ليس صنما‏..‏بقلم : نجـلاء ذكـري

من طرف صفاء السبت فبراير 07, 2009 1:16 pm

اتجاهات السوق
بقلم : نجـلاء ذكـري

ليس صنما‏..‏

أخطر
مايواجه العقل البشري جمود الفكر والانسياق الفردي أو الجماعي وراء‏'‏
تابوهات‏'‏ معينة نتقولب داخلها ونحتمي بها أو نعلق عليها احلامنا
وآمالنا‏..‏ هذه التابوهات نوع من عبادة الاصنام التي لاتنفع ولاتضر‏,‏
ولكنها تعطل عمل العقل وتلغي وظيفة الاشياء‏..‏ وفي الاقتصاد هناك الكثير
من الاصنام أو التابوهات التي غرقنا فيها وأغرقتنا معها ولعل اشهرها الدعم
والقطاع العام والوظيفة الميري‏..‏ وأخيرا وليس آخرا‏'‏ الاحتياطي من
النقد الاجنبي‏'.‏

أصوات أرقت مضاجعنا من كثرة المطالبة باستخدام
الاحتياطي في أمور لاضرورة لها‏,‏ مثل دعم بعض الانشطة أو علاج عجز
الموازنة أو اي انفاق ضروري كان او غير ضروري بحجة أن هذا الاحتياطي أموال
راكدة يجب أن يتم استغلالها‏..‏ والرئيس مبارك ـ وهو محق في ذلك ـ حريص كل
الحرص علي أن يكون لدي مصر احتياطي من النقد الاجنبي كاف لمواجهة
الازمات‏..‏ وقد التزم البنك المركزي بسياسة استثمار الاحتياطي وتدعيمه
والحفاظ عليه لحين الحاجة الي استخدامه في موضعه السليم‏..‏

وأغلق
البنك المركزي أذنيه عن صيحات الاصوات الغاضبة من عدم استخدام الاحتياطي
التي اتهمته بالتشدد في الحفاظ علي أموال راكدة دون داع‏.‏ وفي ذات الوقت
كانت هناك أصوات لاتقل قوة تري أن الاحتياطي لايجب أن يمس واعتبرته رمزا
مقدسا يطوفون حوله يلتمسون البركة وأيضا أصم البنك المركزي أذنيه عن هؤلاء
ومضي في سياسته لتدعيم الاحتياطي واستثماره حتي ان عوائد هذا الاستثمار
حققت ارباحا بالمليارات

كما أنه قام بهندسته ماليا ليصبح سلة من
العملات تتوافق وتركز تجارتنا الخارجية ومدفوعاتنا الدولية ومن هنا نجح في
تجنيب هذا الاحتياطي اية هزات طارئة علي العملات الدولية المختلفة وفي
مقدمتها الدولار‏.‏

ومع بوادر تأثيرات الازمة العالمية علي
الاقتصاد الحقيقي في نوفمبر الماضي قام البنك المركزي وعلي الفور
باستخدام‏600‏ مليون دولار من هذا الاحتياطي تلاه استخدام‏300‏ مليون
دولار في ديسمبر الماضي لمواجهة مدفوعات الديون الخارجية وتغطية العجز في
الميزان الجاري وميزان المدفوعات وسيستمر الاحتياطي في تأدية دوره المنوط
به خلال الفترة القادمة اذا مادعت الحاجة‏.‏

اذن الاحتياطي ليس
صنما جامدا لايجب المساس به‏,‏ وليس حصالة نفتحها كلما رغبنا في شراء قطعة
حلوي ولكنه أموال استراتيجية يتم استخدامها عند الضرورة ويتم توظيفها
واستثمارها عبر سياسة نقدية حكيمة‏..‏ فهل نصمت ونفهم ونترك‏'‏ العيش
لخبازه‏'‏ أم نظل نحرق اصابعنا ونستهلك أعصابنا ونحشر أنفسنا فيما ليس لنا
فيه؟