إيران تهدم المنظمة منذ الخميني عرفات ذاق الأمرين علي يد الملالي بقلم:محمد علي إبراهيم

مصر المستقبل
بقلم:محمد علي إبراهيم
إيران تهدم المنظمة منذ الخميني
عرفات ذاق الأمرين علي يد الملالي

التحرك الذي بدأه مشعل من قطر بالإعلان
عن رغبته في إنشاء بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية. ليس هو الأول من نوعه
في تاريخ القضية. ولكنه يرجع إلي سنوات طويلة منذ قيام الجمهورية
الإيرانية الإسلامية عام .1979

منذ تولي الملالي حكم طهران. ظهر واضحاً أن الهدف هو تصدير ثورتهم
إلي العالم العربي الذي لم يكن مستعداً بفعل تاريخه وثقافته بالقبول
"بولاية الفقيه".. ارتباط العرب الروحاني بمكة المكرمة والمدينة المنورة
أقوي بكثير من تعلق الحوزات الشيعية العربية ب "قم" وغيرها من مقدسات
إيران.

من ثم كان الإفصاح الأول عن أن طهران ترفض المرجعية الدينية للمسلمين
هو في مظاهرات الحجاج الإيرانيين في مواسم الحج من 1983 وحتي ...1990 كانت
إيران تستعدي المسلمين علي العراق وكل من يناصره.. الهدف هو استغلال موسم
الحج المقدس للدعاية للثورة الإسلامية التي تكاتف عليها الغرب ممثلاًَ في
أمريكا الشيطان الأكبر والعرب ممثلين في العراق.. هدف الخميني الأول كان
تصدير الثورة الإسلامية ولما فشلت مظاهرات الحجاج ولم يلتف المسلمون حول
طهران. قرر أن يلجأ لحيلة أخري يدخل بها المنطقة محمولاً علي الأعناق
ومحتفي به في كل تجمع سياسي.

أدرك الخميني منذ البداية أنه إذا أراد دخول المنطقة فلابد أن يرفع
شعارات يؤمن بها العرب ويدافعون عنها. وليس هناك أفضل من القضية
الفلسطينية.. منذ عام 1979 قرر الخميني ألا تقترن فلسطين بالعروبة ولكن
بالإسلام! قال الخميني فلسطين إسلامية فاجتذب إليه المتشددين والمتطرفين..
حول الصراع العربي الإسرائيلي إلي صراع إسلامي يهودي.. في آخر جمعة من شهر
رمضان عام 1979 أعلن الخميني يوم القدس وبرر دعوته بالقول إنه يوم
المسلمين في العالم كله.. ليس يوماً خاصاً بالقدس.. إنه يوم مواجهة
المستضعفين مع المستكبرين.. وهو اليوم الذي تواجه فيه الشعوب المظلومة
أمريكا والقوي الكبري.. وهو يوم مميز بين المنافقين والملتزمين..
فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم عيداً لهم ويعملون ما ينبغي عليهم. أما
المنافقون فهم الذين يقيمون علاقات مع القوي الكبري خلف الكواليس. أما
أصدقاء إسرائيل فإنهم في هذا اليوم غير آبهين. أو أنهم يمنعون الشعوب من
إقامة المظاهرات.

الصحف الإيرانية في يوم القدس - الذي يوافق الجمعة الأخيرة من رمضان
- تناشد المسلمين بالقيام بالمظاهرات لقلب أنظمة الحكم القائمة.. ومن ثم
فإن إيران تستخدم القضية الفلسطينية كي تؤلب الشعوب العربية علي حكامها
الذين تراهم إيران وعملاؤها متخاذلين ومتواطئين مع أي عدوان إسرائيلي
لأنهم موافقون علي حل سلمي للنزاع وعلي المبادرة العربية للسلام.

دليلنا بسيط.. في بداية الثورة الإسلامية منح الخميني المبني الذي
كان الشاه الراحل يعطيه سفارة لإسرائيل في طهران إلي منظمة التحرير
الفلسطينية.. وعندما خرج ياسر عرفات من مؤتمر بغداد الذي أعلن منه قطع
العلاقات مع مصر. دعاه الإمام الخميني إلي طهران واستقبله فيها استقبال
الأبطال وذهب معه الحسن بن صدر أول رئيس لإيران لافتتاح مبني السفارة في
احتفال اسطوري.. لكن شهر العسل بين الخميني وعرفات انتهي سريعاً..
وبالتحديد بعد أن تحالفت سوريا وإيران علي إخراج المقاومة الفلسطينية من
لبنان وضربت مقار الفلسطينيين بالدبابات والمدافع وطاردت فلولهم في
طرابلس.. هنا اختلف أبو عمار مع سوريا وإيران.

كان ياسر يريد وطنا للفلسطينيين. وطهران تريد القضية مجرد "آلية" في
دعواها ضد أمريكا وإسرائيل.. وهكذا أصبح عرفات رمز النضال الفلسطيني
متهماً بالتفريط والتخاذل.. منذ أعلن أبوعمار عن رغبته في إقامة دولة
فلسطينية ووطن عبر حلول سلمية يتفق عليها الطرفان ومنذ نجح في اتفاقيات
أوسلو وبعد أن عاد إلي الاراضي الفلسطينية ودخل غزة من مصر. وهو مصنف علي
قائمة الاعداء بالنسبة لإيران.

ويبقي ان نؤكد ان إيران ستظل تتعامل مع القضية الفلسطينية باعتبارها
"وقفاً إسلامياً" تسلمت مفاتيحه وهي منجم ذهب سياسي وايدلوجي لكل حركات
التطرف والتشدد في العالمين العربي والإسلامي. وستبذل طهران المستحيل
لابقاء "القضية" بعيداً عن الحل العربي.. وسيظل الدم الفلسطيني يحظي
بتصفيق إيران وسوريا وحماس وحزب الله والاخوان زاعمين ان فلسطين ستتحرر من
النهر للبحر.. وسيظل هذا الدم ينزف بغزارة طالما مشعل بخير في مخبأه.
ونجاد يتم دعوته للقمم العربية ونصر الله ممسك بشاشته!