دول وفصائل.. بلا أنياب أو مخالب! بقلم : خالد إمام

ليالي المحروسة
بقلم : خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg
دول وفصائل.. بلا أنياب أو مخالب!


إذا كان المشهد العربي الحالي لايسر عدوا ولا صديقاً.. فإن مثيله
الفلسطيني يدمي القلوب ويبكي العيون ويزكم الأنوف.. وللأسف فإن المشهدين
لا ينفصلان.. بل يكمل كل منهما الآخر ويتأثر به ويؤثر فيه لأنه امتداد
طبيعي له وللصورة المزرية التي أصبحنا عليها أمام العالمين.

ما بين التآمر والضعف والأثرة.. تشتت العرب وتحولوا إلي جزر منعزلة
سهل اختراق الكثير منها والسيطرة عليها بعد أن أصبح قرارها يصدر من خارج
الحدود حيث يقبع الملالي ويستعدون للانقضاض عليها واحدة تلو الأخري.

.. ومابين الاطماع والانقسام والاقتتال والتكالب علي السلطة.. فإن
القضية الفلسطينية اصبحت في مهب الريح وتنجرف بشدة ناحية الضياع والتبخر.

وفي كل الأحوال.. فإن الشعوب هي التي تدفع الثمن غالياً.. من ماضيها
المنسي وحاضرها المهدد ومستقبلها الشائه الذي لا تبدو له ملامح أو
تكوينات.


* * السبت: المتآمـرون



لولا مصر والسعودية.. الدولتان الأكبر عربياً وإسلامياً.. ومعهما الدول المعتدلة.. لضاع العرب وأسدل الستار عليهم تماماً.


باقي الدول.. أصبحت جزراً منعزلة.. بعضها شارد يعيش في مشاكل داخلية
وخارجية قاصمة. والبعض الآخر سلموا قيادهم لإيران طواعية أو قهراً ثم
تعملقوا فجأة وشكلوا فيما بينهم حلفاً ضد الكبار والمعتدلين علي حد سواء
فاتسعت الخروق في الثوب العربي المتهتك أصلاً.

ولا أدري.. أي جنون هذا الذي يصور للأقزام انهم عمالقة؟.. وبأي أمارة يستأسدون أو يستنسرون وهم أصلاً بلا أنياب ومخالب.


* * *


ان المجتمع العربي يقوم أساساً علي احترام الصغير للكبير.. ولكن
ياللعجب.. نجد الصغار اليوم يتطاولون علي الكبار ويحاولون مزاحمتهم في
الطول والمكانة.

ما يحدث علي الساحة العربية الآن.. ينسف قيماً ومبادئ وتاريخاً.
ويهدد الحاضر والمستقبل.. في مؤامرة تستهدف هيمنة الفرس علي المنطقة
وتحقيق أجندتهم المدمرة.

وللأسف.. فإن المتآمرين يتخذون من القضية الفلسطينية شماعة ومطية.


* * *


عن الجانب الفلسطيني.. حدث ولا حرج.. فما يجري فيه لا يقل خطراً وبشاعة عن مثيله العربي.


الانشقاق الفلسطيني وصل إلي النخاع.. نصف الفلسطينيين يعيشون بالضفة
تحت قيادة السلطة الوطنية. والنصف الآخر يقبعون في غزة تحت احتلالين:
إسرائيل وحماس.. وهناك شاردون تلقفتهم عواصم حلف محور الشر العربي ـ
الإيراني يناضلون منها بالميكروفونات من داخل قصورهم الوارفة.

الطمع في الحكم فت في عضد الكيان الفلسطيني كله الساعي لاقامة دولته
المستقلة.. هناك شرعية يسعي الاشقاء والعدو معاً إلي إضعافها أكثر وأكثر.
وهناك حكومة مقالة لا يهمها سوي العودة للسلطة منفردة ولو غيرت المرجعية
التاريخية للفلسطينيين. وهناك عدو مستفيد من هذا الانشقاق لضرب الاثنين.
وهناك عملاء مستفيدون من هذا التردي ويعملون لصالح إيران واجندتها. وهناك
أخيراً جماعة محظورة تساعد علي شعللة الموقف لتحقيق اجندتها المنفصلة.

