبادر في البحث عن حلول.

ولا يجب أن يتم منح تسهيلات ومزايا ومساندة للقطاع الخاص بدون اتفاق وشروط واضحة علي الاحتفاظ بالعمالة وفتح فرص جديدة للعمل.


كما أن البنوك لا يجب أن تظل تنتظر وهي تستمتع بما نالته من شهادة
بقوة مركزها المالي وهذه القوة لن تستمر طويلاً إذا لم تبادر بالبحث عن
تشغيل ما لديها من ودائع وحتي لا تتكدس الأموال لديها وتصبح عاجزة عن
تشغيلها أو تحقيق أي أرباح.. بل ربما تدخل دائرة الخسائر وعندما نقول منذ
شهور لهؤلاء إن الأسوأ قادم لم يكن هذا رجما بالغيب ولكن بسبب ما يجري في
الساحة العالمية وداخل اقتصاديات لها قدرة علي الاحتواء لهذه المشكلات
ولكنها عجزت ولا تزال التداعيات مفتوحة.

فهل يقرأ الذين يتحدثون بإنكار وتجاهل عن الأزمة الاقتصادية ما جري
في 8 شركات عالمية خلال يوم واحد من طرد 72 ألف عامل.. وهي شركات كبيرة
واقتصادياتها كانت قوية.. ودومنيك ستراوس رئيس صندوق النقد الدولي قال إن
العام الحالي هو الأسوأ للاقتصاد العالمي منذ أكثر من 60 عاماً.

واضطر رئيس صندوق النقد أن يخفض توقعاته للنمو في الاقتصاد العالمي
إلي 05,% مقابل 2.2% طبقاً لتقديرات شهر نوفمبر الماضي. التراجع في النمو
واضح في كل دول العالم وربما يكون بالسالب وهو ما اعترفت به حكومات عديدة
حول العالم.

وتتواصل توقعات التراجع في النمو إلي 1.6% للاقتصاد الأمريكي و2%
لمنطقة اليورو "دول الاتحاد الأوروبي" واليابان 2.6% وتشير التوقعات إلي
أن الاقتصاد البريطاني سيكون الأسوأ بين كل الدول الصناعية الكبري
وسيتراجع النمو إلي 2.8%. وهذه التوقعات بعيدة عن التفاؤل.. ودون تهويل أو
تهوين فإن هذه الاقتصاديات الراسخة وهي تعترف بمؤشرات للتراجع وربما تكون
أسوأ من هذه التوقعات فإن علي الدول الأخري أن تراجع موقفها وتبادر
باحتواء الأزمة أو التعامل معها بجدية.. ويبدو أن الانشغال عندنا الآن
ينحصر في رغبة بعض قوي الضغط والمصالح في القطاع الخاص للحصول علي المزيد
من المزايا وكأن الكارثة فرصة لهم لحصد المكاسب ودون أي التزامات.

وفريق آخر يحاول الضغط في اتجاه محافظ البنك المركزي المصري لخفض
قيمة الجنيه المصري وخفض الفائدة عليه لزيادة الصادرات وهي مغالطة ونفق
مظلم يحاول هؤلاء الدفع بالاقتصاد المصري فيه.

فأين هي الصادرات التي تستحق هذه المغامرة غير المحسوبة.. والحديث عن
التخلص من العمالة في أوساط الشركات الخاصة أصبح المسكوت عنه منذ فترة يتم
علناً الآن ويقولون إنهم ليس أمامهم خيار آخر.

وفي ظل هذا كله يظهر هؤلاء للبحث عن تسويات وترضيات ومجاملات في إنهاء ديونهم أو فوائدهم بالبنوك دون مقابل.


والأخطر في التعامل مع الأزمة المالية والاقتصادية وتداعياتها الخطيرة
هو حالة الاسترخاء.. وانتظار التعليمات.. أو انتظار أن تبدأ الخطوة الأخري
من طرف آخر.

وحالة العناد التي تسود القطاع الخاص في مصر.. وحث بعض الجهات
الحكومية علي عدم تخفيض أسعار السلع أو الخدمات التي تقدمها يؤكد أن هؤلاء
لا يشعرون بما يجري حولهم. وأن الوقت قد حان لاقتسام الغرم بعد أن نعم
هؤلاء طويلاً بالمغانم والأرباح.. حان الوقت ليدرك القطاع الخاص في مصر أن
هذا الوقت هو لخفض الأسعار للسلع والخدمات التي يقدمها حتي يحتفظ بالعملاء
الباقين.. أما النظرة الخاطئة للعمالة والتخلص من العمالة العالمية فليس
هذا الخطر الوحيد.. بل إنه يعني أن الأبواب مغلقة أمام فرص عمل جديدة
وأنها ستصبح من الكوابيس وليس الأحلام.. ولدينا فرصة للتحرك والالتقاء في
منتصف الطريق وأن يتحمل كل طرف جزءا من الواجبات والمسئوليات فلا يجوز أن
تظل الحركة البطيئة ويلقي الجميع اللوم علي الحكومة التي عليها أن تدفع
وتتوسل لهؤلاء لخفض الأسعار والحكومة مسئولة عن تنفيذ السياسة التي تكفل
قيام كل طرف بواجباته.. وأن لا تدفع بدون مقابل.. وأن تحافظ بقدر كبير علي
نسبة معقولة في النمو المتراجع حتي الآن إلي أقل من 4% مقابل 7% أو 8%
توقعات العام الماضي.

الموقف خطير ويحتاج إلي جدية.. والتخلي عن الاسترخاء والتهاون في
تقدير الأزمة وخطورتها رغم ما يجري حولنا في العالم تثير القلق والأسي
والفزع أيضا.

كلمات لها معني


الجزع عند المصيبة


مصيبة أخري


* قول مأثور