تساؤلات عبدالله نصار

من طرف هايدى السبت فبراير 07, 2009 4:52 pm

تساؤلات
عبدالله نصار
gomNASSAR@YAHOO. COM

الاداء السياسي في التعامل مع المشكلة
الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي علي غزة لا يحتاج إلي شهادة من أحد لأن
مصر تؤدي واجبها ومسئولياتها بأمانة واقتدار وهي تسعي إلي توفير افضل
الظروف للوفاق الفلسطيني لأن هذا هو الطريق لضمان ان تظل القضية علي مائدة
المجتمع الدولي وحتي لا ينالها الاهمال بسبب الخلافات والاداء السياسي
الرفيع للمبادرة المصرية والحرص علي متابعتها رغم تطاول الصغار أحيانا
وهجوم أصحاب النوايا الحاقدة ضد بروز الدور المصري.

ولم يكن غريبا ان تقع الدوائر الايرانية في خطأ واضح يكشف المستور
فعندما التقي خالد مشعل زعيم المنفي لحركة حماس مع المرشد الأعلي للثورة
الايرانية "علي خامينئ" قالت احدي الصحف الايرانية انه التقي مع امام
المسلمين.. وكأن ايران تحاول ان تعبث بتضحيات الشهداء من أهل غزة وتنهض
فوق الركام والضحايا لتعلن وتنصب نفسها زعيمة للعالم الإسلامي دون
مقومات.. ودون مؤهلات وتصل الأكاذيب الايرانية بأن تعلن انه جاء ليعرض
عليهم تفاصيل النصر الإلهي في غزة.. ويعلن مشعل لافض فوه ان ايران شريكة
في النصر ولا ندري ما هي الحالة التي كان عليها وهو يقف عند اقدام امام
المسلمين المزعومة.

هل انكشف المستور..

هل شاء الله سبحانه وتعالي ان يكشف كل ما يراد بالشعب الفلسطيني من
انقسام وتشرذم تعد به ايران لأنه يحقق اهدافها وترفع بالأخ المشعلاني إلي
اعلان منظمة موازية لتحرير فلسطين.

وربما لم تكن مفاجأة للبعض ما حدث من مشعل ولكن الترويج والتسويق
الاعلامي الايراني بدأ يعمل علنا لخطة سحب الملف الفلسطيني من الساحة
العربية إلي الدائرة الايرانية والتي تقول عنها ايران أنها الساحة
الاعلامية معادلة صعبة ان تسعي ايران إلي هذا.. فهي لا تستطيع زعامة
العالم الإسلامي.. وليس لديها أو بمقدورها ان تلعب هذا الدور.

فالزعامة لا يمكن شراؤها ببعض الأموال والعطايا أو التصريحات
والبيانات الحادة التي تركز علي تصدير الثورة والفوضي للعالم الإسلامي
وتنتهك سلامة الأراضي المجاورة والجزر كما يحدث في الامارات العربية
المتحدة.. أو التدخل في الشئون الداخلية لدول أخري بالعبث والفوضي.. فهل
هذا يؤهل للزعامة أم للدسائس والفوضي.. وبث الفرقة والانقسام والتشرذم لا
علاقة له من قريب أو بعيد بتعاليم الإسلام.. ومن يسعي إلي زعامة العالم
الإسلامي يجب ان يدعو إلي الوحدة والتعاون والتسامح بين الأشقاء وبخاصة
الشعب الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال الغاشم.

وقد تأكد باليقين والدلائل ان كل ما تسعي إليه حكومة طهران والملالي
واتباعها من حسن نصر الله وخالد مشعل هو استهداف الدور المصري برغم ان
الشعب الفلسطيني يدرك دور مصر في الماضي والحاضر وحرصها في المستقبل علي
هذا الشعب ووحدته وتضامنه وسلامته وهي لا تفرض رأيا وليس له جماعة أو فرقة
تعمل تحت أمرتها أو تنفذ مخططاتها..

فالسياسة المصرية مفتوحة علي كل أبناء الشعب الفلسطيني لا تفرقة بين
جماعة واخري وهي تدرك ان مصلحة الفلسطينيين في الاتفاق والوفاق والوحدة
والتضامن امام عدو غادر لا يهتم بعنتريات نصر الله ولا تصريحات مشعل التي
لم تعد تجد اهتماما من أحد لأنها تصدر من زعيم من ورق يقبع في فنادق
الخارج بين سوريا وايران ويترك أهله وشعبه يقاسي ويعاني ورغم الدمار
واشلاء الضحايا يتحدث عن النصر الإلهي.

ولا أحد يسعد بالنصر علي العدوان الغاشم حتي ما يعد به الذين حاربوا
في غزة وواجهوا الاعتداءات الغاشمة بصدورهم ويعانون في تدبير شئون حياتهم.
وعندما جاءت لحظة اعادة البناء والأعمار تظهر الأيدي الخفية لاثارة الفوضي
واثارة الشكوك حول من يتولي الأعمار..

وكل من يملك اخلاصا ووفاء للشعب الفلسطيني لا يعنيه من يدير الأعمار
المهم ان تتم استعادة الحياة للشعب الفلسطيني ولكن ان كانت العملية لدي
البعض مجرد سيطرة واحتكار الأموال لتوزيعها علي الأنصار والموالين وحرمان
جزء آخر من الشعب الفلسطيني فهو أمر يثير الأسي والحسرة علي هؤلاء الذين
فقدوا الرؤية والبصيرة وفشلوا في الدفاع عن حق شعب بائس في الحصول علي
أدني مقومات الحياة..

وستظل مصر تسعي إلي سياسة الصبر والتضحيات في الدعوة إلي جمع الشمل
وهي لا تحتكر دورا أو تسعي لزعامة فهذا هو دورها علي مر الزمان ولا
ينازعها فيه أحد.. ولا نحتاج إلي اعتراف به من أحد.. وهذا هو قدرها ان
تواصل عملها في صبر وتحمل وتواجه تطاولا احيانا ونكرانا للجميل في أحوال
أخري..

وأما الباحثون عن زعامة وهمية وامامة العالم الإسلامي فهم واهمون ومخطئون ويحثون في البحر وسيرتد كيدهم إلي صدورهم في يوم قريب.

كلمات لها معني

النسور لا تجتمع أبدا في مكان واحد

.. في أي وقت أنت لا تري إلا نسرا واحداً.

روز بيروث

خبير كمبيوتر