مصر تحاول رأب الصدع الفلسطيني باعتبار أن الملف كله في يدها.. ولكن.. متي يبلغ البنيان يوماً تمامه.. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمه؟


* * *


إذا استمر الوضع علي هذه الحال المزرية.. فسوف يبقي الفلسطينيون جزءاً
بالضفة والآخر بالقطاع تحت الحصار.. والكل مهدد بالضرب والفناء.. ولن تكون
هناك دولة اسمها الدولة الفلسطينية خاصة إذا جاء بنيامين نتنياهو للحكم في
إسرائيل.

قدر الفلسطينيين أن بعض قادتهم جعلوا قضيتهم هي قضية الفرص الضائعة..
كلما لاح شعاع أطفأوا المصابيح.. لنعود ثانية إلي أول الطريق المظلم.


* * الأحد: أموال الإعمار



اعمار غزة.. مشهد ساخر جديد.. هناك مليارات مرصودة لهذا الغرض.. فمن يتسلمها ويتولي الانفاق ؟


الوضع الطبيعي أن تكون هذه الجهة هي السلطة الوطنية الفلسطينية.. إلا
أن المقاومة تريد أن تستأثر بالكعكة.. وبعض دول العالم قررت ألا تعطي هذا
أو ذاك وستوجه المساعدات للمنظمات الدولية مثل الأونروا لكي تنفق بنفسها
علي إعادة الإعمار.

الأمر الهزلي فعلاً.. ان تطالب المقاومة بهذه المساعدات لتنفق هي..
رغم أنها سبب الدمار.. وعندما رأي البعض أن الأموال لن تذهب إليهم..
توجهوا إلي رأس الأفعي إيران التي تحركهم كعرائس المسرح لطلب المساعدات
بهدف اكتساب الشرعية فهم أيضا بلا أنياب ولا مخالب وحتي يظهروا لشعبهم
وللدنيا بأسرها بأنهم يساعدون الشعب.

إن الأموال الإيرانية أو القطرية أو الاخوانية لن تكون لوجه الله..
كما انها لن تذهب للإعمار فقط..لذا.. فإنني أميل إلي تشكيل هيئة عربية
برئاسة مصر تكون مهمتها الإشراف علي الإعمار.


* * الاثنين: دروع بشرية مزدوجة



تكشف فصل جديد في مأساة غزة.. هو بكل المقاييس "مسخرة" تحتاج إلي حساب.


هذه المهزلة كشفت عنها صحيفة "التايمز" البريطانية من أن إسرائيل وحماس استخدمتا المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية لهما.


تتلخص المهزلة في ان قناصي حماس يدخلون أي بيت ويعتلون السطح ويمنعون السكان من مغادرة المنزل خاصة أطفالهم حتي يبدو كل شيء طبيعياً.


نفس الفكر استخدمه الإسرائيليون في العديد من البيوت.


إجراء غير إنساني بالمرة يتناقض مع أبسط قواعد القانون الدولي.. فمن يحاسب هؤلاء.. وهؤلاء؟



* * الثلاثاء: هربوا.. إلي الجحيم



* ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الثلاثاء الماضي نقلاً عن مصدر
سعودي مسئول أن 11 سعوديا هربوا من السعودية بعد أن تم الإفراج عنهم من
معتقل جوانتانامو.

وتساءلت: أين ذهبوا؟


* * الأمر لا يحتاج إلي جهد أو عبقرية.. فهؤلاء يمكن العثور عليهم في
أي من الجهات الست الآتية: إيران.. لتدريبهم في معسكرات الإرهاب هناك ثم
دفعهم إلي حيث شاءوا . و العراق.. للانضمام إلي أنصارهم الإرهابيين.ـ . و
أفغانستان.. نفس الشيء. . و غزة.. للحرب إلي جوار المقاومة . و جنوب
لبنان.. للاستعانة بهم فـي خدمـة ميليشـيات حـزب اللـه . و الصومال..
لينضموا إلي القراصنة.

لا اعتقد أن هناك جهة سابعة سوي "القبور".. ولا أظن أنهم ماتوا.



* * الأربعاء: إلا إسرائيل!!



يسعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلي إجراء محادثات مع روسيا تستهدف
التوصل إلي اتفاقية لتقليص مخزون البلدين من الأسلحة النووية إلي ألف رأس
لكل منهما ومراجعة خطة الرئيس السابق جورج بوش لبناء درع صاروخية في
أوروبا الشرقية والتي عارضتها روسيا بشدة.

إذا اتفقت الدولتان علي خفض عدد الرءوس النووية فإن ذلك سيشكل ضغطاً
علي باقي الدول النووية لتقليص رءوسها وفي مقدمتها بريطانيا التي تملك 160
صاروخاً نووياً.

لكن.. هل ستستجيب إسرائيل لمثل هذا الخفض خاصة انها تملك 200 رأس نووية علي الأقل؟


لا اعتقد أن إسرائيل ستعير هذا الاتفاق اهتماماً ولن تطالبها أمريكا
بأي التزام.. والتبرير الأمريكي جاهز من الآن. ان هناك فرقاً كبيراً بين
وجود ألف رأس أمريكي أو روسي و200 رأس "فقط" لإسرائيل!!


* * الخميس: ثلاثـة × واحـد



* هذا عدو صريح وواضح لا تخشاه.. فهو محدد الوجود والهدف والأسلحة.
لكن كن علي حذر من الصديق الزائف صاحب المصلحة.. انه الخطر الحقيقي..
فمودته غدر. ومعسول كلامه دمار. ونصائحه تفوق في نتائجها مذبحة القلعة.

أنا أحذر منه بطبعي.. ولأنك تجده أمامك في كل مكان.. فنصيحتي لك ألا تعطل حاسة واحدة من حواسك الخمسة وأنت معه.


* لا تأمن لحقير.. فكما يتفق معك علي الغير.. تأكد أنه يحاربك عن طريق طرف ثالث!!


* البعض كالأفعي الملساء تكمن لتلدغ ظنا أن أحداً لا يشعر بها وهي
تتحرك.. رغم ان فحيحها مسموع ليس في الغرف المغلقة فقط.. بل وفي الهواء
الطلق أيضاً!!

للأسف.. الثلاثة.. لشخص واحد!!



* * الجمعة: كلمات.. لكل العصور



قال تعالي:


"..... ¤ّلا تيطىعً مّنً أّغًفّلًنّا قّلًبّهي عّن ذىكًرىنّا
¤ّاتَّبّعّ هّوّاهي ¤ّكّانّ أّمًريهي فيريطْا " الكهف ـ 28

أخبار.. في أشعار


* ستبدي لـك الأيـام ما كـنت جاهـلاً..


ويأتيـك بالأخبـار مـن لـم تـزود


* إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسـه..


فصدر الذي يستودع السر أضيق


* لا تسـأل المـرء عـن خلائقـه..


فـي وجهـه شـاهد مـن الخبـر


* ولا تجلـس إلـي أهـل الدنـايا..


فـإن خلائـق السـفهاء تعـدي


* جراحـات السـنان لـها التئـام..


ولا يلتـام مـا جـرح اللسـان


* إن القلـوب إذا تنافـر ودهـا..


مثـل الزجاجـة كسـرها لا يجبـر


* لكـل داء دواء يسـتطب بـه ..


إلا الحماقـة أعيـت مـن يـداويها


* إذا جاريـت فـي خلـق دنـيا..


فأنـت ومـن تجاريـه سـواء


يعيش المـرء مـا اسـتحيا بخيـر..


ويبقـي العـدو مـا بقـي اللحـاء


فـلا واللـه مـا في العـيش خيـر..


ولا الدنيـا إذا ذهـب الحيـاء


إذا لـم تخـش عاقبـة الليالـي..


ولـم تسـتح فاصـنع مـا تشـاء